دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 ربيع الأول 1437هـ/30-12-2015م, 10:16 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي التطبيق الثاني لاستخراج الفوائد السلوكية

التطبيق الثاني

2: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم}

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 ربيع الأول 1437هـ/2-01-2016م, 10:49 PM
حياة بنت أحمد حياة بنت أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 222
افتراضي

استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم}
- الإيمان بأن جميع الأرزاق وأصناف الأقدار لا يملكها أحد إلا الله.
- الإيمان بأن الله تعالى يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، بحسب حكمته ورحمته الواسعة.
- بيان مظاهر قدرة الله وعلمه وحكمته ورحمته.
- الإيمان بأن كل شيء عنده بمقدار لا يزيد على ما قدره الله ولا ينقص منه.
- إثبات ملك الله تعالى لجميع الأشياء.
- لكل أرضٍ حدٌّ مقدر
- الرضا بأقدار الله تعالى.
- إن رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره.
- طلب الرزق من الله تعالى وحده.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 ربيع الأول 1437هـ/3-01-2016م, 11:40 AM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي أداء التطبيق الثاني

التطبيق الثاني
2:استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم}
من الفوائد:
- الإيمان والتسليم لله سبحانه وتعالى، والتوكل عليه.
- صدق اللجوء لله سبحانه وطلب الحاجات منه، لأنه المالك لكل شيء.
- معرفة حكمة الله ، والإيمان بحسن تدبيره.
- الإيمان بالقضاء والقدر.
- معرفة معنى خزائن الله.
- خضوع كل شيء لله سبحانه وتعالى.
- معرفة المراد بالإنزال في قوله: { ننزله }.
- معرفة أن الحكمة والخير للعباد في تقدير الله لهم.
- السعي في عبادة ومرضات من يرزق ويملك أرزاق العباد، لا الانشغال بما هو مضمون.
- الاطمئنان والراحة لأن الرزق يملكه الرحمن الرحيم.
- الرضا بما قسمه الله عز وجل من رزق واقدار.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 ربيع الأول 1437هـ/3-01-2016م, 07:53 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

الفوائد السلوكيه من قوله تعالي
)وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم)
1/ أن الله عنده مفاتيح الأرزاق فلنطلب الرزق من الله (وان من شئ إلا عندنا خزائنه).
2/ المالك المدبر لهذا الكون هو الله وحده المستحق للعباده وحده (وان من شئ إلا عندنا خزائنه).
3/ اقتضت حكمة الله أن يقسم الأرزاق بين العباد فعام يمطر هذا وعام يمطر هذا كما روي ذلك ابن مسعود.
4/سعة علم الله عزوجل وإحاطته بكل شئ حيث ذكر ابن كثير والطبري انه ينزل من الملائكه اكثر من ولد ابليس وآدم يحصون كل قطرة أين تقع وما تنبت.
5/سعة رحمة الله بعباده حيث يرزقهم علي قدر طاقتهم فلا يزيد فيهلكوا ولا ينقص فيمرضوا ( وما ننزله ٳلا بقدر معلوم)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 ربيع الأول 1437هـ/3-01-2016م, 09:31 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

التطبيق الثاني:

-الفوائد السلوكية من قول الله تعالى {وإن من شيئ إلا عندناخزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم )).
يخبر - تعالى أنه مالك كل شيء ، وأن كل شيء سهل عليه ، يسير لديه ، وأن عنده خزائن الأشياء من جميع الصنوف ، ( وما ننزله إلا بقدر معلوم ) كما يشاء وكما يريد ، ولما له في ذلك من الحكمة البالغة ، والرحمة بعباده ، لا على [ وجه ] الوجوب ، بل هو كتب على نفسه الرحمة .ذكره ابن كثير .
لما كانت الآية واقعة في سياق الكلام في الرزق الذي يعيش به الإنسان و الحيوان كان المراد بالشيء الموصوف في الآية النبات و ما يتبعه من الحبوب و الثمرات فالمراد بخزانته التي عند الله و هو ينزل بقدر معلوم المطر النازل من السماء الذي ينبت به النبات فيأتي بالحبوب و الأثمار و يعيش بذلك الإنسان و الحيوان هذا ملخص ما ذكره جمع من المفسرين.

والمراد من كل شيء نوعه لا شخصه كالإنسان مثلا لا كزيد و عمرو، و المراد من القدر المعلوم الكمية المعينة من الأفراد و المراد من وجود خزائنه و وجوده في خزائنه وجوده بحسب التقدير لا بحسب التحقق فيرجع إلى نوع من التشبيه و المجاز.

الفوائد السلوكية من الآية الكريمة :

-بيان أن كل شيء مهما عظم وصعب الحصول عليه أو كان صغيرا فعند الله خزائنه ،فلا يخاف العبد بعد ذلك من فقر أوغيره.

- الخزائن بيد الله سبحانه ولا يتحكم فيها غيره وليس عليها سلطان إلا سلطانه فهو سبحانه المعطي والمانع ،فإذا توكلنا عليه وحده وأخلصنا الدعاء له رزقنا من فضله وإحسانه .

- جاءت (من)بعد (إن ) لتفيد التوكيد ،وهذا فيه دلالة على أن كل شيء في خزائن الله ولا ليس بمقدور أحد أن يتحكم في أرزاق العباد إلا هو سبحانه وتعالى فإذا علم العبد ذلك إطمأن على رزقه .

- مرجع الضمير في قوله تعالى :(عندنا) و (ما ننزله ) يفيد بأن الامر كله بيد الله سبحانه فلا يستطيع أحد أن يمنعك عطاء الله وبذلك يبقى قلب العبد متعلق بالله متوكلا عليه ولا يخشى أحدا سواه .

- كل شيء عند الله سبحانه يكون بميزان ولا يكون شيء عبثا ، فالمطر والرزق وكل شيء ينتفع به ابن آدم ينزل بأمر الله سبحانه بقدر معلوم .

-أفادنا قوله تعالى (وماننزله إلا بقدر معلوم ))أن كل شيء معلوم عند الله سبحانه فهو العليم بما ينفع عباده حتى إذا لم تتبين لهم الحكمة من تقديره وقضائه وهذا يجعلنا نفوض الأمر إليه في كل شؤوننا ونحسن الظن به فهو العليم الحكيم سبحانه .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 ربيع الأول 1437هـ/3-01-2016م, 09:42 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

2: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى:((وَإِنْ مِنْ شَيْء إِلَّا عِنْدنَا خَزَائِنه وَمَا نُنَزِّلهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُوم ))

* يخبرنا الله تعالى في هذه الأية الجليلة ، أنه مالك كلّ شيء وموجده ، بيده رزق كلّ حيّ وقٓـدْره ،
خزائنه ملأى ، ويده سحّا ، له الحكمة البالغة ، والقدرة التامة ، عليم بعباده ، وما يصلح لهم ،
لا يقدر أمراً إلا وفيه خيراً لهم ، ولا يقع قضاء إلا وقد كتب عليهم ،
فإذا علم العبد هذا وأيقن به ، اطمئن قلبه وسكنت نفسه ، ورضيّ تمام الرضى بما قدر عليه ربه ،
الأجل معلوم ، والرزق مقسوم ، وما قضى الله واقع محتوم .

* قوله ( وإن من شيء ) نكره تفيد العموم - فأين السائلون ، أين المنطرحون ببابه ،
المحتمون بجنابه ، المتلذذون بخاطبه ، إذا سمعنا بعطايا الملوك ، اشرأبت لها الأعناق ،
و تاقت لها النفوس، وملك الملوك ،في كلٰ ليلة يدعونا ، هل من داعيٌ فأستجيب له ،
هل من سائل فأعطيه ، هل من مستغفر فأغفر له ،
فأين نحن من هذا الكرم الإلهي ، والفيض الرباني ؟

* قوله ( عندنا) تشعر القلب بالعظمة ، بالمهابة ، بالقدرة التامة ، بالتفرد بالملك ،
بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معاني ، فهل شعرنا بها ؟
قال تعالى (( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}

* خزائن الله ملأى ، وعطاياه لا تنفد ،انفق ، ولا تخشى من عند ذي العرش إقلالا ،
أنفق يخلف الله عليك يقول الله تعالى (( إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ
وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وهوخَيْرُ الرَّازِقِينَ ))


* قوله ( وما ننزله ) الله أعلم بعبده وبما فيه صلاح حاله ، قد يبتليه بما يكره ،
فيكون فيه خيراً له ،
وقد يغدق عليه بالنعم ، فيكون فيها استدراجاً له ، فلا تستخفنّك نعمة ، ولا يضيق صدرك بتأخر إجابه ،
واحرص رحمني الله وإياك أن لا تحرم بسبب ذنب ،
يقول الله تعالى (( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير ))

* يقول ابن القيم وحمه الله تعالى (لو كشف الله الغطاء لعبده وأظهر له كيف يدبر الله له أموره ، وكيف أن الله أكثر حرصا على مصلحة العبد من العبد نفسه ،وأنه أرحم به من أمه ، لذاب قلب العبد محبة لله
ولتقطع قلبه شكرا لله.

فعلق قلبك بمولاه ، واسعى لما فيه رضاه ، واتلوا كتابه تستنير ، واسأله العفو عن التقصير

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 ربيع الأول 1437هـ/5-01-2016م, 08:44 AM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي



وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم
*
تبين الآية عظمة الله تعالى وواسع ملكه فكل شيء خزائنه بيد الله تعالى متصرف فيها ، وجاءت بصيغة التنكير ( من شيء) للعموم ، و( من ) زادت في التأكيد، فكل شيء مادي أو معنوي هو بيد الله تعالى ، حتى قلبك الذي بين جنبيك بيده تعالى ، ولهذا كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
*رحمة الله تعالى بعباده فهو المالك المتصرف بأمور حياتهم ومعايشهم ولو شاء سبحانه لحبس عنهم ولكن رحمته وسعت كل شيء ، قال تعالى : ( وأنزلنا من السماء ماء يقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ) .
*جاءت هذه الآية الكريمة في سياق تعداد بعض نعم الله تعالى ، في سورة الحجر وهي مكية بدأها تعالى بذكر نعمة الله تعالى على عباده وأنه قرآن مبين لكل ما يحتاجونه ، وتعهد بحفظ كتابه ، وذكر طريقة الأقوام في تكذيب الرسل والاستهزاء بهم ، وأكد في خاتمة ذكر النعم البعث بقوله : ( وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم ) ، وأتبعها بقدرته تعالى على خلق الانسان ، وجحود أهل الكفر وعلى رأسهم الشيطان .
فحري بالمسلم أن يستشعر نعم الله من حوله ويتفكر فيها لأنها باب واسع للخضوع إلى الله والذل إليه – بإذن الله -، قال تعالى : ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) ويشكره سبحانه عليها ، قال تعالى : ( ولئن شكرتم لأزيدنكم ـ ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )
*استشعار ضعف الانسان وعجزه عند ربه، وأن كل مطلوب له مرغوب لديه هو بيد الله تعالى، فالفقر إلى الله تعالى هو الغنى الحق في قلب العبد ، ومن هذا قول الله تعالى في الحديث القدسي : ( ياعبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ..... )
*صدق التوكل واللجوء إلى الله تعالى عندما يعلم يعلم العبد حاجته فيلجأ إلى ربه تعالى مظهرا ضعفه وحاجته ، وكما قال تعالى حاكيا عن دعاء موسى عليه السلام : ( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير)
*صدق محبة الله تعالى في قلب العبد : فعندما يستشعر الانسان أنه أموره بيد الله تعالى ، فيقبل عليه بقلب محب خاضع لعظمة الله وملكه ، راجيا فضله وكرمه ،
*عزة المؤمن بالتوكل على ربه وأن ناصيته بيده والخير منه تعالى ، كما قال تعالىحاكيا على لسان رسوله في كتابه : ( قل أرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته ، قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )
*الغنى بالله تعالى وسؤاله سببا لمحبة العبد من ربه : ومن استغنى بالله عن الناس وزهد بما عندهم لغناه بربه وحاجته إليه سببا لمحبة الناس ، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله ، وأحبني الناس ، فقال : ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس
*مما يعين العبد على صدق التوكل على الله واللجوء إليه والفقر إليه تعالى أن يقدر الله حق قدره ويعرفه ربه وخالقه ، فحينها يعرف كيف يعبد ربه ، قال تعالى : ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه )

*بيان حكمة الله تعالى في توزيع الأرزاق فكل شيء عنده سبحانه يتبع علمه وحكمته ، فيعطيهم بفضله وكرمه ما هو الأصلح لهم ، كما قال تعالى : ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء ، إنه بعباده خبير بصير)

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 ربيع الأول 1437هـ/6-01-2016م, 03:30 AM
حنان عبدالله حنان عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 319
افتراضي

فوائد سلوكية (وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وماننزله إلا بقدر معلوم)
_خزائن اﻷقدار واﻷرزاق بيدلله ينزلها على من يشاء من عباده وله الحكمة في ذلك .
_سعة علم الله و قدرته وحكمته .
_ اليقين بأن اﻷرزاق بيدالله ، تجعل العبد يتعلق بالله في جميع أموره ، ولايطلب أحد غير الله
-(بقدرمعلوم) تجعل العبد يرضى بما قسم الله له.
_ المنع والعطاء بيدلله ،فلاأحد يستطيع التدخل في ذلك كما قال تعالى ( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ).
- وإن من شئ فيه تأكيد على أن النعم والأرزاق ملك لله يعطيها من يشاء .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 ربيع الأول 1437هـ/6-01-2016م, 03:34 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي التطبيق الثاني

استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم}

* يخبر تعالي أنه مالك كل شئ ، وأن كل شئ سهل عليه يسير لديه.

* معني الخزائن : جمع خزانه وهو المكان الذي يحفظ فيه نفائس الآمور ،وقيل خزائنه هو المطر
لأنه سبب الأرزاق والمعايش لبني آدم وسائر الحيوانات.

*القدر المعلوم هو الأجل المعين له حسبما تقتضيه الحكمة.

*( إن من شئ) إن نافيه ،ومن مزيدة للتوكيد ، شئ نكرة جاءت في سياق النفي تفيد العموم ، فيكون المعني إن جميع الأشياء عند الله خزائنها لا يخرج منها شئ، فلا يطلب شئ إلا منه سبحانه ، فهو مالك الملك بيده خزائن كل شئ .
* كلمة (خزائن ) أفادة غني الله سبحانه واقتداره علي كل مقدور ، ونحن فقراء إلي الغني ، قال تعالي ( ياأيها الناس أنتم الفقراء إلي الله والله هو الغني الحميد) .

*وجوب سؤال الله عزوجل كل شئ من أصغر شئ إلي أكبره ، قال رسول الله صَل الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه ( يا غلام أني أعلمك كلمات ، أحفظ الله يحفظك ، أحفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله ......)حديث رواه الترمذي ، وكان الصحابة يسألوا الله حتي الملح في العجين.

* (ما ننزله) فيها أثبات صفة العلو لله عز وجل ، فالله- عز وجل وعلا - علي العرش استوي استواء يليق بجلاله ،
قال تعالي :( الرحمن علي العرش استوي)، وقال الشيخ حافظ حكمي في منظومة سلم الوصول :
علو قهر وعلو الشأن جل عن الأضداد والأعوان
كذا له العلو والفوقية. علي عبادة بلا كيفية
ومع ذَا مطلع أليهم بعلمه مهيمن عليهم
وذكره للقرب والمعية. لم ينف للعلو والفوقية
فأنه العلي في دنوه. وهو القريب جل في علوه

* ( إلا بقدر معلوم ) فهذه الأرزاق -ككل شئ- مقدرة في علم الله تابعة لأمره ومشيئته يصرفها حيث يشاء وكما يريده حسب سنته التي ارتضاها وأجراها في الناس والأرزاق ، فالمخلوق لا يملك شئ علي الحقيقة وإنما كل شئ ( مصادره وموارده ) عند الله في علاه وينزل علي الخلق في عوالمهم بقدر معلوم.

*وفيها أيضا ما يدل علي كمال قدرته وتناهي حكمته وتفرده في الربوبية ما يستلزم تفرده في الألوهية .

* أمتنان الله علي العباد بما أنعم عليهم من أصناف النعم ليوحدوه ويعبدوه حق عبادته وهي الغاية من خلقهم ،
قال تعالي :( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ، ما أريد منه من رزق وما أريد أن يطعمون ، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) الذاريات.

*محبة الله عزوجل لأن النفس جبلة علي محبة من يحسّن إليها ويعطيها ، والله هو المحسن إلينا علي الحقيقة .

*طمأنينة النفس علي رزقها ،لأن ( وإن من شئ إلا عندنا خزائنه ) .

* حقيقة توحيد الله عزوجل هو (قطع العلائق بالخلائق ) فلا أرجو أحد إلا الله ، ولا أخاف من أحد إلا الله .

*(عندنا ) أنه وحده فقط الذي عنده فهو المالك علي الحقيقة ، ويُملك من يشاء ،ما يشاء، وهذا يدعونا إلي الأخلاص لله عزوجل .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 26 ربيع الأول 1437هـ/6-01-2016م, 09:10 AM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

2: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم}
- يذكرنا الله سبحانه بأن ما من شيء إلا عنده خزائنه ، وجاءت كلمة (شيء) نكره لتدل كل شيء صغيره وكبيره ، فلا شيء يخرج عن قدرة الله وقدره .
- وكلمة (عندنا) تطمئن الإنسان أن كل شيء عنده هو سبحانه ، وهو المتصرف فيها ، ولا أحد يشترك معه أو يتحكم في شيء من ملكه كما قال تعالى : (قل ادعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير) ، فلو ملك أحد شيء من خزائن الله لهلكنا ، كما قال تعالى : (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق) .
- ومن هنا يتضح ظلم العباد الذين يجعلون مع الله أندادا مختلفة ، إذا كيف أن هؤلاء الأنداد لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ثم يسألونهم قضاء حوائجهم من جلب نفع أو دفع ضر.
- كذلك نعلم ملك الله سبحانه وأن كل شيء عنده خزائنه ، وهو المتصرف فيها بحكمته وعدله وعلمه ، فهو وحده الذي يعلم ما يصلح عباده فينزله بالقدر الذي يكون فيه صلاح معيشتهم كما قال : (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض) .
- وبمعرفة سعة ملك الله تعالى ، فإن على العبد أن يسأل ربه كل ما يريد ، وهو سبحانه سميع قريب كريم مجيب يحب أن يسأله عباده ، وقد فقه الصحابة هذا فكانوا يسألونه سبحانه ويلحون في السؤال ، وقد روي عن ابن مسعود أنهم كانوا يسألون الله حتى الملح .
- قوله (بقدر معلوم ) فلا ينزل شيء زائد ولا ناقص ، وكل شيء مقدر بحكمة الله ، وهو معلوم عند الله فلا شيء يخفى عليه في السموات ولا في الأرض .
- وبالإيمان أن كل شيء ينزل بقدر معلوم ، يستلزم من ذلك الرضا بقضاء الله وقدره الذي هو الركن السادس من أركان الإيمان .
- نستنبط من الآية أيضا طاعة الملائكة الموكلون بشؤون العباد لله سبحانه ، والقيام بكل ما أمرها الله به وعدم مخالفتها له ، فتقوم بإنزال كل شيء بما قدره الله تعالى .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 26 ربيع الأول 1437هـ/6-01-2016م, 11:30 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قوله تعالى"وإن من شىء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم"

جاءت تلك الآية الكريمة فى سياق إمتنان الله تعالى على الناس بما يسر لهم فى الأرض من أسباب المكاسب والمعيشة وبما سخر لهم من الدواب والانعام وقد تكفل الله الخالق برزقهم ،فرزقهم على خالقهم لا عليهم فلهم المنفعة وعلى الله التسخير والرزق، جاءت تلك الآيات بعد ذكر حال قلوب المجرمين التى لاتحسن استقبال الحق وتلقيه وذلك لأنهم معاندون مكابرون لا لنقص دلائل الإيمان عندهم ،فذكرت الآيات أدلة التوحيد السماوية ثم الأرضية ثم أخبر سبحانه وتعالى أنه مالك كل شىء ((وإن من شىء إلا عندنا)) وأن كل شىء سهل عليه يسير وأن عنده خزائن الاشياء من جميع الاصناف((عندنا خزائنه)) فما من شىء فى هذا الكون ينتفع به الناس إلا والله تعالى قادر على إيجاده وتكوينه والإنعام به وما يعطيه ربنا(( إلا بقدر معلوم)) يعلم أنه مصلحة له
وقوله ((وإن ))للنفى و(من) مزيدة للتاكيد أى وما من شىء (إلا) استثناء،واجتماع النفى والإستثناء يفيد الحصر والإختصاص أى كل شىء من الأشياء الممكنة الفائتة للحصر ((عندنا خزائنه ))مندرجة تحت قدرته الشاملة مستورة عن علوم العالمين ومصونة عن وصول أيديهم مع كمال افتقارهم إليها ورغبتهم فيها
فما من شىء من أرزاق الخلائق ومنافعهم إلا خزائنها عند الله
والخزائن :جمع خزنة وهى ما يحرز فيه الشىء ويحفظ وخصت بما يخزن فيه نفائس الأموال والشىء النفيس لا يعطى إلا بإذن خازنه
وخزائن الله :مقدوراته التى لا يظهرها لسواه ولا يصل إليها الناس
فالخزائن ما يقدر عليه الرب فكأنه معد عنده
وقيل الخزائن مفاتيح رزقه ورحمته فهو سبحانه "ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ومايمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم"
والمطر من أسباب رزقه ورحمته والنبوة من أسباب رحمته وإنعامه على من يشاء من عباده كذلك ،وخزائن الله ملأى لا يفنيها شىء كما قال تعالى "ما عندكم ينفد وما عند الله باق"وقوله تعالى "قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربى إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا"
وقوله تعالى "عندنا"أى ليس لأحد تصرف مع الله ولا قدرة على ذلك فالرب الذى له خزائن السموات والأرض ولا ينبغى أن يكون ربا إلا من له ملك كل شىء وبيده كل شىء وكما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم"قل لا أقول لكم عندى خزائن الله "أى ليس لى تصرف مع الله ولا أدعى أنى خازن معلومات الله وأرزاقه وما هو مودع فى العوالم العليا والسفلى مما ينفع الناس
فهو وحده يؤتى الرزق من يشاء ويمنعه من يشاء وييسر الأسباب لمن يشاء ويعسرها على من يشاء بيده مفاتيح خزائن ذلك لا يقدر أحد أن يعطى احدا شيئا إلا بمشيئته ولا يمنعه إلا بمشيئته ولذا قال "وما ننزله إلا بقدر معلوم"أى ننشؤه ونوجده كما قال تعالى "وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج" وسماه إنزالا لأن الأحكام تأتى من السماء
بمقدار معلوم بحسب حاجة الخلق إليه ومقتضى مشيئته التابعة لحكمته كما قال تعالى "ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا فى الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير" ولما كان ذلك الإنشاء والإيجاد من العالم العلوى إلى السفلى بالتدريج وبحسب الحكمة عبر عنه بالتنزيل "ننزله"
وقوله "بقدر"أى ملتبسا بمقدار معين وصفة معينة ووقت معين وكل ذلك يدل على كمال حكمته
وقوله"معلوم" معلوم عنده مقدر مستور عن علوم العالمين علم يقترن بالحكمة والمصلحة والرحمة
ومما سبق يتبين لنا:
-أن كل شىء من الأرزاق وهو كل ما ينتفع به الخلق- من مال وجاه وولد والمآكل والمشارب والصحة والعلم وغير ذلك كثير - بيد الله وحده هو مالكه ومدبره والمتصرف فيه فلا يطلب إلا منه ولا يرغب إلا فى ما عنده
-أن خزائن الله ملأى لا تغيضها نفقة فهو القائل فى الحديث القدسى "يا عبادى لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا فى صعيد واحد فسألونى فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكى إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر"أو كما قال وهو سبحانه الذى يحب لعباده ان يسألوه ويسألوه ويلحوا عليه السؤال فهو القائل "يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنى الحميد"فهو الذى خلقنا ويعلم فقرنا وعجزنا ونقصنا وجهلنا وأخبرنا أن خزائن المال والعلم والرحمة والرزق كلها بيده وحده وأمرنا بأن نجمع قلوبنا عليه فقال "قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم " وقال تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون"وقال"وما بكم من نعمة فمن الله " وقال "وقال ربكم ادعونى استجب لكم " وقال "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" إذن مفاتيح الخير فى الإيمان به وتقواه وما نزعت البركات ولا قلت الخيرات ولا عم الفساد فى البر والبحر إلا بما كسبت أيدى الناس من الكفر والمعاصى
-من أعظم أسباب نيل الأرزاق الإيمان والتقوى ولزوم الإستقامة والطاعة وجمع القلب على الواحد الأحد الغنى الصمد
-الإيمان بالقدر يسكن القلب ويطمئنه فلا يجعله يستعجل رزقا لأنه يعلم أن كل شىء عند الله بقدر معلوم أى بأجل معلوم بحسب حكمته ورحمته
-إن من ضعف اليقين أن نحمد الناس على رزق الله وأن نذمهم على ما منع الله فإن رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره "عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم"
-الثقة فى كمال قدرة الله وكمال حكمته ورحمته فلا يتطرق اليأس إلى القلب وليراجع العبد نفسه وحاله مع ربه إذا أبطأ عليه مرغوب له عند ربه فهو القائل "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير "فإن الله لا يمنع عن بخل ولا فقر سبحانه وتعالى
-خزائن الله ملأى لا تنفد أبدا ومحال نفادها وهذا يجب أن يكون اعتقادا جازما لدينا فنحن نسمع الدعاوى من هنا وهناك بأن موارد الأرض محدودة وأن المياه ستجف بعد كذا وكذا وأن الكون سيهلك بعد كذا وغير ذلك من الشائعات المغرضة من أصحاب القلوب المريضة الذين يتعاملون مع الماديات وحسب ويتناسون أن لهذا الكون رب ملك قدير رحيم حكيم غنى لكن كل شىء عنده بمقدار
-ينبغى للعبد أن يحرص على الإنفاق والبذل ولا يخشى الفقر " لأن خزائن الله ملأى "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال رضى الله عنه "أنفق ولا تخشى من ذى العرش إقلالا"

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 26 ربيع الأول 1437هـ/6-01-2016م, 09:08 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

بارك الله فيكم وسددكم.
نوصي من قدّم تطبيقه الثاني قبل تصحيح الأول أن يعيد النظر في التطبيق إذا لم تراع فيه الملاحظات المذكورة في تصحيح التطبيق الأول.
وفقكم الله.


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 26 ربيع الأول 1437هـ/6-01-2016م, 10:03 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

الفوائد السلوكية من قوله تعالى { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } الحجر 21

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فإن الآية الكريمة جاءت في سياق امتنان الله تعالى على عباده بأن خلق لهم الأرض فبسطها ووسعها وجعل لهم فيها معاشا ويسر لهم أسباب الكسب من تسخير للأنعام وزروع وثمار وغير ذلك مما تستقيم به حياتهم .
وحتى لا يغتر الإنسان بما أوتي من أسباب تيسر له الكسب والعيش يجب عليه أن يتذكر من امتن عليه بتلك النعم ويسر له تلك الأسباب ومن هو المالك الحقيقي لها .
{ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } الحجر 21

يستفاد من الآية الكريمة :

- جاءت " إن " نافية بمعنى " ما " فما من شىء إلا عند الله تعالى خزائنه فهو المالك الحقيقي لها المتصرف فيها بما يشاء وكيفما شاء سبحانه وتعالى .

- جاءت " من " لمزيد من التوكيد فتوحي إليك أن كل شىء وإن كان صغيرًا مثقال ذرة أو أشد دقة فهو ملك لله وحده وليس لأي مخلوق قدرة على جلبه أو الانتفاع به إلا بأمر الله الملك المالك جل وعلا وذلك مصداقًا لقول الله تعالى { ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ } فاطر 13 ، والقطمير هو القشرة الرقيقة التى تكون على النواة ، فسبحان الملك الذي بيده ملكوت كل شىء .

- في قوله تعالى " عندنا خزائنه " أي عند الله تعالى جميع الأرزاق من جميع الصنوف من منافع العباد، فكل شىء سهل يسير على الله تبارك وتعالى ولا يعجزه شىء في الأرض ولا في السماء إذا أراد شيئًا فإنما يقول له كن فيكون فيعلم الإنسان من ذلك القدرة البالغة لله جل وعلا وعظم غناه تبارك وتعالى ومشيئته النافذة فيعطى من يشاء ويمنع من يشاء لحكمة ورحمة واسعة .
{ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } الحجر 21
- في الآية اثبات على علو الله تبارك وتعالى على خلقه يستدل على هذا من إنزال الأرزاق والأقدار من علو.


- في الإستثناء المذكور " إلا " يستشعر العبد أنه ما من شىء ينزل إلا بسبب وحكمة مقدرة من الله تبارك وتعالى موقوتة بزمن محدد فلا شىء في الكون يتحقق إلا بمشيئته وعلمه المسبق لها سبحانه جل وعلا .


- في الآية إثبات للقدر وأن كل شىء مكتوب عند الله جل وعلا ومقدر مصداق لقوله تعالى { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } القمر 49
وفي الأثرعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ فَقَالَ لَهُ : اكْتُبْ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، وَمَا أَكْتُبُ ؟ قَالَ : اكْتُبِ الْقَدَرَ ، فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ فِي ذَلِكَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ "
فعلى العبد أن يؤمن بالقدر فهو من أركان الإيمان الستة ومن يخالف في هذا فهو لم يحقق كمال الإيمان .

- في قوله تعالى " قدر معلوم " أي محدد بمقدار لا يزيد ولا ينقص وقد فسر السلف تلك الآية على أن المراد بها " المطر " وروي عن ابن مسعود " أنه ليس عام أكثر مطر من عام ولكن الله يقسمه كيف شاء فيمطر قوم ويحرم آخرون وربما كان المطر في البحار والقفار " .

إن استقر في قلب العبد تلك المعان السابقة وتيقن بها ازداد إيمانًا وهدى ومن ذلك :

- معرفة العبد لله تعالى بأسمائه وصفاته أنه المالك الغني المتصرف بما يشاء في ملكه تجعل قلبه معلق بربه متبرء من حوله وقوته فيتحقق توحيد الله تبارك وتعالى والتوكل عليه حق التوكل فيسعى العبد بالأخذ بالأسباب التى تيسر له معاشه وجلب المنافع له دون تعلق قلبه بتلك الأسباب بل قلبه معلق بالله تعالى رب الأسباب وميسرها ومدبرها أحسن تدبير .

- الإيمان بعدل الله تبارك وتعالى ويقين القلب بتقسيم الله للأرزاق لحكمة وحسب مصلحة العباد فهو الغني لا يعجزه ولا ينقص في ملكه شىء أن يعطي كل سائل سؤله ولكن كل شىء بقدر معلوم مصداقًا لقوله تعالى { إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا } الإسراء 30

فعلى العبد أن يثق بحكمة الله البالغة في تقدير الرزق وتقسيمه وعدم تسخط القلب فهو جاهل بما يصلحه وإنما يكل أمره للعليم الخبير مصداقًا لقول الله تعالى { ولَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } الشورى 27


- علم العبد بأن ربه غني بيده خزائن السماوات والأرض تجعله يطمع فيما عند الكريم فمن فقد شيئًا فليسأل الله من فضله مصداقًا لقوله تعالى في سورة فاطر {.. يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فمنه وحده الزيادة سبحانه ولا يملك مخلوق غيره ذلك وكما ذكر في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ... إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ) فكل الخلق عاجز عن نفعك فما هم إلا أسباب ومن يحركهم لنفعك هو ربك فاستعن به واسأله من فضله .

- لأن الله تبارك وتعالى جعل لكل شىء سببا وحكمة فعلى العبد أن يأخذ بالأسباب التى تستجلب الرزق ومن ذلك قول الله تعالى { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا } نوح

هذا فما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان نعوذ بالله تعالى من الزلل ونستغفره ونتوب إليه ، والحمد لله رب العالمين .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 27 ربيع الأول 1437هـ/7-01-2016م, 12:59 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

التطبيق الثاني<br>
<br>
2: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم}<br>
<br>
1-من يعلم أن الله هو وحده من يملك كل شيء؛ لابد أن ينكسر قلبه خضوعا لله لأنه ملك الملوك وإله الأولين والآخرين.<br>
2- كلما ازداد يقين المؤمن بأن الله وحده هو الملك المتصرف في الكون ازداد توكله عليه وإيمانا به؛ ومن توكل على الله كفاه الله ما أهمه.<br>
3- إذا كان للمؤمن حاجة -وهو دائما فقير بذاته- فحري به ان يضرع لله سبحانه وتعالى ويسأله من فضله.<br>
4- الله غني بذاته والعبد فقير إليه أبدا، وكلما ازداد العبد ذلا لله رفعه الله وأعزه. <br>
5- المؤمن يرضى بقدر الله وبما رزقه الله فلا يسخط، فكل شيء عند الله بمقدار؛ فهو سبحانه يعلم من ما هو خير للعباد ويسوقه لهم برحمته وفضله وجوده، ويعلم ما هو شر لهم فيصرفه عنهم برأفته. ولا خير للعبد إلا من الله ولا شر إلا من نفسه والشيطان.<br>
6- عدم الاستعجال في طلب الأرزاق أو طلبها بمعصية؛ لأن هذا ينافي التوكل وهو من علامات ضعف الإيمان.<br>
7- الإيمان بالقلوب رزق من أرزاق كذلك؛ وهو من عند الله، فلنسأل الله أن يجدد الإيمان لقلوبنا كما نسأله في أقواتنا.<br>
8- تعظيم المسألة لأنها مهما عظمت بالله أعظم وأكرم.<br>
9-

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27 ربيع الأول 1437هـ/7-01-2016م, 09:49 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

الفوائد السلوكية من قوله تعالى { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُوم}

-جاءت الآية في سياق عرض بعض آيات الله في الكون وإقامة الأدلة على وجود الخالق وعظمته ويستفاد من ذلك ضرورة التفكر في خلق السماوات والأرض وما في هذه الخزائن من قدرات عظيمة مما يزيد من معرفة الله والإيمان به وبالتالي تقديره حق قدره، فيعظم الذنب ولو صغر لأن النظر سيكون الى عظمة من اجترىء عليه .
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾


&قيل في تفسير ( وإن من شيء إلا عندنا خزائنه )[ أي : وما من شيء ] الا عندنا مفاتيح خزائنه . وقيل : أراد به المطر . وقيل أنه مالك كل شيء ، وأن كل شيء سهل عليه ، يسير لديه ، وأن عنده خزائن الأشياء من جميع الصنوف .
-يستفاد من ذلك استشعار عظيم صفات الله من ملك ورزق وقدرة وحكمة فليس لأي مخلوق قدرة على جلب نفع أو دفع ضر إلا بأمر الله الملك الخالق المقدر وبالتالي لا يكون كمال الحب والخوف والرجاء والخضوع والاستسلام الا لله فيتحرر الانسان من العبودية لا له تبارك وتعالى

&قيل في تفسير (وما ننزله إلا بقدر معلوم ) ما عام بأكثر مطرا من عام ولا أقل ، ولكنه يمطر قوم ويحرم آخرون وربما كان في البحر .فلا تنزل من السماء قطرة إلا ومعها ملك يسوقها حيث يريد الله عز وجل ويشاء -يستفاد من ذلك أن الله له قدر معلوم وأي اختلال في التوازن يكون مما اكتسبت أيدينا فوجود الفقير يكون لوجود الغني الجشع الذي لم يؤدي ما أمره الله به ووجود الجاهل يقابله وجود عالم ضنّ بعلمه عنه ووجود اختلال توازن الطبيعة يكون لفساد قلوبنا وبعدنا عن الفطرة السليمة وهكذا ،فالخير كُلُّهُ فِي يَدَيْك وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَأَنَا بِكَ وَإِلَيْك تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ
وهذا يورث اليقين والاستسلام لله ،والدعوة الى الإصلاح في الأرض .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 27 ربيع الأول 1437هـ/7-01-2016م, 05:12 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

الفوائد السلوكية {وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ}

الحمدلله الذي أرسل الينا خير الرسول وأنزل إلينا اعظم الكتب وجعله لنا هدى ورحمة.
هذه الآية هي هداية للمستبصرين ورحمة من رب العالمين وشفاء لما في القلوب من الهموم فهى آية تنشر السكينة على القلوب الحية بالقرآن المتدبره لكلام الرحمن ، وتملأها توكلاً ورضاً ويقيناً ، فما من همّ إلا وهذه الآية تبددوه وتحل على القلب الرضا واليقين وصدق التوكل فتأمل قول العليم الرحيم {وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ}
فبعد أن ذكّر عباده بمنته عليهم بأن مدّ لهم الأرض وبسطها لهم وثبتها بالرواسي وأخرج لهم من خيراتها وما فيه كسبهم ومعاشهم ومما أنعم عليهم من نعم تحتاج لرزق مثلهم بيّن لهم أن هو المتكفل بهم وهو رازقهم جاءت هذه الآية معترضة بين تعداد النعم لتزيل الهموم التي قد تعترى العبد من مخاوف لنقص رزق أو غايات وآمال تطمح لها نفسه أيّٓن كانت هذه وتنشر السكينة وتملأ القلب باليقين وصدق التوكل .فقال الحكيم سبحانه{وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ }
( إن) النافية و(من) مزيده لتأكيد النفي،
(شيء) نكرة في سياق النفي ، فتفيد العموم ، فهذا التركيب يفيد عموم الموجودات ، والمعدومات ، فما من شيء من الأشياء الموجودة في هذا الكون أو المعدومه، والتي يتطلع الناس إلى الانتفاع بها إلا وعند الله خزائنها.
وقال العظيم : ( عندنا) الظرفيه ، فهي عند الرحيم الكريم الوهاب لا عند أحد من خلقه الذي قد يمّن عليك فيمنعها عندك ، { قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبّى إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلإِنفَاقِ وَكَانَ ٱلإنْسَـٰنُ قَتُورًا }
وأتى ب(نا) العظمة ، فهو عظيم وخزائنه عظيمه وعطاؤه عظيم ، لا يعجزه شيء، ولا يمنعه شيء سبحانه ،فهو الوهاب يعطي النوال قبل السؤال وهو الكريم الذي إذا أعطى أدهش وهو الغني عن جميع خلقه وهم مفتقرون إليه.
والخزائن جمع خزانة: وهي المكان الذي يحفظ فيه نفائس الأموال.
قال الحسن: المطر خزائن كل شيء. وقيل: الخزائن المفاتيح، أي في السماء مفاتيح الأرزاق؛ قاله الكلبي. والمعنى واحد.قاله القرطبي
فعند الله خزائن كل شيء وهذا يدل على غناه وسعة ملكه سبحانه وعظيم سلطانه ،
ومن هذه المعاني يتجلى لنا قبسات من أنوار هذه الآية وهداياتها.
منها: عظيم قدرة الله جلا وعلا في أن لكل شيء خزائن وليس خرنة واحده بل خزائن .فهو قادر على إيجاد المعدوم ، واعدام الموجود سبحانه وتعالى.
ومنها :أن كل شيء معد ومهيأ و موجود في خزائن رحمة الله لقوله :( عندنا) ، فما على العبد إلا أن يطرق بابه يسأله من عطاياه وخزائنه ، ويسعى بكل سبب دله ربه عليه لينال نواله. وإذاً فعلام الهمّ .
ومنها: تملأ هذه الآية القلب توحيدا لله ، فكل شيء يحتاجه العبد ، لا طريق له للوصول إليه إلا طريق ربه فكل الخزائن عنده وهو المعطي فلن يصل العبد لغاياته إلا بربه ، فكل من سواه عبيد فقراء كفقره والرب سبحانه هو الغنى . وبهذا تتقطع علائق العبد بغير الله ،
ومنها: إن عطاؤه لا ينفذ ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يده وقال عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع )رواه البخاري
فلا تستكثر ما تطلب فلا يعجزه شيء ولا ينفذ عطاؤه فهذا سليمان عليه السلام طلب ملكاً لا يبلى .
ثم ختم سبحانه الآية بأن قال:{ وَمَا نُنَزّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } أي ما ننزله من السماء إلى الأرض أو نوجده للعباد من الأرزاق وما يطلبون وما نقدره لهم .إلاّ بقدر معلوم.
وقوله :(ننزله) : دليل على أنه يعطي وينزل من هذه الخزائن .
وكونه بالمضارع فهذا يدل على التجدد والاستمرار ، وأن الخزائن لها مفاتيح تفتح بها ويعطى من نفائسها ، علمها من علمها ، وجهلها من جهلها.
(إلاّ) تفيد الحصر فهذا التنزيل محصور ومقصور ولكن ليس حصر تقتير أو ظلم وإنما عن علم وحكمه ورحمه، وعدل .
( بقدر) إما بمعنى بمقدار معلوم، أو بقدر أي : تقدير معلوم، معلوم عند الله في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.
ومن هذه المعاني نقطف بعض الثمرات
منها: أن الذي بيده مفاتيح هذه الخزائن هو الله سبحانه العليم الحكيم فما ينزله من أرزاق وما يمسك هو عن علم وحكمه ورحمة ومشيئة.
فينزله على من يشاء ويصرفه عمن يشاء ولا يظلم ربك أحدا.
فلا تحزن لفوات محبوب ولا لوجود مكروه ، فكله بقدر قدره الرحيم بك العليم بحالك الحكيم الذي يضع الأمور في مواضعها فهو أعلم وأحكم بما يصلح لك{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.

)ومنها: لا تستشرف نفسك لما عند غيرك، فرزقك معلوم بخزائن عند ربك لن تموت حتى تستكمله . ولا تطلب مالم ييسر لك ، وأرض بما رضي الله لك وأعطاك من فيض كرمه ، لأن عطاؤه ومنعه عن علم رحمه وحكمه ، تستريح نفسك وتطمئن .
ومنها: ما يفتح الله لك من خزائنه ورحمته فلا يمسكه أحد عنك ، وما يمسك عنك فلا أحد يفتحه لك ،
قال تعالى:(مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
فلا تخف الناس ولا تخشى أحد على نعمة أنعمها الله عليك فالله هو المرسل نعمه وهو ممسكها فتعلق به وأخشه واتبع أمره لتحفظ نعمته عليك.واقطع حبائل تعلقك بالناس ، وتعلق بحبل الواحد الأحد قال صلى الله عليه وسلم (إذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ )
ومنها: إن ما ينزله بقدر وتقدير معلوم ليبتلي به عباده، فقد يعطي العاصي ليستدرجه ويمنع رزقه عن أوليائه ليبتلي صبرهم ورضاهم. فكن فطناً فإن أعطيت فاشكر وإن منعت وابتليت فاصبر فهذا حال المؤمن كما ذكر عليه الصلاة والسلام :(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . )رواه مسلم .
ثم ذكر بعد هذه الآية نعمة إرسال الرياح وإنزال الماء وإنهم ليسوا له بخازنين ، فهو قادر إن ينزل الماء الذي فيه حياة عباده وأرزاقهم قادر أن ينزله مباشرة ولكن ذكر أسباب تتسبب في إنزاله وهي إرسال الرياح ليبين إن ما ينزل من هذه الخزائن يكون بأسباب فالعبد يفعل الأسباب ويسعى لينال مبتغاه فالسماء لا تمطر ذهباً. وبين أن هذا الماء مع أنه أصبح بين أيديهم إلا أنه قال :(وماأنتم له بخازنين) لا تستطيعون خزنه وحفظه ولو خزنتوه بالسدود وغيرها فالذي علمك ذلك هو الله وأيضاً إلى متى تخزنونه ؟؟ مدة معدودة ، فإما أن يتبخر أو يتسرب إلى باطن الأرض ، فتعودون إلى أصلكم فقراء إلى الغني تستجدونه وتدعونه، وكذلك كل ما يصلكم من خزائن الله من أرزاقه تنفد فما عندكم ينفد وما عند الله باق. فيظل العبد فقيرا إلى ربه يستجديه ويدعوه وينكسر بين يديه يسأله كل صغيره وكبيره يعلم أنه لا غنى له عن ربه طرف عين .
وبهذا تكون هذه الآية اشرقت في القلب نور التوحيد وصدق اليقين والتوكل عليه وحسن الظن به وشدة فقره وقطعت علائقه بغير ربه .
فهذه بعض إشراقات هذه الآية نفع الله بها من قرأها .

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 27 ربيع الأول 1437هـ/7-01-2016م, 07:55 PM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

الفوائد السلوكية من قول الله تعالى "وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم."
1 -الرزق بيد الله وحده وقد تكفل به سبحانه فيعطي من يشاء ويمنعه عمن يشاء.
2 -أنزل الله الرزق بقدر معلوم لحكمة يعلمها سبحانه لأنه الحكيم في تصرفه يضع كل شيء في موضعه.
3- كل ما في العالم من أشياء ينتفع بها العباد فان خزائنها عند الله.
4- امتن الله على عباده بنعمه ليعرفوه ويشكروه ويزدادوا له ايمانا وحبا وتعظيما.
5- الآية تقرر التوحيد وافراد الله بالعبادة فمن هذه نعمه وآثار قدرته ومظاهر رحمته حري أن يوحد ويعبد دون سواه.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 27 ربيع الأول 1437هـ/7-01-2016م, 09:46 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

-الإيمان بأن جميع الأرزاق وأصناف الأقدار لا يملكها أحد إلا الله، فخزائنها بيده يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، بحسب حكمته ورحمته الواسعة يورث طمأنينة في القلب وراحة وسكينة ، وذلك لعلم العبد أن ماكتب لن يكون لغيره.

-قال الحسن : المطر خزائن كل شيء . وقيل : الخزائن المفاتيح ، أي في السماء مفاتيح الأرزاق ; قاله الكلبي . والمعنى واحد. ذكره الطبري.
وذلك لأن الماء سبب لحياة الإنسان ورزقه.

-من آمن بأن الله عنده خزائن كل شيء لم يطلب من غيره حاجته ويكثر الدعاء والطلب لمن عنده أمره سبحانه.

-الإيمان بهذه الآية يجعل العبد يستشعر فضل الله ورحمته في كل شيء وأمام كل عطاء وتسخير من الخلق ، فيحمد الله قبل أن يشكرهم ولا يجعل اللوم عليهم في أمر لم يستطيعوا تقديمه له ، بل يرضا بما قسم الله.

-الإيمان بهذه الآية إيمان بقضاء الله وقدره وإن كان ظاهره للإنسان شر فالله سبحانه حكيم يعلم ما يصلح للعبد وما لا يصلح له ، ولو كشفت المقادير لما اختار العبد غير اختيار الله له.

-الإيمان بهذه الآية تورث في قلب العبد خشية من الله وتعظيما له ومراقبته لعلمه بكل صغير وكبير.

-في الآية بيان لدلائل سعة علم الله وقدرته وملكه لكل شيء.

-الإيمان بهذه الآية تورث في قلب العبد التوحيد والإيمان الخالص لله فهو الذي بيده مقادير كل شيء لا يشاركه أحد فيها وله الحكمة في ذلك.

-معرفة أن جميع الأرزاق هي ملك لله وحدة لا شريك له في ذلك ، فهو الذي يقدر الغنى للغني والفقر للفقير لحكمة يعلمها سبحانه.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 28 ربيع الأول 1437هـ/8-01-2016م, 01:02 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

.

استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم}

بعد أن امتن الله تعالى على عباده بجعل الأرض ذلولا لهم ، وتسهيل معاشهم فيها ، ومدهم بصنوف النبات وتسخيره الأنعام لهم ، حيث قال تعالى {والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين} ، بعد هذا الامتنان حث الله سبحانه وتعالى عباده على سؤاله عز وجل مما في خزائنه ، والرضا بما قسمه لهم ، وعدم الالتفات والتعلق بغيره ، قال تعالى {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم}.

* روى ابن جرير من طريق يزيد بن أبي زياد عن عبد الله : ما من عام بأمطر من عام ، ولكن الله يقسمه حيث شاء عاما هاهنا ، وعاما هاهنا . ثم قرأ : ( وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم )

* وقال السعدي : جميع الأرزاق وأصناف الأقدار لا يملكها أحد إلا الله، فخزائنها بيده يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، بحسب حكمته ورحمته الواسعة ، وجاء في بعض الآثار أن الله تعالى يقول: "إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغنى، ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر، ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة، ولو أمرضته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا المرض ولو عافيته لأفسده ذلك، إني أدبر أمر عبادي بعلمي بما في قلوبهم، إني خبير بصير "

* وقال قتادة : كان يقال : خير العيش ما لا يلهيك ولا يطغيك . وذكر قتادة حديث : " إنما أخاف عليكم ما يخرج الله من زهرة الحياة الدنيا "

وهذان المعنيان صحيحان ، فإن المطر من صنوف الأرزاق التي خزائنها بيد الله ، بل هو أهمها ، ولذلك قال تعالى بعد هذه الآية {وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين}.

* الإيمان بكون الله عز وجل ، مالك كل شيء ، والمتصرف فيه ، يجعل العبد يستشعر عظمة خالقه ، وغناه ، فيسأله سبحانه وتعالى مما عنده ، ويتعلق قلبه به قال تعالى {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد}.

* كون الله عز وجل يقسم الأمطار والأرزاق على عباده بقدرته ، ومشيئته ،تجعل العبد حريصا على الأخذ بأسباب نيل هذه الأرزاق ، والتي من أعظمها الاستغفار قال تعالى على لسان نوح لقومه {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}.

* وطمع العبد فيما عند الله تجعله كذلك ، يحرص على تقواه عز وجل قال تعالى {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب

}

* اليقين بأن الله تعالى هو الرزاق ، وأنه قسم أرزاق العباد ، بحكمته ، فيفقر من يعلم أن الفقر خيرا له ، ويغني من يعلم الغنى خيرا له ، ويعافي من يعلم العافية خيرا له ، ويمرض من يعلم المرض خيرا له ، تجعل العبد راض بما قسمه الله له ، غير متسخط ، ولا متشوف لما في أيدي الناس ، لأنه يعلم بأن الله تعالى قد اختار له الأفضل.

* استشعار كون الله خبيرا بصيرا بأحوال عباده ، تجعل العبد لا يسأل الله من فضله ، إلا وسؤاله مقرون بأن يرزقه رزقا لا يلهيه ولا يطغيه . قال تعالى {ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير} وقال {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة } الآية.

* العلم بأن التوسعة في الرزق على الكفار إنما هو استدراج لهم تجعل المؤمن ، لا يطلب ما عندهم ، ولا يتشوف له . قال تعالى {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون} وقال {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون }

* كون الله هو المالك للأشياء كلها المتصرف فيها ، تجعل العبد يدعوه وحده ، سواء دعاء المسألة أو دعاء العبادة ، فالملك الرازق هو المستحق للعبادة وحده ، دون ما سواه قال تعالى {قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقاب ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك } ، وقال {ذالكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير}.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 28 ربيع الأول 1437هـ/8-01-2016م, 10:54 PM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم}

وتشتمل هذه الآيه الكريمه على فوائد سلوكيه عديده نذكر منها ما ييسر الله لنا مستعينين به ونسأله سبحانه أن يرزقنا من خزائنه فإنه لاحول ولاقوه إلا به

-- توستط هذه الآيه الكريمه أدله التوحيد التى ذكرها الله تعالى فى سوره الحجر فامتن سبحانه علي عباده بما يسر لهم من أسباب المكاسب ووجوه الأسباب وصنوف المعايش، وبما سخر لهم من الدواب التي يركبونها والأنعام التي يأكلونها، والعبيد والإماء التي يستخدمونها، ورزْقهم على خالقهم لا عليهم فلهم هم المنفعة، والرزق على الله تعالى وبين سبحانه أن كل الأشياء مقدورة ومملوكة له وحده لا شريك له يخرجها بمقدار كيف شاء

فدل ذلك علي أن ما تفضل الله به على عباده هو محض فضله ومنته وواجب العباد هو توحيد الخالق العظيم وعبادته ولذلك خلقهم
--أن يلجىء العبد لله وحده فى كل ما يطلبه ويريده من حوائج الدنيا والآخره دل على ذلك التركيب فى( وَإِن مّن شَىْء)
« إن » هي النافية و « من » مزيدة للتأكيد ، وهذا التركيب عام لوقوع النكرة في حيز النفي مع زيادة من ، ومع لفظ { شيء } المتناول لكل الموجودات فأفاد ذلك أن جميع الأشياء عند الله خزائنها لا يخرج منها شيء
-- أن وعد الله حق فعنده خزائن كل شىء فما وعدنا به ربنا سيأتي حقاً من جزاء الدنيا والأخره فيثمر ذلك اتباع أمر الله تعالى وطاعته رجاء الفوز بما وعد عباده سبحانه وتعالى وجل وعلا
-- أذا ايقن العبد أن جميع الأرزاق وأصناف الأقدار لا يملكها أحد إلا الله، فخزائنها بيده يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء فلا يلوم أحد على ما فاته من رزق فلو قدره الله له لكان فيثمر ذلك أن ييئس العبد من الأسباب يأخذ بها يائساً منها فإن أعطت الأسباب نتائجها كان هذا من عطاء الله تعالى وإن لم تأتى بنتائجها فقد منع الله عنه لمصلحته وصلاحه فيثمر ذلك حمداً الله الملك الرب العظيم فى الحالتين
-- قدره الله غالبه وهو وحده على كل شىء قدير دل على ذلك قوله تعالى (عندنا) فيثمر ذلك الخوف من الله تعالى والخشيه وفى نفس الوقت يثمر الرجاء فيه سبحانه فى كل أمر مهما استصعبه العبد
-- أذا علمنا أن الرزق رزق الله وخزائن السموات والأرض عنده سبحانه ومفاتيح الرزاق له وحده فلا يمتن عبد على عبد بعطاء فسبحانه وتعالى هو الذى أعطى وهو الذى سخر وله الفضل والمنه أولاً وأخراً


--أن نوقن أن ما أعطانا الله سبحانه وتعالي ورزقنا من صحه ومال وولد وملكات ومواهب ونعم وكل عطاءه سبحانه هو القدر الذى يصلحنا
ولا ينفعنا أقل منه ولاأكثر دل على ذلك وله تعالى (وَمَا نُنَزّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ) فيثمر ذلك اليقين الرضا التام بالله رباّ
قال ابن عباس رضي الله عنه فى قوله تعالى ( بقدر معلوم ) يريد : قدر الكفايةِ
قال تعالي { وَلَوْ بَسَطَ الله الرزق لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِى الأرض ولكن يُنَزّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء } [ الشورى : 27 ]


-- ما من شىء إلا ينزله الله بقدر معلوم فإن رئيت بلد تمطر وأخر لا تمطر وإن رئيت أرض صحراء ينزل عليها الماءاو عام أمطر من عام فهذا أمر الله وقضاءه لحكمه لاتعلمها فتأدب مع الله
ذكرفى تفسير قوله تعالى ( إلا بقدر معلوم )عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : ليس عام بأمطر من عام ، ولكن الله يقسمه ويقدره في الأرض كيف يشاء ، عاماً ههنا وعاماً ههنا ، وربما كان في البحر
-- أن نعلم أن الله تعالى حكيم فإن تخصيصَ كل شيء بصفة معينةٍ وقدرٍ معين ووقتٍ محدود دون ما عدا ذلك ، مع استواء الكلِّ في الإمكان واستحقاقِ تعلّقِ القدرة به ، لا بد له من حكمة تقتضي اختصاصَ كلَ من ذلك بما اختص به (وما ننزّله إلا بقدر معلوم)
--أذا علمنا أن كل شىء عند الله بقدر معلوم نفهم لما لم يعاجل من عصاه وكفر به بالعقوبه فلا نيئس من نصر الله أبداً أن الله ناصر رسوله وكتابه
(كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)
-- لطف الله بعباده ورحمته بهم فهو سبحانه قرب اليهم المعانى ليتضح لهم مراده بتدبر كلامه فالخزائن وهى عند البشر ما تحوى النفائس وتكون فيها فى مأمن ويكون العبد قد حازها وقدر عليها يخرج منها ما شاء والمثل الأعلى لله تعالى فما من شىء إلا عند الله خزائنه ومع أن الله سبحانه هو الذى أعطى العبد القدره وأمكان الحفظ فى الخزائن فهو لا يستطيع لضعفه أن يخزن إلا ما شاء الله ( وما انتم له بخازنين )


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 28 ربيع الأول 1437هـ/8-01-2016م, 11:25 PM
نُوفْ نُوفْ غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 643
افتراضي

التطبيق الثاني
2: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم}

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ...
بعدما امتن الله سبحانه وتعالى على عباده بالنعم التي أنعمها عليهم ،فذكر السماء وأردفها بالأرض وذكر ما فيهما من مخلوقات مسخره للعباد وحيث أن السماء تنزل بالأرزاق من أمطار وخيرات ورحمات من الله والأرض و ما يخرج منها من أرزاق من نبات و ثمار وفاكهه وأشجار وما عليها من الأنعام وما فيها من البحار وما يزخر به من خيرات فناسب مجيء قوله تعالى :" وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم " بعدها ليبين أن كل شيء ينزل من السماء أو ينبت من الأرض فالله سبحانه وتعالى مالكه ،و هذه النعم إنما هي بيد الله.

- والآية بعدها قوله تعالى : (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ )أي : أرسلنا الرياح الملقحة فتلقح السحاب في السماء فينزل المطر ، فينتفع به دواب الأرض من بشر وأنعام ويخرج به النبات ذلك.

-قوله تعالى:" وإن من شيء إلا عندنا خزائنه " والآية بعدها " وما أنتم له بخازنين " فبين الله أيضا بهذه الآية ملكه وقدرته على الحفظ والإنزال وحده وعجز الإنسان وضعفه عن ذلك وذلك بأسلوب المقابلة .

- في الآية بيان على كمال قدرة الله على الإعطاء والمنع و أن الأرزاق بيد الله وحده ، يقسمها وينزلها على العباد كيفما يشاء ومتى ما أراد ، بحكمه وبعدل حسب ما تقتضي مصالح العباد وحاجتهم ؛كلا بمقدار محدد لا يزيد ولا ينقص عما هو مكتوب في اللوح المحفوظ.
- دلت هذه الآية على أن ملوك الأرض ضعفاء ورزقهم محدود فهم وإن أعطاهم الله من الرزق فهو محدود فكلهم عاجز أمام قدرة الله سبحانه وتعالى .
- ومعنى : " خزائنه ": في اللغة :الخزائن جمع الخزانة ، وهو الموضع الذي يستر فيه الإنسان ماله.
قال الكلبي : والخزائن المفاتيح ، أي في السماء مفاتيح الأرزاق قاله الكلبي أي : أن الله له مفاتيح الأرزاق في السماوات والأرض .

- معنى قوله ( ننزل ) : الإنزال بمعنى الإعطاء ،
وسماه إنزالا لأن أحكام الله إنما تنزل من السماء ؛
والفعل (ننزل ): جاءت بفعل مضارع دل على استمرارية الإنزال من الله سبحانه وتعالى للأقدار والآجال والأرزاق الرحمات .
- مقصد الآية : فإذا عرفنا بأن الله هو الرزاق وحده دون سواه وهو الصمد الذي تتضرع إليه الخلائق وتقصده بطلب الرزق و تتعلق به القلوب وحده دون سواه، فتنصرف القلوب عن الخلق لأن العبد لما يتقين بأن رزقه بيد الله وحده وحَّد وجهته لله ورضي بما يقسمه له من أرزاق فهو أعلم بما ينفعه وما يصلح له .

- دلت هذه الآية على علم الله وقدرته وعلمه بالمقادير والآجال دل على ذلك قوله الله تعالى :(إلا بقدر معلوم ) فقوله :" معلوم " أي : كل شيء معلوم عند الله من أقدار العباد فعلمه باليوم المقدر له وأي شيء قدر له وبأي مكان فكل شيء لا يخفى على اللطيف الخبير .
- قوله : ( وما من شيء) دل على أن كل شيء من رزق علم ومن مال و ولد وإحياء وإماته وأمطار وكل شيء فهي بيد الله يبسط لمن يشاء ويقدر عن من يشاء فلفظ ( شيء ) عامه عمت كل الأجناس .
-جاء في هذه الآية نفي الملك والرزق عن غير الله وذلك بدلالة "إن " النافيه ويقصد بالنفي هنا نفي الملك المطلق ، واختصاص الله سبحانه وتعالى وحده به دل على ذلك أداة الحصر " إلا " .

-قد يمنع الله العبد من رزق يظن أنه خير له ويسعى إليه وفي كل مره لا يتحصل عليه وهذا لحكمة الله سبحانه وتعالى ورحمته بعبده :( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء) فرحمة بك قد تمنع من نعمه تكون سبب لشقائك وطريق للهلاك فالحمد لله على ما قدر وقضى .
- من الرضا بما قسم الله أن لا يتعجل الإنسان رزقه فمن تعجل شيء عوقب بحرمانه، فمثلا : في الشريعة لما يتعجل الابن ورث أبيه ثم يقتل أباه يحرم الابن من هذ الورث ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "القاتل لا يورث " ، وقد جاء في الحديث هذا المعنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " انه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها ، فاتقوا الله ؛ وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله ، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته"

- اعلم رحمك الله : أن الله قد يبسط الرزق لأقوام فتنة لهم واستدراج من الله لهم فقد قال سبحانه :(أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ) ، وقال أيضا : ( إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ) ، فلا تغتر بكثرة مال أو أبناء ومتاع فكلها إلى زوال وأكثر أهل الجنة الفقراء .
- بسط الرزق لأقوام ليس معناها محبة الله لهم ! فإن الله سبحانه وتعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب و الدين لا يعطيه إلا من يحب ، فاطلب من الله دائما الزيادة في الدين .
- الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلمنا ويعلم الصحابة دبر كل صلاة الدعاء بقول : "اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد " .
و معناه ما قدر الله أنه يحصل لك، فما قضى في علمه السابق أنه يحصل لك لا أحد يمنعه لا أحد يستطع يمنعه، أن ما منعه ولم يقدره لك لا أحد يستطيع أن يوصله إليك .

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 30 ربيع الأول 1437هـ/10-01-2016م, 12:04 AM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

- قد جرت سنة القران بأن يسمى ما يصل إلى العباد بفضل الله وجوده إنزالا كما قال: « وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ » وقال « وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ »
- جميع الأرزاق وأصناف الأقدار, لا يملكها أحد إلا الله.
- خزائنها بيده, يعطي من يشاء, ويمنع من يشاء, بحسب حكمته ورحمته الواسعة.
- مفاتيح تلك الخزائن بيديه تعالى، وإن طلبه من غيره طلب ممن ليس عنده، ولا يقدر عليه.
- ما من شيء ينتفع به العباد إلا والله قادر على إيجاده والإنعام به متى أراد دون أن يكون تأخير ولا إبطاء،

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 30 ربيع الأول 1437هـ/10-01-2016م, 11:37 AM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

إعادة التطبيق الثاني ، وما توفيقي إلا بالله


2: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى:((وَإِنْ مِنْ شَيْء إِلَّا عِنْدنَا خَزَائِنه وَمَا نُنَزِّلهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُوم ))

بعدما امتن الله على عباده في الأية السابقة بما هيئ لهم من صنوف النعم ، وعظيم المنن،
يخبرنا في هذه الأية الجليلة ،أنه مالك كلّ شيء وموجده ، بيده رزق كلّ حيّ وقـَدره ، وأنّ كلّ نعمة خزائنها إليه ،
يتصرف فيها كيف يشاء، كما قال تعالى ((وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ ))
قد وسع كلّ شيء علما، وأحصى كلّ شيء عددا، له الحكمة البالغة ، والرّحمة المتناهيه ،
خزائنه ملأى ، ويده سحّا، يعطي من يشاء، ويَقدرُ الرزق على يشاء ، حسب علمه وحكمته ،
((قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ))
فإذا علم العبد أن مفاتح الأرزاق بين يديّ الله عز وجل ، وعلم ضعفه وفاقته وشدة حاجته إلى رحمته
وفضله ، سأله سؤال المضطر الذي قد قطع جميع العلائق عن قلبه ،وأيقن بعلمه وقدرته ،
وهذا هو الذي تحثنا إليه هذه الأية الكريمة في إشارة خفية ، أن نسأل الله ممافي خزائنه ،
لا تسألن بني آدم حاجة . . وسل الذي أبوابه لا تغلق
فالله يغضب إن تركت سؤاله .. وبنيّ آدم حين يُسألُ يغضب
وقد حثّ الله تعالى على سؤاله ، في مواضع عدة من كتابه ، فقال تعالى :
((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ))
وقال عز من قائل (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
))
فالإيمان التام وحسن الإستجابة لله تعالى تفتح للعبد أبواب الرزق بشتى أنواعه ،
فعلى العبد أن يسأل ربه ما فيه صلاح دينه ودنياه ، ويعظم الرجاء ، ويلح في الدعاء ،
ومع هذا يرضى بما قسم الله له ، ويقنع بما ءاتاه ، ولا يحسد أحداً من المخلوقين على رزق كتبه الله له ،
قد استقر في خلده أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطائه لم يكن ليصيبه،
فإذا علم العبد هذا وأيقن به ، اطمئن قلبه وسكنت نفسه ، ورضيّ تمام الرضى بما قدر عليه ربه ،
الأجل معلوم ، والرزق مقسوم ، وما قضى الله واقع محتوم .

* قوله ( وإن من شيء ) نكره تفيد العموم - فأين السائلون ، أين المنطرحون ببابه ، المحتمون بجنابه
المتلذذون بخاطبه ، إذا سمعنا بعطايا الملوك ، اشرأبت لها الأعناق ،و تاقت لها النفوس،
وملك الملوك ،في كلٰ ليلة يدعونا ، هل من داعيٌ فأستجيب له ، هل من سائل فأعطيه ،
هل من مستغفر فأغفر له ، فأين نحن من هذا الكرم الإلهي ، والفيض الرباني
سأله نبيُّ الله موسى عليه الصلاة والسلام ، فقال (( ربّ إنّي لما أنزلت إليّ من خير فقير ))
أظهر مسكنته وحاجته ، فأغدق عليه نعمه وواسع فضله ،
استشعر نبي الله أيوب رحمته ولطفه فدعاه، فكشف ضرّه ورفع بلواه ،
سيد المرسلين وإمام الموحدين ، نبينا محمدٌ عليه أفضل الصلاة والتسليم ، عرف ربه حق المعرفة ،
فتوكل عليه ، وفوض أمره إليه ، قال لصاحبه الصديق ، ماظنّك باثنين الله ثالثهما،
فحفظه وأواه ، و نصّره على من عاداه ، وغير هذا كثير وكثير .
* قوله ( عندنا) تشعر القلب بعلوه سبحانه ،بالعظمة ، بالمهابة، بالتفرد بالملك ، بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معاني ،
فهل شعرنا بها ؟ وأخلصنا له العبادة !
قال تعالى (( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ))

* كلمة - خزائنه - توحي بسعة ملكة بعظمته، بقدرته التامة التي لا يشوبها ضعف ولا نقص ،
فهل طرقنا بابه بمجاديف السماء ، هل سألناه لنا ولإخواننا ممن مستهم اللأواء ، وضاق عليهم الفضاء،
هل أنفقنا بعض ما بين أيدينا ؟ يخلف الله علينا خزائنه ملأى ، وعطاياه لا تنفد ،
وانفق ولا تخشى من عند ذي العرش إقلالا ، أنفق يخلف الله عليك

يقول الله تعالى (( إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖوهوخَيْرُ الرَّازِقِينَ ))

* قوله ( وما ننزله ) من دلالة الكلمة التجدد ، والإستمرار ، والتنوع عن حكمة وعلم ، فالله وحده أعلم بعبده
وبما فيه صلاح حاله ، قد يبتليه بما يكره ، فيكون فيه خيراً له ،
وقد يغدق عليه بالنعم ، فيكون فيها استدراجاً له ، فلا تستخفنّك نعمة ، ولا يضيق صدرك بتأخر إجابه ،
واحرص رحمني الله وإياك أن لا تحرم بسبب ذنب ،

يقول الله تعالى (( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير ))

* يقول ابن القيم وحمه الله تعالى (لو كشف الله الغطاء لعبده وأظهر له كيف يدبر الله له أموره ،
وكيف أن الله أكثر حرصا على مصلحة العبد من العبد نفسه ،وأنه أرحم به من أمه ،
لذاب قلب العبد محبة لله ولتقطع قلبه شكرا لله.
* قوله إلا بقدر معلوم - كلُ شيء قد أحاط به علما ، واحصاه عددا ،
قال تعالى
(( وكلّ شيء خلقناه بقدر ))
في هذ الأيات طمأنينة للقلب وسكينة للنفس ، إذاً لا تشغل نفسك ولا فكرك إلا في أمرت في المسابقة إليه والمسارعة له
من أمور الإخرة ، واعلم أن ما قضى الله واقع لا محاله بقدره المعلوم ، ووقته المحتوم

* من اللفتات التي نستنير بها في هذه الأية، أن يكون لنا قدر معلوم في تعاملنا مع من حولنا
حسب ما تقتضيه الحاجة والمصلحة ،فلا نسرف في الثناء ، ولا نغدق في العطاء إلا أن يكون في محله،ومع هذا لا ننسى للمحسن احسانه ، ولا من أمر المولى بإكرامه

هذا بعض مافي هذه الأية الجليلة ، من فوائد عظيمه، نفعنا الله بها وزادنا علماً وتقى
وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 1 ربيع الثاني 1437هـ/11-01-2016م, 06:12 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي


قد أحسنتم وأجدتم جدا في هذا التطبيق فبارك الله فيكم وفتح عليكم من فتوحاته.
سنذكر أولا ملحوظتين مهمّتين جدًا على بعض التطبيقات، وقد سبق التنبيه عليهما في دراسة مقدمّة التفسير لابن تيمية رحمه الله:
هل يوجد في القرآن مجاز؟
القول الراجح أنه لا يوجد في القرآن مجاز،
قال بعض أهل العلم: "الأصل هو حمل ألفاظ الكتاب والسنة على حقائقها، فإن قوماً ركبوا ظهر المجاز فتوصلوا به إلى تأويل نصوص الوحي بوجه لا يجوز، فنفوا الأسماء وعطلوا الصفات، وشأن أهل السنة في ذلك هو إثبات ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، ونفي ما نفاه عن نفسه ونفاه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسكتون عما سكت عنه الكتاب والسنة، ويسعنا ما وسع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال العلامة ابن القيم رحمه الله : "ومن حق الكلام أن يحمل على حقيقته حتى يكون اتفاق من الأمة أنه أريد به المجاز، إذ لا سبيل إلى اتباع ما أنزل إلينا من ربنا إلا على ذلك، وإنما يوجه كلام الله إلى الأشهر والأظهر من وجوهه ما لم يمنع من ذلك ما يجب له التسليم، ولو ساغ ادعاء المجاز لكل مدع ما ثبت شيء من العبادات" انتهى".
وعليه: فالخزائن خزائن حقيقية الله أعلم بها وبكيفيتها، والنزول نزول حقيقي الله أعلم بحقيقته وكيفيته، وهذا عامّ في كل إنزال ورد في القرآن، غير أن نزول المحسوسات قد يختلف عن نزول المعنويات.
وينتبه إلى التفاسير التي تخالف عقيدة أهل السنة في باب الأسماء والصفات.
الملحوظة الثانية: إذا كان اللفظ عامّا فإن ما يذكره المفسّرون هو من قبيل التمثيل للفظ العام، وليس معناه حصر اللفظ فيه.
فتفسير المفسّرين للشيء المذكور في الآية بأنه المطر هو من قبيل التفسير بالمثال، وليس معناه قصر اللفظ على المطر.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 1 ربيع الثاني 1437هـ/11-01-2016م, 07:08 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

الهدف من هذه المشاركة هو التنبيه على بعض دلالات الآية المباشرة التي تستخرج منها العديد من الفوائد السلوكية، وذلك لإفادة من لم تتبين له الطريقة بعد من الطلاب.
وننبه على شيء مهم ربما يقلق بعض الطلاب: وهو أنه ليس من السهل الإلمام بأصول تدبر القرآن واستخراج الفوائد السلوكية في زمن قصير فإن ذلك كما علمتم يستلزم معرفة عدد كبير من الأدوات العلمية، ولكن حسْب الطالب أنه يمكنه الوصول بمستوى دراسته الحاليّ إلى كثير من الفوائد المباشرة التي دلّت عليها الآية، وليست العبرة بكم الفوائد المستنبطة، بقدر حسن استفادته منها وانتفاعه بها.
ومن بركة هذا العلم أن الله إذا رأى من عبده صدق الرغبة في تدبّر القرآن والاستهداء بهديه فإنه يفتح عليه بما لا يخطر له على بال، قال تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله)، وقد قيل: من أدمن طرق الباب يوشك أن يُفتح له!
- ننبه ثانية على أن الفوائد المستخرجة يجب أن يكون لها وجه دلالة ظاهر في الآية، وأن يستشهد الطالب بما يعضّد كلامه من نظائر الآية والأصول العامّة حتى لا يكون كلامه مجرّد كلام إنشائي لا دليل عليه.

قوله تعالى: { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ (21)} الحجر.
سنقف بإذن الله مع الآية لفظة لفظة وعلى الترتيب، فلا نفارق اللفظ إلا بعد أن نستخرج منه ما أمكن من الفوائد التي دلّ عليها.
سنصوغ النقاش في صورة أسئلة، لنتعرف على بعض دلالات الآية، وعلى كل طالب أن يجتهد في الإجابة على السؤال، يتأمل نوع الدلالة ثم يستخرج منها أنواعا من الفوائد.
هذه الطريقة تعتبر خطوة أولية في التعرف على دلالات وهدايات الآية، وللطالب بعد ذلك أن يدمج ويرتب ما استخرجه من الفوائد بطريقة مناسبة.

أولا: النظر في سياق الآيات الذي وردت فيه الآية.
- عن أي شيء تتحدث الآيات؟
وما مناسبة هذه الآية لما قبلها وما بعدها؟ ما الفوائد التي لاحظتها؟
- ما دلالة منطوق الآية؟

- ما دلالة المفهوم؟


دلالات الألفاظ والأساليب والتراكيب.
* قوله تعالى: (
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ)
- ماذا يفيد تنكير لفظة "شيء"؟

- ما الذي أفاده الحرف "من"؟
- علام يدلّ أسلوب الاستثناء:
"وإن من .....إلا"؟
- ما الذي يفيده تقديم الخبر "عندنا"؟

- ما معنى إضافة الظرف إلى الله في قوله: "عندنا"؟

- ما دلالة التكلم بصيغة الجمع "عندنا

- ما معنى الخزائن؟
- علام يدلّ لفظ "الخزائن"؟ بم يشعر؟

- ما هو مقصد الآية؟

* قوله تعالى: (
وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ)
- مرجع هاء الضمير في قوله: (ننزّله).
- ما يفيده التعبير بوصف الإنزال.
- ما يفيده مجيء الفعل في المضارع وعلى هذه الصيغة: (ننزّله).

- معنى (قدر معلوم).
- ما يفيده التعبير بصفة العلم.

- علام يدلّ أسلوب الاستثناء:
"وما .....إلا"؟

- دلالة المفهوم.

- دلالة المقصد.


يتبع إن شاء الله..


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir