دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 رجب 1441هـ/1-03-2020م, 09:21 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا (38)}
-فيمن نزلت الآية:
قيل: في اليهود. قاله مجاهد وأخرجه ابن أبي حاتم وضعفه الطبري معللا: أنه نفى عن هذه الصفة الإيمان بالله واليوم الآخر، واليهود ليسوا كذلك. ودافع عن قوله ابن عطية ذاكرا أن قوله متجه على المبالغة والإلزام، إذ إيمانهم باليوم الآخر كلا إيمان، من حيث لا ينفعهم.
وقال الجمهور: نزلت في المنافقين، وهذا هو الصحيح كما ذكر ابن عطية.
-موضع "الذين" الإعرابي:
في موضع خفض عطف على الكافرين، ويصح أن يكون في موضع رفع عطفا على الّذين يبخلون على تأويل: من رآه مقطوعا ورأى الخبر محذوفا. ويصح أن يكون في موضع رفع على العطف وحذف الخبر، وتقديره: بعد اليوم الآخر معذبون. قاله الطبري ونقله ابن عطية.
-متعلق الإنفاق في الآية:
هو ما كانوا يعطون من زكاة، وينفقون في السفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن عطية.
-معنى رياء:
أي: دفعا عن أنفسهم، الّذي يقصدون بإعطائهم السّمعة وأن يمدحوا بالكرم ، لا إيمانا بالله، ولا حبا في دينه.
وفي حديث الّذي فيه الثّلاثة الّذين هم أوّل من تسجّر بهم النّار، وهم: العالم والغازي والمنفق، والمراءون بأعمالهم، يقول صاحب المال: ما تركت من شيءٍ تحبّ أن ينفق فيه إلّا أنفقت في سبيلك. فيقول اللّه: كذبت؛ إنّما أردت أن يقال: جوادٌ فقد قيل. أي: فقد أخذت جزاءك في الدّنيا وهو الّذي أردت بفعلك.
وفي الحديث: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لعديّ: "إنّ أباك رام أمرًا فبلغه". مجموع ما ذكره ابن عطية وابن كثير.
-فائدة الاحتراس في قوله: "ولا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر":
هذا الاحتراس فيه تأكيد على خلو قلوب المرائين من الإيمان وابتغاء وجه الله.
ويؤكده حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سئل فيه عن عبد اللّه بن جدعان: هل ينفعه إنفاقه، وإعتاقه؟ فقال: "لا إنّه لم يقل يومًا من الدّهر: ربّ اغفر لي خطيئتي يوم الدّين". ذكره ابن كثير وأشار إليه ابن عطية.
-موضع "رياء" الإعرابي:
نصب على الحال من الضمير في ينفقون والعامل ينفقون، ويكون قوله: ولا يؤمنون في الصلة، لأن الحال لا تفرق إذا كانت مما هو في الصلة، وحكى المهدوي: أن الحال تصح أن تكون من الّذين فعلى هذا يكون ولا يؤمنون مقطوعا ليس من الصلة، والأول أصح، وما حكى المهدوي ضعيف، ويحتمل أن يكون ولا يؤمنون في موضع الحال، أي: غير مؤمنين، فتكون الواو واو الحال. ذكره ابن عطية.
-اشتقاق "قرين" وجذرها اللغوي:
القرين: فعيل بمعنى فاعل، من المقارنة وهي الملازمة والاصطحاب. ذكره ابن عطية.
-المراد بالقرين في الآية:
مقارنة مع خلطة وتواد. ذكره ابن عطية.
-تفسير "ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا":
أي: من يكن عمله بما يسوّل له الشيطان فبئس العمل عمله. ومن يكن الشيطان له مصاحبا وملازما، أو شك أن يطيعه فتسوء عاقبته.
فإنّما حملهم على صنيعهم هذا القبيح وعدولهم عن فعل الطّاعة على وجهها الشيطان؛ فإنّه سوّل لهم وأملى لهم، وقارنهم فحسّن لهم القبائح، ولهذا قال الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه = فكلّ قرينٍ بالمقارن يقتدي. مجموع ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
-إعراب "ساء قرينا" وتقديرها:
"قرينا" نصب على التمييز، والفاعل ل «ساء» مضمر، تقديره ساء القرين قرينا.

تفسير قوله تعالى: {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيمًا (39)}
-معنى "ماذا" في الآية:
يصلح أن تكون: " ما " و " ذا " اسما واحدا، المعنى: وأي شيء عليهم. ذكره الزجاج وابن عطية واختاره ابن كثير.
ويجوز أن يكون: " ذا " في معنى الذي، أو تكون " ما " وحدها اسما. المعنى: وما الّذي عليهم. ذكره الزجاج وابن عطية.
وكأن هذا الكلام يقتضي أن الإيمان متعلق بقدرتهم ومن فعلهم، ولا يقال لأحد: ما عليك لو فعلت إلا فيما هو مقدور له. فالمطلوب إنما هو تكسبهم واجتهادهم وإقبالهم على الإيمان، وأما الاختراع فالله المنفرد به، وفي هذا الكلام تفجع ما عليهم، واستدعاء جميل يقتضي حيطة وإشفاقا. ذكره ابن عطية.
-ما يتضمنه الإخبار بعلم الله في قوله "وكان الله بهم عليما":
يتضمن الإخبار وعيدا، وينبه على سوء تواطئهم، أي: لا ينفعهم كتم مع علم الله تعالى بهم. ذكره ابن عطية.
-متعلق العلم في الآية:
نيّاتهم الصّالحة والفاسدة، ومن يستحقّ التّوفيق منهم فيوفّقه ويلهمه رشده ويقيّضه لعملٍ صالحٍ يرضى به عنه، ومن يستحقّ الخذلان والطّرد عن جنابه الأعظم الإلهيّ. ذكره ابن كثير.


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)}
-القراءات في الآية وتقديرها:
قرأ جمهور السبعة «حسنة» بالنصب على نقصان «كان» واسمها مضمر تقديره وإن تك زنة الذرة حسنة.
وقرأ نافع وابن كثير «حسنة» بالرفع على تمام «كان» التقدير: وإن تقع حسنة أو توجد حسنة، ويضاعفها جواب الشرط.
وقرأ ابن كثير وابن عامر «يضعفها» مشددة العين بغير ألف، قال أبو علي: المعنى فيهما واحد، وهما لغتان.
وقرأ الحسن «يضعفها» بسكون الضاد وتخفيف العين. ذكره ابن عطية.
-معنى “مثقال”:
مثقال: مفعال من الثقل، أي: ما كان وزنه الذرة. ذكره الزجاج وابن عطية.
-معنى الذرة:
قيل: الصغيرة الحمراء من النمل، وهي أصغر ما يكون إذا مر عليها حول، لأنها تصغر وتجري كما تفعل الأفعى. ذكره ابن عطية.
وقيل: دودة حمراء. قاله يزيد بن هارون، ورواه ابن جرير عن إسحاق بن وهب عنه، وضعفه ابن عطية.
وقيل: رأس النملة. قاله ابن عباس وقرأ “إن الله لا يظلم مثقال نملة”. ذكره ابن عطية ورواه ابن جرير من طريق أبي عاصمٍ، عن شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عنه.
-سبب معاملة الأعمال بالوزن بالرغم من كونها غير موزونة:
قيل لكل ما يعمل " وزن مثقال " تمثيلا، خطابا للناس بما في قلوبهم بتمثيل ما يدرك بأبصارهم، لأن ذلك أبين لهم. ذكره الزجاج.
-الأصل في “تك”:
الأصل في " يكن ": " تكون " فسقطت الضمة للجزم وسقطت الواو لسكونها وسكون النون. ذكره الزجاج.
وعلل ابن عطية ذلك بكثرة الاستعمال.
-معنى المضاعفة:
مضاعفة الشيء في كلام العرب: زيادة مثله إليه، وإذا كانت صيغة الفعل دون التكثير تقتضي الطي مرتين، هذه أصول هذا الباب على مذهب الخليل وسيبويه، وقد ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب المجاز: أن «ضاعفت» يقتضي مرارا كثيرة، وقال مثله الطبري ومنه نقل، وذكره ابن عطية.
-هل في الآية تخصيص أم أنها عامة؟
قيل: هذه الآية خص بها المهاجرون، لأن الله أعلم في كتابه: أن الحسنة لكل مؤمن مضاعفة عشر مرار، وأعلم في هذه: أنها مضاعفة مرارا كثيرة جدا حسب ما روى أبو هريرة من أنها تضاعف ألفي ألف مرة، وروى غيره من أنها تضاعف ألف ألف مرة، ولا يستقيم أن يتضاد الخبران، فهذه مخصوصة للمهاجرين السابقين، حسبما رواه عبد الله بن عمر: أنها لما نزلت من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها [الأنعام: 160] في الناس كافة، قال رجل: فما للمهاجرين؟ فقال ما هو أعظم من هذا إنّ اللّه لا يظلم .. الآية. رواه ابن أبي حاتم، وخرجه ابن كثير.
فخصوا بهذا كما خصت نفقة سبيل الله بتضعيف سبعمائة مرة، ولا يقع تضاد في الخبر.
وقال بعضهم: بل وعد بذلك جميع المؤمنين، وروي في ذلك أحاديث، وهي: أن الله عز وجل يجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد، فينادي هذا فلان بن فلان، فمن كان له عنده حق فليقم قال: فيحب الإنسان أن لو كان له يومئذ الحق على أبيه وابنه، فيأتي كل من له حق فيأخذ من حسناته حتى يقع الانتصاف، ولا يبقى له إلا وزن الذرة، فيقول الله تعالى: أضعفوها لعبدي واذهبوا به إلى الجنة، وهذا يجمع معاني ما روي مما لم نذكره، والآية تعم المؤمنين والكافرين، فأما المؤمنون فيجازون في الآخرة على مثاقيل الذر فما زاد، وأما الكافرون فما يفعلون من خير فتقع المكافأة عليه بنعم الدنيا. ذكره ابن عطية وابن كثير.
-معنى “لدنه:
من قبله. ذكره الزجاج وابن عطية.
وذكر سيبويه أنها لابتداء الغاية.
-المراد بالأجر العظيم:
الجنة، قاله ابن مسعود وأبو هريرة وسعيد بن جبير وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك وابن زيد، وذكره ابن عطية وابن كثير.
قول ابن مسعود رواه ابن جرير عن المثنّى، عن مسلم بن إبراهيم، عن صدقة بن أبي سهلٍ، عن أبي عمرٍو، عن زاذان، عنه.
قول سعيد بن جبير رواه النهدي عن سفيان [الثوري] عن ابن جريجٍ عن عبادة عنه.
قول ابن زيد رواه ابن جرير عن يونس، عن ابن وهبٍ عنه.

تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41)}
-مناسبة الآية لما قبلها:
تقدم في الآية قبلها الإعلام بتحقيق الأحكام يوم القيامة، فحسن بعد ذلك التنبيه على الحالة التي يحضر ذلك فيها، ويجاء فيها بالشهداء على الأمم. ذكره ابن عطية.
-معنى “كيف” في الآية:
جاءت بمعنى التوبيخ. ذكره الزجاج.
-تفسير الآية ومعناها:
أي: فكيف تكون حال هؤلاء يوم القيامة، وحذف " تكون حالهم" لأنّ في الكلام دليلا على ما حذف. ذكره الزجاج وابن عطية.
-المشار إليه في قوله “هؤلاء”:
كفار قريش وغيرهم من الكفار، وإنما خص كفار قريش بالذكر لأن وطأة الوعيد أشد عليهم منها على غيرهم. ذكره ابن عطية.
-معنى “وجئنا بك على هؤلاء شهيدا”:
أي: نأتي بكل نبي أمّة يشهد عليها ولها. ذكره الزجاج وابن عطية.
-ما روي في هذه الآية:
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا قرأ هذه الآية فاضت عيناه، وكذلك ذرفت عيناه عليه السلام حين قرأها عليه عبد الله بن مسعود في الحديث المشهور.
قال البخاريّ: حدّثنا محمّد بن يوسف، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: قال لي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم "اقرأ عليّ" قلت: يا رسول اللّه، آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: "نعم، إنّي أحبّ أنّ أسمعه من غيري" فقرأت سورة النّساء، حتّى أتيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} قال: "حسبك الآن" فإذا عيناه تذرفان.
ورواه هو ومسلمٌ أيضًا من حديث الأعمش، به وقد روي من طرقٍ متعدّدةٍ عن ابن مسعودٍ، فهو مقطوعٌ به عنه. ورواه أحمد من طريق أبي حيّان، وأبي رزين، عنه. ذكره ابن عطية وابن كثير.
-المراد بالشهادة:
ما روي من حديث ابن مسعود وهو شهادته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وأمّا ما ذكره القرطبي في "التّذكرة" حيث قال: باب ما جاء في شهادة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على أمته: قال: أخبرنا ابن المبارك، أخبرنارجل من الأنصار، عن المنهال بن عمرٍو، حدّثه أنّه سمع سعيد بن المسيّب يقول: ليس من يومٍ إلّا تعرض على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أمّته غدوة وعشيّة، فيعرفهم بأسمائهم وأعمالهم، فلذلك يشهد عليهم، يقول اللّه تعالى: {فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} فإنّه أثرٌ، وفيه انقطاعٌ، فإنّ فيه رجلًا مبهمًا لم يسمّ، وهو من كلام سعيد بن المسيّب لم يرفعه. وقد قبله القرطبيّ فقال بعد إيراده: [قد تقدّم] أنّ الأعمال تعرض على اللّه كلّ يوم اثنين وخميسٍ، وعلى الأنبياء والآباء والأمّهات يوم الجمعة. قال: ولا تعارض، فإنّه يحتمل أن يخصّ نبيّنا بما يعرض عليه كلّ يومٍ، ويوم الجمعة مع الأنبياء، عليهم السّلام. ذكره ابن كثير.
وما ذكره الطبري من شهادة أمة محمد بتبليغ الرسل، وما جرى في معنى ذلك من القصص الذي ذكر مكي، كسؤال اللوح المحفوظ، ثم إسرافيل ثم جبريل، ثم الأنبياء، فليست هذه آيته، وإنما آيته لتكونوا شهداء على النّاس. ذكره ابن عطية.

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا (42)}
-القراءات في الآية:
قرأ نافع وابن عامر «تسّوّى» بتشديد السين والواو على إدغام التاء الثانية من تتسوى، وقرأ حمزة والكسائي «تسّوّى» بتخفيف السين وتشديد الواو، على حذف التاء الثانية المذكورة، وهما بمعنى واحد.
وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو «تسوى» على بناء الفعل للمفعول الذي لم يسم فاعله، فيكون الله تعالى يفعل ذلك على حسب المعنيين المتقدمين، قال أبو علي: إمالة الفتحة إلى الكسرة والألف إلى الياء في «تسوى» حسنة. ذكره ابن عطية.
وقرأ أبو السمال ويحيى بن يعمر: «وعصوا الرسول» بكسر الواو من عصوا. ذكره ابن عطية.
واختار الزجاج الضّم في الواو في {عصوا الرسول} لالتقاء السّاكنين مع تجويزه للكسر.
-(ال) في (الرسول):
للجنس. ذكره ابن عطية.
-معنى التسوية في الآية:
قيل: تنشق الأرض فيحصلون فيها ثم تتسوى هي في نفسها عليهم وبهم. ذكره ابن عطية وابن كثير.
وقالت فرقة: معناه لو تستوي هي معهم في أن يكونوا ترابا كآبائهم، فجاء اللفظ على أن الأرض هي المستوية معهم، والمعنى إنما هو أنهم يستوون مع الأرض، ففي اللفظ قلب يخرج على نحو اللغة التي حكاها سيبويه. وقد جاء في التفسير: أن البهائم يوم القيامة تصير ترابا، فيودون أنهم يصيرون ترابا. ذكره الزجاج وابن عطية.
-معنى الواو في قوله “ولا يكتمون اللّه حديثا”:
1- أنها عاطفة. فيكون المعنى: ودوا أن الأرض سويت بهم وأنهم لم يكتموا الله حديثا، لأن قولهم: {واللّه ربّنا ما كنّا مشركين} قد كذبوا فيه. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
2- أنها استئنافية. لأن ما عملوه ظاهر عند اللّه لا يقدرون على كتمه). قال به ابن عباس وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
قول ابن عباس رواه ابن جريرٍ: عن ابن حميد، عن حكّام، عن عمرٌو، عن مطرّف، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبير، عنه.
3- وقالت طائفة: مثل القول السابق، إلا أنها قالت: إنما استأنف الكلام بقوله: ولا يكتمون اللّه حديثاً ليخبر عن أن الكتم لا ينفع، وإن كتموا، لأن الله تعالى يعلم جميع أسرارهم وأحاديثهم، فمعنى ذلك:وليس ذلك المقام الهائل مقاما ينفع فيه الكتم.
والفرق بين هذين القولين أن الأول يقتضي أن الكتم لا ينفع بوجه، والآخر يقتضي أن الكتم لا ينفع وقع أو لم يقع، ذكره ابن عطية.
4- وقالت طائفة: يود الذين كفروا أن تسوى بهم الأرض، وأنهم لم يكتموا الله حديثا، وهذا على جهة الندم على الكذب أيضا، كما تقول: وددت أن أعزم كذا، ولا يكون كذا على جهة الفداء، أي يفدون كتمانهم بأن تسوى بهم الأرض. ذكره ابن عطية.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 ذو الحجة 1441هـ/22-07-2020م, 09:56 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورة الأمير مشاهدة المشاركة
تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا (38)}
-فيمن نزلت الآية:
قيل: في اليهود. قاله مجاهد وأخرجه ابن أبي حاتم وضعفه الطبري معللا: أنه نفى عن هذه الصفة الإيمان بالله واليوم الآخر، واليهود ليسوا كذلك. ودافع عن قوله ابن عطية ذاكرا أن قوله متجه على المبالغة والإلزام، إذ إيمانهم باليوم الآخر كلا إيمان، من حيث لا ينفعهم.
وقال الجمهور: نزلت في المنافقين، وهذا هو الصحيح كما ذكر ابن عطية.
-موضع "الذين" الإعرابي:
في موضع خفض عطف على الكافرين، ويصح أن يكون في موضع رفع عطفا على الّذين يبخلون على تأويل: من رآه مقطوعا ورأى الخبر محذوفا. ويصح أن يكون في موضع رفع على العطف وحذف الخبر، وتقديره: بعد اليوم الآخر معذبون. قاله الطبري ونقله ابن عطية.
-متعلق الإنفاق في الآية: [أو المراد بالأموال]
هو ما كانوا يعطون من زكاة، وينفقون في السفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن عطية.
-معنى رياء:
أي: دفعا عن أنفسهم، الّذي يقصدون بإعطائهم السّمعة وأن يمدحوا بالكرم ، لا إيمانا بالله، ولا حبا في دينه.
وفي حديث الّذي فيه الثّلاثة الّذين هم أوّل من تسجّر بهم النّار، وهم: العالم والغازي والمنفق، والمراءون بأعمالهم، يقول صاحب المال: ما تركت من شيءٍ تحبّ أن ينفق فيه إلّا أنفقت في سبيلك. فيقول اللّه: كذبت؛ إنّما أردت أن يقال: جوادٌ فقد قيل. أي: فقد أخذت جزاءك في الدّنيا وهو الّذي أردت بفعلك.
وفي الحديث: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لعديّ: "إنّ أباك رام أمرًا فبلغه". مجموع ما ذكره ابن عطية وابن كثير.
[الأحاديث من جملة ما يطلب تخريجه في الواجب]
-فائدة الاحتراس في قوله: "ولا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر":
هذا الاحتراس فيه تأكيد على خلو قلوب المرائين من الإيمان وابتغاء وجه الله.
ويؤكده حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سئل فيه عن عبد اللّه بن جدعان: هل ينفعه إنفاقه، وإعتاقه؟ فقال: "لا إنّه لم يقل يومًا من الدّهر: ربّ اغفر لي خطيئتي يوم الدّين". ذكره ابن كثير وأشار إليه ابن عطية.
-موضع "رياء" الإعرابي:
نصب على الحال من الضمير في ينفقون والعامل ينفقون، ويكون قوله: ولا يؤمنون في الصلة، لأن الحال لا تفرق إذا كانت مما هو في الصلة، وحكى المهدوي: أن الحال تصح أن تكون من الّذين فعلى هذا يكون ولا يؤمنون مقطوعا ليس من الصلة، والأول أصح، وما حكى المهدوي ضعيف، ويحتمل أن يكون ولا يؤمنون في موضع الحال، أي: غير مؤمنين، فتكون الواو واو الحال. ذكره ابن عطية.
-اشتقاق "قرين" وجذرها اللغوي:
القرين: فعيل بمعنى فاعل، من المقارنة وهي الملازمة والاصطحاب. ذكره ابن عطية.
-المراد بالقرين في الآية:
مقارنة مع خلطة وتواد. ذكره ابن عطية. [هذه تابعة لما قبلها، ولو قلتِ دلالة التعبير بصيغة فعيل في قوله " قرين"،والترتيب يكون معنى " قرين " ودلالة التعبير بصيغة فعيل، ومعنى كون الشيطان قرينًا]
-تفسير "ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا":
أي: من يكن عمله بما يسوّل له الشيطان فبئس العمل عمله. ومن يكن الشيطان له مصاحبا وملازما، أو شك أن يطيعه فتسوء عاقبته.
فإنّما حملهم على صنيعهم هذا القبيح وعدولهم عن فعل الطّاعة على وجهها الشيطان؛ فإنّه سوّل لهم وأملى لهم، وقارنهم فحسّن لهم القبائح، ولهذا قال الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه = فكلّ قرينٍ بالمقارن يقتدي. مجموع ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
-إعراب "ساء قرينا" وتقديرها:
"قرينا" نصب على التمييز، والفاعل ل «ساء» مضمر، تقديره ساء القرين قرينا.
[وضح ابن عطية وابن كثير المناسبة بين جُمل هذه الآية وقد فصلتِ الأولى، وهي مناسبة عطف " ولا يؤمنون بالله واليوم الآخر " على ما قبلها
وخلال المسألة الأخيرة بينتِ مناسبة ختام الآية بقوله {ومن يكن الشيطان له قرينًا} لكن الأولى فصلها في مسألة مستقلة]

تفسير قوله تعالى: {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيمًا (39)}
-معنى "ماذا" في الآية:
يصلح أن تكون: " ما " و " ذا " اسما واحدا، المعنى: وأي شيء عليهم. ذكره الزجاج وابن عطية واختاره ابن كثير.
ويجوز أن يكون: " ذا " في معنى الذي، أو تكون " ما " وحدها اسما. المعنى: وما الّذي عليهم. ذكره الزجاج وابن عطية.
وكأن هذا الكلام يقتضي أن الإيمان متعلق بقدرتهم ومن فعلهم، ولا يقال لأحد: ما عليك لو فعلت إلا فيما هو مقدور له. فالمطلوب إنما هو تكسبهم واجتهادهم وإقبالهم على الإيمان، وأما الاختراع فالله المنفرد به، وفي هذا الكلام تفجع ما عليهم، واستدعاء جميل يقتضي حيطة وإشفاقا. ذكره ابن عطية.
-ما يتضمنه الإخبار بعلم الله في قوله "وكان الله بهم عليما":
يتضمن الإخبار وعيدا، وينبه على سوء تواطئهم، أي: لا ينفعهم كتم مع علم الله تعالى بهم. ذكره ابن عطية.
-متعلق العلم في الآية:
نيّاتهم الصّالحة والفاسدة، ومن يستحقّ التّوفيق منهم فيوفّقه ويلهمه رشده ويقيّضه لعملٍ صالحٍ يرضى به عنه، ومن يستحقّ الخذلان والطّرد عن جنابه الأعظم الإلهيّ. ذكره ابن كثير.
[ينقصكِ بيان مرجع الضمير في الآية {وماذا عليهم} ذكر الزجاج أنهم المذكورون في قوله {الذين يبخلون}
وأشار ابن كثير إلى أنهم المذكورون في الآية قبلها، وهو نفس قول الزجاج لأن الآية قبلها في الذين يبخلون.
وينقصكِ أيضًا بيان سبب تخصيص الإيمان بالله واليوم الآخر والإنفاق بالذكر
وأشار إليها الزجاج فهي في مقابلة فعلهم المذكورر في الآيات السابقة]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)}
-القراءات في الآية وتقديرها:
قرأ جمهور السبعة «حسنة» بالنصب على نقصان «كان» واسمها مضمر تقديره وإن تك زنة الذرة حسنة.
وقرأ نافع وابن كثير «حسنة» بالرفع على تمام «كان» التقدير: وإن تقع حسنة أو توجد حسنة، ويضاعفها جواب الشرط.
وقرأ ابن كثير وابن عامر «يضعفها» مشددة العين بغير ألف، قال أبو علي: المعنى فيهما واحد، وهما لغتان.
وقرأ الحسن «يضعفها» بسكون الضاد وتخفيف العين. ذكره ابن عطية.
-معنى “مثقال”:
مثقال: مفعال من الثقل، أي: ما كان وزنه الذرة. ذكره الزجاج وابن عطية.
-معنى الذرة:
قيل: الصغيرة الحمراء من النمل، وهي أصغر ما يكون إذا مر عليها حول، لأنها تصغر وتجري كما تفعل الأفعى. ذكره ابن عطية.
وقيل: دودة حمراء. قاله يزيد بن هارون، ورواه ابن جرير عن إسحاق بن وهب عنه، وضعفه ابن عطية.
وقيل: رأس النملة. قاله ابن عباس وقرأ “إن الله لا يظلم مثقال نملة”. ذكره ابن عطية ورواه ابن جرير من طريق أبي عاصمٍ، عن شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عنه.
-سبب معاملة الأعمال بالوزن بالرغم من كونها غير موزونة:
قيل لكل ما يعمل " وزن مثقال " تمثيلا، خطابا للناس بما في قلوبهم بتمثيل ما يدرك بأبصارهم، لأن ذلك أبين لهم. ذكره الزجاج.
-الأصل في “تك”:
الأصل في " يكن ": " تكون " فسقطت الضمة للجزم وسقطت الواو لسكونها وسكون النون. ذكره الزجاج.
وعلل ابن عطية ذلك بكثرة الاستعمال.
-معنى المضاعفة:
مضاعفة الشيء في كلام العرب: زيادة مثله إليه، وإذا كانت صيغة الفعل دون التكثير تقتضي الطي مرتين، هذه أصول هذا الباب على مذهب الخليل وسيبويه، وقد ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب المجاز: أن «ضاعفت» يقتضي مرارا كثيرة، وقال مثله الطبري ومنه نقل، وذكره ابن عطية.
-هل في الآية تخصيص أم أنها عامة؟
قيل: هذه الآية خص بها المهاجرون، لأن الله أعلم في كتابه: أن الحسنة لكل مؤمن مضاعفة عشر مرار، وأعلم في هذه: أنها مضاعفة مرارا كثيرة جدا حسب ما روى أبو هريرة من أنها تضاعف ألفي ألف مرة، وروى غيره من أنها تضاعف ألف ألف مرة، ولا يستقيم أن يتضاد الخبران، فهذه مخصوصة للمهاجرين السابقين، حسبما رواه عبد الله بن عمر: أنها لما نزلت من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها [الأنعام: 160] في الناس كافة، قال رجل: فما للمهاجرين؟ فقال ما هو أعظم من هذا إنّ اللّه لا يظلم .. الآية. رواه ابن أبي حاتم، وخرجه ابن كثير.
فخصوا بهذا كما خصت نفقة سبيل الله بتضعيف سبعمائة مرة، ولا يقع تضاد في الخبر.
وقال بعضهم: بل وعد بذلك جميع المؤمنين، وروي في ذلك أحاديث، وهي: أن الله عز وجل يجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد، فينادي هذا فلان بن فلان، فمن كان له عنده حق فليقم قال: فيحب الإنسان أن لو كان له يومئذ الحق على أبيه وابنه، فيأتي كل من له حق فيأخذ من حسناته حتى يقع الانتصاف، ولا يبقى له إلا وزن الذرة، فيقول الله تعالى: أضعفوها لعبدي واذهبوا به إلى الجنة، وهذا يجمع معاني ما روي مما لم نذكره، والآية تعم المؤمنين والكافرين، فأما المؤمنون فيجازون في الآخرة على مثاقيل الذر فما زاد، وأما الكافرون فما يفعلون من خير فتقع المكافأة عليه بنعم الدنيا. ذكره ابن عطية وابن كثير.
-معنى “لدنه:
من قبله. ذكره الزجاج وابن عطية.
وذكر سيبويه أنها لابتداء الغاية.
-المراد بالأجر العظيم:
الجنة، قاله ابن مسعود وأبو هريرة وسعيد بن جبير وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك وابن زيد، وذكره ابن عطية وابن كثير.
قول ابن مسعود رواه ابن جرير عن المثنّى، عن مسلم بن إبراهيم، عن صدقة بن أبي سهلٍ، عن أبي عمرٍو، عن زاذان، عنه.
قول سعيد بن جبير رواه النهدي عن سفيان [الثوري] عن ابن جريجٍ عن عبادة عنه. [نقول رواه سفيان الثوري في تفسيره]
قول ابن زيد رواه ابن جرير عن يونس، عن ابن وهبٍ عنه.

تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41)}
-مناسبة الآية لما قبلها:
تقدم في الآية قبلها الإعلام بتحقيق الأحكام يوم القيامة، فحسن بعد ذلك التنبيه على الحالة التي يحضر ذلك فيها، ويجاء فيها بالشهداء على الأمم. ذكره ابن عطية.
-معنى “كيف” في الآية:
جاءت بمعنى التوبيخ. ذكره الزجاج.
-تفسير الآية ومعناها:
أي: فكيف تكون حال هؤلاء يوم القيامة، وحذف " تكون حالهم" لأنّ في الكلام دليلا على ما حذف. ذكره الزجاج وابن عطية.
-المشار إليه في قوله “هؤلاء”:
كفار قريش وغيرهم من الكفار، وإنما خص كفار قريش بالذكر لأن وطأة الوعيد أشد عليهم منها على غيرهم. ذكره ابن عطية.
-معنى “وجئنا بك على هؤلاء شهيدا”: [المخاطب بقوله {وجئنا بكَ}]
أي: نأتي بكل نبي أمّة يشهد عليها ولها. ذكره الزجاج وابن عطية.
-ما روي في هذه الآية:
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا قرأ هذه الآية فاضت عيناه، وكذلك ذرفت عيناه عليه السلام حين قرأها عليه عبد الله بن مسعود في الحديث المشهور.
قال البخاريّ: حدّثنا محمّد بن يوسف، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: قال لي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم "اقرأ عليّ" قلت: يا رسول اللّه، آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: "نعم، إنّي أحبّ أنّ أسمعه من غيري" فقرأت سورة النّساء، حتّى أتيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} قال: "حسبك الآن" فإذا عيناه تذرفان.
ورواه هو ومسلمٌ أيضًا من حديث الأعمش، به وقد روي من طرقٍ متعدّدةٍ عن ابن مسعودٍ، فهو مقطوعٌ به عنه. ورواه أحمد من طريق أبي حيّان، وأبي رزين، عنه. ذكره ابن عطية وابن كثير.
-المراد بالشهادة:
ما روي من حديث ابن مسعود وهو شهادته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وأمّا ما ذكره القرطبي في "التّذكرة" حيث قال: باب ما جاء في شهادة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على أمته: قال: أخبرنا ابن المبارك، أخبرنارجل من الأنصار، عن المنهال بن عمرٍو، حدّثه أنّه سمع سعيد بن المسيّب يقول: ليس من يومٍ إلّا تعرض على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أمّته غدوة وعشيّة، فيعرفهم بأسمائهم وأعمالهم، فلذلك يشهد عليهم، يقول اللّه تعالى: {فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} فإنّه أثرٌ، وفيه انقطاعٌ، فإنّ فيه رجلًا مبهمًا لم يسمّ، وهو من كلام سعيد بن المسيّب لم يرفعه. وقد قبله القرطبيّ فقال بعد إيراده: [قد تقدّم] أنّ الأعمال تعرض على اللّه كلّ يوم اثنين وخميسٍ، وعلى الأنبياء والآباء والأمّهات يوم الجمعة. قال: ولا تعارض، فإنّه يحتمل أن يخصّ نبيّنا بما يعرض عليه كلّ يومٍ، ويوم الجمعة مع الأنبياء، عليهم السّلام. ذكره ابن كثير.
وما ذكره الطبري من شهادة أمة محمد بتبليغ الرسل، وما جرى في معنى ذلك من القصص الذي ذكر مكي، كسؤال اللوح المحفوظ، ثم إسرافيل ثم جبريل، ثم الأنبياء، فليست هذه آيته، وإنما آيته لتكونوا شهداء على النّاس. ذكره ابن عطية.

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا (42)}
-القراءات في الآية:
قرأ نافع وابن عامر «تسّوّى» بتشديد السين والواو على إدغام التاء الثانية من تتسوى، وقرأ حمزة والكسائي «تسّوّى» بتخفيف السين وتشديد الواو، على حذف التاء الثانية المذكورة، وهما بمعنى واحد.
وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو «تسوى» على بناء الفعل للمفعول الذي لم يسم فاعله، فيكون الله تعالى يفعل ذلك على حسب المعنيين المتقدمين، قال أبو علي: إمالة الفتحة إلى الكسرة والألف إلى الياء في «تسوى» حسنة. ذكره ابن عطية.
وقرأ أبو السمال ويحيى بن يعمر: «وعصوا الرسول» بكسر الواو من عصوا. ذكره ابن عطية.
واختار الزجاج الضّم في الواو في {عصوا الرسول} لالتقاء السّاكنين مع تجويزه للكسر.
-(ال) في (الرسول):
للجنس. ذكره ابن عطية.
-معنى التسوية في الآية:
قيل: تنشق الأرض فيحصلون فيها ثم تتسوى هي في نفسها عليهم وبهم. ذكره ابن عطية وابن كثير.
وقالت فرقة: معناه لو تستوي هي معهم في أن يكونوا ترابا كآبائهم، فجاء اللفظ على أن الأرض هي المستوية معهم، والمعنى إنما هو أنهم يستوون مع الأرض، ففي اللفظ قلب يخرج على نحو اللغة التي حكاها سيبويه. وقد جاء في التفسير: أن البهائم يوم القيامة تصير ترابا، فيودون أنهم يصيرون ترابا. ذكره الزجاج وابن عطية.
-معنى الواو في قوله “ولا يكتمون اللّه حديثا”:
1- أنها عاطفة. فيكون المعنى: ودوا أن الأرض سويت بهم وأنهم لم يكتموا الله حديثا، لأن قولهم: {واللّه ربّنا ما كنّا مشركين} قد كذبوا فيه. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
2- أنها استئنافية. لأن ما عملوه ظاهر عند اللّه لا يقدرون على كتمه). قال به ابن عباس وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
قول ابن عباس رواه ابن جريرٍ: عن ابن حميد، عن حكّام، عن عمرٌو، عن مطرّف، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبير، عنه.
3- وقالت طائفة: مثل القول السابق، إلا أنها قالت: إنما استأنف الكلام بقوله: ولا يكتمون اللّه حديثاً ليخبر عن أن الكتم لا ينفع، وإن كتموا، لأن الله تعالى يعلم جميع أسرارهم وأحاديثهم، فمعنى ذلك:وليس ذلك المقام الهائل مقاما ينفع فيه الكتم.
والفرق بين هذين القولين أن الأول يقتضي أن الكتم لا ينفع بوجه، والآخر يقتضي أن الكتم لا ينفع وقع أو لم يقع، ذكره ابن عطية.
4- وقالت طائفة: يود الذين كفروا أن تسوى بهم الأرض، وأنهم لم يكتموا الله حديثا، وهذا على جهة الندم على الكذب أيضا، كما تقول: وددت أن أعزم كذا، ولا يكون كذا على جهة الفداء، أي يفدون كتمانهم بأن تسوى بهم الأرض. ذكره ابن عطية.
[هنا أكثر من مسألة، معنى الواو، والمراد بالحديث الذي كتموه، وعلة أمنيتهم {لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثًا}]

التقويم: ب
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir