دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثاني

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #7  
قديم 23 شوال 1443هـ/24-05-2022م, 01:57 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الأولى:
السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.

لما كان محمد صلى الله عليه و سلم خاتم النبيين و المرسلين كانت رسالته آخر الرسالات و من لازم ذلك كمالها، فجاء القرآن كتاب الله للعباد كاملًأ من كل جانب:
1- كمال علومه: قال تعالى(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (89)
نقل ابن كثير قول ابن مسعود في تفسير هذه الآية: قال ابن كثير أن قول ابن مسعود أعم وأشمل ; فإن القرآن اشتمل على كل علم نافع من خبر ما سبق ، وعلم ما سيأتي ، وحكم كل حلال وحرام ، وما الناس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم ، ومعاشهم ومعادهم .
جمع علوم الأصول و الفروع وعلوم الأخلاق و الآداب و علوم الكون، و فيه بيان لكل ما يحتاجه العباد ليوم القيامة.
فيه تبيان لكل شيء و أصله، و لا ينقض علومه علم صحيح قديم أو حديث،قال تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42]
2- دلائل كمال أحكامه
و قال عز من قائل: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]
أحكام الله لا أحسن منها حكمًا، فلا قوانين وضعية تحمل عدل الله ، فأحكامه وفق حكمته و علمه، اللذان وسعا كل شيء، و أحكام الله شرعية و كونية ، جاءت بأنفع ما يكون للعباد في الدنيا و الآخرة.
3- كمال و حسن الألفاظ و المعاني:
قال تعالى :﴿ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود: 1]،قال ابن جرير في تفسير هذه الأية: أحكم الله آياته من الدَّخَل والخَلَل والباطل، ثم فصَّلها بالأمر والنهي.
وذلك أن " إحكام الشيء " إصلاحه وإتقانه ، و " إحكام آيات القرآن " إحكامها من خلل يكون فيها ، أو باطل يقدر ذو زيغ أن يطعن فيها من قِبَله، وأما " تفصيل آياته " فإنه تمييز بعضها من بعض، بالبيان عما فيها من حلال وحرام ، وأمرٍ ونهي.
لا يعارض بعضه بعضًا، قال تعالى :{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]
من كمال معانيه، أنه يهدي لأقوم السبل قال تعال({إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]
أنه الحق ، ال الاستغراق، فكلام الله في كتابه هو الحق من كل نوع و جانب و غيره الباطل {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} [الأحزاب: 4]
من كماله أنه حتى تفسيره هو أحسن تفسير ،و يقول تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 33]
من كمال ألفاظه؛ أن ألفاظه أبلغ الألفاظ و أقومها، و لا أحسن منها في بيان مراد الله عز و جل، كل لفظ وضع لمعنى بعينه، و إن كان اللفظ واحد قد يحمل معنًا مختلف حسب سياق الكلام، و لا يقوم مقامها أي لفظ،
من كمال ألفاظه و إحكام معانيه أنه مثاني، و لا يعرف الأمر إلا بضده، فجاءت المتقابلات العامة و الخاصة لتكون نورًا و هدى لمن يريد النور و الهداية.
قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2]
البر يقابله التقوى؛ فالبر اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد والأخلاق والأعمال، ويقابله التقوى و هو اسم جامع لما يجب أن يُتقى من جميع ما يأثم عليه العبد و يضره في الدنيا و الآخرة.
و يقابل البر و التقوى، الإثم و العدوان؛ قال تعالى : {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]
الإثم ما كان في حق الله، و العدوان ما كان في حق الله و كلاهما يتقى بأعمال البر و التقوى.
و من حسن أسلوبه ،حذف معمول الفعل ليفيد العموم ، قال تعالى:
{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]
فالزاد هنا لم يختص بشئ، فجاز أن يجمع بين زاد سفر الدنيا، وزاد سفر الآخرة بالتقوى.
و من المثاني، و المتقابلات، مقابلة أمور ظاهرة حسية بأمور باطنة
مثال ذلك مقابلة اللباس الجسدي و لباس القلوب، فذاك حسي يحفظ العورات و التقوى تحفظ القلوب، قال تعالى: {يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا} [الأعراف: 26]
وكذلك قوله في صفة نساء الجنة: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} [الرحمن: 70]
فوصفهن بجمال الباطن بحسن الخلق الكامل، وجمال الظاهر بأنهن حسان الوجوه وجميع الظاهر.
وكذلك قوله: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى - الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [الليل: 15 - 16]
كذب الخبر بقلبه وتولى عن الطاعة بجسده و قلبه.
وكذلك قوله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 89]
فالروح اسم جامع لنعيم القلب، والريحان اسم جامع لنعيم الأبدان، وجنة نعيم تجمع الأمرين.
و الجمع بين حق الله و عمل العبد، قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]
فحق الله على العباد توحيد عبادته، و العبد يستعين بالله في هذه العبادة.
من حسن معانيه بيان أن أحسن الدعاء الذي يجمع بين خيري الدنيا و الآخرة، قال تعالى {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً} [البقرة: 201]
وكذلك قوله: {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 277]
من حسن معانيه و إحكامها نفي كل ما يضر العبد من حزن على مكروه ماضي أصابه و من خوف يستقبله.
و قوة تأثير القرآن بسبب كمال ألفاظه و كمال معانيه،تظهر في حدوث التذكرة لمن يؤمن باليوم الآخر، قال تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45].
و تحدث التذكرة لمن كان قلبه حيًا ، قال الله سبحانه وتعالى: { إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيّاً }[34]
من قوة تأثيره هدايته للرشد ، قال تعالى: (قل أوحي إليّ أنّه استمع نفر من الجنّ فقالوا إنّا سمعنا قرآناً عجباً، يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً }[37] [38]
من قوة تأثيره ما يصيب المؤمنون حقًا حين يسمعونه، من وجل للقلب و زيادة الإيمان، قال الله تعالى: { إنّما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربّهم يتوكّلون }[62].
و ما يصيبهم من اطمئنان ، قال تعالى: { الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب }[66]
و ما يصيب القلوب من وجل يظهر على الجلود قشعريرة حين يستمعون آيات العذاب، فلما تثنى بآيات الجنة و الثواب المقيم، تمتلئ قلوبهم بمحبة الله و رجاء هذا الثواب، فتلين القلوب و الجلود، قال تعالى: { الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الّذين يخشون ربّهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد }[78]

السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
أصل الأسباب كلها الإيمان والعمل الصالح،و يندرج تحت هذين السببين أمور كثيرة منها:
1- من أسباب تحصيل كفاية الله للعبد :
-تحقيق العبودية الحقة ظاهرًا و باطنًا، قال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: 36]
- التوكل على الله أحسن التوكل: قال تعالى :{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]
2- أسباب الرزق؛
- التقوى قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3]
- الحركة و السعى وقوله: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [الملك: 15]
3- من أسباب الخروج من كل كرب وضيق وشدة؛
- التقوى قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا
- ، وكذلك قوله:{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ - فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87 - 88]
4- أسباب الحصول على جميع المطالب، من فضل الله و إحسانه؛ من جلب المنافع و الخيرات في الدنيا و الآخرة، و دفع المكرهات:
- الدعاء؛ دليله قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]،
- الدعاء الصادر من قلب مفتقر لله، قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل: 62]
- الدعاء و الإحسان كما في قوله تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 5
- الإحسان( مع الله في عبادته، و مع الخلق ) قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] وقوله:
{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60]
- {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]
- الإنفاق‘ قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]
- الصبر و الصلاة، قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 4
5- أسباب غفران الذنوب والخطايا:
- التوبة و الإيمان و العمل الصالح: قال تعالى:
• {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]
- عمل الحسنات: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]
- التقوى و الصبر، قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90]
6- من أسباب الفوز بالجنة:
- الصبر،على أقدار الله و على الطاعة و عن المعصية، قال تعالى {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ} [الرعد: 24]، و قال تعالى{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} [الفرقان: 75]
- وجعل الله كون العبد طيبا في عقيدته وخلقه وعمله سببا لدخول الجنة، وللبشارة عند الموت، شاهده قوله تعالى: {طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73]
- وقوله: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} [النحل: 32]
7- أسباب نيل الإمامة في الدين، و نيل المقامات العالية:
- الصبر و اليقين ،قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]
- العلم النافع قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]
8- مفاتيح العلم و الهداية:
- حسن السؤال ، قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]
- حسن القصد و الاستماع، قال تعالى {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ} [المائدة: 101]
- التقوى، قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29]
- الاتباع قال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: 16]
- الجهاد( للنفس و الأعداء) ، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]
9- من أسباب النصر و الفوز على الأعداء؛
- الأخذ بالأسباب و إعداد العدة و أخذ بأسباب القوة، قال تعالى : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]
- الجهاد: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 14]
{فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 84]
10- من أسباب دوام النعم و زيادتها، شكرها، قال تعالى:{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]
11- من أسباب كل عاقبة حميدة و منزلة رفيعة؛
- التقوى، قال تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128]
- الصبر و التقوى و الإحسان، قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90]
12- من أساب نيل محبة الله ؛
- متابعة الرسول صلى الله عليه و سلم، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]
- الصبر، قال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146]
- الإحسان مع الله و العباد، قال تعالى: {يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134]
- التقوى، قال تعالى: {يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76]
- القتال في سبيله، قال تعالى: {يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4]
13- من أسباب السعادة؛ القناعة ، التي من أسبابها نظر نعم الله على العبد و عدم النظر لما في يد الغير، قال تعالى:{قَالَ يا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 144]
14- من أسباب صلاح الأحوال؛ العدل، قال تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ - أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ - وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} [الرحمن: 7 - 9]
15- من أسباب عصمة العبد من المعاصي و الفتن؛
- ما قام في قلب العبد من إخلاص، قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24]
- التحرز والبعد عن الموبقات المهلكة والحذر من وسائلها طريقا سهلا هينا لتركها، شاهده قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} [البقرة: 187] [أي محارمه] {فَلَا تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187]
16- من أسباب العصمة من الشيطان؛
- الإيمان و التوكل على الله، قال تعالى:{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل: 99]
- الاستعاذة بالله، قال تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم). وقال تعالى: (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون).
17- وجعل الله مفتاح الإيمان واليقين التفكر في آيات الله المتلوة، وآياته المشهودة، والمقابلة بين الحق والباطل بحسن فهم وقوة بصيرة.
18- من أسباب تيسير عمل العبد بما أمره الله به،العطاء و الكرم و التقوى، و التصديق ، قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } [الليل: 5 - 10]
19- من أسباب تأليف القلوب؛
- مقابلة المسيء بالإحسان، وحسن الخلق قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]
- الرفق و الرحمة في المعاملة، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]
20- أسباب جني ثمار الدعوة، أن تكون كما جاء في الآية: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة
والفرق بين التبصرة والتذكرة في مثل قوله: {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} [ق: 8]
التبصرة سبب و التذكرة نتيجة، فالتبصرة العلم عن فهم و إدراك و تفكر، ينتج عنه عمل قلبي و عمل بالجوارح، عمل قلبي؛ تصديق و اعتقاد ، يتبعه تسليم و إقرار و اعتراف و عمل بالجوارح، و هذه هي التذكرة.
و التبصرة تحدث للعبد بقدر ما معه من العلوم و الفهم و الذكاء، و بقدرها تكون التذكرة و اليقين في القلب
2. العلم واليقين
العلم: هو الحقيقة التي عليها العلم، و هي ما قام عليها الدليل، و العلوم علمان نافع و غير نافع، النافع الذي نريده هو ما كان فيه زيادة للإيمان مأخوذًا عن نبي الله صلى الله عليه و سلم.
اليقين: هو أخص من العلم، و ذلك من وجوه:
21- وصفه؛ أنه العلم الراسخ الذي لا يدخله ريب و لا شك، و هو درجات:
- علم اليقين: العلم الثابت بالأدلة ( الخبر)
- عين اليقين: العلم الذي يتيقن بالمشاهدة؛ بالعين و البصر.
- حق اليقين:إذا ذاق العبد حقيقة العلم.
2- أثر العلم، اليقين العلم الذي يورث الطمأنينة و السكينة في قلب العبد؛ بالخبر، بذكر الله، بحكم الله و حكمته و سعة علمه، فيصبر و يرضى و يسكن قلبه.

2-الفرق بين الخوف و الخشية: "
الخوف: ما يمنع العبد أن يأتي ما حرم الله.
الخشية: خوف مقرون بمعرفة الله.
و تورث الخشية في القلب الخضوع و الذل لله و المحبة، فيورث ذلك الجوارح الاستسلام .
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع
. معية الله للعباد على نوعين:
1- المعية العامة، بعلم الله و إحاطته، قال عز و جل:{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [المجادلة: 7] .
يقتضي ذلك كمال علم الله و سعته، فهو السميع العليم، و إذا ما علم العبد ذلك راقب الله في أفعاله و أقواله، أن تكون على ما يحب الله و يرضاه، و سكن و اطمأن أنه لا يغيب عنه شئ، فيتوكل عليه أحسن التوكل.
2- المعية الخاصة،معية خاصة لعباد الله المؤمنين، و هذه المعية كثر ذكرها عن المعية العامة،و جاء ذكرها مقرونة بصفات خاصة يحبها الله:
- التقوى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194]
- أهل الإحسان،( مع المحسنين)
- أهل الصبر،(مع الصابرين.)
- و من ذلك معيته للنبي صلى الله عليه و سلم و صاحبه الصديق ، قال تعالى: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]
- و معيته لموسى عليه السلام و هارون أخوه، قال تعالى: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46]
و معية الله لأوليائه معية تقتضي النصرة و المعونة و التوفيق و السداد في الأمر، و إذا قيد أمر بصفة كان الأمر بقدر ما كان للعبد من اتصاف بالصفة، كلما حقق منها كلما كانت النصرة و التأييد.
ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
الطغيان هو تجاوز الحد و في حق الله هو تجاوز الحد في المعصية و مبارزة الله بها، و في حق العباد ظلمهم بجميع الطرق.
و سبب الطغيان جحود نعم الله و جهل بالله عز و جل، و من صوره ؛ طغيان الملك و السلطة و المال و الأولاد و النسب و العلم.
1- من أمثلة من بغى بملكه ؛لملك الذي حاجه إبراهيم؛قال تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ} [البقرة: 258]
و كذلك فرعون حيث قال : {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} [الزخرف/51]، ثم جاوز الحد في الطغيان حتى قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات/24].
2- من أمثلة من كانت القوة سبب لطغيانهم؛ عاد قوم هود حيث قالوا: {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} [فصلت/15].
3- ومن أمثلة من تطغيهم أموالهم وسلفهم قارون الذي قال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص/78]، ثم لم يلبث أن اختال بما أوتيه من مال {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} [القصص/79].
من أسباب طغيان العبد المؤمن؛ضعف الإيمان في قلبه والتقوى و ضعف شعوره بفقره وحاجته إلى الله. يقول - تعالى -: (كَلاَّ إنَّ الإنسَانَ لَيَطْغَى 6أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى)، فيرى في ما أنعم الله عليه كفايته عن ربه، اغترارًا و جهلًا، فيستغنى عن ربه، فيطغى بما أنعم الله عليه، من مال أو ولد، أو علم.
و صورة طغيان العلم ما قاله وهب بن منبه: إن للعلم طغياناً كطغيان المال، وهذا إن ترفع به صاحبه على من دونه ولم يزكه بالعمل به، أو إن دفعه علمه للتحايل على شرع الله وتتبع الرخص.
أما الطغيان في العبادة فمن العُبَّاد من يرى لنفسه فضلاً على من هم دونه فيها ولا يراهم إلا مقصرين وكسالى ،ومن العُبَّاد من يحسب أنه هو الناجي وحده وكل الناس هلكى، وفي الحديث "إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم.
وأما الطغيان بالنسب فالتطاول به على الناس من أمور الجاهلية التي وأخبرعنها عليه الصلاة والسلام فقال: "يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبيةالجاهلية وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان؛ بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}".
جزاء الطغيان:
1- لما كان الطغيان لهم ديدن كان العقاب لهم أن يمدهم فيه، وذلك كما في قوله - تعالى -: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة: 51].
2- الجزاء من جنس العمل؛ فلما كان الطغيان علواً في الأرض بغير الحق كانت عاقبته الذلة والهوان:
- فرعون الذي غره ملكه وادعى أنه الرب الأعلى فقد سلبه الله ملكه وغرق في الماء الذي كان يفتخر به يجري من تحت قصره.
- عاد الذين غرتهم قوتهم فقد أرسل عليهم جنداً من جنده، قال الله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ} [فصلت/16].
- قارون الذي اختال على الناس بكنوزه وأمواله وعلا بها عليهم فقد جعله الله عز وجل أسفل سافلين، قال الله: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص/81] هذا في الدنيا.
3- أما في الآخرة :
- فقد قال الله سبحانه وتعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات/37-39].
- قال - سبحانه -: {هَذَا وَإنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ} [ص: 55].
السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
ورد في القرآن آيات عامة عطف عليه بعض أفرادها الداخلة فيها، مثال ذلك:
{مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98]
هنا ذكر الملائكة و الرسل ثم خص منهم جبيرل و ميكائيل
{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر: 4] .
ذكر الملائكة ثم خص منهم جبريل بالذكر
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238]
ذكر الصلاوات كلهاثم خص الصلاة الوسطى بالذكر.
{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ} [الأعراف: 170] دخل فيه الدين كله ثم قال: {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} [الأعراف: 170]
ذكر ما يقوم به الدين كله ثم خص القيام بالصلاة .
و هذا العطف بمخصوص يدخل في العام يدل على فضيلة المذكور و شرفه، و أن له مكانة أعلى من باقي ما يدخل في العام.

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.
يبين ما تشابه هنا قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ - وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 96 - 97]
هذه الآية تبين أن من حق عليه العذاب و تأكد هو من كان معاندًا للحق لا يقبل الهداية، طبع على قلوبهم بكفرهم و إعراضهم عن الحق فلا يجد الهدى سبيلًا لقلوبهم، صار الضلال و الظلم و الكفر و الطغيان و الفسق ملازم لهم ، و السبب أنهم أعرضوا أولًا و عاندوا، رأوا سبيل الهدى فحادوا عنه إلى سبيل الضلال، استحبوا الضلال على الهدى، راغبين في الدنيا عن الآخرة..
2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
مثال ذلك قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93]
{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 14]
{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 81]
1- يرد المتشابه إلى المحكم، و هو أنه من قام في قلبه إيمان فهو لا يخلد في النار و هو من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، فتكون هذه أسباب للخلود في النار بذاتها، مالم يقم مانع لذلك و هو الإيمان في القلب
2- أن الخطيئة المراد بها الكفر؛ لأن قوله: {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: 81] دليل على ذلك؛ لأن المعاصي التي دون الكفر لا تحيط بصاحبها، بل لا بد أن يكون معه إيمان يمنع من إحاطتها.
3- المعاصي يدخل فيها الكفر في قوله تعالى :{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 14]
السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]
هذه الآيات من الآيات الجامعة ففيها أمر بما ينفع الدين و العقل و البدن و نهي عن ضده بألفاظ بسيطة، بليغة، فأمر بما هو فيه صالح الإنسان من أكل و شرب ،و الأمر هنا للوجوب فلا يحل شرعًا ترك الأكل و الشرب، و لا عقًلا لأن بهما تقوم حياة الإنسان، و الأصل في الأكل و الشرب الحل إلا ما خصه الله بالحرمة مما لا ينفع الإنسان، و استحضار أن الأكل ليس عادة بل هو طاعة لأمر لله مما يجلب الحسنات للعبد، فبذلك تكون عبادة و ليس عادة.
و الأكل و الشرب لم يحدد نوعه و لا وصفه، و يتبين ذلك من نهيه عن الإسراف و تجاوز الحد، فتضمن هذا النهي أمران، نهي عن تجاوز الحد و تضييع الأموال في المأكل و المشرب، و هذا مما بينه ما روي عن أَبي كَريمَةَ المِقْدامِ بن مَعْدِيكَرِب قالَ: سمِعتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يقولُ: مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطنٍ، بِحَسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ
و يتضمن أيضًا أن لا يكلف الإنسان نفسه فق طاقته ليجلب خير ما وجد من مأكل و مشرب، و لكن يكون بحسب ما يتيسر للعبد حسب قدرته؛ غناه و فقره،
و في الإسراف في المأكل و المشرب سوء يصيب العبد، أوله ؛ أنه يعصي الله و رسوله ، لذا يلزم منه توبة عن ذلك عن فعل.
و من السوء أن الإسراف فيه دلالة على سفه العقل، و سوء التدبير، و فيه تضييع أمانة المال التي أمنها الله عليها.
و فضول المأكل و المشرب مما يملأ البطن و يثقل النفس و القلب عن الطاعات، فيكسل العبد عن الصلاة و عن ذكر الله، و يكثر نومه، و يكون صيدًا لنفسه الأمارة بالسوء محبة الكسل، و للشيطان الذي يجره بعد ترك الواجب لعمل المعاصي.
و الإسراف في أي شيء مظنة الإفلاس، فمن كان صرفه في وجه لا يحتاجه، كان ذلك نوع من عدم شكر النعمة ، فيحرمها، و يكون ذلك سببًا لفقر ماله بعد فقر نفسه، قال تعالى: {وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29]
و تذييل الآية بالنهي عن الإسراف بأن الله لا يحبه، اثبات لصفة المحبة لله، و مزيد حث للتعرض لمحبة الله بترك الإسراف ، و عمل ما يحبه الله من القصد و التوسط في كل الأمور و يدخل فيها دخولًا أوليًا الأكل و الشرب.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir