دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > رسائل التفسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 رجب 1438هـ/26-04-2017م, 02:00 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي تفسير قول الله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً...} الآية

تفسير قول الله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً..} الآية


في هذه الآية دلالة بيّنة على أنّ الرجاء مقتضٍ للعمل، ومتى صحّ الرجاء في القلب دفع صاحبه إلى العمل والحرص على تصحيحه وإحسانه.
وفي معنى الرجاء في هذه الآية ثلاثة أقوال:
القول الأول: الرجاء هنا على بابه وهو الطمع في الخير، وهذا قول سعيد بن جبير إذ قال: (ثواب ربه) رواه ابن جرير.
وهذا تفسير ببعض اللازم، وبيان ذلك: أن الثواب على العمل هو من وَعْد الله تعالى الذي وَعَد به عباده المؤمنين إذا لاقوه، وليس هو كل ما يرجونه.
ونظير هذه الآية على هذا التفسير قوله تعالى في سورة يونس : {إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها..} الآيتين.
فلمّا استبدلوا رجاء لقاء الله بالرضى بمتاع الدنيا علمنا أنه استبدال للأدنى بالأعلى؛ وهذا مستلزم لمعنى الثواب الذي هو خير وأبقى من متاع الدنيا.

ورجاء لقاء الله يشمل:
1. رجاء رؤية الله تعالى وهو رجاء المقربين وهو أعظم النعيم.
2. ورجاء التنعم بثوابه في جنات النعيم.
3. ورجاء النجاة من سخطه وعذابه الأليم.
فكل ذلك مما يشمله معنى الرجاء وإرادة الثواب بالعمل، وقد يغلب على بعض القلوب إرادة بعضها.

القول الثاني: الرجاء هنا بمعنى الخوف؛ وهذا قول مقاتل وابن قتيبة وذكره المبرد والزجاج.
واستُشهد له بقول أبي ذؤيب الهذلي:
إذا لسعته النحل لم يرجُ لسعها..وخالفها في بيت نوب عوامل.
(لم يرج لسعها) أي لم يخفه.
قال الزجاج: (وهو مثل قوله تعالى: {ما لكم لا ترجون لله وقارا}).

القول الثالث: الرجاء هنا بمعنى اليقين والتصديق؛ ونظيره على هذا التفسير قوله تعالى: {قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله} يظنون هنا أي : يوقنون.

والتحقيق: أن الآية تحتمل هذه المعاني كلها، ويقوم في قلب كلّ سالك من المعاني ما يحرّكه مما يناسب حاله؛ وهذا من روائع التعبير القرآني.
- فمن السالكين من يدفعه للعمل ما في قلبه من قوة المحبة والاشتياق إلى لقاء الله لما عرف من أسمائه وصفاته وآثارها في الخلق والأمر حتى اشتاق إليه.
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة) وهذا من آثار الرجاء
- ومن السالكين من يحرّك قلبه للعمل ما يرجو من ثواب الله تعالى وما أعدّ لعباده المتقين من الثواب العظيم في جنات النعيم، وهو من أنواع الرجاء.
- ومن السالكين من يحرّك قلبه للعمل الخوف من العقاب، وهو في حقيقته رجاء للسلامة، وهو من أنواع الرجاء.
فانتظم هذا اللفظ أقوال العلماء في تفسيره انتظاماً بديعاً.
أسأل الله تعالى أن ينفعني وإيّاكم بكتابه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تفسير, قول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir