دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 رجب 1439هـ/22-03-2018م, 05:28 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثاني: مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة البقرة
(من أول السورة حتى الآية 10)



أجب على إحدى المجموعات التالية:

المجموعة الأولى:
1: حرّر القول في معنى الحروف المقطّعة الواردة في أول سورة البقرة، وبيّن الحكمة من ورودها في القرآن.
2:
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم المنافقين بأعيانهم؟

المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في:
مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى:
{أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
2. بيّن ما يلي:
أ:
لماذا كان النفاق في حقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.
ب: الحكمة من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال المنافقين
.

المجموعة الثالثة:
1. حرّر القول في:
القراءات في قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، وبيّن معنى الآية على كل قراءة.
2. بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}.

ب:
سبب عدم ظهور النفاق في السور المكية.

المجموعة الرابعة:

1. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ}.
2. بيّن ما يلي:
أ: سبب إفراد السمع في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة}.
ب:
معنى النفاق وأنواعه، والحكمة من التنبيه على صفات المنافقين في القرآن.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 رجب 1439هـ/24-03-2018م, 11:00 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1. حرّر القول في:
القراءات في قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، وبيّن معنى الآية على كل قراءة.

قوله تعالى: (يكذبون)
فيها قرآءة بالتخفيف: فيكون المعنى : تكذيبهم كقولهم: أنهم مؤمنون، لذلك قال الله عزّ وجلّ: {وما هم بمؤمنين}.
وقرآة بالتثقيل، فمعناه: بتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم . وهي الأرجح.
2. بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}.

المرض هو النفاق وقيل الشك وقيل الرياء وقيل هو مرض الدين لا الأبدان , فالله أثبت المرض وهو النفاق (( وأمّا الّذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجسًا إلى رجسهم)) فالجزاء من جنس العمل, فزادهم اللّه مرضاً: قيل هي خبر وقيل بل دعاء عليهم.
سبب عدم ظهور النفاق في السور المكية.
لم يكن في مكة نفاق لأن المسلمين لم تكن لهم شوكة بعدُ.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 9 رجب 1439هـ/25-03-2018م, 04:31 AM
للا حسناء الشنتوفي للا حسناء الشنتوفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 384
افتراضي

أبدأ مستعينة بالله تعالى الإجابة على المجموعة الأولى :

المجموعة الأولى:
1: حرّر القول في معنى الحروف المقطّعة الواردة في أول سورة البقرة، وبيّن الحكمة من ورودها في القرآن.


اختلف العلماء في تأويل الحروف المقطعة التي ابتدأت بها بعض السور،كما أورد ذلك ابن كثير رحمه الله تعالى ، فمنهم من قال إنها مما استأثر الله تعالى بعلمه، و قد حكاه القرطبيّ في تفسيره عن أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعليٍّ وابن مسعودٍ رضي اللّه عنهم به، وقاله عامرٌ الشّعبيّ وسفيان الثّوريّ والرّبيع بن خثيم، واختاره أبو حاتم بن حبّان ،و زاد ابن عطية الأندلسي في تفسيره : قال الشعبي عامر بن شراحيل وسفيان الثوري وجماعة من المحدثين: «هي سرّ الله في القرآن، وهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه، ولا يجب أن يتكلم فيها، ولكن يؤمن بها وتمرّ كما جاءت».
و منهم من فسّرها على أقوال منها :

القول الأول : هي حروف هجاء و افتتاح لكلام الله تعالى، ودليل ذلك أن الكلام الذي ذكر قبل السورة قد تم، قاله المثنى و الأخفش و مجاهد ، و ذكره الزجاج و ابن عطية و ابن كثير في تفسيرهم.

القول الثاني : أنها من حروف المعجم ذكرت، لتدل على أن هذا القرآن مؤلف من هذه الحروف المقطعة التي هي حروف أ. ب. ت. ث، فجاء بعضها مقطعاً وجاء تمامها مؤلفاً؛ ليدل القوم الذين نزل عليهم القرآن أنه بحروفهم التي يعقلونها لا ريب فيه.
قاله قطرب ، و ذكره الزجاج و ابن عطية الأندلسي في تفسيريهما.

القول الثالث : لابن عباس رضي الله عنهما، حيث أوّلها على ثلاثة أوجه :
-الوجه الأول : (أقسم اللّه بهذه الحروف أن هذا الكتاب الّذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم: هو الكتاب الذي عنده، عزّ وجلّ لا شك فيه)
- الوجه الثاني :({الر}و{حم}و{نون}اسم للرحمن عزّ وجلّ مقطع في اللفظ موصول في المعنى ).
-الوجه الثالث : ( {الم}معناه: أنا اللّه أعلم، و{الر}معناه: أنا الله أرى، و{المص}معناه: أنا الله أعلم وأفصل، و{المر}معناه: أنا الله أعلم وأرى ).
أورد هذه الأوجه الزجاج و ابن كثير في تفسيريهما .

القول الرابع : هي أسماء الله تعالى، أقسم سبحانه بها، و فيها اسم الله الأعظم، قاله ابن عباس، و ذكره ابن عطية و ابن كثير.

القول الخامس : هي أسماء للسور، كالقرآن و الفرقان و الذكر، قاله زيد بن أسلم و قتادة، و ذكره ابن عطية الأندلسي و ابن كثير، و أضاف ابن كثير بقوله : قال العلّامة أبو القاسم محمود بن عمر الزّمخشريّ في تفسيره: وعليه إطباق الأكثر، ونقله عن سيبويه أنّه نصّ عليه]،
ويعتضد هذا بما ورد في الصّحيحين، عن أبي هريرة: "أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأ في صلاة الصّبح يوم الجمعة: {الم} السّجدة، و{هل أتى على الإنسان}".

و قد ختم ابن كثير القول في هذه الأوجه بكلام بليغ مفاده : ومن هاهنا لحظ بعضهم في هذا المقام كلامًا، فقال: لا شكّ أنّ هذه الحروف لم ينزلها سبحانه وتعالى عبثًا ولا سدًى؛ ومن قال من الجهلة: إنّه في القرآن ما هو تعبّدٌ لا معنًى له بالكلّيّة، فقد أخطأ خطأً كبيرًا، فتعيّن أنّ لها معنًى في نفس الأمر، فإن صحّ لنا فيها عن المعصوم شيءٌ قلنا به، وإلّا وقفنا حيث وقفنا، وقلنا: {آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا}[آل عمران: 7].

أما الحكمة من ورودها في القرآن فقد أورد ابن كثير رحمه الله تعالى بعض الأقوال منها :
- ذُكرت لتُعرف بها أوائل السور، قاله ابن جرير، لكن ابن كثير رد هذا الوجه بقوله : وهذا ضعيفٌ؛ لأنّ الفصل حاصلٌ بدونها فيما لم تذكر فيه، وفيما ذكرت فيه بالبسملة تلاوةً وكتابةً.

-ذكرت لينتبه لها المشركون و يطرقون السمع لما سيأتي بعدها، لأنهم كانوا يتواصون بعدم سماع القرآن و اللغو فيه، و هذا الوجه أيضا رده ابن كثير بقوله : وهو ضعيفٌ أيضًا؛ لأنّه لو كان كذلك لكان ذلك في جميع السّور لا يكون في بعضها، بل غالبها ليس كذلك، ولو كان كذلك -أيضًا-لانبغى الابتداء بها في أوائل الكلام معهم، سواءٌ كان افتتاح سورةٍ أو غير ذلك. ثمّ إنّ هذه السّورة والّتي تليها أعني البقرة وآل عمران مدنيّتان ليستا خطابًا للمشركين، فانتقض ما ذكروه بهذه الوجوه.

- ذكرت هذه الحروف في أوائل السّور الّتي ذكرت فيها بيانًا لإعجاز القرآن، وأنّ الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنّه [تركّب] من هذه الحروف المقطّعة الّتي يتخاطبون بها. أورده ابن كثير عن بعضهم .

و قد رجّح ابن كثير رحمه الله تعالى هذا الوجه بقوله : ولهذا كلّ سورةٍ افتتحت بالحروف فلا بدّ أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلومٌ بالاستقراء، وهو الواقع في تسعٍ وعشرين سورةً، ولهذا يقول تعالى: {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه}[البقرة: 1، 2]. {الم * اللّه لا إله إلا هو الحيّ القيّوم * نزل عليك الكتاب بالحقّ مصدّقًا لما بين يديه}[آل عمران: 1-3]. {المص * كتابٌ أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرجٌ منه}[الأعراف: 1، 2]. {الر كتابٌ أنزلناه إليك لتخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور بإذن ربّهم}[إبراهيم: 1]{الم * تنزيل الكتاب لا ريب فيه من ربّ العالمين}[السّجدة: 1، 2]. {حم * تنزيلٌ من الرّحمن الرّحيم} [فصّلت: 1، 2]. {حم * عسق * كذلك يوحي إليك وإلى الّذين من قبلك اللّه العزيز الحكيم}[الشّورى: 1-3]، وغير ذلك من الآيات الدّالّة على صحّة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أمعن النظر، والله أعلم.

ثم ردّ باقي الأقوال التي زعمت أنها تدل على المدد أو الملاحم و الفتن، و بيّن شدّة ضعفها.


2: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم المنافقين بأعيانهم؟
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلم أعيان بعض المنافقين كما ذكر ذلك القرطبي، لأنه يوحى إليه من ربه، و دليل ذلك أنه أعطى أسماءهم لكاتم سرّه حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه، و الله تعالى أعلم.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 رجب 1439هـ/25-03-2018م, 05:34 AM
وفاء بنت علي شبير وفاء بنت علي شبير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 255
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1 حرّر القول في معنى الحروف المقطّعة الواردة في أول سورة البقرة، وبيّن الحكمة من ورودها في القرآن.

ج اختلف العلماء في معنى الحروف المقطعة الواردة أول سورة البقرة وغيرها على قولين إجمالا:
القول الأول
: أنها مما استأثر الله بعلمه فهي سر الله الذي لم يطلع عليه أحد، وهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه، ولا يجب أن يتكلم فيها، ولكن يؤمن بها وتمرّ كما جاءت، وهذا قول الشعبي عامر بن شراحيل وسفيان الثوري والرّبيع بن خثيم، واختاره أبو حاتم بن حبّان، حكاه القرطبيّ في تفسيره عن أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعليٍّ وابن مسعودٍ رضي اللّه عنهم به، وجماعة من المحدثين، وهو الذي يترجح والله أعلم.
القول الثاني: أنه يجب أن تفسر ويتكلم فيها وتلتمس الفوائد التي تحتها والمعاني التي تتخرج عليها، وهذا قول جمهور العلماء، كما نقله عنهم ابن عطية، ثم قال: والصواب ما قاله الجمهور أن تفسر هذه الحروف ويلتمس لها التأويل، لأنا نجد العرب قد تكلمت بالحروف المقطعة نظما لها ووضعا بدل الكلمات التي الحروف منها، كقول الشاعر: [الوليد بن المغيرة] . قلنا لها قفي فقالت قاف ....أراد قالت: وقفت، وكقول القائل: [زهير بن أبي سلمى] .بالخير خيرات وإن شرّا فا .... ولا أريد الشر إلا أن تا أراد: وإن شرّا فشر، وأراد: إلا أن تشاء، والشواهد في هذا كثيرة، فليس كونها في القرآن مما تنكره العرب في لغتها، فينبغي إذا كان من معهود كلام العرب أن يطلب تأويله ويلتمس وجهه.
واختلف أصحاب هذا القول في بيان معناها وتفسيرها على أقوال عدة:
1- أن الحروف المقطعة في القرآن: اسم الله الأعظم، إلا أنا لا نعرف تأليفه منها، وهذا قول: علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم، ومما استدلوا به رواية شعبة، قال: سألت السّدّيّ عن {حم} و{طس} و{الم}، فقال: قال ابن عبّاسٍ: "هي اسم اللّه الأعظم"، وحكي مثله عن عليٍّ رضي الله عنهما، وقيل: هي أسماء الله أقسم بها، وهذا قول: عكرمة وسعيد بن جبيرٍ والشّعبيّ، وسالم بن عبد اللّه، وإسماعيل بن عبد الرّحمن السّدّيّ الكبير.
2- أنها حروف تدل على: أنا الله أعلم، أنا الله أرى، أنا الله أفصّل، وهذا قول ابن عباس.
3- أنها حروف كل واحد منها إما أن يكون من اسم من أسماء الله، وإما من نعمة من نعمه، وإما من اسم ملك من ملائكته، أو نبي من أنبيائه، وهذا قول ابن عباس.
4- أنها أسماء للقرآن الكريم أو أسماء للسور، فقيل: «هي أسماء للقرآن كالفرقان والذكر». وهذا قول قتادة وأبي نجيحٍ، وزيد بن أسلم، وقيل: هي أسماء للسور، وهذا قول زيد بن أسلم، وأبو الحسن بن الأخفش، وهذا قول زيد بن أسلم، وأبو الحسن بن الأخفش، قال: الزّمخشريّ في تفسيره: وعليه إطباق الأكثر، ونقله عن سيبويه أنّه نصّ عليه]، ويعتضد هذا بما ورد في الصّحيحين، عن أبي هريرة: "أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأ في صلاة الصّبح يوم الجمعة: {الم} السّجدة، و{هل أتى على الإنسان}".
قال ابن كثير موجها القولين: ولعلّ هذا يرجع إلى معنى قول عبد الرّحمن بن زيدٍ: أنّه اسمٌ من أسماء السّور، فإنّ كلّ سورةٍ يطلق عليها اسم القرآن، فإنّه يبعد أن يكون {المص} اسمًا للقرآن كلّه؛ لأنّ المتبادر إلى فهم سامع من يقول: قرأت {المص}، إنّما ذلك عبارةٌ عن سورة الأعراف، لا لمجموع القرآن. واللّه أعلم.
5- أنها فواتح افتتح الله بها القرآن، وهذا قول مجاهدٍ.
6- أنها افتتاح كلام، ودليل ذلك أن الكلام الذي ذكر قبل السورة قد تم، وهذا قول الزجاج وعبيدة بن معمر بن المثنى وأبو الحسن الأخفش.
7- أنها مدة ملة محمد صلى الله عليه وسلم كما ورد في حديث حيي بن أخطب» وهو قول أبي العالية رفيع وغيره.
8- أنها إشارة إلى حروف المعجم، كأنه يقول للعرب: إنما تحديتكم بنظم من هذه الحروف التي عرفتم، فقوله الم بمنزلة قولك أ، ب، ت، ث، لتدل بها على التسعة والعشرين حرفا، وهذا قول قطرب وغيره
9- أنها أمارة قد كان الله تعالى جعلها لأهل الكتاب أنه سينزل على محمد كتابا في أول سور منه حروف مقطعة».
10- أنها تنبيه ك «يا» في النداء.
وقد نقل ابن كثير قول ابن جريرٍ في توجيه الأقوال السابقة والتوفيق بينها، وأنّه لا منافاة بين كلّ واحدٍ منها وبين الآخر، وأنّ الجمع ممكنٌ، فهي أسماء السّور، ومن أسماء اللّه تعالى يفتتح بها السّور، فكلّ حرفٍ منها دلّ على اسمٍ من أسمائه وصفةٍ من صفاته، كما افتتح سورًا كثيرةً بتحميده وتسبيحه وتعظيمه، قال: ولا مانع من دلالة الحرف منها على اسمٍ من أسماء اللّه، وعلى صفةٍ من صفاته، وعلى مدّةٍ وغير ذلك، كما ذكره الرّبيع بن أنسٍ عن أبي العالية؛ لأنّ الكلمة الواحدة تطلق على معانٍ كثيرةٍ، كلفظة الأمّة فإنّها تطلق ويراد به الدّين، كقوله تعالى: {إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ}[الزّخرف: 22، 23]. وتطلق ويراد بها الرّجل المطيع للّه، كقوله: {إنّ إبراهيم كان أمّةً قانتًا للّه حنيفًا ولم يك من المشركين} [النّحل: 120] وتطلق ويراد بها الجماعة، كقوله: {وجد عليه أمّةً من النّاس يسقون}[القصص: 23]، وقوله: {ولقد بعثنا في كلّ أمّةٍ رسولا} [النّحل: 36] وتطلق ويراد بها الحين من الدّهر كقوله: {وقال الّذي نجا منهما وادّكر بعد أمّةٍ}[يوسف: 45] أي: بعد حينٍ على أصحّ القولين، قال: فكذلك هذا.
ثم قال ابن كثير: هذا حاصل كلامه موجّهًا، ولكنّ هذا ليس كما ذكره أبو العالية، فإنّ أبا العالية زعم أنّ الحرف دلّ على هذا، وعلى هذا، وعلى هذا معًا، ولفظة الأمّة وما أشبهها من الألفاظ المشتركة في الاصطلاح، إنّما دلّ في القرآن في كلّ موطنٍ على معنًى واحدٍ دلّ عليه سياق الكلام، فأمّا حمله على مجموع محامله إذا أمكن فمسألةٌ مختلفٌ فيها بين علماء الأصول، ليس هذا موضع البحث فيها، واللّه أعلم.
ثمّ إن لفظ الأمّة تدلّ على كلّ معانيه في سياق الكلام بدلالة الوضع، فأمّا دلالة الحرف الواحد على اسمٍ يمكن أن يدلّ على اسمٍ آخر من غير أن يكون أحدهما أولى من الآخر في التّقدير أو الإضمار بوضعٍ ولا بغيره، فهذا ممّا لا يفهم إلّا بتوقيفٍ، والمسألة مختلفٌ فيها، وليس فيها إجماعٌ حتّى يحكم به.
وما أنشدوه من الشّواهد على صحّة إطلاق الحرف الواحد على بقيّة الكلمة، فإنّ في السّياق ما يدلّ على ما حذف بخلاف هذا، ثم قال ابن كثير: قلت: مجموع الحروف المذكورة في أوائل السّور بحذف المكرّر منها أربعة عشر حرفًا، وهي: ال م ص ر ك ي ع ط س ح ق ن، يجمعها قولك: نصٌّ حكيمٌ قاطعٌ له سرٌّ. وهي نصف الحروف عددًا، والمذكور منها أشرف من المتروك، وبيان ذلك من صناعة التّصريف.
قال الزّمخشريّ: وهذه الحروف الأربعة عشر مشتملةٌ على أنصاف أجناس الحروف يعني من المهموسة والمجهورة، ومن الرّخوة والشّديدة، ومن المطبقة والمفتوحة، ومن المستعلية والمنخفضة ومن حروف القلقلة. وقد سردها مفصّلةً ثمّ قال: فسبحان الّذي دقّت في كلّ شيءٍ حكمته، وهذه الأجناس المعدودة ثلاثون بالمذكورة منها، وقد علمت أنّ معظم الشّيء وجلّه ينزل منزلة كله.

قال ابن كثير في توجيه الأقوال السابقة أيضا: ومن هاهنا لحظ بعضهم في هذا المقام كلامًا، فقال: لا شكّ أنّ هذه الحروف لم ينزلها سبحانه وتعالى عبثًا ولا سدًى؛ ومن قال من الجهلة: إنّه في القرآن ما هو تعبّدٌ لا معنًى له بالكلّيّة، فقد أخطأ خطأً كبيرًا، فتعيّن أنّ لها معنًى في نفس الأمر، فإن صحّ لنا فيها عن المعصوم شيءٌ قلنا به، وإلّا وقفنا حيث وقفنا، وقلنا: {آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا}[آل عمران: 7].ولم يجمع العلماء فيها على شيءٍ معيّنٍ، وإنّما اختلفوا، فمن ظهر له بعض الأقوال بدليلٍ فعليه اتّباعه، وإلّا فالوقف حتّى يتبيّن.
.............................................................................
ومما ورد في الحكمة من ورودها في القرآن ما ذكره ابن كثير في تفسيره بقوله:
فقال بعضهم: إنّما ذكرت لنعرف بها أوائل السّور. حكاه ابن جريرٍ، وهذا ضعيفٌ؛ لأنّ الفصل حاصلٌ بدونها فيما لم تذكر فيه، وفيما ذكرت فيه بالبسملة تلاوةً وكتابةً.
وقال آخرون: بل ابتدئ بها لتفتح لاستماعها أسماع المشركين -إذ تواصوا بالإعراض عن القرآن -حتّى إذا استمعوا له تلي عليهم المؤلّف منه. حكاه ابن جريرٍ -أيضًا-، وهو ضعيفٌ أيضًا؛ لأنّه لو كان كذلك لكان ذلك في جميع السّور لا يكون في بعضها، بل غالبها ليس كذلك، ولو كان كذلك -أيضًا-لانبغى الابتداء بها في أوائل الكلام معهم، سواءٌ كان افتتاح سورةٍ أو غير ذلك. ثمّ إنّ هذه السّورة والّتي تليها أعني البقرة وآل عمران مدنيّتان ليستا خطابًا للمشركين، فانتقض ما ذكروه بهذه الوجوه.
وقال آخرون: بل إنّما ذكرت هذه الحروف في أوائل السّور الّتي ذكرت فيها بيانًا لإعجاز القرآن، وأنّ الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنّه [تركّب] من هذه الحروف المقطّعة الّتي يتخاطبون بها. ولهذا كلّ سورةٍ افتتحت بالحروف فلا بدّ أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلومٌ بالاستقراء، وهو الواقع في تسعٍ وعشرين سورةً، ولهذا يقول تعالى: {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه}[البقرة: 1، 2 {... وغير ذلك من الآيات الدّالّة على صحّة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أمعن النظر، والله أعلم.
وقال آخرون: أن المشركين لما أعرضوا عن سماع القرآن بمكة نزلت ليستغربوها فيفتحوا لها أسماعهم فيسمعون القرآن بعدها فتجب عليهم الحجة، وهذا القول رواه ابن عطية في تفسيره.
قال ابن كثير: وأمّا من زعم أنّها دالّةٌ على معرفة المدد، وأنّه يستخرج من ذلك أوقات الحوادث والفتن والملاحم، فقد ادّعى ما ليس له، وطار في غير مطاره، وقد ورد في ذلك حديثٌ ضعيفٌ، وهو مع ذلك أدلّ على بطلان هذا المسلك من التّمسّك به على صحّته. وهو ما رواه محمّد بن إسحاق بن يسارٍ، صاحب المغازي، حدّثني الكلبيّ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن جابر بن عبد اللّه بن رئابٍ، قال: مرّ أبو ياسر بن أخطب، في رجالٍ من يهود، برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو يتلو فاتحة سورة البقرة: {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه [هدًى للمتّقين]}[البقرة: 1، 2] فأتى أخاه حييّ بن أخطب في رجالٍ من اليهود، فقال: تعلمون -واللّه-لقد سمعت محمّدًا يتلو فيما أنزل اللّه عليه: {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه} فقال: أنت سمعته؟ قال: نعم. قال: فمشى حييّ بن أخطب في أولئك النّفر من اليهود إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: فقالوا: يا محمّد، ألم يذكر أنّك تتلو فيما أنزل اللّه عليك: {الم * ذلك الكتاب لا [ريب]} ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "بلى"...."، فهذا مداره على محمّد بن السّائب الكلبيّ، وهو ممّن لا يحتجّ بما انفرد به، ثمّ كان مقتضى هذا المسلك إن كان صحيحًا أن يحسب ما لكلّ حرفٍ من الحروف الأربعة عشر الّتي ذكرناها، وذلك يبلغ منه جملةً كثيرةً، وإن حسبت مع التّكرّر فأتمّ وأعظم واللّه أعلم.
.......................................................................................................................
س2 هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم المنافقين بأعيانهم؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
القول الأول: أنه صلى الله عليه وسلم يعلم المنافقين بأعيانهم، ومستند أصحاب هذا القول: حديث حذيفة بن اليمان في تسمية أولئك الأربعة عشر منافقًا في غزوة تبوك الّذين همّوا أن يفتكوا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في ظلماء اللّيل عند عقبةٍ هناك؛ عزموا على أن ينفروا به النّاقة ليسقط عنها فأوحى اللّه إليه أمرهم فأطلع على ذلك حذيفة. ولعلّ الكفّ عن قتلهم كان لمدركٍ من هذه المدارك أو لغيرها واللّه أعلم. ذكره ابن كثير في تفسيره.
وقد ذكر القرطبيّ وغيره من المفسّرين ما حكمة كفّه، عليه السّلام، عن قتل المنافقين مع علمه بأعيان بعضهم، وذكروا أجوبةً عن ذلك:
1- منها ما ثبت في الصّحيحين: أنّه قال لعمر: «أكره أن يتحدّث العرب أنّ محمّدًا يقتل أصحابه»، ومعنى هذا خشية أن يقع بسبب ذلك تغيّرٌ لكثيرٍ من الأعراب عن الدّخول في الإسلام ولا يعلمون حكمة قتله لهم، وأنّ قتله إيّاهم إنّما هو على الكفر، قال القرطبيّ: وهذا قول علمائنا وغيرهم كما كان يعطي المؤلّفة قلوبهم مع علمه بشرّ اعتقادهم، وقال ابن عطيّة: وهي طريقة أصحاب مالكٍ نصّ عليه محمّد بن الجهم والقاضي إسماعيل والأبهريّ وابن الماجشون.
2- ومنها: ما قال مالكٌ، رحمه اللّه: إنّما كفّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن المنافقين ليبيّن لأمّته أنّ الحاكم لا يحكم بعلمه، قال القرطبيّ: وقد اتّفق العلماء عن بكرة أبيهم على أنّ القاضي لا يقتل بعلمه، وإن اختلفوا في سائر الأحكام.
3- ومنها ما قال الشّافعيّ: إنّما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من الإسلام مع العلم بنفاقهم؛ لأنّ ما يظهرونه يجبّ ما قبله. ويؤيّد هذا قوله، عليه الصّلاة والسّلام، في الحديث المجمع على صحّته في الصّحيحين وغيرهما: «أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللّه، عزّ وجلّ»، ومعنى هذا: أنّ من قالها جرت عليه أحكام الإسلام ظاهرًا، فإن كان يعتقدها وجد ثواب ذلك في الدّار الآخرة، وإن لم يعتقدها لم ينفعه في الآخرة جريان الحكم عليه في الدّنيا.
4- ومنها ما قاله بعضهم: أنّه إنّما لم يقتلهم لأنّه كان لا يخاف من شرّهم مع وجوده، عليه السّلام، بين أظهرهم يتلو عليهم آيات اللّه مبيّناتٍ، فأمّا بعده فيقتلون إذا أظهروا النّفاق وعلمه المسلمون، قال مالكٌ: المنافق في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هو الزّنديق اليوم.
القول الثاني: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم المنافقين كلهم بأعيانهم، واستدل أصحاب هذا القول بقوله تعالى: {وممّن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النّفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم} الآية، وقال تعالى: {لئن لم ينته المنافقون والّذين في قلوبهم مرضٌ والمرجفون في المدينة لنغرينّك بهم ثمّ لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفواأخذوا وقتّلوا تقتيلا}، ففيها دليلٌ على أنّه لم يغر بهم ولم يدرك على أعيانهم وإنّما كانت تذكر له صفاتهم فيتوسّمها في بعضهم كما قال تعالى: {ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنّهم في لحن القول}، وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير في هذه المسألة والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 رجب 1439هـ/25-03-2018م, 06:04 AM
ابتسام الرعوجي ابتسام الرعوجي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 341
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة اسئلة المجلس الثاني مذاكرة القسم الأول من سورة البقرة من أول السورة حتى الايه 10 .
إجابة اسئلة المجموعة الثانية
إجابة السؤال الاول
يرجع اسم الإشارة في قوله تعالى ( أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ) كما ذكره المفسرون إلى عدة اقوال وهي :-
القول الاول :
يرجع اسم الإشارة إلى المتصفون بما ورد قبله من من صفات الإيمان بالغيب وإقام الصلاة والإنفاق مما رزقهم الله والإيمان بما أنزل الله الى الرسول ومن قبله من الرسل ولقين بالدار الاخره هم على نور وبيان وبصيره من الله وهم مؤمني العرب ..
روي هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنهما وذكره ابن كثير وابن جرير في تفسيرهما .
القول الثاني :
أن اسم الإشارة أولئك يرجع الى مؤمني أهل الكتاب الموصوفين بقوله تعالى ( والذين يؤمنون بما أنزل إليك ) ذكره ابن جرير نقلاً عن بعض المفسرين .
القول الثالث :
ان اسم الإشارة أولئك يرجع إلى مؤمني العرب ومؤمني أهل الكتاب روي هذا القول عن ابن عباس وابن مسعود وآخرين من أصحاب رسول الله وأيضاً عن مجاهد وابي العاليه والربيع بن أنس وقتاده ذكره ابن جرير في تفسيره وأختاره على أنه أرجح الأقوال .
وذكر هذا القول أيضاً ابن عطيه في تفسيره .

إجابة السؤال الثاني
أ- إن النفاق من إظهار للإيمان وإبطان للكفر صفه بارزه للمنافقين الذين كانوا يعتقدون إنهم بذلك لن يُكشف أمرهم وأنهم في أمن وأمان فقد نجحوا في الإحتيال على المؤمنين وهم في حقيقة الأمر في ضلال كبير فلم يخدعوا بهذا النفاق إلا أنفسهم لأن نفاقهم هذا نتيجة العقاب والعذاب يوم القيامه والخلود في النار بل إنهم في الدرك الاسفل من النار والعياذ بالله وذكر ابن كثير في هذا الشأن كلام جميل قال إن كان المنافق خداعاً للمؤمنين في عاجل الدنيا فهو لنفسه بذلك من فعله خادع لأنه يظهر لها بفعله ذلك بها أنه يعطيها امنيتها ويسقيها كأس سرورها وهو يورد تلك النفس حياض عطبها ويجرعها كأس العذاب فهذا من أشد الخداع للنفس .
ب- الحكمة من كف النبي عن قتال المنافقين
ذكر القرطبي في تفسيره وآخرون عدة أجوبة لذلك منها :
1- أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم قال لعمر ( أكره أن يتحدث العرب أن محمد يقتل أصحابه ) يعني أنه صلّ الله عليه وسلم يخشى أن يكون سبب لصد كبير من الاعراب عن الدخول في الإسلام لأنهم لن يعلموا الحكمة التي أجلها قتلهم وهي الكفر فهم لن يروا إلا الظاهر وهو قولهم لا إله إلا الله محمد رسول الله .
2- أيضاً قالوا إن الحكمة في ذلك أن رسول الله يبين لأمته أن الحاكم لا يحكم بعلمه كما أن القاضي لا يقتل بعلمه قاله القرطبي بأن العلماء متفقون على ذلك .
3- الحكمة في ذلك أن ما يظهرونه المنافقون من الإسلام يجبُ ما قبله ويؤيد ذلك قوله صلَّ الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل ) معنى ذلك أن من قال لا إله إلا الله تجري عليه جميع أحكام الإسلام ظاهراً فأن اعتقد ذلك نفعه في الاخره وإن لم يعتقد ذلك الحكم لم ينفعه في الاخره .
4- لم يقتلهم النبي عليه الصلاة والسلام لأنه لم يكن يخاف شرهم لوجوده صلَّ الله عليه وسلم بين أظهرهم وانما بعد وفاته فهم يقتلون اذا أظهروا النفاق وعلمه المؤمنين .
5- والمنافق في عهد النبي هو الذي يسمى اليوم زنديق وقد اختلف العلماء في قتله إذا أظهر كفره هل يستتاب أم لا ، أو يفرق بين أن يكون داعيه ام لا ، أو يتكرر من ارتداه أم لا يكون إسلامه ورجوعه من تلقاء نفسه أو بعد أن ظهر عليه تفصيلها في كتاب الأحكام .


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 رجب 1439هـ/25-03-2018م, 12:52 PM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

المجموعة الرابعة:

1. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ}.


ذكر المفسرون في معناها ثلاثة أقوال، كما يلي:
الأول: أن معنى الختم هنا على الحقيقة، وهو مأخوذ من الطبع والتغطية على الشيء، بأن القلب على هيئة الكف ينقبض مع زيادة الضلال والإعراض إصبعا إصبعا، ذكر هذا المعنى الزجاج وابن عطية وابن كثير، ونسبه ابن كثير إلى مجاهد.
الثاني: أن معنى الختم مجازي، والمراد به ما حصل في قلوبهم من الضلال والكفر والبعد عن الإيمان، ذكره ابن عطية وابن كثير، ونسبه ابن كثير إلى قتادة، وضعف هذا القول ابن جرير.
الثالث: أن معنى الختم مجازي في إسناده إلى الله، أما الختم فهم السبب فيه بما كفروا وأعرضوا عن التوحيد والعبادة، ذكره ابن عطية.

وقد رجح ابن جرير والقرطبي القول الأول، واستدل القرطبي بحديث حذيفة الّذي في الصّحيح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا فأيّ قلبٍ أشربها نكت فيه نكتةٌ سوداء وأيّ قلبٍ أنكرها نكت فيه نكتةٌ بيضاء، حتّى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصّفاء فلا تضرّه فتنةٌ ما دامت السّموات والأرض، والآخر أسود مربادٌّ كالكوز مجخّيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا"، وما رواه التّرمذيّ والنّسائيّ عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ المؤمن إذا أذنب ذنبًا كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستعتب صقل قلبه، وإن زاد زادت حتّى تعلو قلبه، فذلك الرّان الّذي قال اللّه تعالى :{كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} (المطفّفين: 14).

2. بيّن ما يلي:
أ: سبب إفراد السمع في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة}.

خلاصة ما ذكره الزجاج وابن عطية لذلك ثلاثة أوجه:
الأول: لأنها في معنى المصدر، والمصدر يقع للقليل والكثير، كما تقول: يعجبني حديثكم ويعجبني ضربكم.
الثاني: أنه لما أضاف السمع إلى ضمير جماعة، دل المضاف إليه على معنى أسماعهم، كما قال الشاعر:
لا تنـكـري القـتـل وقـــد سبـيـنـا في حلقكم عظم وقد شجينا.
الثالث: احتمال إرادة مواضع سمعهم، فحذف وأقام المضاف إليه مقامه، مثل الغشاوة الغطاء والمغشي الساتر، ومنه قول الحارث بن خالد المخزومي:
تبعتك إذ عيني عليها غشاوة ....... فلما انجلت قطعت نفسي ألومها

ب: معنى النفاق وأنواعه، والحكمة من التنبيه على صفات المنافقين في القرآن.

النفاق: هو أن يظهر الإنسان غير ما يبطن، فيكون قوله مخالف لفعله، ويظهر الخير ويسر الشر.
وأنواعه اثنان:
اعتقادي: وهو ما يخلد به صاحبه في النار، وعملي: وهو من الكبائر.
ومن الحكم من تنبيه القرآن على صفات المنافقين ما يلي:
- اشتباه أمرهم على كثير من الناس.
- التعريف بأحوالهم، ليجتنبها المؤمنون.
- عدم الاغترار بظاهر أمرهم، والاحتراز منهم، ومن اعتقاد إيمانهم.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 رجب 1439هـ/29-03-2018م, 05:38 PM
إجلال سعد علي مشرح إجلال سعد علي مشرح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 275
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثالثة:
1. حرّر القول في:
القراءات في قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، وبيّن معنى الآية على كل قراءة.
ذكر الزجاج في كتابه :هذه القراءات :
أولا ً:ما يتعلق بالدال:
يكذبون بالتخفيف:اي :بما كانوا يكذبون بقولهم إنهم مؤمنين، ذكره الزجاج في كتابه معاني القرآن.
(يكذّبون) بالتثقيل:اي: بتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم،ذكره الزجاج في كتابه معاني القرآن .
ثانياً:ما يتعلق بالياء والدال:
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر «يكذّبون» بضم الياء وتشديد الذال، يؤيد هذه القراءة قوله تعالى قبل: { وما هم بمؤمنين}، فهذا إخبار بأنهم يكذبون.
قرأ الباقون بفتح الياء وتخفيف الذال، ،وما يؤيد هذه القراءة أن سياق الآيات إنما هي تخبر عن كذبهم وتوعدهم بالعذاب الأليم ،متوجه على الكذب في مثل هذه الحالة، إذ هو محصور على الكفر،ذكر القولين بن عطية في كتابه المحرر الوجيز ورجح قراءة التثقيل .

2. بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}.

معنى(في قلوبهم مرض):
ورد قولين فيها:
•في قلوبهم شك ونفاق ،قاله أبو عبيدةوابن عباس وغيرهم.
•في قلوبهم رياء ،قاله عكرمه وطاووس.
معنى (فزادهم الله مرضا)
ورد فيها ثلاثة أقوال:
•زادهم الله بكفرهم، والدليل قاله عزّ وجلّ: { بل طبع اللّه عليها بكفرهم}.
•فزادهم اللّه شكاً بما أنزل عليهم من القرآن، كما شكوا في الذي قبله، والدليل على ذلك قوله عزّ وجلّ: { وإذا ما أنزلت سورة}إلى قوله: { فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون (124) وأمّا الّذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم}.
•زادهم رجسًا و شرًّا إلى شرّهم وضلالةً إلى ضلالتهم،والدليل:{ فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون * وأمّا الّذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجسًا إلى رجسهم}،قاله عبدالرحمن بن زيد بن أسلم.
فيكون المعنى :في قلوبهم شك ونفاق فزادهم الله شكا ونفاقاً بما أنزل من الآيات .







ب: سبب عدم ظهور النفاق في السور المكية.
لأن الإسلام كان مستضعف في مكة ولم يكن الإسلام قد ظهرت قوته القتالية كما في المدينة ،فكانوا الكفار أكثر من المسلمين في مكة وكانوا مضطهدين ولم يكن يسلم إلا من صدق لأنهم كانوا يعذبون المسلمون بخلاف المدينة ،حيث انتشر الإسلام وزادت قوته فتظاهر البعض بالدخول بالإسلام .


هذا والحمدلله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 رجب 1439هـ/31-03-2018م, 05:08 PM
عبدالعزيز ارفاعي عبدالعزيز ارفاعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي

المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في:
مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

فيه قولين : الأول أنه عائد على مؤمني أهل الكتاب فقط
الثاني: أنه عائد على مؤمني العرب واهل الكتاب وهو أشمل وأوسع من القول الأول بل هو المختار وهو مروي عن ابن عباس وابن مسعود وناس من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الّذين يؤمنون بالغيب، فهم المؤمنون من العرب، والّذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك هم المؤمنون من أهل الكتاب. ثمّ جمع الفريقين فقال: {أولئك على هدًى من ربّهم وأولئك هم المفلحون} نقل عن مجاهد وابي العالية والربيع بن أنس وقتادة رحمهم الله جميعا
2. بيّن ما يلي:
أ: لماذا كان النفاق في حقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.

لأن خداعهم هذا يرجع عليهم وبالا بالعذاب والعقاب, فهم بفعلهم هذا يحسبون أنهم باظهارهم الإيمان وإبطانهم الكفر وعصمة دماءهم وأموالهم في الدنيا قد نجوا وخدعوا وفازوا وإنما خدعوا أنفسهم لحصول العذاب والعقاب لهم في الدنيا والآخرة وكونهم من أهل النار والعياذ بالله
ب: الحكمة من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال المنافقين
ورد في ذلك عدة أقوال:
1- حتى لا يتردد بعض الكفار في الدخول في الإسلام بحجة أن محمدا صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه أي من هو حوله ومعه ,والنبي صلى اله عليه وسلم لا يقتل أصحابه بل يحبهم ويحبونه ولكن من باب سد الذرايع ونظرا لكون من هو بعيد قد يعتقد أن هؤلاء المنافقين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم امتنع عن قتلهم
2- حتى يبين لأمته وللقضاة خصوصا أن الحاكم لا يقضي بمجرد علمه فقط ,بل لا بد من الحجج والبراهين
3- أنه صلى الله عليه وسلم اكتفى منهم بإظهار الإسلام حتى وإن كان باطنهم خلاف ذلك لحديث ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللّه، عزّ وجل)) فتجري عليه أحكام الإسلام الظاهرة
4- أنه لم يقتلهم مع وجود شرهم لأنه لا يخافهم فقد وعده الله بالحفظ وإظهار دينه ,واما بعد حياته صلى الله عليه وسلم فيقتلون.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 رجب 1439هـ/4-04-2018م, 11:03 PM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1. حرّر القول في:
القراءات في قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، وبيّن معنى الآية على كل قراءة.
فيه قراءتان:
1. (يكذّبون) بالتثقيل، وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر، ومعنى الآية على هذه القراءة هو أي: لهم عذاب أليم بسبب تكذيبهم الرسول صلىوسلما ، ويؤيد هذه القراءة قوله تعالى: (وما هم بمؤمنين) فهم مكذبون بالرسول غير مؤمنين به.
2. (يكذبون) بالتخفيف، وهي قراءة الباقون، ومعنى الآية على هذه القراءة هو أي: لهم عذاب أليم بسبب كذبهم وقولهم أنهم مؤمنون، وهذه القراءة يؤيدها سياق الآيات، فسياق الآيات في الإخبار عن كذبهم، وتوعدهم بالعذاب الأليم على كذبهم.
وقد رجح ابن عطية الأندلسي قراءة التثقيل، بينما جمع ابن كثير بين القراءتين، فالمنافقون متصفين بالتكذيب والكذب كلاهما، فجمعوا بين الأثنين.

2. بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}.
{في قلوبهم مرض{ ذكر فيه معنيان:
1. المرض هنا إستعارة عن الفساد الذي في قلوبهم وعقائدهم من شك في الإسلام ونفاق ورياء وجحد بالحق بسبب حسدهم.
2. المرض هو غمهم بظهور أمر النبي صلىوسلمه .

}فزادهم الله مرضا{ ذكر فيها قولين:
1. فإما أنه خبر من الله سبحانه وتعالى بأنه فعل بهم ذلك.
2. وإما أنه دعاء عليهم.

وأما سبب هذه الزيادة ففيه قولين كذلك:
1. أي: زادهم الله بكفرهم ، قال تعالى: (بل طبع الله عليها بكفرهم).
2. أي: زادهم الله بما أنزل عليهم من القرآن، فشكوا فيه كما شكوا في الذي من قبله، كما قال تعالى في سورة التوبة: (وإذا ما أنزلت سورة.... وأما الذين في قلوبهم مرض فزادهم رجساً إلى رجسهم)، وجزائهم هذا من جنس عملهم، وقد حسّن ابن كثير هذا القول.

ب: سبب عدم ظهور النفاق في السور المكية.
لأن مكة لم يكن فيها نفاق، فسبب النفاق هو الخوف من المسلمين ومن شوكتهم، وحال المسلمين في مكة كان عكس ذلك، فلم تكن لهم شوكة ولا كلمة مسموعة ليخاف منهم الناس ويظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، بل كان المسلمون يخافون من الكفار فيبطون الإسلام ويظهرون الكفر خوفاً منهم، وإنما ظهر النفاق في المدينة عندما قويت شوكة المؤمنين فخشى الناس على مكانتهم فأظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، فحذّر سبحانه وتعالى عباده المؤمنين منهم بذكر صفاتهم في كتابه لئلا يخدعوا بهم، وكان هذا في القرآن المدني بعد ظهورهم.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19 رجب 1439هـ/4-04-2018م, 11:04 PM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1. حرّر القول في:
القراءات في قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، وبيّن معنى الآية على كل قراءة.
فيه قراءتان:
1. (يكذّبون) بالتثقيل، وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر، ومعنى الآية على هذه القراءة هو أي: لهم عذاب أليم بسبب تكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم، ويؤيد هذه القراءة قوله تعالى: (وما هم بمؤمنين) فهم مكذبون بالرسول غير مؤمنين به.
2. (يكذبون) بالتخفيف، وهي قراءة الباقون، ومعنى الآية على هذه القراءة هو أي: لهم عذاب أليم بسبب كذبهم وقولهم أنهم مؤمنون، وهذه القراءة يؤيدها سياق الآيات، فسياق الآيات في الإخبار عن كذبهم، وتوعدهم بالعذاب الأليم على كذبهم.
وقد رجح ابن عطية الأندلسي قراءة التثقيل، بينما جمع ابن كثير بين القراءتين، فالمنافقون متصفين بالتكذيب والكذب كلاهما، فجمعوا بين الأثنين.

2. بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}.
{في قلوبهم مرض{ ذكر فيه معنيان:
1. المرض هنا إستعارة عن الفساد الذي في قلوبهم وعقائدهم من شك في الإسلام ونفاق ورياء وجحد بالحق بسبب حسدهم.
2. المرض هو غمهم بظهور أمر النبي صلى الله عليه وسلم.

}فزادهم الله مرضا{ ذكر فيها قولين:
1. فإما أنه خبر من الله سبحانه وتعالى بأنه فعل بهم ذلك.
2. وإما أنه دعاء عليهم.

وأما سبب هذه الزيادة ففيه قولين كذلك:
1. أي: زادهم الله بكفرهم ، قال تعالى: (بل طبع الله عليها بكفرهم).
2. أي: زادهم الله بما أنزل عليهم من القرآن، فشكوا فيه كما شكوا في الذي من قبله، كما قال تعالى في سورة التوبة: (وإذا ما أنزلت سورة.... وأما الذين في قلوبهم مرض فزادهم رجساً إلى رجسهم)، وجزائهم هذا من جنس عملهم، وقد حسّن ابن كثير هذا القول.

ب: سبب عدم ظهور النفاق في السور المكية.
لأن مكة لم يكن فيها نفاق، فسبب النفاق هو الخوف من المسلمين ومن شوكتهم، وحال المسلمين في مكة كان عكس ذلك، فلم تكن لهم شوكة ولا كلمة مسموعة ليخاف منهم الناس ويظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، بل كان المسلمون يخافون من الكفار فيبطون الإسلام ويظهرون الكفر خوفاً منهم، وإنما ظهر النفاق في المدينة عندما قويت شوكة المؤمنين فخشى الناس على مكانتهم فأظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، فحذّر سبحانه وتعالى عباده المؤمنين منهم بذكر صفاتهم في كتابه لئلا يخدعوا بهم، وكان هذا في القرآن المدني بعد ظهورهم.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 23 رجب 1439هـ/8-04-2018م, 11:31 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة البقرة

بارك الله فيكم ونفع بكم وزادكم حرصًا واجتهادًا، ونفعكم بدراسة تفسير هذه السورة العظيمة، وبين يدي هذا التفسير، نحرص على بيان عدة نقاط:
الأولى : الحكمة من تقرير التفاسير الثلاثة بعينها عليكم، وهذا لأن ثلاثتها تتكامل في تحصيل النفع المطلوب لطالب علم التفسير في هذه المرحلة.
- فنجد معاني القرآن للزجاج من أفضل التفاسير اللغوية في بيان معاني القرآن، فينبغي الحرص على معرفة معاني المفردات منه، ومعرفة الشواهد اللغوية عليها، كما يتطرق في بعض الأحيان لذكر مواطن للخلاف في معنى المفردة وترجيحها، وخلال هذا الأسبوع - بإذن الله - تدرسون محاضرة مفصلة عن هذا الكتاب العظيم فيُرجى الاستفادة منها أثناء قراءتكم للكتاب.
- تفسير ابن عطية غني بتطبيقات أصول التفسير، ويعتني كثيرًا باستيعاب الأقوال التي قيلت في المسألة، وحسن ترتيب مسائل الآية، كما يعتني أيضًا ببيان معاني المفردات.
- تفسير ابن كثير من أفضل تفاسير أهل السنة، وإن كان ابن عطية يحرص على استيعاب الأقوال في المسألة، فإن ابن كثير يزيد عليه في حرصه على ذكر الشواهد من الأحاديث والآثار منسوبة لقائليها، ولمن رواها من أئمة الحديث، فإذا وجدت القول عند ابن عطية غير منسوب لقائله، أو مع عدم ذكر الدليل عليه، فابحث عنه عند ابن كثير تجده منسوبًا مع ذكر الأدلة عليه.

الثانية:

التنبيه على بعض المآخذ على تفسير ابن عطية، فهو على جلالته في التفسير إلا أنه تأثر بالأشاعرة في الناحية العقدية، لذا يُحترز من البحث عن المسائل العقدية فيه، وإنما نلجأ إلى تفسير ابن كثير، إذا لم يكن لدينا قدرة على التمييز بين الأقوال فيُؤخذ بقول ابن كثير.

الثالثة:

تعلمنا في دورة المهارات الأساسية في التفسير عدة مهارات، ومجالس التفسير ليست مجرد مراجعة لدروس التفسير وحفظ لمسائله، وإنما هي مجال لتطبيق هذه المهارات مرة تلو الأخرى حتى تثبت- بإذن الله -، وكما تلاحظون فإن كل مجموعة لا تخلو من سؤال تحرير للخلاف في مسألة من المسائل، وهذا التحرير ينبغي أن يستوفي الأركان المطلوبة في تحرير المسائل العلمية من استيعاب الأقوال ونسبتها لقائليها، وتحديد نوع الخلاف هل هو من باب خلاف التنوع أو خلاف التضاد، ومن ثم بيان وجه الجمع بين الأقوال، أو الترجيح بينها.
لذا أرجو الحرص على مراجعة هذه المهارات مرارًا، والحرص على تطبيق الملحوظات فلا تكرر في المجالس اللاحقة.


المجموعة الأولى:

للا حسناء الشنتوفي: أ
س1:
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ، مع الانتباه إلى :
1: التمييز بين القولين الرئيسين في المسألة؛ فالأول لمن قال أنه لا معنى لها، أو أنها من المسائل التي انفرد الله بعلمها فلا ينبغي البحث فيها.
والثاني: بين من اجتهد في تحديد معناها.
- أقوال ابن عباس إما أن تفصلي بينها أو تبيني وجه الجمع بينها وهو أن المراد بها اسم من أسماء الله تعالى؛ دل عليه القول بأنه الرحمن، أو القسم ؛ ففي رواية أخرى أنه قسم باسمه.
- دمجتِ بين قولين في القول الخامس ، القول بأنها أسماء السور ، والقول بأنها أسماء القرآن.
- قبل نقل رأي ابن كثير، ينبغي نقل قول ابن جرير عن أبي العالية، في التوفيق بين هذه الأقوال، ورأي ابن كثير فيه.

2: فصل ابن كثير بين معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالأربعة عشر نفر من أهل تبوك الذين أوحى الله إليه بأمرهم، وأعلم بهم حذيفة ، وبين من جهل بأمرهم وإنما ذُكرت له بعض صفاتهم فكان يتوسمها.


وفاء شبير: أ

أحسنتِ، بارك الله فيكِ.
- يُؤخذ عليكِ الاعتماد على النسخ كثيرًا، والواجب تحرير الأقوال بأسلوبك، والاقتصار على المطلوب في رأس السؤال دون الاستطراد، مثل استطرادكِ بذكر الحكمة من ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتل المنافقين.
- س1: كلام ابن كثير في تحديد الحروف التي وردت في أوائل السور وجمعها في قول :" نص حكيم قاطع له سر" جاء تعليقًا على قول قطرب أن الحروف المقطعة من حروف المعجم واستغنى بذكر ما ورد منها عن باقي الحروف.
- س2: كلا القولين صحيحين، وإنما فرق ابن كثير بين فريقين، فريق علمه النبي صلى الله عليه وسلم بأسمائهم، وأخبر حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عنهم ، وبين فريق آخر لم يعلم أسماءهم ولكن كان يتوسم صفاتهم في بعضهم حيث أعلمه الله بهذه الصفات في كتابه.



المجموعة الثانية:

تعليق عام:
الخلاف في مرجع اسم الإشارة أولئك، يرجع إلى تحديد الموصوف بالآيات قبله، ويمكن حصره فيما يلي:
الأول : أن مرجع الإشارة هو كلمة " المتقين " ، وأن الآيات بعدها في وصفهم على خلاف في تعيينهم على ثلاثة أقوال :
1: أن جميع الآيات قبل اسم الإشارة في كل من آمن من مؤمني العرب ومؤمني أهل الكتاب وغيرهم، وهو ما رجحه ابن كثير، فبالنظر لسورة البقرة فقد بدأت بذكر صفات المؤمنين ثم الكافرين ثم المنافقين، وهذا تقسيم لعموم الناس.
2: أن قوله تعالى :{ الذين يؤمنون بالغيب .... } نزلت في مؤمني العرب، وأن قوله تعالى :{ والذين يؤمنون بما أُنزل إليك } نزلت في مؤمني أهل الكتاب ثم جاء قوله تعالى :{ أولئك على هدىً من ربهم .. } ليجمع الفريقين ويذكر جزاء واحد لهما، وهو ما رجحه ابن جرير.
3: أنّ جميع الآيات نزلت في مؤمني أهل الكتاب.

الثاني:

أنها ترجع إلى الموصوفين بالآية التي قبلها فقط وهم مؤمنو أهل الكتاب، وهم الموصوفون بقوله تعالى :{ والذين يؤمنون بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون }
وهذا التحرير لبيان الأقوال وتقسيمها فقط، ويُرجع للمقرر لمعرفة القائلين بكل قول، ووجه ترجيح القول الراجح منها.


ابتسام الرعوجي : أ

أحسنتِ، بارك الله فيكِ، وأرجو قراءة التعليق العام.
س2: أ : قولك: " لأن نفاقهم هذا نتيجة العقاب والعذاب يوم القيامه " ، أحسبُ أنكِ تقصدين : " سبب "
خُصمت نصف درجة للتأخير.


عبد العزيز الرفاعي : أ

أحسنت، بارك الله فيك، وأرجو قراءة التعليق العام.
خُصمت نصف درجة للتأخير.

المجموعة الثالثة:

تعليق عام:

اختلف الزجاج وابن عطية في الاستشهاد بقوله تعالى :{ وما هم بمؤمنين }، على القراءات بقوله تعالى { يكذبون }
قال الزجاج : أنها دالة على قراءة التخفيف " يَكذِبون " ، أي أنهم كاذبون في قولهم بأنهم مؤمنون.
وقال ابن عطية أنها دالة على قراءة التثقيل " يُكذِّبون " ، أي أن قوله تعالى :{ وما هم بمؤمنين } إخبار بحقيقة نفي الإيمان عنهم وإثبات تكذيبهم بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ولا تعارض بين القولين.
- ترجيح قراءة التثقيل لأن من كذّّب فقد كذب، مع التأكيد على أن كلا القراءتين واردتان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن بهما نزل القرآن، ولكل قراءة وجهها من البلاغة، وأنه يُستفاد من اختلاف القراءات في التفسير بمعرفة المعاني التي تشملها الآية؛ فبمجموع القراءات فإن الآية أثبتت للمنافقين صفة الكذب والتكذيب.

إجلال سعد: ب

س1: أرجو قراءة التعليق العام، ولا وجه للتفريق بين ما يتعلق بالذال، وما يتعلق بالياء والذال.
ويُرجى الاستفادة من جميع التفاسير في معرفة ما قيل في المسألة.
س2: أثني على تفصيلكِ لمسائل الخلاف في الآية، لكن لم تستوعبي الأقوال فيها.
المسألة الأولى : الخلاف في المراد بالمرض:
الأول : أن المراد مرض في الدين وليس البدن، وهذا جاء على أقوال منها الشك، والرياء ، والنفاق.
الثاني: المراد مرض في البدن، قال ابن عطية: غمهم المرض بظهور أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المسألة الثانية : معنى قوله تعالى :{ فزادهم الله مرضًا }
الأول : أنه دعاء عليهم.
الثاني : أنه خبر بأن الله فعل بهم هذا.
- زادهم من جنس فعلهم فكما كان لديهم شك زادهم شكا ورجسا إلى رجسهم، وعلق ابن كثير على ذلك أنه من باب " الجزاء من جنس العمل "
خُصمت نصف درجة للتأخير.


عائشة الزبيري : أ
أحسنتِ، وتميزتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
وأرجو أن تستفيدي من تفسير ابن كثير في نسبة الأقوال إلى قائليها، ولا يُكتفى بمجرد ذكر الأقوال.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.

سارة عبد الله : ب+
ما زال الاختصار يغلب على إجاباتكِ أختي الفاضلة، وأرجو بإذن الله في المجالس اللاحقة أن تحرصي على تحقيق معايير الإجابة الوافية، وأوصيكِ بمراجعة دروس المهارات الأساسية في التفسير.
س1:
على قراءة التخفيف " يَكذِبون " فإن المصدر : " كذبهم " والوصف أنهم كاذبون، لأن الفعل ثلاثي " كذب ".
وعلى قراءة التثقيل " يُكذّبون " فإن المصدر : " تكذيب " والوصف أنهم مُكذّبون، لأن الفعل رباعي بالتضعيف " كذّب ".
وأرجو قراءة التعليق العام.
س2: أ : أحسنتِ بذكر الأقوال لكن أرجو تنظيم الإجابة والحرص على نسبة الأقوال إلى قائليها، وراجعي التعليق على إجابة الأخت إجلال.
س2: ب: الإجابة مختصرة جدًا، ينقصها بيان وجه عدم ظهور النفاق مع استضعاف المسلمين، ووجه ظهوره في المدينة مع قوتهم.

ملحوظة: القدرة على التعبير بأقل الألفاظ موهبة رائعة، وليس المقصود التعليق على قلة الألفاظ وإنما على عدم استيعاب النقاط المطلوبة في الإجابة فإن عبرت عن جميع المطلوب بلفظ قليل فهو أمر رائع.


المجموعة الرابعة :
هيثم محمد : أ
أحسنت، بارك الله فيك.
والنفاق الاعتقادي وهو النفاق الأكبر : أن يظهر المنافق الإسلام ويُبطن الكفر.
والنفاق العملي وهو النفاق الأصغر ولا يُخرج من الملة: وهو أن يعمل المرء بصفة من صفات المنافقين مثل : " إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أئتمن خان" والمقصود تكراره لهذا الأمر حتى صار صفة له.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.

اعتذار:
أعتذر عن التأخر في تقويم مجلس المذاكرة، وبإذن الله سنحرص على تصحيح المجالس أولا بأول، حتى يُستفاد من التصحيح في عدم تكرار الأخطاء، وكذلك في الاختبارات.
وأسأل الله أن يبارك لنا ولكم في الوقت والجهد وأن ينفع بنا وبكم.


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22 شعبان 1439هـ/7-05-2018م, 01:35 PM
فاطمة إدريس شتوي فاطمة إدريس شتوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 311
افتراضي

المجموعة الثانية:

1. حرّر القول في:

مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

- قيل: أنّ ذلك صفةٌ للمؤمنين عامّةً، والإشارة عائدةٌ عليهم، واللّه أعلم. وقد نقل هذا عن مجاهدٍ، وأبي العالية، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة.
- قيل: الإشارة إلى مؤمني أهل الكتاب الموصوفين قال به ابن جرير
- وقيل أنه عائدٌ إلى جميع من تقدّم ذكره من مؤمني العرب وأهل الكتاب، لما رواه السّدّيّ عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عبّاس، وعن مرّة الهمدانيّ عن ابن مسعودٍ


2. بيّن ما يلي:

أ: لماذا كان النفاق في حقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.

لأنهم اظهروا من الإيمان خلاف ما أبطنوا من الكفر ليحقنوا دماءهم ويحرزوا أموالهم ويظنون أنهم قد نجوا وخدعوا وفازوا، وإنما خدعوا أنفسهم لحصولهم في العذاب وما شعروا لذلك فالخداع يرجع عليهم بالعذاب والعقاب، قضرر تلك المخادعة راجع عليهم لخلودهم في النار، فالله يكشف سرهم ومخادعتهم.

ب: الحكمة من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال المنافقين.
قيل فيها عدة أقوال:
- خشية أن يقع بسبب ذلك تغيّرٌ لكثيرٍ من الأعراب عن الدّخول في الإسلام ولا يعلمون حكمة قتله لهم، وأنّ قتله إيّاهم إنّما هو على الكفر، فإنّهم إنّما يأخذونه بمجرّد ما يظهر لهم فيقولون: إنّ محمّدًا يقتل أصحابه. كما ثبت في الصّحيحين: أنّه قال لعمر:«أكره أن يتحدّث العرب أنّ محمّدًا يقتل أصحابه»
- ما قال مالكٌ، رحمه اللّه: إنّما كفّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن المنافقين ليبيّن لأمّته أنّ الحاكم لا يحكم بعلمه.
- ما قال الشّافعيّ: إنّما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من الإسلام مع العلم بنفاقهم؛ لأنّ ما يظهرونه يجبّ ما قبله. ويؤيّد هذا قوله، عليه الصّلاة والسّلام، في الحديث المجمع على صحّته في الصّحيحين وغيرهما: «أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللّه، عزّ وجلّ»،
- ومنها ما قاله بعضهم: أنّه إنّما لم يقتلهم لأنّه كان لا يخاف من شرّهم مع وجوده، عليه السّلام، بين أظهرهم يتلو عليهم آيات اللّه مبيّناتٍ، فأمّا بعده فيقتلون إذا أظهروا النّفاق وعلمه المسلمون

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 25 شعبان 1439هـ/10-05-2018م, 12:33 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة إدريس شتوي مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:

1. حرّر القول في:

مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

- قيل: أنّ ذلك صفةٌ للمؤمنين عامّةً، والإشارة عائدةٌ عليهم، واللّه أعلم. وقد نقل هذا عن مجاهدٍ، وأبي العالية، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة.
- قيل: الإشارة إلى مؤمني أهل الكتاب الموصوفين [ الموصوفين بماذا ؟ ] قال به ابن جرير
- وقيل أنه عائدٌ إلى جميع من تقدّم ذكره من مؤمني العرب وأهل الكتاب، لما رواه السّدّيّ عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عبّاس، وعن مرّة الهمدانيّ عن ابن مسعودٍ [ ما الفرق بين هذا القول والقول الأول مما ذكرتِ؟ ]
أرجو أن تقرأي التعليق العام على المجموعة الثانية في التقويم أعلاه.



2. بيّن ما يلي:

أ: لماذا كان النفاق في حقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.

لأنهم اظهروا من الإيمان خلاف ما أبطنوا من الكفر ليحقنوا دماءهم ويحرزوا أموالهم ويظنون أنهم قد نجوا وخدعوا وفازوا، وإنما خدعوا أنفسهم لحصولهم في العذاب وما شعروا لذلك فالخداع يرجع عليهم بالعذاب والعقاب، قضرر تلك المخادعة راجع عليهم لخلودهم في النار، فالله يكشف سرهم ومخادعتهم.

ب: الحكمة من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال المنافقين.
قيل فيها عدة أقوال:
- خشية أن يقع بسبب ذلك تغيّرٌ لكثيرٍ من الأعراب عن الدّخول في الإسلام ولا يعلمون حكمة قتله لهم، وأنّ قتله إيّاهم إنّما هو على الكفر، فإنّهم إنّما يأخذونه بمجرّد ما يظهر لهم فيقولون: إنّ محمّدًا يقتل أصحابه. كما ثبت في الصّحيحين: أنّه قال لعمر:«أكره أن يتحدّث العرب أنّ محمّدًا يقتل أصحابه»
- ما قال مالكٌ، رحمه اللّه: إنّما كفّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن المنافقين ليبيّن لأمّته أنّ الحاكم لا يحكم بعلمه.
- ما قال الشّافعيّ: إنّما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من الإسلام مع العلم بنفاقهم؛ لأنّ ما يظهرونه يجبّ ما قبله. ويؤيّد هذا قوله، عليه الصّلاة والسّلام، في الحديث المجمع على صحّته في الصّحيحين وغيرهما: «أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللّه، عزّ وجلّ»،
- ومنها ما قاله بعضهم: أنّه إنّما لم يقتلهم لأنّه كان لا يخاف من شرّهم مع وجوده، عليه السّلام، بين أظهرهم يتلو عليهم آيات اللّه مبيّناتٍ، فأمّا بعده فيقتلون إذا أظهروا النّفاق وعلمه المسلمون


التقويم: ج+
- خُصمت نصف درجة للتأخير.
وفقكِ الله وسددكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir