دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 جمادى الآخرة 1439هـ/4-03-2018م, 09:10 AM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 340
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى : ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً )

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا .

قال تعالى في أول آية من سورة الإنسان : ( هل أتى على الإنسان حيناً من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا) أي زمناً طويلاً لم يكن شيئاً يذكر .

ثم ذكر سبحانه أول نعمة امتن بها عليه وهي نعمة الخلق والإيجاد وبين له بداية خلقته من ماء مهين على الوصف الذي ذكر (من نطفة أمشاج ) ثم مازال ينتقل طوراً من بعد طور إلى أن جعله ( سميعاً بصيرا) , سمعاً يسمع به آيات الله المتلوة ويدرك به حقائق الأمور وبصيراً يبصر آيات الله الكونية وآثار وحدانيته وقدرته . فقال سبحانه وتعالى : ( إنا خلقناه من نطفة أمشاجٍ نبتليه فجعلناه سميعاً بصيرا )

وجاءت هذا الكلمة ( نبتليه ) بين أحوال الإنسان المختلفة بين قوله : (من نطفة أمشاج ) وقوله : ( فجعلناه سميعاً بصيراً )

أي جعلناه سميعاً بصيراً لنبتليه , أي : مريدين ابتلائه . فقد أعطيناه ما يصح معه الاختبار من السمع والبصر .
ولعل المسألة التي ترد هنا : ما الحكمة من التقديم والتأخير؟ , لما لم يقل : ( فجعلناه سميعاً بصيراً نبتليه ), و الابتلاء والتكليف لا يكون إلى بعد اكتمال إدراك نصوص الوحي بحاستي السمع والبصر والبلوغ ؟

ذكر ابن عاشور : " وقد وقعت هذه الحال " يقصد نبتليه " بين جملة ( خلقنا ) وبين ( فجعلناه سميعاً بصيراً ) , لأن الإبتلاء أي التكليف الذي يظهر به امتثاله أو عصيانه إنما يكون بعد هدايته إلى سبيل الخير , فكان مقتضى الظاهر أن يقع ( نبتليه ) بعد جملة ( إنا هديناه السبيل ) , ولكنه قدم للاهتمام بهذا الابتلاء الذي هو سبب السعادة والشقاوة "

ثم ذكر سبحانه ثاني أعظم نعمة أنعم بها عليه وهي نعمة الهداية فقال سبحانه : ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً )
والهداية في القرآن تتناول أمران :
1) هداية بيان وإرشاد , ومنها قوله تعالى في سورة فصلت : ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )

2) هداية الإلهام والتوفيق وهي المقصودة في طلب الهداية في سورة الفاتحة في قوله تعالى : ( اهدنا الصراط المستقيم )
والسبيل هو : الطريق
وابن السبيل : المسافر .
والإنسان ابن سبيل مسافر إلى ربه مطيته الليل والنهار وطريقه منهج الله وسنة نبيه يقتدي بأثر الرسول وصحبه يدعو كل يوم مفتقر إلى ربه ( اهدنا الصراط المستقيم ) . يخشى التيه والضياع .
والمراد بالهداية هنا : ( إنا هديناه السبيل ): هداية البيان والإرشاد والدلالة .
والمراد بالسبيل في الآية :
قال الفراء : " هديناه السبيل , وإلى السبيل , وللسبيل , كل ذلك جائز في اللغة . "
والسبيل اسم لجنس الطريق ( طريق الخير والشر والهدى والضلال والسعادة والشقاوة ) قال تعالى في سورة النحل : ( وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر )

أو هو طريق الهدى فقط , يقول الرازي صاحب كتاب التفسير الكبير : " لأنها هي الطريقة المعروفة المستحقة لهذا الاسم على الإطلاق , فأما سبيل الضلالة فإنما هي سبيل الإضافة , ألا ترى إلى قوله تعالى : (إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا ) وإنما أضلوهم سبيل الهدى . "
وقوله تعالى : ( إما شاكراً وإما كفوراً )
ففيها أوجه :
1) إما أن تكون حال منصوبة للمفعول هديناه , وهي في بيان حال الإنسان من هذا البيان والهداية , إما شاكراً مطيعاً مستجيباً للبيان أو كفوراً جاحداً لهذه النعمة عاصياً لأمر ربه معرضاً مستكبراً .

2) أو قد يكون حالين من السبيل , سبيلاً شاكراٍ وسبيلاً كفورا . ووصف السبيل بالشكر والكفر مجاز .

3) وقرأ أبو السمال بالفتح ، ( أما وأما ) للتقسيم , يحتمل في هذا أن تكون للجزاء ( إما سبيلاً شاكراً فمثاب , وإما سبيلاً كفوراً فمعاقب . وهذه الأقوال جميعها أوردها أهل التأويل في كتبهم .

وجاءت ( كفورا) على وزن فعول من صيغة المبالغة, دون ( شاكرا) فلم يقل ( شكورا ) كا ( كفورا )
ذلك أن من طبع الإنسان الجحود والكفران ولا يوفق للشكر إلا القليل ( وقليل من عبادي الشكور ) .
وهذه اللفتات البيانية في الآية بعض ما فتح الله به على أهل العلم وتيسر لنا جمعه ولا شك أن خزائن كتاب الله ملئ وكنوزه وخيراته لا تنفذ .
المراجع :
تفسير الطبري
تفسير القرطبي
التحرير والتنوير لابن عاشور
الكشاف للزمخشري
التفسير الكبير للرازي
نظم الدرر للبقاعي
أضواء البيان للشنقيطي

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 جمادى الآخرة 1439هـ/11-03-2018م, 09:38 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عطية الله اللبدي مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله تعالى : ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً )

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا .

قال تعالى في أول آية من سورة الإنسان : ( هل أتى على الإنسان حيناً من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا) أي زمناً طويلاً لم يكن شيئاً يذكر .

ثم ذكر سبحانه أول نعمة امتن بها عليه وهي نعمة الخلق والإيجاد وبين له بداية خلقته من ماء مهين على الوصف الذي ذكر (من نطفة أمشاج ) ثم مازال ينتقل طوراً من بعد طور إلى أن جعله ( سميعاً بصيرا) , سمعاً يسمع به آيات الله المتلوة ويدرك به حقائق الأمور وبصيراً يبصر آيات الله الكونية وآثار وحدانيته وقدرته . فقال سبحانه وتعالى : ( إنا خلقناه من نطفة أمشاجٍ نبتليه فجعلناه سميعاً بصيرا )

وجاءت هذا الكلمة ( نبتليه ) بين أحوال الإنسان المختلفة بين قوله : (من نطفة أمشاج ) وقوله : ( فجعلناه سميعاً بصيراً )

أي جعلناه سميعاً بصيراً لنبتليه , أي : مريدين ابتلائه . فقد أعطيناه ما يصح معه الاختبار من السمع والبصر .
ولعل المسألة التي ترد هنا : ما الحكمة من التقديم والتأخير؟ , لما لم يقل : ( فجعلناه سميعاً بصيراً نبتليه ), و الابتلاء والتكليف لا يكون إلى بعد اكتمال إدراك نصوص الوحي بحاستي السمع والبصر والبلوغ ؟

ذكر ابن عاشور : " وقد وقعت هذه الحال " يقصد نبتليه " بين جملة ( خلقنا ) وبين ( فجعلناه سميعاً بصيراً ) , لأن الإبتلاء أي التكليف الذي يظهر به امتثاله أو عصيانه إنما يكون بعد هدايته إلى سبيل الخير , فكان مقتضى الظاهر أن يقع ( نبتليه ) بعد جملة ( إنا هديناه السبيل ) , ولكنه قدم للاهتمام بهذا الابتلاء الذي هو سبب السعادة والشقاوة "

ثم ذكر سبحانه ثاني أعظم نعمة أنعم بها عليه وهي نعمة الهداية فقال سبحانه : ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً )
والهداية في القرآن تتناول أمران :
1) هداية بيان وإرشاد , ومنها قوله تعالى في سورة فصلت : ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )

2) هداية الإلهام والتوفيق وهي المقصودة في طلب الهداية في سورة الفاتحة في قوله تعالى : ( اهدنا الصراط المستقيم )
والسبيل هو : الطريق
وابن السبيل : المسافر .
والإنسان ابن سبيل مسافر إلى ربه مطيته الليل والنهار وطريقه منهج الله وسنة نبيه يقتدي بأثر الرسول وصحبه يدعو كل يوم مفتقر إلى ربه ( اهدنا الصراط المستقيم ) . يخشى التيه والضياع .
والمراد بالهداية هنا : ( إنا هديناه السبيل ): هداية البيان والإرشاد والدلالة .
والمراد بالسبيل في الآية :
قال الفراء : " هديناه السبيل , وإلى السبيل , وللسبيل , كل ذلك جائز في اللغة . "
والسبيل اسم لجنس الطريق ( طريق الخير والشر والهدى والضلال والسعادة والشقاوة ) قال تعالى في سورة النحل : ( وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر )

أو هو طريق الهدى فقط , يقول الرازي صاحب كتاب التفسير الكبير : " لأنها هي الطريقة المعروفة المستحقة لهذا الاسم على الإطلاق , فأما سبيل الضلالة فإنما هي سبيل الإضافة , ألا ترى إلى قوله تعالى : (إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا ) وإنما أضلوهم سبيل الهدى . "
وقوله تعالى : ( إما شاكراً وإما كفوراً )
ففيها أوجه :
1) إما أن تكون حال منصوبة للمفعول هديناه , وهي في بيان حال الإنسان من هذا البيان والهداية , إما شاكراً مطيعاً مستجيباً للبيان أو كفوراً جاحداً لهذه النعمة عاصياً لأمر ربه معرضاً مستكبراً .

2) أو قد يكون حالين من السبيل , سبيلاً شاكراٍ وسبيلاً كفورا . ووصف السبيل بالشكر والكفر مجاز .

3) وقرأ أبو السمال بالفتح ، ( أما وأما ) للتقسيم , يحتمل في هذا أن تكون للجزاء ( إما سبيلاً شاكراً فمثاب , وإما سبيلاً كفوراً فمعاقب . وهذه الأقوال جميعها أوردها أهل التأويل في كتبهم .

وجاءت ( كفورا) على وزن فعول من صيغة المبالغة, دون ( شاكرا) فلم يقل ( شكورا ) كا ( كفورا )
ذلك أن من طبع الإنسان الجحود والكفران ولا يوفق للشكر إلا القليل ( وقليل من عبادي الشكور ) .
وهذه اللفتات البيانية في الآية بعض ما فتح الله به على أهل العلم وتيسر لنا جمعه ولا شك أن خزائن كتاب الله ملئ وكنوزه وخيراته لا تنفذ .
المراجع :
تفسير الطبري
تفسير القرطبي
التحرير والتنوير لابن عاشور
الكشاف للزمخشري
التفسير الكبير للرازي
نظم الدرر للبقاعي
أضواء البيان للشنقيطي

أحسنتِ بارك الله فيكِ.
الدرجة :أ
تم خصم نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 رجب 1439هـ/17-03-2018م, 09:46 PM
عبدالعزيز ارفاعي عبدالعزيز ارفاعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله ((والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر))
الأسلوب البياني

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلاة على أشرف الأنبياء والمرسيلن نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فهذه السورة مع أنها من أقصر سور القرآن وكونها ثلاث آيات فقط إلا أنها قد حوت أسباب السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة وبينت أسباب الخسارة والشقا, وهذا الأمر يدل على بلاغة هذه السورة وحسن بيانها مع وجازتها فقد ذكر ابن كثير في تفسيره ذاكر فضائلها قول عمرو بن العاص لمسيلمة الكذاب" لقد أنزل عليه – يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم- سورة وجيزة بليغة ثم تلا السورة , وذكر الطبراني من طريق حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن عبيد اللّه بن حصنٍ أبي مدينة، قال: كان الرجلان من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا التقيا لم يفترقا إلاّ على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها، ثمّ يسلّم أحدهما على الآخر, وقد قال الشافعي رحمه الله :لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم"" ,فبداء الله هذه السورة بالإقسام بالعصر ,ولله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته وليس للمخلوق أن يقسم إلا بخالقه ,والقسم بالعصر هنا لدلالة عليه والتنبه على أهميته ,فما المراد بالعصر ,إن اطلاق كلمة عصر ,إما يدل على اسم ذات أو يدل على اسم معنى ,فإن دل على اسم ذات فإما يدل على الصلاة (أي صلاة العصر ) وهذا سائغ في العربية تسمية المظروف بظرفه, او تكون الذات هي الزمن نفسه فإما أن يكون خاصاً ومحدد وهو من زوال النهار إلى غروب الشمس أو يكون مطلقاً فيكون وكل هذا ورد فيه أقوال عن المفسرين على النحو التالي :
1- صلاة العصر قاله مقاتل و اختاره الزمخشري وذكر الرازي الأدلة على ذلك بدليل قوله تعالى: {وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله". ولأن التكليف في أدائها أشق لتهافت الناس في تجارتهم ومكاسبهم آخر النهار، واشتغالهم بمعايشهم"
2- العشي وهو آخر النهار قاله قتادة والحسن وقال ابن عطية في تفسيره عن أبي بن كعب ورجحه ابن عاشور في تفسيره.
3- الدهر أو الوقت الذي فيه حركات ابن آدم من خير وشر وهو ما اختاره ابن جرير وتبعه ابن كثير وابن القيم والسعدي والأشقر .
((إن الانسان لفي خسر)) أي أن جنس الانسان في نقص وخسارة ,وهذا جواب القسم وقد جاء مؤكدا بثلاث تؤكيدات :
1- كونه جواب للقسم.
2- تصدريه بحرف إن وهو حرف توكيد ونسخ.
3- دخول حرف اللام على الخبر في جملة جواب القسم.
وهذا تنبيه على أهمية جواب القسم كما أن دخول الواو على القسم نفسه في قوله ((والعصر)) تنبيه أيضا على أهمية القسم نفسه
((إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)) استثنى من جنس الانسان عن الخسران من اتصف بأربع صفات ,صفتين يكمل بهما نفسه وأخريين يكمل بهما غيره ,فالأوليان هما صفة العلم والعمل أي الإيمان والتصديق بالقلب وبأركان الايمان الستة والعمل الصالح الذي لابد له من الإخلاص لله والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم ,والصفتان الأخريان التي يكمل بهما غيره هي التواصي الحق الذي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضوابطه الشرعية والتواصي بالصبر فمن يقوم بواجب الدعوة والبلاغ لا بد له أن يحصل له من الأذى والكيد ما يحتاج معه إلى صبر ومن الصبر أيضا الصبر على طاعة الله والصبر عن معاصي الله والصبر على أقدار الله المؤلمة ,فمن حقق هذه الصفات الأربع حتما لابد له أن يكون في الجهة المقابلة للخسر وهي الفوز بالمثوبة والأجر والنجاح والفلاح .
بقي أن نذكر من بلاغة هذه السورة أنها اشتملت على
1- الشروط الأربعة للنجاة وكأنها الجهات الأربع محيطة بالانسان من كل جانب
ف"الإيمان "اختبار للقلب
و"العمل" اختبار للجسد
و"الحق" اختبار للعقل
و"الصبر" اختبار للنفس.
2- الشروط واقعة على كل المجالات:
المجال الباطني والظاهري
المجال العلمي والعملي
المجال الفردي والجماعي..

3- ملاحظة صيغة قولوه تعالى((وتواصوا)) فهي من التفاعلية التي ليس فيها تميز أحد عن أحد أو أن الأمر بالعروف والنهي عن المنكر خاص بناس عن ناس وكذلك الصبر بل بعضهم في عون بعض وفي هذا حثا على الحياة المجتمعة وعدم الانعزال والعيش كالجسد الواحد.
4- أنها تشمل جميع أصناف الناس فهم على فريقين إما خاسرون ,وإما رابحون فائزون بما عند الله ,وهم الأقل بدليل أنهم المستثنى وفي قواعد اللغة المستثنى دائما أقل من المستثنى منه وفي هذا تصديق قوله تعالى ((وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ))

هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
المراجع:
تفسير ابن كثير
تفسير ابن عطية
تفسر الزمخشري
تفسير ابن عاشور
تفسير ابن الجوزي
تفسير السعدي
تفسير الأشقر
التفسير البياني
تفسير بياني لسورة العصر من موقع أهل التفسير









شكر الله لكم كادت أن تصيبني الدهشة وأنا أنتقل هنا وهناك محاولا الكتابة في الموضوع ليزداد يقيني بعظمة هذا القرآن وكيف أنه لا تنقضي عجائبه فيا لله ما أبعد النعجة وكم بيننا وبين معانيه وعجائبه وكنوزه من مفاوز وقفار فإلى الله المشتكى

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 رجب 1439هـ/18-03-2018م, 09:21 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز ارفاعي مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله ((والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر))
الأسلوب البياني

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلاة على أشرف الأنبياء والمرسيلن نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فهذه السورة مع أنها من أقصر سور القرآن وكونها ثلاث آيات فقط إلا أنها قد حوت أسباب السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة وبينت أسباب الخسارة والشقا, وهذا الأمر يدل على بلاغة هذه السورة وحسن بيانها مع وجازتها فقد ذكر ابن كثير في تفسيره ذاكرا فضائلها قول عمرو بن العاص لمسيلمة الكذاب" لقد أنزل عليه – يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم- سورة وجيزة بليغة ثم تلا السورة , وذكر الطبراني من طريق حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن عبيد اللّه بن حصنٍ أبي مدينة، قال: كان الرجلان من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا التقيا لم يفترقا إلاّ على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها، ثمّ يسلّم أحدهما على الآخر, وقد قال الشافعي رحمه الله :لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم"" ,فبداء الله هذه السورة بالإقسام بالعصر ,ولله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته وليس للمخلوق أن يقسم إلا بخالقه ,والقسم بالعصر هنا لدلالة عليه والتنبه على أهميته ,فما المراد بالعصر ,إن اطلاق كلمة عصر ,إما يدل على اسم ذات أو يدل على اسم معنى ,فإن دل على اسم ذات فإما يدل على الصلاة (أي صلاة العصر ) وهذا سائغ في العربية تسمية المظروف بظرفه, او تكون الذات هي الزمن نفسه فإما أن يكون خاصاً ومحدد وهو من زوال النهار إلى غروب الشمس أو يكون مطلقاً فيكون وكل هذا ورد فيه أقوال عن المفسرين على النحو التالي :
1- صلاة العصر قاله مقاتل و اختاره الزمخشري وذكر الرازي الأدلة على ذلك بدليل قوله تعالى: {وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله". ولأن التكليف في أدائها أشق لتهافت الناس في تجارتهم ومكاسبهم آخر النهار، واشتغالهم بمعايشهم"
2- العشي وهو آخر النهار قاله قتادة والحسن وقال ابن عطية في تفسيره عن أبي بن كعب ورجحه ابن عاشور في تفسيره.
3- الدهر أو الوقت الذي فيه حركات ابن آدم من خير وشر وهو ما اختاره ابن جرير وتبعه ابن كثير وابن القيم والسعدي والأشقر .
((إن الانسان لفي خسر)) أي أن جنس الانسان في نقص وخسارة ,وهذا جواب القسم وقد جاء مؤكدا بثلاث تؤكيدات :
1- كونه جواب للقسم.
2- تصدريه بحرف إن وهو حرف توكيد ونسخ.
3- دخول حرف اللام على الخبر في جملة جواب القسم.
وهذا تنبيه على أهمية جواب القسم كما أن دخول الواو على القسم نفسه في قوله ((والعصر)) تنبيه أيضا على أهمية القسم نفسه
((إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)) استثنى من جنس الانسان عن الخسران من اتصف بأربع صفات ,صفتين يكمل بهما نفسه وأخريين يكمل بهما غيره ,فالأوليان هما صفة العلم والعمل أي الإيمان والتصديق بالقلب وبأركان الايمان الستة والعمل الصالح الذي لابد له من الإخلاص لله والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم ,والصفتان الأخريان التي يكمل بهما غيره هي التواصي الحق الذي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضوابطه الشرعية والتواصي بالصبر فمن يقوم بواجب الدعوة والبلاغ لا بد له أن يحصل له من الأذى والكيد ما يحتاج معه إلى صبر ومن الصبر أيضا الصبر على طاعة الله والصبر عن معاصي الله والصبر على أقدار الله المؤلمة ,فمن حقق هذه الصفات الأربع حتما لابد له أن يكون في الجهة المقابلة للخسر وهي الفوز بالمثوبة والأجر والنجاح والفلاح .
بقي أن نذكر من بلاغة هذه السورة أنها اشتملت على
1- الشروط الأربعة للنجاة وكأنها الجهات الأربع محيطة بالانسان من كل جانب
ف"الإيمان "اختبار للقلب
و"العمل" اختبار للجسد
و"الحق" اختبار للعقل
و"الصبر" اختبار للنفس.
2- الشروط واقعة على كل المجالات:
المجال الباطني والظاهري
المجال العلمي والعملي
المجال الفردي والجماعي..

3- ملاحظة صيغة قولوه تعالى((وتواصوا)) فهي من التفاعلية التي ليس فيها تميز أحد عن أحد أو أن الأمر بالعروف والنهي عن المنكر خاص بناس عن ناس وكذلك الصبر بل بعضهم في عون بعض وفي هذا حثا على الحياة المجتمعة وعدم الانعزال والعيش كالجسد الواحد.
4- أنها تشمل جميع أصناف الناس فهم على فريقين إما خاسرون ,وإما رابحون فائزون بما عند الله ,وهم الأقل بدليل أنهم المستثنى وفي قواعد اللغة المستثنى دائما أقل من المستثنى منه وفي هذا تصديق قوله تعالى ((وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ))

هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
المراجع:
تفسير ابن كثير
تفسير ابن عطية
تفسر الزمخشري
تفسير ابن عاشور
تفسير ابن الجوزي
تفسير السعدي
تفسير الأشقر
التفسير البياني
تفسير بياني لسورة العصر من موقع أهل التفسير









شكر الله لكم كادت أن تصيبني الدهشة وأنا أنتقل هنا وهناك محاولا الكتابة في الموضوع ليزداد يقيني بعظمة هذا القرآن وكيف أنه لا تنقضي عجائبه فيا لله ما أبعد النعجة وكم بيننا وبين معانيه وعجائبه وكنوزه من مفاوز وقفار فإلى الله المشتكى
زادك الله علما ونفع بك .
الدرجة: أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir