دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 محرم 1438هـ/7-10-2016م, 02:08 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الثاني من "خلاصة تفسير القرآن"

مجلس مذاكرة القسم الثاني من "خلاصة تفسير القرآن"

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
لخّص مسائل الموضوعات التالية وبيّن فوائد دراستها:
1. أحكام المعاملات المالية في القرآن الكريم [البيوع ، وكتابة الديون، والإجارة]

2. جوامع الحكم والقضايا في الأصول والفروع
3. قصة إبراهيم عليه السلام
4. قصة يونس عليه السلام
5. قصة يوسف ويعقوب عليهما السلام
6. قصة نبيّنا محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.

المجموعة الثانية:
لخّص مسائل الموضوعات التالية وبيّن فوائد دراستها:
1. أحكام المواريث.
2. أحكام الأطعمة والأشربة والصيد.
3. فوائد دراسة قصص الأنبياء.
4. قصة لوط عليه السلام
5. قصة عيسى وأمّه وزكريا ويحيى عليهم السلام
6. قصة نبيّنا محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.

المجموعة الثالثة:
لخّص مسائل الموضوعات التالية وبيّن فوائد دراستها:
1. أحكام النكاح
2. أحكام الأيمان.
3. قصة هود عليه السلام
4. قصة موسى وهارون عليهما السلام
5. قصة أصحاب الكهف.
6. قصة نبيّنا محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.

المجموعة الرابعة:
لخّص مسائل الموضوعات التالية وبيّن فوائد دراستها:
1. أحكام الطلاق والعدد والإيلاء والظهار.
2. قصة نوح عليه السلام
3. قصة صالح عليه السلام
4. قصة داوود وسليمان عليهما السلام
5. قصة ذي القرنين
6. قصة نبيّنا محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.

المجموعة الخامسة:
لخّص مسائل الموضوعات التالية وبيّن فوائد دراستها:
1. تفسير آيات الحدود.
2. قصة آدم عليه السلام
3. قصة شعيب عليه السلام
4. قصة أيوب عليه السلام
5. قصة الخضر مع موسى عليه السلام
6. قصة نبيّنا محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 محرم 1438هـ/9-10-2016م, 05:02 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
أعتذر عن تأخير تقديم المجلس ، لأصابتي بالرمد وتأثري للجلوس الطويل على الشاشة
ثانياً لم يتفعل الرابط الا يوم السبت ،ماأدري مالعلة في هذا ...
المجموعة الثانية:
لخّص مسائل الموضوعات التالية وبيّن فوائد دراستها:
1. أحكام المواريث.

أحكام المواريث ،بينها القرآن الكريم ،في غاية الإيضاح والبيان والتفصيل ، وذكر الله ميراث الأولاد ، ووصى العباد بأولادهم وتربيتهم ، فمن كمال رحمته ووعنايته ، أوكل إليهم بهذه الأمانة ورعايتها حق رعاية .
وللأولاد ثلاث حالات في الميراث :
1-إن كانوا خليط من ذكر أو أنثى ، فيتقاسمون المال ، على عدد رؤوسهم ،قال تعالى ( للذكر مثل حظ الأنثيين )
2-أن يكونوا ذكوراً فقط ، فيتقاسمونه بالتساوي .
3- إذا كانوا إناثاً فقط ، إن كانت واحدة فلها النصف ، سواء كانت بنت أو بنت ابن ،وإن كانتا اثنتين فأكثر فلهما الثلثان ، فإذا كان البنتان بنات صلب لم يبقى لبنات الأبن شيء، وصار بعد فرض البنات البقية للعاصب .
ثم ذكر ميراث االأبوين :فجعل الله للأم السدس والثلث ، لها السدس مع وجود الأولاد مطلقاً ،سواء منفردين أو متعددين ،أولاد صلب أو أولاد ابن ،وجعل لها السدس بوجود جميع الأخوة والأخوات ، اثنين أو أكثر .
وجعل لها الثلث إذا فقد الشرطان المذكوران ، وأما ثلث الباقي في زوجه أو زوج لأبوين يؤخذ في قوله ( وورثه أبواه ) ، فإذا كان معها أحد الزوجين خرجت عن هذا فلم يكن لها الثلث كامل .
وإن كان الأولاد إناثا واحدة أو متعددات فرض له السدس ولهن أو لها الفرض، فإن بقي شيء فهو لأولى رجل، وهو الأب هنا؛ لأنه أقرب من الإخوة وبنيهم ومن الأعمام وبنيهم، فجمع له في هذه الحال بين الفرض والتعصيب، وإن استغرقت الفروض التركة لم يبق للأب زيادة عن السدس، كما لو خلف أبوين وابنتين؛ فلكل واحد من الأبوين السدس، وللبنتين الثلثان.
ثم ذكر الله ميراث الزوجين، وأن الزوج له نصف ما تركت زوجته إن لم يكن لها ولد، فإن كان لها ولد فله الربع، وأن الزوجة واحدة أو متعددات لها الربع مما ترك الزوج إن لم يكن له ولد، فإن كان للزوج ولد منها أو من غيرها ذكر أو أنثى، ولد صلب أو ولد ابن فلها أو لهن الثمن.
ثم ذكر الله ميراث الإخوة من الأم، وأنهم لا يرثون إلا إذا كانت الورثة كلالة ليس فيهم أحد من الفروع ولا الأب والجد، فللواحد من الإخوة من الأم أو الأخوات السدس، وللأنثيين فأكثر الثلث، يستوي فيه ذكرهم وأنثاهم .
ثم ذكر ميراث الإخوة لغير أم وأخواتهم بأن الأنثى الواحدة لها النصف، وللثنتين فأكثر الثلثان، وإن اجتمع رجال ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين، ويقال فيهم كما يقال في الأولاد إذا كانوا ذكورا تساووا إذا كانوا أشقاء أو لأب، فإن وجد هؤلاء وهؤلاء حجب الأشقاء الإخوة للأب، وإن كن نساء شقيقات وأخوات لأب، واستغرق الشقيقات الثلثين لم يبق للأخوات للأب شيء؛ فإن كانت الشقيقة واحدة أخذت نصفها، وأعطيت الأخت للأب أو الأخوات السدس تكملة الثلثين.
-وما سوى هذه الفروض فإن الورثة من إخوة لغير أم وبنيهم وأعمام وبنيهم وولاء يدخلون في قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس الصحيح: «ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر» .
الفوائد من ذكرها : أن الله سبحانه وتعالى تولى قسمتها بنفسه ، وجعل لها آيات تتلى إلى يوم القيامة ، قطعاً للنزاع والشقاق فيها ،و إعطاء كل حق حقه بلازيادة ولانقص ،

2. أحكام الأطعمة والأشربة والصيد.
الأصل في الأشياء الحل من طعام وشراب وغيرها؛ فما لم يذكر في الكتاب والسنة تحريمه فهو حلال، وأباح لنا كل طيب، وحرم علينا كل خبيث.
فالميتة من الخبائث المحرمة ، سوى ميتة الجراد والسمك ، ولحم الخنزير ، وماذبح لغير الله ، قال تعالى (وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} [المائدة: 3] ،ومن الخبائث كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير .
ومن المحرمات الحشرات وخشاش الأرض من فأرة وحية ووزغ، ونحوها من المستخبثة شرعا وطبا.
ومن المحرمات ما ذكي ذكاة غير شرعية، إما بعدم قطع حلقها وبلعومها ، وإما بنحرها بعظم أو ظفر دون نهر دمها ، أما إذا اضطر إليها غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم، من رحمته أباح المحرمات في حال الضرورة.
أباح الله سبحانه الصيد إذا جرح في أي موضع من بدنه، وأباح صيد السهام إذا سمى الرامي عند رميها، وأباح أيضا صيد الكلاب المعلمة والطيور المعلمة، والتعليم يختلف باختلاف الحيوانات، قال العلماء: تعليم الكلب أن يسترسل إذا أرسل وينزجر إذا زجر، وإذا أمسك لم يأكل من صيده لقوله: {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ} [المائدة: 4] أي: عند إرسالها لقصد الصيد).


3. فوائد دراسة قصص الأنبياء.
فوائدها :

-في هذه القصص يتم ويكمل الإيمان بالله وحده
-معرفة فضلهم وإحسانهم علينا
-في قصصهم عبرة وعظة لكل مسلم
-وفيها تقرير للإيمان وتوحيد لله سبحانه ، وإخلاص العمل له
-وفي قصصهم دعوة واحدة كلها تتضمن الدعوة إلى الله وحده لاشريك له
- نتعلم منهم الصبر في سبيل الدعوة إلى الله ، وإحتساب ذلك
-في قصصهم تسلية لرسولنا الكريم ، وتسلية لنا من بعده ، ومآل الصبر على الدعوة إلى الله ، ومايلاقيه الداعي من عقبات وأمور في سبيلها
-فيها سلوة للحزين ، وعظة للمؤمن ، وتذكير وعبر ، وترغيب وترهيب ، ويسر بعد عسر ، وفرج بعد شدة .
-وأكثر الأنبياء يبعثهم الله في أشراف قومهم، ويحصل بذلك من تأييد الحق وقمع الباطل، والتمكن من الدعوة ما لا يحصل لو لم يكن كذلك

4. قصة لوط عليه السلام
كان قوم لوط مع شركهم بالله يلوطون بالذكور، ولم يسبقهم أحد إلى هذه الفاحشة الشنعاء، فدعاهم إلى عبادة الله وحده، وحذرهم من هذه الفاحشة، فلم يزدادوا إلا عتوا وتماديا فيما هم فيه، ولما أراد الله هلاكهم أرسل الملائكة لذلك، فمروا بطريقهم على إبراهيم وأخبروه بذلك، فجعل إبراهيم يجادل في إهلاكهم - وكان رحيما حليما - وقال:
{إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ} [العنكبوت: 32]
فجاءت الملائكة على شكل أضياف آدميين ، فخاف لوط عليه السلام لما يعرفه من قومه ، فوقع ماخاف منه ، فجاءه قومه يهرعون إليه يريدون فعل الفاحشة بأضياف لوط، فقال: {يا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} [هود: 78] ، فاشتد الأمر بلوط وقال:
{لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80] ، فلما رآهم جازمين على مرادهم الخبيث قال لقومه: فَاتَّقُوا {اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} [هود: 78]
فأخبر الله نبيه بشأنهم ،وأنه أرسلهم لهلاكهم ، وأمروا لوطا أن يسري بأول الليل بأهله ويلح في السير حتى يخلف ديارهم، وينجو من معرة العذاب، فخرج بهم فما أصبح الصباح حتى خلفوا ديارهم، وقلب الله عليهم ديارهم، فجعل أعلاها أسفلها، وأمطر عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك، وما هي من الظالمين الذين يعملون عملهم ببعيد.
الفائدة من هذه القصة :
- أن فاحشة اللواط من أقبح وأشنع الأفعال ، وهي مذهبه للدين ، تستحسن القبيح ، فيها دلالة على سوء وإنحراف الأخلاق ،عقوبتها شديدة في الدنيا والآخرة ..
-قال لوط: {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} [هود: 78] ؟ أي: فيأمر بمعروف، وينهى عن منكر، ويدفع أهل الشر والبغي، وفيها دلالة الرجل الرشيد هو المسدد بأقواله وأفعاله .
-وفيها الحث على عمل الخير ، والتناصح بالمعروف .

5. قصة عيسى وأمّه وزكريا ويحيى عليهم السلام
كانت زوجة عمران - وهو من أكابر بني إسرائيل ورؤسائهم وذوي المقامات العالية عندهم - نذرت حين ظهر حملها أن تحرر ما في بطنها لبيت المقدس، يكون خادما لبيت الله، مُعَدًّا لعبادة الله، ظنا أن الذي في بطنها ذكر، فلما وضعتها قالت معتذرة إلى الله شاكية إليه الحال:
{رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} [آل عمران: 36] أي أن الذكر الذي له القوة والقدرة على ما يراد منه من القيام بخدمة بيت المقدس، {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36]
فكفلها أعظم الأنبياء وهو زكريا عليه السلام ، وأنبتها ربها نباتاً حسناً ، ولزمت محرابها ، وعبدت ربها
فكان زكريا كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا، قال: أنى لك هذا؟ فإنه ليس لها كافل غير زكريا، قالت:
{هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37]
هنالك دعا زكريا ربه ، أن يرزقه ولدا يرثه علمه ونبوته، ويقوم بعده في بني إسرائيل في تعليمهم وهدايتهم:
{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا} [آل عمران: 39]
فتمت له البشارة من الله، وعرف أنه لا بد أن يكون، فولدت زوجته يحيى، وأنشأه الله نشأة عجيبة، فتعلم وهو صغير، ومهر في العلم وهو صغير، ولهذا قال:
{وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا - وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا - وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا - وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا} [مريم: 12 - 15] .
وأما مريم فإنها انتبذت من أهلها مكانا شرقيا، متجردة لعبادة ربها: {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا} [مريم: 17]
لئلا يشغلها أحد عما هي بصدده؛ فأرسل الله لها الروح الأمين جبريل في صورة بشر سوي من أكمل الرجال وأجملهم، فظنت أنه يريدها بسوء، فقالت:
{إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} [مريم: 18] ، فتوسلت إلى الله سبحانه أن يحفظها ويحرسها ،
فقال لها جبريل:
إنَّمَا {أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا - قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا - قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا} [مريم: 19 - 21]
((فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا - فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} [مريم: 22 - 23]
ولما كانت تعرف ماسيعترضها من قومها ، وماذا سيقال عنها ، حزنت وخافت ، وكانت في ربوة ومكان مرتفع ، فناداها من تحتها ، ( أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا - وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا - فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا -فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا} (مريم 24،25،26 ) ، فهدأت نفسها وذهب روعها ..
فأتت قومها تحمله ،فقالوا ، ( يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا - يا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا - فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ} [مريم: 27 - 29] .
فلما أشارت إليه كما أمرت ، قالوا ،( كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} [مريم: 29]
فتكلم عبد الله ورسوله ، ومعجزته ،({إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا - وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا - وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا - وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} [مريم: 30 - 33]
فانقسم الناس مابين مصدق ، ومكذب ، ومغالي فيه من النصارى .
فأرسله الله سبحانه إلى قومه ، منهم من كفر به ، ومنهم من آمن به وكان من شيعته وأنصاره ، فآراهم العجائب ، والآيات الدالة على نبوته ، من إحياء الموتى ، ويعلمهم مايدخرون في بيوتهم ، وإبراء الأكمة والأبرص ، فتكالب عليه أعداؤه ، وهموا بقتله ، فرفعه الله إليه ، والقى الله شبهه على أحد الحواريين ، فقتلوه وصلبوه ، (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء: 157]
فوائد هذه القصة :
-مشروعية النذر ، والوفاء فيه ، وأنه كان في الأمم السابقة .
-أن المربي والكافل له الأثر الكبير على حياة الكفيل ، دينياً وأخلاقياً ، فبصلاحه يصلح
-فيها إثبات لكرامات أولياء الله ، فمريم اختصموا لكفالتها ، يأتيها رزقها ، رزقها الله عيسى بلا رجل ، وبمعجزاته ،وجعله نبياً .
-وبما أكرم الله به عيسى من حواريين من بعده ،ينشرون دعوته ،وينصرونه .
-ثناء الله سبحانه على مريم ، بالصديقه ، القانته لربها ، المطيعة له .
-ومنها: أن إخبار الله للنبي بهذه القصة وغيرها مفصلة مطابقة للحقيقة من أدلة رسالته وآيات نبوته لقوله:
{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ} [آل عمران

6. قصة نبيّنا محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.
سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أعظم عون على معرفة تفسير كتاب الله، والقرآن إنما كان ينزل تبعا لمناسبات سيرته، وما يقوله للخلق، وجواب ما يقال له، وما يحصل به تحقيق الحق الذي جاء به، وإبطال المذاهب التي جاء لإبطالها، وهذا من حكمة إنزاله مفرقا، كما ذكر الله هذا المعنى بقوله:
{كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْناه ترتيلاً ) الفرقان 32 ،33
فطرة الرسول الكريم ، كانت فطرة سليمه ، رباه ربه وطهر قلبه ، وكمله بأحسن الأخلاق ، ليتهيأ لقول الحق ، والقيام به علماً وعملاً ، وكان عليه الصلاة والسلام قبل البعثة أبغض إليه عبادة الأوثان ، وكل قول وعمل قبيح ، وكان يذهب إلى غار حراء يتعبد ويتحنث فيه ، ويأخذ طعاماً يوزعه على المساكين ، فجبل على فطرة الإسلام الحنيفية الموحدة عليه أفضل السلام .
فلما تم أربعين سنة ، تلقى رسالة عظيمة بواسطة جبريل عليه السلام ، فرأى منظراً هاله وأزعجه ، فأنزل الله عليه ،قال تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]
فجاءه بها جبريل وقال له: اقرأ، فأخبره أنه ليس بقارئ - أي لا يعرف أن يقرأ - كما قال تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى: 7]
فغطه جبريل مرتين أو ثلاثا ليهيئه لتلقي القرآن العظيم، فجاء إلى خديجة ترتعد فرائصه ، زملوني زملوني ،فقالت خديجة رضي الله عنها: أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتقري الضيف، وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق، وهذه شهادة لتربية ربه له ، وتكميله بأجلٓ الأخلاق وأحسنها ، وبهذه السورة بدأت نبوته عليه الصلاة والسلام ، وفتر عنه الوحي مدة .
فأنزل الله عليه:
{يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ - قُمْ فَأَنْذِرْ - وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ - وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ - وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 1 -
5]
فكان في هذا: الأمر له بدعوة الخلق وإنذارهم، فشمر عليه الصلاة والسلام ، وبدأ دعوته ، مع علمه بأنه سيقاوم هذا الأمر القريب والبعيد ، فكذبه قومه ، وقالوا أن محمداً ربه قلاه ، فأنزل الله (وَالضُّحَى - وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى - مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} . الضحى 3.2.1 .
فهذا إعتناء من الله سبحانه لرسوله ،وبشارة له ، بالنصر والتمكين ، وإعلاء لكلمته ، فعليه الصبر والثبات ، إلى أن يتم الله أمره .
وكانت دعوته عليه الصلاة والسلام مع قومه بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن ،
ويدعوهم أفراداً ومتفرقين ،ويدعوهم للقرآن والسماع له ، فصموا آذانهم ، وسبوه ومن أنزله ، وكفروا به ، حتى قالوا عنه سحر يؤثر ، وقالوا كهانه ، وقالوا شعر من قول البشر ،وكانوا يقترحون الآيات بحسب أهوائهم، ويقولون: إن كنت صادقا فأتنا بعذاب الله، أو بما تعدنا، أو أزل عنا جبال مكة، واجعل لنا فيها أنهارا وعيونا .
وأحيانا يقدحون في الرسول قدحا يعترضون فيه على الله، وأنه لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم، ومحمد ليس كذلك، وأنك يا محمد لست بأولى بفضل الله منا، فلأي شيء تفضل علينا بالوحي؟ . . .ونحوه من الأقوال الناشئة عن الحسد، فيجيبهم الله بذكر فضله، وأن فضله يؤتيه من يشاء، وأنه أعلم حيث يجعل رسالته والمحل اللائق بها، فياحلم الله سبحانه عليهم .
ومن مقاماته صلى الله عليه وسلم مع المؤمنين الرأفة العظيمة، والرحمة لهم، والمحبة التامة، والقيام معهم في كل أمورهم، وأنه لهم أرحم وأرأف من آبائهم وأمهاتهم، وأحنى عليهم من كل أحد، كماقال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] .
فاستكمل بعد بعثته نحو عشر سنين، وهو يدعو إلى الله على بصيرة، يدعوهم إلى التوحيد وعبادة الله ، ونفي الشرك .
ثم أُسْرِيَ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ ليريه من آياته، وعرج به إلى فوق السماوات السبع، وفرض الله عليه الصلوات الخمس بأوقاتها وهيئاتها، وجاءه جبريل على أثرها فعلَّمه أوقاتها وكيفيَّاتها، وبعدها انتشر الإسلام في المدينة وما حولها.
وكان المسلمون في مكة في أذى شديد من قريش، فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة أولا إلى الحبشة، ثم لما أسلم كثير من أهل المدينة صارت الهجرة إلى المدينة.
وحين خاف أهل مكة من هذه الحال اجتمع ملؤهم ورؤساؤهم في دار الندوة يريدون القضاء التام على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فاتفق رأيهم أن ينتخبوا من قبائل قريش من كل قبيلة رجلا شجاعا، فيجتمعون ويضربونه بسيوفهم ضربة واحدة ، فأوحى الله لنبيه وأمره بالهجرة ، فطلب من صاحبه أبو بكر الصحبة ، وخرج هو وأبو بكر الى الغار ، فسعوا في طلبه ، واجتمع طالبيه حول الغار ، حتى قال صاحبه لو نظر أحدهم إلى قدميه لأبصرنا ، فقال له الرسول الكريم :ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟وأنزل الله تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40
فهاجر إلى المدينة واستقر بها، وأذن له في القتال بعدما كان قبل الهجرة ممنوعاً ،ولما كانت السنة الثانية فرض الله على العباد الزكاة والصيام .
وفي السنة الثانية أيضا كانت وقعة بدر، وسببها أن عيرا لقريش تحمل تجارة عظيمة من الشام، خرج النبي صلى الله عليه وسلم بمن خف من أصحابه لطلبها، فخرجت قريش لحمايتها، وتوافوا في بدر على غير ميعاد، فالعير نجت والنفير التقوا مع الرسول وأصحابه، وكانوا ألفا كاملي العدد والخيل، والمسلمون ثلاثمائة وبضعة عشر على سبعين بعيرا يعتقبونها، فهزم الله المشركين هزيمة عظيمة، قتلت سرواتهم وصناديدهم، وأُسر من أُسر منهم ، وذكر تفصيل هذه الغزوة بسورة الأنفال .
ثم في السنة الثالثة كانت غزوة أحد، غزا المشركون وجيشوا الجيوش على المسلمين حتى وصلوا إلى أطراف المدينة، وخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه وعبأهم ورتبهم، والتقوا في أُحد عند الجبل المعروف شمالي المدينة، وكانت الدائرة في أول الأمر على المشركين، ثم لما ترك الرماة مركزهم الذي رتبهم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهم: لا تبرحوا عنه، ظهَرنا أو غُلبنا، وجاءت الخيل مع تلك الثغرة وكان ما كان، حصل على المسلمين في أُحد مقتلة أكرمهم الله بالشهادة في سبيله، وذكر الله تفصيل هذه الغزوة في سورة آل عمران .
ثم في السنة الرابعة تواعد المسلمون والمشركون فيها - في بدر - فجاء المسلمون لذلك الموعد، وتخلف المشركون معتذرين أن السنة مجدبة، فكتبها الله غزوة للمسلمين:
{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: 174 .
وفي السنة الخامسة كانت غزوة الخندق، اتفق أهل الحجاز وأهل نجد، وظاهرهم بنو قريظة من اليهود على غزو النبي صلى الله عليه وسلم، وجمعوا ما يقدرون عليه من الجنود، فاجتمع نحو عشرة آلاف مقاتل وقصدوا المدينة، ولما سمع بهم النبي الكريم ، خندق على المدينة ، وخرج المسلمون حول الخندق ، وحاصروهم المشركون عدة أيام ، وكان سبب لعدم وصول المشركين إليهم ، وإنخذالهم ، فرجعوا خائبين ،مهزومين ، بنصر الله سبحانه للمسلمين .
بعدها تفرغ النبي صلى الله عليه وسلم لبني قريظة الذين ظاهروا المشركين بقولهم وتشجيعهم على قصد المدينة، ومظاهرتهم الفعلية ونقضهم ما كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم فحاصرهم، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ فحكم أن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم، وفي هذه الغزوة أنزل الله صدر سور الأحزاب من قوله:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَم تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9] .
ثم في سنة ست من الهجرة اعتمر صلى الله عليه وسلم وأصحابه عمرة الحديبية، وكان البيت لا يُصدُّ عنه أحد، فعزم المشركون على صد النبي صلى الله عليه وسلم عنه، ولما بلغ الحديبية ورأى المشركين قد أخذتهم الحمية الجاهلية جازمين على القتال دخل معهم في صلح لحقن الدماء في بيت الله الحرام .
وصار الصلح على أن يرجع النبي صلى الله عليه وسلم عامه هذا ولا يدخل البيت،ويكون القضاء من العام المقبل، وتضع الحرب أوزارها بينهم عشر سنين؛ فكره جمهور المسلمين هذا الصلح حين توهموا أن فيه غضاضة على المسلمين، ولم يطلعوا على ما فيه من المصالح الكثيرة، فرجع صلى الله عليه وسلم عامه ذلك، وقضى هذه العمرة في عام سبع من الهجرة، فأنزل الله في هذه القضية سورة الفتح بأكملها: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1]
فكان هذا الفتح فرصة للمسلمين ، وشاهدوا فيه الخير والصلاح ،بالدعوة إلى الله ونشر دينه .
أما قبيلة بني النضير من اليهود فإنها قبل ذلك حين هموا بالفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا على جانب المدينة غزاهم صلى الله عليه وسلم واحتموا بحصونهم، ووعدهم المنافقون حلفاؤهم بنصرتهم، فألقى الله الرعب في قلوبهم، وأنزلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يجلوا عن ديارهم ولهم ما حملت إبلهم، ويدعوا الأرض والعقار وما لم تحمله الإبل للمسلمين؛ فأنزل الله في هذه القضية أول سورة الحشر: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْر ..) .
وفي السنة الثامنة للهجرة ، نقضت قريش العهد الذي بينها وبين المسلمين ، فأعد النبي العدة بعشرة الآف مقاتل ، فدخلها فاتحاً لها ، ثم تممها بغزو حنين على هوازن وثقيف، فتم بذلك نصر الله لرسوله وللمسلمين، وأنزل الله في ذلك أول سورة التوبة.
وفي العام التاسع من الهجرة ، كانت غزوة تبوك ، مكث النبي الكريم مايقارب عشرين يوماً ، لم يحصل قتال فرجع إلى المدينة ، وذكر فيها قرآن يتلى في سورة التوبة .
وفي سنة تسع من الهجرة أو سنة عشر فرض الله الحج على المسلمين، وكان أبو بكر حج بالناس سنة تسع، ونبذ إلى المشركين عهودهم، وأتم عهود الذين لم ينقضوا، ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين سنة عشر واستوعب المسلمين معه، وأعلمهم بمناسك الحج والعمرة بقوله وفعله، وأنزل الله الآيات التي في الحج وأحكامه، وأنزل الله يوم عرفة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]).
الفوائد منها :
-إن دراسة السيرة النبوية ،غذاء للقلب ، وسكن للنفس ، وقرة عين
- دراستها جزء من دين الله ، وهي عبادة يتقرب بها العبد لربه
-دراستها شحذ للهمم ، ومواصلة دراستها والعناية بها
-في دراسة سيرته ، عون على فهم كتاب الله ، لأن حياته تطبيق وعمل لكتاب الله ،قولاً وعملاً -
-معرفة سيرته العطرة ، ومعرفة آخباره ، تعد تعميقاً لحبه ، قال عليه الصلاة والسلام :( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) متفق عليه .
-فيها فهم للدين والعقيدة ، عبادة وفقهاً وخلقاً .
- معرفة سيرته عليه السلام من بعثه إلى وفاته
- معرفة مالقيه عليه الصلاة والسلام ،في سبيل الدعوة إلى الله
- نتعلم من سيرته الصبر على الأذى ، والثبات في سبيل الدعوة
- معرفة كيفية الدعوة على بصيرة ، وكيف يكون الجدال بالتي هي أحسن

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 محرم 1438هـ/12-10-2016م, 11:24 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدرية صالح مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله
أعتذر عن تأخير تقديم المجلس ، لأصابتي بالرمد وتأثري للجلوس الطويل على الشاشة
ثانياً لم يتفعل الرابط الا يوم السبت ،ماأدري مالعلة في هذا ...
المجموعة الثانية:
لخّص مسائل الموضوعات التالية وبيّن فوائد دراستها:
1. أحكام المواريث.

أحكام المواريث ،بينها القرآن الكريم ،في غاية الإيضاح والبيان والتفصيل ، وذكر الله ميراث الأولاد ، ووصى العباد بأولادهم وتربيتهم ، فمن كمال رحمته ووعنايته ، أوكل إليهم بهذه الأمانة ورعايتها حق رعاية .
وللأولاد ثلاث حالات في الميراث :
1-إن كانوا خليط من ذكر أو أنثى ، فيتقاسمون المال ، على عدد رؤوسهم ،قال تعالى ( للذكر مثل حظ الأنثيين )
2-أن يكونوا ذكوراً فقط ، فيتقاسمونه بالتساوي .
3- إذا كانوا إناثاً فقط ، إن كانت واحدة فلها النصف ، سواء كانت بنت أو بنت ابن ،وإن كانتا اثنتين فأكثر فلهما الثلثان ، فإذا كان البنتان بنات صلب لم يبقى لبنات الأبن شيء، وصار بعد فرض البنات البقية للعاصب .
ثم ذكر ميراث االأبوين :فجعل الله للأم السدس والثلث ، لها السدس مع وجود الأولاد مطلقاً ،سواء منفردين أو متعددين ،أولاد صلب أو أولاد ابن ،وجعل لها السدس بوجود جميع الأخوة والأخوات ، اثنين أو أكثر .
وجعل لها الثلث إذا فقد الشرطان المذكوران ، وأما ثلث الباقي في زوجه أو زوج لأبوين يؤخذ في قوله ( وورثه أبواه ) ، فإذا كان معها أحد الزوجين خرجت عن هذا فلم يكن لها الثلث كامل .
وإن كان الأولاد إناثا واحدة أو متعددات فرض له السدس ولهن أو لها الفرض، فإن بقي شيء فهو لأولى رجل، وهو الأب هنا؛ لأنه أقرب من الإخوة وبنيهم ومن الأعمام وبنيهم، فجمع له في هذه الحال بين الفرض والتعصيب، وإن استغرقت الفروض التركة لم يبق للأب زيادة عن السدس، كما لو خلف أبوين وابنتين؛ فلكل واحد من الأبوين السدس، وللبنتين الثلثان.
ثم ذكر الله ميراث الزوجين، وأن الزوج له نصف ما تركت زوجته إن لم يكن لها ولد، فإن كان لها ولد فله الربع، وأن الزوجة واحدة أو متعددات لها الربع مما ترك الزوج إن لم يكن له ولد، فإن كان للزوج ولد منها أو من غيرها ذكر أو أنثى، ولد صلب أو ولد ابن فلها أو لهن الثمن.
ثم ذكر الله ميراث الإخوة من الأم، وأنهم لا يرثون إلا إذا كانت الورثة كلالة ليس فيهم أحد من الفروع ولا الأب والجد، فللواحد من الإخوة من الأم أو الأخوات السدس، وللأنثيين فأكثر الثلث، يستوي فيه ذكرهم وأنثاهم .
ثم ذكر ميراث الإخوة لغير أم وأخواتهم بأن الأنثى الواحدة لها النصف، وللثنتين فأكثر الثلثان، وإن اجتمع رجال ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين، ويقال فيهم كما يقال في الأولاد إذا كانوا ذكورا تساووا إذا كانوا أشقاء أو لأب، فإن وجد هؤلاء وهؤلاء حجب الأشقاء الإخوة للأب، وإن كن نساء شقيقات وأخوات لأب، واستغرق الشقيقات الثلثين لم يبق للأخوات للأب شيء؛ فإن كانت الشقيقة واحدة أخذت نصفها، وأعطيت الأخت للأب أو الأخوات السدس تكملة الثلثين.
-وما سوى هذه الفروض فإن الورثة من إخوة لغير أم وبنيهم وأعمام وبنيهم وولاء يدخلون في قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس الصحيح: «ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر» .
الفوائد من ذكرها : أن الله سبحانه وتعالى تولى قسمتها بنفسه ، وجعل لها آيات تتلى إلى يوم القيامة ، قطعاً للنزاع والشقاق فيها ،و إعطاء كل حق حقه بلازيادة ولانقص ،

2. أحكام الأطعمة والأشربة والصيد.
الأصل في الأشياء الحل من طعام وشراب وغيرها؛ فما لم يذكر في الكتاب والسنة تحريمه فهو حلال، وأباح لنا كل طيب، وحرم علينا كل خبيث.
فالميتة من الخبائث المحرمة ، سوى ميتة الجراد والسمك ، ولحم الخنزير ، وماذبح لغير الله ، قال تعالى (وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} [المائدة: 3] ،ومن الخبائث كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير .
ومن المحرمات الحشرات وخشاش الأرض من فأرة وحية ووزغ، ونحوها من المستخبثة شرعا وطبا.
ومن المحرمات ما ذكي ذكاة غير شرعية، إما بعدم قطع حلقها وبلعومها ، وإما بنحرها بعظم أو ظفر دون نهر دمها ، أما إذا اضطر إليها غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم، من رحمته أباح المحرمات في حال الضرورة.
أباح الله سبحانه الصيد إذا جرح في أي موضع من بدنه، وأباح صيد السهام إذا سمى الرامي عند رميها، وأباح أيضا صيد الكلاب المعلمة والطيور المعلمة، والتعليم يختلف باختلاف الحيوانات، قال العلماء: تعليم الكلب أن يسترسل إذا أرسل وينزجر إذا زجر، وإذا أمسك لم يأكل من صيده لقوله: {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ} [المائدة: 4] أي: عند إرسالها لقصد الصيد).


3. فوائد دراسة قصص الأنبياء.
فوائدها :

-في هذه القصص يتم ويكمل الإيمان بالله وحده
-معرفة فضلهم وإحسانهم علينا
-في قصصهم عبرة وعظة لكل مسلم
-وفيها تقرير للإيمان وتوحيد لله سبحانه ، وإخلاص العمل له
-وفي قصصهم دعوة واحدة كلها تتضمن الدعوة إلى الله وحده لاشريك له
- نتعلم منهم الصبر في سبيل الدعوة إلى الله ، وإحتساب ذلك
-في قصصهم تسلية لرسولنا الكريم ، وتسلية لنا من بعده ، ومآل الصبر على الدعوة إلى الله ، ومايلاقيه الداعي من عقبات وأمور في سبيلها
-فيها سلوة للحزين ، وعظة للمؤمن ، وتذكير وعبر ، وترغيب وترهيب ، ويسر بعد عسر ، وفرج بعد شدة .
-وأكثر الأنبياء يبعثهم الله في أشراف قومهم، ويحصل بذلك من تأييد الحق وقمع الباطل، والتمكن من الدعوة ما لا يحصل لو لم يكن كذلك

4. قصة لوط عليه السلام
كان قوم لوط مع شركهم بالله يلوطون بالذكور، ولم يسبقهم أحد إلى هذه الفاحشة الشنعاء، فدعاهم إلى عبادة الله وحده، وحذرهم من هذه الفاحشة، فلم يزدادوا إلا عتوا وتماديا فيما هم فيه، ولما أراد الله هلاكهم أرسل الملائكة لذلك، فمروا بطريقهم على إبراهيم وأخبروه بذلك، فجعل إبراهيم يجادل في إهلاكهم - وكان رحيما حليما - وقال:
{إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ} [العنكبوت: 32]
فجاءت الملائكة على شكل أضياف آدميين ، فخاف لوط عليه السلام لما يعرفه من قومه ، فوقع ماخاف منه ، فجاءه قومه يهرعون إليه يريدون فعل الفاحشة بأضياف لوط، فقال: {يا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} [هود: 78] ، فاشتد الأمر بلوط وقال:
{لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80] ، فلما رآهم جازمين على مرادهم الخبيث قال لقومه: فَاتَّقُوا {اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} [هود: 78]
فأخبر الله نبيه بشأنهم ،وأنه أرسلهم لهلاكهم ، وأمروا لوطا أن يسري بأول الليل بأهله ويلح في السير حتى يخلف ديارهم، وينجو من معرة العذاب، فخرج بهم فما أصبح الصباح حتى خلفوا ديارهم، وقلب الله عليهم ديارهم، فجعل أعلاها أسفلها، وأمطر عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك، وما هي من الظالمين الذين يعملون عملهم ببعيد.
الفائدة من هذه القصة :
- أن فاحشة اللواط من أقبح وأشنع الأفعال ، وهي مذهبه للدين ، تستحسن القبيح ، فيها دلالة على سوء وإنحراف الأخلاق ،عقوبتها شديدة في الدنيا والآخرة ..
-قال لوط: {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} [هود: 78] ؟ أي: فيأمر بمعروف، وينهى عن منكر، ويدفع أهل الشر والبغي، وفيها دلالة الرجل الرشيد هو المسدد بأقواله وأفعاله .
-وفيها الحث على عمل الخير ، والتناصح بالمعروف .

5. قصة عيسى وأمّه وزكريا ويحيى عليهم السلام
كانت زوجة عمران - وهو من أكابر بني إسرائيل ورؤسائهم وذوي المقامات العالية عندهم - نذرت حين ظهر حملها أن تحرر ما في بطنها لبيت المقدس، يكون خادما لبيت الله، مُعَدًّا لعبادة الله، ظنا أن الذي في بطنها ذكر، فلما وضعتها قالت معتذرة إلى الله شاكية إليه الحال:
{رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} [آل عمران: 36] أي أن الذكر الذي له القوة والقدرة على ما يراد منه من القيام بخدمة بيت المقدس، {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36]
فكفلها أعظم الأنبياء وهو زكريا عليه السلام ، وأنبتها ربها نباتاً حسناً ، ولزمت محرابها ، وعبدت ربها
فكان زكريا كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا، قال: أنى لك هذا؟ فإنه ليس لها كافل غير زكريا، قالت:
{هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37]
هنالك دعا زكريا ربه ، أن يرزقه ولدا يرثه علمه ونبوته، ويقوم بعده في بني إسرائيل في تعليمهم وهدايتهم:
{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا} [آل عمران: 39]
فتمت له البشارة من الله، وعرف أنه لا بد أن يكون، فولدت زوجته يحيى، وأنشأه الله نشأة عجيبة، فتعلم وهو صغير، ومهر في العلم وهو صغير، ولهذا قال:
{وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا - وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا - وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا - وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا} [مريم: 12 - 15] .
وأما مريم فإنها انتبذت من أهلها مكانا شرقيا، متجردة لعبادة ربها: {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا} [مريم: 17]
لئلا يشغلها أحد عما هي بصدده؛ فأرسل الله لها الروح الأمين جبريل في صورة بشر سوي من أكمل الرجال وأجملهم، فظنت أنه يريدها بسوء، فقالت:
{إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} [مريم: 18] ، فتوسلت إلى الله سبحانه أن يحفظها ويحرسها ،
فقال لها جبريل:
إنَّمَا {أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا - قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا - قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا} [مريم: 19 - 21]
((فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا - فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} [مريم: 22 - 23]
ولما كانت تعرف ماسيعترضها من قومها ، وماذا سيقال عنها ، حزنت وخافت ، وكانت في ربوة ومكان مرتفع ، فناداها من تحتها ، ( أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا - وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا - فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا -فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا} (مريم 24،25،26 ) ، فهدأت نفسها وذهب روعها ..
فأتت قومها تحمله ،فقالوا ، ( يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا - يا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا - فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ} [مريم: 27 - 29] .
فلما أشارت إليه كما أمرت ، قالوا ،( كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} [مريم: 29]
فتكلم عبد الله ورسوله ، ومعجزته ،({إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا - وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا - وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا - وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} [مريم: 30 - 33]
فانقسم الناس مابين مصدق ، ومكذب ، ومغالي فيه من النصارى .
فأرسله الله سبحانه إلى قومه ، منهم من كفر به ، ومنهم من آمن به وكان من شيعته وأنصاره ، فآراهم العجائب ، والآيات الدالة على نبوته ، من إحياء الموتى ، ويعلمهم مايدخرون في بيوتهم ، وإبراء الأكمة والأبرص ، فتكالب عليه أعداؤه ، وهموا بقتله ، فرفعه الله إليه ، والقى الله شبهه على أحد الحواريين ، فقتلوه وصلبوه ، (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء: 157]
فوائد هذه القصة :
-مشروعية النذر ، والوفاء فيه ، وأنه كان في الأمم السابقة .
-أن المربي والكافل له الأثر الكبير على حياة الكفيل ، دينياً وأخلاقياً ، فبصلاحه يصلح
-فيها إثبات لكرامات أولياء الله ، فمريم اختصموا لكفالتها ، يأتيها رزقها ، رزقها الله عيسى بلا رجل ، وبمعجزاته ،وجعله نبياً .
-وبما أكرم الله به عيسى من حواريين من بعده ،ينشرون دعوته ،وينصرونه .
-ثناء الله سبحانه على مريم ، بالصديقه ، القانته لربها ، المطيعة له .
-ومنها: أن إخبار الله للنبي بهذه القصة وغيرها مفصلة مطابقة للحقيقة من أدلة رسالته وآيات نبوته لقوله:
{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ} [آل عمران

6. قصة نبيّنا محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.
سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أعظم عون على معرفة تفسير كتاب الله، والقرآن إنما كان ينزل تبعا لمناسبات سيرته، وما يقوله للخلق، وجواب ما يقال له، وما يحصل به تحقيق الحق الذي جاء به، وإبطال المذاهب التي جاء لإبطالها، وهذا من حكمة إنزاله مفرقا، كما ذكر الله هذا المعنى بقوله:
{كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْناه ترتيلاً ) الفرقان 32 ،33
فطرة الرسول الكريم ، كانت فطرة سليمه ، رباه ربه وطهر قلبه ، وكمله بأحسن الأخلاق ، ليتهيأ لقول الحق ، والقيام به علماً وعملاً ، وكان عليه الصلاة والسلام قبل البعثة أبغض إليه عبادة الأوثان ، وكل قول وعمل قبيح ، وكان يذهب إلى غار حراء يتعبد ويتحنث فيه ، ويأخذ طعاماً يوزعه على المساكين ، فجبل على فطرة الإسلام الحنيفية الموحدة عليه أفضل السلام .
فلما تم أربعين سنة ، تلقى رسالة عظيمة بواسطة جبريل عليه السلام ، فرأى منظراً هاله وأزعجه ، فأنزل الله عليه ،قال تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]
فجاءه بها جبريل وقال له: اقرأ، فأخبره أنه ليس بقارئ - أي لا يعرف أن يقرأ - كما قال تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى: 7]
فغطه جبريل مرتين أو ثلاثا ليهيئه لتلقي القرآن العظيم، فجاء إلى خديجة ترتعد فرائصه ، زملوني زملوني ،فقالت خديجة رضي الله عنها: أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتقري الضيف، وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق، وهذه شهادة لتربية ربه له ، وتكميله بأجلٓ الأخلاق وأحسنها ، وبهذه السورة بدأت نبوته عليه الصلاة والسلام ، وفتر عنه الوحي مدة .
فأنزل الله عليه:
{يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ - قُمْ فَأَنْذِرْ - وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ - وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ - وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 1 -
5]
فكان في هذا: الأمر له بدعوة الخلق وإنذارهم، فشمر عليه الصلاة والسلام ، وبدأ دعوته ، مع علمه بأنه سيقاوم هذا الأمر القريب والبعيد ، فكذبه قومه ، وقالوا أن محمداً ربه قلاه ، فأنزل الله (وَالضُّحَى - وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى - مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} . الضحى 3.2.1 .
فهذا إعتناء من الله سبحانه لرسوله ،وبشارة له ، بالنصر والتمكين ، وإعلاء لكلمته ، فعليه الصبر والثبات ، إلى أن يتم الله أمره .
وكانت دعوته عليه الصلاة والسلام مع قومه بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن ،
ويدعوهم أفراداً ومتفرقين ،ويدعوهم للقرآن والسماع له ، فصموا آذانهم ، وسبوه ومن أنزله ، وكفروا به ، حتى قالوا عنه سحر يؤثر ، وقالوا كهانه ، وقالوا شعر من قول البشر ،وكانوا يقترحون الآيات بحسب أهوائهم، ويقولون: إن كنت صادقا فأتنا بعذاب الله، أو بما تعدنا، أو أزل عنا جبال مكة، واجعل لنا فيها أنهارا وعيونا .
وأحيانا يقدحون في الرسول قدحا يعترضون فيه على الله، وأنه لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم، ومحمد ليس كذلك، وأنك يا محمد لست بأولى بفضل الله منا، فلأي شيء تفضل علينا بالوحي؟ . . .ونحوه من الأقوال الناشئة عن الحسد، فيجيبهم الله بذكر فضله، وأن فضله يؤتيه من يشاء، وأنه أعلم حيث يجعل رسالته والمحل اللائق بها، فياحلم الله سبحانه عليهم .
ومن مقاماته صلى الله عليه وسلم مع المؤمنين الرأفة العظيمة، والرحمة لهم، والمحبة التامة، والقيام معهم في كل أمورهم، وأنه لهم أرحم وأرأف من آبائهم وأمهاتهم، وأحنى عليهم من كل أحد، كماقال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] .
فاستكمل بعد بعثته نحو عشر سنين، وهو يدعو إلى الله على بصيرة، يدعوهم إلى التوحيد وعبادة الله ، ونفي الشرك .
ثم أُسْرِيَ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ ليريه من آياته، وعرج به إلى فوق السماوات السبع، وفرض الله عليه الصلوات الخمس بأوقاتها وهيئاتها، وجاءه جبريل على أثرها فعلَّمه أوقاتها وكيفيَّاتها، وبعدها انتشر الإسلام في المدينة وما حولها.
وكان المسلمون في مكة في أذى شديد من قريش، فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة أولا إلى الحبشة، ثم لما أسلم كثير من أهل المدينة صارت الهجرة إلى المدينة.
وحين خاف أهل مكة من هذه الحال اجتمع ملؤهم ورؤساؤهم في دار الندوة يريدون القضاء التام على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فاتفق رأيهم أن ينتخبوا من قبائل قريش من كل قبيلة رجلا شجاعا، فيجتمعون ويضربونه بسيوفهم ضربة واحدة ، فأوحى الله لنبيه وأمره بالهجرة ، فطلب من صاحبه أبو بكر الصحبة ، وخرج هو وأبو بكر الى الغار ، فسعوا في طلبه ، واجتمع طالبيه حول الغار ، حتى قال صاحبه لو نظر أحدهم إلى قدميه لأبصرنا ، فقال له الرسول الكريم :ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟وأنزل الله تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40
فهاجر إلى المدينة واستقر بها، وأذن له في القتال بعدما كان قبل الهجرة ممنوعاً ،ولما كانت السنة الثانية فرض الله على العباد الزكاة والصيام .
وفي السنة الثانية أيضا كانت وقعة بدر، وسببها أن عيرا لقريش تحمل تجارة عظيمة من الشام، خرج النبي صلى الله عليه وسلم بمن خف من أصحابه لطلبها، فخرجت قريش لحمايتها، وتوافوا في بدر على غير ميعاد، فالعير نجت والنفير التقوا مع الرسول وأصحابه، وكانوا ألفا كاملي العدد والخيل، والمسلمون ثلاثمائة وبضعة عشر على سبعين بعيرا يعتقبونها، فهزم الله المشركين هزيمة عظيمة، قتلت سرواتهم وصناديدهم، وأُسر من أُسر منهم ، وذكر تفصيل هذه الغزوة بسورة الأنفال .
ثم في السنة الثالثة كانت غزوة أحد، غزا المشركون وجيشوا الجيوش على المسلمين حتى وصلوا إلى أطراف المدينة، وخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه وعبأهم ورتبهم، والتقوا في أُحد عند الجبل المعروف شمالي المدينة، وكانت الدائرة في أول الأمر على المشركين، ثم لما ترك الرماة مركزهم الذي رتبهم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهم: لا تبرحوا عنه، ظهَرنا أو غُلبنا، وجاءت الخيل مع تلك الثغرة وكان ما كان، حصل على المسلمين في أُحد مقتلة أكرمهم الله بالشهادة في سبيله، وذكر الله تفصيل هذه الغزوة في سورة آل عمران .
ثم في السنة الرابعة تواعد المسلمون والمشركون فيها - في بدر - فجاء المسلمون لذلك الموعد، وتخلف المشركون معتذرين أن السنة مجدبة، فكتبها الله غزوة للمسلمين:
{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: 174 .
وفي السنة الخامسة كانت غزوة الخندق، اتفق أهل الحجاز وأهل نجد، وظاهرهم بنو قريظة من اليهود على غزو النبي صلى الله عليه وسلم، وجمعوا ما يقدرون عليه من الجنود، فاجتمع نحو عشرة آلاف مقاتل وقصدوا المدينة، ولما سمع بهم النبي الكريم ، خندق على المدينة ، وخرج المسلمون حول الخندق ، وحاصروهم المشركون عدة أيام ، وكان سبب لعدم وصول المشركين إليهم ، وإنخذالهم ، فرجعوا خائبين ،مهزومين ، بنصر الله سبحانه للمسلمين .
بعدها تفرغ النبي صلى الله عليه وسلم لبني قريظة الذين ظاهروا المشركين بقولهم وتشجيعهم على قصد المدينة، ومظاهرتهم الفعلية ونقضهم ما كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم فحاصرهم، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ فحكم أن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم، وفي هذه الغزوة أنزل الله صدر سور الأحزاب من قوله:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَم تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9] .
ثم في سنة ست من الهجرة اعتمر صلى الله عليه وسلم وأصحابه عمرة الحديبية، وكان البيت لا يُصدُّ عنه أحد، فعزم المشركون على صد النبي صلى الله عليه وسلم عنه، ولما بلغ الحديبية ورأى المشركين قد أخذتهم الحمية الجاهلية جازمين على القتال دخل معهم في صلح لحقن الدماء في بيت الله الحرام .
وصار الصلح على أن يرجع النبي صلى الله عليه وسلم عامه هذا ولا يدخل البيت،ويكون القضاء من العام المقبل، وتضع الحرب أوزارها بينهم عشر سنين؛ فكره جمهور المسلمين هذا الصلح حين توهموا أن فيه غضاضة على المسلمين، ولم يطلعوا على ما فيه من المصالح الكثيرة، فرجع صلى الله عليه وسلم عامه ذلك، وقضى هذه العمرة في عام سبع من الهجرة، فأنزل الله في هذه القضية سورة الفتح بأكملها: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1]
فكان هذا الفتح فرصة للمسلمين ، وشاهدوا فيه الخير والصلاح ،بالدعوة إلى الله ونشر دينه .
أما قبيلة بني النضير من اليهود فإنها قبل ذلك حين هموا بالفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا على جانب المدينة غزاهم صلى الله عليه وسلم واحتموا بحصونهم، ووعدهم المنافقون حلفاؤهم بنصرتهم، فألقى الله الرعب في قلوبهم، وأنزلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يجلوا عن ديارهم ولهم ما حملت إبلهم، ويدعوا الأرض والعقار وما لم تحمله الإبل للمسلمين؛ فأنزل الله في هذه القضية أول سورة الحشر: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْر ..) .
وفي السنة الثامنة للهجرة ، نقضت قريش العهد الذي بينها وبين المسلمين ، فأعد النبي العدة بعشرة الآف مقاتل ، فدخلها فاتحاً لها ، ثم تممها بغزو حنين على هوازن وثقيف، فتم بذلك نصر الله لرسوله وللمسلمين، وأنزل الله في ذلك أول سورة التوبة.
وفي العام التاسع من الهجرة ، كانت غزوة تبوك ، مكث النبي الكريم مايقارب عشرين يوماً ، لم يحصل قتال فرجع إلى المدينة ، وذكر فيها قرآن يتلى في سورة التوبة .
وفي سنة تسع من الهجرة أو سنة عشر فرض الله الحج على المسلمين، وكان أبو بكر حج بالناس سنة تسع، ونبذ إلى المشركين عهودهم، وأتم عهود الذين لم ينقضوا، ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين سنة عشر واستوعب المسلمين معه، وأعلمهم بمناسك الحج والعمرة بقوله وفعله، وأنزل الله الآيات التي في الحج وأحكامه، وأنزل الله يوم عرفة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]).
الفوائد منها :
-إن دراسة السيرة النبوية ،غذاء للقلب ، وسكن للنفس ، وقرة عين
- دراستها جزء من دين الله ، وهي عبادة يتقرب بها العبد لربه
-دراستها شحذ للهمم ، ومواصلة دراستها والعناية بها
-في دراسة سيرته ، عون على فهم كتاب الله ، لأن حياته تطبيق وعمل لكتاب الله ،قولاً وعملاً -
-معرفة سيرته العطرة ، ومعرفة آخباره ، تعد تعميقاً لحبه ، قال عليه الصلاة والسلام :( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) متفق عليه .
-فيها فهم للدين والعقيدة ، عبادة وفقهاً وخلقاً .
- معرفة سيرته عليه السلام من بعثه إلى وفاته
- معرفة مالقيه عليه الصلاة والسلام ،في سبيل الدعوة إلى الله
- نتعلم من سيرته الصبر على الأذى ، والثبات في سبيل الدعوة
- معرفة كيفية الدعوة على بصيرة ، وكيف يكون الجدال بالتي هي أحسن
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ أختي الفاضلة.
وحاولي التلخيص بطريقة استخلاص المسائل فهي تنظم لكِ المعلومة بشكل أفضل ولعل دورة تلخيص الدروس العلمية توضح لكِ ذلك بشكل أكثر.
التقويم : أ+
وفقكِ الله وسددكِ.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 محرم 1438هـ/28-10-2016م, 03:25 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

المجموعة الرابعة:
لخّص مسائل الموضوعات التالية وبيّن فوائد دراستها:
1.
أحكام الطلاق والعدد والإيلاء والظهار.
-الأحوال التي يصح فيها الطلاق .
- عدة المطلقة الحامل والآيسة والصغيرة .
-حكم المراجعة في الطلاق المشروع .
-ما يتمكن به العبد من الرجعة .
-متى تحل له لو طلق الطلقة الثالثة .
-الأوجه التي يتم فيها الطلاق بعوض .
-متى يباح الفداء عند الطلاق .
-بم يكون العوض .
-مالا يحل للولي فعله عند رغبة الزوجين في المراجعة.
-شروط الرجعة .
- الفائدة من قوله : ( إن ظنا أن يقيما حدود الله ) .
-الغاية والقصد من بيان أحكام الطلاق والرجعة.
-شرط الإمساك أو التسريح .
- أحوال عدة المفارقة بطلاق أو موت .
-أحوال ثبوت العدة .
-مفهوم قوله تعالى : ( والذين يتوفون منكم ) .
-ما يؤخذ من عموم قوله تعالى : ( والذين يتوفون منكم ) .
-أنواع المعتدة .
-حقوق المطلقة .
- الفرق بين حقوق المفارقة والمطلقة طلاقا رجعيا .
-دلالة قوله تعالى : ( ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن ) .
- دلالة توعدها الله بالكتمان .
-دلالة قوله : ( إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتهن ) .
-حكم تعليق عتق المملوكة للغير .
- حكم متعة الزوجة المطلقة والغير مدخول بها .
-ما حث عليه في قوله تعالى : ( ولا تنسوا الفضل بينكم ) .
- بيان كيفية التسريح بالمعروف .
-الحكمة من المتعة بالمعروف للمطلقة.
- السبب في تسمية الله لهذه الأحكام بآيات
-المراد بالإيلاء .
- المراد بالظهار .
الفرق بين الإيلاء والظهار .
-الأمور المترتبة على الإيلاء وكفارته .
- الأمور المترتبة على الظهار وكفارته .
-المراد باللعان .
-صيغة الملاعنة.
- حد القاذف لزوجته إن لم تعترف بفعلتها .
-ما يدرأ العذاب عن الزوجة .
-ما يترتب على الملاعنة .
-الحكمة من تخصيص الزوج بسقوط حد القذف .
- حكم القاذف بالزنا إن كان من غير الزنا .
فائدة دراستها :
-أن يعلمها العبد ويعمل بها ، ويقف عندها ولايتجاوزها .
- أن يعرف نعمة الله عليه بتبينه الأحكام فيشكره .

2.
قصة نوح عليه السلام
المسائل :
- حال الناس قبل بعثة نوح عليه السلام .
- السبب في ارسال نوح عليه السلام .
- الأمر الذي بدأ به نوح عليه السلام .
- موقف قومه من دعوته .
- موقف نوح عليه السلام من رفض قومه .
- ما فعله نوح بعد أن رأى أن التذكير لا ينفع معهم .
- أمر الله لنوح .
- موقف قوم نوح من صنعه السفينة .
- رد نوح عليه السلام من سخرية قومه .
- وحي الله لنوح والعلامة التي أرشده أياها .
- ما أمره الله بحمله في السفينة .
- وصف الطوفان .
- موقف نوح عليه السلام مع ابنه .
- موقف ابنه من مناداته .
- المقصود الأعظم من إهلاك الله للكفار .
- متى أمر الله بتوقف الطوفان ؟
- معنى غيض الماء .
- مكان استواء السفينة .
- دلالة استواء السفينة على الجبل .
- حال ابن نوح عليه السلام مع الطوفان .
- تضرع نوح عليه السلام لربه وطلبه.
- المراد بقوله : ( إنه ليس من أهلك ) .
- نوع دعاء نوح عليه السلام عن ابنه .
- الواجب في الحامل للدعاء.
- أسماء أولاد نوح عليه السلام .
- مكانة نوح عليه السلام بين الرسل .
- الفوائد من القصة .
- آداب الدعوة .
-الشبه التي يطلقها أعداء الرسل .
-دلالة انكار الرسل .
-الحكمة في كون الرسل من البشر .
-طرق معرفة الحقوأدلته .
-المراد بأرذل الأراذل .
- مسألة التألي على النيات .
-حكم الدعاء بالبركة عند نزول المنازل العارضة .
-من الأسباب لكثرة الأرزاق .
-خصوصيةالنجاة والعقوبة في الدنيا .
3.
قصة صالح عليه السلام
- من هي ثمود ؟
- سكن ثمود .
- النعم التي كانت عليها ثمود .
- السبب في ارسال الله لهم صالح .
- مرجع نسب النبي صالح .
- دعوة النبي صالح قومه.
- اعتراف قوم صالح بأخلاق نبيهم .
- آية صدق رسالة صالح .
- مافعله التسعة رهط وردهم .
- سبب رد الرهط للحق .
- اتفاقهم على عقر الناقة.
- الذي عقر الناقة .
- التنبيه بالعقوبة قبل وقوعها .
- نوع العقوبة التي جاءتهم .
- مكر الله بهم بعد مكرهم .
- فوائد تتعلق بالقصة .
- السبب في أن من كذب أحد الأنبياء فكأنما كذبهم كلهم .
- السبب في أن عقوبة الله تكون للمتناهي في الطغيان .
- أكبر موانع قبول الحق .
4.
قصة داوود وسليمان عليهما السلام
- مكانة النبي داود بين بني إسرائيل .
-مكان النبي داود عليه السلام بين قومه.
-سبب اختيار الله داود .
-نتيجة الإنقياد والصبر على طالوت .
-الأمور التي أتاه الله داود .
-قصة داود مع الرجلين والنعجة.
-معنى عزني في الخطاب .
-اختبار الله لداود وتوبته .
-عاقبة التوبة والرجوع إلى الله .
- ما أعطاه الله للنبي سليمان .
-ما سخره الله لسليمان .
-قصة سليمان عليه السلام مع النمل .
- فهم سليمان عليه السلام لغة النمل .
- سبب تبسم سليمان .
-قصة سليمان مع الهدد .
-السبب في تفقد سليمان للهدد .
- دلالة تفقد سليمان للهدد .
-سبب توعد سليمان للهدد .
-ما أتى به الهدد من معلومات .
-ما أنكر الهدد على ما رآهم .
-دلالة عبودية الحيوانات .
-ما فعل الهدد بالكتاب .
-ردة فعل الملكة من الكتاب الذي ألقي إليها .
-معنى أفتوني .
-المراد بقولهم : فانظري ماذا تأمرين .
-الغرض من ارسال الهدية لسليمان.
-غرض غالبية الملوك من الدنيا .
- نوع الناس الذي أرسلتهم الملكة لسليمان .
-ردة فعل سليمان من الهدية .
-غرض سليمان عليه السلام في سبأ .
-وصية سليمان للرسل .
-السبب في طلب سليمان لعرش بلقيس .
-مكان سليمان والمسافة بينه وبين سبأ .
-المراد بالذي عنده علم الكتاب .
-مافعله سليمان عند رؤية ملك ملكة سبأ عنده .
-القائل في قوله تعالى : ( وأتينا العلم من قبلها ) .
-معنى مسلمين .
-السبب الذي صد ملكة سبأ عن الحق .
-المراد بالقوارير .
-السبب في سهولة رؤية الصرح .
- السبب في كشف ملكة سبأ ساقيها .
-الرد على من زعم أن ملك سليمان كان على السحر .
-تبرئة القرآن للنبي سليمان .
-ماهية بلاء الله لسليمان .
-المراد بالجسد الذي ألقي إلى سليمان .
-السبب في ابتلاء الله لسليمان .
-ما فعله سليمان حين شعر بخطأه .
-ما أثنى الله به سليمان وداود .
- ما خص به سليمان .
-فهم النبي سليمان في قصة الغنم .
-حكم النبي سليمان مع المرأتين في الذئب الذي أكل أحد الابنين.
-سبب ادعاء المرأة الكبرى الابن لها .
-العامل المهم في استخراج الصواب .
-الفوائد من قصة داود وسليمان .
-فائدة قص الله القصص لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
-الوصفين الذين مدحهما الله في أيوب .
- لوازم قوة البدن والقلب .
-النعم التي أكرم الله به داود وسليمان .
-ما يعد سليمان بالنسبة لداود عليه السلام .
-خصوصية تسخير الشياطين للنبي سليمان دون غيره .
-واجبات الملك تجاه الرؤساء والأمراء .

5.
قصة ذي القرنين
من هو ذي القرنين؟
-ما أعطاه الله ذو القرنين .
-المراد بذكرا .
-الأسباب التي عمل بها .
-الأمران اللذان حصل عليها وأتمها .
-متعلق الستر.
-مقصد قوله تعالى : (وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا).
المراد بالسدين .
-المراد بقوله ( بين السدين ) .
- التعريف بيأجوج ومأجوج .
-المساعدة التي طلبها منهم ذو القرنين .
-المراد بالردم .
سبب في لفظة الردم ولم يقل سدا .
- المراد بقوله : ( آتوني ) .
- معنى زبر الحديد .
- المراد بالصدفين .
- المراد بالقطر .
- الطريقة التي قام بها لاستعمال النحاس .
- المراد بقوله ( يظهروه ) .
- المراد برحمة الله .
- آثار رحمة الله .
- مدة نفع العمل الذي قام به ذو القرنين .
- ما يحصل إن انتهت المدة .
- المراد بالحدب .
- معنى ينسلون .
- ما تشمله لفظة ( كل حدب ) .
- السبب في نص الله للمرتفعات .
- مصدر معرفة أوصاف يأجوج ومأجوج .
-

6.
قصة نبيّنا محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.
-فائدة دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم .
-مناسبة نزول سور وآيات القرآن الكريم .
-مقامات النبي محمد صلى الله عليه وسلم في إنزل القرآن عليه .
- متى أرسل الله له جبريل ؟
-نوع الرؤى التي كان يراها صلى الله عليه وسلم .
-أول ما نزل عليه صلى الله عليه وسلم .
-الأمور التي حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم لتهيئته للقرآن .-تفسير قوله تعالى : (ووجدك ضالا فهدى ).
-مظاهر مواساة خديخة للنبي صلى الله عليه وسلم .
-الآية التي فيها الأمر بدعوة الخلق .
-الأمور التي لقيه في الدعوة .
-مافي قوله تعالى : ( والضحى . ماودعك ربك وما قلا . وللآخرة خير لك من الأولى ) .
-أعظم مقامات الدعوة .
-السبب في جعل الله الأكنة على قلوب الكافرين .
-مقامات النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع المكذبين .
-الأدلة والبراهين على رسالة النبي صلى الله عليه وسلم.
-السبب في سعي الكفار في كف النبي في عيب آلهتهم .
-رد القرآن على طلب الكفار للآيات .
-مقاماته صلى الله عليه وسلم مع المؤمنين .
-مدة استمرار دعوته إلى التوحيد منذ بعث .
-الأمور التي دعا إليها صلى الله عليه وسلم وحذر منها .
-بسبب الإسراء والعراج وما فرض فيها .
-متى فرضت الصلاة .
-السبب في الهجرة إلى الحبشة .
-السبب في اجتماع رؤساء قريش في دار الندوة .
- السبب في إرادة الكفار قتل النبي صلى الله عليه وسلم .
-حال اليهود مع دعوته صلى الله عليه وسلم .
-هروب النبي صلى الله عليه وسلم مع صاحبه في الغار .
- السبب في الهجرة إلى المدينة .
-متى أذن بالقتال ؟
-فرض الزكاة والصيام .
-السنة التي كانت وقعة بدر .
-سبب وقعة بدر .
-عدد المسلمين والكفار في وقعة بدر .
نتائج غزة بدر .
-السنة التي وقت فيها غزوة أحد .
-مكان غزوة أحد .
- سبب غزوة أحد .
- ماحصل في السنة الرابعة من الهجرة .
-السنة التي حصلت فيها غزوة الخندق .
- سبب غزوة الخندق .
- نتائج غزوة الخندق .
- السنة التي وقعت فيها عمرة الحديبية .
-السنة التي حصل فيها صلح الحديبية .
- أهم بنود صلح الحديبية .
-نتائج صلح الحديبية وفوائدها .
سبب غزو مكة .
السنة التي وقع فيها غزو مكة .
- وقت غزوة حنين .
- نتيجة غزوة حنين .
- السنة التي وقعت فيها غزوة تبوك .
- النفر الذين تخلفوا عن غزوة تبوك .
- الزمن الذي مكثوا فيها في تبوك دون قتال.
- ما أنزل الله عن غزوة تبوك من الآيات .
- وقت فرضية الحج .
- متى حج أبو بكر .
- ما فعله أبو بكر وقت حجه .
- متى حج النبي صلى الله عليه وسلم .
- - ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين عن الحج .
- الآ يات التي أنزلها الله في الحج .


فوائد دراسة قصص الأنبياء :
- في قصصهم تقرير الإيمان ، وتوحيد الله ، وإخلاص العمل له .
- بيان حسن التوحيد ووجوبه .
- بيان قبح الشرك ، وأنه سبب الهلاك في الدنيا والآخرة .
- في قصصهم عبرة يقتدي بها المؤمنين في جميع مقمات الدين : مقام العبودية ، والتوحيد ، وفي مقامات الدعوة والصبر والثبات عند جميع النوائب .
- - فيها الفوائد الفقهية والأحكام الشرعية والأسرار الحكمية .
- فيها من الوعظ والتذكير والترغيب والترهيب ، والفرج بعد الشدة ، وتيسير الأمور بعد تعسرها ،وحسن العواقب المشاهدة في هذه الدار .
- فيه سرور للعبادين ، وسلوة للمحزونين .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 صفر 1438هـ/1-11-2016م, 05:15 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

بارك الله فيكِ أختنا هيا ونفع بكِ
مجهود رائع تحمدين عليه ، لكن هذا استخلاص للمسائل فقط ، وبقي تلخيص ما ورد تحت كل مسألة.
ويمكنِ تحديد عناصر رئيسة للتلخيص تفصلين تحتها المسائل
مثلا بالنسبة لقصة خاتم المرسلين يمكن جمع هذه المسائل تحت عناصر رئيسية مثل :
1: نشأته وولادته صلى الله عليه وسلم :
2: بعثته صلى الله عليه وسلم :
3: أذية المشركين له :

غزواته :
معجزاته :

وهكذا ...
وتحت كل عنصر تضعين ما يناسبه من المسائل التي استخلصتيها ، ثم تحت كل مسألة تلخيص ما ورد فيها.

التقويم : ج.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir