المجموعة 2
1. مرجع الضمير "هو" في قوله تعالى: {وما هو بقول شيطان رجيم}
مرجع الضمير "هو" إلى القرآن، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
قال ابن كثير رحمه الله: "وما هذا القرآن بقول شيطانٍ رجيمٍ، أي: لا يقدر على حمله ولا يريده ولا ينبغي له، كما قال: {وما تنزّلت به الشّياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنّهم عن السّمع لمعزولون}".
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ}لمَّا ذكرَ جلالةَ كتابِهِ وفضله بذكرِ الرسولينِ الكريمينِ، اللذين وصلَ إلى الناسِ على أيديهمَا، وأثنى اللهُ عليهما بما أثنَى، دفعَ عنهُ كلَّ آفةٍ ونقصٍ مما يقدحُ في صدقهِ، فقالَ: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ}أي: في غايةِ البعدِ عن اللهِ وعن قربِهِ).
2. المراد بالإخبات في قوله تعالى: {وأخبتوا إلى ربهم}
أورد البغوي والقرطبي في المراد من {أخبتوا} أقوالًا عن السلف:
القول الأول: خافوا، وهو قول ابن عباس، وقريب منه قول الحسن.
القول الثاني: أنابوا، قاله قتادة، وهو مروي أيضًا عن ابن عباس، واختاره القرطبي.
القول الثالث: اطمأنوا وأطاعوا، قاله مجاهد، واختاره القرطبي.
القول الرابع: خشعوا وخضعوا، قاله الحسن، وهو قول آخر عن قتادة، وضعفه البغوي بينما اختاره القرطبي.
القول الخامس: أخلصوا، قاله مقاتل.
فالإخبات:الاطمئنان الدافع لإخلاص الطاعة وأدائها بخشوع مع الإنابة المستمرة الممزوجة بالخوف، وهو المعنى المستفاد من أصل الإخبات: الاستواء والاتساع.
وهو خلاصة ما ورد عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن ومقاتل كما أورد عنهم البغوي والقرطبي.
وبالنظر لى هذه الأقوال فإنّ المراد بالإخبات هو الخشوع والإطمئنان ، أو الإنابة إلى الله عز وجل المستمرة ذلك على إستواء ، وهذا قول القرطبي ذكره في تفسيره .
وهو حاصل أقوال ابن عباس وقتادة ومجاهد والتى أوردها البغوي والقرطبي كلٌّ في تفسير ، وقول مقاتل والحسن والتى أوردها القرطبي في تفسيره.