الأسلوب الإستنتاجي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي هدى والصلاة والسلام على رسول الهدى ،أما بعد فإن محور الرسالة التفسيرية في أسلوب الإستنتاج هو قول الله تعالى :{إن ربك لبالمرصاد}الفجر-14.
فإن لهذه الآية فوائد كثيرة ومعاني جليلة ،تلين فيها القلوب وتدمع منها العيون وتبشر كل من ظُلم وتحذر كل من ظَلم ،فمما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام :(عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا معاذ ، إن المؤمن لدى الحق أسير . يا معاذ ، إن المؤمن لا يسكن روعه ولا يأمن اضطرابه حتى يخلف جسر جهنم خلف ظهره . يا معاذ ، إن المؤمن قيده القرآن عن كثير من شهواته ، وعن أن يهلك فيها هو بإذن الله ، - عز وجل - فالقرآن دليله ، والخوف محجته ، والشوق مطيته ، والصلاة كهفه ، والصوم جنته ، والصدقة فكاكه ، والصدق أميره ، والحياء وزيره ، وربه ، - عز وجل - من وراء ذلك كله بالمرصاد " ).(1)
ومما جاء فيها عن الصحابة :(ما رواه الضحاك عن ابن عباس : إن على جهنم سبع قناطر ، يسأل الإنسان عند أول قنطرة عن الإيمان ، فإن جاء به تاما جاز إلى القنطرة الثانية ، ثم يسأل عن الصلاة ، فإن جاء بها جاز إلى الثالثة ، ثم يسأل عن الزكاة ، فإن جاء بها جاز إلى الرابعة . ثم يسأل عن صيام شهر رمضان ، فإن جاء به جاز إلى الخامسة . ثم يسأل عن الحج والعمرة ، فإن جاء بهما جاز إلى السادسة . ثم يسأل عن صلة الرحم ، فإن جاء بها جاز إلى السابعة . ثم يسأل عن المظالم ، وينادي مناد : ألا من كانت له مظلمة فليأت فيقتص للناس منه ، يقتص له من الناس فذلك قوله - عز وجل - : إن ربك لبالمرصاد . وقال الثوري : لبالمرصاد يعني جهنم عليها ثلاث قناطر : قنطرة فيها الرحم ، وقنطرة فيها الأمانة ، وقنطرة فيها الرب تبارك وتعالى ).(2)
ومن فوائدها السلوكية التي تدعو الناس إلى اليقين بالله والخشية منه :
1-إن يخشى المرء أن يظلم الناس لأنه في نهاية الأمر سيلاقي ربه بالمرصاد .
2- أن يتيقن من ظلم في الدنيا أن الله سيأخذ حقه ممن ظلمه .
3-أن يحاسب المرء نفسه قبل الإقدام على ما يغضب الله تعالى لأن الله سيكون بالمرصاد له .
4- أن لا يغتر المرء عند إمهال الله له أنه يرضى عن صنيعه ولا يعاقبه وإنما هو يمهل ولا يهمل ،فإنه في نهاية الأمر سيلاقي ربه .
5- أن لا يتهاون في الذنب ويبادر على التوبة .
6- ويدل حرف التوكيد (إن)أن الله سيجازي كلاً بما يستحقه ولن يسقط حق مظلموماً أبداً.
وتدل الآية على سعة علم الله وعدله وقدرته وقوته وهيمنته سبحانه .
هذا ما بدأ لي والحمد لله رب العالمين.
المصادر:
(1) تفسير ابن كثير
(2)تفسير القرطبي