باب قول الله عز وجل {وما تشاءون إلا أن يشاء الله}
وقوله جل وعلا: {وما يذكرون إلا أن يشاء الله}.
وقوله جلت عظمته: {ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم}.
وقوله جلت قدرته: {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد}.
وقوله تعالى: {ولو شاء ربك ما فعلوه}.
وقوله: {ولو شاء الله ما فعلوه}.
وقوله تبارك وتعالى: {قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به}
286- أخبرنا أبو الحسن محمّد بن الحسين العلويّ، حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن الحسين القطّان، حدّثنا أبو الأزهر، أحمد بن الأزهر، حدّثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جدّه أبي بردة، عن أبي موسى رضي اللّه عنه قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: اشفعوا إليّ فلتؤجروا وليقض اللّه على لسان نبيّه ما شاء.
رواه البخاريّ في
[الأسماء والصفات: 1/353]
الصّحيح، عن أبي كريبٍ، عن أبي أسامة.
وأخرجه مسلمٌ من وجهٍ آخر عن بريدٍ، وقال فيه ما أحبّ ومعناه ما أراد
287- أخبرنا أبو عليٍّ الحسين بن محمّدٍ الرّوذباريّ، أخبرنا أبو أحمد القاسم بن أبي صالحٍ الهمذانيّ، حدّثنا إبراهيم بن الحسين، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويسٍ، حدّثني أخي، عن سليمان بن بلالٍ، عن محمّد بن أبي عتيقٍ، عن ابن شهابٍ، عن عليّ بن الحسين، قال: إنّ الحسين بن عليٍّ أخبره، عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنهم: أنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم رضي اللّه عنها فقال لهم: ألا تصلّون؟ قال عليٌّ رضي اللّه عنه: فقلت: يا رسول الله إنّما أنفسنا بيد الله تعالى، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم حين قلت ذلك، ولم يرجع إليّ شيئًا، وهو مدبرٌ يضرب فخذه ويقول: وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلا.
رواه البخاريّ في "الصّحيح"، عن إسماعيل بن أبي أويسٍ
[الأسماء والصفات: 1/354]
288- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا عليّ بن عبد العزيز، حدّثنا شجاع بن مخلدٍ، حدّثنا هشيمٌ، عن حصينٍ، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، في حديث الميضأة، قال: فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه تعالى قبض أرواحكم حين شاء، وردّها حين شاء، فقضوا حوائجهم، فتوضّئوا إلى أن ابيضّت يعني الشّمس، ثمّ قام فصلّى.
رواه البخاريّ في "الصّحيح"، عن محمّد بن سلام، عن هشيمٍ
289- أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيدٍ الصّفّار، حدّثنا أبو مسلمٍ، وعثمان بن عمر الضّبّيّ، لفظ أبي مسلم، قالا: حدّثنا عمرو بن مرزوقٍ، أخبرنا المسعوديّ، عن جامع بن شدّادٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي علقمة، عن عبد الله هو ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه، قال: لمّا رجع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم من الحديبية نزل منزلا، فعرّس فيه فقال: من يحرسنا؟ فقال عبد الله: أنا أنا، فقال: أنت؟ مرّتين أو ثلاثًا، يعني أنّك
[الأسماء والصفات: 1/355]
تنام، ثمّ قال صلّى اللّه عليه وسلّم: أنت لها فحرست فلمّا كان في وجه الصّبح أدركني ما قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، فنمت فلم نستيقظ إلاّ بحرّ الشّمس على ظهورنا، فقام رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، فصنع كما كان يصنع، ثمّ صلّى الصّبح، ثمّ قال: إنّ اللّه تعالى لو شاء لم تناموا عنها، ولكن أراد أن تكون لمن بعدكم، فهكذا أي لمن نام أو نسي
[الأسماء والصفات: 1/356]
290- أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن إسحاق بن النّجّار المقرئ، بالكوفة، أخبرنا أبو جعفرٍ محمّد بن عليّ بن دحيمٍ الشّيبانيّ، حدّثنا أحمد بن حازمٍ، حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، عن أسباطٍ، عن سماكٍ، عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن عبد الله رضي اللّه عنه، قال: كنّا مع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم في سفرٍ فقال القوم: عرّس بنا، فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: من يوقظنا؟ فقلت: أنا أحرسكم فأوقظكم، فنمت وناموا، فما استيقظنا إلاّ بحرّ الشّمس في رؤوسنا، وكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من آخرنا، فقام فتوضّأ والقوم، فصلّى ركعتين، ثمّ صلّى الفجر، وزعم عبد الله بن العلاء بن خبّابٍ، عن أبيه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال حين استيقظ: لو شاء اللّه أيقظنا، ولكنّه أراد أن يكون لمن بعدكم
291- أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّدٍ المقرئ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن ربعيّ بن حراش، عن حذيفة رضي اللّه عنه، قال: رأى رجلٌ من المسلمين في النّوم أنّه لقي رجلا من أهل الكتاب فقال: نعم القوم أنتم لولا أنّكم
[الأسماء والصفات: 1/357]
تشركون، تقولون: ما شاء اللّه ومحمّدٌ، فذكر ذلك للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: إنّي كنت لأكرهها لكم، قولوا: ما شاء اللّه، ثمّ شاء فلانٌ
292- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا عليّ بن حمشاذٍ العدل، إملاءً، حدّثنا
[الأسماء والصفات: 1/358]
محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جندل بن والقٍ، حدّثنا عبيد الله بن عمرٍو، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن ربعيّ بن حراش، عن الطّفيل بن عبد الله، وكان أخا عائشة رضي اللّه عنها لأمّها: أنّه رأى فيما يرى النّائم أنّه لقي رهطًا من النّصارى فقال: نعم القوم أنتم لولا أنّكم تزعمون أنّ المسيح ابن الله قال: وأنتم القوم لولا أنّكم تقولون: ما شاء اللّه وشاء محمّدٌ، ثمّ لقي رهطًا من اليهود فقال: أنتم القوم لولا أنّكم تزعمون أنّ عزيرًا ابن الله قال: وأنتم قومٌ تقولون: ما شاء اللّه وشاء محمّدٌ، قال: فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقصّها عليه، فقال صلّى اللّه عليه وسلّم: حدّثت بها أحدًا بعد؟، فقال: نعم، فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه ثمّ قال: إنّ أخاكم قد رأى ما بلغكم فلا تقولوها، ولكن قولوا: ما شاء اللّه وحده لا
[الأسماء والصفات: 1/359]
شريك له وتابعه شعبة حمّاد بن سلمة، عن عبد الملك بن عميرٍ هكذا، وفي رواية شعبة: ولكن قولوا: ما شاء اللّه ثمّ شاء محمّدٌ وقيل: عن عبد الملك، عن جابر بن سمرة، قال البخاريّ: حديث شعبة أصحّ من حديث ابن عيينة
293- أخبرنا أبو محمّد بن يوسف، وأبو زكريّا بن أبي إسحاق، قالا: أخبرنا أبو عبد الله بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن عبد الوهّاب، أخبرنا جعفر بن عونٍ (ح) وأخبرنا أبو عليٍّ
[الأسماء والصفات: 1/364]
الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، ببغداد، أخبرنا حمزة بن محمّد بن العبّاس، حدّثنا عبّاس بن محمّدٍ الدّوريّ، حدّثنا جعفر بن عونٍ، أخبرنا الأجلح، عن يزيد بن الأصمّ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يكلّمه في بعض الأمر، فقال الرّجل لرسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: ما شاء اللّه وشئت، فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: أجعلتني للّه عدلا؟ بل شاء اللّه وحده
294- أخبرنا أبو عليٍّ الحسين بن محمّدٍ الرّوذباريّ، أخبرنا أبو بكر بن داسة، حدّثنا أبو داود، حدّثنا أبو الوليد الطّيالسيّ، حدّثنا شعبة، عن منصورٍ، عن عبد الله بن يسارٍ، عن حذيفة
[الأسماء والصفات: 1/365]
رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لا تقولوا ما شاء اللّه وشاء فلانٌ، ولكن قولوا: ما شاء اللّه، ثمّ شاء فلانٌ
295- أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: قال الشافعي رضي الله عنه: المشيئة إرادة الله تعالى.
قال الله عز وجل: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله} فأعلم الله تعالى خلقه أن المشيئة له دون خلقه، وأن مشيئتهم لا تكون إلا أن يشاء الله، فيقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ثم شئت، ولا يقال: ما شاء الله وشئت قال: ويقال من يطع الله ورسوله، فإن الله تعالى تعبد العباد بأن فرض طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أطيع الله تعالى بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
[الأسماء والصفات: 1/366]
296- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ، قال: أخبرني أبي، حدّثنا الأوزاعيّ، قال: أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يهوديّ فسأله عن المشيئة، فقال: المشيئة للّه تعالى، قال: فإنّي أشاء أن أقوم، قال: قد شاء اللّه أن تقوم، قال: فإنّي أشاء أن أقعد، قال: فقد شاء اللّه أن تقعد، قال: فإنّي أشاء أن أقطع هذه النّخلة قال: فقد شاء اللّه أن تقطعها، قال: فإنّي أشاء أن أتركها قال: فقد شاء اللّه أن تتركها، قال: فأتاه جبريل عليه السّلام، فقال: لقّنت حجّتك كما لقّنها إبراهيم عليه السّلام قال: ونزل القرآن فقال: ما قطعتم من لينةٍ أو تركتموها قائمةً على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين قلت: هذا وإن كان مرسلا فما قبله من الموصولات في معناه يؤكّده، وباللّه التّوفيق والعصمة
[الأسماء والصفات: 1/367]