«سورة ن والحاقة»
ونون بها نور اترك الحوت والعذا
ب واعدد ويستثنون مع مصبحين ادر
الإعراب: ونون مبتدأ وجملة بها نور خبره. واترك أمرية والحوت مفعولها والعذاب عطف عليه واعدد أمرية. ويستثنون من ألفاظ القرآن مفعولها والواو فيه زائدة. مع مصبحين حال من المفعول. وأدر أمرية بمعنى اعلم معطوفة على السابقة بعاطف مقدر.
المعنى: أشار إلى أن عدد آي سورة ن والقلم اثنتان وخمسون آية كما دل على ذلك الباء والنون. وليس بين العادين خلاف فيها. ثم أمر بعدم عد {ولا تكن كصاحب الحوت} و{كذلك العذاب} لجميع أهل العدد. وبعد {ولا يستثنون} و{فتنادوا مصبحين} للجميع وكل ذلك مستفاد من إطلاقه.
وواعيه ند بن وأفرد دم ودع
وهاد أول الحاقه شماله للصدر
اللغة: الند المثل من النظير. موبن. أظهر. ويقال عادة الشيء أفزعه وحركه وأزعجه.
الإعراب: وواعيه مبتدأ وند خبره خفف وسكن للضرورة. وبن أمرية من بان المتعدي. بمعنى تبين. وأفرد ماضية مجهولة ونائب فاعلها يعود على العدد المفهوم من السياق. ودم أمرية وهاد فعل ماض وأول فاعله. وأسقطت همزة أول بعد نقل حركتها إلى ما قبلها للضرورة وقصر لفظ الحاقة ووقف عليه بالهاء لضرورة النظم كذلك. وشماله من ألفاظ القرآن مبتدأ وللصدر متعلق بمحذوف خبره أي هذا اللفظ معدود للصدر.
المعنى: أشار إلى أن عدد سورة الواعية وهي سورة الحاقة ثنتان وخمسون آية كما دل على ذلك النون والياء لغير من رمز لهما بدال دم وواو ودع وهما الشامي والبصري. وإحدى وخمسون لمن رمز لهما بذلك وهذا معنى قوله وأفرد دم ودع
[معالم اليسر: 197]
أي جعل عددها فردا للشامي والبصري ثم أشار إلى أن المرموز له بهاء هاد وهو الكوفي يعد «الحاقة» في الموضع الأول. ويتركه غيره وأن الصدر وهم المدنيان والمكي يعدون {وأما من أوتي كتابه بشماله} ولا يعده غيرهم واحترز بأول الحاقة عن الموضع الثاني والثالث فيها فإنهما معدودان اتفاقا وهما «ما الحاقة» {وما أدراك ما الحاقة} وفي قوله ند الخ إشارة إلى أن سورة الحاقة ند ومثل لسورة نون وفي قوله وهاد. إشارة إلى أول الحاقة حرك القلوب وأزعجها لما فيه من التهديد والوعيد وجه عد الحاقة في الموضع الأول المشاكلة والإجماع على عد الثاني والثالث ووجه تركه عدم تمام الكلام لأن ما بعده خبر عنه – ووجه عد بشماله المشاكلة ووجه تركه عدم تمام الكلام أيضًا والإجماع على عدم عد قرينه وهو بيمينه.
ودع بيمينه وصرعى وعد تبـ
صرون كريم والأقاويل ذا سبر
اللغة: السبر التتبع.
الإعراب: ودع أمرية وبيمينه مفعولها وصرعى معطوف عليه. وعد أمرية معطوفة على السابقة وتبصرون لفظ قرآني مفعولها وكريم عطف عليه وكذا والأقاويل وذا سبر حال من الفاعل.
المعنى: بين في هذا البيت ما اتفق على عده. وما اتفق على تركه فبين أن قوله تعالى {فأما من أوتي كتابيه بيمينه} متروك للجميع. وكذا {فترى القوم فيها صرعى} وأن قوله تعالى {تبصرون} في الموضعين وهما {فلا أقسم بما تبصرون. وما لا تبصرون} وقوله {إنه لقول رسول كريم} وقوله {ولو تقول علينا بعض الأقاويل} كل ذلك معدود بالاتفاق.
[معالم اليسر: 198]
1 شعبان 1432هـ/2-07-2011م, 11:11 PM
سورة ن والحاقة
العرض العادي
