دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 ذو الحجة 1440هـ/26-08-2019م, 06:25 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

بسم الرحمن الرحيم
خطبة المصنف:
- حمدالله على أن بيّن للمستهدين معالم مداده ونصب لهم أعلام أمداده ،
فأنزل القرآن مشرعاً معصوما.
- وصوفات القرآن
•معجز بعجائبه التي تظهر يوماً فيوما.
•مصدقاً لما سبقه من الكتب و مهيمنا عليها.
•فيه عظه للمسئ ووعد للمحسن.
•عرفه المنصفون وشهدوا بصدقه .
•دلائل العقل على صدقه ، أبصر من المشاهدة بالعيان.
• لم يزل كتابه غضاً طرياً ، محفوظاً من التغيير والتبديل.
- نزل على أفضل الرسل ، فبشر المؤمنين بأن لهم قدم صدق .
- به أصبح النبي صلى الله عليه وسلم سيد الحكماء المربين.
- به شرح صدره ( إنك على الحق المبين)
- قيض الله لبيان معانيه الصحابة رضي الله عنهم.
- بيّن أسراره من بعدهم علماء الأمة.
- الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه ومن اقتدى بهم إلى يوم الدين.
- سبب التأليف
كان من أكبر أمنياته منذ أمد طويل تفسير الكتاب المجيد الجامع لمصالح الدنيا والدين،من صفات هذا التفسير أن يكون موثق بالحق و يحوي لكليات العلوم ، ومعاقد استنباطها، مع تتويجه بالبلاغة في محالها ، ونكت من العلم ، مع احكام من التشريع ، والتعريج على مكارم الأخلاق .
- الدافع لهذا التأليف ، ما كان يتحصل عليه من هذه الفنون السابقة عند مطالعة كتاب الله وتدبره ، ومطالعة كلام مفسر قد يحتاج أحيانا إلى زيادة على ما ذكره .
- سبب تأخره بالتأليف
رغم قدرته على اقتحام هذا المجال إلا أنه خشي أن يعرض نفسه للمتاعب التي لا قدرة له عليها، أو يخطأ في الفهم، فبقي يسوّف ، يزجر نفسه احيانا ويشجعها أحياناً،إلى أُسند إليه خطة القضاء، فعزم أنه متى تخلص من القضاء أن يبدأ في تحقيق أمنيته ، وحادث إخوانه وأصحاب بذلك ، فلما مضت مدة و انقضت مهمته في القضاء ، صرف همته إلى أمنيته وعزم على تحقيقها ، مستعينا بالله ومستخيراً له، وطرد أشباح هول المطلع وخوف الغلط ، بالعزم على الإجتهاد وتوخي طرق الصواب، فأقدم إقدام الشجاع على وادي السباع.
-منهجه في تفسيره
• أن يودعه نكتاً لم يراه أحد سبقه إليها.
• أن يقف موقف الحكم بين طوائف المفسرين .
• ألا يقتصر على الحديث المعاد والمكرر في التفاسير ، كما يفعل بعض المفسرين بأن يقتصر على ما شاده الأقدمون ، ولا كالذين هدموا ما بنوه الأولون ، وإنما يُهدب ما أشاده الأقدمون ويزيده ، وحاشا أن ينقصه أو يبيده.
• أهم التفاسير
مع أن التفاسير كثيرة ، إلا أن كثيرا منها عالة على كلام سابق فماهي إلا جمع من التفاسير السابقة ما بين مختصر ومطول ، ولا حظ لمؤلفه سوى الجمع.
وأهمها كما ذكر المؤلف(تفسير "الكشاف" و"المحرر الوجيز" لابن عطية و"مفاتيح الغيب" لفخر الدين الرازي، "وتفسير البيضاوي" الملخص من "الكشاف" ومن "مفاتيح الغيب" بتحقيق بديع، و"تفسير الشهاب الآلوسي"، وما كتبه الطيبي والقزويني والقطب والتفتزاني على "الكشاف"، وما كتبه الخفاجي على "تفسير البيضاوي"، و"تفسير أبي السعود"، و"تفسير القرطبي" والموجود من "تفسير الشيخ محمد بن عرفة التونسي" من تقييد تلميذه الأبي وهو بكونه تعليقا على "تفسير ابن عطية" أشبه منه بالتفسير لذلك لا يأتي على جميع آي القرآن و"تفاسير الأحكام"، و"تفسير الإمام محمد ابن جرير الطبري"، وكتاب "درة التنزيل" المنسوب لفخر الدين الرازي، وربما ينسب للراغب الأصفهاني)
-خطته في تفسيره:
• للإختصار أعرض عن العزو لهذه التفاسير.
• ميّز ما فتح الله عليه من فهم في معاني ، ومسائل علميه ، مما لم يسبقه أحد إليها حسب علمه وما لديه من تفاسير . ولا يدعي الإنفراد فربما سبقه أحد لشيء من هذه الفتوحات ،وهذا يقع أحياناً.
• طرز كتابه بدقائق البلاغة كلما لاح له هذا الفن العظيم في آية من آيات القرآن ، بحسب مبلغ فهمه وطاقة تدبره.
ففن البلاغة لم يخصه أحد من المفسرين بكتاب كما خصوا الفنون الأخرى ، فمعاني القرآن ذات أفانين كثيرة مترامية الأطراف موزعة على آياته ، فهي مابين آيات أحكام وآيات آداب وآيات قصص ، وربما تشتمل الآية الواحده على أكثر من فن، وخص المفسرون هذه الفنون ونحا نحوها ، والفن الذي دقائقه في كل آية هو البلاغة .
• أهتم ببيان وجوه الإعجاز ، ونكت البلاغة والأساليب العربية.
•أهتم ببيان مناسبة الآيات ببعضها ببعض، وهو ممن اعتنى به الفخر الرازي، وألف فيه البقاعي كتابه ( نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) إلا إنهما قد أتوا في ذلك بما ليس بمقنع، إما المناسبة بين السور فلا يراه حقا على المفسر.
• بين أغراض السور ، لئلا يقتصر الناظر في التفسير على بيان معاني المفردات.
• بيّن معاني المفردات في اللغة بضبط وتحقيق، ليجد المطالع فيها مراده ، وما فيها من فوائد ونكت على قدر واستعداده.
•أودع تفسيره نكت من معاني القرآن وأساليب الإستعمال الفصيح ومن إعجاز القرآن خلت عنها كتب التفاسير .
-ثناؤه على تفسيره
• ساوى هذا التفسير على اختصارة مطولات القماطير .
• فيه أحسن مافي التفسير ، وفيه أحسن مما في التفاسير
-تسميته:
•سماه ( تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد )
• اختصر اسمه باسم ( التحرير والتنوير من التفسير)
- وضع له مقدمات في بدايته تكون عوناً للباحث في التفسير ، وتغنيه عن معاد كثير.
............
المقدمة الأولى
في التفسير والتأويل وكون التفسير علما
- معنى التفسير لغة:
مصدر فسّر بتشديد السين ، هو مضاعف فسر الذي مصدره الفَسْر ( من بابي نصر و ضرب) وكلاهما متعدّ
فالتضعيف ليس للتعدية.
الفسر : الإبانة والكشف لما يدل عليه الكلام أو لفظ بكلام آخر يكون أوضح للمعنى المفسَّر عند السامع.
- - دلالة لفظ التفسير على التكثير
ربما يكون التكثير مجازي بأن ينزل إعمال الذهن والتفكر في استخراج المعنى واختيار أوفق الأقوال لبيان معناها بمنزلة العمل الكثير ،كتفسير صحار العبدي وقد سأله معاوية عن البلاغة فقال: "أن تقول فلا تخطئ، وتجيب فلا تبطئ" ثم قال لسائله: "أقلني لا تخطئ ولا تبطئ".
ويشهد لهذا قوله تعالى {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا}.
- التفسير في الإصطلاح:
هو اسم للعلم الذي يبحث في معاني ألفاظ القرآن الكريم ، وما يستفاد منها، باختصار أو بتوسع.
- موضوعه:
ألفاظ القرآن ، بالبحث عن معانيها وما يستنبط ويستخرج منها من دلالات.
- الفرق بين علم التفسير وعلم القراءات
يخالف التفسير علم القراءات ، بموضوعه ، فقد تمايز كلاً منهما بموضوع ، يختلف عن الآخر ، لأنهم يقولون ( تمايز العلوم بتمايز الموضوعات ، وحيثياتها.
- اعتبار التفسير ( علم )
العلم إذا أطلق فيراد به عدة معاني
1- يراد به إدراك الشيء ، كما يقوله أهل المنطق ، العلم إما تصور وإما تصديق.
2- يراد به العقل .
3- يراد به التصديق الجازم ، وهو مقابل الجهل .(وهذا غير مراد في اعتباره علم)
4- المسائل العلمية التي يبرهن عليها ، فهي قضايا كلية .
ومباحث التفسير ، ليست قضايا يبرهن عليها فما هي بكلية ، بل تصورات جزئية، فهي إما تفسير ألفاظ ، كتفسير ( ملك يوم الدين ) يوم الجزاء ، فهذا من قبيل التعريف لفظي
أو استنباط معاني ،كما في تفسير قوله تعالى :( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ً) مع قوله:( وفصاله في عامين) استبط أن أقل مدة الحمل ستة أشهر ، وهذا من دلالة الإلتزام ، ففي عده عالم تسامح.
- وجوه احتمال اعتبار التفسير علماً
ربما عدو تفسير ألفاظ القرآن علما لواحد من هذه الوجوه الستة:
(1)لكون مباحثه ، يستنبط منها علوم كثيرة وقواعد كلية .
(2)العلوم الشرعية مباحثها مفيدة للكمال العلمي للعامل بهاوالتفسير أعلاها في ذلك.
(3)بيان ألفاظ القرآن وتعريفاتها ترجع إلى قضايا ، ويتفرع عنها معاني كثيرة تنزلها منزلة الكلية ، والاستشهاد عليها بشعر العرب ، يقوم مقام البرهان على المسألة .
(4)إن أثناء التفسير ، قد يتم تقرير قواعد كلية لبعض المسائل ، مثل : تقرير قواعد النسخ ، عند تفسير ( ما ننسخ من آية) وقواعد التأويل عند تقرير {وما يعلم تأويله} وقواعد المحكم عند تقرير {منه آيات محكمات} فمجموع تلك وما معه تسمى علما تغليبا.
•عناية العلماء بجمع الكليات
اعتنى العلماء بإحصاء كليات تتعلق بالقرآن، وجمعها ابن فارس، وذكرها عنه في الإتقان وعنى بها أبو البقاء الكفوي في كلياته.
(5)التفسير حقيقا أن يسمى علماً لأن حقه أن يشتمل على أصول التشريع وكلياته ، ولكن المفسرين ابتدؤا ببيان المعاني ، فغلبت عليهم ، فصرفتهم عن الإشتغال باستخراج أصول الشريعة وكلياتها الا في مواضع قليلة.
(6) اشتغل علماء الإسلام بالتفسيرقبل ،فاكتسب أهله ملكة يدرك بها دقائق القرآن وأساليبه ، فكان مفيدا علوماً كلية لها مزيد اختصاص بالقرآن المجيد فمن أجل ذلك سمي علماً.
- مكانة علم التفسير من العلوم الشرعية:
• من حيث أنه بيان وتفسير لمراد كلام الله ، فهو من أصول العلوم الشرعية بل يعد رأس العلوم الإسلامية كما وصفه البيضاوي بذلك،
• من حيث ما فيه من بيان مكي ومدني، وناسخ ومنسوخ، ومن قواعد الاستنباط فهو يعد في متممات العلوم الشرعية .
• شرف علم التفسير
هو أشرف العلوم الإسلامية ورأسها على التحقيق.
-مراحل علم التفسير
•أول علم ظهر هو علم التفسير
• بدأ القول فيه في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث كان الصحابة رضي الله عنهم يسألونه عما يشكل عليهم فهمه، كما سأل عمر رضي الله عنه عن الكلالة .
•ثم اشتهر بعض الصحابة بالتفسير
أشهر الصحابة في التفسير
*زيد بن ثابت وأبّي بن كعب ، وعبدالله بن مسعود ، وعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم .
* أما علي وابن عباس رضي الله عنهما فهما أكثر الصحابة قولاً فيه، لذلك كثر في كتب التفسير النقل عنهم ، واختلف صحة تلك النقول .
-روايات الكلبي عن ابن عباس
هي روايات نسبت كذباً إلى ابن عباس رواها محمد بن السائب الكلبي ( المتوفي146هـ) في تفسيره ، لكن تكلم أهل الحديث فيها
وهي : عن أبي صالح عن ابن عباس،
فإذا اضيف إليها رواية محمد بن مروان السدي عن الكلبي فهي سلسلة الكذب، مقابلة لما لقبوه بسلسلة الذهب، وهي مالك عن نافع عن ابن عمر.
-رواية مقاتل ورواية الضحاك، ورواية علي بن أبي طلحة الهاشمي عن ابن عباس
أصحها رواية علي بن أبي طلحة، وهي التي اعتمدها البخاري في كتاب التفسير من صحيحه ، على طريقة التعليق،
(2)الرواية عن علي رضي الله عنه
هنالك روايات تسند لعلي رضي الله عنه، أكثرها من الموضوعات، إلا ما روي بسند صحيح، مثل ما في صحيح البخاري ونحوه.
• ثم شاع التفسير في عصر التابعين ، لكثرة الخوض فيه ، لدخول كثير من غير العرب في الإسلام ، فتصدى لبيانه بعض التابعين
أشهر التابعين في التفسير
* مجاهد وابن جبير
*عبدالملك بن جريج المكي(80-149هـ) ، أول من صنف في التفسير
- مسالك المفسرين في تفاسيرهم
تنوعت تفاسير العلماء بعد ذلك كلاً بحسب ذوقه وتوجهه، فمنهم
• سلك التفسير بالمأثور عن السلف
*أول من صنف بهذا النوع، مالك ابن أنس، و الداودي تلميذ السيوطي في طبقات المفسرين، وذكره عياض في المدارك إجمالا.
* أشهر من صنف بهذه الطريقة هو محمد بن جرير الطبري.
• التفسير بالنظر أو الرأي
كتفسير أبي إسحاق الزجاج وأبي علي الفارسي.
• ومنهم من أكثر من نقل الإسرائيليات
، فكثرت في كتبهم الموضوعات،.
• ومنهم من اعتنى بالمعاني والغوص فيها ، كالزمخشري في كتابه "الكشاف" وابن عطية في كتابه "المحرر الوجيز"
-الفرق بين التفسير والتأويل
اختلف العلماء ، في هل التفسير مساو للتأويل أم هو أخص منه أو مباين له على أقوال:
(1)متساويان في المعنى ، قاله ثعلب وابن الأعرابي وأبو عبيدة ، وهو ظاهر كلام الراغب.
(2)التفسير للمعنى الظاهر والتأويل للمتشابه.
(3) التأويل هو صرف اللفظ الظاهر معناه إلى معنى آخر محتمل لدليل فيكون هنا بالمعنى الأصولي،
وهنالك أقوال أخر لا عبرة بها.
وكل هذه التعريفات لا مشاحة فيها ،لكن الراجح القول الأول لدلالة اللغة والآثار عليه
* أما اللغة
فلأن التأويل مصدر أوله إذا أرجعه إلى الغاية المقصودة، والغاية المقصودة من اللفظ هو معناه وما أراده منه المتكلم به من المعاني، فساوى التفسير، على أنه لا يطلق إلا على ما فيه تفصيل معنى خفي معقول. قال الأعشى:
على أنها كانت تأول حبها = تأول ربعي السقاب فأصحبا
أي تبيين تفسير حبها أنه كان صغيرا في قلبه، فلم يزل يشب حتى صار كبيرا كهذا السقب، أي ولد الناقة، الذي هو من السقاب الربيعية لم يزل يشب حتى كبر وصار له ولد يصحبه قاله أبو عبيدة.
*أما الآثار :
قال الله تعالى: {هل ينظرون إلا تأويله} أي ينتظرون إلا بيانه الذي هو المراد منه،
وقال صلى الله عليه وسلم في دعائه لابن عباس: ((اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل))، أي فهم معاني القرآن،
وفي حديث عائشة رضي الله عنها كان صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه: ((سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)) يتأول القرآن
استطرادات :
- الفرق بين الفعل ( فسر )والمصدر في المعنى:
فيه قولان :
•قيل المصدران والفعلان متساويان في المعنى.
• وقيل يختص المضاعف:
(1) بإبانة المعقولات، قاله الراغب وصاحب البصائر.
كأنه يريد بذلك أن بيان المعقولان يكلف الذي يبينه كثرة القول، كقول أوس بن حجر:
الألمعي الذي يظن بك الظن = كأن قد رأى وقد سمعا
فكان تمام البيت تفسيرا لمعنى الألمعي،
(2) الحدود المنطقية المفسِّرةَ للمواهي والأجناس
ناسب أن يخص هذا البيان بصيغة المضاعفة ، لأن فعّل المضاعف الذي ليس للتعدية ، المقصود منه الدلالة على التكثير من المصدر، قال في الشافية ( وفعّل للتكثير غالباً)
- إفادة فعّل المضعف للتكثير
1• إذا كان ليس متعدي فهو يفيد التكثير
قال في الشافية (وفعّل للتكثير غالباً)
2•إذا كان المضعف للتعدية، فإن إفادته التكثير مختلف فيها:
فقيل: تقارنه إفادة التكثير مقارنة تبعيه
لأن الفعل المضاعف بحالة كونه فعل لازم عرف بإفادته للتكثير، فإذا عُدل بالكلام من التعدية بالهمزة ، إلى تعديته بالتضعيف لقصد الدلالة على التكثير، فإنه تقارنه تلك الدلالة عند استعماله للتعدية مقارنة تبعية.
قول المصنف: استفاد معنى التكثير في حالة استعمال التضعيف للتعدية، أمر حاصل من قرينة عدول المتكلم عن المهموز الخفيف إلى المهموز الثقيل، فهذا العدول قرينة على التكثير ، وكذلك الجمع بين اللازم والمتعدي كما فعل الزمخشري بذكر ( أنزل ، ونزّل)قرينة على التكثير .
•ومثله "فرق"و "فرّق" بالتشديد ، فقد ذكر القرافي في أول "أنواء البروق" ونسب ذلك إلى بعض مشايخه أن العرب فرقوا بينهما
*"فرق "بالتخفيف، جعلوها للمعاني
*"فرق "بالتشديد، للأجسام بناء على أن زيادة المبنى تقتضي زيادة المعنى أو قوته، والمعاني لطيفة يناسبها المخفف، والأجسام كثيفة يناسبها التشديد.
•واستشكل القرافي بعدم اطراده .
• رأي المصنف
قال ليس من التحرير بالمحل اللائق، بل هو أشبه باللطائف منه بالحقائق،
فالعرب لم تراع في استعماله معقولا ولا محسوسا وإنما الكثرة سواء كانت حقيقية أو مجازية.
*دليل ذلك
الاستعمال القرآن، فالاستعمالين ثابتان في الموضع الواحد، كقوله تعالى {وقرآنا فرقناه} قرئ بالتشديد والتخفيف، وقال تعالى حكاية لقول المؤمنين: {لا نفرق بين أحد من رسله} وقال لبيد:
فمضى وقدمها وكانت عادة = منه إذا هي عردت إقدامها
فجاء بفعل قدم وبمصدر أقدم.
وقال سيبويه "إن فعل وأفعل يتعاقبان" على أن التفرقة عند مثبتها، تفرقة في معنى الفعل لا في حالة مفعوله بالأجسام.

المقدمة الثانية
في استمداد علم التفسير
-المقصود باستمداد العلم:
هو : معلومات سابقة يستعين بها المؤلف على إتقان تدوين ذلك العلم الذي يدونه.
-سبب التسمية باستمداد:
تشبيه احتياج العلم لتلك المعلومات بطلب المدد، والمدد العون، والغوث،
وليس كل ما يذكر في العلم يعتبر مدد وإنما ما كان يقوم عليه العلم ويرفده.
أما ما يورد من مسائل علوم أخرى فلا يعد مدداً ، مثل استطرادات فخر الدين الرازي في ( مفاتيح الغيب).
* ما يعد من التفسير و ليس مدد له:
أ- الآثار:
وتعني :
1-ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، من بيان المراد من بعض القرآن في مواضع الإشكال والإجمال، وذلك شيء قليل.
2- ما نقل عن الصحابة الذين شاهدوا نزول الوحي من بيان سبب النزول، وناسخ ومنسوخ، وتفسير مبهم.
-معنى كون سبب النزول من التفسير:
أي أنه يعين على التفسير لا أن يقصر معنى الآية عليها ،لان سبب النزول لا يخصص.
كقصة قدامة بن مظعون رضي الله عنه الذي شرب الخمر متوهما أنه لا جناح عليه لقولة تعالى: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا} فاعتذر بها لعمر بن الخطاب في شربه خمرا،:"
3-إجماع الأمة:
تشمل الآثار إجماع الأمة على تفسير معنى، كإجماعهم على أن المراد من الأخت في آية الكلالة الأولى هي الأخت للأم، وأن المراد من الصلاة في سورة الجمعة هي صلاة الجمعة.
ب: تفسير بعض آي القرآن ببعض، لأن ذلك من قبيل حمل بعض الكلام على بعض، كتخصيص العموم وتقييد المطلق وبيان المجمل وتأويل الظاهر ودلالة الاقتضاء وفحوى الخطاب ولحن الخطاب، ومفهوم المخالفة.
ذكر ابن هشام، في مغني اللبيب، في حرف لا، عن أبي علي الفارسي، أن القرآن كله كالسورة الواحدة، ولهذا يذكر الشيء في سورة وجوابه في سورة أخرى، نحو: {وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون} وجوابه {ما أنت بنعمة ربك بمجنون} اهـ.
لكن هذا الكلام ليس بصحيح لأن القرآن قد يحمل بعض آياته على بعض وقد يستقل بعضها عن بعض.
*العلوم التي يستمد منها علم التفسير:
أولاً:علم العربية:
المراد منها معرفة مقاصد العرب من كلامهم وأدب لغتهم سواء حصلت تلك المعرفة، بالسجية والسليقة، كالمعرفة الحاصلة للعرب الذين نزل القرآن بين ظهرانيهم، أم حصلت بالتلقي والتعلم كالمعرفة الحاصلة للمولدين الذين شافهوا بقية العرب ومارسوهم، والمولدين الذين درسوا علوم اللسان ودونوها.
*دور اللغة العربية في تفسير القرآن:
قواعد العربية هي طريقا لفهم معاني القرآن، وبدون ذلك يقع الغلط وسوء الفهم، لمن ليس بعربي بالسليقة ، لإن القرآن كلام عربي.
قال أبو الوليد ابن رشد، في جواب له عمن قال: إنه لا يحتاج إلى لسان العرب ما نصه: هذا جاهل فلينصرف عن ذلك وليتب منه فإنه لا يصح شيء من أمور الديانة والإسلام إلا بلسان العرب يقول الله تعالى: {بلسان عربي مبين} إلا أن يرى أنه قال ذلك لخبث في دينه فيؤدبه الإمام على قوله ذلك بحسب ما يرى فقد قال عظيما" اهـ.
المراد بقواعد العربية:
مجموع علوم اللسان العربي، وهي: متن اللغة، والتصريف، والنحو، والمعاني، والبيان. استعمال العرب المتبع من أساليبهم في خطبهم وأشعارهم وتراكيب بلغائهم.
1-علمي البيان والمعاني:
لهذين العلمين مزيد اختصاص بعلم التفسير لأنهما وسيلة لإظهار خصائص البلاغة القرآنية، وما في الآيات من وجه الإعجاز ولذلك كان هذان العلمان يسميان في القديم علم "دلائل الإعجاز"
-قول السكاكي في مقدمة القسم الثالث من كتاب المفتاح.
-أهمية علم البلاغة :
علم البلاغة به يحصل انكشاف بعض المعاني واطمئنان النفس لها، وبه يترجح أحد الاحتمالين على الآخر في معاني القرآن .
2-استعمال العرب:
هو الإكثارمن الإطلاع على أساليبهم في خطبهم وأشعارهم وأمثالهم ، ليحصل بذلك ذوق للبلاغة والسليقة والسجية عند العربي القح ، فللمفسر الاستشهاد في بعض المواضع على المراد في الآية، ببيت من الشعر، أو بشيء من كلام العرب.
روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "عليكم بديوانكم لا تضلوا، هو شعر العرب فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم
- أخبار العرب:
أخبار العرب تعتبرمن جملة أدبهم.
-خصها المصنف بالذكر تنبيها لمن يتوهم أن الاشتغال بها من اللغو فهي يستعان بها على فهم ما أوجزه القرآن فيما يذكر من القصص والأخبار للموعظة والاعتبار، فنحو قوله تعالى: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا} وقوله: {قتل أصحاب الأخدود} يتوقف على معرفة أخبارهم عند العرب.
-توجيه رأي الإمام أحمد بالتمثيل ببيت شعر لبيان معنى في القرآن:
يؤثر عن أحمد بن حنبل رحمه الله، أنه سئل عن تمثل الرجل ببيت شعر لبيان معنى في القرآن فقال: ما يعجبني فهو عجيب،
فوجه المصنف هذا الرأي إن صح عن الإمام أحمد بأنه لعله يريد كراهة أن يذكر الشعر لإثبات صحة ألفاظ القرآن كما يقع من بعض الملاحدة.
-مما يدخل في استعمال العرب:
ما يؤثر عن بعض السلف في فهم معاني بعض الآيات على قوانين استعمالهم، كما روى مالك في الموطأ عن عروة بن الزبير قال: قلت لعائشة وأنا يومئذ حديث السن: أرأيت قول الله تعالى: { فلا جناح عليه أن يطوف بهما} فما على الرجل شيء أن لا يطوف بهما، فقالت عائشة: كلا لو كان كما تقول، لكانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، إنما نزلت هذه الآية في الأنصار كانوا يهلون لمناة الطاغية، وكانت مناة حذو قديد، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله عن ذلك، فأنزل الله: {إن الصفا والمروة} الآية اهـ،
ثانياً: القراءات:
القراءات لا يحتاج إليها إلا في الاستدلال بها على تفسير غيرها، وإنما يكون في معنى الترجيح لأحد المعاني القائمة من الآية أو لاستظهار على المعنى، فذكر القراءة كذكر الشاهد من كلام العرب.
ثالثاً:أصول الفقة:
يذكرون أحكام الأوامر والنواهي ،فتحصل أن تكون مادة للتفسير من جهتين:
حداهما :أن علم الأصول فيه مسائل كثيرة هي من طرق استعمال كلام العرب مثل مسائل الفحوى ومفهوم المخالفة.
الجهة الثانية: أن علم الأصول يضبط قواعد الاستنباط ويفصح عنها فهو آلة للمفسر في استنباط المعاني الشرعية من آياتها.
*مالا يعد من التفسير:
1- علم الكلام
ذكر المصنف ان عبدالحكم والآلوسي عدا علم الكلام من التفسير
ونفى المصنف هذا الرأي لأن كون القرآن كلام الله قد تقرر عند سلف الأمة قبل علم الكلام، ولا أثر له في التفسير، وأما معرفة ما يجوز وما يستحيل فكذلك، ولا يحتاج لعلم الكلام إلا في التوسع في إقامة الأدلة على استحالة بعض المعاني،.]ولا يخفى ان علم الكلام دخيل على الأمة فلا يقبل في التفسير ولا في غيره من علوم الشريعة [
2- الفقة:
لم يعد المصنف الفقه من مادة علم التفسير كما فعل السيوطي، لعدم توقف فهم القرآن، على مسائل الفقه، فإن علم الفقه متأخر عن التفسير وفرع عنه.
-علم التفسير رأس العلوم الإسلامية:
إن استمداد علم التفسير، من هذه المواد لا ينافي كونه رأس العلوم الإسلامية فهو أصل لعلوم الإسلام على وجه الإجمال، وإنما هذا الاستمداد من بعض العلوم لقصد تفصيل التفسير على وجه أتم من الإجمال.
القاعدة الثالثة
في صحة التفسير بغير المأثور ومعنى التفسير بالرأي ونحوه
الآثار في التحذير من تفسير القرآن بالرأي:
-روى الترمذي عن ابن عباس أن رسول الله قال: ((من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار))، وفي رواية: ((من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار)).
-روى أبو داود والترمذي والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ"
-روي عن أبي بكر الصديق أنه سئل عن تفسير الأب في قوله {وفاكهة وأبا }. فقال: "أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني إذا قلت في القرآن برأيي".
-ويروى عن سعيد بن المسيب والشعبي إحجامهما عن ذلك.
من هذه الآثار نشأت شبهه عدم التفسير إلا بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صحابته عليهم رضوان الله .
الجواب عن هذه الشبهه من خمس وجوه:
1-المراد بالرأي هو القول بغير استناد لمقاصد الشريعة ولغة العرب وتصاريفها و علم بالناسخ والمنسوخ وسبب النزول وغيرها مما له صلة بمعنى الآية .
2- أن يفسر الآية دون الإحاطة بجوانب الآية ومواد تفسيرها بأن ينظر مثلا لوجه واحد كوجه العربية.
3-أن يكون صاحب رأي أو مذهب فيصرف المعنى لتقرير مذهبه ورأيه.
4- أن يفسر القرآن برأي مستند إلى ما يقتضيه اللفظ ثم يزعم أن ذلك هو المراد دون غيره وفي هذا تضييق.
5- أن يكون القصد من التحذير أخذ الحيطة في التدبر والتأويل ونبذ التسرع إلى ذلك.
-الشواهد على جواز تفسير القرآن بغير المأثور:
*كثرة أقوال السلف من الصحابة فمن يليهم في تفسير آيات القرآن، كما يكثر استنباطاتهم برأيهم وعلمهم.
*اتساع التفاسير وتفنن المفسرين باستنباطاتهم من معاني القرآن فهو كما قالوا " لا تنقضي عجائبة"
*الرسول صلى الله عليه وسلم دعا لإبن عباس " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل "والمراد بالتأويل تأويل القرآن، وقول علي رضي الله عنه لما سأله أبي جحفة هل عندكم شيء غير القرآن ؟ قال : لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن"
*المراد من تلاوة القرآن هو التدبر وهو إعادة النظر في الآية وتفهم معناها ، ولو كان فسر وانتهى لم يؤمر بتدبره ولأصبحت استنباطات المتأخرين في التفسير مردودة.
* استنباط الأحكام التشريعية التي لم يسبق لها من قبيل التفسير ، هذا الإمام الشافعي يقول: تطلبت دليلا على حجية الإجماع فظفرت به في قوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}.
-الغلو في الورع في تفسير القرآن:
اشتد الغلو في الورع ببعضهم حتى كان لا يذكر تفسير شيء غير عازيه إلى غيره. وكان الأصمعي لا يفسر كلمة من العربية إذا كانت واقعة في القرآن، وربما تطرق إلى بعضهم في بعض أنواع الأحوال دون بعض.
-الرد على من لا يفسر إلا بالمأثور:
نجد ان هؤلاء لم يضبطوا مرادهم من المأثور ، فإن أرادوا به ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسير بعض آيات إن كان مرويا بسند مقبول من صحيح أو حسن، فإذا التزموا هذا الظن بهم فقد ضيقوا سعة معاني القرآن،وغالطوا أنفسهم فيما دونوه من تفسير وأئمتهم ،سأل عمر بن الخطاب أهل العلم عن معاني آيات كثيرة ولم يشترط عليهم أن يرووا له ما بلغهم في تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن أرادوا بالمأثور ما روي عن النبي وعن الصحابة خاصة وهو ما يظهر من صنيع السيوطي في تفسيره الدر المنثور، لم يتسع ذلك المضيق إلا قليلا لأن أكثر الصحابة لا يؤثر عنهم في التفسير إلا شيء قليل.
وإن أرادوا بالمأثور ما كان مرويا قبل تدوين التفاسير الأول مثل ما يروى عن أصحاب ابن عباس وأصحاب ابن مسعود،فقد فتحوا الباب فلا بد من الإعتراف بأقوال التابعين في معاني القرآن التي لم يسندوها .
كما يدل اختلافهم في معاني آيات كثيرة على أنها من تأويلاتهم وفهمهم .كما أنه في تفسير الطبري الذي اعتمد فيه على المأثور مع سياق اسانيدها إلا أنه يختار منها ويرجح بينها .
- التفسير الباطني:
وهو أن للقرآن ظهر وبطن فالظاهر الألفاظ والبطن المعاني وهذه المعاني لا يعلمها إلا إمام معصوم .
1- تفسير الباطنية
*من هم الباطنية :
طائفة من غلاة الشيعة عرفوا عند أهل العلم بالباطنية فلقبوهم بالوصف الذي عرفوهم به، وهم يعرفون عند المؤرخين بالإسماعيلية لأنهم ينسبون مذهبهم إلى جعفر بن إسماعيل الصادق، ويعتقدون عصمته وإمامته بعد أبيه بالوصاية.
*مذهبهم في التفسير:
صرفوا ألفاظ القرآن عن ظواهرها بما سموه الباطن، وزعموا أن القرآن إنما نزل متضمنا لمعاني خفية من شأن الحكماء. علمها.
سبب مذهبهم هذا في التفسير:
قولهم هذا سببه أنهم يرون أنه لابد للمسلمين من إمام من أهل البيت يبين مراد الله فلما توقعوا محاجة المسلمين لهم بأدلة الكتاب والسنة فرأوا أنه لابد من تأويل الحجج لتقوم بدعتهم فرأوا صرف جميع القرآن عن معناه الظاهر وأن له معاني خفية لا يعلمها إلا الحكماء فالعامة تشتغل بالمعنى الظاهر. من تفاسيرهم تفسير القاشاني .
-جذور مذهب الباطنية:
مذهبهم مبني على قواعد الحكمة الإشراقية ومذهب التناسخ والحلولية فهو خليط من ذلك، ومن طقوس الديانات اليهودية والنصرانية وبعض طرائق
الفلسفة ودين زرادشت.
من تصدى للرد عليهم:
تصدى للرد عليهم الغزالي في كتابه الملقب بـ "المستظهري"
وبين ابن العربي في كتاب العواصم شيئا من فضائح مذهبهم.
تحقيق صحة الآثار التي ورد فيها أن للقرآن ظهر وبطن
أما ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن للقرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا)).لم يصح عنه
وأما ما روي عن ابن عباس أنه قال: إن للقرآن ظهرا وبطنا. فبقية كلام ابن عباس أنه قال فظهره التلاوة وبطنه التأويل وبهذا أوضح مراده إن صح عنه بأن الظهر هو اللفظ والبطن هو المعنى.
2- الصوفية وتفسير الإشارات:
يذكر الصوفية في بعض الآيات معاني لا تجري على ألفاظ القرآن ظاهر وإنما بتأويل ونحوه.ولكن لا يدعون بهذه الإشارات أنها تفسيرا للقرآن بل يعنون أن الآية تصلح للتمثل بها في الغرض المتكلم فيه، لذلك سموها إشارات.وهو بذلك خالفوا الباطنية.
-رأي العلماء في هذه الإشارات:
*الغزالي يراها مقبولة.
*ابن العربي يرى إبطال هذه الإشارات
رأي المصنف:
هذه الإشارات لا تخرج عن ثلاث حالات:

1 -يجري فيه معنى الآية مجرى التمثيل لحال شبيه بذلك المعنى.
2- ما كان من نحو التفاؤل فقد يكون للكلمة معنى يسبق من صورتها إلى السمع هو غير معناها المراد وذلك من باب انصراف ذهن السامع إلى ما هو المهم عنده.
3- عبر ومواعظ وشأن أهل النفوس اليقظى أن ينتفعوا من كل شيء ويأخذوا الحكمة حيث وجدوها فما ظنك بهم إذا قرأوا القرآن وتدبروه فاتعظوا بمواعظه.
فنسبة الإشارة إلى لفظ القرآن مجازية فليست دلالة لفظية على معنى الآية.
وكل دلالة خرجت عن الأحوال الثلاث السابقة فهي تقترب من الباطنية.
-ما يخرج من الإشارة:
يخرج منها ما يعرف في الأصول بدلالة الإشارة، وفحوى الخطاب، وفهم الاستغراق من لام التعريف في المقام الخطابي، ودلالة التضمن والالتزام ،وغيرها من الدلالات العرفية مما يدركه أهل العربية.
-التحذير من الخوض في آيات الله بلا علم:
إن تفسير القرآن والقول فيه دون مستند من نقل صحيح عن أهل التفسير هذا أمر خطير يجب الحذر منه.
...................
المقدمة الرابعة
فيما يحق أن يكون غرض المفسر
-فائدة معرفة مقاصد القرآن الكريم
لتستبين غاية المفسرين على اختلاف طرائقهم ، ومدى تحقيق المفسر لمقاصد القرآن أو بعض منها.
-المقصد الأعلى من نزول القرآن الكريم
صلاح الأحوال الفردية والجماعية والعمرانية .
-كيفية بيان الله لمراده من عباده:
•أنزل القرآن ليحفظ به مقاصد الدين ، بما أودع الله في ألفاظة التي نتعبد بها لمعرفة مراده .
•جعل وحيه باللسان العربي المبين .
•جعل العرب هم المتلقين لوحيه أبتداءاً والمبلغينه لغيرهم .
-الحكمة من اختيار اللسان العربي والعرب ، لتبليغ القرآن
لأن اللسان العربي أفصح الألسنة وأوسعها انتشارا ، وأكثرها تحملا للمعاني مع إيجاز اللفظ.
واختار العرب لكونها أمة سلمت من أفن الرأي عند المجادلة ، ولم تشغلها الرفاهية والتكالب على عليها .
-المقاصد الأصلية التي جاء بها القرآن :
1-إصلاح الإعتقاد وهذا أعظم سبب لإصلاح الخلق.
2-تهذيب الأخلاق ( وإنك لعلى خلق عظيم) وقالت عائشة رضي الله عنها ( كان خلقه القرآن)
3-التشريع وهو الأحكام خاصة وعامة.
4-سياسة الأمة ، القصد منه صلاح الأمة وحفظ نظامها.
5- القصص وأخبار الأمم السالفة للتأسي بصالح أعمالهم .
6- التعليم بما يناسب حاله عصر المخاطبين ( علم الشرائع وعلم الأخبار)
7- المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير.
8- الإعجاز بالقرآن ليكون آية دالة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم .
-غرض المفسر
هو بيان ما يقصده من مراد الله تعالى في كتابه بأتم بيان يحتمله المعنى ولا يأباه اللفظ من كل ما يوضح المراد من مقاصد القرآن، أو ما يتوقف عليه فهمه أو ما يخدم المقصد تفصيلا وتفريعاً مع إقامة الدليل على ذلك أن فيه خفاء.
-طرائق المفسرين ثلاث:
1-الإقتصار على ظاهر المعنى مع بيانه وإيضاحه ، وهذا الأصل.
2-استنباط معاني خفية تقتضيها دلالة اللفظ او المقام ، ولا يخالفها او يمنعها الاستعمال ولا مقصد القرآن.
في هذه الطريقة فرع العلماء وفصلوا في الأحكام و خصوها بالتآليف الواسعة، وتفاويع الاخلاق والآداب.
3- أن يذكر المسائل ويبسطها لمناسبة بينها وبين المعنى، أو لكون لزيادة فهم المعنى يتوقف عليها، ولغيرها من الاغراض.
وفي هذه الطريقة تجلب مسائل علمية من علوم أخرى لها مناسبة بمقصد الآية.
وبعض مسائل العلوم تكون أشد تعلقا بتفسير آي القرآن .
ويشترط لقبول ذلك : أن يكون موجزا لا يجلب الا الخلاصة من ذلك العلم .
-آراء العلماء في سلوك هذه الطريقة الثالثة:
• منهم من يرى أنه من الحسن التوفيق بين العلوم غير الدينية وبين المعاني القرآنية، ويرون أن القرآن يشير إلى كثيرا منها، منهم ابن رشد الحفيد وقطب الدين الشيرازي، والغزالي والرازي وابن العربي وغيرهم .
واشترط المصنف : توفر الفهم ، وألا يخرج عما يصلح له اللفظ عربية ، ولا يبعد عن الظاهر إلا بدليل ولا يكون تكلفاً بيناً ، ولا خروج عن المعنى الأصلي حتى لا يكون كتفاسير الباطنية.
•ومنهم من لا يرى ذلك، منهم أبو اسحاق الشاطبي، ويستشهد بأن السلف الصالح كانوا أعلم بالقرآن وبعلومه وما أودع فيه ، إلا احكام التكاليف وأحكام الآخرة.
ورأيه بناه على أساس أن القرآن كان خطاب للأميين وهم العرب ، فعتمد في مسلك تفسير معناه وبيان مراده على مقدرتهم وطاقتهم وأن الشريعة أمية.
-وجوه ضعف هذا القول السابق سبعة:
1-ما بنى عليه رأيه يقتضي أن القرآن لم يقصد منه انتقال العرب من حال إلى حال وهذا باطل
2-أن مقاصد القرآن راجعة إلى عموم الدعوة وهو معجزة باقية فليس خاص بالعرب.
3-مقولة السلف ( أنه لا تفنى عجائبه) أي معانية ، ولو كان كما قال الشاطبي لقلصت عجائبة بانحصار معانيه.
4- من تمام اعجازة إيجاز لفظه مع غزارة معانيه.
5-أفهام المخاطبين يقتضي فهم المعنى ومازاد عن ذلك فقد يفهمهم أقوام ويحجب عن أقوام.
6-عدم تكلم السلف عليها إن كان فيما ليس راجعا لمقاصده فهو موافق لرأي المصنف.
وإن كان فيما يرجع للمقاصد فإنهم قد بينوا وفصلوا وفرعوا في علوم اعتنوا بها.
-أنكر ابن العربي التوفيق بين العلوم الفلسفية والمعاني القرآنية.
-مراتب علاقة العلوم بالقرآن الكريم أربع مراتب:
الأولى : علوم تضمنها القرآن كأخبار الأنبياء والأمم، وتهذيب الأخلاق والفقه والتشريع والاعتقاد والأصول والعربية والبلاغة.
الثانية: علوم تزيد المفسر علما كالحكمة والهيئة وخواص المخلوقات.
الثالثة: علوم أشار إليها أو جاءت مؤيدة له كعلم طبقات الأرض والطب والمنطق.
الرابعة: علوم لا علاقة لها به إما لبطلانها كالزجر والعيافة والميثولوجيا، وإما لأنها لا تعين على خدمته كعلم العروض والقوافي.
.......................
المقدمة الخامسة
في أسباب النزول
-المراد بأسباب النزول
هي وقائع تقع فيروى آيات من القرآن نزلت لبيان حكمها أو إنكارها أو لحكيتها او نحوذلك.
-سبب وضع المؤلف مقدمة في أسباب النزول:
• لأن أمر أسباب نزول القرآن دائر بين القصد والإسراف حتى كاد يوهم الناس أن كل آية لها سبب نزول.
•شدة الحاجة إلى تمحيص أسباب النزول في أثناء التفسير.
•ليستغني عن إعادة الكلام عليه عند ذكر أسباب اانزول.
• عذر المؤلف المتقدمين الذين استكثروا من أسباب النزول دون تمحيص.
•لم يعذر علماء التفسير الذين نقلوا تلك الرويات الضعيفة في كتبهم ولم ينبهوا لضعفها.
-أسباب النزول خاصة يراد بها العام:
•قال العلماء بعدم تخصيص أسباب النزول، إلا طائفة شاذة.
• لو أن أسباب النزول ( العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب)
• هناك أسباب نزول المراد منها تخصيص عام او تقييد مطلق ، وهي التي تقف عرضة أمام معاني التفسير.
-المفسز لا يستغني عن علم أسباب النزول لأن فيها؛
•بيان مجمل أو إيضاح خفي وموجز
•منها ما يكون تفسيرا.
•ومنها ما يدل المفسر على طلب الأدلة التي يفسر بها الآية.
ومنها ما ينبه المفسر إلى صور بلاغية تدل على مقتضى المقام .
-أنواع أسباب النزول خمسة:
•يتوقف فهم الآية على علمه ، منه تفسير المبهمات .
•حوادث كانت سبباً لتشريع أحكام .
•حوادث خاصة بشخص واحد فنزلت الآية لإعلانها وبيان حكمها وزجر مرتكبها ، فيقول المفسر : نزلت في كذا وكذا.وهذا القسم أكثر من ذكره القصاص وبعض المفسرين ، ولا فائدة في ذكره.
• حوادث في القرآن آيات تناسب معانيها سابقة أو لاحقة فيذكره المفسر بعبارة توهم أن هذه الحوادث سب نزول لتلك الآيات ، مع انها داخله في معنى الآية.
•قسم يبين المجمل ويدفع متشابهات الآيات ، ومن هذا القسم مالا يبين ما سبق وإنما يبين وجه تناسب الآيات .
-كيفية ورود الهدي القرآني
• قد يكون وارد قبل الحاجة
• وقد يكون الخطاب فيه على وجه الزجر أو الثناء أو غيره.
• أو يكون مخاطبا به جميع من يصلح خطابهم
•وهو في العموم جاء بكليات تشريعية وتهذيبية.
-الحكمة من هذا التنوع
•ليسهل وعي الأمة بدينها
•ليكون الدين متواتراً
•وليكون للعلماء دور في الإستنباط .
•في نزول القرآن عند الحوادث دليل على إعجاز ه من ناحية ارتجازه ، فيقطع دعوى أنه أساطير الأولين .
-كما لا يجوز تخصيص جميع مراد الله ، لا يجوز تعميم ما خصصه ولا إطلاق ما قيده • لأن ذلك يؤدي إلى التخليط في مراد الله أو إبطاله من أصله
كحال بعض الفرق مثل الخوارج عمدوا إلى آيات الوعيد الخاصة بالكفار فوضعوها على المسلمين فجاؤا ببدعة التكفير.
...........................
المقدمة السادسة
القراءات
-سبب وضع المؤلف مقدمة في القراءات
•لعناية كثير من المفسرين بذكر اختلاف القراءات في ألفاظ القرآن وكيفية الآداء.
•ليبين جملا من هذا العلم ليتبين مقدار تعلق اختلاف القراءات بالتفسير ومراتب القراءات قوة وضعفا ..
-حالات القراءات
للقراءات حالتان :
الأولى: لا تعلق لها بالتفسير ، وهي التي من وجوه التجويد وفي تعدد وجوه الإعراب ..
•ميزة القراءات من هذه الجهه:
-حفظت للعربية كيفية نطق الحروف من مخارجها .
-بيان اختلاف لهجات العرب.
-سعة بيان وجوه الإعراب في العربية
•سبب عدم أهمية هذا النوع من القراءات
لأنه لا علاقة له بالتفسير وبيان معان الآيات.
•كيفية قراءة الصحابة في الأمصار قبل جمع عثمان رضي الله عنه
قرأكل فريق بعربية قومه في وجوه الآداء، ويحتمل أن يكون القارئ الواحد يقرأ بوجهين لحفظ اللغة مع حفظ القرآن
•دلالة كراهه مالك القراءة بالإمالة:
دلت على أنه يرى أن القارئ قرأ بها لمجرد اختياره .
ويرى المؤلف أنه لا ضير في ذلك مادامت كلمات القرآن محفوظة.
• جمع عثمان رضي الله عنه:
-أمر أن يكتب المصحف على قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قرأ بها على جبريل في العام الذي قبض فيه( العرضة الأخيرة)
-هذه القراءة هي أيضا قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار
-شهد زيد بن ثابت العرضة الأخيرة .
-حمل الناس على اتباعه وترك ما خالفه من قراءات
-جمع جميع المصاحف المخالفة له وأحرقها ، ووافقه على ذلك جمهور الصحابة
-بعث في الأمصار نسخ من المصحف الإمام ( المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام وقيل اليمن ومصر)
-جمع عثمان رضي الله عنه إتمام لجمع أبي بكر رضي الله عنه.
-الذين قرأوا قراءات مخالفة لمصحف عثمان بقوا يقرأون بها لا ينهون عن ذلك ولكن لم يكتبونها في مصاحف.مثال كان علي رضي الله عنه يقرأ( طلع منضود) بدل ( طلح منضود)
-ممن نسب إليه قراءات مخالفة، عبدالله بن مسعود وأبي بن كعب وسالم مولى أبي حذيفة
-ثم ترك ذلك تدريجياً.
•شروط قبول القراءة غير المتواترة:
-موافقتها وجها في العربية
-موافقتها خط المصحف ، أي موافقة أحد المصاحف الأئمة التي بعث بها عثمان إلى الأمصار.
-صحة سند الرواية
بهذه الشروط تكون رواية صحيحة لا يجوز ردها.
• صنف أبو علي الفارسي كتاب الحجة للقراءات وهو معتمد عند المفسرين.
القراءات العشر
-انحصر توفر الشروط في الروايات العشر
- القراء العشر هم ( نافع ابن أبي نعيم المدني، عبدالله بن كثير المكي، أبو عمر المازني البصري، عبدالله بن عامر الدمشقي، عاصم بن أبي النجود الموفي وحمزة بن حبيب الكوفي والكسائي ويعقوب بن إسحاق الحضرمي وأبوجعفر يزيد بن القعقاع المدنيوخلف البزار الكوفي)
-ما زاد على القراءات العشر
قراءة ابن محيص واليزيدي والحسن والأعمش وهي في مرتبة دون العشر
-ما سوى ذلك عده الجمهور شاذا لأنه لم ينقل بتواتر، ومالك والشافعي عدّ ما دون العشر لا تجوز القراءة به لمخالفته المصحف الإمام
-القراءات المروية بأسانيد صحيحة في كتب الصحيح وغيرها لا يجوز لغير من سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم القراءة بها لعدم تواترها، وإذا بلغته قراءة متواترة تخالف ما رواه يجب عليه القراءة بالمروية تواترا .
-تسمية هذه القراءة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم اطلق هذا الاسم عليها ابن جرير وابن عطيه وغيرهم
-لا تعني هذه التسمية أنها هي فقط المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم ولا ترجيحها على القراءات
-هذا الإطلاق عليها يوهم من ليس له علم أن غيرها لم يقرأ به النبي صلى الله عليه وسلم
• الحالة الثانية:
تعريفها: اختلاف القراء في حروف الكلمات مثل ( مالك ، ملك يوم الدين) او اختلاف الحركات الذي يختلف معه المعنى.
-لهذه القراءات علاقة تعلق بالتفسير.
-مميزات هذه القراءات:
* ثبوت أحد اللفظين يبين المراد من اللفظ الآخر في القراءة الثانية
*أوثير معنى غيره
* تكثر معاني الآية لكثرة الفاظها.
وهذا من زيادة بلاغة القرآن.
•موقف المفسر من تعدد القراءات في لفظة:
-إما يحمل احدى القراءتين على الأخرى ، إن أمكن وإلا يبين اختلاف القراءتين فيكون تعدد أوجه القراءة فيها مقام تعدد كلمات القرآن، وهذا نظير التضمين والتورية والتوجيه في العربية .
-اختلاف القراءات قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في حديث عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم بن حزام عندما سمعه يقرأ بقراءة تخالف ما تعلمه وسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، فشكاه للنبي صلى الله عليه وسلم فسمع من كلا منهما قراءته وقال لكلامنهما: كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعه أحرف فاقرأوا ما تيسر منه.
-مرجع أقوال العلماء في هذا الحديث
للعلماء في معناه أقوال يرجع إلى اعتبارين :
-اعتبار الحديث منسوخاً.
-اعتبار الحديث محكماً.
1- اعتبار الحديث منسوخاً.
القائلين به:البقلاني وابن عبد البر وابن العربي والطبري والطحاوي
وينسب لابن عيينه وابن وهب.
الحكمة منه
قيل أنه كان رخصة في أول الاسلام حيث اباح الله للعرب قراءة القرآن بلغتهم، ثم نسخ ذلك بحمل الناس على قراءته بلغة قريش.
-وقت النسخ:
يظهر من كلام ابن العربي ان النسخ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، فإما نسخ بإجماع الصحابة او بوصية منه صلى الله عليه وسلم
-الدليل
-استدلوا بقول عمر : القرآن نزل بلسان قريش.
-وبنهيه ابن مسعود ان يقرأ ( فتول عنهم عتى حين ) وهي لغة هذيل .
-وبقول عثمان لكتاب المصاحف اذا اختلفتم في حرف فاكتبوه بلغة قريش.
•المراد بالأحرف السبعة ثلاثة أقوال:
[COLOR="blue"][/القول الأول:
المراد بالأحرفCOLOR] : الكلمات المترادفة للمعنى الواحد، فيختار القارئ باللفظ الذي يناسبة من المترادفات .
-والمراد بالسبعة حقيقة العدد ، سبع لهجات اي سبع لغات
-اختلافهم بتعيين هذه اللغات السبع
القول الثاني:
العدد ليس مراد حقيقته بل كناية عن التعدد والتوسع
وهذا القول لجماعة منهم عياض.
القول الثالث:
المراد التوسعة في نحو( كان الله سميعا عليما) يقرأ( عليما حكيما) مالم يختم بغير ما يناسب
وهذا قول ابن عبد البر
2- اعتبار الحديث غير منسوخ
اختلفت مذاهب من قال بهذا القول :
أ-قال جماعة منهم البيهقي الرازي : الاحرف هي أنواع أعراض القرآن كالامر والنهي والحلال ...
وانواع كلامه كالخبر والإنشاء ...
أو انواع دلالاته كالعموم والخصوص
• رأي المصنف
رأى أن هذا القول لا يناسب سياق الحديث من قصد التوسعة
ب-قال جماعة منهم ابو عبيد وثعلب والأزهري ونسب لابن عباس : أي مشتمل على سبع لغات من لغات العرب مبثوثة بالقرآن ،يلزم القارئ بها على التعيين لا الاختيار ، وعينوا تلك اللغات .
رأي المصنف
لا يناسب هذا القول سياق الحديث من قصد التوسعة ولا يستقيم من جهه العدد لأن المحققين ذكروا عدد كبير من لغات العرب في القرآن وصلت الى خمسين لغة.
ج- المراد بالأحرف لهجات العرب في النطق كالفتح والإمالة والمد والقصر ...
بمعنى ان ذلك رخصة مع المحافظة على ألفاظ القرآن
رأي المصنف
هذا أحسن الأجوبة
وأن مقصد عمر في الحديث أن حكيم هو الإخلال بترتيب الآيات حسب ما حفظ فهذه رخصة مع توخي القراءة الموافقة لقراءته صلى الله عليه وسلم .
-الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع اجمع العلماء على ذلك
-تحديد القراءات في سبع لم يدل عليه الدليل وانما حصل بدون قصد او بقصد التيمن بالعد سبعة
-ابن جبر أول من صنف كتاباً في القراءات واقتصر على خمسة قراء من كل مصر واحدا حسب المصاحف التي ارسلها عثمان.
-أول من جمع القراءات في سبع ابن مجاهد على رأس الثلاثمائة .
مراتب القراءات الصحيحة والترجيح بينها
-اتفق الأئمة أن القراءات التي لا تخالف الألفاظ التي في مصحف عثمان هي متواترة وإن اختلفت في كيفية النطق والآداء وتواترها تبعا لتواتر صورة كتابة المصحف
-أما ما كان نطقة صالحا لرسم المصحف واختلف فيه فهو مقبول ولكنه ليس متواتر.
-جزم ابن العربي وغيره أنها غير متواترة مثل قراءة نافع بن ابي نعيم
-قال إمام الحرمين في البرهان : هي متواترة ،ووافقه ابن سلامة الأنصاري ، ورده عليه الأبياري ، وتوسط بينهما المازري فقال: هي متواترة عند القراء وليست متواترة عند عموم الأمة.
-أسانيد القراءات العشر
تنتهي أسانيدها إلى ثمانية من الصحابة وهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله من مسعود، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري.
-وجوه الإعراب في القرآن أكثرها متواتر إلا ما احتمل اعرابان مع اتحاد المعنى.
-ما خالف العربية ففيه نظر ، لأنه لا نحصر فصيح كلام العرب فيما صار اليه النحاة في الكوفة والبصرة.
-في هذا ابطال لما ادعاه الزمخشري في القراءات المتواترة انها على وجوه ضعيفة في العربية .
-القراءات العشر الصحيحة المتواترة تتفاوت من حيث اشتمال بعضها على انواع من البلاغة والفصاحة او كثرة المعاني ... قد يكسب القراءة ترجيحا في رأي بعض العلماء كابن جرير وابن رشد
أسباب ترجيح بعض القراءات على بعض
-إذا كانت اظهر في الإعراب
-أصح في النقل
-أيسر في اللفظ.
كان مالك يكره النبر في القرآن : وهو اظهار الهمزة في كل موضع على الأصل.
-استحباب مالك للتسهيل رواية ورش

-لم تكن لغته صلى الله عليه وسلم الهمز : اي كان ينطق بالهمزة مسهله.
-هل ترجيح قراءة على قراءة يعني أنها أضعف في الإعجاز؟
-الإعجاز مطابقة الكلام لمقتضى الحال ، وكلام كله معجز لكن قد يكون بعضه مشتملا على لطائف كالجناس والمبالغة والتفنن فتزيد القراءة حسنا .
-لا يلزم ان يتحقق في كل آية فالتحدي وقع في سورة واقصر سورة ثلاث آيات
-ذكر المصنف منهجه في ذكر القراءات في تفسيره
-أنواع القراءات في بلاد المسلمين

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir