دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > فتاوى العقيدة > فتاوى ابن عثيمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 06:30 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي معنى عبارة وردت عن السلف (أمرُّوها كما جاءت)

السؤال: جزاكم الله خيرا أبو إبراهيم من دمياط من جمهورية مصر العربية يقول في هذا السؤال سئل أحد السلف رضي الله عنهم عن الأسماء والصفات فقال أمرُّوها كما جاءت ما معنى ذلك وهل هذا القول منسوب إلى أحد السلف؟
الجواب

الشيخ: هذا القول منسوب إلى عموم السلف يقولون في آيات الصفات وأحاديثها أمروها كما جاءت بلا كيف فقولهم أمروها كما جاءت يعني لا تتعرضوا لها بتحريف أي بتأويل يخرجها عن ظاهرها ويتضمن هذا القول أيضا إثبات معانيها وأنه ليس المراد مجرد إثبات اللفظ لأن نصوص الصفات في كتاب الله وسنة رسوله ألفاظ جاءت لإثبات معناها لا أن نمرها على السنتنا دون أن نفهم المعنى فكأنهم يقولون أمروها على معناها المراد بها لا تغيروها وقولهم بلا كيف أي لا تكيفوها وليس المعنى بلا اعتقاد كيفية لها لأن لها كيفية ضرورة إثباتها إذ لا يمكن إثبات شيء لا كيفية له فيكون المعنى بلا كيف أي بلا تكييف لها لا تكيفوها لا تقولوا كيفية وجه الله كذا وكذا ولا كيفية يديه كذا وكذا ولا كيفية عينيه كذا وكذا لأن الله تعالى أجل وأعظم من أن يدرك العباد كيفية صفاته وفي هذا القول المشهور عن السلف رد على طائفتين منحرفتين إحداهما طائفة التعطيل التي سلبت عن الله تعالى جميع معاني صفاته وجعلتها ألفاظا لا معنى لها أو جعلت لها معاني مخالفة لظاهر اللفظ لأن الذين لم يمروها على ما جاءت انقسموا إلى قسمين قسم قالوا لا معنى لها إطلاقا وليس علينا إلا إمرار لفظها دون التعرض لمعناها وقسم آخر قالوا نتعرض للمعنى لكن حملوا المعنى على خلاف ظاهرها وأثبتوا لها معاني من عند أنفسهم لا دليل عليها من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا من أقوال الخلفاء والصحابة فالأول طائفة المعتزلة والجهمية من سلك سبيلهم من معطل الصفات والثانية طريقة الأشاعرة ومن سلك سبيلهم ممن حرفوا نصوص الصفات إلى معاني ابتكروها من عقولهم ولم ينزل له بها سلطاناً ولم يثبتوا إلا ما زعموا أن العقل يدل عليه كالصفات السبع التي أثبتها طائفة الأشعرية وأنكروا من الصفات ما العقل أدل عليه من دلالة العقل على هذه الصفات التي أثبتوها على كل حال الجملة الأولى فيها رد على طائفتين الأولى من عطلت المعاني مطلقاً والثانية من أثبتت معاني لا دليل عليها وربما تكون الطائفة الثانية أشد مخالفة من الطائفة الأولى لأن الطائفة الأولى أمسكت وقالت لا نثبت معنى فنفت المعنى وهذا نفي بلا علم بلا شك والثانية نفت المعنى المراد وأثبتت معنى آخر لا يدل عليه اللفظ فصار في ذلك جنايتان الجناية الأولى نفي المعنى الذي هو ظاهر اللفظ والثانية إثبات معنى لا يدل عليه اللفظ نسأل الله الهداية للجميع أما قولهم بلا كيف فهو رد على طائفة منحرفة على ضد الطائفتين المعطلتين وهي طائفة الممثلة الذين قالوا نثبت لله الصفات ولكنها على مثل ما كان من صفات المخلوقين فوجه الله تعالى على زعمهم تعالى الله عن قولهم يكون على مثل أجمل وجه بشري وهكذا بقيت صفاته عز وجل وهؤلاء أيضا خالفوا قول الله تعالى خبراً (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) وعصوا أمر الله تعالى نهياً في قوله (فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون) وخلاصة الجواب أن معنى قول السلف أمروها كما جاءت أثبتوا هذه الألفاظ مع معانيها التي دلت عليها وهو ما يفهم من ظاهرها على وجه اللائق بالله عز وجل وقولهم بلا كيف رد على الممثلة أي لا تكيفوها وليس المعنى لا تعتقدوا لها كيفية لأن لها كيفية مجرد القول بإثباتها يستلزم أن يكون لها كيفية لكنها غير معلومة ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله في استواء الله على عرشه الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معنى, عبارة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir