النَّوْعُ الخَامِسُ والسَّادِسُ: النَّهَارِيُّ واللَّيْلِيُّ
الليليُّ والنَّهاريُّ :يقول الناظم-رحمه الله تعالى-:يعني ما نزل بالليل وما نزل بالنهار.
أصل نزول القرآن في الليل أو النهار :الأصل النهار؛ لأن الليل سكن، والنزول إنما يكون في حال اليقظة على الخلاف الذي سيأتي في سورة الكوثر. وإذا كان التنزيل في اليقظة؛ فاليقظة إنما تكون بالنهار، والليل سكن .
الأقوال بسورة الفتح متى نزلت :
_قال الناظم :وسُورَةُ الفَتْحِ أَتَتْ في اللَّيْلِ):ومقتضى كلامه أن تكون سورة الفتح كلها نزلت بالليل .
_ومنهم من يقول: أن الفتح هو فتح مكة؛ وهو المراد بالآية. والتعبير عنه بالماضي لتَحَقُقِ وقوعه، والسورة نزلت قبل فتح مكة.
_ومنهم من يقول: أن الحديبية مقدمة للفتح، ومقدمة الفتح فتحه.
والراجح ,مطلع هذه السورة نزل بالليل:( لقد أنزل عليّ الليلة قرآناً ) ثم تلا إلى قوله-سبحانه وتعالى- {صراطاً مستقيماً }.
الخلاف بين العلماء تبعاً لما جاء في الأحاديث في أول صلاة صلاها النبي-صلى الله عليه وسلم-إلى القبله :
- فمنهم من رجح: أن أوّل صلاةٍ صلاها النبي-عليه الصلاة والسلام-هي صلاة الصبح؛ وعلى هذا يكون نزول الآية: بالليل.
- ومنهم من يقول: أن أول صلاةٍ صلاها هي صلاة العصر. وأما صلاة الصبح فهي الصلاة في قباء,صلاة أهل قباء الذين مرّ بهم الصحابي الذي صلى مع النبي-عليه الصلاة والسلام-قبل ذلك ، وأخبرهم بأن القبلة حولت إلى الكعبة، فاستداروا كما هم. يكون بلوغهم الخبر في أثناء صلاة العصر .
والراجح انها نزلت نهاراً ,إسناداً لقول الناظم لا يعقل أنها تنزل بالليل ولا يصلي النبي-عليه الصلاة والسلام-إلا صلاة العصر، لا يمكن أن يحصل هذا { فول وجهك } ثم يصلي إلى بيت المقدس.
آية الحجاب {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأزواجك }وقت نزولها :
قال الناظم-رحمه الله-:نساء النبي _عليه الصلاة والسلام_ لا يخرجن لقضاء الحاجة إلا في بالليل، كما ثبت ذلك في الصحيح من حديث عائشة : فخرجت سودة بنت زَمعة أم المؤمنين لقضاء حاجتها، وهي لا تخرج إلا بالليل، كغيرها من نساء النساء النبي_عليه الصلاة والسلام_وكان عمر _رضي الله تعالى عنه_ يريد منع نساء النبي_عليه الصلاة والسلام_ من الخروج ولا في الليل، لئلا يتعرض لهنّ أحد ثم قال لها لما رآها : "قد عرفناك يا سوداء" .
وسودة امرأة معروفة لتميزها في جسمها امرأة طوال، وثبطة ثقيلة،فعرفها عمر و يعرفها غير عمر، وهي متحجبة الحجب الكامل وتُعرف بجسمها، "قد عرفناك ياسودة"، تأذت من هذا الكلام فذكرت ذلك للنبيّ_ عليه الصلاة والسلام_فنزلت الآية.
آية الثلاثة الذين خلفوا ,قوله تعالى{وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ}:
قال الناظم :وهم: كعب ابن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع، وهذه الآية،[نزلت بالليل ] يقينًا لما في الصحيح من حديث كعب قال :فأنزل الله توبتنا على رسوله_ صلى الله عليه وسلم_ حينما بقي الثلث الآخر من الليل .
_(بَعْضٌ لِلَيْلِيٍّ عَلى): قال الناظم :فهذه الآيات المذكورات بعضٌ لليلي على أن الكثير من الآيات نزل بالنّهار(على أن الكثير بالنّهار نزلَ).