دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 12:20 AM
رحاب محمود العجيلي رحاب محمود العجيلي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 5
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة المجموعة الأولى
1- اذكر ثلاثة أدلة على فضل سورة الفاتحة.
1- حديث أبي سعيد بن المعلي رضي الله عنه، قال كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي، فقال: ألم يقل الله: " استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " .
ثم قال لي: ( لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد) . ثم أخذ بيذي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: ( ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ، فقال: "الحمد لله رب العالمين " هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته).
2- حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم).
3- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه، فالتفت إليه النبي صلي الله عليه وسلم فقال: (ألا أخبرك بأفضل القرآن، قال: فتلا عليه "الحمد لله رب العالمين").
2- ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ب. الوافية
سميت أم الكتاب : ورد بهذا الإسم أحاديث وأثار صحيحة منها:
-فمن الاحاديث ما رواه البخاري من حديث عبد الله ابن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب.
- ومن الاثار ما رواه مسلم من حديث حبيب المعلم، عن عطاء قال: قال أبو هريرة (في كل صلاة قراءه فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم، أسمعناكم، وما أخفى منا، أحببناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل(
قال البخاري في صحيحه: و سميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، و يبدأ بقراءتها في الصلاة).
- وقد روي عن بعض السلف كراهة تسمية الفاتحه بأم الكتاب، لأنه اسم من أسماء اللوح المحفوظ كما في قوله تعالى "وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم"، وقوله: "وعنده أم الكتاب"
- والصواب صحه التسمية بهذا الاسم لثبوت النص به، ولأن تسمية اللوح المحفوظ بأم الكتاب لا تمنع اشتراك الاسم، وقد قال الله تعالى: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه أيات محكمات هن أم الكتاب" أي معظمه وأصله الذي ترجع إليه معانيه وما تشابه منه، فتسمية الآيات المحكمات بأم الكتاب لا يعارض تسمية اللوح المحفوظ بهذا الاسم، فكذلك لا يمتنع ان تسمي الفاتحة بهذا الاسم.
الوافية : قال عبد الجبار بن العلاء: (كان سفيان بن عيينة يسمي فاتحة الكتاب: الوافية)
وفي معنى تسميتها بالوافية قولان:
القول الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كل ركعة، وهذا قول الثعلبي.
قال الثعلبي: (وتفسيرها لأنها لا تنصف، ولا تحتمل الاجتزاء، ألا ترى أن كل سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نصف الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز).
والقول الثاني: لأنها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري،.

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا ؟
هو قول مجاهد بن جبر، ولكن نسب خطأ إلى أبي هريرة والزهري.
قال ابن حجر العسقلاني: (وأغرب بعض المتأخرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة الزهري وعطاء بن يسار).
-ونسبة القول بأن الفاتحة مدنية إلي أبي هريرة رضي الله عنه لها علة ينبغي أن تًبين:
فقد روي أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:( رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة).
وهذا الإيمان رجاله ثقات إلا أنه منقطع، فإن مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
وقد سئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: (يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه، فراوه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد عن قوله وهو الصواب).
فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكن وصله إلى أبي هريرة خطأ.
قال الحسين بن الفضل البجلي: ( لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنه تفرد بها، والعلماء على خلافه ).
-وأما نسبة هذا القول إلى محمد بن مسلم الزهري فلأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن " المنسوب إليه، وأنه عد الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسعاده الوليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث.
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
وأما نزولها من كنز تحت العرش فروي فيه حديثان ضعيفان:
1- حديث صالح بن بشير عن ثابت عن انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ( إن الله عز وجل أعطاني فيما به علي، إني أعطيتك فاتحة الكتاب، و هي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين). وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
2- حديث العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن فاتحة الكتاب، فقالو حدثني نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم تغير لونه، ورددها ساعة حين ذكر النبي صلي الله عليه وسلم ثم قال:( أنها نزلت من كنز تحت العرش) وهو ضعيف لإنقطاع إسناده،فإن فضيلاً لم يدرك على بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقد صح من حديث حذيفة بن اليمان وحديث أبي ذر رضي الله عنهما أن الذي نزل تحت العرش خواتيم سورة البقرة.
س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
اختلف العلماء في عد البسملة آية من سورة الفاتحة علي قولين:
القول الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العد المكي والعد الكوفي.
وقد صح هذا القول عن علي بن أبي طالب وبن عباس رضي الله عنهما.
روى أسباط بن نصر، عن السدي، عن عبد خير قال: سئل علي رضي الله عنه، عن السبع المثاني، فقال " الحمد لله" ، فقيل له: إنما هي ست آيات.
فقال: " بسم الله الرحمن الرحيم" آية.
واستدل لهذا القول بأحاديث منها: حديث أبي هريرة مرفوعا وموقوفا: (إذا قرأتم "الحمد لله " فاقرءوا: " بسم الله الرحمن الرحيم"، إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و " بسم الله الرحمن الرحيم" إحداها).
القول الثاني : لا تعد البسملة من آيات سورة الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد.
وهؤلاء يعدون "أنعمت عليهم " رأس آية.
واستدل لهذا القول بأحاديث منها:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد " الحمد لله رب العالمين"، قال الله تعالى: حمدي عبدي، وإذا قال: " الرحمن الرحيم"، قال الله تعالى : أثنى على عبدي، وإذا قال: "مالك يوم الدين"، قال: مجاني عبدي- وقال مرة فرض إلى عبدي-فإذا قال: "إياك نعبد وإياك نستعين" قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: " اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين " قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).
والصواب أن الخلاف في عد البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين ملتقيان عن القراء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلي قراء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.
قال الحافظ أين الجاري في النشر : ( والذي معتقده أن كليهما صحيح ، وأن كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات).
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
فى خلق الله أشياء مؤذية وضارة، وقد ضمن الله لعباده المؤمنين إعاذتهم إذا أحسنوا الإستعاذة به ، كما قال ( ولئن استعاذني لأعيذنه) .
ولو قدر خلو العالم الدنيوي من الشرور التي يستعاذ منها لفات على العباد فضيلة التعبد لله تعالى بالاستعاذة به، وفاتهم من المعارف الإيمانية الجليلة، والعبادات العظيمة ما يناسب ذلك.
والنفس البشرية إذا أمنت المضار ارتاحت إلى اتباع الهوى وطول الأمل ودخل عليها من العلل والآفات ما يسوء به الحال والمآل؛ فكان من حكمة الله تعالى أن قدر من أقدار الشر ما يحمل عباده على الاستعاذة به جل وعلا واتباع هداه، فتتطهر قلوبهم وتتزكى نفوسهم وتصلح أحوالهم وتحسن عواقبهم، وقد قال الله تعالى " ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون"
فتقدير المشقة والضرر لا يريد الله به أن يجعل على عباده المؤمنين حرجاً أو يكلفهم ما لا يطيقون، وإنما يريد به أن يطهرهم، وأن تتهيأ نفوسهم لإنعامه الخاص الذي يختص به من يستجيب له ويتبع هداه.
والمقصود أن الحوادث والابتلاءات مجال رحب يعرف العباد بربهم عزوجل وبأسمائه وصفاته، ليجدوا ما أخبر الله به وما وعدهم به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم صدقاً وحقاً.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 12:37 AM
إيمان الأنصاري إيمان الأنصاري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: السودان
المشاركات: 175
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم , أجيب على أسئلة المجموعة الخامسة بإذن الله كالآتي :

1⃣الضعف في المرويات له سببان أساسيان :
السبب الأول : ضعف السند , وهو سلسلة الرواة الذين ينقلون لنا الرواية , فقد يكون منهم كذاب اشتهر بالوضع مثلا فيصبح حديثه ضعيفا , وقد يكون هناك انقطاع بين رجلين في السند بحيث أنهما لم يلتقيا ويترتب على هذا وجود شخص مجهول لم يتم ذكره في السند , إلى غير ذلك من أسباب الطعن في السند وقد يكون هناك أسانيد أخرى تجبر هذا الضعف الحاصل فيصبح الحديث حسنا بمجموع الطرق , وقد لا يرتقي لذلك والذي يحدد هذه المسألة هم علماء الحديث المختصين بالرجال والجرح والتعديل جزاهم الله عنا خيرا.
السبب الثاني : الطعن في المتن , لوجود نكارة فيه , ومعارضته لأصل ثابت مثلا , وهذه المتون قسمها العلماء إلى ثلاث :
1. ما يكون صحيح المعنى لكونه يوافق حديثا صحيحا فهذا لا نرويه ونكتفي بالصحيح عنه , مثاله قولهم عن الفاتحة (فيها عوض عما سواها وليس في غيرها عنها عوض) وهذا يوافق الحديث الصحيح (ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور مثلها) .
2. ما نسكت عن صحته من عدمها كقولهم (فاتحة الكتاب شفاء من كل داء) فنحن نعلم أن القرآن كله شفاء وورد في الفاتحة من فضلها الصحيح في حديث الرجل السليم (وما يدريك أنها رقية) ولكنه عليه الصلاة والسلام لم يقل أنها شفاء من كل داء وإن كنا لا نستبعد ذلك لمن كان موقنا ففضل الله واسع.
3.أحاديث منكرة المتن جدا يردها العقل قبل النقل مثل ما ورد في فضائل الفاتحة أنها (ترجح بالقرآن سبع مرات) وأنها تقرأ عند النوم , وأنها نزلت من كنز تحت العرش , فكل ذلك لا يستقيم عند أهل المعرفة بالحديث لا رواية ولا دراية.

2⃣ اختلف المفسرون في سورة الفاتحة أمكية هي ? أم مدنية ? على أقوال نجملها فيما يلي :
القول الأول : أنها مكية وهو ما عليه جماهير المفسرين وأهل العلم ودليلهم قوله تعالى (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) والسبع المثاني فسرها النبي ~صل الله عليه وسلم ~ أنها سورة الفاتحة , وهذه الآية هي من سورة الحجر التي اتفق المفسرون أنها مكية .
كما استدل ابن عطية ~رحمه الله ~ بوجه آخر وهو أن الصلاة فرضت في مكة , ولم يحفظ أحد أنه كانت صلاة قط بدون فاتحة الكتاب .
القول الثاني : أنها مدنية , وصح هذا عن مجاهد بن جبر ~رحمه الله ~ وعدها العلماء من كبواته مع جليل مكانته في التفسير خصوصا , وروي عن غيره من السلف ولطن عند التحقق من نسبة القول إليهم لم يثبت ذلك وإنما ذاع وانتشر حتى أوهم أن في المسألة خلافا قويا والسبب نقل المفسرين بعضهم عن بعض دون تثبت ورحم الله من قال : إن آفة العلم التقليد.
القول الثالث : أنها نزلت مرتان مرة بمكة ومرة بالمدينة وهذه محاولة للجمع بين القولين الأولين ولكنها مردودة , إذ القول بمثل هذا يحتاج لدليل وإلا فالوقوف.
القول الرابع : أن نصفها نزل بمكة ونصفها بالمدينة وأورد هذا الخبر بن كثير ~ رحمه الله ~ وغيره من باب النقل لا الاعتقاد ثم قال عنه : غريب جدا , وهو كما قال رحمه الله.
وبعد النظر السريع لهذه الاتجاهات يترجح لدينا أن الأول هو المتعين الذي لا معدل عنه والله أعلم.

3⃣ نصت الآية التي في سورة الحجر وهي قوله عز وجل : (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) أن آيات سورة الفاتحة سبع ونقل الإجماع على ذلك بين العلماء كابن جرير , وبن عطية , وشيخ الإسلام وبن كثير ,وغيرهم , وما سواه فشاذ .

4⃣ الاستعاذة التي هي من أجل العبادات لمن تأمل أثرها في القلب يعلم أنها كغيرها من العبادات لابد لتحقق أثرها وظهور ثمرتها في الدنيا والآخرة من تحقق شرطي قبول العمل وهما :
1. الإخلاص : فبقدر ما يمتلئ قلب المستعيذ بحب الله , وخوفه ورجاءه , والتوكل عليه , وشعوره بالفاقة والحاجة لأن يعيذه ربه ويتولاه يتحقق له ما طلب.
2. المتابعة: ونعني بها أن يلتزم المستعيذ بالأوراد الشرعية الصحيحة الثابتة عن النبي ~ صل الله عليه وسلم~ وأن يكون متبعا لسنة النبي في شأنه كله مستقيما على أمر الله , تائبا نادما مستغفرا كلما قصر .
وهكذا يترقى العبد في مراتب التقوى والإحسان محاولا الحصول على ولاية الله حتى يتحقق له وعد (ولئن استعاذني لأعيذنه) نسأل الله من فضله .

5⃣تفسير مختصر للإستعاذة:
* أعوذ بالله : التجئ واحتمي واستجير واستعصم بجناب الله سبحانه وتعالى الذي هو على كل شئ قدير والذي لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه .
* من الشيطان : أصل الشيطان عند أهل اللغة فيه اشتقاقان :
1.من شطن إذا بعد وعسر يقال : نوى شطون أي بعيد وصعب الوصول .
2. من شاط أو تشيط إذا احترق لأن الشيطان مخلوق من نار .
لكن القول الأول أرجح لأن شاعر العرب أمية بن الصلت قال متحدثا عن سليمان ~عليه السلام ~ أيما شاطن عصاه عكاه فلو كان الشيطان من شاط لقال (أيما شائط عصاه) .
والعرب تسمي كل بعيد عن الخير شيطانا سواءا كان من الجن أو الإنس وحتى الحيوانات كما قال رسول الله ~ صل الله عليه وسلم ~ : الكلب الأسود شيطان , وقال عمر ~ رضي الله عنه ~ لما ركب برذونا يتبختر : ما حملتموني إلا على شيطان .
* الرجيم : أصل الرجم الرمي , وقد يكون بأمر حسي كالرجم بالحجارة أو الرجم بالشهب , وقد يكون معنويا كالقذف بالزنا والرمي بغيرها من التهم ,
أما رجيم في حق الشيطان :
1.قد يكون وزن فعيل دال على مفعول كما يقال (قتيل أي مقتول) فيكون الشيطان من هذا المنطلق مرجوما مقذوفا بالشهب كما صح في القرآن ومرجوما موصوفا بكل نعت سئ فهو عدو وهو معلون إلى غير ذلك .
2. تأتي صيغة فعيل ويراد منها اسم الفاعل فيكون معنى رجيم راجم أي أن الشيطان هو الذي يرمي غيره بالوساوس الربائث ويثبطهم عن الطاعات ويزين لهم الخبائث , يلقي إليهم الشبهات ويروجها ويثير فيهم الشهوات ويؤججها , هذا حاله في كل زمان ومكان , ونسأل الله أن يعيذنا منه ومنه شره .

6⃣ سبحان الذي دقت في كل شئ حكمته , سبحان القائل (ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم) وهكذا قدره عز وجل حتى ما يبدو لنا شرا هو عين الخير , ومن ذلك ما أراده من خلق الشر في بعض المخلوقات والتي قد تسبب الأذى لبعض الناس فيخافونها ويلجأون لله خالقها الذي هو آخذ بناصيتها معترفين :
1.بعجزهم وأن لا حول ولا قوة إلا بربهم فهم الفقراء وهو الغني.
2.شاهدين له بكمال الأسماء والصفات والقدرة المطلقة .
3.صادقين في دعائهم مخلصين لا يرجون إلاه ولا يخافون سواه .
4.محبين لربهم الذي يكلؤهم بالليل والنهار , ويسخر لهم المعقبات من بين أيديهم ومن خلفهم يحفظونهم من أمر الله.
5. مجتهدين في اتباع ما علمهم إياه رسولهم من التعوذات , ومقتدين بهداه وسنته في الصغير والكبير حتى ينالوا ولاية ربهم .

فأين كانت ستكون هذه المعاني الإيمانية العظيمة , والعبادات القلبية لو لم يقدر عز وجل وجود بعض الشرور التي تدفع الناس دفعا لبابه سبحانه? رضينا به ربا حكيما مدبرا

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 12:58 AM
زينب العازمي زينب العازمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 159
افتراضي

المجلس الثاني في برنامج اعداد المفسر للمستوى


المجموعة الأولى:


س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة

📚 حديث ابي سعيد بن المعلي رضي الله عنه ؛ قال ؛ كنت اصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم أجبه ، فقلت ؛ يا رسول الله إني كنت أصلي ؛ فقال (( الم يقل الله (( استجيبوا لِلِه وللرسول إذا دعاكم لما يُحيِيكم ))
ثم قال لي (( لأعلمنك سوره عي اعظم السور في القران ، قبل ان تخرج من المسجد )). ثم اخذ بيدي ، فلما أراد ان يخرج ؛ قلت له (( الم تقل الاعلمنك سوره عي اعظم سوره في القران )) قال (( الحمدالله رب العالمين )) هي سبع المثاني



📚. حديث ابي هريره رضي الله عنه ، قال ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ام القران هي السبع المثاني ، والقران العظيم ))


📚 حديث أنس بن مالك ؛ قال ( كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه ؛ فالتفت إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال (( الا اخبرك بأفضل القرآن )) قال ؛ فتلا عليه (( الحمدالله رب العالمين

. 🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي

:
أ. أم الكتاب.

📚 أن يبدأ بكتابتها في المصاحف ، ويبدا في قراءتها في كل صلاه

ب. الوافية

📚 لها قولان ؛ _

1/ لانها لا تقول إلا وافيه في كل ركعه

2/ لانها وافيه بما في القران من المعاني

🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟

📚 لا تصح عنهم

<ولا أصل لها فيما. بين أيدينا من الكتب المسنده >

* وينبغي لطالب علم التفسير ان يتبينه و يعلم ان الاقوال المنسوبة الى المفسرين نوعين ؛-

النوع الاول ؛ أقوال منصوصه( تدل بنصها ع ما استدل عليه )

النوع الثاني ؛ أقوال مستخرجه من أصحابها ( لم يقولوا بنصها وإنما فهمت من قصه وقعت لهم او من نص اخر ع مسأله آخرى )

🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳


س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟

📚لا

روي فيها احاديث ضعيفه


🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳


س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.


📚 وفي هذي المساله قولين ؛ _


* القول الاول ؛ البسملة ايه من الفاتحه ، وهذا قول للشافعي وفيها العد المكي والعد الكوفي

🚦 في العد المكي. هو. المروي عبدالله بن كثير المكي مقرئ اهل مكه .

🚦 العد الكوفي هو المروي ابو عبدالرحمن الكوفي مقرئ اهل الكوفه

📚 حديث ابن جريج ، عن عبدالله بن ابي مليكه عن ام سلمه انها سُئلت عن قراءه رسول الله عليه الصلاه والسلام فقالت ( كان يقطع قراءته ) آيه آيه ( بِسْم الله الرحمن الرحيم ). ، ( الحمدالله رب العالمين )

📚 حديث ابي هريره رضي الله عنه مرفوعا وموقوفا (( إذا قرأتم ( الحمدالله ) فأقرءوا ( بِسْم الله الرحمن الرحيم )) انها ام القران

🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.


النفس اليشريه قد تواجه من الأضرار والشرور ما يسئ حالها فكان من حكمه الله تعالى ان قدر من أقدار الشر ما يحمل عباده على الاستعاذه بِه جلاه وعلاه ، فتتطهر قلوب العباد وتزكي الانفس وتصلح احوالهم

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 01:21 AM
ليلى بنت إبراهيم ليلى بنت إبراهيم غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 46
افتراضي

المجموعة الخامسة :
س١ / بيّن أنواع الضعف في المرويات :
الضعف في المرويات إمّا أن يكون من جهة السند أو المتن :
من جهة الإسناد على درجتين :
١/الضعف الشديد : مايكون من رواية متروكي الحديث من الكذابين والمتهمين بالكذب وروايتهم لا تتقوى بتعدد الطرق .
٢/ضعف غير شديد :وهو مايقبل التقوية بتعدد الطرق وهو على أنواع فمنه مايكون برواية ضعيف الضبط ومنه مايكون من رواية بعض المدلّسين وغير ذلك من العلل التي تضعف الإسناد في نفسه لكنها لاتمنع تقويته بتعدد الطرق .
فلو تعددت طرقه ولم يكن في متنه نكارة فيُحكم بصحته .
واختلف أهل العلم في مالم تتعدد طرقه ولم يكن في متنه نكارة فمنهم من رأى التوسع في مروياتها في الفضائل ونحوها ومنهم من يشدد فأما ما يكون شديد الضعف في الإسناد أو منكر المتن لا يُقبل .
والمتون التي تُروى بأسانيد ضعيفة على ثلاثة أنواع :
١/متون صحيحة المعنى لانكارة فيها ، قد دلت عليها أدلة أخرى ،فيغني الاستدلال بالدليل الصحيح عن الاستدلال بما كان اسناده ضعيف .
٢/مايتوقف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح فتُرد حكماً لضعف إسنادها ، لكن لايقتضي ذلك نفي المتن ولا إثباته ،إلا أن يظهر لأحد من أهل العلم وجه من أوجه الاستدلال المعتبرة فيحكم بنفيه أو إثباته.
٣/مايكون في متنه نكارة أو مخالفة لنصوص صحيحة أو مجازفة بكلام عظيم لايُحتمل من ضعفاء الرواة .
وقد يقع في بعض المرويات مايتردد بين نوعين ومايختلف فيه أهل العلم تصحيحاً و تضعيفاً .

س٢/بين باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها :
اختلف العلماء على أقوال :
القول الأول* / سورة مكية : قول أبي العالية الرياحي والربيع بن أنس وروي عن* عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس والحسن البصري .
دليلهم : استدلوا بقوله تعالى:{ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم }وهي من سورة الحجر وهي مكية باتفاق .
وقد صحت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم سورة الفاتحة .
وهذا القول هو قول جمهور المفسرين .

القول الثاني : أنها مدنية : قول مجاهد بن جبر وقد نُسب خطأ إلى أبي هريرة وعطاء بن يسار والزهري وقد حكى هذا القول جماعة من العلماء منهم ابن الجوزي والقرطبي وابن كثير وكثر تداولها في كتب التفسير وعلوم القرآن وزاد بعضهم على بعض ووقع في بعض هذه الأسماء تصحيف .
فمن رأى كثرة من نُسب إليهم هذا القول ظن أن المسألة خلافاً قوياً وهي لاتصح عنهم ولا أصل لها .
القول الثالث : نزلت مرتين : مرة بمكة ومرة بالمدينة : نسبه الثعلبي والواحدي إلى الحسن بن فضل البجلي .
قال الواحدي : وقال الحسن بن الفضل سميت مثاني لأنها نزلت مرتين اثنتين :مرة بمكة في أوائل مانزل من القرآن ومرة في المدينة .وقد حمل الشوكاني هذا القول على إرادة الجمع بين القولين المتقدمين وهو جمع فيه نظر والقول بتكرار النزول لا يصح إلا بدليل صحيح . والحاصل أن هذا قول ضعيف وقد لاتصح نسبته إلى الحسن بن الفضل .
القول الرابع: نزل نصفها بمكة ونصفها الآخر بالمدينة وهذا القول ذكره أبو الليث السمرقندي وقال : (ويقال : نصفها نزل بمكة ونصفها نزل بالمدينة )وهو قول باطل ذكره القرطبي وابن كثير من باب جمع ماقيل في هذه المسألة لا على سبيل الإقرار .
والخلاصة : أن سورة الفاتحة مكية لقول الله تعالى : { ولقظ آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم } وقد صح تفسير النبي صلى الله عليه وسلم أن السبع المثاني فاتحة الكتاب وسورة الحجر مكية باتفاق العلماء .

س٣/ بيّن دلالة النص على أن سورة الفاتحة سبع آيات :
لقول الله تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم } مع ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسيرها بسورة الفاتحة فينصرف العدد إلى آياتها .

س٤ /كيف يكون تحقيق الإستعاذة ؟
بأمرين : ١/ التجاء القلب إلى الله وسؤال إعاذته بصدق وإخلاص مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله وحده .
٢/ اتباع هدى الله سبحانه فيما أمر به ليعيذه ، ومن ذلك اتباع الأسباب التي أمر الله بها واجتناب مانهى عنه .

س٥ / اشرح بإيجاز معنى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
الاستعاذة : الالتجاء إلى من بيده العصمة من شر مايستعاذ منه والاعتصام به .
الشيطان :مشتق من (شطن) وهو لفظ جامع للبعد والمشقة والالتواء والعسر [على الصحيح ]

الرجيم :بمعنى مرجوم كما يُقال : لعين بمعنى ملعون ، وقيل : بمعنى راجم أي يرجم الناس بالوساوس والربائث [الربيثة مايحبس المرء عن حاجته وتثبيطه ]

فيكون المعنى : ألتجىء* إلى الله وأعتصم به من الشيطان الرجيم .

س٦ / مالحكمة من وجود مايُستعاذ منه ؟
حتى يقوم العبد بالعبادات العظيمة والمعارف الإيمانية الجليلة فيقوم فيه الرجاء والخوف والمحبة لله سبحانه ويلجأ لله وحده ولو خلت الدنيا من الشرور التي يستعاذ منها لفات على العباد فضيلة التعبد بالاستعاذة والعبادات القلبية المصاحبة لها
وحتى يتطهر القلب ويتزكى ولا يغريه طول الأمل .
وليتعرف العبد على أسماء الله سبحانه وصفاته ويتعبده بها.*

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 01:43 AM
ناريمان حسن ناريمان حسن غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 13
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه أسئلة حلِّ مجلسِ المُذاكرة الثاني وبالله التوفيق.

الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf المجلس الثاني من المعهد ناريمان حسن.pdf‏ (204.7 كيلوبايت, المشاهدات 5)
رد مع اقتباس
  #31  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 02:15 AM
بتول عبد الله بتول عبد الله غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 15
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.

سُميت سورة الفاتحة بفاتحة الكتاب لأنها أول ما يُستفتح منه و يُبدأ به أي يُفتتح بكتابتها المصاحف وبقرائتها الصلوات فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة.
وهو أكثر الأسماء ورودًا في الأحاديث والآثار الصحيحة كما حديث عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)
وفي سبب التسمية قول آخر ضعيف وهو أنها سَميت بذلك لأنها أول سورة نزلت من السماء وهو قول ضعيف مخالف لما ثبت في الأحاديث الصحيحة من أن أول ما نزل من القرآن صدر سورة " اقرأ " .


ب. السبع المثاني

المراد بالسبع آياتها ولذلك خالفت المعدود بالتذكير في اللفظ، وفي معنى تسميتها بالمثاني أقوال لأهل العلم :
القول الأول : لأنها تثنى أي تعاد في كل ركعة وأكثر ما يعاد ويكرر في القرآن
كما قال قتادة ( فاتحة الكتاب تثنى في كل ركعة مكتوبة وتطوع)
وقال ابن جرير ( وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم آياتها السبع بأنهن مثانٍ فلأنها تثنى قرائتها في كل صلاة مكتوبة وتطوع) وكذلك الحسن البصري وهو القول الأرجح والأولى وهو قول جمهور العلماء
والقول الثاني : لأن الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلم فلم يؤتها أحدًا قبله والدليل على ذلك قول ابن عباس لما سُئِل عن عن المثاني قال " هي أم القرآن ، استثناها الله لمحمد صلى الله عليه وسلم ، فرفعها في أم الكتاب فذخرها لهم حتي أخرجها لهم ، ولم يعطها لأحد قبله "
والقول الثالث : قول ابي عبيدة بن المثنى ( إنما سُميت آيات القرآن مثاني تتلو بعضها بعضًا فثنيت الأخيرة على الأولى ولها مقاطع تفصل الآية بعد الآيه حتى تنقضي السورة كما في سورة الزمر {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ }
والقول الرابع : لأنها مما يُثنى به على الله تعالى وقد ذكره الحجاج احتمالا (أي مما أثني به على الله لأن فيها حمد الله وتوحيده وذكر ملكه يوم الدين)
وهذه الأقوال مستنده على أصول لغوية صحيحة وفي نفسها معان صحيحة

س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟

سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة هو ما رواه الضعفاء والمتهمون من الأحاديث والآثار الضعيفة والواهية وما هو مجازفةً من بعض الرواة وكذلك ما أخطأ فيه بعض الثقات ومنها ما ذاع وشاع وظنه كثير من الناس صحيحًا وهو عند التحقيق ضعيف بل منه ما هو منكر مخالف لما صحَّ من النصوص ، وكثير ممن يشيع تلك المرويات إنما يحملهم عليها التماس الثواب لما ظنوه من صحتها وحسنها وهم مخطئون من جهة تسرعهم في نشر ما يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بدون تثبت ولا سؤال لأهل العلم .
وموقف طالب العلم أنه يجب أن يكون على معرفة بما شاع من تلك المرويات وأن يتبين سبب ضعفها ومرتبتها وما يُتساهل فيه وما لا يُتساهل فيه .


س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟

اسم السورة : ما وُضِع لتعيينها والدلالة عليها.
ولقب السورة : ما اشتهرت به من وصف مدح بعد تقرُّر أسمائها.

س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.

كان لنزول سورة لفاتحة شأن خاص يدل على فضلها وعظمتها ، وفيه إشارة إلى ما ينبغي أن تُتلقَّى به من حسن التلقِّي والقبول والتكريم.
والدليل على ذلك حديث ابن عباس أنه قال ( بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه ، فرفع رأسه ، فقال: "هذا باب من السماء فُتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم " فسلم وقال : (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أُعطيته )
وفي هذا الحديث من البشارات العظيمة ، وما تضمنته كل بشارة منها من كرامات جليلة للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته تستوجب شكر الله تعالى ومحبته وإتباع رضوانه
فالبشارة الأولى : أنها نور عظيم البركة واسع الهدايات جليل البصائر
فهي نور يبصِّر المؤمن بما يعرِّفه بربه وبأسمائه وصفاته ،وبمقصد خلقه والحكمة من إيجاده وأنه خُلق ليعبد الله وحده ، وبحاجته إلى عون الله تعالى في كل شؤونه والجمع بين حال العبودية والاستعانة في جميع شئونه ، وبسبب الهداية ومصدرها وسبيلها وأهلها وعاقبتهم ، وبأنه لا فلاح له إلا بالعلم النافع والعمل الصالح ، وبسوء عاقبة الذين فرطوا في العلم والعمل من المغضوب عليهم والضالين.
والبشارة الثانية : أنها تشريف و كرامة خاصة بهذه الأمة ، لم تُعطها أمة قبلها ، فيقتضي ذلك أن نتقبلها بما يحبه الله تعالى من الفرح بفضله وشكره واتباع رضوانه.
والبشارة الثالثة : أن دعاء الداعي بها مستجاب ، فالجملة الطلبية عطاؤها الإجابة والجملة الخبرية الذكر والإثابة.


س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟

الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم أنه يجب الحرص على محاولة التقصي والتثبت من نسبة الأقوال إلى قائليها وتمييز ما صح مما لم يصح مما فيه إشكال ، وبيان علل الأقوال الضعيفة وأسباب ضعفها ما أمكن ، كنسبة القول بأن سورة الفاتحة مدنية إلى أبي هريرة رضي الله عنه ، فالأقوال المنسوبة على نوعين : إما أقوال منصوصة تدل على ما استدل بها عليه ، أو أقوال مستخرجة على أصحابها لم يقولوا بنصها لكنها فُهمت من قصة وقعت لهم أو رد على مسألة أخرى .


س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .

أمر الله تعالى بالإستعاذة به ؛ وهذا الأمر يتضمن وعدًا كريمًا بإعاذة من يستعيذ به ، فمن أحسن الإستعاذة أعاذه الله كما قال تعالى في الحديث القدسي ( ولئن استعاذني لأعيذنه) والله تعالى لا يخلف الميعاد ، فالناس في الإستعاذة على درجات :
الدرجة الأولى : أصحاب الأستعاذة الباطلة ، وهي التي تخلف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة ، إما يستعيذون بالله وبغيره فيشركون به او أصحاب الإستعاذات البدعية وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
الدرجة الثانية : الاستعاذة الناقصة ، وهي التي خلت من الشرك والبدعة ، لكنها ناقصة ضعيفة لما فيها من ضعف الإلتجاء إلى الله وضعف الاستعانة به والتفريط في اتباع هداه فيستعيذ أحدهم وقلبه فيه غفلة و لهو كقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل) حيث أن الاستعاذة من الدعاء.
وكما قال ابن القيم كلاما معناه : الدعاء دواء نافع مزيل للداء لكن غفلة القلب عن الله تضعف قوته.
الدرجة الثالثة : استعاذة المتقين، وهي الصحيحة المتقبلة التي تنفع صلحبها بإذن الله وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل :
فالاستعاذة بالقلب : بأن يكون في قلب صاحبها التجاء صادق إلى الله فيؤمن أنه لا يعيذه إلاه ويتوكل عليه وحده ويحسن الظن به ويصبر ولا ينقضها أو يضعفها بالاستعجال وترك الدعاء ولا بالتسخط و الاعتراض.
وأما الاستعاذة بالقول : فتكون بذكر ما يشرع من التعويذات المأثورة وما في معناها مما يصح شرعًا كدعاء ( أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن برٌ ولا فاجر من شر ما خلق... )
وأما الاستعاذة بالعمل : فتكون باتباع هدي الله تعالي فيما يتعلق بأمر الاستعاذة.

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 02:44 AM
فاطمة سليم فاطمة سليم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 154
افتراضي

🌹 المجموعة الثانية🌹

إجابة أسئلة المجموعة الأولى :

س1 : أذكر ثلاثة أدلة على فضل سورة الفاتحة ؟
ج : ورد في فضل سورة الفاتحة أحاديث كثيرة وضحت أنها أفضل سور القرآن وأعظمها ، وأنها نور لم يؤته نبي قبل نبينا ، وأنها عظيمة القدر وجليلة المعنى وأن الصلة لا تصح إلا بها ، من هذه الأحاديث :
_ ما ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه ؛ فالتفت اليه النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال : (ألا أخبرك بأفضل القرآن, قال : فتلا عليه " الحمد لله رب العالمين " .
_ ما جاء في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما _ قال بينما جبريل قاعد عند النبي ، سمع نقيضا من فوقه ، فرفع رأسه ، فقال : (هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم ) فنزل منه ملك ، فقال : (هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم ) ، فسلم وقال : (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب , وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ) .
_ قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب).


س2 : ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي :
أم الكتاب
الوافية

ج : سورة الفاتحة من أكثر سور القرآن أسماء وألقابا ، إن دل ذلك على شيئ فهو يدل على علو قدرها وعظم فضلها ، وقد بينت هذه الأسماء والألقاب معاني جليلة عند تأمل لفظها والتفكر فيه ، ممت جعلها أدعى للتيقن بعظمها ، وسأذكر من هذه الأسماء أم الكتاب والوافية.

أولا : أم الكتاب :
سميت الفاتحة بام الكتاب لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ويبدأ بقرائتها في الصلاة ، وقد ورد في هذه التسمية أحاديث وآثار منها :
_ ما روي أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين ، وفي الركعتين الأخرتين بأم الكتاب .
_ وقد روي في الأثر عن أبي هريرة أنه قال : (في كل صلاة قراءة ، فما أسمعنا النبي – صلى الله عليه وسلم – أسمعناكم ، وما أخفى منا أخفيناه منكم ، ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه ، ومن زاد فهو أفضل ).
_وقد روي عن بعض السلف كراهة هذه التسمية ,لأنه اسم من أسماء اللوح المحفوظ, كما في قوله تعالى﴿وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ﴾ ،إلا أن الصواب صحة هذه التسمية لثبوت النص به ولأن تسمية اللوح المحفوظ بأم الكتاب لا تمنع من الإشتراك في الإسم والله أعلم .

ثانيا : الوافية :
هذا الإسم وارد عن بعض السلف ، وفي معنى هذه التسمية قولان :
الأول : أنها لا تقرأ إلا وافية في كل ركعة . حيث ان كل سورة من القرآن في الصلاة يمكن أن تجزأ أو تنصف فنقرأ في ركعة جزء منها ونكملها في الأخرى ، إلا الفاتحة فلو نصفت وقرأت في ركعتين فذاك غير جائز ، أي انها لا تحتمل الإجتزاء .

س3 : نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ، فهل يصح ذلك عنهم ؟ ولماذا ؟

ج: الأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله أنها مدنية ، إلا**أن وصله إلى أبي هريرة خطأ ، حيث روي مجاهد بسنده عن أبي هريرة – رضي الله عنه_ أنه قال : ( رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب وأنزلت بالمدينة )
وروي مختصرا بلفظ: ( أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة ).
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع ، فإن مجاهد لم يسمع من أبي هريرة ، وبذلك لا صحة لنسبة هذا القول لأبي هريرة.
وأما نسبة القول للزهري فلأجل ما روي في كتاب (تنزيل القرآن) المنسوب إليه ، وأنه عد الفاتحة أول ما نزل بالمدينة ، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث ، وبذلك لا صحة لنسبة هذا القول للزهري ، والله أعلم .

س 4 : هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش ؟

ج : روي في خبر نزول سورة الفاتحة من كنز حديثان ضعيفان :
أحدهما : أن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قال:« إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين »
_وقيل عن راويه أنه ضعيف الحديث وقيل أنه متروك الحديث .
اﻵخر : عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال:*(أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش).
_وهو ضعيف ﻹنقطاع اسناده .
_ وبذلك يتضح أنه لا صحة لنزول سورة الفاتحة من كنز تحت العرش والله أعلم .
_ والذي صح في خبر نزوله من كنز تحت العرش هي خواتيم سورة البقرة ودل على ذلك ما روي عن النبي _ صلى الله عليه وسلم_ أنه قال : *" فُضّلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي " .*

س 5 : اشرح الخلاف في مسألة عد الفاتحة آية من سورة الفاتحة .

ج : سورة الفاتحة سبع آيات بإجماع القراء والمفسرين وقد دل على ذلك النص واﻹجماع ، وأما دلالة النص : فقوله _ تعالى _ : " ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم " .
وأما اﻹجماع فقد حكاه جماعة من أهل العلم منهم ابن كثير وابن جرير وابن الجوزي وغيرهم ، كما اتفق علماء العد على أنها سبع آيات .

👈 إلا أن العلماء وقع بينهم الخلاف في عد البسملة آية من الفاتحة على قولين :
القول اﻷول :
أن البسملة آيه من الفاتحة ، وهذا قول الشافعي ، و رواية عن أحمد ، وهي كذلك في العد المكي والعد الكوفي .
وصح هذا القول عن على بن أبي طالب وابن عباس _ رضي الله عنهم _ وقد دل على ذلك قول على ابن أبي طالب _ رضي الله عنه _ لما سئل عن السبع المثاني فقال : " الحمد لله " فقيل له : إنما هي ست فقال : " بسم الله الرحمن الرحيم " آية .
☆ وقد استدل أصحاب هذا القول بأحاديث منها :
_حديث عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}).
_ وحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها)).

القول الثاني :
لا تعد البسملة آية من الفاتحة وهم يعدون " أنعمت عليهم " رأس آيه من آيات سورة الفاتحة .
وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك وهو قول باقي أصحاب العد .
☆ وقد استدل أصحاب هذا القول بأحاديث منها :
_ حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)).
_ وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها).

والصواب أن الخلاف في عد البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات حيث أن كلا القولين متلقيان عن القراء المعروفين باﻷسانيد المشتهرة إلى قراء الصحابة _ رضي الله عنهم _ ومن اختار أحد القولين كمن اختار إحدى القراءتين .

س 6 : بين الحكمة من مشروعية الاستعاذة .

ج : يستعيذ المسلم بالله في كل أموره وأحواله من شر كيد الشيطان وغيره ولهذه الاستعاذة آثارة مترتبة على قلب وعمل المسلم شرعت من أجلها الاستعاذة منها :
_ إقرار الإنسان بضعفه وقلة حيلته فالله هو القادر على كل شئ .
_ افتقاره إلى الله _عزوجل _ وشدة حاجته إليه فالله هو الغني ونحن الفقراء إليه .
_ لا يرى في أحد من البشر قدرة على منع أذى إلا الله وبالتالي فالله وحده المستحق بالعبادة والمستحق اﻹلتجاء إليه .
_ تلزم العبد بطاعة الله وتنفيذ أوامره فكيف يطلب العبد أن يحفظه الله من كيد أحد والعبد لا يحفظ أمر الله .
_ الخشية من الله وحده ﻷنه _ عزوجل _ بيده كل شئ .

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 02:45 AM
منال السيد عبده منال السيد عبده غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 126
افتراضي

المجموعه الخامسة
السؤال الاول:-
بين انواع الضعف في المرويات؟
انواع الضعف في المرويات من جهتين:-
١- من جهة الاسناد
٢- من جهة المتن
اولا ضعف الاسناد:- وهو علي درجتين:-
١- الضعف الشديد: وهو مايكون احد رواة الحديث من الكذابين ، المتهمين بالكذب، حفظه ضعيف.
هذا النوع من الضعف روايتهم لاتتقوي بتعدد الطرق ولا يعوّل عليها .
٢- الضعف غير الشديد ، وانواعه:-
ا. ان يكون من راوية راوي ضعيف الضبط.
ب. من روايه بعض المدلسين.
ج. بعض الانقطاع في السند.
هذا النوع من الضعف ممكن ان يقوي بتعدد الطرق.
ثانيا.. الضعف من جهة المتن:
وهو ثلاثة أنواع:
١- متون صحيحة المعني، قد دلت عليها ادلة اخري.
٢- مايتوقف في معناه، فلا ينفي ولا يثبت الا بدليل صحيح.
٣- ما يكون في متنه مخالفه لما صح من النصوص.

السؤال الثاني:
بين باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها؟
اختلف العلماء في نزول سورة الفاتحه علي اربعة اقوال:
القول الاول : هي مكيه .
الدليل: قوله تعالي " ولقد أتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم" وهذه الاية من سورة الحجر وهي مكيه بالاتفاق.
و المراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم هي سورة الفاتحة؛ والدليل: حديث صحيح،
عن ابي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " ام القران هي السبعالمثاني القرآن العظيم"
ومن المعلوم ان من ام القري من اسماء فاتحة الكتاب.
القول الثاني: هي مدنية.
الدليل: عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال: " رنّ ابليس حتي انزلت فاتحة الكتاب وانزلت بالمدينة"
ولكن هذا الحديث رغم ان إسناده رجاله ثقات الا انه به علة وهو انه منقطع.

القول الثالث: نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينه؛ وهو قول ضعيف.

القول الرابع: نزلت نصفها بمكة ونصفها بالمدينة؛ وهو قول باطل لا اصل له.
والقول الراجح والصواب ان سورة الفاتحة مكية وهذا لجمهور اهل العلم.

السؤال الثالث:
بين دلالة النص علي ان سورة الفاتحة سبع آيات؟
سورة الفاتحة سبع آيات، الدليل:
قال تعالي: " ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم "
وقد فسر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح ان السبع المثاني والقرآن العظيم هي ام الكتاب وام الكتاب من احدي اسماء سور الفاتحه.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " ام القران هي السبع المثاني والقرآن العظيم "
السؤال الرابع:
كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
تحقيق الاستعاذة بامرين:
١- التجاء القلب الي الله وطلب اعاذته بصدق وإخلاص، مع الاعتقاد ان النفع والضر بيد الله وحده.
٢- اتباع هدي الله فيما أمر به ليعيذه.

السؤال الخامس:
اشرح بايجاز معني " اعوذ بالله من الشيطان الرجيم"

اعوذ بمعني: ألجأ واحتمي
الشيطان : مشتق من شطن وهو لفظ جامع للبعد والمشقة والالتواء.
الرجيم : علي قولين: ١- مرجوم اي لعين ( ملعون )
٢- راجم اي يرجم الناس بالوساوس.
وبهذا يكون معني الاستعاذة:
ان الذي يستعيذ: يلتجأ ويحتمي بالله جلّ في علاه من الشيطان البعيد الملعون (المرجوم ) ؛ الراجم الناس بالوساوس.

السؤال السادس:
ما الحكمة من وجود ما يستعاذ منه؟
من حكم الله العظيمة خلق الاشياء المؤذية والضارة ومن حكمه سبحانه ان يعلم خلقه كيفيه التعوذ من هذه المخلوقات الضارة، وانه سبحانه قال في حديث الولي:" ولءن استعاذني لاعيذنه" فطمن سبحانه عباده المستعيذين بانه سبحانه سيعيذهم. "ومن اصدق من الله قيلا" .
ولو قدّر خلو العالم الدنيوي من الشرور التي يستعاذ منها، لحرم الناس من فضيلة التعبد الي الله تعالي بالاستعاذة به؛ وفات العباد من المعارف الايمانية والعبادات العظيمة ما يناسب ذلك.
قال تعالي: " ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون"
فتقدير المشقة والضرر لا يريد الله بها ان يكلف عباده ما لايطيقون، وانما يريد ان يطهرهم وان تتهيأ نفوسهم لانعامه الخاص.
سبحانك ربي ما ارحمك! ما اكرمك!
تمت الاجابة بفضل الله.
ملحوظة.. الهمز علي نبر غير متوفر في لوحه المفاتيح لدي.

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 03:12 AM
مروة أنور السروجي مروة أنور السروجي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 28
افتراضي

المجموعة الثانية :

1.وسميت فاتحة الكتاب لأنها أوّل ما يستفتح منه، أي يبدأ به.
قال ابن جرير الطبي: (وسميت فاتحة الكتاب، لانها يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها الصلوات، فهي فواتح لا يتلوها من سورالقرآن في الكتاب والقراءة.

سميت بالسبع المثاني
فالمراد بالسبع آياتها
و لمعنى تسميتها بالمثاني أقوال لأهل العلم:

القول الأول: لأنها تثنى أي تعادُ في كلّ ركعة.
قال قتاده:»فاتحة الكتاب تثنى في كلّ ركعة مكتوبة وتطوّع« رواه عبد الرزاق وابن جرير

والقول الثاني: لانّ الله تعالى استثناها لرسوله صل الله عليه وسلم فلم يؤتها أحداً قبله، وهذا القول رواه ابن جرير عن ابن عباس، وحكاه جماعة من المفسرين.
. قال سعيدٌ: قلت لابن هي أمّ القرآن، استثناها الله لمحمدٍ صلي الله عليه وسلم، فرفعها في أمّ الكتاب، فذخرها لهم حتي أخرجها لهم، ولم يعطيها لحدٍ قبله. رواه بن جرير

والقول الثالث: قول أبي عبيدة معمر بن المثنى إذ قال: (وإنما سميت آيات القرآن مثاني لانها تتلو بعضها بعضاً فثنيت الاخيرة علي الأولى ، ولا مقاطع تفصل الاية بعد الاية حتى تنقض السورة وهي كذا وكذا آية، وفي آية أخرى من الزمر تصديق ذلك.
.
والقول الرابع: لانها مما يثنى به علي الله تعالى.

والقول الخامس: الثاني ما دل على اثنين اثنين
لان حروفها وكلماتها مثناه مثل: الرحمن الرحيم، إياك وإياك.


2. سبب انتشار المرويات الضعيفه التماس الثواب لظنّ الرواه من صحة تلك الروايات وحسنها، وهم مخطئون من جهة تسرعهم في نشر ما ينسب إل النبي صل الله عليه وسلم
وأصحابه من غير تثبت او سؤالٍ أهل العلم.
ويسن بطالب علم التفسير أن يكون علي معرفة بما شاع من تلك الروايات، وأن يتبين سبب ضعفه ومرتبته، وما يتساهل فيه وما لا يستاهل فيه منها.

3.اسم السورة :ما وضع لتعيينها والدلالة عليها.
- ولقب السورة: ما اشتهرت به من وصف مدح بعدَ تقرّرِ أسمائها

4. خبر نزول سورة الفاتحة أنها مكية لقول الله تعالى :
﴿وَلقد آتيناك سبعا منَ المثاني وَالقرآنَ العظيمَ﴾
وقد صحّ تفسير النبي صلي الله عليه وسلم للمراد بالسبع المثاني أنا فاتحة الكتاب من حديث أبي بن كعب وحديث أبي سعيد بن العلي وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم

كان لنزول سورة الفاتحة شأن خاصّ يدلّ علي فضلها وعظمتها:
روى عمر بن رُزيق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبيل عن ابن عباس رضي الله عنهم أنه قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صل الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك، فقال :هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم و قال ابشر بنورين أوتيتهما لا يؤتهما نبي من قبلك
فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا
. أعطيته. رواه مسلم وابن أبي شيبة والنسائي في الكبير وغيرهم.
فالبشارة الاولي: أنها نور عظيم البركة
والبشارة الثانية: أنّ هذه السورة كرامة خاصة لهذه الامة
والبشارة الثالثة: أنّ دعاء الداعي بها مستجاب؛

سورة الفاتحة و ترتيب نزولها..
لا يصحّ في ترتيب نزول سورة الفاتحة حديث او أثر.

5. الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تنسب إلى بعض أهل العلم هو محاولة التقصي والتثبت من نسبة الأقوال إلى قائليها، وتمييز ما صحّ مما لم يصح مما فيه إشكال

6. إنّ الناس في الاستعاذة علي درجات:
الدرجة الأولى : أصحاب الاستعاذة الباطلة.
وهي الاستعاذة التي تخلف عنها أحد شرطي القبول من الاخلاص و المتابعه.

والدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة، وهي الاستعاذة التي خلت من الشك والبدعة، لكنها استعاذة ناقصة ضعيفة لان فيها من ضعف الالتجاء إل الله ، وضعف الاستعانة به، والتفريط في اتباع هداه.

الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين ، وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبلة التي تنفع أصحابها بإذن الله ، وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل

الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنين، وهي أعلي درجات الاستعاذه وأحسنها أثراً، وأصحاب هذه الدرجة هم من أوجبَ الله تعال عل نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه، وهم الذين حققوا صفات ولاية الله تعال كما في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
إن الله قال: [من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشءٍ أحبّ إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه، ولئن استعاذني لاعيذنه.

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 04:54 AM
أروى ماجد أروى ماجد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 5
افتراضي حل المجموعة الأولى

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
الدليل الأول :
حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، حيث قال قال ليالنبي صلى الله عليه وسلم: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.
الدليل الثاني :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
الدليل الثالث :
حديث العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ »
قلت: بلى.
قال: « فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها »
ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدّثني حتى بلغ قُرْبَ الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي!
قال: « فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ »
قال: فقرأت فاتحة الكتاب، قال: « هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ». رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
ورواه أبو عبيد وأحمد من طريق إسماعيل بن جعفر قال: أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وقرأ عليه أبيّ بن كعب أمَّ القرآن- فقال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني».



س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب:
كونها أول ما يكتب وأول ما يقرأ كما قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة).
ب. الوافية:
كونها لا تقرأ إلا وافية كاملة غير منقوصة في كل ركعة كما قال الثعلبي: (وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز).
وكذلك كونها مستوفية مافي القران كله من معاني .



س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
يصح لمجاهد فقط ؛ حيث روى أبو عبيد القاسم بن سلام في (فضائل القرآن) عن مجاهد، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة). يعلق الحسين البجلي: (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.

أما أبا هُريرة والزهري فلايصلح عنهم ؛ فبالنسبة لأبي هُريرة فإنه ثمة إسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، وهو ما روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»
وسبب انقطاعه كما يعلم هو أن مجاهداً ليس من الصحابة فهو لم يسمع من أبي هريرة.
وبالنسبة للزهري وكونه لم يقل بمدنيتها ؛انه إنما اعتمد على ذلك على قول رجل متروك الحديث وهو الوليد الموقري ؛ كما ذكر في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة.

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لا ؛ فالأحاديث في ذلك ضعيفة
أحدهما: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين » رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء وغيرهم كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
والأثر الآخر: حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.


س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
هناك من صرح كونها آية فمعتمد القول كان حول حديث أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
وكذلك حين سُئل علي رضي الله عنه، عن السبع المثاني، فقال: ( {الحمد لله} ).
فقيل له: إنما هي ست آيات.
فقال: ({بسم الله الرحمن الرحيم} آية). رواه الدارقطي والبيهقي.

أما أصحاب القول الثاني والذين لا يقولون بكونها آية وهم أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد.
وهؤلاء يعدّون {أنعمت عليهم} رأس آية.
واستُدلّ لهذا القول بأحاديث منها:
1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام وغيرهما.
2. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.
وعدم الجهر بالبسملة لا يقتضي عدم قراءتها، وهذه الرواية عن أنس تفسّرها الرواية الأخرى من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: «صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبي بكرٍ، وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرّحمن الرّحيم».
وقد روي عن عبد الله بن المغفّل المزني نحوه، والآثار المروية في الجهر بالبسملة وترك الجهر بها كثيرة جداً، وكثير منها ضعيف أو معلول، وهي مسألة منفصلة عن مسألة عدّ البسملة آية من الفاتحة، وإنما ذكرت هذا الحديث لاستدلال بعض أهل العلم به، وهو استدلال غير صحيح، وسيأتي لهذه المسألة مزيد تفصيل في درس البسملة إن شاء الله تعالى.

والصواب أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.
قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: (والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات)ا.هـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والفاتحة سبع آيات بالاتفاق، وقد ثبت ذلك بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فاتحة الكتاب هي السبع المثاني) وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها ويقرؤها، وكثير من السلف لا يجعلها منها ويجعل الآية السابعة {أنعمت عليهم} كما دلَّ على ذلك حديث أبي هريرة الصحيح، وكلا القولين حق؛ فهي منها من وجه، وليست منها من وجه، والفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية. ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة {أنعمت عليهم} لأن البسملة أنزلت تبعاً للسور)ا.هـ.


س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
أن الله يصرف الأمور ويقدرها وفق تدبير عجيب يلزم المرء ان يصمد اليه ويستعين به ،يجلجأ له بالمخاطر ويعتصم به في المخاوف ولو أننا عشنا في أمان تام لما أستاذنا والتجأنا ولغرقنا في لجج الهوى لذا قال الله : {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 05:15 AM
أوضاح فهد أوضاح فهد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 25
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم القرآن.
ب. سورة الصلاة.
من أسماء الفاتحة أم القرآن؛ لقولهﷺ «أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم» البخاري، وقولهﷺ : «من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج هي خداج هي خداج غير تمام» مسلم. وفي معنى تسميتها بذلك أقوال لأهل العلم يمكن إرجاعها لقولين:
الأول:لتضمنها من المعاني أصول معاني القرآن؛ فسائر سوره تفصيل وبيان لمعانيها، واحتجاج لهذه المعاني، وضرب للأمثال والقصص والعبر عليها.
ففيها حمدالله تعالى والثناء عليه وتمجيده وإفراده بالعبادة والاستعانة وسؤاله الهداية التي هي لمن أنعم الله عليهم من عباده الصالحين السائرين على الصراط المستقيم الناجين من سبل الأشقياء من المغضوب عليهم والضالين.
الثاني: لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في التلاوة في الصلاة وفي الكتابة في المصحف؛ والعرب تسمِّي المقدم أمًّا لأنَّ ما ماخلفه يؤمُّه.

وسميت الفاتحة بسورة الصلاة؛ ذكر ذلك: الزمخشري والقرطبي والبيضاوي وابن كثير وابن حجر وغيرهم. واختلف في سبب هذه التسمية على قولين:
الأول:لأنّ الصلاة لا تجزئ إلا بها؛ قال به الثعلبي والزمخشري والبيضاوي.
الثاني:للحديث القدسي: « قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: [الحمد لله رب العالمين]، قال الله تعالى: حمدني عبدي...» الحديث. رواه مسلم. وقال به النووي والقرطبي وابن كثير.
قال العلماء: المراد بالصلاة هنا الفاتحة، سميت بذلك لأنها لا تصح إلا بها كقولهﷺ:«الحج عرفة» وذكر وجه آخر قويّ، وهو أنّها صلة بين العبد وربّه، ويتحقق بها معنيا الصلاة؛ فهي صلاة من العبد لربّه باعتبار دعائه وثنائه عليه وتوجّهه إليه، وصلاة من الله على عبده باعتبار إجابته له وذكره له ورحمته إياه وإعطائه سؤله.

س2: بيّن أنواع المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة وما حكم كل نوع مع التمثيل.
المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة ثلاثة أنواع :
النوع الأول:متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها دلّت عليها أدلّة أخرى؛ فيستغنى في الاستدلال بالصحيح عن الضعيف من الأسانيد. وقد تُصحح بعض مرويات هذا النوع إذا كان الإسناد غير شديد الضعف.
ومثالها حديث سليم بن مسلم عن أبي زيد أنه كان مع النبي ﷺ فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقالﷺ : «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط، وقال: "لا يروى عن أبي زيد إلا بهذا الإسناد وتفرد به سليم بن مسلم".
النوع الثاني:ما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى أو يُثبت إلا بدليل صحيح؛ فهذه تُرد لضعف إسنادها، لكن لاينفى المتن أو يثبت إلا بورود قول معتبر الدلالة من أهل العلم.
ومثاله حديث عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه قوله ﷺ في فاتحة الكتاب: "أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش".رواه إسحاق بن راهويه والديلمي كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقد صحّ من حديث حذيفة بن اليمان وحديث أبي ذرٍّ رضي الله عنهما أنّ الذي نزل من تحت العرش خواتيم سورة البقرة.
النوع الثالث: ما في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يُحتمل من ضعفاء الرواة.
ومثاله حديث أحمد بن الحارث الغساني،قولهﷺ: «استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل أن يحمده خلقه، وبما مدح الله به نفسه.. الحمد لله وقل هو الله أحد، فإنه من لم يشفه القرآن فلا شفاه الله »رواه أبو محمد وابن قانع وأبو نعيم، والثعلبي والواحدي في تفسيريهما. وهو ضعيف جداً؛ فأحمد بن الحارث الغساني متروك الحديث.
قال الألباني: وهذا الحديث يوحي بترك المعالجة بالأدوية المادية والاعتماد على تلاوة القرآن وهذا لا يتفق مع سنته عليه الصللة والسلام القولية والفعلية، فقد تعالج بالأدوية المادية مرارا، وأمر بذلك فقال: يا عباد الله تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء ". أخرجه الحاكم بسند صحيح
وقد يتردد المروي بين نوعين، أو يُختلف فيه تصحيحاً وتضعيفاً.

س3: بيّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين.
الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين على نوعين:
النوع الأول: أقوال منصوصة، تدلُّ بنصّها على ما استدلَّ بها عليه، وفيها الصحيح والضعيف من جهة الإسناد أو المتن.
والنوع الثاني: أقوال مستخرجة على أصحابها؛ لم يقولوا بنصّها؛ لكنّها فُهمت من قصّة وقعت لهم، أو من نصّ آخر على مسألة أخرى؛ أو بطرق أخرى من طرق الاستخراج.
واستخراج الأقوال على قسمين: ظاهر؛لظهور دلالته ولزومه لقول صاحبه مع ظهور التزامه به، فهذا قد جرى عمل العلماء على نسبته، لكن يفضّل عند السعة والبسط أن يبيّن أنه مستخرج.
ومنه استخراج غير ظاهر؛ إما لخفاء وجه الدلالة، أو عدم ظهور وجه اللزوم، أو وجود نصّ آخر له يعارض هذا اللزوم، وهذا لا يصحّ أن ينسب إلى العالم القول بمقتضاه؛ وقد تساهل في ذلك بعض المفسرين، ومنهم من يستخرج القول؛ فينُقل عنه ويشيع.

س4: بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم.
لفظ "المثاني" يرد في النصوص واستعمال أهل العلم على ستة معانٍ؛ فهو اسم مشترك لمعانٍ عدة لا تعارض بينها، وأكثرها صحيح لا خلاف فيه، وفي بعضها ما استخرج فهماً لا نصاً، والسياق يحدد المعنى المراد:
المعنى الأول: القرآن كله مثانٍ؛ لقوله تعالى: {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربّهم }.
والمعنى الثاني:آيات سورة الفاتحة؛ وبه فُسِّرَ قوله تعالى:*{ولقد آتيناك سبعاً من المثاني}*على أحد الأقوال.
والمعنى الثالث: السور السبع الطوال؛ وبه فسرت الآية السابقة على أحد الأقوال، واختلف في تعيين أسماء السور السبع على أربعة أقوال.
والمعنى الرابع: أنها سور الربع الثالث من القرآن وهي ما بين المئين والمفصل على أحد الأقوال في معنى حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه مرفوعاً: «أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل» حديث حسن.
والمعنى الخامس: أنها ما كانت آياتها دون المائة وليست من المفصل، وهذا القول ذكره البيهقي في شعب الإيمان.
والمعنى السادس: أنها أنواع معاني القرآن؛ فهو أمر ونهي، وبشارة ونذارة، وضرب أمثال، وتذكير بالنعم، وأنباء.وهذا القول روى معناه عن زياد بن أبي مريم في تفسير قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: "أعطيتك سبعةَ أجزاءٍ: مُرْ، وانْهَ، وبشِّرْ، وأنذِرْ، واضربِ الأمثال، واعدُدِ النّعم، وآتيتك نبأَ القرآن". لكن تفسيرها بهذا المعنى لا دليل عليه، وهو مخالف لما صحّ عنه عليه الصلاة والسلام وأصحابه، ولا أعلم مستنداً لحصر معاني القرآن في هذه الأنواع من أثر ولا نظر، وبعض ما ذكر داخل في بعض.

س5: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال.
روي في صيغ الاستعاذة عدد من الأحاديث والآثار عن الصحابة والتابعين؛ فمن الصيغ الواردة عنهﷺ :
١.قول : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) لقوله ﷺ في رجل غضب: « إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم » رواه البخاري ومسلم وغيرهما .
وهذه الصيغة الواردة في الحديث لم تكن في الصلاة ولا عند القراءة، لكنّها أصحّ ما روي من صيغ الاستعاذة، وبها يقول كثير من الفقهاء والقراء.
٢. قول: «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه»، كما ذكر ابن مسعود رضي الله عنه أن النبيﷺ كان يقولها. رواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو داوود وابن المنذر، وغيرهم.
٣. قول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، لا إله إلا الله_ثلاثا_ ، الله أكبر كبيرا _ثلاثاً_ ، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه». وهو ماروي عن أبي سعيد الخدري، من أن النبي ﷺ إذا قام من الليل يكبر ثم يقولها. رواه أحمد والدارمي وأبو داوود والترمذي وغيرهم.

س6: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة.
سورة الفاتحة أعظمُ سُوَرِ القرآن وأفضلها وأخيرها، وهي أمّه و أصله وجامعة معانيه ومقدّمه، وليس في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها، وهي نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد ﷺ، ولا يَقرأ بحرفٍ منها إلا أعطيه، وهي رُقية نافعة، والصلاة لا تتمّ إلا بها، وثواب قرائتها معظم؛ فهي سورة كثيرة الفضائل، جليلة المعاني، واسعة الهدايات؛ قد أحكمها الله سبحانه وأحبها؛ومن الأحاديث الصحيحة الصريحة في ذلك:*قولهﷺ لأحد صحابته: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن...
{الحمد لله رب العالمين} هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 05:33 AM
مروة جامع مروة جامع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 61
افتراضي

س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.
و اسم فاتحة الكتاب من أكثر الأسماء ورودا في الأحاديث والآثار الصحيحة, فقد ورد في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب "
و هنا قول آخر لهذه التسمية و هي أنها أول سورة نزلت في القرآن , و هو قول مخالف لما هو ثابت في الصحاح في أن أول ما نزل من القرآن هو سورة "إقرأ " .
يقول ابن جرير الطبري : " سميت بفاتحة الكتاب لأنه يفتتح بكتابتها المصاحف , و بقراءتها الصلوات فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب و القراءة "
ب. السبع المثاني
و قد سميت الفاتحة أيضا بالسبع المثاني لحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أم القرآن هي السبع المثاني و القرآن العظيم " , و هو قول مروي عن جماعة من الصحابة , و التابعين , و قد اختلف في تعيين هذا الاسم في إطلاقها على الفاتحة أو السبع الطوال على أقوال للعلماء , فذهب العلماء إلى أن اشتراك الأسماء أمر واقع كما في " أم الكتاب " و على كل فقد رُجح تسمية الفاتحة بالسبع المثاني , ولا يعني ذلك نفي تسمية السبع الطوال بالسبع المثاني .
س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
بصفة عامة فإن انتشار المرويات الضعيفة والواهية , ترجع إلى أسباب عدة منها : بغية الثواب والتقرب لله فتجده ينشر حديثا لم يتأكد من صحته , أو يكون قد التبس عليه , أو يروي عن شخص ظنا منه أنه من الثقات , فيروي الحديث و ينشره , و عند تحقيق أهل العلم يتبين ضعفه , و من الأسباب أيضا : الانتصار للمذاهب , أوأن يختلق زنديقا حديثا يريد أن يطعن في الإسلام , أو قصاصا يريد التكسب ,فتجد الأحاديث منتشرة في مجالات عدة , والله المستعان ؛ لذلك تجد انتشار مرويات في فضائل سورة الفاتحة , وقد ساعد في نشرها بعض الثقات ظنا منهم بصحته ثم تبين لهم خلاف ذلك ,ثم إن على طالب العلم حسن التحري في نسبة الأقوال لرسول الله صلى الله عليه وسلم , من حيث القبول والرد , فرب مريد للخير لم يصبه , و ينصح الطالب أن يكون على دراية بعلم المصطلح بصورة كافية حتى يمكنه التحقق من صحة الحديث قبل نشره ,, والله الموفق .

س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟
اسم السورة هو : ما وضع لتعيينها والدلالة عليه . و اللقب : ما اشتهر به من وصف مدح بعد تقرر تسميتها .
ومن المعلوم أنه في حال اجتماعهما يقدم الاسم على اللقب , كونه متقدما عليه في الوضع , و يصح عد اللقب اسما ,لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : " إن لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد "
س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
في نزول سورة الفاتحة بشارة عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم و لأمته أيضا , حيث جاء الملك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : " أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك , فاتحة الكتاب و خواتيم سورة البقرة , لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته " ؛ لذلك كان لنزولها شأن عظيم , و فيه بشارات عدة , فيه أن نور عظيم واسع الهداية ’ جليل البصائر , و فيه نور يبصر العبد بربه فيأتمر بأوامره و ينتهي عن نواهيه , و فيه نور يبصر بالسبب الذي خلق من أجله و هي العبادة . و فيه نور يبصر به من حيث إرشاده إلى استصحاب في حال العبزدية و الاستعانة بالله , فيعلم أنه لا فلاح له إلا بالعلم النافع , وبه يبصر أيضا عاقبة الضالين المكذبين . كما أن فيه بشارة أن الله أعطى لهذه الأمة مزية , وهي هذه السورة مما جعلهم أكثر تشريفا بهذا الكرم الإلهي , فتجد المسلم يجد من فضلها وكرامتها بقدر ماتتبع من هداياتها , و فيه بشارة ثالثة أن الله سبحانه مجيب دعوة الداعي و هو : معنى قوله : " لن تقرأ بحرف إلا أعطيته "
س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
يُنظر إلى صحة نسبة الأقوال إلى أهل العلم , فإن كان نسبته إليهم صحيحا يًنظر إلى موافقة ذلك للشريعة , فما وافق الشريعة أخذنا به , وما خالفه تركناه , كان الشافعي يقول : إذا خالف قولي قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاضربوا بقولي ضرب الحائط "
س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .

الاستعاذة : هز الالتجاء إلى الله و هو من بيده العصمة من شر ما يستعاذ به و الاعتصام به . و هي على درجات :
1/ درجة المحسنين : و هي أعلاها , و هم من قال عنهم الله في الحديث القدسي : " و لئن استعاذني لأعذته " فهؤلا من أوجب الله على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه , في مخلصون لله سبحانه وتعالى بدرجة كبيرة , و هم محسنون جدا و مخلصون في طلب اللجوء لله سبحانه و تعالى , و كلما كان المسلم محسنا مخلصا متبعا كانت استعاذته أرجى و أنفع و أحسن أثرا .
2/ درجة المتقين : و هي الدرجة الثانية , و استعاذة المتقين استعاذة صحيحة متقبلة بإذن الله , فمن كان في استعاذته مخلصا بحيث يكون قلبه صادق اللجأ لله , و في قوله اتباع للاستعاذة المشروعة المذكورة في الأحاديث الصحيحة , ثم اتبعه بعمله بحيث يكون متبعا لهدى الله , بعيدا عن هوى النفس كان استعاذته صحيحة متقبلة .
3/ وهي درجة الاستعاذة الناقصة : و هي الاستعاذة الخالية من الشرك , ولكن صاحبها ضعيف في التجائه لله , فقد ورد في الحديث " أن الله لا يقبل دعاء غافل لاه "
4/ والدرجة الأخيرة : هم أصحاب الاستعاذة الباطلة , و هم من لم يحققوا شروط الاستعاذة بحيث اختل أحد أركان قبول العمل : من إخلاص و اتباع , فتجدهم يستعيذون بالله ويشركون معه غيره , نعوذ بالله من الضلال .
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليما كثيرا

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 05:48 AM
عزة زلفو عزة زلفو غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 7
افتراضي

الم






هي السبع المثاني والقرآن العظيم وأم الكتاب والشا

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 06:24 AM
الشيماء مجالي الشيماء مجالي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 15
افتراضي

(أجوبة المجموعة الرابعة)
الحمدلله وبعد:
س1. اذكري ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّني سبب ضعفها وحكم متنها.

نص الحديث الأول: حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة،
فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: "ما في القرآن مثلها"
سبب الضعف: ضعيف لأن أحد رواته متروك الحديث.
حكم المتن: متن صحيح المعنى لا نكارة فيه قد دلت عليه أدلة أخرى.
صح حديث أبو هريرة رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني"


نص الحديث الثاني: حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه،
وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش).
سبب الضعف: ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليًّا.
حكم المتن: توقف في معناه فلا ينفى ولا يثبت إلا بدليل صحيح.


نص الحديث الثالث: حديث يوسف بن عطية عن سفيان،عن زاهر الأزدري،عن أبي الدرداء مرفوعًا:"فاتحة الكتاب تجزي مالا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان،
وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات"

سبب الضعف: ضعيف لأن أحد رواته متروك الحديث.
حكم المتن: في متنه نكارة .


س2: هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
القول بأن سورة الفاتحة نزلت مرتين قول ضعيف فيه نظر نسب إلى الحسين بن فضل البجلي وله تفسير مفقود، وقال بهذا القول عدة من العلماء منهم :القشيري والكرماني والزمخشري وابن كثير وغيرهم،
وقد ورد ذكر هذا القول الإمام البغوي في تفسيره "معالم التنزيل"ونسبه إلى الحسين: وقال الحسين بن الفضل :"سميت مثاني لأنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة كل مرة معها سبعون ألف ملك"


س3: عدّدي من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها
1- فاتحة الكتاب، أكثر الأسماء ورودًا في الأحاديث والآثار الصحيحة، قال صلى الله عليه وسلم :"لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" .
2-السبع المثاني، قوله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) والمراد بالسبع المثاني *سورة الفاتحة* بتفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض الصحابة رضي الله عنهم.
3-أم القرآن، دل على هذه التسمية حديث أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم".
4-سورة (الْحَمْدُ لِلَّهِ)، دل على هذه التسمية حديث أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " (الْحَمْدُ لِلَّهِ) أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني".
5-فاتحة القرآن، روي هذا الاسم عن بعض الصحابة والتابعين، وسميت -بفاتحة القرآن-باعتبار أنها أول ما يقرأ من القرآن في الصلاة، وأول ما يقرأ من القرآن من أوله .


س4: بيّني معنى الاستعاذة وأقسامها.
ذكر العلماء أن الاستعاذة هي: الالتجاء إلى من بيده العصمة من شرّ ما يُستعاذ منه والاعتصام به.
والعصمة هي: المنَعَة والحماية، قال الله تعالى :(مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ).

أما أقسامها فهي على قسمين:

1-استعاذة العبادة: وهي التي يقوم في قلب صاحبها أعمال تعبدية للمستعاذ به، مثل :الرجاء، الخوف، وقد يصحبها دعاء وتضرع.
وهذه الاستعاذة تستلزم افتقار المستعيذ والحاجة إلى المستعاذ به والاعتقاد فيه النفع والضر، وهذه عبادة لا تنصرف لغير الله ويجب إفراده بها ومن صرفها لغيره
فقد أشركوما زادته إلا ذلًا وهوان،قال تعالى:(وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا).

2-استعاذة التسبب: وهي مايفعله المستعيذ من استعمال الأسباب التي تعصمه مما يخافه من غير أن يقوم في قلبه أعمال تعبدية للمستعاذ به.
مثال:استعاذة الراعي بكلبه الحارس ليمنع شر الذئب من أكل الشاة.
وهذا النوع ليس فيه شرك؛ لخلوه من المعاني التعبدية وهذا من بذل السبب ويكون الجواز والمنع فيها بحسب المقصد والوسيلة.


س5: بيّني المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في ذكره قيامه صلى الله عليه وسلم الليل أنه قال: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه،ونفخه،ونفثه"
وقال عمرٌو:"وهمزه:الموتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشعر". رواه أبو داود وغيره .


س6: بيّني وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟

قال الله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).

ونقل عن العلماء في مسألة وقت الاستعاذة قبل القراءة أو بعدها أربعة أقوال :

1-القول الأول : عند الإتيان بقراءة القرآن الكريم فيستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، وهذا قول جمهور أهل العلم وممن قال به : شيخ الإسلام ابن تيمية وابن الجوزي والطحاوي وغيرهم،
وعلة هذا القول أن العرب تطلق الفعل على مقاربته كما ورد في الصحيحن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال:"اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث" أي أنه
إذا أراد الدخول أو قارب دخوله الخلاء قال الدعاء.

2-القول الثاني: قول أبي عبيدة معمر بن المثنى في كتابه مجاز القرآن : أن في الآية تقديم وتأخير، والتقدير أن متى ما استعيذ بالله قرئ القرآن، وقد رد هذا القول ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى.

3- القول الثالث: إذا قرأت القرآن فاجعل مع قراءتك الاستعاذة، وقائل هذا القول ثعلب، وعلته في ذلك كما جاء مجالسه في تفسير قوله عزّ وجل:
( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) قال: هذا مثل الجزاء، مثل قولهم إذا قمت قمت.. وذكر: أي اجعل مع قراءتك الاستعاذة .

واتفقت جميع الأقوال السابقة على أن الاستعاذة قبل القراءة.

4-القول الرابع: إذا فرغت من القراءة فاستعذ بالله من الشيطان الرجميم، وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه، ونسب إلى الإمام مالك، وحمزة الزيات،والسجستاني وغيرهم،
وكل هؤلاء لاتصح نسبة هذا القول إليهم بل شاعت نسبته إليهم في كتب التفسير، وقد بين الإمام ابن الجزري-رحمه الله - في كتابه "النشر في القراءات العشر" علل ذلك القول وخطّأ من نسبها إليهم.

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 06:45 AM
الصورة الرمزية وسام عاشور
وسام عاشور وسام عاشور غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 347
افتراضي

المجموعة الأولى

س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
1_حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه :
قال :كنت أصلي في مسجد رسول الله فدعاني رسول الله فلم أجبه فقلت: إني كنت أصاي فقال:ألم يقل الله تعالى"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما بحييكم"
ثم قال:لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد. ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له :ألم تقل لي لأعلنمك سورة من القرآن، قال: الحمدلله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.

رواه البخاري

2_حديث أبي هريرة رضي الله عنه


قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أم الكتاب هي السبع المثاني والقرآن العظيم.

رواه البخاري


3_حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه:

قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب

متفق عليه



س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:*

أ. أم الكتاب.

الدليل:وقد ورد في تسمية الفاتحة بهذا الاسم أحاديث وآثار صحيحة منها :

1_من الأحاديث ماجاء في صحيح البخاري من حديث أبي قتادة عن أبيه" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأولين بأم الكتاب وسورتين وفي الركعتين الأخرتين بأم الكتاب

2_ومن الآثار الصحيحة مارواه مسلم من حديث المعلم عن عطاء قال:قال أبو هريرة(مرفوعا) "في كل صلاة قراءة فما أسمعنا رسول الله أسمعناكم وما أخفي منا أخفيناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب أجزأت عنه ومن زاد فهو أفضل"

سبب التسمية:وهذا على قولين
أ_لتضمنها معاني القرآن الكريم فهي أم الكتاب لتضمنها ما تضمه سائر السور من معاني( كالحمد والثنتء وتمجيد الله وإفراده بالعبادة والاستعانة به وطلب الهداية...)

ب_لتقدمها على سائر سور الكتاب في القراءة سواء في الصلاة أو في كتابة المصاحف

وقد سمت العرب كل جامع أمر أو مقدم لأمر أما لأنها تؤم ما بعدها

والصواب:
الجمع بين القولين لصحتهما ولصحة الدلالة عليهما

ملحوظة: روي في الأثر كراهة تسمية الفاتحة بأم الكتاب لأنه اسم من أسماء اللوح المحفوظ "وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم"

والصواب صحة التسمية بأم الكتاب لثبوت ذلك بالأدلة الصحيحة

ولأن كون الأسم يطلق ويراد به معان كثيرة فهذا لا ينفيها ولا تعارض في ذلك.

فأم الكتاب تطلق ويراد بها احدى ثلاث معاني
1.الفاتحة
2.اللوح المحفوظ
3.الآيات المحكمات"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات.."


ب. الوافية

سبب التسمية: على قولين

1_لأنها تقرأ وافية في كل ركعة

_قال الثعلبي:لأنها لا تنصف ولا تحتمل الإجتزاء، ألا ترى أن كل سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة ونصفها الأخر في ركعة كان جائزا، ولو نصفت الفاتحة وقرأت في ركعتين كان غير جائز

2_لأنها وافية لما في القرآ من معاني



س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟



لا، لا يصح القول عنهم بمدنية الفاتحة.
والسبب أنه أستدل بنزولها في المدينة بحديث مجاهد عن أبي هريرة :أن إبليس رن رنة حين أنزلت سورة الفاتحة وأنها نزلت بالمدينة"
وهذا الحديث لا يصح وبه انقطاع لأن مجاهد لم يسمع من أبي هريرة

والصحيح أنها نزلت بمكة للأسباب الآتية:

1_قوله تعالى" ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم"سورة الحجر وهي مكية.

2_قال الثعلبي:(ومعلوم أن الله تعالى لم يمتن على رسوله بإتيانه السبع المثاني بمكة ثم أنزلها بالمدينة)

3_ولا يمكن القول بأن النبي مكث بمكة عشر سنوات بصلى بلا فاتحة كتاب.... فهذا لا يقبله عاقل

فالصحيح أنها نزلت بمكة.


س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟


لا، لم تنزل سورة الفاتحة من كنز تحت العرش وانما الذى نزل من كنز تحت العرش هو خواتيم سورة البقرة.

لأن القول بأنها نزلت من كنز تحت العرش استدل بحديثين ضعيفين هما:
1_حديث صالح بن بشير عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي قال:(إن الله عز وجل أعطاني فيما من على به، أني أعطيتك فاتحة الكتاب وهي من كنوز عرشي ثم قسمتها بيني وبينك قسمين)

2_وحديث العلاء بن المسيب عن فضيا بن عمرو عن علي بن أبي طالب أنه سئل عن فاتحة الكتاب فقال:حدثنا النبي ثم تغير لونه ورددها ساعة حين ذكر رسول الله ثم قال :إنها نزلت من تحت العرش

وكلا الحديثين ضعيف ومعلول.

لكن الثابت والصحيح في المسألة حديثين أخرين في أن مانزل من كنز تحت العرش هي خواتيم سورة البقرة

أ. حديث حذيفة بن اليمان قال :قال رسول الله "فضلنا على الناس بثلاث؛ جعلت الأرض كلها لي مسجدا، وتربتها لي طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات من كنز تحت العرش لم يعطهن أحد قبلي ولن يعطهن أحد بعدي"

*وأصل الحديث في مسلم إلا أنه ذكر الخصلتين الاولتين ثم قال وخصلة أخرى قال الألباني:(هذه هي قطعا)

ب. حديث أبي ذر قال :قال رسول الله:" أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرس ولم يعطهن نبي بعدي.





س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.


الخلاف في عد آية البسملة من الفاتحة على قولين:

القول الأول :أنها من الفاتحة
وقد صح هذا القول عن علي وابن عباس رضي الله عنهما

وقد سئل على عن السبع المثاني فقال:الحمدلاه رب العالمين، فقيل له:إنما هي ست، فقال:بسم الله الرحمن الرحيم آية


وعن عباس أنه قال في قوله تعالى "ولقد آتيناك سلعا من المثاني والقرآن العظيم"
قال:هي فاتحة الةتاب فقرأها على ست ثم قال :بسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة


والقول الثاني على أنها ليست من الفاتحة وأصحاب هذا القول يعدون "أنعمت عليهم" آية

ويستدلون بحديث أبي هريرة "سمعت رسول الله يقول: قال تعالى:قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ولعبدي ماسأل فأذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال حمدني عبدي..... إلي آخر الحديث"
متفق عليه


والصواب أن الخلاف في عد البسملة من الفاتحة كالاختلاف غي قراءات القرآن فمن عدها من الفاتحة كان كمن أخذ بقراءة ومن لم يعدها من الفاتحة كان كمن أخذ بالقراءة الاخرى

فكلا القولين معتبر وله أدلته الصحيحة.


س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.


الإستعاذة:هي الإلتجاء إلى من بيده العصمة من شر ما يستعاذ منه

والحكمة من مشروعية الاستعاذة وخاق الأشياء المؤذية والابتلاءات مايلى:

1. أنه لو قدر خلو العالم من الشرور التي يستعاذ منها لفات على العبد فضيلة التعبد بالاستعانة بالله واللجؤ إليه

2.أن النفس البشرية جبلت على اتباع الهوى وطول الامل والركون للدنيا إن هي آمنت المضار والشرور

3.فقدر الله الإستعاذة حتى تتطهر قلوب العباد وتزكو أنفسهم وتصلح أحوالهم
قال تعالى:"مايريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون" المائدة

4.أن الحوادث والأبتلاءات تعرف العبد من ربه وتقربه إليه وتجعله يعبد الله بالعبادات القلبية كالخوف والرجاء والمحبة والدعاء والإنابة والخشية

رد مع اقتباس
  #41  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 07:21 AM
سارة التميمي سارة التميمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 42
افتراضي

المجموعة الأولى
الجواب الأول
ماورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(أم القرآن هي السبع المثاني ،والقرآن العظيم ) رواه البخاري
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(ألا أخبرك بأفضل القرآن ؟)قال :فتلا {الحمدلله رب العالمين }رواه النسائي وابن حبان والحاكم
حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )متفق عليه .
الجواب الثاني
أم الكتاب :
قال البخاري في صحيحه وسميت أم الكتاب يبدأ بكتابتها في المصاحف ويبدأ بقراءتها في الصلاة.
الوافية:
كان سفيان بن عيينة يسمي الفاتحة الوافية لأنها لانقرأ إلا وافية في كل ركعة ولأنها وافية بما في القرآن من معاني
الجواب الثالث
لايصح نسبته إلى أبي هريرة والزهري لأنه منقطع لأن مجاهد لم يسمع من أبي هريرة لكنه ثابت عن مجاهد ونسب خطأً لأبي هريرة ، أما نسبته للزهري فلأجل ماروي عنه في كتاب تنزيل القرآن المنسوب إليه وأنه عد الفاتحة أول مانزل في المدينة وفي إسناده الوليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث.
الجواب الرابع
روي في هذا القول حديثان ضعيفان .
الجواب الخامس:
القول الأول البسملة آية من الفاتحة
واستُدلَّ لهذا القول بأحاديث منها:
1. حديث ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
قال الدارقطني: (إسناده صحيح، وكلهم ثقات).
وقد أعلّه بعض أهل الحديث بعلّة الانقطاع؛ والراجح أنه موصول غير منقطع، وإبهام السائل في هذه الرواية لا يضرّ؛ لأنّه قد سُمّي في رواية أخرى وهو "يَعلى بن مملك"، ومن حذف ذكر السائل فقد اختصر الإسناد؛ فانتفت العلّة.
2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها)). رواه الدارقطني والبيهقي من طريق نوح بن أبي بلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري , عن أبي هريرة، وهو إسناد صحيح، والموقوف أصح، وله حكم الرفع.
الجواب السادس
لأن الشيطان يريد أن يحول بين المرء وبين الانتفاع بالقرآن بما يستطيع من الكيد، فإن استطاع أن يردّه عن تلاوته أصلاً ردّه حتى يقع في هجران القرآن؛ فإن عصاه المسلم فقرأ القرآن اجتهد في صدّه عن الانتفاع بتلاوته بإفساد قصده، أو إشغال ذهنه، أو التلبيس عليه في قراءته أو غير ذلك من أنواع الكيد، إذ لا شيء أنكى على الشيطان ولا أغيظ عليه من أن يتّبع المسلم هدى ربّه جلّ وعلا ويفوز بفضله ورحمته.
وَمَن عصمه الله من كيد الشيطان عند تلاوته للقرآن كان أقرب إلى إحسان تلاوته، وتدبّر آياته، والتفكّر في معانيه، وعَقْلِ أمثاله، والاهتداء بهداه، وكان أحرى بالخشية والخشوع، والسكينة والطمأنينة، والتلذّذ بحلاوة القرآن، ووجدان طعم الإيمان، والفوز بنصيب عظيم من فضل الله ورحمته وبركاته .
تأخر المجلس لظروف التسجيل المتأخر والظروف الصحية

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 08:10 AM
سالمة حسن سالمة حسن غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 122
افتراضي

أخترت المجموعة الأولى وأستعين بالله على حلها بسم الله..
السؤال الأول: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة؟
الدليل الأول: حديث أبو هريره رضي الله عنه قال ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم" رواه البخاري من طريق أبى ذئب.
الدليل الثاني: وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه ؛فالتفت إليه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا أخبرك بأفضل القرآن ، قال فتلا عليه: "الحمد لله رب العالمين" رواه النسائي وابن حبان والحاكم من طريق سليمان ابن المغيرة.
الدليل الثالث: حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" متفق عليه.
السؤال الثاني: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ‌. أم الكتاب.
لقد ورد في هذا الاسم آثار مرويه صحيحه ومنها قول أبو هريره:" في كل صلاة قراءه ما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما أخفى منا أخفيناه منكم ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه ومن زاد فهو أفضل"
قال البخاري أن من اسباب تسميتها بهذا الاسم لأنه (يبدأ بكتابتها في المصاحف ويبدأ بقراءتها في الصلاة).
ومعنى اسم أم الكتاب يجتمع مع معنى أم القرآن ويصح الدلالة على كليهما وعدم تعارضهما.
وبعض السلف رأى كراهة تسمية الفاتحة بأم الكتاب لأنه اسم للوح المحفوظ كما في قوله تعالى:" وعنده أم الكتاب" ولكن يقولون فاتحة الكتاب ، فهم وقفوا عند لفظ الأم .
ب‌. الوافية
قول ابن جبار ان ابن سفيان كان يسمي فاتحة الكتاب ب"الوافيه" وفي معنى تسميتها قولان هنا مختصرهما:
القول الأول: لأنها تقرأ في كل ركعه كامله لا تتحمل أن تتجرأ وهو قول الثعلبي.
القول الثاني: لأنها وافيه بما في القرآن من معاني وهو قول الزمخشري وذكره أيضا الرازي والقرطبي وابن كثير وابن حجر وغيرهم ..
السؤال الثالث: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
نسب هذا القول بمدنية السورة الى أبو هريره والزهري وهو ما كان خطأ من الرواية لدى أبو هريره في قولهم : عن مجاهد عن أبو هريرة أنه قال: " نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة " ،لأن في المسألة خلافا قوياً ولا أصل لها لدينا من الكتب المسندة، فقال ابن حجر:" وأغرب بعض المتأخرين فنسب القول بذلك لأبي هريره والزهري وعطاء بن يسار".
- فنسب القول لأبو هريره لا يصح لأن الإسناد الذي رُوي عنه وسبق ذكره فيه انقطاع إلا أن رجاله ثقات لكنه منقطع فإن مجاهد لم يسمع من أبو هريرة . فالأمر ثابت لدى مجاهد ولكن وصله لأبى هريره فيه خطأ.
- وأما نسبته الى الزهري لأجل ما رُوي في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب اليه ، وأنه اعتبر نزول الفاتحة بالمدينة ففي اسناده الوليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث.
السؤال الرابع: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
أما خبر نزول الفاتحة من كنز تحت العرش فذكر فيه حديثان ضعيفان:
فالأول حديث صالح بن بشير يعتبر ضعيف الحديث وقال عنه النسائي: متروك الحديث.
والثاني حديث العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ، وهذا الإسناد ضعيف لانقطاعه فإن فضيلا لم يدرك علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقد صح عن حذيفة ابن اليمان وأبي ذر رضي الله عنها ان الذي نزل من تحت العرش خواتيم سورة البقره.
السؤال الخامس : اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
القول الأول: هو عد البسملة آية في سورة الفاتحة ، قول الشافعية ورواية عن أحمد وهي كذلك في العد المكي وهو المروي ع عبدالله بن كثير المكي مقرئ أهل مكة عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب رضي لله عنهم ، والعد الكوفي وهو المروي عن أبي عبد الرحمن مقرئ أهل الكوفة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وقد صح هذا القول عن علي رضي الله عنه.
واستدل على القول حديث ابن جريج وحديث أبو هريره.
القول الثاني : لاتعد البسملة من آيات سورة الفاتحة وهو قول أبو حنيفة والأوزاعي ومالك ورواية عن أحمد وهو قول باقي أصحاب العدد .
واستدلوا على القول بحديث لأبو هريرة وأنس بن مالك.
السؤال السادس: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة ؟
1- يعظم الرجاء في الله لطلب السلامة والعصمة مما استعاذ منه.
2- يعظم الخوف من الله عز وجل لعلم العبد بأنه لن يخذل الا ممن جهة نفسه .
3- تعظم محبة الله في قلب العبد لما يرى من أثر لاستعاذته.
أن الإستعاذة من العبادات العظيمة التي تثمر في القلب أعمال تعبديه يحبها الله تعالى كالإخلاص والخوف والمحبة والرجاء وخشيته عز وجل والتوكل عليه والإنابة إليه.

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 08:11 AM
الصورة الرمزية وسام عاشور
وسام عاشور وسام عاشور غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 347
افتراضي

#أعدت الإرسال لضبط حجم الخطاء لإنتهاء المهلة المسموح بها للتعديل#


المجموعة الأولى


س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
1_حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه :
قال :كنت أصلي في مسجد رسول الله فدعاني رسول الله فلم أجبه فقلت: إني كنت أصاي فقال:ألم يقل الله تعالى"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما بحييكم"
ثم قال:لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد. ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له :ألم تقل لي لأعلنمك سورة من القرآن، قال: الحمدلله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.
رواه البخاري

2_حديث أبي هريرة رضي الله عنه


قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أم الكتاب هي السبع المثاني والقرآن العظيم.
رواه البخاري


3_حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه:
قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب
متفق عليه



س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:*
أ. أم الكتاب.

الدليل:وقد ورد في تسمية الفاتحة بهذا الاسم أحاديث وآثار صحيحة منها :

1_من الأحاديث ماجاء في صحيح البخاري من حديث أبي قتادة عن أبيه" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأولين بأم الكتاب وسورتين وفي الركعتين الأخرتين بأم الكتاب

2_ومن الآثار الصحيحة مارواه مسلم من حديث المعلم عن عطاء قال:قال أبو هريرة(مرفوعا) "في كل صلاة قراءة فما أسمعنا رسول الله أسمعناكم وما أخفي منا أخفيناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب أجزأت عنه ومن زاد فهو أفضل"

سبب التسمية:وهذا على قولين
أ_لتضمنها معاني القرآن الكريم فهي أم الكتاب لتضمنها ما تضمه سائر السور من معاني( كالحمد والثنتء وتمجيد الله وإفراده بالعبادة والاستعانة به وطلب الهداية...)

ب_لتقدمها على سائر سور الكتاب في القراءة سواء في الصلاة أو في كتابة المصاحف

وقد سمت العرب كل جامع أمر أو مقدم لأمر أما لأنها تؤم ما بعدها

والصواب:
الجمع بين القولين لصحتهما ولصحة الدلالة عليهما

ملحوظة: روي في الأثر كراهة تسمية الفاتحة بأم الكتاب لأنه اسم من أسماء اللوح المحفوظ "وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم"

والصواب صحة التسمية بأم الكتاب لثبوت ذلك بالأدلة الصحيحة

ولأن كون الأسم يطلق ويراد به معان كثيرة فهذا لا ينفيها ولا تعارض في ذلك.

فأم الكتاب تطلق ويراد بها احدى ثلاث معاني
1.الفاتحة
2.اللوح المحفوظ
3.الآيات المحكمات"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات.."


ب. الوافية

سبب التسمية: على قولين

1_لأنها تقرأ وافية في كل ركعة

_قال الثعلبي:لأنها لا تنصف ولا تحتمل الإجتزاء، ألا ترى أن كل سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة ونصفها الأخر في ركعة كان جائزا، ولو نصفت الفاتحة وقرأت في ركعتين كان غير جائز

2_لأنها وافية لما في القرآ من معاني



س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟



لا، لا يصح القول عنهم بمدنية الفاتحة.
والسبب أنه أستدل بنزولها في المدينة بحديث مجاهد عن أبي هريرة :أن إبليس رن رنة حين أنزلت سورة الفاتحة وأنها نزلت بالمدينة"
وهذا الحديث لا يصح وبه انقطاع لأن مجاهد لم يسمع من أبي هريرة

والصحيح أنها نزلت بمكة للأسباب الآتية:

1_قوله تعالى" ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم"سورة الحجر وهي مكية.

2_قال الثعلبي:(ومعلوم أن الله تعالى لم يمتن على رسوله بإتيانه السبع المثاني بمكة ثم أنزلها بالمدينة)

3_ولا يمكن القول بأن النبي مكث بمكة عشر سنوات بصلى بلا فاتحة كتاب.... فهذا لا يقبله عاقل

فالصحيح أنها نزلت بمكة.


س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟


لا، لم تنزل سورة الفاتحة من كنز تحت العرش وانما الذى نزل من كنز تحت العرش هو خواتيم سورة البقرة.

لأن القول بأنها نزلت من كنز تحت العرش استدل بحديثين ضعيفين هما:
1_حديث صالح بن بشير عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي قال:(إن الله عز وجل أعطاني فيما من على به، أني أعطيتك فاتحة الكتاب وهي من كنوز عرشي ثم قسمتها بيني وبينك قسمين)

2_وحديث العلاء بن المسيب عن فضيا بن عمرو عن علي بن أبي طالب أنه سئل عن فاتحة الكتاب فقال:حدثنا النبي ثم تغير لونه ورددها ساعة حين ذكر رسول الله ثم قال :إنها نزلت من تحت العرش

وكلا الحديثين ضعيف ومعلول.


لكن الثابت والصحيح في المسألة حديثين أخرين في أن مانزل من كنز تحت العرش هي خواتيم سورة البقرة

أ. حديث حذيفة بن اليمان قال :قال رسول الله "فضلنا على الناس بثلاث؛ جعلت الأرض كلها لي مسجدا، وتربتها لي طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات من كنز تحت العرش لم يعطهن أحد قبلي ولن يعطهن أحد بعدي"

*وأصل الحديث في مسلم إلا أنه ذكر الخصلتين الاولتين ثم قال وخصلة أخرى قال الألباني:(هذه هي قطعا)

ب. حديث أبي ذر
قال :قال رسول الله:" أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرس ولم يعطهن نبي بعدي.





س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.

الخلاف في عد آية البسملة من الفاتحة على قولين:

القول الأول :أنها من الفاتحة
وقد صح هذا القول عن علي وابن عباس رضي الله عنهما

وقد سئل على عن السبع المثاني فقال:الحمدلاه رب العالمين، فقيل له:إنما هي ست، فقال:بسم الله الرحمن الرحيم آية


وعن عباس أنه قال في قوله تعالى "ولقد آتيناك سلعا من المثاني والقرآن العظيم"
قال:هي فاتحة الةتاب فقرأها على ست ثم قال :بسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة


والقول الثاني على أنها ليست من الفاتحة وأصحاب هذا القول يعدون "أنعمت عليهم" آية

ويستدلون بحديث أبي هريرة "سمعت رسول الله يقول: قال تعالى:قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ولعبدي ماسأل فأذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال حمدني عبدي..... إلي آخر الحديث"
متفق عليه


والصواب أن الخلاف في عد البسملة من الفاتحة كالاختلاف غي قراءات القرآن فمن عدها من الفاتحة كان كمن أخذ بقراءة ومن لم يعدها من الفاتحة كان كمن أخذ بالقراءة الاخرى

فكلا القولين معتبر وله أدلته الصحيحة.


س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.

الإستعاذة:هي الإلتجاء إلى من بيده العصمة من شر ما يستعاذ منه

والحكمة من مشروعية الاستعاذة وخاق الأشياء المؤذية والابتلاءات مايلى:

1. أنه لو قدر خلو العالم من الشرور التي يستعاذ منها لفات على العبد فضيلة التعبد بالاستعانة بالله واللجؤ إليه

2.أن النفس البشرية جبلت على اتباع الهوى وطول الامل والركون للدنيا إن هي آمنت المضار والشرور

3.فقدر الله الإستعاذة حتى تتطهر قلوب العباد وتزكو أنفسهم وتصلح أحوالهم
قال تعالى:"مايريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون" المائدة

4.أن الحوادث والأبتلاءات تعرف العبد من ربه وتقربه إليه وتجعله يعبد الله بالعبادات القلبية كالخوف والرجاء والمحبة والدعاء والإنابة والخشية

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 02:10 PM
فاطمة العمودي فاطمة العمودي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 58
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.

قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة).
قال ابن حجر: (ولا فرق بين تسميتها بأمّ القرآن وأمّ الكتاب، ولعلّ الّذي كره ذلك وقف عند لفظ الأمّ، وإذا ثبتَ النصُّ طاحَ ما دونَه).
ب. السبع المثاني
المقصود آيات السورة السبع ، وفي تسميتها بالمثاني أقوال لأهل العلم:
القول الأول: لأنّها تُثنى أي تعادُ في كلِّ ركعة،
والقول الثاني: لأنّ الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلَّم فلم يؤتها أحداً قبله
والقول الثالث: لأنها تتلو بعضها بعضاً فثنيت الأخيرة على الأولى، ولها مقاطع تفصل الآية بعد الآية
والقول الرابع: لأنها مما يُثنى به على الله تعالى، لأن فيها حمد اللّه، وتوحيده وذكر ملكه يوم الدّين
والقول الخامس: المثاني ما دل على اثنين اثنين واختلف في تفسير ذلك على أقوال:
- أحدها: لأن حروفها وكلماتها مُثنّاة مثل: الرحمن الرحيم، إياك وإياك، الصراط - والثاني: لأنها منقسمة إلى قسمين: نصفها ثناء ونصفها دعاء
- والثالث: لأن فيها الرحمن الرحيم مرّتين
- والرابع: لأنها مقسومة بين الله وبين العبد قسمين اثنين
- والخامس: لأنها نزلت مرتين
- والسادس: لما فيها من ذكر المعاني المتقابلة كحق الله وحق العبد، والثواب والعقاب، والهدى والضلال

س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
تنتشر كثير من المرويّات الضعيفة عن فضائل الفاتحة بين العوام والسبب هو
رغبتهم في تحصيل الثواب الذي يظنون من صحّة تلك المرويات ،
والتسرع في نشر ما يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من غير سؤالٍ لأهل العلم خطأ وتعجل
وينبغي على طالب علم التفسير أن يكون على معرفة بما شاع من تلك المرويات، وأن يتبيّن سبب ضعفه ومرتبته، وما يُتساهل فيه وما لا يُتساهل فيه منها

س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟
الفرق بين اسم السورة ولقبها:
اسم السورة ما وضع لتعيينها والدلالة عليها.
ولقب السورة: ما اشتهرت به من وصف مدح بعدَ تقرُّرِ أسمائها.
ولذلك إذا اجتمع الاسم واللقب كان الأفصح تقديم الاسم لتقدّمه في الوضع ولدفع الالتباس إلا أن يكون اللقب أشهر من الاسم وأكثر تداولاً أو لإرادة التشويق بذكر الوصف ثم التعريف بذكر الاسم.

س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
لنزول سورة الفاتحة شأن خاصٌّ يدلّ على فضلها وعظمتها
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم
فالبشارة الأولى: أنها نور
- يبصّر العبد بما يعرّفه بربِّه جلّ وعلا، وبأسمائه الحسنى وصفاته العليا
- و يبصّر المؤمن بمقصد خلقه، والحكمة من إيجاده
- و يبصّر المؤمن بحاجته إلى عون الله تعالى في كلّ شأن من شؤونه
- ويبصّر المؤمن بسبب الهداية ومصدرها
- وهي نور يبصّر المؤمن بسوء عاقبة الذين فرّطوا في العلم والذين فرّطوا في العمل

والبشارة الثانية: أنّ هذه السورة كرامة خاصّة لهذه الأمّة ؛ لم تُعطها أمّة من الأمم، وفي ذلك من تشريف هذه الأمّة وتكريمها
والبشارة الثالثة: أنَّ دعاء الداعي بها مستجاب؛ (لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته)
(بحرفٍ) تأكيد للعطاء بأسلوب الحصر بإلا؛ الدالّ على إعطاء جميع المطلوب.

س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
الواجب ان يتتبع الاقوال ويتأكد من نسبتها الى من نسبت اليه من اهل العلم فإما ان يثبت او لايثبت
فإذا ثبت عنهم فيلتمس لهم العذر ويبين مكانة العالم وفضله ثم يبين الخطأ في مانقل عنهم بالدليل والحجة مع الادب وحفظ مكانة العالم
واذا لم يثبت ذلك وتبين خطأ الناقل او ضعف الطريق الذي وصل بها الخبر، فيبين الخطأ بإنصاف وعدل دون التعرض لشخص القائل او الناقل الا اذا استدعت الضرورة العلمية للجرح والتعديل .

س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة
الناس في الاستعاذة على درجات:
الدرجة الأولى: أصحاب الاستعاذة الباطلة، وهي الاستعاذة التي تخلَّف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة؛ يستعيذون بالله وبغيره؛ فيشركون بالله، ويدعونَ {وما دعاء الكافرين إلا في ضلال}، وكذلك أصحاب الاستعاذات البدعية
والدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة، وهي الاستعاذة التي خلت من الشرك والبدعة، لكنها استعاذة ناقصة ضعيفة لما فيها من ضعف الالتجاء إلى الله، وضعف الاستعانة به، والتفريط في اتباع هداه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل ))
الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين، وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبَّلة التي تنفع أصحابها بإذن الله، وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل:
- فأما تصحيح الاستعاذة بالقلب؛ فذلك بأن يكون في قلب صاحبها التجاء صادق إلى الله جل وعلا.
- وأما الاستعاذة بالقول؛ فتكون بذكر ما يشرع من التعويذات المأثورة، وما في معناها
- وأما الاستعاذة بالعمل؛ فتكون باتباع هدى الله جلَّ وعلا
الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنين، وهي أعلى درجات الاستعاذة ، وأصحاب هذه الدرجة هم الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله قال:من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه )).

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 23 ربيع الأول 1439هـ/11-12-2017م, 01:46 AM
أفنان عبد الرحمن أفنان عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 25
افتراضي

س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» .
2- وحديث العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ » الى أن قال : فقرأت فاتحة الكتاب، قال: « هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ».
3- وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» .

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب :
المعنى الأول : أن معاني القرآن كلها ترجع إلى معانيها.
الثاني : هي في أول الكتاب والعرب تسمي أول كل شيء أم.
ب. الوافية :
المعنى الأول: لا تقرء إلا وافيه في كل ركعة.
الثاني : أنها وافيه بجميع معاني القرآن.

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
لا يصح ذلك عنهم، لا أصل لها فيما بين أيدينا من الكتب المسندة.

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
الصحيح لا، لم يثبت فيها حديث صحيح .

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
تحرير محل النزاع :
اتفق العلماء : أن أيات الفاتحه 7 أيات .
واختلف العلماء : في عد البسمله آيه أو لا على قولين :
ق1/ البسملة آية من الفاتحة.
دليلهم/ سُئلت أم سلمة عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: (بسم الله الرحمن الرحيم) (الحمد لله رب العالمين) (الرحمن الرحيم) .
ق2/ لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة، ويعدون (أنعمت عليهم) رأس آية.
دليلهم/ حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم

قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: (والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات)ا.هـ.


س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
ليتعلق اقلب بالله وأنه لا تندفع الشرور إلا به، ولأنها تطهر الفم قبل قراءة القرآن فهي تخلية قبل تحلية، وليتسحضر المسلم كيد الشيطان ومكره وبالاستعاذه بالله يندفع شره، فحين يجعل الله داء يعلمنا دواء له .

هذا والله أعلم

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 23 ربيع الأول 1439هـ/11-12-2017م, 09:42 AM
سلمى محمد عبدالعال سلمى محمد عبدالعال غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 23
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
الضعف في المرويات في وجهين: إما في الإسناد، أو في المتن:
وضعف الإسناد على درجتين:
الأولى: الضعف الشديد، وهو ما يكون من رواية متروكي الحديث من (الكذابين، أوالمتّهمين بالكذب، أوكثيري الخطأ في الرواية) وهؤلاء مروياتهم لا تتقوى بتعدد الطرق .
الثانية: الضعف غير الشديد، وهو ما يقبل التقوية بتعدد الطرق، وهو على أنواع؛ كما يكون من رواية الراوي ضعيف الضبط/ أو ما يكون من رواية المدلسين/ أو بسبب الانقطاع في الإسناد، إلى غير ذلك من العلل التي توجب ضعف الإسناد في نفسه، ولكنَّها لا تمنع تقويته بتعدد الطرق.
وأما المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة فهي على ثلاثة أنواع:
الأول: متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها، دلّت عليها أدلّة أخرى، فيكون في الأدلة الصحيحة ما يُغني عن الاستدلال بما روي بالأسانيد الضعيفة، وقد تُصحح بعض مرويات هذا النوع إذا كان الإسناد غير شديد الضعف.
الثاني: ما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح، فمرويّات هذا النوع تُردُّ حكماً لضعف إسنادها؛ لكن لا يقتضي ذلك نفي المتن ولا إثباته؛ إلا أن يظهر لأحد من أهل العلم وجه من أوجه الاستدلال المعتبرة فيخرج من هذا النوع ويحكم بنفيه أو إثباته، ومن لم يتبيّن له الحكم فيكل علمَ ذلكَ إلى الله تعالى.
الثالث: ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يُحتمل من ضعفاء الرواة.
....................................................................................................................
س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
اختلف العلماء في نزول سورة الفاتحة على أقوال:
القول الأول: أنها مكية، وهو قول أبي العالية الرياحي والربيع بن أنس البكري.
القول الثاني: أنها مدنية، وهو قول مجاهد بن جبر.
وجمهور أهل العلم والمفسرين على أنها مكية:
قال الثعلبي: (وعلى هذا أكثر العلماء).
وقال البغوي: ( وهي مكية على قول الأكثرين).
قال الثعلبي: (ومعلوم أن الله تعالى لم يمتنّ عليه بإتيانه السبع المثاني وهو بمكة، ثم أنزلها بالمدينة، ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان بمكة يصلي عشر سنوات بلا فاتحة الكتاب، هذا ممّا لا تقبله العقول).
وقال ابن عطية: (ولا خلاف أن فرض الصلاة كان بمكة، وما حفظ أنها كانت قط في الإسلام صلاة بغير الحمد لله رب العالمين).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وفاتحة الكتاب نزلت بمكة بلا ريب كما دل عليه قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)) وسورة الحجر مكية بلا ريب).
قال: (وكذلك قول من قال: الفاتحة لم تنزل إلا بالمدينة غلط بلا ريب. ولو لم تكن معنا أدلة صحيحة تدلنا على ذلك لكان من قال إنها مكية معه زيادة علم)ا.هـ
...........................................................................................................................................................................
س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}، قال أبو العالية الرياحي في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ). رواه ابن جرير.
..................................................................................................................................................................................
س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
1) بالالتجاء إلى الله تعالى وطلب إعاذته بصدقٍ مع اعتقاد أن النفع والضر بيده وحده جلّ وعلا.
2) باتّباع هدى الله فيما أمر به ليعيذه، ومنه بذل الأسباب التي أمر الله بها، والانتهاء عما نهى الله عنه.
..............................................................................................................................
س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
الالتجاء والاعتصام إلى من بيده العصمة من شرِّ الشيطان اللعين أو الذي يرجم الناس بالوسائس والخبائث.
.....................................................................................................................
س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
لحمل العباد على الاستعاذة بالله جل وعلا واتّباع هداه؛ فتتطهّر بذلك قلوبهم وتتزكّى نفوسهم وتصلح أحوالهم وتحسن عواقبهم، وقد قال الله تعالى {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
فالحوادث والابتلاءات من أعظم الأسباب التي تُعرّف العبد بربّه جلّ وعلا وبأسمائه وصفاته، فييجد ما أخبر الله به وما وعده به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم صدقاً وحقاً.

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 24 ربيع الأول 1439هـ/12-12-2017م, 12:03 AM
ضحى جوخدار ضحى جوخدار غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 12
افتراضي

حل المجموعة الثالثة:
السؤال الأول: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ- أم القرآن: ترجع تسميتها بأم القرآن إلى قولين من أقوال أهل العلم:
القول الأول: لأنها تحمل ما في القرآن من أصول معانيه، أي أنها جامع لما تضمنته باقي سور القرآن من معاني،
ففيها من الحمد لله تعالى والتمجيد والثناء والاستعانة به وسؤاله الهداية وإفراده بالعبادة التي خص ووفق بها
فئة من فئات الناس وهم الذين أنعم الله عليهم من الصالحين والمؤمنين الذين نجَّاهم الله من اتباع الذين ضلوا
واتباع من غضب الله عليهم.
فهذه كلها أصول المعاني جاءت في أم القرآن، أما باقي السور فهي تفصيل لما جاء فيها، وهذا قول جماعة من المفسرين.
القول الثاني: لأنها تقدمت على سور القرآن الكريم إما قراءةً: في الصلاة، وإما كتابةً: في المصحف، أما معنى
أم عند العرب فهو ما تقدم أي يؤم ما خلفه؛ ولهذا سميت بأم القرآن.
وهذا القول ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن والبخاري في صحيحه وجماعة من المفسرين.
أما ابن جرير فجمع بين القولين فقال: ( وإنما قيل لها أم القرآن لتسمية العرب كل جامع أمرًا أو مقدم لأمرٍ إذا كانت
له توابع تتبعه وهو لها إمام جامع "أمًا").

ودليل تسميتها بأم القران ما ذكره البخاري في صحيحه، حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
«أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم».
ب- سورة الصَّلاة:
اختلف العلماء في سبب تسميتها إلى قولين:
الأول: أن الصلاة لا تصح إلا بها، وهذا قول الثعلبي والزمخشري والبيضاوي.
الثاني: ما جاء في الحديث القدسي: « قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد:
﴿الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين﴾ قال الله تعالى: حمدني عبدي ...» رواه مسلم.
قال العلماء: أن المراد بلفظة " الصَّلاة " هي الفاتحة .
وهذا قول: القرطبي وابن كثير وغيرهم.
وهناك قول آخر قوي جاء في تسمية الفاتحة بالصَّلاة وهي أنها صلة بين العبدِ وربِّه وهنا يتحقق معنيا الصلاة أيضًا.
فقول صلاة من العبد لربه: أي حمده وثناؤه وتمجيده ودعاؤه وتوجهه له سبحانه.
وقول صلاة الله على عبده: أي لما فيه من إجابة الدعاء للعبد وذكره له ورحمته وإعطاؤه ما سأل.


السؤال الثاني: بيِّن أنواع المتون التي تروى بالأسانيد الضَّعيفة وما حكم كل نوع مع التَّمثيل؟
النوع الأول: متون صحَّ معناها، دلَّت عليها أدلة أخرى صحيحة تغني عن الاستدلال بما رُوي بالأسانيد
الضَّعيفة.
حكمها: إذا جاءت أدلة صحيحة فهي تصحِّح بعض ما رُوي في هذا النَّوع، بشرط ألا يكون الإسناد شديد
الضَّعف.
المثال: حديث عبادة بن الصَّامت مرفوعًا: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض».
رواه الدار قطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبدالعزيز، ثنا سفيان
بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
ومحمد بن خلاد مُختلف فيه، وقد احترقت كتبه فأصبح يحدث بما حفظ ويرويه بالمعنى فيقع في بعض
حديثه ما يُنكر عليه.
وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن المحمود بن
الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».
النوع الثاني: وهذا النوع يقف في معناه، فلا يُثبت ولا ينفى إلا بدليل صحيح.
حكمه: مردود لضعف إسناده؛ لكن لا يستلزم ذلك إثبات المتن أو نفيه.
مثاله:
حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرو، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنّه سئل عن
فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبي الله ﷺ ثم تغيّر لونه، ورددها ساعةً حين ذكر النبي ﷺ ثم قال:
«أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش». رواه إسحاق بن راهويه في "إتحاف الخيرة" والديلمي في " مسند الفردوس"
وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإن فضيلًا لم يدرك علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقد صح من حديث حذيفة بن اليمان وحديث أبي ذرٍّ رضي الله عنهما أن الذي نزل من تحت العرش خواتيم
سورة البقرة.
النوع الثالث: ما كان في متنه نكارة أي: علة، أو مخالفة بما جاءت بهِ النصوص الصحيحة أو مجازفة بكلام
لا يُحتمل من ضعفاء الرواة.
حكمه: وهذا النوع يختلف فيه أهل العلم بين التصحيح والتضعيف.
مثاله: حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعًا: «فاتحة الكتاب
تجزي مالا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة
الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات»
في "مسند الفردوس"، ويوسف بن عطية
الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
النسائي: متروك الحديث وليس بثقة.
الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.


السؤال الثالث: بيِّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين:
وعلى طالب علم التفسير أن يعرف أن هناك نوعين من الأقوال نُسبت إلى المفسرين:
النوع الأول: أقوال جاءت نصًّا، أي: أنها تدل على ما استدل بها عليه نصًّا، وهذه الأقوال تتراوح
بين الضعيف والصحيح إما في الإسناد وإما في المتن.
النوع الثاني: أقوال مُستخرجة، وهي تستخرج من قصة وقعت لأصحابها، أو من نص آخر على مسألة
فُهم منها ما سيقوله في شأن هذه المسألة، أو بأي طريقٍ آخر من طرق الاستخراج.
أما استخراج الأقوال على نوعين:
إما ظاهر: أي أن الدلالة فيه واضحة ولزم صاحبه أن يقول في هذه المسألة مع ظهور التزامه بقوله،
وهذا القسم جرى عمل العلماء على نسبته.
وإما غير ظاهر: فيكون السبب لخفاء وجه الدلالة، أو عدم ظهور وجه اللزوم، أو وجود نص آخر
معارض للنص الأول، وهذا القسم لا يصح أن ينسب إلى العالم القول بمقتضاه.


السؤال الرابع: بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم:
فلفظة المثاني جاءت على ستَّة معاني، كلها وردت نصًّا أو فُهمت من سياق الأدلة، ولا تعارض بين
معانيها، فهي:
المعنى الأول: أن القرآن كله مثانٍ، لقوله تعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ﴾ [الزمر:23].
المعنى الثاني: يُقصد به آيات سورة الفاتحة، قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي﴾ [الحجر:87].
المعنى الثالث: أنها السور السبع الطوال، كما جاء في هذه الآية ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي﴾ [الحجر:87].
واختُلف في تحديد أسماء السور السبع على أربعة أقوال.
المعنى الرابع: سور الربع الثالث من القرآن وهي ما بين المئين والمفصل كما جاء في أحد الأقوال،
واستدل بهذا الحديث على هذا النوع؛ حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبي ﷺ: « أعطيت
السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل»

رواه أبو عبيد وأبو داوود الطيالسي وأحمد وابن جرير وغيرهم عن طريق قتادة عن أبي المليح عن واثلة، وهو
حديث حسن.
والمعنى الخامس: ما كانت آياتها دون المائة وليست من المفصل، فهذا قول البيهقي واستدل بقوله على قول
ابن عباس: « قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين،
فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ﴾ فوضعتموها في السبع الطول»
رواه أحمد
وأبو داوود وغيرهم من طريق عوف الأعرابي عن يزيد الفارسي عن ابن عباس.
أما يزيد الفارسي فذكره البخاري في "الضعفاء"، وقال عنه أبو زرعة: لا بأس به، أما الراجح: أنه ممن لا
يقبل تفرده بمثل هذا الخبر.
المعنى السادس: أنها أنواع معاني القرآن، أي ما جاء في القرآن من أمرٍ ونهي، أو تذكير بالنعم، وضرب
الأمثال...إلى آخره.
وهذا قول ابن جرير واستدل بقوله على الآية التالية: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي﴾ [الحجر:87].
وقوله: أعطيتك سبعة أجزاءٍ: مُرْ، وانْهَ، وأنذر، واضرب الأمثال، واعدد النعم، وآتيناك نبأ القرآن.
فأما تفسير الآية بهذا المعنى لم يرد له دليل، ولم يصح عن النبي ﷺ وأصحابه رضوان الله عليهم هذا المعنى.


السؤال الخامس: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال:
ذُكرت صيغ الاستعاذة في عدد من الأحاديث المرفوعة والموقوفة والمقطوعة، فمن الأحاديث المرفوعة:
1- أصحُّ صيغِ الاستعاذة وهي " أعوذ بالله من الشيطان الرَّجيم "، في حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه قال:
استبّ رجلان عند النبي ﷺ ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبا قد احمر وجهه،
فقال النبي ﷺ: «إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .»
رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن سليمان بن صرد رضي الله عنه.
2-" أعوذ بالله السَّميعِ العليمِ من الشيطان الرجيم، من همزه،ونفخهِ، ونفثه"، في حديث جعفر بن سليمان الضبعي
عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله ﷺ
إذا قام من الليل كبر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك »،
ثم يقول: «لا إله إلا الله » ثلاثا، ثم يقول: «الله أكبر كبيرا » ثلاثا، «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
من همزه، ونفخه، ونفثه »
رواه أحمد والدارمي وأبو داوود والترمذي وابن خزيمة وغيرهم.
3- " اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه "، ما رواه يعلى بن عطاء، أنه سمع شيخا من أهل دمشق،
أنه سمع أبا أمامة الباهلي يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة من الليل كبر ثلاثا،
وسبح ثلاثا، وهلل ثلاثا، ثم يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ». رواه أحمد،
والشيخ الدمشقي مجهول الحال.


السُّؤال السادس: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة:
سورة الفاتحة لها فضل عظيم ووردت أحاديث صحيحة تنص على فضائل هذه السُّورة، ذُكرت لها مسمّيات
عدة فهي فاتحة الكتاب، وأم القرآن، والصلاة وغيرها من الأسماء، فمن فضلِ الله علينا أنها يسيرة قراءةً وحفظًا
أي أن كلَّ مسلمٍ حافظٌ لهذه السورة، فلا تصح صلاته إلا بها، وهي أول سورة مذكورة كتابةً في المصحف،
وهي الشافية، الموجبة في الصلاة، "الكافية تكفي من غيرها، ولا يكفي غيرها عنها" كما قال ابن تيمية رحمه الله،
وحملت معاني آيتها المعاني الأصلية والأساسية لما جاء في القرآن الكريم، ففيها من التوحيد لله تعالى وثناؤه وتمجيده
والالتجاء له سبحانه وتعالى وسؤاله الهداية على الصراط المُستقيم، ويدل على ما سبق قوله تعالى:
في سورة الحجر: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87]،
وقوله ﷺ:«فاتحة الكتاب هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته» أخرجه البخاري.

رد مع اقتباس
  #48  
قديم 24 ربيع الأول 1439هـ/12-12-2017م, 01:49 AM
روان حماد روان حماد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 12
افتراضي

المجموعة الثانية:

س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب:-
سُميت بفاتحة الكتاب لانها أول شيء يُستَفتح به كتاب الله فهي أول ما يُقرأُ منه وأول ما يُكتب منه ...(ولا اعتبار بقول من قال أن سبب تسميتها بذلك هو أنها أول ما نزل من القرآن وذلك لانه قول ضعيف مخالف للأدلة الصحيحة التي تبين أن أول ما نزل من القرآن هو صدر سورة "إقرأ".

ب. السبع المثاني:-
سُميت بذلك الاسم استدلالاً بقوله تعالى :"وَلَقَد آتَيناكَ سَبعًا مِنَ المَثاني وَالقُرآنَ العَظيمَ"
أي سورة الفاتحة ..
والمراد بالسبع المثاني أي السبعِ آيات وهن عدد آيات سورة الفاتحة، وما يُبين ذلك أن العدد (سبع) جاء مذكرا لأنه يخالف المعدود في التذكير والتأنيث حيث جاء المعدود مؤنثاً "المثاني"أي الآيات وهي مؤنثة .
ولتسمية الفاتحة "بالمثاني"عدة معانٍ على أقوال أهل العلم:-
القول الأول :هو لأنها تُثنى في كل ركعة في الصلاة (أي تعاد)
قال قتادة:( فاتحة الكتاب تثنى في كل ركعة مكتوبة وتطوع)
حيث أنها ركن من أركان الصلاة لقولهﷺ:( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ).
وهو القول الراجح.

القول الثاني: أن الله استثنى بها سيدنا محمدﷺ فلم يؤتها لأحد من قبله، لقول ابن عباس :" هي أم القرآن استثناها الله لمحمد ﷺ ،فرفعها في أم
الكتاب ،فذخرها لهم حتى أخرجها لهم،ولَم يعطها لأحد قبله )رواه ابن جرير .

القول الثالث : قول أبي عبيدة معمر بن المثنى فلقد قال ( وإنما سُميت آيات القرآن مثاني لأنها تتلو بعضها بعضا فثنيت الأخيرة على الأولى ولها مقاطع تفصل الآيه بعد الآيه حتى تنقضي السورة .....)

القول الرابع : لأنها مما يُثنى به على الله تعالى لاشتمالها على حمدالله وتوحيده وذكر ملكه يوم الدين ...وهذا قول الزجاج .

القول الخامس : قيل المثاني ما دل على اثنين اثنين أي مثنى مثنى ، وفسّر ذلك ب •أن حروفها و كلماتها مُثناة أي قد تكررت فيها مثل الصراط الصراط-الرحمن الرحيم - إياك وإياك ..,
•أو لأنها منقسمة لقسمين نصفها ثناء ونصفها دعاء ،ونصفها حق الربوبية ونصفها حق العبودية .
•أو لأن بعض أهل العربية كان يزعم تسميتها مثاني لأن فيها الرحمن الرحيم مرتين .
* أو لأنها مقسومة بين العبد وربه قسمين اثنين .
* أو لأنها نزلت مرتين.
* أو لأنه قد ذكر فيها شيئاً من المعاني المتقابلة كالثواب والعقاب والهدى والضلال .....وغيرها من المعاني .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
السبب يرجع إلى ما أخطأ فيه بعض الثقات وإلى جهل بعض الناس ممن يظن أن هذه المرويات صحيحة وهي في الحقيقة ضعيفة ،وكذلك رغبتهم في تحصيل الثواب والأجر من نشرهم لهذه المرويات الضعيفة من أحد أسباب شيوعها ، فهم لم يتأكدوا من صحتها ولَم يتثبتوا من صحتها فوقعوا في المحظور بنشرهم ما كُذِب به على النبي ﷺ،
فالواجب على طالب العلم أن يتعرف إلى تلك المرويات الضعيفة حتى لا يصبح مثل عامة الناس ويكون سبب في نشرها وحتى يعلم حين يحاججه بها أحد أنها ضعيفة أو لا تصح عن النبي فيكون بذلك صان نفسه وغيره من الوقوع في الخطأ.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟

اسم السورة : ما وضع للدلالة عليها وتمييزها عن غيرها وتعيينها بذاتها
(كما يقال للشخص اسمه "أحمد "مثلا فهنا عينته ) .
لقب السورة : يكون وصف مدح اشتهرت به ويأتي بعد تقرر أسماؤها أولا ً.
(كما يقال للشخص لقبه "أبو عبد الرحمن"مثلا )
وعند اجتماع اللقب مع الاسم فإنه يقدم الاسم لتقدمه في الوضع باستثناء ما لو كان اللقب أشهر من الاسم وأكثر تداولا فيقدم لأن الغرض هو دفع الالتباس ولا بأس بذكر اللقب للتشويق.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.

بما أن لسورة الفاتحة فضائل عديدة ليس لغيرها من السور فناسب ذلك أن يكون نزولها حدث فريد يدل على عظمتها ، فلقد كان جبريل قاعداً عند النبي ﷺ سمع نقيضاً من رأسه ،فرفع رأسه فقال " هذا باب من السماء فتح الْيَوْمَ لم يفتح قط إلا الْيَوْمَ ،فنزل منه ملك فقال :"هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا آليوم فسلم وقال : “أبشر بنورين أوتيتهما لم يُؤتهما نبي قبلك :فاتحة الكتاب،وخواتيم سورة البقرة ،لن تقرأ بحرف منهما إلا أوتيته "،
فنزلت سورة الفاتحة من باب لم يفتح من قبل ومن ملك لم ينزل من قبل للأرض بالإضافة إلى البشارات المتعلقة بالفاتحة التي بشر بها النبيﷺ من أنها نور وأن دعاء الداعي بها مستجاب ومن أنها كرامة خاصة لأمته.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟

يجب على طالب العلم أن يتثبت منها وأن يتأكد من صحة نسبها إلى أهل العلم
وأن يستعن بالله على ذلك ويتوكل عليه ، فإذا تبين لطالب العلم الصحيح من الضعيف، فإنه يلخصه بحيث لا يخوض فيه بالتفصيل للكلام عن صحة نسبة الأقوال وبيان عللها .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .

يتفاوت الناس في الاستعاذة على درجات :-

الدرجة الأولى : من تكون استعاذتهم باطلة وذلك لأنها تؤدي للشرك أو للبدعة
فإذا اختل شرط الإخلاص فإنها تؤدي للشرك ، وإذا اختل شرط المتابعة فهي تؤدي للبدعة لعدم فعل الرسول ﷺ لها ،فالبدعة تؤدي إلى الضلال الذي يهوي بصاحبه في النار ، وهذا النوع من الاستعاذة غير نافع .

الدرجة الثانية: من تكون استعاذتهم ناقصة _مع خلوها من الشرك والبدعة_ ولكنها نقصت بسبب غفلة القلب حيث يكون معرض عن صدق الالتجاء إلى الله ولا يتبع الهدى .. فبين أهل العلم أن الاستعاذة دعاء يجب فيه كغيره من الأدعية يقظة القلب حتى يكون نافع وإلا ضعفت قوته ، و هذا النوع من الاستعاذة تنفع صاحبها بعض النفع .

الدرجة الثالثة : من تكون استعاذتهم متيقنة صحيحة متقبّلة ، فتكون بالقلب والقول والعمل ، فأما الاستعاذة ب :-
_بالقلب : فتتمثّل بأن يكون في قلب صاحبها صدق الالتجاء إلى الله تعالى والخضوع له وأنه لاحول له ولا قوة إلا به ، مع حسن الظن به وتيقن الإجابة وعدم الاستعجال بها أو الاعتراض أو التسخط عند تأخر الإجابة .
_و أما بالقول: أن تكون من التعويذات المأثورة ومما يصح شرعاً.
_ وأما بالعمل : فتكون باتباع هدى الله تعالى وفي ما أمر به خاصة فيما يتعلق بالاستعاذة .
وهذا النوع من الاستعاذة صحيح ومتقبّل ونافع لصاحبه بإذن الله.

الدرجة الرابعة: وهي من تكون استعاذتهم استعاذة المحسنين ، وهذه الدرجة أعلى درجات الاستعاذة وأفضلها أثرا على صاحبها ، وأهل هذه الدرجة هم من حققوا ولاية الله تعالى فكانوا أولياءه الذين أوجب الله تعالى على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه ،فلقد قال الرسولﷺ "إن الله قال :" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ..." الحديث ، فقد توعد الله لعدو أوليائه بالحرب!!وهذا لعظم مكانتهم عنده ... وإن هذي المنزلة لم تأتِ من فراغ وإنما أتت من إحسانهم في عبادتهم فعندما يستعيذون بالله يستعيذون وكأنهم يرونه وتمتلأ قلوبهم بحبه وخشية منه ويسارعون في الخيرات ويجتنبون المحظورات . وهذا النوع من الاستعاذة لا شك في أنه أنفع لصاحبه من أي نوع آخر وأحسن أثرا وأسرع إجابة لتناسب سرعة استجابتهم لله ولرسوله وسيرهم على الهدى .

والله ولي التوفيق ..

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 24 ربيع الأول 1439هـ/12-12-2017م, 04:29 AM
علياء مجالي علياء مجالي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 33
افتراضي

(حل واجب مجلس مذاكرة سورة الفاتحة)
- القسم الأول -

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذه إجاباتُ أسئلة المجموعة الأولى، لمجلس مذاكرة سورة الفاتحة (1)

س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة:
فإنَّ من أعظم نِعَم الله ومِنَنِهِ علينا اختصاصُه أمَّة محمد -صلى الله عليه وسلم- بالسبع المثاني، والقرآن العظيم، وقد دلَّت النصوص الكثيرة الوفيرة الصحيحة على فضْلَيْهِما، ونقتصر هنا على ذكر بعض فضائل السَّبع المثاني، ألا وهيَ الفاتحة:
1- فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال:
كان النَّبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا أخبرك بأفضل القرآن"، قال: فتلا عليه (الحمد لله رب العالمين). رواه النَّسائي، وابن حبان، والحاكم في المستدرك.
2- وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-:
أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء، فيهم لديغ أو سليم، فعرض لهم رجل من أهل الماء، فقال: هل فيكم من راقٍ، إنَّ في الماء رجلا لديغا أو سليما، فانطلق رجل منهم، فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء، فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك وقالوا: أخذت على كتاب الله أجرا، حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله". رواه البخاري
3- وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- كذلك، قال:
بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال:هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم,فنزل منه مَلَك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم؛ فسلَّم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته. رواه مسلم.

وهذه الأحاديث كُلها صحيحة، فالحمدلله.


س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ب. الوافية.

سورة الفاتحة من أكثر سور القرآن الكريم أسماءً وألقابًا؛ وإن دلَّ هذا على شيء، فإنَّما يدلُّ على فضلها، فما يختص الله شيئًا بمزيد ذكر وعناية إلَّا تنبيها عليه؛ لكونه عظيمًا عنده.

ومما لا بُدَّ من ذكره هنا، التَّفريق بين مسألتان:
الأولى: في الفرق بين التسمية، واللقب:
- فاسم السورة: ما وضع لتعيينها والدلالة عليها.
- ولقب السورة: ما اشتهرت به من وصف مدحٍ، بعد تقرر أسمائها.
وإذا اجتمعا كانت الفصاحة في تقديم الاسم؛ دفعًا للالتباس، إلا أن يكون اللقب أكثر اشتهارًا وتداولًا.
الثانية: في التفريق بين الأسماء الثابتة، وغير الثابتة لكنَّها مشتهرة.

أمَّا تسميتها بــــ (أمِّ الكتاب) فهو:
1- من أسماء الفاتحة الثابتة بالأدلة.
2- وأمَّا سبب تسميتها به، فله وجهان:
الأول: ما رواه البخاري من حديث أبي قتادة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب.
الثاني: قول البخاري رحمه الله: "وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة".
والصَّواب: الجمع بين المعننين:
1- لصحتهما.
2- وصحة الدلالة عليهما.
3- وعدم تعارضهما.

وأمَّ تسميتها بــــ (الوافية) فهي:
1- من أسماء سورة الفاتحة لكنها من القسم الثاني، الغير ثابتة بالأدلة.
2- وأمَّا سبب تسميتها به، ففيه قولان:
الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كل ركعة.
(قول الثعلبي).
الثاني: لأنها وافية بما في القرآن من المعاني.
(قول الزمخشري).
3- وتصحَّف هذا الاسم في بعض التفاسير وبعض طبعات التفاسير إلى: الواقية.



س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
أمَّا حكم النِّسبة فإنَّه إلى الثلاثة لا يصح, وأمَّا أسباب الخطأ فإنَّ تفصيله:
أ- أبو هريرة -رضي الله عنه-:
الذي روى القول عن أبي هريرة -رضي الله عنه- كان مجاهدًا، فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة.
فهذا القول وإن كان له أصل إلا أنه لا يصح عن أبي هريرة؛ لانقطاع الإسناد، فإنَّ مجاهدًا لم يسمع من أبي هريرة.

ب- مجاهد:
وأما نسبة القول لمجاهد؛ فلما روي عنه أنه قال:
1- (الحمدلله رب العالمين) أنزلت بالمدينة. [وهو مقطوع].
2- نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة. [وهو ثابت عن مجاهد إلَّا أنَّه تفرَّد به بمخالفته من هو أوثق منه].

ج- الزُّهري:
فلأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه، وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة. [والحديث لا يصح؛ لأنَّ من رواته من هو متروك الحديث].

فتبيَّن بذلك أن أصل الخطأ يرجع لــ:
1- عدم وجود أصل لها في الكتب المسندة.
2- أو عدم صحة إسناد.
3- أو كليهما -كما فيما نسب لأبي هريرة-.

ويجمع بين أسباب الخطأ عند الثلاثة، أنها من النوع الأول من أنواع ما ينسب إلى المفسرين من الأقوال، وهو: الأقوال المنصوصة التي تدل بنصها على ما استدل بها عليه، لكن هذه الأقوال فيها الصحيح والضعيف من جهة الإسناد والمتن.



س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لهذا النزول أصلان في الكتب المسندة، إلا أنهما ضعيفان:
1- الأول: عن أنس مرفوعًا: "إن الله عز وجل أعطاني فيما من به عليه؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين". [وعلة ضعف الحديث: أن أحد رواته متروك الحديث].
2- الثاني: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أنها نزلت من كنز تحت العرش". [وعلة ضعفه: الانقطاع في الإسناد].
وإنما ثبت نزول خواتيم سورة البقرة من تحت العرش عند مسلم وغيره، فتنبَّه لهذا.


س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.

القول الأول: أن البسملة آية من الفاتحة.
1- من نسب إليهم القول وصحت النسبة: علي بن أبي طالب، وابن عبَّاس -رضي الله عنهم-.
(وهو قول للشافعي، ورواية عن أحمد).
2- الآثار المروية عمَّن نسب القول إليهم:
- علي بن أبي طالب:
أنه سُئل عن السبع المثاني، فقال: (الحمدلله)، فقيل له: إنما هي ست آيات، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم آية.
- ابن عبَّاس:
في قول اللّه تعالى: (ولقد آتيناك سبعًا من المثاني)، قال: هي فاتحة الكتاب، فقرأها عليَّ ستًّا، ثمّ قال: بسم الله الرحمن الرحيم، آية.
3- أدلة القائلين به:
- عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت:كان يقطع قراءته آية آية: (بسم الله الرحمن الرحيم). (الحمدلله رب العالمين). (الرحمن الرحيم). (مالك يوم الدين). أخرجه أحمد.
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفا:" إذا قرأتم (الحمدلله) فاقرءوا (بسم الله الرحمن الرحيم)؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و(بسم الله الرحمن الرحيم) إحداها". رواه الدارقطني.




القول الثاني: لا تعد البسملة من آيات سورة الفاتحة.
1- من نسب إليه القول وصحَّت النسبة: أبو هريرة وأنس بن مالك رضي الله عنهما.
(وهو قول أبي حنيفة ومالك ورواية عن أحمد).
2- أدلة القائلين بهذا القول:
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدينصفين ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين. قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم. قال الله: أثنى علي عبدي. فإذا قال: مالك يوم الدين. قال: مجدني عبدي. وقال مرة: فوض إلي عبدي. وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين. قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل. رواه مسلم.
- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ(الحمد لله رب العالمين) لا يذكرون (بسم الله الرحمن الرحيم) في أول قراءة ولا في آخرها. متفق عليه.

الفرق بين القولين في عدِّ الآي:
أنَّ القائلين بعدم عدِّ البسملة آية من الفاتحة، يعدُّون (أنعمت عليهم) رأس آية.


الصواب في المسألة:
أن الخلاف في عدِّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات:
لصحة أسانيد القراء المعروفين إلى قراء الصحابة.
وهذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن الجزري -رحمهما الله-.


موجز عن الطريقة المتعبة في شرح الخلاف:
ذكرت الخلاف بنوعيه، مع من نُسب إليه، وحكم النسبة، والقائلين به من أئمة المذاهب الأربعة، وأدلة كل فريق، وآلية تقسيم السورة في حال عدِّ البسملة آية منها أو لا، والصواب في ذلك.


س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.

1- أنها من جملة العبادات العظيمة؛ لاستلزامها عبادات أخرى، قلبية، وقولية، وعملية:
من افتقار العبد لربه جل وعلا، وإيمانه بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، وتحمل العبد على الاستقامة على أمر الله، وما يقوم في قلب المستعيذ من أعمال جليلة يحبها الله.

2- أن من الأقدار ما يكون فيه شرور، يلزم معه وجو ما تؤمن به المضرَّة، فشرعت الاستعاذة.

3- العصمة والنجاة من كيد الشيطان؛ لكونه ألدَّ الأعداء للإنسان، مما يلزم من وجوده وجود ما يُدفع به ذلك الكيد.
قال تعالى: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ) [الزخرف: 36-37].

والحمدلله ربِّ العالمين.

رد مع اقتباس
  #50  
قديم 24 ربيع الأول 1439هـ/12-12-2017م, 06:35 AM
تهاني رشيد تهاني رشيد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 158
افتراضي

المجموعه الرابعه
س-1 اذكر ثلاث احاديث ضعيفه في فضل سورة الفاتحه وبين سبب ضعفها وحكم متنها؟
ج-حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً ام القران عوض عن غيرها وليس غيرها عوض عنها
وسبب ضعفه ان الراوي يروي بالمعنى
وحكم المتن صحيح المعنى لانكارة فيه
-حديث العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه انه سئل عن فاتحة الكتاب فقال ثنا نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم تغير لونه ورددها ساعه حين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال انه نزلت من كنز تحت العرش
سبب الضعف انقطاع السند
حكم المتن علمه عند الله
-حديث سليمان الواسطي عن علي الاحول عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ ام القران وقل هو الله احد فكأنما قرأ ثلث القران
سبب الضعف لأن رواية الواسطي متروك الحديث
حكم المتن لايصح لشدة ضعف السند

س-2 هل نزلت سورة الفاتحة مرتين
ج-نزلت الفاتحة مره واحده والقول بنزولها مرتين يحتاج دليل

س3-عدد خمسة اسماء ثابته لسورة الفاتحة مع بيان ادلتها
ج3-فاتحة الكتاب بدليل عن عباده بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب
ام القران والسبع المثاني والقران العظيم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ام القران هي السبع المثاني والقران العظيم
-سورة الحمد ماروي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمدلله هي ام القران وام الكتاب والسبع المثاني

س4-بين معنى الأستعاذه واقسامها؟
الأستعاذه هي الالتجاء إلى من بيده العصمه من شر مايستعاذ منه والاعتصام به قال تعالى لاعاصم اليوم من امر الله إلا من رحم
اقسامه
1-استعاذة العباده وهي التي يجب افراد الله بها وصرفها لغير الله شرك ويراد بها اعمال القلوب وبعض الأعمال كالدعاء والنذر
2-استعاذة التسبب وهي استعاذة الشخص بما يرى انه يعيذه من المخلوقات من غير تقرب له بأعمال قلبيه اوغير قلبيه وهي جائزه ان كانت الوسيله والمقصد جائز

س5بين المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه؟
الهمز الموتة ونفخه الكبر ونفثه الشعر

س6-بين وقت الاستعاذه لقرأة القران هل هي قبل اوبعد؟
ج-ثلاثة اقوال قبل القرأة وهي عند ارادة القرأة وعليه جمهور العلماء والقول الثاني اذا استعاذ قرأ والثالث مع القرأة يستعيذ اما القول الرابع فبعد الفراغ من القرأة يستعيذ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir