دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 رجب 1439هـ/18-03-2018م, 09:21 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز ارفاعي مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله ((والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر))
الأسلوب البياني

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلاة على أشرف الأنبياء والمرسيلن نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فهذه السورة مع أنها من أقصر سور القرآن وكونها ثلاث آيات فقط إلا أنها قد حوت أسباب السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة وبينت أسباب الخسارة والشقا, وهذا الأمر يدل على بلاغة هذه السورة وحسن بيانها مع وجازتها فقد ذكر ابن كثير في تفسيره ذاكرا فضائلها قول عمرو بن العاص لمسيلمة الكذاب" لقد أنزل عليه – يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم- سورة وجيزة بليغة ثم تلا السورة , وذكر الطبراني من طريق حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن عبيد اللّه بن حصنٍ أبي مدينة، قال: كان الرجلان من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا التقيا لم يفترقا إلاّ على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها، ثمّ يسلّم أحدهما على الآخر, وقد قال الشافعي رحمه الله :لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم"" ,فبداء الله هذه السورة بالإقسام بالعصر ,ولله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته وليس للمخلوق أن يقسم إلا بخالقه ,والقسم بالعصر هنا لدلالة عليه والتنبه على أهميته ,فما المراد بالعصر ,إن اطلاق كلمة عصر ,إما يدل على اسم ذات أو يدل على اسم معنى ,فإن دل على اسم ذات فإما يدل على الصلاة (أي صلاة العصر ) وهذا سائغ في العربية تسمية المظروف بظرفه, او تكون الذات هي الزمن نفسه فإما أن يكون خاصاً ومحدد وهو من زوال النهار إلى غروب الشمس أو يكون مطلقاً فيكون وكل هذا ورد فيه أقوال عن المفسرين على النحو التالي :
1- صلاة العصر قاله مقاتل و اختاره الزمخشري وذكر الرازي الأدلة على ذلك بدليل قوله تعالى: {وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله". ولأن التكليف في أدائها أشق لتهافت الناس في تجارتهم ومكاسبهم آخر النهار، واشتغالهم بمعايشهم"
2- العشي وهو آخر النهار قاله قتادة والحسن وقال ابن عطية في تفسيره عن أبي بن كعب ورجحه ابن عاشور في تفسيره.
3- الدهر أو الوقت الذي فيه حركات ابن آدم من خير وشر وهو ما اختاره ابن جرير وتبعه ابن كثير وابن القيم والسعدي والأشقر .
((إن الانسان لفي خسر)) أي أن جنس الانسان في نقص وخسارة ,وهذا جواب القسم وقد جاء مؤكدا بثلاث تؤكيدات :
1- كونه جواب للقسم.
2- تصدريه بحرف إن وهو حرف توكيد ونسخ.
3- دخول حرف اللام على الخبر في جملة جواب القسم.
وهذا تنبيه على أهمية جواب القسم كما أن دخول الواو على القسم نفسه في قوله ((والعصر)) تنبيه أيضا على أهمية القسم نفسه
((إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)) استثنى من جنس الانسان عن الخسران من اتصف بأربع صفات ,صفتين يكمل بهما نفسه وأخريين يكمل بهما غيره ,فالأوليان هما صفة العلم والعمل أي الإيمان والتصديق بالقلب وبأركان الايمان الستة والعمل الصالح الذي لابد له من الإخلاص لله والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم ,والصفتان الأخريان التي يكمل بهما غيره هي التواصي الحق الذي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضوابطه الشرعية والتواصي بالصبر فمن يقوم بواجب الدعوة والبلاغ لا بد له أن يحصل له من الأذى والكيد ما يحتاج معه إلى صبر ومن الصبر أيضا الصبر على طاعة الله والصبر عن معاصي الله والصبر على أقدار الله المؤلمة ,فمن حقق هذه الصفات الأربع حتما لابد له أن يكون في الجهة المقابلة للخسر وهي الفوز بالمثوبة والأجر والنجاح والفلاح .
بقي أن نذكر من بلاغة هذه السورة أنها اشتملت على
1- الشروط الأربعة للنجاة وكأنها الجهات الأربع محيطة بالانسان من كل جانب
ف"الإيمان "اختبار للقلب
و"العمل" اختبار للجسد
و"الحق" اختبار للعقل
و"الصبر" اختبار للنفس.
2- الشروط واقعة على كل المجالات:
المجال الباطني والظاهري
المجال العلمي والعملي
المجال الفردي والجماعي..

3- ملاحظة صيغة قولوه تعالى((وتواصوا)) فهي من التفاعلية التي ليس فيها تميز أحد عن أحد أو أن الأمر بالعروف والنهي عن المنكر خاص بناس عن ناس وكذلك الصبر بل بعضهم في عون بعض وفي هذا حثا على الحياة المجتمعة وعدم الانعزال والعيش كالجسد الواحد.
4- أنها تشمل جميع أصناف الناس فهم على فريقين إما خاسرون ,وإما رابحون فائزون بما عند الله ,وهم الأقل بدليل أنهم المستثنى وفي قواعد اللغة المستثنى دائما أقل من المستثنى منه وفي هذا تصديق قوله تعالى ((وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ))

هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
المراجع:
تفسير ابن كثير
تفسير ابن عطية
تفسر الزمخشري
تفسير ابن عاشور
تفسير ابن الجوزي
تفسير السعدي
تفسير الأشقر
التفسير البياني
تفسير بياني لسورة العصر من موقع أهل التفسير









شكر الله لكم كادت أن تصيبني الدهشة وأنا أنتقل هنا وهناك محاولا الكتابة في الموضوع ليزداد يقيني بعظمة هذا القرآن وكيف أنه لا تنقضي عجائبه فيا لله ما أبعد النعجة وكم بيننا وبين معانيه وعجائبه وكنوزه من مفاوز وقفار فإلى الله المشتكى
زادك الله علما ونفع بك .
الدرجة: أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir