دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > البرامج الخاصة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 20 ذو القعدة 1434هـ/24-09-2013م, 05:33 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب العاشر: في بيان دلالة العقل على ثبوت الأسماء و الصفات
ـ ليس في كتاب الله تعالى صفة إلا و قد دل العقل على ثبوتها، فقد تواطأ فيها دليل العقل و دليل السمع.
و لا يمكن أن يعارض ثبوتها دليل صحيح ألبتة لا عقلي و لا سمعي.
فإن كان المعارض سمعيا كان كذبا مفترى أو مما أخطأ المعارض في فهمه، و إن كان عقليا فهو شبه خيالية وهمية لا دليل عقلي برهاني.
و هذه دعوى عظيمة ينكرها كل جهمي و ناف و فيلسوف و قرمطي و باطني و يعرفها من نور الله قلبه بنور الإيمان و باشر قلبه معرفة الذي دعت إليه الرسل و أقرت به الفطر و شهدت به العقول السليمة المستقيمة.
ـ قل أن تجد آية حكم من أحكام المكلفين إلا و هي مختتمة بصفة من صفاته أو صفتين.
ـ و ذكر ابن القيم أن الله تعالى يذكر صفاته عند سؤال عباده لرسوله عنه و عند سؤالهم له عن أحكامه.
و الله تعالى فتح للعباد باب الدعاء رهبا و رغبا ليذكره الداعي بأسمائه و صفاته فيتوسل إليه بها و لهذا كان أفضل الدعاء و أجوبه ما توسل به الداعي إليه بأسمائه و صفاته.
ـ و ذكر رحمه الله تعالى أن الرب نبه إلى إثبات صفاته و أفعاله بطريق المعقول فقال تعالى:{ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير}، و قال تعالى:{أفمن يخلق كمن لا يخلق}.
ـ و أن هؤلاء المعطلة قد خالفوا صريح المعقول و سلبوا الكمال عمن هو أحق به من كل من سواه و لم يكفهم ذلك حتى جعلوا الكمال نقصا و عدمه كمالا فعكسوا الأمر و قلبوا الفطر و أفسدوا العقول.
فهل شبههم الباطلة تقاوم هذا الدليل الدال على إثبات صفات و أفعال الرب تعالى؟ فتأمل ذلك ثم اختر لنفسك ما شئت.

الباب الحادي عشر: في بيان أن أسماء الله الحسنى و صفاته العلى تقتضي كمال الرب تعالى و تستلزم توحيده و تفرده بها
ذكر ابن القيم رحمه الله مقدمتين يقينيتين كما سماهما:
المقدمة الأولى: أنه ثبت بالعقل الصريح و النقل الصحيح ثبوت صفات الكمال للرب تعالى ة أنه أحق بالكمال من كل ما سواه و أنه يجب أن يكون كل صفات الكمال له سبحانه.
و الثانية: قيام البرهان السمعي و العقلي على أنه يمتنع أن يشترك في الكمال التام اثنان و أن الكمال التام لا يكون إلا لواحد.
و هما معلومتان بصريح العقل و قد جاءت نصوص الأنبياء مفصلة لما في صريح العقل إدراكه قطعا.
ـ و قد فسر قوله تعالى:{و أن القوة لله جميعا}.
ـ و مما بين رحمه الله أنه لو فرضنا جمال الخلق كلهم من أولهم إلى آخرهم اجتمع في شخص واحد منهم ثم كان الخلق كلهم على جمال ذلك الشخص لكان نسبته إلى جمال الرب تعالى دون نسبة سراج ضعيف إلى جرم الشمس، و كذلك سائر صفاته.
ـ ثم إن ذكر أنه إذا كانت سبحات وجهه الأعلى لا يقوم لها شيء من خلقه و لو كشف شبحات النور عن تلك الشبحات لاحترق العالم العلوي و السفلي فما الظن بجلال ذلك الوجه الكريم.
ثم نقل الشيخ بعض أبيات نونية ابن القيم التي فيها إثبات الكمال المطلق لله تعالى.


رد مع اقتباس
  #27  
قديم 21 ذو القعدة 1434هـ/25-09-2013م, 10:55 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب الثاني عشر: في بيان دلالة أسماء الله الحسنى و صفاته العلى و كماله المقدس على معنى شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله
ـ إن الله تعالى هو الكامل في أسمائه و صفاته، و ما خفي على الخلق من كماله أعظم مما عرفوا منه، بل لا نسبة لما عرفوه من ذلك إلى ما لم يعرفوه.
و من كماله المقدس اطلاعه على كل شيء و شهادته عليه بحيث لا يغيب عنه وجه من وجوه تفاصيله و لا ذرة من ذراته باطنا و ظاهرا.
و من هذا شأنه فكيف يليق بالعباد أن يشركوا به و يعبدوا معه غيره؟ و أن يجعلوا معه إلها آخر؟
ـ و في الكلام الذي نقله المؤلف عن ابن القيم (ص 145) و هو قوله رحمه الله:" فكيف يليق بكماله أن يقر من يكذب عليه أعظم الكذب و يخبر عنه بخلاف ما الأمر عليه ثم ينصره على ذلك و يؤيده و يعلي كلمته و يرفع شأنه و يجيب دعوته و يهلك عدوه و يظهر على يديه من الآيات و الأدلة ما يعجز عن مثله قوى البشر و هو مع ذلك كذب عليه مفتر ساع في الأرض بالفساد" دليل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه و سلم.
و من الأدلة على ما قاله رحمه الله قول رب العزة و الجلال:{و لو تقول علينا بغض الأقاويل}{لأخذنا منه ياليمين}{ثم لقطعنا منه الوتين}{فما منكم من أحد عنه حاجزين} و قال تعالى:{أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك}.
و الاستدلال بكمال الله المقدس و أوصافه و جلاله على صدق رسله و على وعده و وعيده و دعوة عباده إلى ذلك كثير في القرآن و كذلك الاستدلال بأسمائه و أوصافه على وجوب التوحيد و بطلان الشرك.
كما أنه تعالى استدل بها على بطلان ما نسب إليه من الأحكام و الشرائع الباطلة كما في قوله تعالى:{و إن فعلوا فاحشة قالوا وجدنا علينا أبائنا و الله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أ تقولون على الله ما لا تعلمون}.

فصل:

ـ ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى آيات فيها شهادة الله تعالى لرسوله.
ـ صدق الله تعالى رسوله صلى الله عليه و سلم بسائر أنواع التصديق:
النوع الأول: صدقه بقوله الذي أقام البراهين على صدقه فيه.
و النوع الثاني: التصديق بالفعل و الإقرار.
و النوع الثالث: التصديق بما فطر عليه عباده من الإقرار بكماله و تنزيهه عن القبائح و عما لا يليق.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 22 ذو القعدة 1434هـ/26-09-2013م, 04:53 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب الثالث عشر: في بيان أن أسماء الله الحسنى و صفاته العلى تقتضي تنزيهه سبحانه و تعالى عن الشرور و النقائص و العيوب
ـ أسماء الله تعالى كلها حسنى ليس فيها اسم سوء، و صفاته تعالى كلها كمال ليس فيها صفة نقص و أفعاله كلها حكمة ليس فيها فعل خال عن الحكمة و المصلحة.
و كل ما ينزه سيبحانه عنه من العيوب و النقائص فهو داخل فيما نزه نفسه عنه و فيما يسبح به و يقدس و يحمد و يمجد و داخل في معاني أسمائه الحسنى و بذلك كانت حسنى.
ـ كلمة :"سبحان الله" تحاشى الله بها عن كل ما يخالف كماله من نقص و سوء و عيب.

فصل:
المقصد من هذا الفصل هو بيان عدم نسبة الشر إلى أفعال الرب عز و جل.
و ما يفعل الله تعالى من العدل لعباده و عقوبة من استحق العقوبة منهم هو خير محض، إذ هو مخض العدل و الحكمة و إنما يكون شرا بالنسبة إليهم فالشر وقع في تعلقه بهم و قيامه بهم لا في فعله القائم به تعالى.
و ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى أمرين:
ـ الأمر الأول: أن ما هو شر أو متضمن للشر فإنه لا بد أن يكون مفعولا منفصلا لا يكون و صفا من أوصافه و لا فعلا من أفعاله.
ـ و الثاني: أن كونه شرا هو أمر نسبي إضافي فهو خير محض بنسبة تعلقه بفعل الرب و تكوينه به، و شر من جهة نسبة من هو شر في حقه.
و من الأمثلة على ذلك قطع يد السارق فهو شر في حقه و خير محض بالنسبة إلى عموم الناس لما فيه من حفظ أموالهم و دفع الضرر عنهم.

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 22 ذو القعدة 1434هـ/26-09-2013م, 05:08 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

فصل:
القصد من هذا الفصل هو بيان معنى قول الله تعالى:{قل اللهم مالك الملك تأتي الملك من تشاء و ننزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير}.
صدرت هذه الآية ببيان أن الله تعالى يتفرد بالملك و بالتصريف فيه و ختمت ببيان قدرته على كل شيء.
و قال النبي صلى الله عليه و سلم:"و الشر ليس إليك" و هذا يعد تفسيرا لهذه الآية.
و أسماء الله تعالى تشهد بذلك فإن منها القدوس و السلام و العزيز و الجبار و المتكبر.
فالقدوس هو الطاهر من كل عيب المنزه عما لا يليق به.
و السلام هو الذي سلم من العيوب و النقائص.
و المتكبر هو الذي تكبر عن السوء و السيئات.و العزيز هو الذي له العزة التامة، و من تمام عزته براءته من كل سوء و عيب و نقص، فإن ذلك ينافي العزة التامة.
فأسماؤه تعالى تمنع نسبة الشر و الظلم و السوء إليه.

فصل:
ما زال الشيخ ينقل أقوال ابن القيم في أفعال الرب تعالى و أنها كاملة و أنه على صراط مستقيم.

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 22 ذو القعدة 1434هـ/26-09-2013م, 05:35 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

فصل:
مقصد هذا الفصل هو بيان امتناع إطلاق إرادة الشر عليه و فعله نفيا أو إثباتا و بيان خطأ من قال في معنى قول الله تعالى:{بيدك الخير}:بيدك الخير و الشر.
أما امتناع إطلاق إرادة الشر عليه و فعله نفيا أو إثباتا فلما في ذلك من إيهام المعنى الباطل و نفي المعنى الصحيح فإن الإرادة تطلق بمعنى المشيئة و يمعنى الرضا و المحبة.
أما إطلاقه بالمعنى الأول فيستلزم وقوع المراد و لا يستلزم الرضا و المحبة.
و أما إطلاقه بالمعنى الثاني فلا تستلزم وقوع المراد و تستلزم الرضا و المحبة فيه لا تنقسم، بل كل ما أراده تعالى فهو محبوب مرضي له ففرق بين إرادته أفعاله و إرادته مفعولاته.
فأفعاله كلها خير محض.
و أما مفعولاته فهي مورد الانقسم.
و على هذا فههنا إرادتان مرادتان:
ـ إرادة أن يفعل و مرادها فعله القائم به.
ـ و إرادة أن يفعل عبده و مرادها مفعوله المنفصل عنه.
و هو يريد من عبده أن يفعل و لا يريد أن يعينه وعلى فعله و توفيقه له و صرف الموانع عنه.
و على هذا فإذا قيل: هو مريد للش أوهم أنه محب له راض به، و إذا قيل: إنه لم يرده أوهم أنه لم يخلقه و لا كونه و كلاهما باطل.
و الصواب في هذا الباب أن يقال: إن الشر لا يضاف إلى الله تعال لا وصفا و لا فعلا، و لا يتسمى باسمه بوجه من الوجوه و إنما يدخل في مفولاته بطريق العموم كقوله تعالى:{قل أعوذ برب الفلق}{من شر ما خلق}.
ـ و أما ت تفسير قول الله تعالى:{بيدك الخير} ب: بيدك الخير و الشر فخطأ و ذلك لثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أنه ليس في اللفظ ما يدل على إرادة هذا المحذوف بل تركه قصدا و بيانا أنه غير مراد.
و الثاني: أن الذي بيد الله تعالى نوعين:فضل و عدل كما جاء في الحديث و كلاهما خير لا شر فيهما بوجه من الوجوه.
و الثالث: أن قول النبي صلى الله عليه و سلم:"و الشر ليس إليك" كتفسير للآية.

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 29 ذو القعدة 1434هـ/3-10-2013م, 09:36 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب الرابع عشر: في بيان أن أسماء الله تعالى من موجبات حمده و مقتضيات محبته
مقاصد هذا الباب كثيرة، و هي:
ـ أن أسماء الرب تعالى من موجبات حمده كما هو ظاهر خلال قراءة النوع الأول من نوعي حمده تعالى.
ـ أن الله تعالى يحب أسمائه و يحب من اتصف بصفاته إلا إذا كان الاتصاف بهذه الصفة تنافي العبودية.
ـ ذكر نعم الله التي لا تحصى.
ـ ذكر أسباب حمده تعالى.
ـ ماذا يتعين على من لم يباشر فلبه حلاوة خطاب الله تعالى و جلالته و لطف موضعه؟

الحمد أوسع الصفات و أعظم المدائح و الطرق إلى العلم به في غاية الكثرة، و السبل إلى اعتباره في ذرات العالم و جزئياته و تفاصيل الأمر و النهي واسعة جدا.
و من الطرق الدالة على شمول معنى الحمد و استنباطه على جميع المعلومات معرفة الأسماء و الصفات و إقرار العبد أن للعالم إلها حيا جامعا لكل صفة كمال و اسم حسن و ثناء جميل و فعل كريم.
و من أعظم نعم الله تعالى علينا ما استوجب حمدنا له أن جعلنا عبادا له خاصة.
و الله تعالى يحب أسمائه و صفاته و يحب المتعبدين له بها و يحب من يسأله بها و يدعوه بها و يحب من يعقلها و يعرفها و يثني عليه بها و يحمده و يمجده بها.
و من موجبات محبته لأسمائه و صفاته أنه تعالى أمر عباده بالعدل و الإحسان و البر و العفو و الجود و الصبر و المغفرة و الرحمة و الصدق و العلم و الشكر و الحلم و الإناء و التثبت.
و أحب الخلق إلى الله تعالى من اتصف الصفات التي يحبها و أبغضهم إليه من اتصف بالصفات التي يبغضها إلا إذا كان الاتصاف بهذه الصفات التي هي كمال في حق الله تعالى ينافي العبودية و يخرج العبد عن ربقتها.
و من فوائد معرفة هذه الأسماء و استقرار آثارها في الخلق و الأمر:
ـ أن يرى الخلق و الأمر منتظمين بها أكمل الانتظام.
ـ و أن يرى سريان آثارها فيهما.
ـ و أن يعلم ما يليق بكماله و جلاله أن يفعل و ما لا يليق.
ـ و أن يعلم ما يليق به أن يشرعه و ما لا يليق به.
و الله تعالى قد نوع أسباب حمده، و من الأمثلة على ذلك:
ـ قال الله تعالى:{الحمد لله رب العالمين.الرحمن الرحيم.مالك يوم الدين}
ـ و قال تعالى:{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا}
ـ و قال تعالى:{الحمد لله الذي خلق السموات و الأرض و جعل الظلمات و النور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}


رد مع اقتباس
  #32  
قديم 29 ذو القعدة 1434هـ/3-10-2013م, 10:24 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

و هو تعالى قد أخبر أنه يقضي بين الخلق فيحمدهم على ذلك فقال تعالى:{و قضي بينهم بالحق و قيل الحمد لله رب العالمين}.
و أن أهل الجنة لا يدخلونها إلا بحمده كما في قوله تعالى:{و ما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله}.
ثم هناك نوع آخر للحمد هو هو حمد النعم و الآلات ـ و النوع الأول حمد الأسماء و الصفات ـ، و هذا النوع مشهود للخليقة برها و فاجرها مؤمنها و كافرها و قد ضرب رحمه الله تعالى أمثلة من نعم الله تعالى و آلائه و منها:
ـ حسن معاملته لعباده.
ـ إغاثة الملهوفين و كشف كربات المكروبين.
ـ الإنعام على عباده قبل السؤال من غير استحقاق.
ـ هداية خاصة عباده إلى دار السلام و الدفاع عنهم و أنه حبب إليهم الإيمان و زينه في قلوبهم و كره إليهم الكفر و الفسوق و العصيان و أنه تعالى كتب في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه و سماهم المسلمين قبل أن يخلقهم و ذكرهم قبل أن يذكروه و أعطاهم قبل أن يسألوه و تحبب إليهم بأنواع النعم مع غناه عنهم و تبغضهم إليه بالمعاصي و فقرهم إليه و مع هذا كله فأعد لهم دارا فيها من كل ما تشتهيه الأنفس و الأعين.
ـ إرسال الرسل و إنزال الكتب رحمة منه بهم.
ـ تكفير السيئات.
ـ أن الحسنة بعشر أمثالها.
ـ أنه خاطبهم بألطف الخطاب.
إلى غير ذلك من أنواع النعم.
فائدة:
ذكر العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ في شرحه على العقيدة الواسطية أن نعم الله تعالى على قسمين:
ـ نعمة الأرواح و الإيمان، و هذه خاصة بالمؤمنين، و قد مر هذا النوع في الأمثلة التي ذكرها ابن القيم.
ـ و نعمة الأبدان ، و هذه تشترك فيها المؤمن و الكافر.
ماذا يتعين على من لم يباشر فلبه حلاوة خطاب الله تعالى و جلالته و لطف موضعه؟
يتعين عليه ما يلي:
ـ معالجة قلبه بالتقوى.
ـ أن يستفرغ منه المواد الفاسدة التي حالت بينه و بين حظه لذلك.
ـ أن يتعرض إلى الأسباب التي يناله بها من صدق الرغبة و الرهبة و اللجأ إلى الله تعالى أن يحيي قلبه و يزكيه و يجعل فيه الإيمان و التقوى.


رد مع اقتباس
  #33  
قديم 28 ذو الحجة 1434هـ/1-11-2013م, 11:26 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب الخامس عشر: في بيان أضرار و مساوي الجهل بالله
المقصد الأول: بيان ضرر جهل المعطلة:
الجهال بالله و بأسمائه و صفاته المعطلون لحقائقها يبغضون الله إلى خلقه و يقطعون عليهم طريق محبته و التودد إليه بطاعته من حيث لا يعلمون.
و من الأمثلة على ذلك:
ـ أنهم يقرون في نفوس الضعفاء أن الله تعالى لا تنفع معه طاعة و إن طال زمانها.
ـ و أن العبد ليس له طريقة و لا أمن من مكره بل شأنه أن يقلب قلب عبده من الإيمان الخلص إلى الشرك.
و يرون أن هذا هو حقيقة التوحيد و يتلون على ذلك قول الله تعالى:{لا يسئل عما يفعل} وقوله {أأمنتم مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} و قوله :{اعلموا أن الله يحول بين المرء و بين قلبه}.
و يقيمون إبليس حجة على هذه المعرفة و أنه كان طؤوس الملائكة و أنه لم يترك في اسماء رفعة و لا في الأرض بقعة إلا و له فيها سجدة أو ركعة و لكن جنى عليه جاني القدر و سطا عليه الحكم فقلب عنه الطيبة و جعلها أخبث شيء.
و يحتجون بقول النبي صلى الله عيه و سام:"إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها".
و هذا القول منهم مبني على أصلهم و هو إنكار الحكمة و الأسباب و التعليل و أن تعذيب المطيع و تنعيم الكافر العدو بالنسبة إليه سواء و لا يعلم امتناع ذلك إلا بخبر من الصادق أنه لا يفعل لا أن هذا الفعل في نفسه باطل و ظلم لأن الظلم في حقه مستحيل.
فإذ رجع العامل في نفسه قال:من لا يستقر له أمر ولا يأمن له مكر كيف يوثق بالتقرب إليه؟
و إذا كنا نلتزم الأوامر و نجتنب النواهي و مع ذلك فإننا على غير ثقة منه أن يقلب علينا الإيمان كفرا و التوحيد شركا و الطاعة معصية و البر فجورا كنا خاسرين في الدنيا و الآخرة.
و صاحب هذه الطريقة يظن أنه يقرر التوحيد و القدر و يرد على أهل البدع ولعمر الله العدو العاقل أقل ضررا من الجاهل الصادق و كتب الله المنزلة كلها و رسلهم كلهم شاهدة بضد ذلك و لا سيما القرآن.

المقصد الثاني: بيان العقيدة الصحيحة في صفة المكر:
صفة المكر الذي وصف به نفسه هو مجازاته للماكرين بأوليائه و رسله، فيقابل مكرهم السيئ بمكره الحسن فيكون المكر منهم أقبح شيئ و منه أحسن شيء لأنه عدل و مجازاة.
و سبأتي إن شاء الله تعالى ذكر المقصد الثالث وهو الرد على اسلالاتهم.

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 1 محرم 1435هـ/4-11-2013م, 11:33 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

المقصد الثالث: الرد على بعض شبهات المخالفين:
ـ قد تقدم أن هؤلاء المخالفين لأههل السنة و الجماعة استدلوا ببعض النصوص، منها قول الله تعالى :{أأمنتم مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}، و قول النبي صلى الله عليه و سلم:"إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها"، و شأن إبليس و غير ذلك.
فأما كون الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها فإن هذا إنا عمل بعمل أهل الجنة فيما يظهر للناس و لو كان عملا صالحا مقبولا للجنة قد أحبه الله و رضيه لم يبطله عليه.
و أما قول الله تعالى:
{أأمنتم مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} فهو في حق الكفار الفجار.
و أما خوف أوليائه من مكره فحق فإنهم يخافون أن يخذلهم بذنوبهم و خطاياهم فيصيرون إلى الشقاء فخوفهم من ذنوبهم و رجاؤهم لرحمته.
و الذي يخاف العارفون بالله من مكره أربعة أشياء:
ـ أن يؤخر عنهم عذابهم فيحصل منهم نوع اغترار فيأتسوا بالذنوب فيجيئهم العذاب على غرة و فتترة.
ـ أن يغفلوا عنه و نسوا ذكره فيتخلى عنهم إذا تخلوا عن طاعته و ذكره فيسرع إليهم البلاء و الفتنة.
ـ أن يعلم من ذنوبهم ما لا يعلمون من نفوسهم.
ـ أن يمتحنهم و يبتليهم بما لا صبر لهم فيه فيفتتنون به.
و أما شأن إبليس فالله تعالى قال للملائكة:{ إني أعلم ما لا تعلموم} فالرب تعالى ان يعلم ما في قلب إبليس من الكفر و الكبر و الحسد ما لا يعلمه اللائكة فلما أمروا بالسجود ظهر ما في قلوبهم و ظهر ما في قلبه.

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 4 محرم 1435هـ/7-11-2013م, 11:16 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب السادس عشر: في بيان ما يقتضيه لعلم بأسماء الله الححسنى و صفاته العلى من أنواع العبودية لله تعالى
المقصد الأول: العبودية كلها هي مقتضى الأسماء و الصفات:
لكل صفة عبودية خاصة من موجبات العلم بها و التحقق بمعرفتها و هذا مطرد في جميع أنواع العبودية التي على القلب و الجوارح.
و من الأمثلة على ذلك:
ـ علم العبد بتفرد الرب بالضر و النفع و المنع و العطاء و الرزق و الإحياء و الإماتة يثمر له عبوية التوكل عليه باطنا و لوازم التوكل و ثمراته ظاهرا.
ـ و علمه بصفة السمع و البصر و العلم يثمر له حفظ له حفظ لسانه و جوارحه و خطرات قلبه على كل ما لا يرضى الله و أن يجعل تعلق هذه الأعضاء بما يحبه الله و يرضاه فيثمر له ذلك الحياء اجتناب المحرمات و القبائح.
ـ و علمه بصفة الجود و الكرم و البر و الإحسان و الرحمة توجب له سعة الرجاء و يثمر له من أنواع العبودية ظاهرا و باطنا بحسب معرفته و علمه.
ـ و معرفته بصفة العزة و الجلال والعظمة يثمر له الخضوع و الاستكانة و المحبة و يثمر تلك الأحوال الباطنة أنواعا من العبودية الظاهرة هي موجباتها.
ـ وو علمه بصفاته العلى و كماله و جماله يوب له محبة خاصة بمنزلة أنواع العبودية.
فرجعت العبودية كلها إلى مقتضى الأسماء و الصفات.

المقصد الثاني: غنى الله تعالىعن عباده مع إحسانه إليهم:
تأمل في قول الله تعالى في الديث القدسي:"يا عبادي إنكم لن تبلغا ضري فتضروني و لن يبلغوا نفعي فتنفعوني" ذكر هذا عقب قوله تعالى:"يا عبادي إنكم تخطئون باليل و النهار و أنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم" و ذلك أنه لا يغفر لهم لحاجتهإلى ذلك، بل هو غني عنهم.
و من كان هكذا فإنه لا يتزين بطاعة عباده و لا تشيه بمعاصيهم.
و لكن له من الحكم البوالغ في تكليف عباده و أمرهم و نهيهم ما يقتضيه ملكه التام و حمده و حكمته.
فجمال الله تعلى و كماله و حكمته و صفاته تقتضي و عباده غاية الحب و الذل و الطاعة له. و هو تعالى يحسن إليهم جودا و كرما و رحمة بهم.

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 6 محرم 1435هـ/9-11-2013م, 11:19 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

فصل في بيان ما يحصل لمن شهد مشهد الصفات إذ تعبد بمقتضى ذلك:
ذكر العلامة ابن القيم أنواعا متعددة و أمثلة من مشهد الصفات و التعبد بمقتضى ذلك.
ثم ذكر أن مشهد الربوبية من أرفع مشاهد العارفين و أعلى منه مشهد الألوهية الذي هو مشهد الرسل و أتباعهم الحنغاء، و هو مشهد جامع للأسماء و الصفات و
لهذا كان الاسم الدال على هذا المعنى هو اسم ( الله) جل جلاله فإن هذ الاسم هو الجامع و لهذا تضاف الأسماء الحسنى كلخا إليه.
و من اتسع قلبه لمشهد الألوهية و قام بحقه من التعبد الذي هو كمال الحب بكمال الذل و التعظيم و القيام بوظائف العبودية فقد تم له غناه بالإله الحق و صار من أغنى العباد.


رد مع اقتباس
  #37  
قديم 8 محرم 1435هـ/11-11-2013م, 10:51 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي تغيير لون كلمة

فصل في بيان من هو العبد المؤمن المعان الملطوف به وأنه الذي جمع بين شهود الحكمة و العزة و القدرة و العلم السابق و بين شهود تقصيره و الإساءة منه:
شهود أمره و نهيه و ثوابه و عقابه يوجب له الجد و التشمير و بذل الوسع و القيام بالأمر و الرجوع على نفسه باللوم و الاعتراف بالتقصير.
فيكون سيره بين شهود الحكمة و العزة و القدرة و العلم السابق و بين شهوده التقصير و الإساءة منه و تطلب عيوب نفسه و أعمالها.
فهذا هو العبد الموفق الملطوف به المصنوع له الذي أقيم في مقام العبودية و ضمن له التوفيق.
و هذا مشهد الرسل عليهم السلام، و من اﻷمثلة على هذا المشهد:
- قول الله تعالى عن آدم عليه السلام { ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكوننا من الخاسرين }
- و قوله تعالى عن نوح عليه السلام: { رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم و إلا تغفر لي و ترحمني أكن من الخاسرين }.
و غيرها من الأمثلة الدالة على هذا المشهد.

فصل في أن جماع الأمر إنما يكون بتكميل العبودية في الظاهر و الباطن:

فتكون حركات نفسه و جسمه كلها محبوبات لله تعالى و هذا إنما يكون للنفس المطمئنة لا للأمارة و لا للوامة، و هذا كمال من جهة الإرادة و العمل.
و أما الكمال من جهة العلك و المعرفة فأن تكون بصيرته منفتحة في معرفة الأسماء و الصفات و الأفعال.
و قد ذكر ابن القيم أنه ثمة فرق بين من يتلقى أحواله و إرادته عن الأسماء و الصفات و بين من يتلقاها عن الأوضاع الاصطلاحيةو الرسوم أو عن مجرد ذوقه و وجده إذا استحسن شيئا قال: هذا هو الحق.

فصل في أن من تعلق بصفة من الصفات أدخلته وأوصلته إليه:

و توضيح ذلك أن يقال إن الله تعالى بين أسمائه و صفاته و يحب من اتصف بها - بشرط أن لا ينافي العبودية كما تقدم-، و من ذلك أنه عليم يحب العلماء و هو كريم يحب أهل الكرم و هو رحيم يحب من عباده الرحماء.
و هو تعالى يجازي عباده بحسب هذه الصفات فيه وجودا و عدما.
مثال ذلك: من عفا عفا عنه و من فغر غفر له و من سامح سامح له و من أحسن إايهم أحسن إليه و هكذا.
و جاء فيالنصوصما يدل على ذلك، كقول النبي صلى الله عليه و سلم:"من ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة و من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة و من يسرعلى معسر يسر الله حسابه".


رد مع اقتباس
  #38  
قديم 22 محرم 1435هـ/25-11-2013م, 07:59 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

[color="black"]الباب السابع عشر: في بيان ما تضمنته فريضة الصلاة من لطائف التعبد لله تعالى بأسمائه الحسنى و صفاته العلى:[/color]
المقصد الأول: في أن إقامة الصلاة فيها منفعة و مصلحة للعبد:
و ذلك أن الله تعالى إذا امتحن عبده بالشهوات و أسبابها من داخل فيه و خارج عنه اقتضت رحمته و إحسانه إليه أن هيأ له مأدبة قد جمعت من جميع الألوان و التحف و لخلع و العطايا و دعاه إليهإليهيوم خمس مرات و جعل كل لون من ألوان تلك المأدبة لذة و منفعة و مصلحة للعبد.
و القلب قبل هذه العبودية قد ناله من القحط و الجدب و الجوع و الظما و السقم ما ناله و لهذا جدد له الدعوة إلى هذه المأدبة وقتا بعد وقت رحمة منه به.

و المقصد الثاني في أن قلب العبد إذا خلا من التوحيد و معرفة اللهو حبه و ذكره و دعائه تصيبه حرارة النفس و نار الشهوات.
و المقصد الثالث: في انقسام الناس في استعمال الجوارح إلى ثلاثة أقسام:
- القسم اﻷول: من استعملها فيما خلقت له و أريد منها.
- و القسم الثاني: من استعملها فيؤغير ما خلقت له و أريد منها، و من كان كذلك فقد خاب و خسر.
- و القسم الثالث: من عطلت جوارحه و أماتها بالبطالة، فهذا أيضا قد خسر أعظم خسارة و أبغض الناس إلى الله البطال الذي لا في شغل الدنيا و لا في شغل الآخرة.
ثم ضرب أمثلة على هذه الأنواع.
و المقصد الرابع: في بيان أن الصلاة عبودية جامعة و أنها اشتملت على أنواع من العبادات.

فصل في أن سر الصلاة و لبها هو الإقبال العبد على الله تعالى بالكلية
و للإقبال في الصلاة ثلاث منازل:
- إقبال على قلبه فيحفظه من الوساوس و الخطرات المبطلة لثواب الصلاة أأوالمنقصة له.
- إقبال على الله تعالى بمراقبته حتى كانه يراه.
- إقبال على معاني كلامه و تفاصيل عبودية الصلاة ليعطيها حقها.و إقامة الصلاة حقا يكون باستكمال هذه المراتب الثلاث.


رد مع اقتباس
  #39  
قديم 28 محرم 1435هـ/1-12-2013م, 10:37 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

[COLOR="Green"]الباب الثامن عشر: في بيان ما تصمنته ختم الآيات بالأسماء و الصفات من الفوائد الجليلةو اللطائف البديعة

المقصد الأول: في أن بعض الصفات ذكرت في ختم الآيات كأنها دليلا على هذا المقام، و من ذلك قول الله تعالى:{ و إنربكلهو العزيز الرحيم} بعد أن ذكر قصص الأنبياء و أممهم فبين أنه انتقم من أعدائه بعزته، و نجى رسله و أنبيائه برحمته.

فصل: في تقرير إثبات صفات العلم بطريق اللزوم:
قال الله تعالى:{ ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير}، و قال تعالى:{ و أسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور} و هذا من أحسن التقرير فإن الخالقلا بدأن يعلم مخلوقاته.

فصل:
و فيه أربعة مقاصد:
- اﻷول: في أن الجزاء من جنس العمل.
'
- والثاني في أن طريقة القرآن هو الاقتران بين أسماء الرجاء و أسماء الخوف، و من ذلك قول الله تعالى:{ اعلموا أن الله شديد العقاب و أن الله غفور رحيم}.
-و الثالث: في أن غاية القرآن هو تحض0ذير المخاطبين و تحذيرهم بما يذكره منصفاته التي تقتضي الحضر و الاستقامة، و من ذلكقول الله تعالى:{ فإن زللتم من بعدما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم}.
-و المقصد الرابع: أن أسماء الرب تعالى مشتقة من أسمائه و معان قامت به، فكل اسم يناسب ما ذكر معه و اقترن به من فعله و أمرهو هذا يدل عليه كل ما سبق ذكره في هذا الباب.

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 28 محرم 1435هـ/1-12-2013م, 11:06 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

فصل:
أكثر فيه العلامةُ ابن القيم رحمه الله من ذكر أمثلة على ترجمة الباب و إن كانت الترجمة ليس من صنيعه.

[COLOR="black"]فصل في بيان أن الله تعالى على صراط مستقيم:
و ذلك في موضعين من كتابه تعالى:
- اﻷول: قوله تعالى:{إن ربي على صراط مستقيم}[ هود؛ 56 ]
- و الثاني: قوله تعالى[:{ و هو على صراط مستقيم}[ النحل؛ 76].
وقد اختلف في هذا المعنى على أقوال:
-اﻷول:أنه على الحق.
- و الثاني:أنه يدل على صراط مستقيم
- و الثالث: أنه لا يخفى عليه شيء و لا يعدل عنه ها
- و الرابع: لا مسلكلأحد و لا طريق له إلا عليه و هذا المعنى و إن كان حقا إلا أن الآية لا تدل عليه؛ فإن الناس كلهم لا يسلكون الصراط المستقيم حتى يقال:يصلون بسلوكه عليه.
ثم ذكر رحمه الله أن كون الله تعالى على صراط مستقيم هو كونه يقول الحق و يفعل الصواب.
ثم بين ابن القيم في فصل آخر ما تضمنته الآية ذات رقم 201 من سورة النساء من إثبات الحمد و الملك و الحكمة و العلم على أكمل الوجوه.
و ختم الباب بفصل بين فيه العلامة ابن القيم الصفات المذكورة في آيات الكرسي./COLOR]

رد مع اقتباس
  #41  
قديم 11 صفر 1435هـ/14-12-2013م, 01:15 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب التاسع عشر: في بيان بعض ما تضمنه العطف بين الأسماء الحسنى و تركه من اللطائف و الأسرار
[COLOR="Black"]أسماءء الرب تعالى جاءت غير معطوفة في القرآن فيأكثر المواضع، و من المواضع التي جاءت فيها معطوفة:
- الأول: في أربعة أسماء، و هي الأول و الآخر و الظاهر و الباطن.
و الثاني: في بعض الصفات بالاسم الموصول.
سؤال: ما هو سبب ترك العطف في الغالب:
الجواب: أن أسباب ذلك كثرة، منها:
- ناسب معاني تلك الأسماء.
- قرب بعضها من بععض.
- شعور الذهن بالثاني إذا شعر بالأول، و مثال ذلك في من شعر بصفة المغفرة فإنه يشعر بصفة الرحمة.
سؤال: لماذا عطف بينهذه الأسماء الاربعة؟
الجواب أن للعلماء فيه أقوال:
- أن دخول الواو يصرف الوهم و التفكر قبل النظر في وهم المحال و احتمال الأضداد.
- أن فيه بيان أن هذه الأوصاف ثابتة للموصوف بها مع تباينها.
- أن الواو يقتضي تحقيق الوصف المتقدم و تقريره.
ثم ضرب الإمام ابن القيم مثالا آخر مع قةله تعالى{: غافر الذنب و قابل التوب ذي الطول}الآية، وقول الله تعالى:{ الذي خلق فسوى.و الذي قدر فهدى}.

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 12 صفر 1435هـ/15-12-2013م, 10:35 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب العشرون: في بيان ما تضمنه اقتران بعض الأسماء الحسنى ببعض من اللطائف العجيبة و الفوائد البديعة.

قاعدة: إن الله تعالى له جميع أقسام الكمال،فله الكمال من هذا الاسم بمفرده و له الكمال من الاسم الآخر بمفرده، و له الكمال من اقتران أحدهما بالآخر و ممنالأمثلة على ذلك ققول الله تعالى: { و الله عليم حكيم }.
ثم أورد شيخنا حفظه الله أمثلة ذكرها ابن القيم كالرب الملك الاله، و الخلاق العليم اللطيف الخبير، و العزيز الحكيم، و الحكيم العليم.
و مما ذكره ابنالقيم رحمه الله تعالى أن من ترجوه و تخافه و تدعوه و تتوكل عليه إما أيكون القيم ﻷأمرك و متولي شأنك وو هو ربك فلا رب سواه، أو تكون مملوكه و عبده فهو ملك الناس حقا، او يكون معبودك و إلهك فلا تستغني عنه طرفة عين، بل حاجتك إليه أعظم من حاجتك إلى حياتك و روحك فهو الاله الحق.
و من كان هذا شأنه فهو جدير بأن لا يستعاذ إلا به.
ثم عقب الشيخ بفصل ذكر فيه ابن القيم أنه ما قرن شيء إلى س0شيء أحسن من العلم إلى الحلم، و من الرحمة إلى العلم.

فائدة: من قرأ كتب ابن تيمية و ابن القيم في ذكر القواعد في الأسماء و الصفات سيظر له أن العلامة ابن عثيمين استفاد منها كثيرا في كتابه "القواعد المثلى" و أنه كان منصفا لما قالرفي أول الكتاب بأن غيره قد تكلم في هذا الباب بالحق تارة، و الله أعلم.

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 12 صفر 1435هـ/15-12-2013م, 10:38 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب الحادي و العشرون عبارة عن قواعد في هذا الباب و لهذا لا ألخصه، و من أراد المزيد من ذلك فايرجع إلى شرحات القواعد المثلى و التدمرية.

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 19 صفر 1435هـ/22-12-2013م, 12:48 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب الثاني و العشرون: في بيان معنى كلمة الذات

المقصد الأول: في بيان أصل كلمة الذات:
لفظ ( الذات ) في الأصل تأنيث ذو، و الذي بضاف إليه ( ذو ) نوعان:
- النوع الأول: وصف، و يضاف به إضافة الموصوف إلى صفته، و منه قول الله تعالى:{ إنالله هو الرزاق ذو القوة المتين.
- و النوع الثاني: إضافة إلى مخلوق منفصل، و منه قولهتعالى:{ و هو الغفور الودود.ذو العرش المجيد.
و إذا أطلقت هذه اللفظة من غير أن يقيدها بإضافة معين دلت على ماهية لها صفات تقوم بها.
و محال أن يصح وجود ذات لا صفات لها وإن كان الذهن قد يغرضه كما يفرض سائر الممتنعات.
و أكثر استعمالهم ذات الشيء بمعنى السبيل و الطريق الموصلة إليه.

المقصد الثاني: في أن لفظ الذات من العربية المولدة:
فلما ولدوا هذا الاستعال أدخلوا عليها الألف و اللام.
و اصطلح المتكلمون إطلاق الذات على معنى النفس و الكيفية و استوى أكثر الناس على أن هذا هو المعنى الأصلي لهذه الكلمة، و قد بين العلامة ابن القيم رحمه الله أنها من العربية المولدة
المقصد الثالث: أن الذات لا تخلو من الصفات و أنها قائمة بها.

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 20 صفر 1435هـ/23-12-2013م, 09:11 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب الثالث و العشرون: في بيان مسألة الاسم و المسمى

الاسم في أصل الوضع ليس هو المسمى، و لهذا تقول: سميت هذا الشخص بهذا الاسم كما تقول: حليته بهذه الحلية ، و الحلية غير المحلى، فكذلك الاسم فهو غير المسمى.
و يقولون: مسمى هذا الاسم كذا، و لا يقولون : اسم هذا الاسم كذا.
و في الحديث:"لله تسعة و تسعين اسما" و لا يصح أن يقال: تسعة و تسعين مسمى.
و إضا ظهر الفرق بين الاسم و المسمى بقيت التسمي، و هي التي اعتبرها من قال باتحاد الاسم و المسمى.
فعندنا ثلاث حقائق: الاسم و المسمى و التسمية، و إذا جعلت الاسم هو المسمى بطل أحد هذه الحقائق الثلاث و لا بد.
فإن قيل: فحلوا لنا شبه من قال باتحادهما ليتم الدليل، فإنكم أقمتم الدليل فعليكم أن تجيبوا عن المعارض
منها: أن الله تعالى هو الخالق و ما سواه مخلوق، فلو كان الاسم غير المسمى لكانت أسماؤه مخلوقة - و هو ما ذهب إليه المعتزلة- و للزم ألا يكون له اسم و لا صفة، و هذا هو السبب الذي قاد متكلمة الصفاتية - الكلابية و الأشاعرة و الماتريدية- إلى القول بأن الاسم هو المسمى.
الجواب:إن منشأ الضلال في هذا الباب هو إطلاق ألفاظ مجملة محتملة لمعنيين: أحدهما صحيح و الآخر باطل كما تقدم.
و الله تعالى لم يزل بأسمائه و صفاته و هو إله واحد لهالأسماء الحسنى و الصفات العلى، فليست أسماؤه و صفاته غيره، و ليس هي نفس الإله لكن بلاء القوم في كلمة ( غير ) فقد يراد بها معنيين:
- المغاير لتلك الذات المسماة بالله تعالى، فلا يكون إلا مخلوقة.
- أن يراد بها مغايرة الصفات للذات إذا خرجت عنها.
فإن قيل:
علم الله و كلامه غيره بمعنى أنهما غير الذات المجردة عنهما فالمعنى صحيح لكن الإطلاق باطل.
و إن أريد به أنالعلم و الكلام مغاير لحقيقة المختصة التي امتاز بها عن غيرها كان باطلا لفظا و معنى.
و إذا كانالقرآن غير مخلوق و هو متضمن ﻷسمائه و صفاته فكيف يقال: إن أسمائه مخلوقة؟!!
و قد تبين أن بالتفصيل تزول الشبه و تتبين الحق.

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 26 صفر 1435هـ/29-12-2013م, 11:22 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الحجة الثانية:
قول الله تعالى:{ تبارك اسم ربك } و { اذكر اسم ربك}و { سبح اسم ربك }.
و هذه االحجة عليهم في الحقيقة، فإن النبي صلى الله عليه و سلم امتثل هذا الأمر فكان يقول:"سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي العظيم" فلو كان الاسم هو المسمى لكان يقول: سبحان اسم ربي العظيم.
و الأشياء تتعلق بالمسمى لا بالسم ، و لذلك فلا يجوز لأحد أن يقول مثلا : سجدت لاسم ربي، و ركعت لاسم ربي.
و معنى اﻵيتين: سبح ربك بقلبك و لسانك، و اذكره بقلبك و لسانك، فأقحم للاسم تنبيها على هذا المعنى حتى لا يخلو الذكر و التسبيح من اللفظ باللسان.
ﻷن ذكر القلب متعلقه المسمى المدلول عليه باللفظ دون ما سواه، و الذكر باللسان متعلقه اللفظ مع مدلوله، لأن اللفظ لا يراد لنفسه، فلا يتوهم أن اللفظ هو المسبح دون ما يدل عليه من المعنى.

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 26 صفر 1435هـ/29-12-2013م, 11:38 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

و الحجة الثلثة: قول الله تعالى:{ ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها } و إنما عبدوا مسمياتها.
و الجواب أن يقال: إنما عبدوا هذه المسميات من أجل أنهم نحلوها أسماء باطلة كاللات و العزى، و هي مجرد أسماء كاذبة باطلة لا مسمى لها في الحقيقة، و ليس لها من الإلهية إلا مجرد أسماء لا حقيقة لها.
فائدة: كلمة (التسبيح) يراد بها التشبيح المجرد، و يراد بها ذلك مع الصلاة، و لهذا سميت الصلاة تسبيحا، و لذا أدخلت الباء في قول الله تعالى :{ فسبح باسم ربك العظيم} تنبيها على إرادة التسبيح المقرون بالفعل و هو الصلاة.

رد مع اقتباس
  #48  
قديم 26 صفر 1435هـ/29-12-2013م, 11:48 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

شبهة رابعة:
قولهم: قد قال الشاعر:
إلى الحول ثم الصلاة عليكما و نن بيك حولا فقد اعتذر
فيقال: هذه حجة عليكم لا لكم، و ذلك أن السلام قد يراد به الله ، و قد يراد به التحية:
فإن أريد به الأول فلا إشكال، و إن أريد به الثاني فيكون المراد بالسلام: المعنى المدلول
فيراد بالأول اللفظ، و بالثاني المعنى.

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 26 صفر 1435هـ/29-12-2013م, 12:38 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

[COLOR="Green"]الباب الرابع و العشرون: في بيان الاشتراك و الاختصاص فيما يطلق على الله و على العبد نن الألفاظOR]

الالفاظ ثلاثة أقسام:
- قسم لا يطلق إلا على الرب، كالمبدع و البارئ و البديع.
- و قسم لا يطلق إلا على العبد كالكاسب و المكتسب.
- و قسم وقع إطلاقه على الرب كصانع، و فاعل و نحو ذلك.
و بين رحمه الله تعالى أن لفظ الموجد لم يأتي ذكره في النصوص، فليس من أسماء الله تعالى و إن كان تعالى هو الموجد في الحقيقة، و أن الواجد لم يأت ذكره إلا في حديث سرد الأسماء الحسنى، و الصحيح أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه و سلم، لكن معناه صحيح، و هو الغني الذي له الوجد، فهو أولى من أن يسمى بالموجود أو الموجد.
ثم بين رحمه الله أن ما كان منقسما لم يدخل اسمه في الأسماء الحسنى مثل الموجود، و أن المؤثر لم يأت إطلاقه في أسماء الرب، و كذلك الصانع ﻷانه قد يصنع خيرا و قد يصنع ظلما، و قد مر بنا أن أسماء الله تعالى كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه.

رد مع اقتباس
  #50  
قديم 3 ربيع الأول 1435هـ/4-01-2014م, 11:51 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

هذا الباب متوقف على السمع، فما لم يأت في النصوص فلا ينبغي إطلاقه، و من ذلك إطلق العشق على الله تعالى، فالعشق لم يات ذكره في النصوص، و يمتنع إطلاقه على الله تعالى، و قد جاء في النصوص ما هو أشرف من هذا و هو لفظ المحبة.
و في الجملة، فعليك بمراعاة ما أطلقه سبحانه من الأسماء و الصفات و الوقوف معها، و عدم إطلاق ما لميطلقه على نفسه ما لم يكن مطابقا لأسمائه و صفاته، و حينئذ يطلق المعنى لمطابقته له دون اللفظ، لا سيما إذا كان مجملا أو منقسما إلى ما يمدح به و غيره، فإنه لا يجوز إطلاقه إلا مقيدا.
و من اشتق لله تعالى من كل ما فعل و أخبر به عن نفسه اسما فقد أخطأ من وجوه:
- الوجه الأول: أنه لا يجوز إطلاق هذه الأسماء، ﻷن الله تعالى لم يطلقها على نفسه.
- و الثاني: أنه تعالى أخبر عن نفسه بأفعال مختصة مقيدة، فلا يجوز أن يسمى باسم هذا الفعل على الإطلاق.
- و الثالث: أنه يمتنع إطلاقها على الله تعالى من غير تفصيل لكونها يمدح في موضع و يقبح في موضع آخر.
- و الرابع: أن أسماء الله تعالى كلها حسنى، و هذه ليست من هذا النوع.
- و الخامس: أن القائل لو سمي بها لما كان يرضى بإطلاقه هذه الأسماء عليه و يعدها مدحة، و لله المثل الأعلى.
- و السادس: أن هذا القائل يلزم أن يجعل لله تعالى اسما من كل ما أخبر به عن نفسه و إلا وقع في التناقض.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تلخيص, و


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir