دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 1 محرم 1440هـ/11-09-2018م, 10:33 PM
وحدة المقطري وحدة المقطري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 216
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



سؤال عام:
بين فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق؟
من يتقِ الله فيأتي ما أمره الله به حسب الطاقة والاستطاعة وينتهي عما نهى وزجر فإن الله يجعل له من كل كرب مخرجا ومن كل ضيق فرجا بل ويرزقه من حيث لا يشعر ولا يظن، فيسوق الله له من الأسباب ما يكون فيه انفراج لهمه وكشف لكربه وزيادة رزقه وبركته بألطف المقادير {ومن يتّق اللّه يجعل له مخرجًا (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب}، فما شدة إلا ولها الله وما بعد عسر إلا يسرا ، فليتقِ الله كل مبتلى ومهموم ومحزون ومكروب {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} ولكن من حكمة الله أن الله قد جعل لكل شيء وقتا، فيأتي العطاء بعد المنع ليدهش العبد، وتأتي الصحة بعد فشل الأطباء ويقينهم بموت المريض حتى يقول الله أنه بالغ أمره ولكن حكمته اقتضت تأخير الفرج حتى ترتفع أجور المبتليين الصادقين في اعتمادهم على ربهم، المتقين له بسرهم وجهرهم فلا يأتوا من الأسباب لكشف الكرب ما لا يرتضيها فلا ينال رزق الله بسخطه {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} هذا عموما، وخصوصا: إن اتقَ الله في طلاقه لم يطلق إلا وفق السنة {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ} وإن اتقَ الله لم يخرج زوجته حتى انتهاء عدتها {وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} وإن اتقَ الله لم يضيق عليها في السكنى والنفقة {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ} وإن اتقَ الله لم يراجعها إضرارا بها لكي تفتدي منه {وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ} وإن اتقَ الله لم يراجعها ولم يطلقها دون إشهاد فيكون هذا باب فتح للمنازعات والمخاصمات فتقول الزوجة: قد بُنت منه، ويقول هو: بل طلقتها مرتين! {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ } وإن اتقَ الله لم يطلقها هربا من توريثها إن شعر بدنو أجله ومعه زوجة غيرها أو بينه وبينها خصومة {وَلَا تُضَارُّوهُنَّ} وإن اتقَ الله لم يتعمد النقص في عدد أيام عدتها حتى تعود له دون عقد جديد أو بدون رضاها وأهلها { وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ } وإن اتقَ الله أمسكها قبل خروج عدتها بمعروف بنية أن يصلح الله بينهما أو فارقها بمعروف دون تشهير ومخاصمة وظلم {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} وإن اتقَ الله اتقى الله فيها وفي جنينها إن كانت حاملا فيبقيها في بيته مهما طالت مدة حملها حتى تضع ويتكفل بنفقتها من طعام وشراب وكسوة وعلاج وما أشبه حتى إذا وضعت اتقى الله في إرضاع المولود فيترفق في مطلقته وبأتيها أجرتها لترضع ابنه{وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} ،وفي كل حال سواء كانت حاملا أو لا إن اتقَ الله أنفق عليها من وسعه ولم يقتر عليها فيقترَ الله عليه {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} ومما يلاحظ بأن التقوى تقطع أسباب الخصومات عموما بين أفراد المجتمع فلو اتقى الناس الله ما ظلموا غيرهم ولا اعتدوا على حقوقهم في عامة الأمور وفي الطلاق خصوصا؛ فتنتهي مشاكل السكنى والنفقة والرضاع وإحصاء العدد وإبقاء الرجل لزوجته ومعاشرتها التي في حكم الزنا لكذبه في إحصاء العدة بعد خروجها أو في عدد مرات طلاقها التي قد جاوزت الثلاث أو في قوله أن نيته في الألفاظ المحملة للطلاق الحلف والتهديد لا الطلاق والكثير الكثير من المشاكل والله المستعان في امة أخر الزمان الذي نعيشه والذي صارت التقوى فيه أعز من الكبريت الأحمر!.

المجموعة الخامسة:
1-بين ما يلي:
أ‌- هل تحب الأجرة على الزوج مقابل إرضاع زوجته لولدهما؟
نعم تجب إن كانت زوجته قد بانت منه بوضعها لطفلهما بعد طلاقها سواء كان الطلاق رجعي أو مبثوث لأنها حينئذ لها أن ترضع الطفل أو تمتنع عن ذلك، لأنه بعد وضعها الطفل يكون الأب غير ملزم بنفقتها فيتعين عليه أجرة الإرضاع إن أرضعت له ، بدليل قوله تعالى:{فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن}.

ب‌- الحكمة في اعتداد المطلقة الرجعية في بيت زوجها:
· لأنه من صيانة حق الزوج أن تظل في بيته لأن مازالت في حكم زوجته حتى تنتهي العدة.
· لأنه من حقها فلها السكنى والنفقة تبع لها.
· ذلك أحرى أن يستعيدا لحظات الصفا وتعود المياه لمجاريها فيعيدها لعصمته.
· البعد جفا ، فبابتعادهما عن بعض يقسو قلب كل منهما، كما أن البعد يفتح الباب لتدخل الأهل والتأثير المباشر وإشعال فتيل الخصومة والعناد.
· في بقائها جبرا لخاطرها.
· لعل الزوج يطلقها لسبب فيزول ذلك السبب في فترة العدة ؛ كأن تكون تمر باضطرابات نفسية بسبب حملها أو موت أحد أقاربها.
· للتأكد من براءة الرحم .

2-حرر القول في :
عدة الحامل المتوفى عنها زوجها:
فيها أقوال:
* بوضع حملها ، وهذا قول عامة السلف والخلف قاله ابن كثير ورجحه،
دليله :
# نص الآية الكريمة: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن}. (الطلاق).
# الحديث: "أنّ سبيعة الأسلميّة توفي عنها زوجها وهي حاملٌ، فلم تمكث إلّا ليالي حتّى وضعت، فلمّا تعلّت من نفاسها خطبت، فاستأذنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في النّكاح، فأذن لها أن تنكح فنكحت". رواه الشيخان وغيرهما، ذكره ابن كثير.
# عن أبيّ بن كعبٍ قال: "قلت للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {وأولات الأحمال أجلهنّ أن يضعن حملهنّ} المطلقة ثلاثا أو المتوفى عنها ؟ فقال: "هي المطلّقة ثلاثًا والمتوفّى عنها"" .
قال ابن كثير: "هذا حديثٌ غريبٌ جدًّا، بل منكرٌ؛ لأنّ في إسناده المثنّى بن الصّبّاح، وهو متروك الحديث بمرّةـ"، وأورد نفس الحديث بسند آخر فيه ضعف مع انقطاع!.

* تعتدّ بأبعد الأجلين من الوضع أو الأشهر، قاله علي وابن عباس، ذكره ابن كثير ورجحه، وقاله السعدي والأشقر.
دليله:
# بالجمع بين آية البقرة وآية الطلاق ، حيث قال تعالى في البقرة: {والّذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجًا يتربّصن بأنفسهنّ أربعة أشهرٍ وعشرًا }.
الراجح:
هو قول جمهور السلف والخلف لموافقتها للسنة ، وقد رد الجمهور على آية البقرة بأنها نزلت قبل آية الطلاق؛ فتكون آية الطلاق مخصصة لأية البقرة.

3-فسر تفسيرا وافيا:
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)}.
بعد أن ذكر الله تعالى مثالين لامرأتين كافرتين كتنبيه لأمهات المؤمنين على ما أعده سبحانه لمن لم تتبع ما جاءت به الرسل ثنى على سبيل المقابلة بذكر مثالين لامرأتين صالحتين اتبعتا ما جاءت به الرسل وأمنتا بربهما فقال سبحانه:{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ} هي آسيا بنت مزاحم الذي لم يضرها قربها وشدة علاقتها مع أعدى أعداء الله وهو فرعون؛ فكانت مثال المرأة المؤمنة التي آثرت الباقي على الفاني وزهدت في الدنيا بكل زينتها التي لامستها وعايشتها ولم يرهبها فرعون وجبروته وجنوده ولا أوقفوها عن الصدح بالحق والتمسك به مهما كلفها ذلك، ولقد قايضت حياة القصور والخدم والجاه والسلطان في الدنيا ببيت في الجنة {إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَبَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} فهي لم تهتم للدار صغيرة أو كبيرة ولم تطلب قصرا بل بيتا، ولم تطلبه ابتداء بل قالت {عندك} فتقديم الظرف يدل على أن أول اهتماماتها أن تكون في معية ربها وقربه، وحتى لا يُظن أنها لكونها زوجة فرعون فهي راضية عن تصرفاته؛ قالت:{ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ} فهي تخوفت من تبعة أعمال فرعون في الآخرة فتبرأت منه ومن عمله كما تبرأ إبراهيم -عليه السلام- من أبيه وقومه وعملهم، ولقد تضمن دعائها اللجوء لربها أن ينجيها منه في دنياها لأنه الطاغية الذي لا يخاف في الجهر بالباطل وإجبار مواطنيه على اعتناقه ولو كانوا أحب الخلق إليه، وضمنت دعائها الطلب من الرب الرحيم أن ينجيها من القوم الظالمين وهم قوم فرعون من جنود وأعوان وأتباع من القبط وغيرهم ، فقالت {وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، وبعد أن ذكر الله المثال الأول للمرأة الصالحة ذكر المثال الثاني لامرأة عاشت بين قوم كافرين فلم يؤثر عليها كفرُهم فقال سبحانه: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} كانت مثال المرأة العفيفة الطاهرة التي عفت نفسها عن الحرام فكان أن جازها الله في الدنيا بأن خلد ذكرها ووهب لها ابنا آية من آيات الرب في الكون ، ولد بلا أب أحد الرسل ذوي العزم؛ وذلك بأن أرسل الله لها رسوله جبريل فينفخ في جيب ذرعها لتكون النفخة سببا في تكوين وخلقة الولد في رحمها بإرادة الله وقدرته وكلمته (كن) وكان من وصوفات هذه المرأة الصالحة أنها صدقت بكلمات ربها الدينية والقدرية وكتبه المنزلة على أنبيائه فقال تعالى:{وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ} {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} أي من العابدين المداومين على الطاعة ، فاللهم اجعلهما قدوة حسنة لنا ويسر لنا الاهتداء بهديهن وخلقنا بأخلاقهن.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir