دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > مقدمات المحدثين > مقدمة صحيح ابن حبان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 ربيع الثاني 1432هـ/12-03-2011م, 03:34 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي شرط ابن حبان في هذا الصحيح

قال أبو حاتم محمد بن حبان البستيُّ (ت: 354هـ) : ( شرط ابن حبان في هذا الصحيح
وأما شرطنا في نقله ما أودعناه كتابنا هذا من السنن؛ فإنا لم نحتج فيه إلا بحديث اجتمع في كل شيخ من رواته خمسة أشياء:
الأول العدالة في الدين بالستر الجميل.
والثاني الصدق في الحديث بالشهرة فيه.
والثالث العقل بما يحدث من الحديث.
والرابع العلم بما يحيل من معاني ما يروي.
والخامس المتعري خبره عن التدليس.
فكل من اجتمع فيه هذه الخصال الخمس احتججنا بحديثه، وبنينا الكتاب على روايته، وكل من تعرى عن خصلة من هذه الخصال الخمس لم نحتج به.
والعدالة في الإنسان: هو أن يكون أكثر أحواله طاعة الله، لأنا متى ما لم نجعل العدل إلا من لم يوجد منه معصية بحال؛ أدانا ذلك إلى أن ليس في الدنيا عدل؛ إذ الناس لا تخلو أحوالهم من ورود خلل الشيطان فيها، بل العدل من كان ظاهر أحواله طاعة الله والذي يخالف العدل من كان أكثر أحواله معصية الله.
وقد يكون العدل الذي يشهد له جيرانه وعدول بلده به، وهو غير صادق فيما يروي من الحديث لن هذا شيء ليس يعرفه إلا من صناعته الحديث، وليس كل معدل يعرف صناعة الحديث حتى يعدل العدل على الحقيقة في الرواية والدين معا.
والعقل بما يحدث من الحديث: هو أن يعقل من اللغة بمقدار ما لا يزيل معاني الأخبار عن سننها، ويعقل من صناعة الحديث ما لا يسند موقوفا أو يرفع مرسلا أو يصحف اسما.
والعلم بما يحيل من معاني ما يروي: هو أن يعلم من الفقه بمقدار ما إذا أدى خبرا، أو رواه من حفظه، أو اختصره لم يحله عن معناه الذي أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معنى آخر.
والمتعري خبره عن التدليس: هو أن يكون الخبر عن مثل من وصفنا نعته بهذه الخصال الخمس، فيرويه عن مثله سماعا حتى ينتهى ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ من إسبيجاب إلى الإسكندرية، ولم نرو في كتابنا هذا إلا عن مائة وخمسين شيخا أقل أو أكثر، ولعل معول كتابنا هذا يكون على نحو من عشرين شيخا ممن أردنا السنن عليهم واقتنعنا برواياتهم عن رواية غيرهم على الشرائط التي وصفناها.
وربما أروي في هذا الكتاب واحتج بمشايخ قد قدح فيهم بعض أئمتنا؛ مثل سماك بن حرب، وداود بن أبي هند، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وحماد بن سلمة، وأبي بكر بن عياش وأضرابهم ممن تنكب عن رواياتهم بعض أئمتنا، واحتج بهم البعض، فمن صح عندي منهم بالبراهين الواضحة وصحة الاعتبار على سبيل الدين أنه ثقة؛ احتججت به ولم أعرج على قول من قدح فيه، ومن صح عندي بالدلائل النيرة والاعتبار الواضح على سبيل الدين أنه غير عدل؛ لم أحتج به وإن وثقه بعض أئمتنا، وإني سأمثل واحدا منهم وأتكلم عليه ليستدرك به المرء من هو مثله.
كأنا جئنا إلى حماد بن سلمة فمثلناه؛ وقلنا لمن ذب عمن ترك حديثه لم استحق حماد بن سلمة ترك حديثه وكان رحمة الله عليه ممن رحل وكتب وجمع وصنف وحفظ وذاكر ولزم الدين والورع الخفي والعبادة الدائمة والصلابة في السنة والطبق على أهل البدع، ولم يشك عوام أهل البصرة لأنه كان مستجاب الدعوة، ولم يكن بالبصرة في زمانه أحد ممن نسب إلى العلم يعد من البدلاء غيره، فمن اجتمع فيه هذه الخصال لم استحق مجانبة روايته؟
فإن قال: لمخالفته الأقران فيما روى في الأحايين، يقال له: وهل في الدنيا محدث ثقة لم يخالف الأقران في بعض ما روى، فإن استحق إنسان مجانبة جميع ما روى بمخالفته الأقران في بعض ما يروي؛ لاستحق كل محدث من الأئمة المرضيين أن يترك حديثه لمخالفتهم أقرانهم في بعض ما رووا.
فإن قال: كان حماد يخطئ، يقال له: وفي الدنيا أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرى من الخطأ، ولو جاز ترك حديث من أخطأ لجاز ترك حديث الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المحدثين لأنهم لم يكونوا بمعصومين.
فإن قال: حماد قد كثر خطؤه، يقال له: إن الكثرة اسم يشتمل على معان شتى، ولا يستحق الإنسان ترك روايته حتى يكون منه من الخطأ ما يغلب صوابه، فإذا فحش ذلك منه وغلب على صوابه استحق مجانبة روايته، وأما من كثر خطؤه ولم يغلب على صوابه فهو مقبول الرواية فيما لم يخطئ فيه واستحق مجانبة ما أخطأ فيه فقط؛ مثل شريك وهشيم وأبي بكر بن عياش وأضرابهم كانوا يخطئون فيكثرون فروى عنهم واحتج بهم في كتابه وحماد واحد من هؤلاء.
فإن قال: كان حماد يدلس، يقال له: فإن قتادة وأبا إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير وابن جريج والأعمش والثوري وهشيما كانوا يدلسون واحتججت بروايتهم، فإن أوجب تدليس حماد في روايته ترك حديثه أوجب تدليس هؤلاء الأئمة ترك حديثهم.
فإن قال: يروي عن جماعة حديثا واحدا بلفظ واحد من غير أن يميز بين ألفاظهم، يقال له: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون يؤدون الأخبار على المعاني بألفاظ متباينة، وكذلك كان حماد يفعل كان يسمع الحديث عن أيوب وهشام وابن عون ويونس وخالد وقتادة عن ابن سيرين فيتحرى المعنى ويجمع في اللفظ، فإن أوجب ذلك منه ترك حديثه أوجب ذلك ترك حديث سعيد بن المسيب والحسن وعطاء وأمثالهم من التابعين؛ لأنهم كانوا يفعلون ذلك، بل الإنصاف في النقلة في الأخبار استعمال الاعتبار فيما رووا.
وإني أمثل للاعتبار مثالا يستدرك به ما وراءه:
كأنا جئنا إلى حماد بن سلمة فرأيناه روى خبرا عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛
لم نجد ذلك الخبر عند غيره من أصحاب أيوب؛ فالذي يلزمنا فيه التوقف عن جرحه والاعتبار بما روى غيره من أقرانه، فيجب أن نبدأ فننظر هذا الخبر هل رواه أصحاب حماد عنه أو رجل واحد منهم وحده؛ فإن وجد أصحابه قد رووه علم أن هذا قد حدث به حماد وإن وجد ذلك من رواية ضعيف عنه ألزق ذلك بذلك الراوي دونه.
فمتى صح أنه روى عن أيوب ما لم يتابع عليه؛ يجب أن يتوقف فيه ولا يلزق به الوهن، بل ينظر هل روى أحد هذا الخبر من الثقات عن ابن سيرين غير أيوب؛ فإن وجد ذلك علم أن الخبر له أصل يرجع إليه؛ وإن لم يوجد ما وصفنا؛ نظر حينئذ هل روى أحد هذا الخبر عن أبي هريرة غير ابن سيرين من الثقات؛ فإن وجد ذلك علم أن الخبر له أصل؛ وإن يوجد ما قلنا نظر هل روى أحد هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم غير أبي هريرة؛ فإن وجد ذلك صح أن الخبر له أصل، ومتى عدم ذلك والخبر في نفسه يخالف الأصول الثلاثة؛ علم أن الخبر موضوع لا شك فيه وأن ناقله الذي تفرد به هو الذي وضعه؛ هذا حكم الاعتبار بين النقلة في الروايات.
وقد اعتبرنا حديث شيخ شيخ على ما وصفنا من الاعتبار على سبيل الدين؛ فمن صح عندنا منهم أنه عدل احتججنا به، وقبلنا ما رواه وأدخلناه في كتابنا هذا، ومن صح عندنا أنه غير عدل بالاعتبار الذي وصفناه؛ لم نحتج به وأدخلناه في كتاب المجروحين من المحدثين بأحد أسباب الجرح؛ لن الجرح في المجروحين على عشرين نوعا، ذكرناها بفصولها في أول كتاب المجروحين بما أرجو الغنية فيها للمتأمل إذا تأملها فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب.
وأما الأخبار فإنها كلها أخبار آحاد؛ لأنه ليس يوجد عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر من رواية عدلين روى أحدهما عن عدلين، وكل واحد منهما عن عدلين حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما استحال هذا وبطل؛ ثبت أن الأخبار كلها أخبار الآحاد وأن من تنكب عن قبول إخبار الآحاد فقد عمد إلى ترك السنن كلها؛ لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد.
وأما قبول الرفع في الأخبار فإنا نقبل ذلك عن كل شيخ اجتمع فيه الخصال الخمس التي ذكرتها، فإن أرسل عدل خبرا وأسنده عدل آخر قبلنا خبر من أسند؛ لأنه أتى بزيادة حفظها ما لم يحفظ غيره ممن هو مثله في الإتقان، فإن أرسله عدلان وأسنده عدلان قبلت رواية العدلين اللذين أسنداه على الشرط الأول، وهكذا الحكم فيه كثر العدد فيه أو قل، فإن أرسله خمسة من العدول وأسنده عدلان نظرت حينئذ إلى من فوقه بالاعتبار وحكمت لمن يجب.
وكأنا جئنا إلى خبر رواه نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، اتفق مالك وعبيد الله بن عمر ويحيى بن سعيد وعبد الله بن عون وأيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر ورفعوه، وأرسله أيوب بن موسى وإسماعيل بن أمية وهؤلاء كلهم ثقات، أو أسند هذان وأرسل أولئك، اعتبرت فوق نافع هل روى هذا الخبر عن ابن عمر أحد من الثقات غير نافع مرفوعا أو من فوقه على حسب ما وصفنا؛ فإذا وجد ما قلنا قبلنا خبر من أتى بالزيادة في روايته على حسب ما وصفنا، وفي الجملة يجب أن يعتبر العدالة في نقلة الأخبار فإذا صحت العدالة في واحد منهم قبل منه ما روى من المسند وإن أوقفه غيره، والمرفوع وإن أرسله غيره من الثقات؛ إذ العدالة لا توجب غيره فيكون الإرسال والرفع عن ثقتين مقبولين والمسند والموقوف عن عدلين يقبلان على الشرط الذي وصفناه.
وأما زيادة الألفاظ في الروايات فإنا لا نقبل شيئا منها إلا عن من كان الغالب عليه الفقه حتى يعلم أنه كان يروي الشيء ويعلمه حتى لا يشك فيه أنه أزاله عن سننه أو غيره عن معناه، أم لا لأن أصحاب الحديث الغالب عليهم حفظ الأسامي والأسانيد دون المتون، والفقهاء الغالب عليهم حفظ المتون وأحكامها وأداؤها بالمعنى دون حفظ الأسانيد وأسماء المحدثين، فإذا رفع محدث خبرا وكان الغالب عليه الفقه لم أقبل رفعه إلا من كتابه؛ لأنه لا يعلم المسند من المرسل ولا الموقوف من المنقطع وإنما همته إحكام المتن فقط، وكذلك لا أقبل عن صاحب حديث حافظ متقن أتى بزيادة لفظة في الخبر؛ لأن الغالب عليه إحكام الإسناد وحفظ الأسامي والإغضاء عن المتون وما فيها من الألفاظ إلا من كتابه هذا هو الاحتياط في قبول الزيادات في الألفاظ.
وأما المنتحلون المذاهب من الرواة مثل الإرجاء والترفض وما أشبههما فإنا نحتج بأخبارهم إذا كانوا ثقات على الشرط الذي وصفناه، ونكل مذاهبهم وما تقلدوه فيما بينهم وبين خالقهم إلى الله جل وعلا إلا أن يكونوا دعاة إلى ما انتحلوا، فإن الداعي إلى مذهبه والذاب عنه حتى يصيرا إماما فيه وإن كان ثقة، ثم روينا عنه جعلنا للأتباع لمذهبه طريقا وسوغنا للمتعلم الاعتماد عليه وعلى قوله؛ فالاحتياط ترك رواية الأئمة الدعاة منهم والاحتجاج بالثقات الرواة منهم على حسب ما وصفنا، ولو عمدنا إلى ترك حديث الأعمش وأبي إسحاق وعبد الملك بن عمير وأضرابهم لما انتحلوا، وإلى قتادة وسعيد بن أبي عروبة وابن أبي ذئب وأشباههم لما تقلدوا، وإلى عمر بن ذر وإبراهيم التيمي، ومسعر بن كدام وأقرانهم لما اختاروا، فتركنا حدثهم لمذاهبهم لكان ذلك ذريعة إلى ترك السنن كلها حتى لا يحصل في أيدينا من السنن إلا الشيء اليسير، وإذا استعملنا ما وصفنا أعنا على دحض السنن وطمسها بل الاحتياط في قبول رواياتهم الأصل الذي وصفناه دون رفض ما رووه جملة.
وأما المختلطون في أواخر أعمارهم مثل: الجريري وسعيد بن أبي عروبة وأشباههما؛ فإنا نروي عنهم في كتابنا هذا ونحتج بما رووا إلا أنا لا نعتمد من حديثهم إلا على ما روى عنهم الثقات من القدماء؛ الذين نعلم أنهم سمعوا منهم قبل اختلاطهم، أو ما وافقوا الثقات في الروايات التي لا نشك في صحتها وثبوتها من جهة أخرى؛ لأن حكمهم وإن اختلطوا في أواخر أعمارهم وحمل عنهم في اختلاطهم بعد تقدم عدالتهم؛ حكم الثقة إذا أخطأ أن الواجب ترك خطئه إذا علم والاحتجاج بما نعلم أنه لم يخطئ فيه، وكذلك حكم هؤلاء الاحتجاج بهم فيما وافقوا الثقات وما انفردوا مما روى عنهم القدماء من الثقات الذين كان سماعهم منهم قبل الاختلاط سواء.
وأما المدلسون: الذين هم ثقات وعدول فإنا لا نحتج بأخبارهم إلا ما بينوا السماع فيما رووا؛ مثل الثوري، والأعمش، وأبي إسحاق وأضرابهم من الأئمة المتقين وأهل الورع في الدين، لأنا متى قبلنا خبر مدلس لم يبين السماع فيه وإن كان ثقة لزمنا قبول المقاطيع والمراسيل كلها؛ لأنه لا يدرى لعل هذا المدلس دلس هذا الخبر عن ضعيف يهي الخبر بذكره إذا عرف؛ اللهم إلا أن يكون المدلس يعلم أنه ما دلس قط إلا عن ثقة فإذا كان كذلك قبلت روايته وإن لم يبين السماع؛ وهذا ليس في الدنيا إلا سفيان بن عيينة وحده؛ فإنه كان يدلس ولا يدلس إلا عن ثقة متقن ولا يكاد يوجد لسفيان بن عيينة خبر دلس فيه إلا وجد الخبر بعينه قد بين سماعه عن ثقة مثل نفسه، والحكم في قبول روايته لهذه العلة وإن لم يبين السماع فيها كالحكم في رواية ابن عباس إذا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يسمع منه.
وإنما قبلنا أخبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رووها عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يبينوا السماع في كل ما رووا، وبيقين نعلم أن أحدهم ربما سمع الخبر عن صحابي آخر ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر ذلك الذي سمعه منه؛ لأنهم رضي الله عنهم أجمعين وقد فعل كلهم أئمة سادة قادة عدول نزه الله عز وجل أقدار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يلزق بهم الوهن وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ((ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب)) أعظم الدليل على أن الصحابة كلهم عدول ليس فيهم مجروح ولا ضعيف؛ إذ لو كان فيهم مجروح أو ضعيف أو كان فيهم أحد غير عدل لاستثنى في قوله صلى الله عليه وسلم وقال: ألا ليبلغ فلان وفلان منكم الغائب، فلما أجملهم في الذكر بالأمر بالتبليغ من بعدهم؛ دل ذلك على أنهم كلهم عدول وكفى بمن عدله رسول الله صلى الله عليه وسلم شرفا فإذا صح عندي خبر من رواية مدلس أنه بين السماع فيه لا أبالي أن أذكره من غير بيان السماع في خبره بعد صحته عندي من طريق آخر.
وإنا نملي بعد هذا التقسيم وذكر الأنواع وصف شرائط الكتاب قسما قسما، ونوعا نوعا بما فيه من الحديث على الشرائط التي وصفناها في نقلها من غير وجود قطع في سندها، ولا ثبوت جرح في ناقليها إن قضى الله ذلك وشاءه، وأتنكب عن ذكر المعاد فيه إلا في موضعين:
إما لزيادة لفظة لا أجد منها بدا
أو للاستشهاد به على معنى في خبر ثان،
فأما في غير هاتين الحالتين فإني أتنكب ذكر المعاد في هذا الكتاب جعلنا الله ممن أسبل عليه جلابيب الستر في الدنيا واتصل ذلك بالعفو عن جناياته في العقبى إنه الفعال لما يريد.
انتهى كلام الشيخ رحمه الله في الخطبة.
ثم قال في آخر القسم الأول: فهذا آخر جوامع أنواع الأمر عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ذكرناها بفصولها وأنواع تقاسيمها، وقد بقي من الأوامر أحاديث بددناها في سائر الأقسام؛ لأن تلك المواضع بها أشبه، كما بددنا منها في الأوامر للبغية في القصد فيها، وإنما نملي بعد هذا القسم الثاني الذي هو النواهي بتفصيلها وتقسيمها على حسب ما أملينا الأوامر إن قضى الله ذلك وشاءه، جعلنا الله ممن أغضى في الحكم في دين الله عن أهواء المتكلفين ولم يعرج في النوازل على آراء المقلدين من الأهواء المعكوسة والآراء المنحوسة إنه خير مسؤول.
وقال في آخر القسم الثاني: فهذا آخر جوامع أنواع النواهي عن المصطفى صلى الله عليه وسلم فصلناها بفصولها ليعرف تفصيل الخطاب من المصطفى صلى الله عليه وسلم لأمته، وقد بقي من النواهي أحاديث كثيرة بددناها في سائر الأقسام كما بددنا في النواهي سواء على حسب ما أصلنا الكتاب عليه، وإنما نملي بعد هذا القسم الثالث من أقسام السنن الذي هو إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم عما احتيج إلى معرفتها بفصولها فصلا فصلا إن الله يسر ذلك وسهله، جعلنا الله من المتبعين لسنن كيف ما دارت والمتباعدين عن الأهواء حيث ما مالت إنه خير مسؤول وأفضل مأمول.
وقال في آخر القسم الثالث: فهذا آخر أنواع الإخبار عما احتيج إلى معرفتها من السنن قد أمليناها، وقد بقي من هذا القيم أحاديث كثيرة بددناها في سائر الأقسام كما بددنا منها في هذا القسم للاستشهاد على الجمع بين خبرين متضادين في الظاهر، والكشف عن معنى شيء تعلق به بعض من لم يحكم صناعة العلم فأحال السنة عن معناها التي أطلقها المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإنا نملي بعد هذا القسم الرابع من أقسام السنن الذي هو الإباحات؛ التي أبيح ارتكابها إن الله قضى بذلك وشاءه، جعلنا الله ممن آثر المصطفى صلى الله عليه وسلم على غيره من أمته وانخضع لقبول ما ورد عليه من سنته بترك ما يشتمل عليه القلب من اللذات وتحتوي عليه النفس من الشهوات من المحدثات الفاضحة والمخترعات الداحضة إنه خير مسؤول.
وقال القسم الرابع: فهذا آخر جوامع الإباحات عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمليناها بفصولها، وقد بقي من هذا القسم أحاديث بددناها في سائر الأقسام كما بددنا منها في هذا القسم على ما أصلنا الكتاب عليه، وإنما نملي بعد هذا القسم الخامس من أقسام السنن التي هي أفعال النبي صلى الله عليه وسلم بفصولها وأنواعها إن الله قضى ذلك وشاءه، جعلنا الله ممن هدي لسبل الرشاد ووفق لسلوك السداد في جمع وتشمير في جمع السنن والأخبار وتفقه في صحيح الآثار وآثر ما يقرب إلى الباري جل وعلا من الأعمال على ما يباعد عنه في الأحوال إنه خير مسؤول.
ثم قال في آخر الكتاب: فهذا آخر أنواع السنن قد فصلناها على حسب ما أصلنا الكتاب عليه من تقاسيمها، وليس في الأنواع التي ذكرناها من أول الكتاب إلى آخره نوع مستقصى؛ لأنا لو ذكرنا كل نوع بما فيه من السنن لصار الكتاب أكثره معادا؛ لأن كل نوع منها يدخل جوامعه في سائر الأنواع فاقتصرنا على ذكر الأنمى من كل نوع لنستدرك به ما وراءه منها وكشفنا عما أشكل من ألفاظها وفصلنا عما يجب أن يوقف على معانيها على حسب ما سهل الله ويسره وله الحمد على ذلك.
وقد تركنا من الأخبار المروية أخبارا كثيرة من أجل ناقليها وإن كانت تلك الأخبار مشاهير تداولها الناس؛ فمن أحب الوقوف على السبب الذي من أجله تركتها نظر في كتاب المجروحين من المحدثين من كتبنا يجد فيه التفصيل لكل شيخ تركنا حديثه ما يشفي صدره وينفي الريب عن خلده إن وفقه الله جل وعلا لذلك وطلب سلوك الصواب فيه دون متابعة النفس لشهواتها ومساعدته إياها في لذاتها، وقد احتججنا في كتابنا هذا بجماعة قد قدح فيهم بعض أئمتنا، فمن أحب الوقوف على تفصيل أسماءهم فلينظر في الكتاب المختصر من تاريخ الثقات يجد فيه الأصول التي بنينا ذلك الكتاب عليها حتى لا يعرج على قدح قادح في محدث على الإطلاق من غير كشف عن حقيقته.
وقد تركنا من الأخبار المشاهير التي نقلها عدول ثقات لعلل تبين لنا منها الخفاء على عالم من الناس جوامعها، وإنما نملي بعد هذا علل الأخبار ونذكر كل خبر مروي صح أو لم يصح بما فيه من العلل إن يسر الله ذلك وسهله.
جعلنا الله ممن سلك مسالك أولي النهى في أسباب الأعمال دون التعرج على الأوصاف والأقوال فارتقى على سلاليم أهل الولايات بالطاعات والانقلاع بكل الكل عن المزجورات حتى تفضل عليه بقبول ما يأتي من الحسنات والتجاوز عما يرتكب من الحوبات، إنه خير مسؤول وأفضل مأمول، انتهى كلامه أولا وآخرًا رحمه الله بمنه وكرمه.). [صحيح ابن حبان: 1/112-127]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 ربيع الثاني 1432هـ/12-03-2011م, 03:39 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

قال أبو حاتم محمد بن حبان البستيُّ (ت: 354هـ) : ( قال العبد الضعيف جامع شمل هذا التأليف: قد رأيت أن أنبه في أول هذا الكتاب على ما فيه من الكتب والفصول في الأبواب؛ تيسيرا لفائدته، وتوفيرا لعائدته والله المسؤول أن يجعله خالصا لذاته وفي ابتغاء مرضاته وهو حسبي ونعم الوكيل.


باب ما جاء في الابتداء بحمد الله تعالى
باب الاعتصام بالسنة، وما يتعلق بها فعلا وأمرا وزجرا.
كتاب الوحي ،كتاب الإسراء ،كتاب العلم.

كتاب الإيمان
الفطرة، التكليف، فضل الإيمان، فرض الإيمان، صفات المؤمنين، الشرك، النفاق.

كتاب الإحسان
باب الصدق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الطاعات وثوابها، الإخلاص وأعمال السر، حق الوالدين، صلة الرحم وقطعها، الرحمة، حسن الخلق، العفو، إطعام الطعام وإفشاء السلام، الجار، فصل من البر والإحسان، الرفق، الصحبة والمجالسة، الجلوس على الطريق، فصل في تشميت العاطس، العزلة.

كتاب الرقائق
التوبة، حسن الظن بالله تعالى، الخوف والتقوى، الفقر والزهد والقناعة، الورع والتوكل، القرآن وتلاوته المطلقة، الأذكار المطلقة، الأدعية المطلقة، الاستعاذة.

كتاب الطهارة
الفطرة بمعنى السنة، فضل الوضوء، فرض الوضوء، سنن الوضوء، نواقض الوضوء، الغسل، قدر ماء الغسل، أحكام الجنب، غسل الجمعة، غسل الكافر إذا أسلم، المياه، الوضوء بفضل وضوء المرأة، الماء المستعمل، الأوعية، الأسآر، التيمم، المسح على الخفين وغيرهما، الحيض والاستحاضة، النجاسة وتطهيرها، الاستطابة.

كتاب الصلاة
فرض الصلاة، الوعيد على ترك الصلاة، مواقيت الصلاة، الأوقات المنهي عنها، الجمع بين الصلاتين، المساجد، الأذان، شروط الصلاة، فضل الصلوات الخمس، صفة الصلاة، القنوت، الإمامة والجماعة، فرض الجماعة، الأعذار التي تبيح تركها، فرض متابعة الإمام، ما يكره للمصلي وما لا يكره، إعادة الصلاة، الوتر، النوافل، الصلاة على الدابة، صلاة الضحى، التراويح، قيام الليل، قضاء الفوائت، سجود السهو، المسافر، صلاة السفر، سجود التلاوة، صلاة الجمعة، صلاة العيدين، صلاة الكسوف، صلاة الاستسقاء، صلاة الخوف، الجنائز، عيادة المريض، الصبر وثواب الأمراض والأعراض، أعمار هذه الأمة، ذكر الموت، الأمل، تمني الموت، المحتضر، فصل في الموت وما يتعلق به من راحة المؤمن وبشراه وروحه وعمله والثناء عليه، الغسل، التكفين، ما يقول الميت عند حمله، القيام للجنازة، الصلاة على الجنازة، الدفن، أحوال الميت في قبره، النياحة ونحوها، القبور، زيارة القبور، الشهيد، الصلاة في الكعبة.

كتاب الزكاة
جمع المال من جله وما يتعلق بذلك، الخرص وما يتعلق به، فضل الزكاة، الوعيد لمانع الزكاة، فرض الزكاة، العشر، مصارف الزكاة، صدقة الفطر، صدقة التطوع، فصل في أشياء لها حكم الصدقة المنان، المسألة والأخذ وما يتعلق به من المكافأة والثناء والشكر.

كتاب الصوم
فضل الصوم، فضل رمضان، رؤية الهلال، السحور، آداب الصوم، صوم الجنب، الإفطار وتعجيله، قضاء رمضان، الكفارة، حجامة الصائم، قبلة الصائم، صوم المسافر، الصيام عن الغير، الصوم المنهي عنه،
صوم الوصال، صوم الدهر، صوم يوم الشك، صوم العيد، صوم أيام التشريق، صوم عرفة، صوم الجمعة، صوم السبت، صوم التطوع، الاعتكاف، وليلة القدر.

كتاب الحج
فضل الحج والعمرة، فرض الحج، فضل مكة، فضل المدينة، مقدمات الحج، مواقيت الحج، الإحرام، دخول مكة وما يفعل فيها، الصفا والمروة، الخروج من مكة إلى منى، الوقوف بعرفة والمزدلفة والدفع منهما، رمي جمرة العقبة، الحلق والذبح، الإفاضة من منى لطواف الزيارة، رمي الجمار أيام منى، الإفاضة من منى للصدر، القران، التمتع، حجة النبي صلى الله عليه وسلم، اعتماره صلى الله عليه وسلم، ما يباح للمحرم وما لا يباح، الكفارة، الحج والاعتمار عن الغير، الإحصار، الهدي.

كتاب النكاح وآدابه
الولي، الصداق، ثبوت النسب والقائف، حرمة المناكحة، المتعة، نكاح الإماء، معاشرة الزوجين، العزل، الغيلة، النهي عن إتيان النساء في أعجازهن، القسم، الرضاع، النفقة.

كتاب الطلاق
الرجعة، الإيلاء، الظهار، الخلع، اللعان، العدة.

كتاب العتق
صحبة المماليك، إعتاق الشريك، العتق في المرض، الكتابة، أم الولد، الولاء.

كتاب الأيمان والنذور

كتاب الحدود
الزنى وحده، حد الشرب، التعزيز، السرقة، الردة.


كتاب السير
الخلافة والإمارة، بيعة الأئمة وما يستحب لهم، طاعة الأئمة، فضل الجهاد، فضل النفقة في سبيل الله، فضل الشهادة، الخيل، الحمى، السبق، الرمي، التقليد والجرس، كتب النبي صلى الله عليه وسلم، فرض الجهاد، الخروج وكيفية الجهاد، غزوة بدر، الغنائم وقسمتها، الغلول، الفداء وفك الأسرى، الهجرة، الموادعة والمهادنة، الرسول، الذمي والجزية.

كتاب اللقطة كتاب الوقف

كتاب البيوع
السلم، بيع المدبر، البيوع المنهي عنها، الربا، الإقالة، الجائحة، المفلس، الديون.
كتاب الحجر، كتاب الحوالة، كتاب القضاء، الرشوة، كتاب الشهادات، كتاب الدعوى، الاستحلاف، عقوبة الماطل، كتاب الصلح، كتاب العارية، كتاب الهبة، الرجوع في الهبة، كتاب الرقبى والعمرى، كتاب الإجارة، كتاب الغصب، كتاب الشفعة، كتاب المزارعة، كتاب إحياء الموات.

كتاب الأطعمة
آداب الأكل، ما يجوز أكله وما لا يجوز، الضيافة، العقيقة.

كتاب الأشربة
آداب الشرب، ما يحل شربه.

كتاب اللباس وآدابه
الزينة، آداب النوم.

كتاب الحظر والإباحة
وفيه فصل في التعذيب والمثلة، وفصل فيما يتعلق بالدواب، باب قتل الحيوان، باب ما جاء في التباغض والتحاسد والتدابر والتشاحن والتهاجر بين المسلمين، باب التواضع والتكبر والعجب والاستماع، المكروه وسوء الظن والغضب والفحش، باب ما يكره من الكلام وما لا يكره وفيه الكذب، اللعن وذو الوجهين والغيبة والنميمة والمدح والتفاخر والشعر والسجع والمزاح والضحك وفصل من الكلام، باب الاستئذان، الأسماء والكنى، باب الصور والمصورين واللعب واللهو والسماع.
كتاب الصيد، كتاب الذبائح، كتاب الأضحية، كتاب الرهن، الفتن.

كتاب الجنايات
القصاص، القسامة، كتاب الديات، الغرة.
كتاب الوصية ،كتاب الفرائض، ذوو الأرحام، الرؤيا، كتاب الطب، كتاب الرقى والتمائم، كتاب العدوى والطيرة، باب الهام والغول، كتاب النجوم والأنواء، كتاب الكهانة والسحر، كتاب التاريخ، بدء الخلق، صفة النبي صلى الله عليه وسلم، خصائصه وفضائله، المعجزات، تبليغه صلى الله عليه وسلم الرسالة، مرضه صلى الله عليه وسلم، وفاته صلى الله عليه وسلم، إخباره صلى الله عليه وسلم عما يكون في أمته من الفتن والحوادث، مناقب الصحابة رضي الله عنهم مفصلا، فضل الأمة، فضل الصحابة والتابعين وباب ذكر الحجاز واليمن والشام وفارس وعمان، إخباره صلى الله عليه وسلم عن البعث وأحوال الناس في ذلك اليوم، وصف الجنة وأهلها، صفة النار وأهلها.

واعلم أني وضعت بإزاء كل حديث بالقلم الهندي صورة عدد النوع الذي هو منه في كتاب التقاسيم والأنواع ليتيسر أيضا كشفه من أصله من غير كلفة ومشقة مثاله إذا كان الحديث من النوع الحادي عشر مثلا كان بإزائه هكذا 11
ثم إن كان من القسم الأول كان العدد المرقوم مجردا عن العلامة كما رأيته، وإن كان من القسم الثاني كان تحت العدد خطا عرضيا هكذا 11
__
وإن كان من القسم الثالث كان الخط من فوقه هكذا 11
__
وإن كان من القسم الرابع كان العددين خطين هكذا 11
___
وإن كان من القسم الخامس كان الخطان فوقه 11
توفيرا للخاطر وتيسيرا للناظر جعله الله خالصا لذاته وفي ابتغاء مرضاته إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير .). [صحيح ابن حبان: 1/127- 133]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ابن, شرط

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir