دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > البرامج الخاصة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 صفر 1434هـ/6-01-2013م, 11:01 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي تلخيص و بيان مقاصد المرتبع الأسنى في رياض الأسماء الحسنى

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على نبينا محمد، و على آله و صحبه أجمعين،
أما بعد:
فهذا بيان مقاصد مقدمة المرتبع الأسنى مع تلخيصها.
فأما مقاصد هذه المقدمة على سبيل الاختصار فهي كالتالي:
ـ بيان أن العلم بالله تعالى و أسمائه و صفاته و أحكامه أشرف العلوم.
ـ بيان سبب الانحراف في أبواب الدين.
ـ ذكر بعض آثار الإيمان بأسماء الله تعالى.
ـ ذكر سبب تأليف الكبات.
و سأذكر هذه المقاصد في التلخيص إن شاء الله تعالى.

تلخيص المقدمة:
ابتدأ المؤلف بما سماه أهل العلم ببراعة الاستهلال، و هو أن يقدم قبل الشروع في المسائل بشيء يدل على موضوع الكتاب، ثم حمد الله تعالى، و وحده بألوهيته، و ذكرما يتضمن توحيد الألوهية من أن الله هو الذي يخلق من العدم، و أنه تعرف إلينا بأسمائه و صفاته، و أظهر آثاره في أوامره و مخلوقاته ليستدل بها الموفقون على وحدانيته و صدق رسله و آياته.

المقصد الأول: العلم بالله تعالى أشرف العلوم:
و ذلك للأمور التالية:
ـ أن شرف العلم بشرف المعلوم، و الباري أشرف المعلومات، فالعلم بأسمائه أشرف العلوم.
ـ أن ثمرته رؤية الملك العلام، و مراقبة خيرة الأنام في الآخرة.
ـ أنه أساس الإيمان
ـ أنه يحمل النفس إلى مكارم الأخلاق و محاسن الآداب، و يخلصها من شبه الأنعام، و أخلاق سفلة الأنام.

المقصد الثاني: بيان سبب انحراف الناس في أبواب الدين:
بين المؤلف أن سبب انحراف الناس في أبواب الدين هو الجهل بالله تعالى و أسمائه و صفاته و أحكامه.
فمن أشرك مع الله غيره "ما قدروا الله حق قدره".
و من انحرف في بعض مسائل الاعتقاد كالقدرية و الجبرية مثلا ما عرفوا الله تعالى حق المعرفة و جهلوا بأسمائه و ما تدل عليها.
فلما وصفوا الله تعالى بما لا يليق به و جهلوا هذا الباب العظيم الذي هو توحيد الأسماء و الصفات وقعوا في الضلال.
و قد نزه الله نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل و سلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص و العيب، فقال تعالى:"سبحان ربك رب العزة عما يصفون. و سلام على المرسلين. و الحمد لله رب العالمين".
و من ارتكب معصية أو قصر في طاعة إنما حصل له ذلك بسبب جهله بالله تعالى و بما يستحقه من التعبد بمقتضى أسمائه و صفاته.

المقصد الثالث: ذكر بعض آثار الإيمان بأسماء الله تعالى:
ذكر المصنف حفظ الله تعالى بعض آثر الإيمان بأسماء الله تعالى، و فسر بعض الآيات أثناء هذا المقصد.
فمن عرف معنى اسم الله تعالى العليم و اسمه الخبير معرفة نافعة فإنها تحمله على فعل الطعات و اجتناب المحرمات لعلمه أن الله تعالى هو العليم بظواهر الأمور و الخبير ببواطن الأمور، و قد قال الله تعالى: "و يستخفون من الناس و لا يستخفون من الله و هو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول و كان الله بما يعملون محيطا"
و من علم أن الله تعالى هو التواب فإنه يسارع إلى مغفرة من ربه لأنه عرف أن الله يغفر الذنوب جميعا حتى الشرك إذا تاب منه، و انظر إلى ما قاله الله تعالى للكفار:"أفلا يتوبون إلى الله و يستغفرونه و الله غفور رحيم".
و ذكر المصنف أيضا أوجه بطلان ادعاء ألوهية عيسى و أمه.

المقصد الرابع: بيان سبب تأليف الكتاب:
لما قرأ الشيخ كتاب العلامة بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ الذي ألفه في تقريب علوم ابن القيم، و وصل إلى قول المصنف: "لعل الله سبحانه يهيئ من يفردها بكتاب مستقل دون أي تعليق أو تحشية" وافق ذلك رغبة كامنة في النفس فاستخار الله تعالى على جمع هذا البحث و إعداده.
فقام باستقراء ما تيسر له من كتب ابن القيم و كان إذا مر بكلام متعلق بباب الأسماء و الصفات أشار إليه في آخر ذلك الكتاب.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 4 ربيع الأول 1434هـ/15-01-2013م, 12:20 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على نبينا محمد، و على آله و صحبه أجمعين،
أما بعد:
فهذا تلخيص و بيان مقاصد الباب الأول من المرتبع الأنسى لشيخنا عبد العزيز الداخل ـ حفظه الله ـ.

مقصد الباب: بيان توحيد الأسماء و الصفات هو أفضل العلوم:
بين العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ أن أفضل العلم و العمل و الحال هو:
١ـ العلم بالله و أسمائه و صفاته و أفعاله.
٢ـ العمل بمرضاته.
٣ـ انجذاب القلب ب الحب و الخوف و الرجاء.
و هذا أشرف ما في الدنيا و جزاؤه أشرف ما في الآخرة.
و الغاية التي تطلب لذاتها و أجل السعادة في الدنيا و الآخرة هي معرفة الله ـ تعالى ـ و محبته، و الأنس بقربه و الشوق إلى لقائه و التنعم بذكره.
و سيشعر المؤمن تمام الشعور بأن هذا هو عين السعادة إذا فارق الدنيا و دخل الآخرة.
و أما في الدنيا فليس شعوره تاما كاملا، و إن يشعر بذلك بعض الشعور.
و تفاوت العلوم في فضلها بحسب إفضائها إلى هذه المعرفة و بعدها.

انتهى تلخيص هذا الباب و الحمد لله.

فائدة:
ذكر العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ أن معرفة الله و أسمائه و صفاته و أفعاله أفضل العلوم، وهو أيضا أصل نوعي التوحيد، لأن التوحيد ينقسم إلى قسمين: التوحيد العلمي و هو يشمل توحيد الربوبية و توحيد الأسماء و الصفات، و التوحيد العملي و هو توحيد الألوهية، و هو ثمرة للتوحيد العلمي.
(راجع شرح القواعد المثلى للشيخ إبراهيم بن عامر الرحيلي، الشريط الأول).

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 جمادى الأولى 1434هـ/3-04-2013م, 08:02 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سأواصل إن شاء الله تلخيص أبواب هذا الكتاب إن شاء الله
و أعتذر إلى شيخنا الفاضل و زملائي طلاب العلم و لكن قد كنت مشغولا.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 جمادى الآخرة 1434هـ/25-04-2013م, 08:12 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب الثاني: في بيان ما يفضي إليه العلم بأسماء الله ـ تعالى ـ و صفاته من المراتب العالية و المعارف الجليلة

نقل المؤلف ـ حفظه الله ـ كلام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الأنوار و أنها على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: نور الفطرة.
و الثاني:نور الوحي، و هو الذي انضاف إلى نور الفطرة، نور على نور، فأشرقت منه القلوب، و استنارت منه الوجوه، و حييت به الأرواح، و أذعنت به الجوارح للطاعات طوعا و اختيارا، فازدادت به القلوب حياة إلى حياتها.
و الثالث: نور الصفات، و هو الذي دل عليه نور الوحي، و هذا النور هو الذي يضمحل فيه كل نور سواه، فشاهدته ببصائر الإيمان مشاهدة نسبتها إلى القلب كنسبة المرئيات إلى العين، ذلك لاستيلاء اليقين عليها و انكشاف حقائق الإيمان لها، حتى كأنها تنظر إلى عرش الرحمن ـ تبارك و تعالى ـ بارزا، و إلى استوائه عليه كما أخبر به ـ تعالى ـ في كتابه.
ثم ذكر رحمه الله بعض أسمائه و صفاته ـ تعالى ـ و أفعاله.
و قال: "فإن أشرقت على القلب أنواع هذه الصفات اضمحل عندها كل نور، و وراء هذا ما لا يخطر بالبال و لا تناله عبارة".

و يتضمن هذا الباب ثلاثة فصول سيأتي تلخيصها إن شاء الله تعالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 جمادى الآخرة 1434هـ/2-05-2013م, 12:52 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الفصل الأول:
ذكر العلامة ابن القيم في هذا الفصل أن الله ـ تعالى ـ إذا شرح صدر عبده بنوره الذي يقذفه في قلبه أراه بضوء ذلك النور أمور:
الأمر الأول: حقائق الأسماء و الصفات التي تضل فيها معرفة العبد إذ لا يمكن أن يعرفها العبد على ما هي عليه في نفس الأمر.
و الأمر الثاني: حقائق الإيمان و حقائق العبودية و ما يصححها و يفسدها، قال الله ـ تعالى ـ :{يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله و ءامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته و يجعل لكم نورا تمشون به}.
و تفاوت هذه المعرفة بحسب تفاوت هذه النور.
و يكشف في ضوء ذلك النور أمور:
الأمر الأول: حقيقة المثل الأعلى مستويا على عرش الإيمان في قلب المؤمن، فيشهد بقلبه ربا عظيما قاهرا قادرا أكبر من كل شيء في ذاته و صفاته و أفعاله.
و هذا أول مشهد المعرفة، ثم يرتقي منه إلى مشهد فوقه لا يتم إلا به و هو مشهد الألوهية.
و الثاني: عدله، و حكمته و رحمته، لطفه، و إحسانه في شرعه و أحكامه.
و الثالث: إثبات صفات الكمال و تنزيهه ـ تعالى ـ عن النقص و المثال، و أن معطي الكمال أولى به.
و الرابع: حقائق المعاد و اليوم الآخر و ما أخبر به النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ عنه حتى كأنه يشاهده عيانا.
ثم ختم هذا الفصل ببيان كون الهداية بيد الله ـ تعالى ـ ، فمن أراد الله هدايته شرح صدره لهذا فاتسع لع و انفسح، و من أراد ضلاله جعل صدره في ضيق و حرج لا يجد فيه مسلكا و لا منفذا.

و أنا أتبع الآن هذا الفصل ببيان موجز لبعض ما يتضمن هذا الفصل:
ـ قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ تعالى ـ :"حقيقة المثل الأعلى": معنى المثل الأعلى هو الذي يمنع تصوره وقوع الشركة فيه.
ـ و قوله ـ رحمه الله ـ :"أن كل كمال في الوجود فمعطيه و خالق أحق به و أولى" هذا مقيد بشرطين:
الأول: أن يكون كمالا مطلقا و هو الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه.
و الثاني: أن يرد به النص على إثبات ذلك الكمال.
و الثالث: أن يكون غير مستلزم للعدم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 جمادى الآخرة 1434هـ/3-05-2013م, 12:59 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الفصل الثاني:
جملة ما نقله المؤلف في عن هذا الفصل أن العبد الذي عنده معرفة بأسماء الله ـ تعالى ـ و صفاته و أفعاله فيشهد ربه في كلامه، فقد تجلى سبحانه في كلامه، و تراءى لهم فيه، و تعرف إليهم فيه، فبعدا و تبا للجاحدين الظالمين {أ فالله شك فاطر السموات و الأرض}.
ثم ذكر ـ رحمه الله ـ أن صفات الرب إذا صارت مشهدا لقلبه أنسته ذكر غيره، و تشغلته عن حب من سواه، و حديث دواعي قلبه إلى حبه ـ تعالى ـ بكل جزء من أجزاء قلبه، و روحه، و جسمه، و حينئد يكون ربه ـ تعالى ـ سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به، و يده التي يبطش بها، و رجله التي يمشي بها كما جاء في الحديث القدسي.
و من غلط حجابه و كثف طبعه و صلب عوده فهو عن فهم ذلك بمعزل، بل لعله أن يفهم منه ما لا يليق بالله أو يحرف نتيجة لسوء فهمه.
ثم استطرد في مسألة و هي حكم النوم بغير وضوء للجنب و ذكرها على سبيل الإجمال، و ذكر فائدة و هي أن سبب الوضوء قبل النوم ـ في حق الجنب ـ هو أن روحه تسجد تحت العرش إذا نام، فإن كان طاهرا أذن لها في السجود ، و إن كان جنبا لم يؤذن لها في السجود و نقل هذا الكلام عن أبي الدرداء.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 جمادى الآخرة 1434هـ/3-05-2013م, 01:30 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الفصل الثالث:
إن العبد إذا قام بقلبه شاهد من الربوبية و القيومية، رأى أن الأمر كله لله، ليس لأحد معه من الأمر شيء، قال الله ـ تعالى ـ : {و إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو و إن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده و هو الغفور الرحيم}.
و إن قام بقلبه شاهد من الألوهية رأى في ذلك الشاهد ما يلي:
ـ الأمر و النهي.
ـ النبوات و الكتاب و الشرائع.
ـ المحبة و الرضا.
ـ الكراهة و البغض.
ـ الثواب و العقاب.
و إن قام بقلبه شاهد من الرحمة رأى أن الوجود كله قائم بهذا الصفات.
و إن قام بقلبه شاهد من الكبرياء و العزة و العظمة و الجبروت فله شأن آخر و هكذا جميع شواهد الصفات.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 04:51 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب الثالث: في بيان أن التفكر في آيات الله عز و جل طرق إلى معرفة الله بأسمائه و صفاته:
و مقصد الباب هو بيان أن التفكر في آيات الله الكونية ـ و هو المراد بقوله ـ رحمه الله ـ : "النظر في مفعولاته"ـ ، و الآيات الشرعية ـ و هو المراد بقوله:"التفكر في آياته و تدبرها طريقان إلى معرفة الله تعالى.
أما النوع الأول فكقوله تعالى:(إن في خلق السموات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب).
و أما النوع الثاني فكقوله تعالى:(أفلا يتدبرون القرآن)، و قال تعالى:(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته).
و ذكر رحمه الله أن المفعولات دالة على الأفعال، و الأفعال دالة على الصفات.
و بين أن أصناف المخلوقين و أحوالها يستدل بها على إثبات الصانع، و التوحيد، و المعاد، و النبوات.
و أن المصنوعات تصدق الآيات المسموعات منبهة على الاستدلال بالآيات المصنوعات.

و أما النوع الثاني و هو تدبر القرآن فالله تعالى تجلى فيه لعباده بصفاته، و هذا التجلي على أنواع:
النوع الأول: التجلي في جلبات الهيئة و العظمة و الجلال.
و الثاني: التجلي في صفات الجمال و الكمال.
و الثالث: التجلي بصفات البر و الرحمة، و اللطف، و الإحسان.
و الرابع: التجلي بصفات العدل و الانتقام، و الغضب و السخط و العقوبة.
و الخامس: التجلي بصفات الأمر و النهي و العهد و الوصية و إنزال الكتب و إرسال الرسل و شرع الشرائع.
و السادس: التجلي بصفات السمع و البصر و العلم.
و السابع: التجلي بصفات الكفاية و الحسب و القيام بمصالح العباد و سوق أرزاقهم إليهم و دفع المصائب عنهم و نصرة أوليائه و حمايته لهم و معيته الخاصة بهم.
و الثامن: التجلي بصفات العز و الكبرياء.

و جماع ذلك أنه تعالى يتعرف إلى عباده بصفات الإلهية تارة، و بصفات الربوبية تارة.
و شهود صفات الإلهية يوجب للعبد تسعة أمور:

الأول: المحبة الخاصة.
و الثاني: السوق إلى لقائه.
و الثالث:الأنس و الفرح به.
و الرابع: السرور بخدمته.
و الخامس: المنافسة في قربه.
و السادس: التودد إليه بطاعته.
و السابع: اللهج بذكره.
و الثامن: الفرار من الخلق إليه.
و التاسع: أن يصير الله تعالى وحده هو همه دون ما سواه.

و أما شهود صفات الربوبية فيوجب للعبد أربعة أمور:
الأول: التوكل عليه.
و الثاني: الافتقار إليه.
و الثالث: الاستعانة به.
و الرابع: الذل و الخضوع و الانكسار له.
كما أنه بين رحمه الله تعالى أن التدبر الخالي من آراء المتكلمين و أفكار المتكلفين ـ و هو التدبر على الوجه الصحيح ـ يفضي إلى شهود صفات الكمال.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 04:58 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

فصل:
معرفة الله نوعان:
الأول: معرفة إقرار و هو الذي اشترك فيها الناس كلهم.
و الثاني: معرفة توجب أعمال قلبية، و الناس متفاوتون فيها، و لها بابان واسعان و هما: التفكر في الآيات الكونية، و التفكر في الآيات الشرعية.
و جماع ذلك التفكر في أسمائه الحسنى و جلالها و كمالها و تفردها بذلك و تعلقها بالخلق ـ و هو الأمر الكوني ـ و الأمر ـ و هو الأمر الشرعي ـ .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 23 رجب 1434هـ/1-06-2013م, 12:15 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب الرابع: في بعض ما تضمنته سورة الفاتحة من المعارف الجليلة في باب الأسماء و الصفات
ذكر العلامة ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ أن هذه السورة اشتملت على التعريف بالمعبود بثلاثة أسماء و أن مرجع الأسماء الحسنى و الصفات العليا إليها، و مدارها عليها، و هي الله، و الرب، و الرحمن.
و أنها بنيت على الألوهية كما يدل على هذا قوله ـ تعالى ـ :(إياك نعبد)، و الربوية لأن الله تعالى قال: (و إياك نستعبن)، و على الرحمة لأن فيها طلب الهداية إلى الصراط المستقيم بصفة الرحمة، و الحمد يتضمن الأمور الثلاثة.
و مما يتضمن هذه السورة: إثبات المعاد و إيبات النبوات.
و تضمنها لإثبات النبوات يكون من أوجه:
الأول: أن رب العالمين لا يليق به أن يترك عباده سدى هملا لا يأمر و لا ينهى.
و الثاني: أن الله تعالى هو المعبود و لا سبيل لعباده إلى معرفة عبادته إلا من طريق رسله.
و الثالث: أن رحمة الله تعالى تمنع إهمال عباده و عدم تعريفهم ما ينالون به غاية كمالهم.
و الرابع: أن الجزاء و العقاب يوم الدين لا يكون إلا بعد قيام الحجة، و الحجة لا تقوم إلا بعد إرسال الرسل و إنزال الكتب.
و الخامس: أن عبادة الله تعالى لا تكون إلا بما يحبه و يرضاه، و هي أمر فطري معقول للعقول السليمة لكن طريق التعبد و ما يعبد به لا سبيل إلى معرفته إلا برسله و بيانهم.
و السادس: أن المراد بالهداية في هذه السورة هداية البيان و الدلالة ثم التوفيق و الإلهام، و هذا بعد البيان و الدلالة، و لا سبيل إلى البيان و الدلالة إلا من جهة الرسل.

ثم بين ـ رحمه الله ـ أن هذين النوعين من أنواع الدلالة متضمنتان تعريف ما لم نعلمه من الحق جملة و تفصيلا، و إلهامنا له، و جعلنا مريدين لاتباعه ظاهرا و باطنا، ثم خلق القدرة لنا على القيام بموجب الهدى بالقول و العمل و العزم، ثم إدامة ذلك و تثبيتا عليه إلى الوفاة.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 06:10 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

فصل في اشتمال هذه السورة على أنواع التوحيد الثلاثة التي اتفقت عليها الرسل ـ صلوات الله و سلامه عليهم ـ:
ذكر ـ رحمه الله ـ أن التوحيد نوعان:
الأول: التوحيد العلمي، و هو يتعلق بالمعرفة و الأخبار.
و الثاني: التوحيد القصدي الإرادي، و هو يتعلق بالقصد و الإرادة، و هو يتقسم إلى قسمين.
و مدار النوع الأول على إثبات صفات الكمال، و نفي التشبيه و المثال و التنزيه عن العيوب و النقائص.
و يدل على هذا شيئان:
الأول: المجمل، و هو إثبات الحمد له سباحنه.
و الثاني: المفصل، و هو ذكر صفات الإلهية و الربوبية الملك و الرحمة.
و على هذه الأربع مدار الأسماء و الصفات.
ثم شرع في بيان المجمل فقال: الحمد يتضمن مدح المحمود بصفات كماله و نعوت حلاله مع محبته و الرضا عنه و الخضوع له، فلا يكون حامد من جحد صفات المحمود.
و كلما كانت صفات الكمال أكثر كان حمده أكمل و كلما نقص من صفات الكمال نقص حمده بحسبها.
ثم بين رحمه الله أن الله تعالى لو كان غير متصف بصفات الكمال لقال آزر لما قال له ابنه إبراهيم: (يا أبت لما تعبد ما لا يسمع و لا يبصر و لا يغني عنك شيئا):و أنت إلهك بهذه المثابة فكيف تنكر علي؟ لكن كان ـ مع شركه أعرف بالله من الجهمية.
كما أنه بين أن الله تعالى يكلم عباده و هذا أنواع:
الأول: من وراء حجاب.
و الثاني: أن يرسل الرسول الملكي إلى الرسول البشري.
و الثالث: أنه تعالى كلم سائر عباده على ألسنة رسله رسله، فأنزل عليهم كلامه الذي بلغته رسله عنه.
و مما ذكر أيضا في هذا الفصل:
ـ أن فاقد صفات الكمال لا يصلح أن يكون إلها.
ـ و أن من أنكر كون الله متكلما فقد أنكر رسالة الرسل كلهم.
و أشار إلى قاعدة في هذا الباب و هي أن الصفات السلبية تتضمن إثبات كمال الضد عند أهل السنة و الجماعة لما قال: "و المحمود لا يحمد على العدم و السكوت ألبتة إلا إذا كانت سلب العيوب و النقائص تتضمن إثبات أضدادها من الكمالات الثبوتية.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 06:46 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

فصل:
بين فيه دلالة الأسماء الحسنى ـ الله و الرب و الرحمن و الرحيم ـ على توحيد الأسماء و الصفات، و هو تفصيل لما تقدم لما قال: مفصل.
و هذا مبني على أصلين:
الأول: أن الأسماء مشتقة من الصفات فهي أسماء و أوصف إذ لو لم يكن كذلك لم يكن حسنى، و لا كانت دالة على المدح و الكمال و لساغ وقوع أسماء الانتقام و الغضب في مقام الرحمة و الإحسان، و لم يجز أن يخبر عنها بمصادرها و يوصف بها كما في قوله تعالى :(إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين).
و لم يسع أن يخبر عنه بأفعاله فلا يقال: يسمع، و يبصر و يرى و يعلم إلى آخره.
و ذلك أن ثبوت أحكام الصفات فرع عن ثبوتها، فإذا انتفى ثبوت الصفات استحال ثبوت حكمها.
و لو لم يكن تدل على معاني لكانت جامدة كالأعلام المحضة التي لم توضع أسمائها باعتبار معنى قائم به فكانت كلها سوى و لم يكن فرق بين مدلولاتها و هذا مكابرة صريحة.
و أما أنواع الإلحاد و حقيقته فقد تكلم عن بعضها في هذا الفصل، لكن لما كان شيخنا قد جعل له بابا كاملا في هذا الكتاب فإني أتكلم عنها في ذلك الباب إن شاء الله تعالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م, 12:38 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

فصل: في تضمنها الرد على الجهمية معطلة الصفات:
و ذلك من أوجه:
الأول: أن إثبات الحمد الكامل لله تعالى يقتضي ثبوت كل ما يحمد عليه تعالى من صفات كماله و نعوت جلاله.
و الثاني: أن إثبات صفات الرحمة يقتضي إثبات صفات الحياة و السمع و البصر و الإرادة و غيرها.
و الثالث: أن إثبات صفة الربوبية يستلزم إثبات جميع صفات الفعل.
و الرابع: أن إثبات صفة الألوهية يستلزم إثبات أوصاف الكمال ذاتا و أفعالا.
و ذكر رحمه الله أن هذا الطريق الذي ذكره تتضمن ثبوت الصفات الخبرية من وجهين:
الأول: أنها لوازم كماله المطلق.
و الثاني: أن السمع ورد بها.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م, 01:13 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب الخامس: في بيان دلالة قول الله تعالى (ليس كمثله شيء) على ثبوت صفات الكمال لله عز و جل
معنى هذه الآية أنه لا كفء له و لا سمي له، وهذا يستلزم وصفه تعالى بصفات الكمال، لأنه لو لم يكن الأمر كذلك لكان كل عدم مثالا له في ذلك.
فيكون قد نفى عن نفسه مشبابهة الموجودات و أثبت لنفسه مماثلة المعدومات.
و ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله فائدة و هي: أن هذا النفي واقع على أكمل الموجودات و على العدم المحض فإن العدم المحض لا مثال له و سمي له و لا كفء له، فلو كان المراد بذلك نفي الصفات و الأفعال لكان ذلك وصفا له بغاية العدم.
و ذكر أنهم لو أبطلوا المعنى الصحيح تعين المعنى الباطل قطعا، و صار المعنى أنه تعالى لا يوصف بصفة أصلا و لا بفعل و لا له وجه و لا يد و لا يسمع و لا يبصر و لا يعلم و لا يقدر تحقيقا لمعنى (ليس كمثله شيء).
و ذكر بعض معتقد الملاحدة الذين يقولون: ليس له ذات أصلا تحقيقا لهذا النهي، و قال غلاتهم: و لا وجود له تحقيقا لهذا النفي، ثم ذكر معتقد الرسل في هذا الباب.
و مما ذكر أيضا أن هذا النفي لايتحقق إلا بإثبات صفات الكمال فإنه مدح له و ثناء أثنى به على نفسه و العدم المحض لا يمدح به أحد و لا يثني به عليه، و لا يكون كمالا له، بل هو أنقص النقص و إنما يكون كملا إذا يتضمن الإثبات.
ف(ليس كمثله شيء) متضمن لإثبات جميع صفات الكمال على وجه الإجمال.
و لو قيل لشخص: ما له شبيه و نحو ذلك فإن المراد أنه تفرد من الصفات و الأفعال و المجد ما لم يلحقه فيه غيره، و ليس المراد نفي صفاته و أفعاله فإن هذا هو غاية الذم.
و الله تعالى أهل الثناء و المجد و لا يكون كذلك إلا بأوصاف كماله و نعوت جلاله و أفعاله و أسمائه الحسنى و إلا بماذا يثنون عليه المثنون؟


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 4 شعبان 1434هـ/12-06-2013م, 08:32 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

فصل:
نفى الله تعالى ما يناقض و يضاد ثبوت الصفات و الأفعال فلم ينف إلا أمرا عدميا أو ما يستلزم العدم.
و إذا كان الأمر كذلك فعلم أنه تعالى أحق بكل وجود و ثبوت و كل أمر وجودي لا يستلزم عدميا و لا نقصا و لا عيبا.
ثم شرع رحمه الله في ذكر تفسير الصمد في حق الله تعالى.
و ذكر أن الله تعالى ذكر هذه اللآية بعد ذكر نعوت الجلال و الكمال و أوصافه مما يبين أنه ليس كمثله شيء لكثرة نعوته و أوصافه و أفعاله و ثبوتها له على وجه الكمال الذي لا يماثله شيء.
و ذكر أن وصف المعطل بأن الله تعالى ليس كمثله شيء مجازا لا حقيقة كما يقول في سائر أسماء الله تعالى و صفاته.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 5 شعبان 1434هـ/13-06-2013م, 05:20 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب السادس: في بيان دلالة قول الله تعالى :(و لله المثل الأعلى) على تفرد الله عز و جل بصفات الكمال
جعل الله تعالى مثل السوء المتضمن للعيوب و النقائص و سلب الكمال للمشركين و أربابهم و أخبر أن المثل الأعلى المتضمن لإثبات الكمالات كلها له وحده ، فقال تعالى:(للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء و لله المثل الأعلى و هو العزيز الحكيم).
و في هذا الباب رد الإمام ابن القيم على المعطلة لما قال: كيف يكون أعلى و هو عدم محض و نفي صرف، و أي مثل أدنى من هذا؟
و مثل السوء لعادم صفات الكمال و لهذا جعله مثل الجاحدين لتوحيده و كلامه و حكمته.
فمن نفى صفات الكمال عن الله تعالى فقد جعل له مثل السوء و نزهه عن المثل الأعلى.
و لما كان الرب تعالى هو الأعلى و صفاته عليا كان به المثل الأعلى و كان أحق به من كل ما سواه، بل يستحيل أن يشترك في المثل الأعلى اثنان لأنهما إن تكافآ لم يكن أحدهما أعلى من الآخر، و إن لم يتكافأ فالموصوف بالمثل الأعلى أحدهما دون الآخر و يستحيل لمن يكون له المثل الأعلى مثل أو نظير و هذا برهان قاطع من إثبات الصفات على استحالة التمثيل و التشبيه.
ثم ذكر العلامة ابن القيم أقوال أهل العلم في المراد بالثمل الأعلى و مثل السوء و مما قيل:
ـ مثل السوء هو العذاب و النار، و المثل الأعلى هو شهادة أن لا إله إلا الله.
ـ و قال قتادة: هو الإخلاص و التوحيد.
و قد ذكر الواقدي أنه لا يدري لما قيل للمثل الأعلى: الإخلاص، و لمثل السوء: العذاب.
ـ و قال قوم: المثل الأعلى الصفات العليا من تنزه الله تعالى و براءته عن الولد، و مثل السوء صفة السوء من احتياجهم إلى الولد و كراهتهم للإناث خوف العيلة و العار.
ـ و قال ابن كيسان: مثل السوء ما ضرب الله للأصنام و عبدتها من الأمثال، و المثل الأعلى نحو قوله تعالى:(الله نور السموات و الأرض مثل نوره) الآية.
ـ و قال ابن جرير: (و له المثل الأعلى) نحو قوله الأطيب و الأفضل و الأحسن و الأجمل.و ذلك التوحيد و الإذعان له بأنه لا إله إلا هو.
ثم شرع في ذكر ما يتضمن المثل الأعلى و هو أربعة أمور:
الأول: ثبوت الصفات العليا لله تعالى في نفس الأمر.
و الثاني: وجودها في العلم و التصور.
و الثالث: ذكر صفاته و الخبر عنها و تنزيهها عن التقائص و العيوب و المثيل.
و الرابع: محبة الموصوف بها و توحيده و الإخلاص له و التوكل عليه و الإنابة إليه.
و كلما كان الإيمان بالصفات أكمل كان هذا الحب أقوى.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 8 شعبان 1434هـ/16-06-2013م, 10:27 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الباب التاسع: في بيان بعض ما تضمنه حديث:"اللهم إني عبدك بن عبدك" من الفوائد الجليلة و اللطائف البديعة في باب الأسماء و الصفات
هذا الحديث العظيم يتضمن أمورا من المعرفة و التوحيد و العبودية:
الأمر الأول: أن الداعي صدر سؤاله بقوله: "أن عبدك بن عبدك بن أمتك" و هذا يتضمن آبائه و أمهاته إلى أبويه آدم و حواء، و في هذا اعتراف بأنه مملوك و أن آبائه مماليكه و أنه ليس له غير باب سيده و إحسانه و فضله و أن الله تعالى إذا أهمله و تخلى عنه هلك.
و فيه الاعتراف بأنه مربوب مدبر مأمور منهي إنما يتصرف بحكم العبودية لا بحكم الاختيار لنفسه.
و في قوله:"إني عبدك" فوائد، منها: التزام عبوديته، و أنه عبد الله من جميع الوجوه، و أن ماله لله تعالى، و أنه تعالى هو المنعم عليه و الذي من عليه.
و الثاني: في قوله:"ناصيتي بيدك" بيان أن الله هو المتصرف يتصرف كيف شاء.
و متى شهد العبد أن ناصيته و نواصي العباد كلها بيد الله تعالى يصرفهم كيف يشاء لم يخفهم بعد ذلك و لم يرجهم و لم ينزلهم منزلة المالكين بل منزلة عباد مقهورين مربوبين.
و متى شهد نفسه هذا المشهد صار قوته و ضرورته إلى ربه وصفا لازما له.

و مما استدل به ابن القيم رحمه الله قوله تعالى حكاية عما قال هود لقومه:( إني توكلت على الله ربي و ربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم).
و الثالث: في قوله:"ماض في حكمك عدل في قضاؤك" أصلان عظيمان عليها مدار التوحيد:
أحدهما: إثبات القدر.
و الثاني: أن الله تعالى عدل في الأحكام غبر ظالم لغيره.
و هو تعالى مع أنه يصرف عباده كيف يشاء فإنه على صراط مستقيم لا يتصرف فيهم إلا بالعدل و الإحسان و الرحمة و الحكمة.
و قول النبي صلى الله عليه و سلم:"ماض في حكمك" مطابق لقوله تعالى:(ما من دابة إلا هو آخذ بناصتيها)، و قوله:" عدل في قضاؤك مطابق بقوله تعالى:(إن ربي على صراط مستقيم).
ثم ذكر أن الله تعالى فرق بين الحكم فجعل المضاء له، و القضاء فعدل فجعل القضاء له.
فإن حكمه تعالى يتناول حكمه الديني الشرعي،و حكمه الكوني القدري.
و من الفروق بينهما: أن الحكم الكوني لا يمكن مخالفته، و حكمه الشرعي يمكن مخالفته.
و قوله :"عدل في قضاؤك" يتضمن جميع أقضيته في عبده من جميع الوجوه.
ثم بين أقوال الناس في وجه العدل في قضاء المعصية و أن المسلمين في هذه المسألة على ثلاثة أقسام:
الأول: الجبرية و هو الذين قالوا: العدل هو المقدور و الظلم ممتنع في ذاته لأنه تصرف في ملك الغير، و الله تعالى له كل شيء فلا يكون تصرفه في خلقه إلا عدلا.
و الثاني: القدرية و هو الذين قالوا: بل العدل أن لا يعاقب على ما قضاه و قدره، فلما حسن منه العقوبة على الذنب علم أنه ليس بقضائه و قدره، فيكون العدل هو جزاؤه على الذنب بالعقوبة الذم، إما في الدنيا و إما في الآخرة.
و صعب عليهم إثبات العدل و القدر جميعا فزعموا أن من أثبت العدل لم يمكنه إثبات القدر، و من أثبت القدر لم يمكنه إثبات العدل كما صعب عليهم الجمع بين التوحيد و الصفات.
و القسم الثالث: أهل السنة و الجماعة الذين قالوا: نثبت الأمرين جميعا، و أما الظلم فالمراد منه وضع الشيء في غير موضعه كتعذيب المطيع و من لا ذنب له و هذا قد نزه الله عنه في غير موضع من كتابه.
و الله تعالى وضع العقوبة و وضع القضاء بسببها و موجبها في موضعه فإنه عز و جل كما أنه يجازي بالعقوبة فإنه يعاقب بنفس قضاء الذنب فيكون حكمه بالذنب عقوبة على ذنب سابق فإن الذنوب تكسب بعضها بعضا.
و من أسماء الله تعالى العدل و هو الذي كل أفعاله و أحكامه سداد و صواب و حق.
ثم ذكر رحمه الله تعالى أن من خذله الله و تخلى عنه على قسمين:
الأول:
ما يكون جزاء منه للعبد على إعراضه عنه، و إيثار عدوه في طاعته و الموافقة عليه و تناسي ذكره و شكره.
و الثاني: أن لا يشاء ذلك له ابتداء لما يعلم منه أنه لا يعرف قدر النعمة لهداية و لا يشكره عليه و لا يثني عليه بها و لا يحبه فلا يشاؤها له لعدم صلاحية محله.
ثم استدل بقوله تعالى:(و كذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهولاء من الله عليهم من بيننا أ ليس الله بأعلم بالشاكرين) و قال تعالى:(و لو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم).
و كلامه رحمه الله هنا في هذه المسألة مختصر و قد استوفى الكلام في كتابه الكبير في القدر و لعل يقصد به "شفاء العليل".


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 8 شعبان 1434هـ/16-06-2013م, 05:19 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

فصل
بين العلامة ابن القيم رحمة الله تعالى أن (أو) في قول النبي صلى الله عليه و سلم:"أو أنزله في كتابك" بمعنى الفاء لأن هذا تقسيم و تفصيل لما سمى به نفسه.
و هذا الحديث يدل على أن أسماء الله تعالى غير مخلوقة و لو كانت كذلك لم يسأله بها فإن الله تعالى لا يقسم عليه بشيء من خلقه.
و أيضا فإن أسماء الله تعالى مشتقة من الصفات و هي قديمة به مما يدل على أن الأسماء غير مخلوقة.
ثم شرع في مسألة الاسم و المسمى و سأبين هذه المسألة في آخر تلخيصي على هذا الباب.
و أشار إلى أن أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين و هذا أيضا مما سأبينه بعد قليل.
و في قوله صلى الله عليه و سلم:"أسألك بكل اسم هو لك" التوسل بأسماء الله تعالى كلها، و هي أعظم الوسائل، و أحبها إلى الله تعالى و أقربها تحصيلا للمطلوب فإنها وسيلة بأوصافه و أفعاله التي هي مدلول أسمائه.
و هو أنفع للعبد من التوسل إليه بمخلوقاته.
و في قوله صلى الله عليه و سلم:"أن تجعل القرآن ربيع قلبي و نور صدري" سؤال الله بعبوديته و توحيده و أسمائه و صفاته أن يجعل كتابه الذي جعله روحا للعالمين نورا و حياة لقلبه بمنزلة الماء الذي يجير به الأرض و نور بمنزلة الشمس التي تستنير بها الأرض، و الحياة و النورجماع الخير كله.
و هذا الحديث له فوائد منها:
ـ أنه استوعب أقسام المكروه الواردة على القلب: الهم و الحزن و الغم.
و بين رحمه الله أن أكثر الطرق و الأودية التي يشتغلها الناس في الخلاص منها لا يزيدها إلا شدة.
و كلهم قد أخطأ الطريق إلا من سعى في إزالتها بالدواء الذي وصفه الله لإزالتها وهو دواء مركب من مجموع أمور متى نقص منها جزء نقص من الشفاء بقدره.
و أعظم أجزاء هذا الدواء هو التحيد و الاستغفار.
فالأول و هو التوحيد يدخل العبد على الله و الاستغفار و التوبة يرفع المانع و يزيل الحجاب الذي يحجب القلب عن الوصول إليه.
و إذا وصل القلب إليه زاد همه و غمه و حزنه.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 8 شعبان 1434هـ/16-06-2013م, 05:44 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أحمعين، أما بعد:
فهذه دراسة موجزة عن بعض مسائل تضمنها هذا الباب، و قبل أن نبدأ هذه الدراسة أحب أن أنبه على أمر مهم و هو : أن العلم يؤخذ من أهله فتلخيص لهذا الكتاب المفيد لا يغني عن قراءته كله، كما أن هذه الدراسة و التي تليها إن شاء الله تعالى لا تغني عن استماع و قراءة كتب العلماء و حضور دروسهم و ما من شيء في هذه الدراسة إلا و قد استفدتها من كتب أهل العلم.
أما هذه الدراسة الموجزة فهي تتضمن ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: هل أسماء الله تعالى محصورة بعدد معين أو لا؟
و المسألة الثانية: الاسم عين المسمى أو غيره و موقف أهل السنة و الجماعة من الألفاظ المجملة.
و المسألة الثالثة: التوسل بأسماء الله تعالى.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 12 شعبان 1434هـ/20-06-2013م, 11:39 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين،
أما بعد:
فهذا هو الكلام على المسألة الأولى التي هي: هل أسماء الله تعالى محصورة بعدد معين أو لا؟
و قد قسمت هذه الدراسة الموجزة إلى العناصر التالية:
ـ قول أهل العلم في هذه المسألة.
ـ معنى حديث:"إن لله تسعة و تسعين اسما".
ـ ضعف طرق الحديث الذي فيه سرد الأسماء.
ـ أقوال أهل العلم في الرد على ما ذهب إليه ابن حزم رحمه الله في هذه المسألة.


أولا:قول أهل العلم في هذه المسألة.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في القاعدة السادسة من القواعد في باب أسماء الله تعالى: "أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين" ثم استدل بحديث الباب.
و قال رحمه الله في القواعد المثلى:" و ما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحد حصره و لا الإحاطة به.
و قد حكى الإمام النووي رحمه الله الاتفاق على أن أسماء الله غير محصورة بعدد معين.
و قال محمد بن إسحاق بن خزيمة بعد أن ذكر حديث الباب:" فهذا يدل على أن لله أسماء لم ينزلها في كتابه، حجبها عن خلقه، و لم يظهرها لهم.".
و من الأدلة التي استدل بها العلماء على صحة ما ذهبوا إليه في هذه المسألة ما جاء في الصحيح من أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول في سجوده:"اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، و بمعافاتك من عقوبتك ، و بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك"، قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:" فأخبر أنه صلى الله عليه و سلم لا يحصي ثناء عليه، و لو أحصى جميع أسمائه لأحصى صفاته كلها، فكان يحصي الثناء عليه، لأن صفاته إنما يعير عنها بأسمائه.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 13 شعبان 1434هـ/21-06-2013م, 08:04 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

ثانيا: معنى حديث:"إن لله تسعة و تسعين اسما":
ذهب جمهور العلماء إلى أن هذا الحديث ليس فيه دليل على حصر الأسماء، بل حكى النووي الاتفاق على ذلك، و خالفهم ابن حزم فذهب إلى أن أسماء الله تعالى محصورة بعدد معين، و كأن النووي رحمه الله لم يعتد بقول ابن حزم في هذا الباب.
و قال أبو سليمان حمد الخطابي:"إنما هو بمنزلة قولك: إن للزيد ألف درهم أعدها للصدقة، و كقولك: إن لعمرو مائة ثوب من زاره خلعها عليه، و هذا لا يدل على أنه ليس له من الدرهم أكثر من ألف درهم، و لا من الثياب أكثر من مائة ثوب، و إنما دلالته على أن الذي أعدها زيد من الدراهم للصدقة ألف درهم، و أن الذي أرصده عمرو من الثياب مائة ثوب".
و قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كما في "درء التعارض" في معنى هذا الحديث:"أن من أحصى التسعة و التسعين من أسمائه دخل الجنة".

ثالثا:ضعف طرق الحديث الذي فيه سرد الأسماء:
هذا الحديث الذي جاء في سرد الأسماء جاء من ثلاثة طرق:
الأولى: من طريق الوليد بن مسلم، و هو مدلس يدلس التسوية، و اشترطوا أن يصرح في طبقات السند.
و هذا الطريق هو أحسن طريق على ضعف فيها.
و الثانية: جاء من طريقة عبد الملك بن محمد الصنعاني و فيه ضعف.
و الثالثة: جاء من طريقة عبد العزيز بن حصين بن ترجمان، ضعيف جدا.
و قد ذكر الإمام الذهبي من ضعفه في "الميزان".
و قال العلامة ابن كثير رحمه الله تعالى:" و الذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه، و إنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم و عبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك".
و قد نقل الحافظ ما يدل على الإدراج، و هو ما أخرجه عثمان الدارمي في "الرد على المريسي" عن هشام بن عمار عن الوليد فقال:عن خليد بن دعلج عن قتادة عن محمد بن سرين عن أبي هريرة...فذكره دون التعيين.
و قال الوليد: و حدثنا سعيد بن عبد العزيز مثل ذلك، و قال: كلها في القرآن، هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم و سرد الأسماء".
و قال الصنعاني رحمه الله: اتفق الحفاظ من أئمة الحديث أن سردها إدراج من بعض الرواة.


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 13 شعبان 1434هـ/21-06-2013م, 08:21 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

رابعا:أقوال أهل العلم في الرد على ما ذهب إليه ابن حزم رحمه الله في هذه المسألة.
قال الحافظ رحمه الله تعالى في الفتح:" و ابن حزم ممن ذهب إلى حصر الأسماء في العدد المذكور، و هو لا يقول بالمفهوم أصلا، لكن احتج بالتأكيد في قوله:"مائة إلا واحدة"، قال لأنه لو جاز أن يكون له اسم زائد على العدد المذكور، لزم أن يكون له مائة، فيبطل قوله:"مائة إلا واحدا".
و قال رحمه الله تعالى:"و الذي قاله ليس بحجة على ما تقدم، لأن الحصر المذكور عندهم باعتبار الوعد الحاصل لمن أحصاها، فمن ادعى أن الوعد وقع على من أحصى زائدا على ذلك أخطأ، و لا يلزم من ذلك ألا يكون هناك اسم زائد.
ثم إن ابن حزم لا يعتد به في العقائد عند الخلاف.
قال ابن عبد الهادي:"جهمي جلد".
و ذهب العلامة صالح آل الشيخ إلى أنه ليس من أهل السنة و الجماعة.
فمخالفته في هذه المسألة و غيرها من مسائل الاعتقاد لا يعتد بها و تبقى إمامته في الفقه.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 12 ذو القعدة 1434هـ/16-09-2013م, 07:12 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين،
أما بعد:
فهذه هي دراسة المسألة الثانية، و هي مسألة الاسم و المسمى، و قبل الشروع فيها فإنه لا بد من ذكر مسألة أخرى ألا و هي مسألة الألفاظ المجملة، و من فهم هذه المسألة المهمة تيسرت له فهم مسألة الاسم و المسمى، لأن الذي عرف موقف أهل السنة و الجماعة من هذه الألفاظ و القاعدة التي ذكرها شيخ الإسلام في هذا الباب سيطبق هذه القاعدة على كل هذه الألفاظ.
ـ فما المقصود بالكلمات المجملة؟
المقصود أنها ألفاظ يطلقها أهل التعطيل.
أو: هي مصطلحات أحدثها أهل الكلام.
ـ و ما معنى كونها مجملة؟
معنى كونها مجملة أنها تحتمل حقا و باطلا.
أو يقال: إنها ألفاظ مستركة بين معان صحيحة و معان باطلة.
أو يقال: لخفاء المراد منها بحيث لا يدرك معنى اللفظ إلا بعد الاستفصل و الاستفسار.
ـ و ما مراد أهل التعطيل من إطلاقها؟
مرادهم من إطلاقها هو التوصل إلى نفي الصفات عن الله تعالى بحجة التنزيه عن النقائص.
ـ و ما الذي دعاهم إلى ذلك؟
الذي دعاهم إلى ذلك هو عدم مقارعة أهل السنة و الجماعة بالحجة، فلجؤوا إلى هذه الألفاظ ليخفوا عوارهم و زيفهم.
ـ و هل وردت هذه الألفاظ في الكتاب و السنة؟
لا، لم ترد في النصوص، بل هي من إطلاقات أهل الكلام.
ـ و إذا كانت هذه الألفاظ لم ترد في النصوص فما هي طريقة أهل السنة و الجماعة في التعامل مع هذه الألفاظ؟
أما من جهة اللفظ فإنهم يتوقفون فلا ينفونه و لا يثبتون لأن باب الأسماء و الصفات توقيفي و الإثبات و النفي فيه يحتاج إلى دليل.
و أما من جهة المعنى فإنهم يستفسرونه، فإن كان صحيحا قبل، و إن كان باطلا رد.
و لكن حتى لو كان المعنى صحيحا فإنهم يستعملون اللفظ الشرعي المناسب للمقام لأنه أولى و أكمل من هذا اللفظ المجمل.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 16 ذو القعدة 1434هـ/20-09-2013م, 05:55 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آل و صحبه أجمعين،
أما بعد:
فمن المسائل التي ذكرت في هذا الباب مسألة الاسم و المسمى و إليك بيانها:
أـ وقت ظهورها:
لم تعرف هذه المسألة إلا بعد انقضاء عصر الصحابة و التابعين حيث حدثت هذه البدعة و أنكر السلف على الجهمية قولهم: الاسم غير المسمى.
قال ابن جرير رحمه الله:"ثم حدث في عصرنا هذا حماقات خاض فيها أهل الجهل و الغباءو نوكى الأمة و الرعاع يتعب إحصاؤها و يمل تعدادها، فيها القول في اسم الشيء أ هو هو أم هو غيره."
و قال أيضا:"أما القول في الاسم أهو المسمى أم غير المسمى فهو من الحماقات الحادثة التي لا أثر لها فيتبع، و لا قول من إمام فيستمع فالخوض فيه شين و الصمت عنه زين، و حسب امرئ من العلم به و القول أن ينتهي إلى قوله جل ثناؤه الصادق و هو قوله تعالى:(قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا من تدعوا فله الأسماء الحسنى)."
فهو من بدع أهل الكلام.
لكن لما كان الكلام في هذا الأمر مستمرا من أهل البدع و الضلالات اضطر أهل السنة و الجماعة الراد على هؤلاء و تنفيذ أقوالهم الباطلة المخالفة لكتاب الله و سنة نبييه و بيان الحق في هذه المسألة.

ب ـ ما مراد أهل التعطيل من إطلاقها؟

مرادهم أن أسماء الله غير الله، فما كان غيره فهو مخلوق حيث زعموا أن أسمائه مخلوقة و أن كلامه مخلوق و أنه لو يتكلم بكلام قام بذاته و لا سمى نفسه باسم هو المتكلم به
بل قد يقولون إنه تكلم به و سمى نفسه بهذه الأسماء بمعنى أنه خلقها في غيره لا بمعنى أن نفسه تكلم بهذا الكلام القائم به.
فالقول في أسمائه فرع عن القول في كلامه.
و قد أنكر الأئمة على الجهمية هذا القول و قد مر بنا كلام ابن جرير، و من الذين أنكروا على هؤلاء الشافعي و الأصمعي لما قالا: "إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى فاشهد عليه بالزندقة"
و سيأتي إن شاء الله تعالى ذكر أقوال الناس في هذه المسألة.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 17 ذو القعدة 1434هـ/21-09-2013م, 05:23 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

ج ـ أقوال الناس في هذه المسألة:
القول الأول: الاسم غير المسمى.
و القول الثاني: الاسم هو المسمى.
و هذان القولان يحتملان حقا و باطلا، فقول القائل: إن الاسم غير المسمى إن أراد أن لفظ الاسم غير الذات و أنه مخلوق فهذا معنى باطل لأن أسماء الله تعالى من كلامه و كلامه غير مخلوق فأسماؤه غير مخلوقة، و إن أراد القائل أن أسماء الله غير ذات الله فهذا معنى صحيح عقلا و لغة، لأن لفظ زيد مثلا غير زيد الآكل الشارب، و قول القائل: إن الاسم عين المسمى فإن أراد أن ألفاظ أسماء الله تعالى مخلوقة فهذا معنى باطل، و إن أراد أن الاسم لاينفك عن المسمى و لم يقل بخلق أسماء الله فهو معنى صحيح.
و القول الثالث: أن الاسم للمسمى و هذا قول واضح لا تلبيس فيه و لا تدليس و ليس من الكلمات المحدثة بل الكتاب و السنة يدلان عليه فقد قال الله تعالى:(و لله الأسماء الحسنى)، و قال النبي صلى الله عليه و سلم:"لله تسعة و تسعين اسما من أحصاها دخل الجنة".
و الحاصل أن قول القائل الاسم هو المسمى أو غير المسمى إن صدر عن إمام من الأئمة يحمل على المعنى الصحيح، و إن صدر عن أحد من أئمة الكلام يحمل على المعنى الباطل.
هذا و من أراد التوسع في هذه المسألة فليرجع إلى أقوال شيخ الإسلام فيها، و لينظر في أول كتاب " النهج الأسنى في شرح الأسماء الحسنى"، و "مصطلحات في كتب العقائد للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد، و الجزء الأول من شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ الغنيمان، و "التعليقات الجلية على شرح العقيدة الطحاوية" للشيخ الخميس و غيرها.
و أما ما يتعلق بالتوسل فمن أراد الاطلاع على هذه المسألة فليرجع إلى "قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة" مع شرح الشيخ الفوزان و شرح الشيخ ناصر بن عبد الكريم العقل، و للشيخ ابن عثيمين رحمه الله كلام جميل حول أنواع التوسل في فتواه في باب العقيدة.

و سأواصل تلخيص كتاب الشيخ إن الله تعالى


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تلخيص, و


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir