دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 23 جمادى الأولى 1440هـ/29-01-2019م, 11:57 AM
فاطمة الزهراء عصام فاطمة الزهراء عصام غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 62
افتراضي

السؤال العام :
بين ما استفدته من محنة الإمام أحمد:

- أن هذا الدين لم يأتِ ويُحمل بسهولة وراحة ، ولكن ببذل وجهاد ومشقة ، وغذي بدماء أبنائه وجنوده وكما قال أحد السلف *(إنّ الله عزّ وجلّ أعزّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث: أبو بكر الصديق يوم الردّة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة)


- أيضًا أثر فيّ كثيرا ثبات الإمام أحمد بن حنبل وما لاقاه وتحمله من الأذى الشديد حتى تقطع لحم ظهره، ولم يثنيه أي من ذلك عن موقفه، وقد كان يسعه التقية، ولكن خوفًا من أن يُؤتى الدين من قِبَله، حتى أن محمد بن نوح كان يثبته فيقول : يا أبا عبد الله! .. اللهَ اللهَ؛ إنّك لستَ مثلي ولستُ مثلك؛ إنِ اللهُ ابتلاني فأجبتُ فلا يقاس بي، فإنّك لستَ مثلي ولستُ مثلك، أنت رجلٌ يُقتدى بك، وقد مدّ هذا الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك؛ فاتّق الله واثبت لأمر الله).


وأعجبني جدا موقفه وكلامه لما دخل عليه في حبسه في الرقّة أبو العبّاس الرقي - وكان من كبار أهل الحديث- في ذلك البلد، ومعه بعض أهل الحديث؛ فجعلوا يذكّرونه ما يُروى في التقية من الأحاديث؛ فقال أحمد: (وكيف تصنعون بحديث خبّاب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه ").*
فيئسوا منه
فقال أحمد: (لستُ أبالي بالحبس، ما هو ومنزلي إلا واحد، ولا قتلاً بالسيف؛ إنما أخاف فتنة السوط، وأخاف أن لا أصبر).*

وهذه نقطة مهمة وهي (إذا كنت على ثغر من ثغور الإسلام، فلا يؤتى الدين من قِبَلِك .. الثبات الثبات)

وكان الإمام عندما يذكر له بعض أئمة الحديث الذي أجابوا تقية يغتم ويقول: (لو كانوا صبروا وقاموا لله عزّ وجلّ لكان الأمر قد انقطع، وحذرهم الرجل - يعني المأمون - ولكن لمّا أجابوا وهم عينُ البلد اجترأ على غيرهم).
وكان إذا ذكرهم اغتمّ وقال: (همّ أوّل من ثلم هذه الثلمة، وأفسد هذا الأمر).

- ثبات إيمانه ووفرة علمه وقوة حجته، فكانوا يكثرون عليه المناظرات ، فيناظره أقواهم ويعرضون عليه الحجج ويضغطونه في الكلام، ومع ذلك ينتصر عليهم بفضل الله، ولا تستقيم لهم أمامه حجة، وذلك يبين لنا أهمية الرسوخ في العلم واليقين في الكتاب والسنة

- أيضا خشيت على نفسي، فإن الفتن لا يثبت فيها إلا من ثبته الله، وسألت الله المعافاة وأن يجنبنا الله الفتن ولا يحملنا ما لا طاقة لنا به

السؤال العام :
بين ما استفدته من محنة الإمام أحمد:

- أن هذا الدين لم يأتِ ويُحمل بسهولة وراحة ، ولكن ببذل وجهاد ومشقة ، وغذي بدماء أبنائه وجنوده وكما قال أحد السلف *(إنّ الله عزّ وجلّ أعزّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث: أبو بكر الصديق يوم الردّة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة)


- أيضًا أثر فيّ كثيرا ثبات الإمام أحمد بن حنبل وما لاقاه وتحمله من الأذى الشديد حتى تقطع لحم ظهره، ولم يثنيه أي من ذلك عن موقفه، وقد كان يسعه التقية، ولكن خوفًا من أن يُؤتى الدين من قِبَله، حتى أن محمد بن نوح كان يثبته فيقول : يا أبا عبد الله! .. اللهَ اللهَ؛ إنّك لستَ مثلي ولستُ مثلك؛ إنِ اللهُ ابتلاني فأجبتُ فلا يقاس بي، فإنّك لستَ مثلي ولستُ مثلك، أنت رجلٌ يُقتدى بك، وقد مدّ هذا الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك؛ فاتّق الله واثبت لأمر الله).


وأعجبني جدا موقفه وكلامه لما دخل عليه في حبسه في الرقّة أبو العبّاس الرقي - وكان من كبار أهل الحديث- في ذلك البلد، ومعه بعض أهل الحديث؛ فجعلوا يذكّرونه ما يُروى في التقية من الأحاديث؛ فقال أحمد: (وكيف تصنعون بحديث خبّاب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه ").*
فيئسوا منه
فقال أحمد: (لستُ أبالي بالحبس، ما هو ومنزلي إلا واحد، ولا قتلاً بالسيف؛ إنما أخاف فتنة السوط، وأخاف أن لا أصبر).*

وهذه نقطة مهمة وهي (إذا كنت على ثغر من ثغور الإسلام، فلا يؤتى الدين من قِبَلِك .. الثبات الثبات)

وكان الإمام عندما يذكر له بعض أئمة الحديث الذي أجابوا تقية يغتم ويقول: (لو كانوا صبروا وقاموا لله عزّ وجلّ لكان الأمر قد انقطع، وحذرهم الرجل - يعني المأمون - ولكن لمّا أجابوا وهم عينُ البلد اجترأ على غيرهم).
وكان إذا ذكرهم اغتمّ وقال: (همّ أوّل من ثلم هذه الثلمة، وأفسد هذا الأمر).

- ثبات إيمانه ووفرة علمه وقوة حجته، فكانوا يكثرون عليه المناظرات ، فيناظره أقواهم ويعرضون عليه الحجج ويضغطونه في الكلام، ومع ذلك ينتصر عليهم بفضل الله، ولا تستقيم لهم أمامه حجة، وذلك يبين لنا أهمية الرسوخ في العلم واليقين في الكتاب والسنة

- أيضا خشيت على نفسي، فإن الفتن لا يثبت فيها إلا من ثبته الله، وسألت الله المعافاة وأن يجنبنا الله الفتن ولا يحملنا ما لا طاقة لنا به


المجموعةالثانية:


س١:لخص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن:

أجمع أهل السنة والجماعة على الآتي:

١.*أنَّ القرآنَ كلامُ الله تعالى حقيقةً لا كلامُ غيره.
2.*منه بدأ وإليه يعود، ومعنى قولهم: ( منه بدأ ) أي نزل من الله، ومعنى قولهم: (وإليه يعود) إشارة إلى رفعه في آخر الزمان.
3.*وأنَّ القرآنَ حروفه ومعانيه من الله تعالى.*
4.*وأن القرآن ليس بمخلوق.*
5.*وأن من زعم أنّ القرآن مخلوق فهو كافر.
6.*وأنّ جبريلَ عليه السلام سمع القرآن من الله تعالى، وأنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلم سمعه من جبريل، والصحابة سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ثم نقل إلينا متواتراً.
7.*وأنّ هذا الذي في المصحف بين الدفتين هو القرآن، محفوظ في السطور وفي الصدور.
8.*وأنّ كل حرف منه قد تكلّم الله به حقيقة.
9.*وأنه بلسان عربي مبين.
10.*وأنّ من ادّعى وجودَ قرآنٍ غيره فهو كافر بالله تعالى.*

وهذا ما يجب اعتقاده في القرآن

قال أبو نعيم الفضل بن دُكين لمّا امتُحن في مسألة خلق القرآن: (أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله)، وأبى أن يجيبهم إلى القول بخلق القرآن

وقال ابن تيمية في الواسطية: (ومن الإيمان به [أي بالله تعالى] وبكتبه: الإيمانُ بأنَّ القرآنَ كلامُ الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأنَّ الله تعالى تكلَّم به حقيقة، وأن هذا القرآن الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة، لا كلام غيره)


س٢:
أ- الفرق بين قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن:

هو أن الكلابية يقولون: إن القرآن حكاية عن كلام الله ..
أما الأشاعرة يقولون: إن القرآن عبارة عن كلام الله تعالى، لأنَّ الحكاية تقتضي مماثلة للمحكي، والعبارة هو تعبير عن المعنى بألفاظ وحروف.*

ويتّفقون على أنّ القرآن غير مخلوق، لكنّه عندهم ليس هو كلام الله حقيقة بألفاظه.*

ب: الفرق بين المعتزلة والأشاعرة:*

أن المعتزلة يقولون:*إن القرآن كلام الله تعالى، لكنّه مخلوق.

والأشاعرة يقولون:*إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى.*


وكلا القولين باطلان، فالقرآن كلام الله تعالى حقيقةً، تكلّم الله به بحروفٍ سمعها جبريلُ من الله تعالى؛ ثمّ نزل به إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وبلَّغه إيّاه بحروفه.*

س٣:
نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون:
أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو*الجعد بن درهم، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ، يوم الأضحى.


قال أبو القاسم اللالكائي: (لا خلاف بين الأمّة أنّ أوّل من قال: "القرآن مخلوقٌ" جعد بن درهم).

ثم أخذ هذه المقالة:*الجهم بن صفوان، واشتهرت عنه، ولم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه، وإنما بقيت مقالاته حتى أخذها ونشرها بعض أهل الكلام وفتحوا بها على الأمّة أبواباً من الفتن العظيمة،*ولم يكن عالما، ولكنه كان بليغا من أهل الكلام،
وكان كاتباً لبعض الأمراء في عصره؛ فانتشرت مقالاته، وكان من أعظم ما أدخله على الأمّة إنكار الأسماء والصفات، وإنكار علوّ الله، والقول بخلق القرآن، والجبر والإرجاء الغاليان، وقد كفّره العلماء في عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128هـ.*

وقد ذكر ابن بطّة عن يوسف القطّان أنّ الجعد بن درهم جدّ الجهم بن صفوان.*
وذكر البخاري عن قتيبة بن سعيد أنه قال:*«بلغني أن جهما كان يأخذ الكلام من الجعد بن درهم»*

ثم ظهر بعدهما بمدّة*بشر بن غياث المريسي، وكان في أوّل أمره مشتغلا بالفقه حتى عدّه بعضهم من كبار الفقهاء؛
ولكنه كان يسيء الأدب ، وكان مجادلا مفتونا بعلم الكلام

وقال الذهبي: (نظر في الكلام فغلب عليه، وانسلخ من الورع والتّقوى، وجرّد القول بخلق القرآن، ودعا إليه، حتّى كان عينَ الجهميّة في عصره وعالمهم، فمقته أهل العلم، وكفّره عدّةٌ، ولم يدرك جهمَ بن صفوان، بل تلقّف مقالاته من أتباعه).
ولكنه كان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله؛ ثم أظهر مقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ.

وقال علي ابن المديني:*«إنما كانت غايته أن يدخل الناس في كفره»*

وقال عبد الرحمن بن مهدي:*«لو أن جهميا بيني وبينه قرابة ما استحللت من ميراثه شيئا»*ذكره البخاري
وقال أيضاً:*«من زعم إن الله لم يكلم موسى فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل».
فكان تحذير أئمة أهل السنة من بشر المريسي وأصحابه ظاهراً مستفيضاً؛ حتى حَذِرَهم كثيرٌ من طلابِ العلم،*لكنّهم تسللوا إلى الحكّام والولاة بما لهم من العناية بالكتابة والأدب، والتفنن في الصياغة


ثم جاء بعد ذلك عهد المأمون وازدادت الفتنة

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 25 جمادى الأولى 1440هـ/31-01-2019م, 09:56 PM
هيئة التصحيح 6 هيئة التصحيح 6 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 1,539
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء عصام مشاهدة المشاركة
السؤال العام :
بين ما استفدته من محنة الإمام أحمد:

- أن هذا الدين لم يأتِ ويُحمل بسهولة وراحة ، ولكن ببذل وجهاد ومشقة ، وغذي بدماء أبنائه وجنوده وكما قال أحد السلف *(إنّ الله عزّ وجلّ أعزّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث: أبو بكر الصديق يوم الردّة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة)


- أيضًا أثر فيّ كثيرا ثبات الإمام أحمد بن حنبل وما لاقاه وتحمله من الأذى الشديد حتى تقطع لحم ظهره، ولم يثنيه أي من ذلك عن موقفه، وقد كان يسعه التقية، ولكن خوفًا من أن يُؤتى الدين من قِبَله، حتى أن محمد بن نوح كان يثبته فيقول : يا أبا عبد الله! .. اللهَ اللهَ؛ إنّك لستَ مثلي ولستُ مثلك؛ إنِ اللهُ ابتلاني فأجبتُ فلا يقاس بي، فإنّك لستَ مثلي ولستُ مثلك، أنت رجلٌ يُقتدى بك، وقد مدّ هذا الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك؛ فاتّق الله واثبت لأمر الله).


وأعجبني جدا موقفه وكلامه لما دخل عليه في حبسه في الرقّة أبو العبّاس الرقي - وكان من كبار أهل الحديث- في ذلك البلد، ومعه بعض أهل الحديث؛ فجعلوا يذكّرونه ما يُروى في التقية من الأحاديث؛ فقال أحمد: (وكيف تصنعون بحديث خبّاب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه ").*
فيئسوا منه
فقال أحمد: (لستُ أبالي بالحبس، ما هو ومنزلي إلا واحد، ولا قتلاً بالسيف؛ إنما أخاف فتنة السوط، وأخاف أن لا أصبر).*

وهذه نقطة مهمة وهي (إذا كنت على ثغر من ثغور الإسلام، فلا يؤتى الدين من قِبَلِك .. الثبات الثبات)

وكان الإمام عندما يذكر له بعض أئمة الحديث الذي أجابوا تقية يغتم ويقول: (لو كانوا صبروا وقاموا لله عزّ وجلّ لكان الأمر قد انقطع، وحذرهم الرجل - يعني المأمون - ولكن لمّا أجابوا وهم عينُ البلد اجترأ على غيرهم).
وكان إذا ذكرهم اغتمّ وقال: (همّ أوّل من ثلم هذه الثلمة، وأفسد هذا الأمر).

- ثبات إيمانه ووفرة علمه وقوة حجته، فكانوا يكثرون عليه المناظرات ، فيناظره أقواهم ويعرضون عليه الحجج ويضغطونه في الكلام، ومع ذلك ينتصر عليهم بفضل الله، ولا تستقيم لهم أمامه حجة، وذلك يبين لنا أهمية الرسوخ في العلم واليقين في الكتاب والسنة

- أيضا خشيت على نفسي، فإن الفتن لا يثبت فيها إلا من ثبته الله، وسألت الله المعافاة وأن يجنبنا الله الفتن ولا يحملنا ما لا طاقة لنا به

السؤال العام :
بين ما استفدته من محنة الإمام أحمد:

- أن هذا الدين لم يأتِ ويُحمل بسهولة وراحة ، ولكن ببذل وجهاد ومشقة ، وغذي بدماء أبنائه وجنوده وكما قال أحد السلف *(إنّ الله عزّ وجلّ أعزّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث: أبو بكر الصديق يوم الردّة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة)


- أيضًا أثر فيّ كثيرا ثبات الإمام أحمد بن حنبل وما لاقاه وتحمله من الأذى الشديد حتى تقطع لحم ظهره، ولم يثنيه أي من ذلك عن موقفه، وقد كان يسعه التقية، ولكن خوفًا من أن يُؤتى الدين من قِبَله، حتى أن محمد بن نوح كان يثبته فيقول : يا أبا عبد الله! .. اللهَ اللهَ؛ إنّك لستَ مثلي ولستُ مثلك؛ إنِ اللهُ ابتلاني فأجبتُ فلا يقاس بي، فإنّك لستَ مثلي ولستُ مثلك، أنت رجلٌ يُقتدى بك، وقد مدّ هذا الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك؛ فاتّق الله واثبت لأمر الله).


وأعجبني جدا موقفه وكلامه لما دخل عليه في حبسه في الرقّة أبو العبّاس الرقي - وكان من كبار أهل الحديث- في ذلك البلد، ومعه بعض أهل الحديث؛ فجعلوا يذكّرونه ما يُروى في التقية من الأحاديث؛ فقال أحمد: (وكيف تصنعون بحديث خبّاب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه ").*
فيئسوا منه
فقال أحمد: (لستُ أبالي بالحبس، ما هو ومنزلي إلا واحد، ولا قتلاً بالسيف؛ إنما أخاف فتنة السوط، وأخاف أن لا أصبر).*

وهذه نقطة مهمة وهي (إذا كنت على ثغر من ثغور الإسلام، فلا يؤتى الدين من قِبَلِك .. الثبات الثبات)

وكان الإمام عندما يذكر له بعض أئمة الحديث الذي أجابوا تقية يغتم ويقول: (لو كانوا صبروا وقاموا لله عزّ وجلّ لكان الأمر قد انقطع، وحذرهم الرجل - يعني المأمون - ولكن لمّا أجابوا وهم عينُ البلد اجترأ على غيرهم).
وكان إذا ذكرهم اغتمّ وقال: (همّ أوّل من ثلم هذه الثلمة، وأفسد هذا الأمر).

- ثبات إيمانه ووفرة علمه وقوة حجته، فكانوا يكثرون عليه المناظرات ، فيناظره أقواهم ويعرضون عليه الحجج ويضغطونه في الكلام، ومع ذلك ينتصر عليهم بفضل الله، ولا تستقيم لهم أمامه حجة، وذلك يبين لنا أهمية الرسوخ في العلم واليقين في الكتاب والسنة

- أيضا خشيت على نفسي، فإن الفتن لا يثبت فيها إلا من ثبته الله، وسألت الله المعافاة وأن يجنبنا الله الفتن ولا يحملنا ما لا طاقة لنا به


المجموعةالثانية:


س١:لخص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن:

أجمع أهل السنة والجماعة على الآتي:

١.*أنَّ القرآنَ كلامُ الله تعالى حقيقةً لا كلامُ غيره.
2.*منه بدأ وإليه يعود، ومعنى قولهم: ( منه بدأ ) أي نزل من الله، ومعنى قولهم: (وإليه يعود) إشارة إلى رفعه في آخر الزمان.
3.*وأنَّ القرآنَ حروفه ومعانيه من الله تعالى.*
4.*وأن القرآن ليس بمخلوق.*
5.*وأن من زعم أنّ القرآن مخلوق فهو كافر.
6.*وأنّ جبريلَ عليه السلام سمع القرآن من الله تعالى، وأنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلم سمعه من جبريل، والصحابة سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ثم نقل إلينا متواتراً.
7.*وأنّ هذا الذي في المصحف بين الدفتين هو القرآن، محفوظ في السطور وفي الصدور.
8.*وأنّ كل حرف منه قد تكلّم الله به حقيقة.
9.*وأنه بلسان عربي مبين.
10.*وأنّ من ادّعى وجودَ قرآنٍ غيره فهو كافر بالله تعالى.*

وهذا ما يجب اعتقاده في القرآن

قال أبو نعيم الفضل بن دُكين لمّا امتُحن في مسألة خلق القرآن: (أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله)، وأبى أن يجيبهم إلى القول بخلق القرآن

وقال ابن تيمية في الواسطية: (ومن الإيمان به [أي بالله تعالى] وبكتبه: الإيمانُ بأنَّ القرآنَ كلامُ الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأنَّ الله تعالى تكلَّم به حقيقة، وأن هذا القرآن الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة، لا كلام غيره)


س٢:
أ- الفرق بين قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن:

هو أن الكلابية يقولون: إن القرآن حكاية عن كلام الله ..
أما الأشاعرة يقولون: إن القرآن عبارة عن كلام الله تعالى، لأنَّ الحكاية تقتضي مماثلة للمحكي، والعبارة هو تعبير عن المعنى بألفاظ وحروف.*

ويتّفقون على أنّ القرآن غير مخلوق، لكنّه عندهم ليس هو كلام الله حقيقة بألفاظه.*

ب: الفرق بين المعتزلة والأشاعرة:*

أن المعتزلة يقولون:*إن القرآن كلام الله تعالى، لكنّه مخلوق منفصل عنه وأنه إذا أراد أن يتكلم خلق كلاما في بعض الأجسام يسمعه من يشاء.

والأشاعرة يقولون:*إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى.*


وكلا القولين باطلان باطل فالقرآن كلام الله تعالى حقيقةً، تكلّم الله به بحروفٍ سمعها جبريلُ من الله تعالى؛ ثمّ نزل به إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وبلَّغه إيّاه بحروفه.*

س٣:
نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون:
أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو*الجعد بن درهم، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ، يوم الأضحى.


قال أبو القاسم اللالكائي: (لا خلاف بين الأمّة أنّ أوّل من قال: "القرآن مخلوقٌ" جعد بن درهم).

ثم أخذ هذه المقالة:*الجهم بن صفوان، واشتهرت عنه، ولم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه، وإنما بقيت مقالاته حتى أخذها ونشرها بعض أهل الكلام وفتحوا بها على الأمّة أبواباً من الفتن العظيمة،*ولم يكن عالما، ولكنه كان بليغا من أهل الكلام،
وكان كاتباً لبعض الأمراء في عصره؛ فانتشرت مقالاته، وكان من أعظم ما أدخله على الأمّة إنكار الأسماء والصفات، وإنكار علوّ الله، والقول بخلق القرآن، والجبر والإرجاء الغاليان، وقد كفّره العلماء في عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128هـ.*

وقد ذكر ابن بطّة عن يوسف القطّان أنّ الجعد بن درهم جدّ الجهم بن صفوان.*
وذكر البخاري عن قتيبة بن سعيد أنه قال:*«بلغني أن جهما كان يأخذ الكلام من الجعد بن درهم»*

ثم ظهر بعدهما بمدّة*بشر بن غياث المريسي، وكان في أوّل أمره مشتغلا بالفقه حتى عدّه بعضهم من كبار الفقهاء؛
ولكنه كان يسيء الأدب ، وكان مجادلا مفتونا بعلم الكلام

وقال الذهبي: (نظر في الكلام فغلب عليه، وانسلخ من الورع والتّقوى، وجرّد القول بخلق القرآن، ودعا إليه، حتّى كان عينَ الجهميّة في عصره وعالمهم، فمقته أهل العلم، وكفّره عدّةٌ، ولم يدرك جهمَ بن صفوان، بل تلقّف مقالاته من أتباعه).
ولكنه كان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله؛ ثم أظهر مقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ.

وقال علي ابن المديني:*«إنما كانت غايته أن يدخل الناس في كفره»*

وقال عبد الرحمن بن مهدي:*«لو أن جهميا بيني وبينه قرابة ما استحللت من ميراثه شيئا»*ذكره البخاري
وقال أيضاً:*«من زعم إن الله لم يكلم موسى فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل».
فكان تحذير أئمة أهل السنة من بشر المريسي وأصحابه ظاهراً مستفيضاً؛ حتى حَذِرَهم كثيرٌ من طلابِ العلم،*لكنّهم تسللوا إلى الحكّام والولاة بما لهم من العناية بالكتابة والأدب، والتفنن في الصياغة


ثم جاء بعد ذلك عهد المأمون وازدادت الفتنة
التقييم: أ
بارك الله فيكِ.
تم خصم نصف درجة للتأخير عن أداء المجلس في موعده.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir