دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #9  
قديم 23 صفر 1441هـ/22-10-2019م, 05:30 PM
مرام الصانع مرام الصانع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 118
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس الخامس تفسير سور القيامة والإنسان والمرسلات


1. (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.


1-قال تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ}، متاع الدنيا قليل زائل، وما عند الله خير باق؛ فليحرص العبد على تقديم الثانية على الأولى في جميع شؤون حياته، فهي التجارة الرابحة.
2-قال تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}، ربما يصل المرء بحاله إلى سوء العاقبة والمآل إن اعتاد لسانه على الكذب والتكذيب وخصوصًا في أمور دينه، لذلك كان حفظ اللسان وصونه مطلب أكد عليه الشارع الحكيم.
3-قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ}، تصدرت عبودية الصلاة مكانة عظمى في الإسلام فكانت هي الحد الفاصل والوسم الفارق بين المؤمن والكافر، فما من مسلم فُتح له فيها إلا وقد رُزق نعيمًا قبل نعيم الآخرة بفضل من الله وجوده.
4-قال تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}، من الأدعية التي كان يدعوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن، (اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ النِّفَاقِ وَعَمَلِي مِنَ الرِّيَاءِ وَلِسَانِي مِنَ الْكَذِبِ وَعَيْنِي مِنَ الْخِيَانَةِ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ).
5-قال تعالى: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}، التصديق بالقرآن العظيم وما جاء فيه من أخبار وأحكام ووعد وعيد من العبادات القلبية العظيمة التي لا يتم إيمان المرء إلا به، فكان من اللازم أن يستحضر المؤمن هذا العمل القلبي معه في قرأته وسماعه وتدبره للقرآن مما يورث اليقين في قلبه والإيمان الراسخ من عند الله عز وجل.

المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)} الإنسان.


بعد أن ذكر الله في الآيات السابقة أعمال أهل الجنة في الدنيا وما كافأهم الله به في الآخرة من نعيم خالد فضلًا منه ورحمة، ذكر هنا مبينًا الأصل الذي تُأخذ منه هذه الأعمال وما يحتاجه العباد من القيام بشرع الله فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23)}، والتنزيل هو نزول القرآن مفرقًا وليس جملة واحدة تبعًا للحوادث وحاجات الناس، حيث يمتن الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الآية بما نزَّله عليه من القرآن العظيم، فهو لم يأتِ به من عنده كما ادعى بذلك المشركون. ولما كان ذلك له وقع الأذى على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)}، أي اصبر على حكم الله القدري فلا تجزع، ومنه حكمه الديني بالقيام بشرعه، فإن النصر مع الصبر، {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا} أي ولا تطع من المنافقين الواقعين في الآثام والمعاصي حتى فجروا بأفعالهم ولا الكافرين الذين تمادوا في اتباع هواهم فغطى الكفر قلوبهم، وقيل المراد بالآثم عتبة بن ربيعة و الكفور هو الوليد بن المغيرة؛ لأنهم حاولوا صد النبي عليه الصلاة والسلام عن دينه فقالوا له: ارجع عن هذا الأمر ونحن نرضيك بالمال والتزويج. ومما يُعلم أن الصبر عبادة عظيمة تجر معها عبوديات أخرى وتساعد على القيام بها؛ ولذلك قال تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25)}، والبكرة: أول النهار والأصيل: آخر النهار، ويدخل في ذلك الصلوات المفروضة وما يتبعها من النوافل والأذكار العامة والمخصوصة كما استنبط لذلك السعدي في تفسيره، وقيل أن المراد بالبكرة والأصيل في الآية هما صلاة الصبح، وصلاة العصر. ثم قرن الله تعالى أمر النهار بأمر الليل فقال: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)}، أي أكثر من السجود له وهو بكثرة الصلاة، كما قال تعالى في سورة الإسراء: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا (79)}، وقد قيد المطلق في قوله تعالى: {وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا} بقوله تعالى في سورة المزمل: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)}.

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالنفس اللوامة.


ورد في المراد بالنفس اللوامة ثلاثة أقوال:
الأول: هي النفوس الخيرة المؤمنة، والنفوس الكافرة الفاجرة، تلوم على الخير والشر، فنفس المؤمن تلوم على الخير لِمَ لمْ تستكثر منه وتلوم على الشر لمَ عملته، أما نفس الكافر تتحسر وتندم على ما فرطت في جنب الله، قال بمعناه الحسن البصري وقاله عكرمة، سعيد بن جبير، رواه ابن جرير وذكره ابن كثير في تفسيره وذكره السعدي والأشقر.
الثاني: هي النفس المذمومة، اللؤوم والفاجرة، تلوم على ما فات وتندم عليه، وهو مجموع أقوال ابن عباس وقتادة، ذكره ابن كثير.
الثالث: هي نفس المؤمن، كما قال الحسن البصري ما نراه إلا يلوم نفسه، ذكره ابن كثير.

وحاصل الأقوال يرجع للقول الأول أنها جميع النفوس المؤمنة والكافرة، التي تلوم صاحبها على الخير والشر وتندم على ما فات كما أشار إلى ذلك ابن جرير.

ب: مرجع الهاء في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}.

ورد في مرجع الهاء في قوله تعالى: {على حبه} قولان:
الأول: أن الضمير عائد إلى الله عز وجل، أي على حب الله تعالى، ذكره ابن كثير والأشقر.
الثاني: أنه عائد على الطعام، أي ويطعمون الطعام في حال محبتهم وشهوتهم له، فقدموا محبة الله على محبة نفوسهم، قاله مجاهد ومقاتل، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر، وهو اختيار ابن جرير.

وقال ابن كثير في ترجيحه بين القولين: "والأظهر أن الضمير عائد إلى الطعام"، واستشهد بأدلة من الكتاب والسنة، كقوله تعالى: {وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ} [البقرة:177]، وقوله تعالى: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران:92].
ومن السنة: في الصّحيح: (أفضل الصّدقة أن تصدّق وأنت صحيحٌ، شحيحٌ، تأمل الغنى، وتخشى الفقر) أي: في حال محبّتك للمال وحرصك عليه وحاجتك إليه.

3. بيّن ما يلي:
أ: معنى الهداية في قوله تعالى: {إنا هديناه السبيل}.


ورد في معنى الهداية في الآية قولان:
الأول: أي بيناه له ووضحناه وعرفناه طريق الهدى والضلال والخير والشر، بإرسال الرسل وإنزال الكتب والذي يهتدي إليه بطبعه وكمال عقله، قاله عكرمة، عطية، ابن زيد ومجاهد-في المشهور عنه-، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
الثاني: أي خروجه من الرحم، قاله مجاهد في رواية أخرى له وأبي صالح، الضحاك والسدي، ذكره ابن كثير وقال عنه غريب.
ورجح ابن كثير القول الأول واستشهد له بقوله تعالى: {وأمّا ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى} [فصّلت: 17]، وكقوله: {وهديناه النّجدين} [البلد: 10].

ب: الدليل على أن الله تعالى تكفّل ببيان ألفاظ القرآن ومعانيه القرآن.

قال تعالى: { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة:19]
أي: نبينه لك يا محمد -عليه الصلاة والسلام- ونوضحه لك ونلهمك معناه على ما أردنا وشرعنا.

والحمد لله رب العالمين،...

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir