دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > شرح أسماء الله الحسنى > المرتبع الأسنى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الآخرة 1431هـ/5-06-2010م, 04:29 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي معنى اسم (السميع)

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: ( (السَّمِيعُ ):
( (( السَّمِيعُ )) الذي لهُ السَّمْعُ)([1])، (الذي قد اسْتَوَى في سَمْعِهِ سِرُّ القولِ وَجَهْرُهُ، وَسِعَ سَمْعُهُ الأصواتَ، فلا تَخْتَلِفُ عليهِ أصواتُ الخلقِ، ولا تَشْتَبِهُ عليهِ ولا يَشْغَلُهُ منها سَمْعٌ عنْ سَمْعٍ، ولا تُغْلِطُهُ المسائلُ، ولا يُبْرِمُهُ كثرةُ السائِلِينَ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: " الحمدُ للهِ الذي وَسِعَ سَمْعُهُ الأصواتَ، لقدْ جَاءَت المُجَادِلَةُ تَشْكُو إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((وأَنَا فِي جَانِبِ البيتِ)) ([2]) وإنَّهُ لَيَخْفَى عَلَيَّ بَعْضُ كَلامِهَا، فَأَنْزَلَ اللهُ عزَّ وَجَلَّ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)} [المجادلة: 1] " ([3]) )([4]).

([فَوَسِعَ] سَمْعُهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى لأصواتِ عبادِهِ على اختلافِهَا وجهرِهَا وخفائِهَا، وَسَوَاءٌ عِنْدَهُ مَنْ أَسَرَّ القَوْلَ ومَنْ جَهَرَ بهِ، لا يَشْغَلُهُ جَهْرُ مَنْ جَهَرَ عنْ سَمْعِهِ لصوتِ مَنْ أَسَرَّ، ولا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عنْ سَمْعٍ، ولا تُغْلِطُهُ الأصواتُ على كَثْرَتِهَا واختلافِهَا واجتماعِهَا، بلْ هيَ عندَهُ كُلُّهَا كَصَوْتٍ واحدٍ، كما أنَّ خَلْقَ الخلقِ جَمِيعِهِم وَبَعْثَهُم عندَهُ بمنـزلةِ نفسٍ واحدةٍ)([5]).

([فـَ]يَسْمَعُ ضَجِيجَ الأصواتِ، باختلافِ اللغاتِ، على تَفَنُّنِ الحاجاتِ، في أَقْطَارِ الأرضِ والسَّمَاواتِ، فلا يَشْتَبِهُ عليهِ، ولا يَخْتَلِطُ، ولا يَلْتَبِسُ، ولا يُغْلِطُهُ سَمْعٌ)([6]).
(وأمَّا قولُ إبراهيمَ الخليلِ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39)} [إبراهيم: 39]، فالمرادُ بالسمعِ هنا: السَّمْعُ الخاصُّ، وهوَ سَمْعُ الإجابةِ والقَبُولِ، لا السَّمْعُ العامُّ؛ لأنَّهُ سَمِيعٌ لكلِّ مسموعٍ.

وإذا كانَ كذلكَ فالدعاءُ هنا يَتَنَاوَلُ دعاءَ الثناءِ ودعاءَ الطلبِ، وسمْعُ الربِّ تَبَارَكَ وتَعَالَى لهُ إِثَابَتُهُ على الثناءِ وإجابتُهُ للطلبِ، فهوَ سميعٌ لهذا وهذا)([7]).

(فَصْلٌ...

[و] السمعُ يُرَادُ بهِ أربعةُ مَعَانٍ:
- أحدُهَا: سَمْعُ إِدْرَاكٍ؛ ومُتَعَلَّقُهُ الأصواتُ.
- الثاني: سَمْعُ فَهْمٍ وعَقْلٍ؛ ومُتَعَلَّقُهُ المعاني.
- الثالثُ: سَمْعُ إجابةٍ وإعطاءِ ما سُئِلَ.
- الرابعُ: سَمْعُ قَبُولٍ وانْقِيَادٍ.

فمِن الأَوَّلِ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1]، و {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا} [آل عمرانَ: 181].
ومِن الثاني: قولُهُ: {لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا} [البقرة: 104]. لَيْسَ المرادُ سَمْعَ مُجَرَّدِ الكلامِ، بلْ سَمْعَ الفَهْمِ والعَقْلِ، ومِنْهُ: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [البقرة: 285].
ومن الثالثِ: ((سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ))، وفي الدعاءِ المأثورِ: ((اللَّهُمَّ اسْمَعْ)) ([8])؛ أيْ: أَجِبْ وَأَعْطِ مَا سَأَلْتُكَ.
ومن الرابعِ: قولُهُ تَعَالَى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} [المائدة: 42]؛ أيْ: قَابِلُونَ لهُ وَمُنْقَادُونَ غيرُ مُنْكِرِينَ لهُ. ومنهُ على أَصَحِّ القَوْلَيْنِ: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} [التوبة:47]؛ أيْ: قَابِلُونَ وَمُنْقَادُونَ. وقيلَ: عُيُونٌ وجَوَاسِيسُ. وليسَ بِشَيْءٍ؛ فإنَّ العيونَ والجواسيسَ إِنَّما تكونُ بينَ الفِئَتَيْنِ غيرِ المُخْتَلِطَتَيْنِ، فَيُحْتَاجُ إلى الجواسِيسِ والعيونِ.

وهذهِ الآيَةُ إِنَّمَا هيَ في حقِّ المنافِقِينَ، وهمْ كانوا مُخْتَلِطِينَ بالصحابةِ بينَهُم، فلم يَكُونُوا مُحْتَاجِينَ إلى عيونٍ وجواسيسَ.

وإذا عُرِفَ هذا فَسَمْعُ الإدْرَاكِ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ، وَسَمْعُ القَبُولِ يَتَعَدَّى باللامِ تَارَةً وَبِمِنْ أُخْرَى، وهذا بِحَسَبِ المَعْنَى؛ فإذا كانَ السياقُ يَقْتَضِي القَبُولَ عُدِّيَ بِمِنْ، وإذا كانَ يَقْتَضِي الانقيادَ عُدِّيَ باللامِ.

وأمَّا سَمْعُ الإجابةِ فَيَتَعَدَّى باللامِ، نحوَ: ((سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ))؛ لَتَضَمُّنِهِ مَعْنَى اسْتَجَابَ لهُ. ولا حَذْفَ هُنَاكَ، وإنَّمَا هُوَ مُضَمَّنٌ.

وأمَّا سَمْعُ الفَهْمِ فَيَتَعَدَّى بنفسِهِ؛ لأنَّ مَضْمُونَهُ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ)([9])
).[المرتبع الأسنى: ؟؟]



([1]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/128) .
([2]) مفتاحُ دارِ السعادةِ (1/295) .
([3]) سَبَقَ تَخْرِيجُه ص 76.
([4]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (131 - 132) .
([5]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (43 - 44) .
([6]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (3/1083) .
([7]) بَدَائِعُ الفوائدِ (3/4) .
وقال رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى في إغاثةِ اللهفانِ (1/3): (السميعُ الذي يَسْمَعُ ضَجِيجَ الأصواتِ باختلافِ اللغاتِ على تَفنُّنِ الحاجاتِ فلا يَشْغَلُه سَمْعٌ عن سَمْعٍ، ولا تُغْلِطُهُ المَسائِلُ، ولا يَتَبَرَّمُ بإلحاحِ المُلِحِّينَ في سُؤالِه)
هدايةُ الحيارَى (523 - 524): (العاشرُ: أنه سميعٌ....) يَسْمَعُ ضَجِيجَ الأصواتِ باختلافِ اللغاتِ على تَفَنُّنِ الحاجاتِ).
وقال أيضًا في القصيدةِ النونيةِ (240- 241):
وَهُوَ السَّمِيعُ يَرَى وَيَسْمَعُ كُلَّ مَا = فِي الْكَوْنِ مِنْ سِرٍّ وَمِنْ إِعْلانِ
وَلِكُلِّ صَوْتٍ مِنْهُ سَمْعٌ حَاضِرٌ = فَالسِّرُّ والإعلانُ مُسْتَوِيَانِ
وَالسَّمْعُ مِنْهُ لِوَاسِعِ الأَصْواتِ لاَ = يَخْفَى عَلَيْهِ بَعِيدُها والدَّانِي

وقال فيها أيضًا (64):
وضجيجُ أصواتِ العِبادِ بسَمْعِهِ = وَلَدَيْهِ لاَ يَتَشَابَهُ الصَّوْتَانِ
([8]) روَى الإمامُ أَحْمَدُ (18807) وأبو داودَ في كتابِ الصلاةِ / بابُ ما يقولُ الرجلُ إذا سَلَّمَ (1505) كلاهما من حديثِ المُعتَمِرِ بنِ سُليمانَ، عن داودَ الطفاوِيِّ، قال : حدثني أبو مُسلمٍ البَجَلِيُّ، عن زيدِ بنِ أَرْقَمَ رضيَ اللهُ عنه، قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ يقولُ في دُبُرِ صَلاتِه : ((اللهُمَّ رَبَّنَا وربَّ كُلِّ شيءٍ، أنا شهيدٌ أنك أنتَ الربُّ وحدَكَ لا شريكَ لك، اللهُمَّ رَبَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ)) ... فذكرا الحديثَ وفيهِ : ((يا ذا الجَلالِ وَالإكرامِ، اسْمَعْ واسْتَجِبْ)).
وداودُ الطَّفَاوِيُّ ضعيفٌ جِدًّا، وأبو مسلمٍ البَجَلِيُّ ذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في الثقاتِ كعَادَتِه.
([9]) بَدَائِعُ الفوائدِ (2/75 - 76) .
وقال رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى في مفتاحِ دارِ السعادةِ (295 - 296): (والسَّمْعُ يُرادُ به إدراكُ الصوتِ، ويرادُ به فَهْمُ المعنَى، ويرادُ به القَبُولُ والإجابةُ، والثلاثةُ في القرآنِ:
فمِنَ الأولِ: قولُه {قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ التِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ})، وهذا أَصْرَحُ ما يكونُ في إثباتِ صِفَةِ السَّمْعِ ذَكَرَ الماضِيَ والمُضارعَ واسمَ الفاعلَ: (سَمِعَ) و(يَسْمَعُ)، وهو (سميعٌ)، وله السَّمْعُ؛ كما قالت عائشةُ رضيَ اللهُ عنها: الحمدُ لله الذي وَسِعَ سَمْعُهُ الأصواتَ، لقد جَاءَتِ المُجادِلَةُ تَشْكُو إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وأنا في جانبِ البيتِ، وإنه لَيَخْفَى عليَّ بَعْضُ كلامِها، فأنزلَ اللهُ: {لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}.
والثاني: سَمْعُ الفَهْمِ؛ كقولِه: {ولو عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ} أي: لأَفْهَمَهُمْ: {وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} (الأنفال: 23) لِمَا في قُلوبِهم من الكِبْرِ والإعراضِ عن قَبولِ الحقِّ، ففيهم آفَتانِ: إحداهُما/ أنهم لا يَفْهَمُونَ الحقَّ لجَهْلِهم، ولو فَهِمُوه لتَوَلَّوْا عنه وهم مُعْرِضُونَ عنه لكِبْرِهِمْ، وهذا غايةُ النَّقْصِ والعَيْبِ.
الثالثُ: سَمْعُ القَبُولِ والإجابةِ كقولِه تعالَى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُوَن لَهُمْ} أي: قابلونَ مُستجِيبُونَ، ومنه قولُهُ تَعالَى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} (المائدة: 141)، أي: قابلونَ له مُستَجِيبونَ لأَهْلِه، ومنه قولُ المُصلِّي: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ أي: أجابَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، ودعاءَ مَن دعاهُ، وقولُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: ((إذا قالَ الإمامُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فقولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ، يَسْمَعُ اللهُ لَكُمْ)) (أي: يُجِيبُكُمْ).


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معنى, اسم

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir