دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #28  
قديم 27 ربيع الثاني 1437هـ/6-02-2016م, 09:00 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

آداب تلاوة القرآن وأحكامها

السؤال الأول :
وضح المقصود بآداب تلاوة القرآن وبين الحكمة منها
المقصود بآداب تلاوة القرآن هو ما ينبغي للمسلم التزامه وفعله عند تلاوة القرآن الكريم سواء كان ذلك الأدب واجبا كالطهارة لمس المصحف أو مستحبا كالسواك وتطييب الفم ،وسواء إن كان ما ينبغي فعله إذا نوى القراءة أي قبل التلاوة كالوضوء أو أثناءها كتأول الآيات والخشوع والتدبر أو بعدها كالدعاء وغيره ...

والحكمة من هذه الآداب أن لها أثرا كبيرا على حياة المسلم , لأن القرآن كلام الله تعالى ، وبتلاوته فإنما يتلو المسلم خطاب ربه ، وتعظيمه لكلامه وخطابه من تعظيمه لله عز وجل المتكلم بهذا الكلام ...و من هذه الآثار :
أنها تعين تالي القرآن على الخشوع ، فإذا خشع واستحضر قلبه للتلاوة تدبر وفهم وحصل مقصود التلاوة من انتفاع بكلام الله ، ومن ثم يستحيل هذا الانتفاع سلوكا في حياة المسلم ، فيعمل به ، ويصير كلام الله منهجا لحياته ...

فهذه الآداب إذن مفتاح للتدبر والفهم والانتفاع والعمل ...

السؤال الثاني :
اذكر آداب التلاوة الواجبة والمستحبة
من آداب التلاوة الواجبة :
- الطهارة لمس المصحف
- تعظيم المصحف

من الآداب المستحبة :
قبل التلاوة :
- الوضوء والطهارة للتلاوة القرآن
- السواك وتطييب الفم
- استقبال القبلة إن تيسر

عند التلاوة :
- الاستعاذة والبسملة
- تأول القرآن فإذا مر بآية تسبيح سبح وبآية سؤال سأل وبآية نعيم سأله الله وإن مر بآية عذاب استعاذ منه
- سجود التلاوة عند المرور بمواضعها أثناء التلاوة
- الخشوع للتلاوة والبكاء
- تجويد القرآن وتحسين النطق به والترتيل
- رفع الصوت بالقرآن والتغني به
- مراعاة الوقف والابتداء
- احترام المصحف

بعد التلاوة :
- الدعاء عند الختم

السؤال الثالث :
أ. الطهارة :
تلاوة القرآن الكريم عبادة من أعظم العبادات وقربة من أجل القربات وذكر هو أفضل الذكر ... وهل خير من أن يُذْكر الله بما ذكر به نفسه بكلامه ؟ وهل أجل عبادة من التقرب إلى الله بكلامه ؟ ... ولأجل أن القرآن كلام الله كان على المسلم تعظيمه وتوقيره ، والحرص على أن يكون في أحسن هيئاته وأحواله ... وأكملها ... والطهارة جزء من ذلك الكمال والاستعداد ...
والطهارة عند تلاوة القرآن لها حكمان :
الأول : أنها مستحبة عند تلاوة القرآن الكريم مطلقا دون مس للمصحف ، سواء كانت التلاوة وهو يرى الآيات أو استظهارا عن ظهر قلب ، ... لأن التلاوة من العبادات ، ولأن المتلو هو كلام الله ... وفي الطهارة لذلك تعظيم له ... كما أن في الطهارة والوضوء تكفير للخطايا وتطهير للبدن والروح استعدادا لتلقي كلام الله بقلب يقظ وروح مقبلة وذهن صاف ... فكما تتحات الأقذار عن البدن بالوضوء والتطهر تتحات الخطايا والآثام ويتفتح القلب فيحصل انتفاعه بكلام الله وحسن تدبره والخشوع فيه ...
وهذه الطهارة مستحبة غير واجبة . فيجوز للمسلم أن يتلو على غير طهارة ...

أما في الحدث الأكبر أي للحائض والجنب ففيه خلاف على ثلاث آراء :
- منهم من يجيز للحائض والجنب قراءة القرآن تلفظا ومس المصحف كذلك وهو رأي الظاهرية
- ومنهم من يمنع ذلك كليا
- ومنهم من يفرق بين الحائض والجنب ، إذ الحائض حيضتها ليست من نفسها وإنما هو أمر مقدر عليها وقد تطول حيضتها ، فأجاز هذا البعض للحائض تلاوة القرآن خاصة إن كانت معلمة أو متعلمة ...
أما الجنب فوقته لا يطول وبيده رفع الحدث متى شاء ...

وأما الثاني من أحكام الطهارة عند تلاوةالقرآن :
الثاني أن الطهارة واجبة وذلك عند مس المصحف على رأي الأئمة الأربعة وفقهاء الأمة وعلمائها ..

ب. الاستعاذة :

الاستعاذة : هي قول ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) أو. ما يماثلها من الصيغ المسنونة .. ومعناها الالتجاء والاعتصام بالله واللوذ به من كيد الشيطان الرجيم ومكره ...
فأعوذ : أي ألتجئ وأعتصم وألوذ ،
والشيطان : هو كل عات متمرد من الإنس والجن والدواب ، والاستعاذة تتضمن استعاذة من الضلال أو الضرر في الدين والدنيا أو الصد عن الطاعات وتزيين المعاصي والمنكرات ...
والرجيم : هو المرجوم المطرود من رحمة الله ...
وهي مستحبة عند الشروع بقراءة القرآن ، أخذ الأمر من قوله تعالى ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) وصرفه من الوجوب إلى الندب ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستعاذة في بعض المرات ....
قال الإمام الشاطبي رحمه الله :
إذاما أردت الدهر تقرأ فاستعذ جهارا من الشيطان بالله مسجلا
على ما أتى في النحل يسرا وإن تزد لربك تنزيها فلست مجهلا

وقال الإمام ابن الجزري رحمه الله :
وقل أعوذ إن أردت تقرا كالنحل جهرا لجميع القرا
وإن تغير أو تزد لفظا فلا تعد الذي قد صح مما نقلا

والصيغة الراجحة للاستعاذة :
( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) وهو تأول لآية سورة النحل ، واختيار أكثر القراء وثبت في السنة من حديث سليمان بن صرر ولها صيغ أخرى مقبولة ...
وشرعت الاستعاذة عندابتداء التلاوة :
- لأنها التجاء وتحصن بالله من الشيطان الرجيم ... ففيها طرد للشيطان ، ودفع للخطرات والوساوس واستجماع للفكر واستحضار للقلب ... فلا يوسوس للمسلم أو يصرفه عن كلام الله ...
- وبالتالي فائدتها بعد التلاوة أنها وسيلة لإعانة العبد على العمل بالقرآن بعيدا عن الوساوس ...
- وهي علامة أن المتلو هو كلام الله ، إذ أننا لا نبتدئ شيئا من أعمالنا بالاستعاذة باستثناء القرآن ، وهو أدعى لاسترعاء انتباه السامع للمتلو ...

ولكن لم لا ينتفع كل من يستعيذ من الشيطان باستعاذته عند تلاوة القرآن ؟؟!!
الجواب أنهم يقرأون الاستعاذة بقلب لاه ، ساه وغافل عما يحاك له ويدبر له شيطانه ، إذ تحولت الاستعاذة إلى عادة . والعبادة متى تحولت إلى مجرد عادة فقدت معناها وغاياتها ومقصوداتها ... . فمن أراد من الاستعاذة أن تحقق غرضها فتطرد الشيطان وتدفع الوساوس وتعين على الانتفاع بالقراءة لا بد له من فهم معانيها واستحضارها واليقين بأثرها ...

ج. الترتيل
قال تعالى : ( ورتل القرآن ترتيلا )
الترتيل هو قراءة القرآن بتؤدة وطمأنينة وترسل وتحسينها وتبيين حروفها ... وهو أمر مستحب عند القراءة مع التغني وتحسين الصوت ، قال تعالى : ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) ... ، والمكث هو التؤدة والتمهل ، والقراءة قراءة مترسلة بلا سرعة شديدة. ...
فمن الترتيل مع التؤدة والتمهل مراعاة أحكام التجويد كما نقل القرآن إلينا ( مرتلا مجودا بالعربي ) ... فنقل القرآن إلينا بمدوده وغننه وإدغامه وإخفائه ووقفه وابتدائه ... لذلك فإن من حسن الأداء وحسن التلاوة والأدب ، كما أنه من كمال الترتيل التزام أحكام التجويد دون إخلال بها ... وفيه محاكاة لتلاوة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كانت قراءته مدا ... ونقله إلينا صحابته رضوان الله عليهم حتى وصل إلينا هكذا ...
فالترتيل صفة للتلاوة الملتزمة أحكام التجويد سواء كانت القراءة حدرا أو متمهلة محققة ...

وكذلك من الترتيل التغني بالقرآن ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به ) متفق عليه ، كما ورد في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) ... فينبغي لقارئ القرآن أن يتغنى بالقرآن ما استطاع ، حتى لو كان صوته ضعيفا ... فإنه إن حسن تجويده وحرص على ترتيل القرآن فإن حسن الأداء يكسو الصوت جمالا لا يحصله من جمال الصوت وحده مع تضييع القراءة ... فلا يدفع ضعف الصوت وقلة جماله صاحبه للإحجام عن محاولة التغني والترتيل ... بل يحاول ما استطاع الخشوع في القراءة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم ( زينوا القرآن بأصواتكم ) ...
ومن جمع له الأمرين فطوبى له ... جمال الصوت الفطري مع حسن الأداء ...
مع محاولة الابتعاد عن محاكاة ألحان الموسيقى والغناء ... وإنما يقرأ القرآن بلحون العرب لا بلحون أهل الفسق أو محاكاة المقامات فذلك مكروه ورجح بعض أهل العلم أن ذلك محرم ...

قال ابن الجزري رحمه الله عن تلاوة القرآن : مع حسن صوت بلحون العرب. مرتلا مجودا بالعربي

وللترتيل أثر في نفس التالي والسامع ، فيجلب حسن الأداء والترتيل مع التغني الخشوع وحضورالقلب للتالي ، كما يستحسنها السامع وتجلب خشوعه وحضور قلبه ... وهذا له أعظم الأثر في الانتفاع بالقرآن ، فإن القلب إذا تأثر بالقراءة تفتح العقل لفهم كلام الله والانتفاع به ...
والعكس كذلك ،.. فإن سرعة القراءة بحيث لا تتجاوز ترقوة التالي تمعنه من الاستيعاب ، فهذر القرآن ليس من التلاوة والترتيل في شيء ...قال ابن مسعود لمن قرأ المفصل كله في ركعة : ( هذّاً كهذ الشعر ، إن أقواما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه ) أخرجه البخاري .
أما في المراجعة للحفظ لا بأس من الحدر دون تضييع للأحكام ودون أن تصبح المراجعة هذّا لا تتميز حروفها .... وإنما سرعة في الأداء مع تقصير ما يمكن من المدود والغنن التي تنقص تلقائيا مع سرعة القرآن ....

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, المذاكرة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir