دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 محرم 1437هـ/29-10-2015م, 04:19 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس التاسع : مجلس مذاكرة دورة مسائل الإيمان بالقرآن

مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟

المجموعة الثانية:
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟


المجموعة الثالثة:
س1: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
س2: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن.
س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
س4: ما حكم من وقف في القرآن؟
س5: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.

المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.

المجموعة الخامسة:
س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن
س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن.
س3: بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد.
س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.


- يوصى بأن لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع جوابه.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة ولصقها، ولا تقبل المشاركة.
- سيُغلق هذا المجلس صباح ( الأحد ) عند الساعة السادسة صباحاً بتوقيت مكة - بإذن الله-.
- ستنشر أفضل الإجابات في المشاركة الأولى من هذا الموضوع يوم ( الأحد ) - بإذن الله تعالى -.


  #2  
قديم 16 محرم 1437هـ/29-10-2015م, 10:14 AM
منيرة عبدالرزاق علي منيرة عبدالرزاق علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 100
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
ج1 : تنقسم مسائل الإيمان الى نوعين .. لابد من الجمع بينهما حتى يكون اعتقاد المرء صحيحا :
-مسائل عقدية : في مايجب اعتقاده في القرآن في أنه كلام الله غير مخلوق ، منه بدأ واليه يعود ، وهو المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، بواسطة حبريل عن رب العزة ، انزله الله هداية للناس مهيمنا على ما قبله من الكتب .
-مسائل سلوكية :وهي مسائل الانتفاع بمواعظ القرآن ، والاستجابة ، والاهتداء والتدبر والتفكر . وعلم السلوك يعنى بأصلين مهمين ، وعليهما يدور وهي :
-البصائر والبينات وهي تقوم على العلم والتفكر وتثمر اليقين .
-الاتباع الهدى وهي تقوم على العمل والعزيمة وتثمر التقوى والاستقامة .
وهذان الأصلان جمعهما الله عزوجل في قوله تعالى :
(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد مابيناه للناس في الكتاب اؤلئك يلعنهم الله ويلعنهم اللعنون )
..........................................................................
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة اكلام لله تعالى : أنها صفة ذاتية باعتبار نوعها وأن الله لم يزل متكلما اذا شاء ، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه جل وعلا فهو يتكلم متى شاء وكيف شاء .
والادلة على ذلك كثيرة منها :
قوله تعالى : ( وكلم الله موسى تكليما )
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه )
وغير ذلك من الأدلة التي دلت على أن الله تعالى يتكلم بصوت وحرف يُسمعه من يشاء وكيف شاء ومتى شاء جل وعلا .
...............................................................................
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
كان المأمون رجلا له نصيب من العلم والأدب ، لكنه أقبل على علم الكلام لما فيه من زخرف القول ودقائق المسائل التي كان يهتم بها المعتزلة ويثيرونها وقد كان لهم عناية بالأدب والمنطق ، فقربهم من مجلسه ، وزادوه ولعا بالفلسلفة وعلم الكلام حتى أمر بإخراج كتب الفلاسفة اليونانين وأمر بتعريبها ، فزاد البلاء بذلك .
ثم أثاروا شبهة أن القرآن مخلوق وزينوها له . وكان يراها في نفسه الا أنها لم يظهرها ولم يدعو الناس اليها إلا بعد موت يزيد بن هارون ببضع سنين . وفي عام 212 ه . دعا بهذه المقوله وقرب من يقول بها وأقصى من يأبهاها . فكثر المعتزلة في زمانه.
وفي عام 218ه ، عزم المأمون على امتحان العلماء في القول بخلق القرآن ، ومن يأبى هدد بالعزل او الحبس او القتل . فابتلي بذلك جمع من العلماء منهم من أجابه خوفا وترخصا بالاكراه ، ومنهم من رفض هذا القول وثبت على الأمر ، منهم الامام احمد بن حنبل وجماعة من العلماء .
فكان الامام احمد ممن اقتيد وحبس ، واوذي ايذاءا شديدا . فأخذ الى المأمون ، وكان المأمون قد تجرأ عليه وجهز له سيفا ونطعا . فدعا الامام أحمد ربه قائلا (سيدي غرّ هذا الفاجرَ حلمُك حتى تجرّأ على أوليائك بالضرب والقتل، اللهمّ فإن يكنالقرآن كلاُمك غير مخلوق فاكفنا مؤونته) .
فمات المأمون في تلك الليلة .
..................................................................................
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
-اختلاف المواقف من مسألة اللفظ يرجع الى اختلاف الناس بفهمها وتأولها ، ثم اختلف بناء مواقفهم على فهمه وتأوله . وهذه المواقف بايجاز :
1-موقف الجهمية : الذين قالوا بخلق القرآن تستروا بقولهم : لفظي بالقرآن مخلوق .
غرضهم التستر.لأنها اقرب الى قبول الناس لها .
وهؤلاء حذر منهم الامام أحمد وسماهم الجهمية لأن قصدهم التستر باللفظ . فمما قاله الامام أحمد بن حنبلٍ فيهم : (الواقفة واللّفظيّة جهميّةٌ) .
2-موقف طائفة خاضت في علم الكلام وتأثّرت ببعض قول الجهمية ، وإن كان كلامهم غيرَجارٍ على أصول الجهمية .
وعلى رأسهم رجل من اهل الشام اسمه : الشراك . قال : إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً .
وهذا يعود إلى صريح قول الجهميةعند التحقيق . قال عنه الامام أحمد :قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍبعينه.
3-موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري ، امام أهل الظاهر :
أخذ مقالة الكرابيسي في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فقال قولا لم يسبق إليه، قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هوبين الناس: فمخلوق ) .
هجره الإمام أحمد، وأمر بهجره.
4-موقف طائفة من أهل الحديث :
قالوا : أنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّالقرآن غير مخلوق، لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأناللفظ بالقرآن غير مخلوق.
حجتهم وغرضهم من ذلك : أنهم ظنوا أنّ بقولهم: (ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة)يقطعون الطريق على الجهمية الذين يريدون التحيّل باللفظ للقول بخلق القرآن. وممن نُسب إليه التصريح بأنّاللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري.
قال ابن قتيبة: إن أهل السنة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا في مسألةاللفظ.
5-موقف جمهور أهل الحديث :
كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة. فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظمطلقاً لالتباسه .
بدّعوا الفريقين : من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظيبالقرآن غير مخلوق. واشتدّوا على من قال: لفظيبالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن. وبيّنواأنّ أفعال العباد مخلوقة.
6-موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني،والقاضي أبي يعلى .
حجتهم أنهم فهموا من مسألة اللفظ معنىآخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرحوالرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.وهؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت ومنهم من يقر بذلك .
7-موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة :
وزعموا أن سماعهم لقراءةالقارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كماسمعه موسى بن عمران.
ولهم أقوال كثيرة منها : فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ فيالعبد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئا منها، وكلها باطلة شرعا وعقلا.
....................................................................................
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وماموقف أئمة أهل السنة منه؟
-سبب ظهور بدعة ابن كلاب ، أنه أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم ومواجهتهم بحججهم الكلامية ، فأدى ذلك الى التسليم ببعض اصولهم الفاسدة ،وتمكن من رد بعض قولهم افحام كبرائهم ، فغره ذلك ، فاجتهد في تصنيف كتب يرد بها على المعتزلة ، واشتهرت ردوده في افحام بعض كبارئهم ، فظن أنه بذلك نصر السنة ، واعجبت ردوده ومناظراته من كان يغتاظ من المعتزلة ، ففتن به بعض الناس وذاع صيته .
والمأخذ عليه عند اهل السنة : أنه قصر في معرفة السنة وعلومها ، واتبع طريقة المتكلمين ، وسلم لبعض أصولهم الفاسدة ، فخرج بقول بين قول المعتزلة وقول أهل السنة . واحدث أقوالا .
فأنكر أهل السنة على طريقته وحذرو منه . قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبدالله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره) .
......................................................................................
تم بحمد الله

  #3  
قديم 16 محرم 1437هـ/29-10-2015م, 11:00 AM
نورة الصالح نورة الصالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 80
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
- اعتقادية: تنقسم لأحكاب وآداب
- سلوكية: تنقسم لبصائر وبينات، واتباع الهدى


س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
صفة ذاتية باعتبار نوعها -أي أنه سبحانه لم يزل يتكلمًا متى شاء-
وفعلية باعتبار آحاد كلامه عزوجل.


س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
أول من قال بها الجعد بن درههم 124هـ
ثم أخذ هذه المقالة الجعد بن صفوان الجعد بن صفوان واشتهرت عنه ولم يكن له أتباع، وأخذها أهل الكلام
ولم يكن الجعد من أهل العلم وإنما أوتي ذكاءً وتفننا في الكلام
ثم ظهر بشر بن غياث المريسي كان من أهل الفقه ثم اشتعل بعلم الكلام
وكان على عهد هارون الرشيد مستترًا لما بلغه وعيده بقتله، حتى ولي الخلافة المأمون 198ه وكان صاحب علم وأدب، لكنه افتتن بأهل الكلام والمعتزلة لاعتنائهم بعلم الكلام والأدب
فزينوا له القول بخلق القرآن وأن الدين لا يتم إلا به، ولكن لوجود يزيد بن هارون لم يظهر ذلك
وبعد وفاة يزيد 206 تردد في دعوة الناس لذلك، ثم تجاسر على ذلك بعد ست سنوات لكنه لم يمتحن الناس بهذا القول وإنما يدعو إليه ويقرّب من يدعو إليه حتى كثر المعتزلة حوله من قضاة وجلساء وأمراء وغيرهم.


س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
اختلفوا فيه لعدة طوائف، وهذه أبرزها:
- الجهمية المستترة باللفظ
- طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية، على رأسهم الشرّاك.
- داود الظاهري، وقوله بأن الذي في اللوح المحفوظ غير مخلوق، وأما الذي بين الناس فمحفوظ.
- جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد والبخاري منعوا الكلام في اللفظ مطلقًا لاشتباهه.
- طائفة من أهل الحديث أخطأوا في استعمال العبارة؛ صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق.
- أبو الحسن الأشعري وأتباعه، فهموا من مسألة اللفظ بالقرآن معنى آخر، وكرهوها لأن معنى اللفظ الطرح والرمي وهذا غير لائق.
- زعموا أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مسموعة، وأن سماع القارئ سماع مباشرة من الله سبحانه.


س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أنه أراد الرد على المعتزلة ونصرة أهل السنة بطريقتهم -أي الكلام-، فوقع في بدعته
وموقف أهل السنة منها إنكار البدعة والتحذير منها ومن صاحبها.

  #4  
قديم 16 محرم 1437هـ/29-10-2015م, 11:38 AM
ريم محمد ريم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 73
Post مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقران

المجموعة الثالثة:
س1: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
معرفة القول الحق لطالب العلم في مسائل الاعتقاد في الإيمان بالقران بمادلّت عليه نصوص الكتاب والسنة وماأجمع عليه سلف الأمة حتى يكون معتقده صحيحا في القران مبنيا على الدليل والحجة الصحيحة .
وتقرير الإستدلال لهذه المسائل بمعرفة أدلتها وماخذ استدلالها وماتحسن به معرفته من الأدلة والأثار حتى يمكنه الدعوة إلى الحق ومعرفة أقوال المخالفين لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القران ومعرفة مراتبهم ودرجات مخالفتهم وأصول شبهاتهم وحجج أهل السنة في الرد عليهم والمناهج في معاملتهم فيكون وسطا بين الغلو والتفريط .
من أحسن معرفة أصول الشبهات وحجج أهل السنة في الرد عليها فإنه يتبين له أصول الرد على المخالفين في هذه المسائل .


س2: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن.
* أن القران كلام الله تعالى حقيقة لا كلام غيره .
*منه بدأ نزل من الله وإليه يعود إشارة إلى رفعه اخر الزمان .
*أن القران حروفه ومعانيه من الله تعالى .
*أن القران ليس مخلوق لأنه كلام الله .
*أن من زعم أن القران مخلوق فهو كافر .
*أن جبريل عليه السلام سمع القران من الله تعالى وأن النبي صلّى الله عليه وسلّم سمعه من جبريل والصحابة سمعوه من الرسول صلّى الله عليه وسلّم ثم نقل إلينا متواترا .
*أن هذا الذي بين دفتي المصحف هو القران المحفوظ في السطور والصدور.
*أن كل حرف منه قد تكلم الله به حقيقة .
*أنه بلسان عربي مبين تكلّم الله بع باللسان العربي .
* أن من ادّعى وجود قران غيره فهو كافر بالله تعالى .



س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
*كتب المأمون بامتحان جماعة أهل الحديث منهم :يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود. فأحضرهم من بلدانهم إلى الرقة فامتحنهم فهابوه فأجابوه وأطلق سراحهم .
*وفي دمشق ورد كتاب المأمون على إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق، أن أحضر المحدثين بدمشق فامتحنهم؛ فأحضر هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري، وكان والي دمشق يجلّ هؤلاء العلماء ولا يقوى على مخالفة أمر الخليفة؛ فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد، فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد.
وكان من أهل الحديث أول الأمر وكان محبوبا عند أمير دمشق فجعل يرفق به في المحنة حتى طلب من امرأته وصبيانه أن يأتوه ويبكوا عليه حتى يرجع عن رأيه وقيل له قل مافي القران من الجبال والأشجار مخلوق فقال فكتب أبي اسحاق بإجابته إلى الخليفة .
* وورد الكتاب من الخليفة إلى أمير بغداد يأمره بامتحان الإمام أحمد بن حنبل وهو إمام أهل الحديث في زمانه ، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث.وامتحن القوم فأجابوا جميعاً مصانعة وترخّصاً بالإكراه غير هؤلاء الأربعة.
فمن أجاب أطلق ومن أبى حبس وقيّد . فكانوا يعزلون من لا يجيب عن وظائفه ، وإن كان له رزق على بيت المال قطع ، وإن كان مفتيا منع من الإفتاء ، وإن كان شيخ حديث ردع عن الإسماع والأداء ، ووقعت فتنة صماء، ومحنة شنعاء، وداهية دهياء
ومما أصاب إمام المحدثين أحمدبن حنبل ماذكره : (وحملت على دابّة والأقياد عليّ، وما معي أحد يمسكني؛ ظننتُ أنّي سأخرّ على وجهي من ثقل القيود، وسلّم الله؛ حتى انتهيت إلى الدار؛ فأدخلت إلى الدار في جوف الليل، وأغلق عليّ الباب، وأقعد عليه رجلان، وليس في البيت سراج، فقمت أصلّي ولا أعرف القبلة، فصليت فلما أصبحت فإذا أنا على القبلة).
وورد أنه ضرب بعد ما كان بينه وبين أهل الباطل من المعتزلة وأهل الكلام مناظرة وعندها أمر الخليفة المعتصم بضربه حتى ضرب نيّفاً وثلاثين سوطاً، وأغمي عليه ؛ ثم سحبوه وكبّوه على وجهه وداسوه، فلمّا رأى المعتصم أنّه لا يتحرّك دخله الرعب، وأمر بتخليته.
*في الكوفة: أُخذ أبو نعيم الفضل بن دكين وكان شيخاً كبيراً قد قارب التسعين؛ فأدخل على الوالي مع جماعة من أهل الحديث منهم أحمد بن يونس وابن أبي حنيفة فامتحنه الوالي و قطع زرّا من قميصه وقال: عنقي أهون علي من زري هذا فطُعن في عنقه وأصابه (وَرَشْكين) وهو كسر في الصدر، ومات بعد يوم من جراحته في يوم الشكّ من رمضان سنة 219ه.
*في البصرة: أُخذ العباس بن عبد العظيم العنبري، وعلي بن المديني؛ فامتحنا فلم يجيبا في أول الأمرفضرب بالسوط عبدالعظيم فأجاب علي بإجابته ولم ينل أذى .
*ومن حُبس في تلك المحنة: الحافظ المحدّث محمود بن غيلان المروزي نزيل بغداد من شيوخ البخاري ومسلم، وقد أكثر الترمذي من الرواية عنه. سئل عنه الإمام أحمد فقال: (ثقة، أعرفه بالحديث، صاحب سنة، قد حبس بسبب القرآن).

س4: ما حكم من وقف في القرآن؟
الواقفة هم على ثلاثة أصناف :الصنف الأول طائفة من الجهمية يتستّرون بالوقف، وهم في حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن وهم جهمية مخادعون فتنتهم على العامّة أشد من الجهمية المصرحون .
الصنف الثاني: الذين يقفون شكّاً وتردداً؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك.
فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى؛ لأن الإيمان يقتضي التصديق، والشك منافٍ للتصديق الواجب.
الصنف الثالث: طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف.
وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق.
كان هذا اجتهاد منهم أخطؤوا فيه رحمهم الله؛ فإنّ كلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله ليست مخلوقة، ولو كانت المسألة لم يُتكلّم فيها بالباطل ويُمتحن الناسُ فيها لكان يسعهم السكوت؛ فأمّا مع ما حصل من الفتنة وحاجة الناس إلى البيان، وكثرة تلبيس الجهمية؛ فلا بدّ من التصريح بردّ باطلهم، وأن لا يترك الناس في عماية؛ فيكونوا أقرب إلى قبول الأقوال المحدثة.

س5: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
مسألة اللفظ من المسائل الغامضة لتوقفها على مراد القائل، ودخول التأول فيها.
قال ابن تيمية: (الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة، لما فيه من لبس الحق بالباطل، مع ما توقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة، بخلاف الألفاظ المأثورة والألفاظ التي بينت معانيها، فإن ما كان مأثوراً حصلت له الألفة، وما كان معروفا حصلت به المعرفة
وروي عن مالك رحمه الله أنه قال: "إذا قل العلم ظهر الجفاء، وإذا قلت الآثار كثرت الأهواء"

  #5  
قديم 16 محرم 1437هـ/29-10-2015م, 02:46 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي المجموعة الثانية

المجموعة الثانية:
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟


الإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل.

- فالإيمان الاعتقادي بالقرآن: أن يصدّق بأنّه كلام الله تعالى أنزله على رسوله بالحقّ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم، وأنّ كل ما أنزل الله فيه فهو حقّ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وأنه قيّم لا عوج له، ولا اختلاف فيه، يهدي إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم.
وأنه محفوظ بأمر الله إلى أن يأتي وعد الله، لا يخلق ولا يبلى، ولا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، ولا بسورة من مثله.
ومن الإيمان الاعتقادي بالقرآن أن يصدّق بكلّ ما أخبر الله به في كتابه الكريم، وأن يخضع لما أمر الله به، فيعتقد وجوب ما أوجب الله فيه، ويعتقد تحريم ما حرّم الله فيه، وأنّه لا طاعة لما خالفه.
- والإيمان القولي:أن يقول ما يدلّ على إيمانه بالقرآن، وتصديقه بما أنزل الله فيه، ومن ذلك تلاوة القرآن تصديقاً وتعبّداً.
- والإيمان العملي:هو اتّباع هدى القرآن؛ بامتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه في كتابه الكريم.
فمن جمع هذه الثلاث فهو مؤمن بالقرآن؛ قد وعده الله فضلاً كبيراً ، وأجراً عظيماً؛ كما قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)}.
وقال تعالى:{قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)}
وقال تعالى:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)}.

فهذا بيان أن الإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل ونأتي الآن إلى بيان كيف يكون الاهتداء بالقرآن


س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن

.
الإيمان بالقرآن له فضائل عظيمة:
· أنه أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربّه جلّ وعلا.
- يرشده إلى سبيله،
- ويعرّفه بأسمائه وصفاته، وآثارها في أوامره ومخلوقاته،
- ويعرّفه بوعد الله ووعيده،
- وحكمته في خلقه وتشريعه،
- ويبيّن له كيف يتقرّب إليه،
- وكيف ينجو من سخطه وعقابه،
- وكيف يفوز بمحبّته وثوابه.

· أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن فتكون تلاوته ذكرٌ لله عز وجل



· من فضائل الإيمان بالقرآن وعظم خطره أنه شرط للانتفاع بتلاوة القرآن؛

· وعلى قدر إيمان العبد بالقرآن يكون نصيبه من فضائله

.
· الإيمان بالقرآن يفتح للمؤمن من أبواب اليقين والعلوم


· هو أصل للانتفاع بما جعل الله في كتابه من:
- فضائل جليلة وبركات عظيمة؛
- وما صرّف فيه من الآيات،
-وما ضرب فيه من الأمثال،
- وما جعل فيه من المواعظ المذكّرة،
-والآيات البيّنة،
- والهدايات الجليلة،
- والعلوم والمعارف،
-والحكمة والنور،
-والشفاء لما في الصدور؛
· فكلّ تلك الفضائل لا ينالها إلا من آمن بالقرآن، وعلى قدر إيمان العبد بالقرآن يكون نصيبه من فضائله.
فكان سعادة المؤمن على قدر إيمانه بالقرآن وتبصره به واتباعه لهداه
وخلاصة: أن الإيمان بالقرآن له فضل على المؤمن في
**الجانب العلمي:يفتح للمؤمن من أبواب اليقين والعلوم والمعارف والبصائر والبينات شيئاً عظيماً .
**وفي الجانب العملي: فإنه يهديه للتي هي أقوم، ويورثه الاستقامة والتقوى وصدق الرغبة والرهبة وصلاح الباطن والظاهر بإذن الله تعالى.
.من الأدلة على ذلك:
كما قال الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}
وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
وقال تعالى: {مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)}.


س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن

.
الفرق بين المعتزلة والأشاعرة


المعتزلة يقولون:إن القرآن كلام الله تعالى، لكنّه مخلوق.


والأشاعرة يقولون:إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى

.

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية

.
فتنة اللفظ:

كان أوّل من أشعل فتنة اللفظية:حسين بن علي الكرابيسي ،
وهذه الفتنة هى قولهلفظي بالقرآن مخلوق.
..
ذكر للإمام أحمدأن الكرابيسي قال: (أقول: إنّ القرآن كلام الله غير مخلوقٍ من كلّ الجهات إلاّ أنّ لفظي به مخلوقٌ، ومن لم يقل: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو كافرٌ).
فقال الإمام أحمد: (بل هو الكافر - قاتله الله - وأيّ شيءٍ قالت الجهميّة إلاّ هذا؟ وما ينفعه، وقد نقض كلامُه الأخير ُكلامَه الأوَّل؟!).
ظهرت فتنة اللفظية فكانت فتنتها أعظم وأطول مدى من فتنة الوقف؛ فإنّها استمرّت قروناً من الزمان وجرى بسببها مِحَن يطول وصفها
ومما يبين عظم فتنة اللفظ
أولا :

أن فيها تلبسي و تعمية على الناس وذلك؛ وذلك أن كلمة {اللفظ }
في اللغة يأتي اسماً ومصدراً؛ فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ، والمصدر هو التلفظ.
فعليه فقول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق قد يريد به أحد أمرين
- ملفوظه الذي تلفّظ به: وهو القران ؛ والقران كلام الله لا شك في ذلك ولا ريب أنه غير مخلوق؛
وكلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله تعالى غير مخلوقة.
- وقد يريد به فعلَ العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن؛ و قراءة القارئ من فعل العبد ؛ وفعل العبد مخلوق قال الله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون}.
فيقال في تلخيص هذين الأمرين: القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة.
فهي كلمة مجملة حمّالة لوجوه.

الثاني:

أن هذه الفتنة ظهرت في وقت كان الناس أحوج ما يكونوا إلى بيان الحق التصريح به و توضيحه للناس والصدع بأن القران كلام الله غير مخلوق وإزالة الفتن السابقة فتنة الخلق القران و فتنة الوقف.
فما زادت هذه الفتنة إلا تعمية و حيرة والتباسا عند الناس


ثالثا:

أن هذه الفتة كانت طريقا يتستر بها الجهمية و المعتزلة وأتباعهم.
لذلك فرحت طائفة من الجهمية بهذه المقالة؛ فقالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، ومنهم من قال: القرآن بألفاظنا مخلوق.
وهم يريدون أنَّ القرآن مخلوق؛ لكن القول باللفظ أخفّ وطأة وأقرب إلى قبول العامّة من التصريح بقولهم: إن القرآن مخلوق. فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
فتستّروا باللفظ؛ كما تستّرت طائفة منهم بالوقف

.
رابعا

وقوع الفتة الكبيرة على أهل العلم عموما وعلى أهل السنة خصوصا.
اشتدّ إنكار الإمام أحمد على من قال باللفظ إثباتاً أو نفياً لأنه تلبيس يفتن العامة ولا يبيّن لهم حقاً ولا يهديهم سبيلاً.
وجرت محنة عظيمة للإمام البخاري بسبب هذه المسألة، ووقعت فتنة بين أصحاب الإمام أحمد بعد وفاته بسب هذه المسألة، ودخل الغلط على بعض أهل الحديث بسبب هذه المسألة.


خامسا

الفتنة كان لها ذيوع وانتشار كبير في عصر الإمام أحمد وبعده بقرون، وقد اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً كلٌّ يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ويبني موقفه على ما فهم وتأوّل.

سادسا :
فتنة اللفظ من الألفاظ المجملة المشتبهة. المبتدعة

مسألة اللفظ من المسائل الغامضة لتوقفها على مراد القائل، ودخول التأول فيها

.
قال ابن تيمية: (الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة، لما فيه من لبس الحق بالباطل، مع ما توقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة، بخلاف الألفاظ المأثورة والألفاظ التي بينت معانيها، فإن ما كان مأثوراً حصلت له الألفة، وما كان معروفا حصلت به المعرفة، كما يروى عن مالك رحمه الله أنه قال: "إذا قل العلم ظهر الجفاء، وإذا قلت الآثار كثرت الأهواء".
فإذا لم يكن اللفظ منقولاً ولا معناه معقولاً ظهر الجفاء والأهواء).

وقال ابن تيمية أيضاً: (الذين قالوا التلاوة هي المتلو من أهل العلم والسنة قصدوا أن التلاوة هي القول والكلام المقترن بالحركة، وهي الكلام المتلو.
وآخرون قالوا: بل التلاوة غير المتلو، والقراءة غير المقروء، والذين قالوا ذلك من أهل السنة والحديث أرادوا بذلك أن أفعال العباد ليس هي كلام الله، ولا أصوات العباد هي صوت الله، وهذا الذي قصده البخاري، وهو مقصود صحيح.
وسبب ذلك أن لفظ: التلاوة، والقراءة، واللفظ مجمل مشترك: يراد به المصدر، ويراد به المفعول.
فمن قال: اللفظ ليس هو الملفوظ، والقول ليس هو المقول وأراد باللفظ والقول المصدر، كان معني كلامه أن الحركة ليست هي الكلام المسموع، وهذا صحيح.
ومن قال اللفظ هو الملفوظ، والقول هو نفسه المقول وأراد باللفظ والقول مسمى المصدر، صار حقيقة مراده أن اللفظ والقول المراد به الكلام المقول الملفوظ هو الكلام المقول الملفوظ، وهذا صحيح.
فمن قال: اللفظ بالقرآن، أو القراءة، أو التلاوة، مخلوقة أو لفظي بالقرآن، أو تلاوتي دخل في كلامه نفس الكلام المقروء المتلو، وذلك هو كلام الله تعالى.
وإن أراد بذلك مجرد فعله وصوته كان المعني صحيحاً، لكن إطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره)ا.هـ

.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟

أنه كان ممن انبرى للرد على المعتزلة وبيان فساد معتقدهم وكشف ضلالهم.
وقد أعلن توبته من الاعتزال أمام الناس وصرح بالتزامه بالسنة و الدفاع عنها
، فاجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة

.
موقف أهل السنة منه

ألف أبو الحسن الأشعري كتابا في آخر حياته سماه كتاب الإبانة عن أصول الديانة و بين فيه توبته من علم الكلام و رجوعه إلى السنة فكان ذلك رجوعا عامّا مجملا .
ولذلك اختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.
قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقَه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة)ا.هـ.

  #6  
قديم 16 محرم 1437هـ/29-10-2015م, 02:56 PM
صلاح محمد محمد على الالفى صلاح محمد محمد على الالفى غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 76
افتراضي

الاجابة على المجموعة الاولى
مرفق ملف pdf

الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf الإجابة على المجموعة الاولى فى مسائل الايمان بالقرآن.pdf‏ (74.0 كيلوبايت, المشاهدات 12)
  #7  
قديم 16 محرم 1437هـ/29-10-2015م, 06:25 PM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

دورة مسائل الإيمان بالقرآن
المجموعة الثانية

س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
يتحقق الإيمان بالقرآن بالاعتقاد والقول والعمل .
1) الإيمان الاعتقادي :
o أن يصدّق بأنّه كلام الله تعالى أنزله على رسوله بالحقّ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم.
o وأنّ كل ما أنزل الله فيه فهو حقّ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وأنه قيّم لا عوج له، ولا اختلاف فيه، يهدي إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم.
o وأنه محفوظ بأمر الله إلى أن يأتي وعد الله، لا يخلق ولا يبلى، ولا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، ولا بسورة من مثله.
o أن يصدّق بكلّ ما أخبر الله به في كتابه الكريم، وأن يخضع لما أمر الله به، فيعتقد وجوب ما أوجب الله فيه، ويعتقد تحريم ما حرّم الله فيه، وأنّه لا طاعة لما خالفه.
2) الإيمان القولي: أن يقول باللسان ما يدلّ على إيمانه بالقرآن، وتصديقه بما أنزل الله فيه، ومن ذلك تلاوة القرآن تصديقاً وتعبّداً.
3) الإيمان العملي: العمل بالجوارح ، وهو اتّباع هدى القرآن؛ بامتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه في كتابه الكريم.
فمن جمع هذه الثلاث فهو مؤمن بالقرآن؛ قد وعده الله فضلاً كبيراً ، وأجراً عظيماً.
بدليل قول الله تعالى:
· {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)}.
· {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)}
· {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)}

س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
الإيمان بالقرآن له فضائل وآثار عظيمة على النفس المؤمنة منها :
في الجانب العلمي :
1) أنه أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربّه جلّ وعلا، يرشده إلى سبيله، ويعرّفه بأسمائه وصفاته، وآثارها في أوامره ومخلوقاته، ويعرّفه بوعد الله ووعيده، وحكمته في خلقه وتشريعه، ويبيّن له كيف يتقرّب إليه، وكيف ينجو من سخطه وعقابه، وكيف يفوز بمحبّته وثوابه.
2) أنّه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه وأموره والله يحب أن يتبعه المؤمن بكل أحواله .
3) يثاب المؤمن على عبادة تلاوة القرآن فتكون تلاوته ذكرٌ لله عز وجل، وتزيد المؤمن إيمانا وتثبيتاً، وسكينة وطمأنينة،فتكون له تزكية وهداية ، ويزداد بالتفكّر فيه يقيناً بما أنزل الله فيه، وخلاصاً من كيد الشيطان .
4) لا ينتفع تالي القرآن بقراءته إلا إذا كان مؤمناً بالقرآن فهو شرط للانتفاع بتلاوة القرآن.
5) على قدر إيمان العبد بالقرآن يكون نصيبه من فضائله ، فهو شفاء ورحمة وموعظة وهدى للمؤمنين .
بدليل قول الله تعالى :
· { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}
· {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا }
· {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}
6) يفتح للمؤمن من أبواب اليقين والعلوم والمعارف والبصائر والبينات شيئاً عظيماً .

في الجانب العملي:
1) إنه يهدي المؤمن للتي هي أقوم.
2) ويورث الاستقامة والتقوى وصدق الرغبة والرهبة وصلاح الباطن والظاهر .
3) سعادة المؤمن على قدر إيمانه بالقرآن وتبصره به واتباعه لهداه.

س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
المعتزلة :
لا يثبتون لله تعالى شيئاً من الصفات: لا حياة ولا علم، ولا قدرة، ولا كلام، ولا غير ذلك.
فزعموا أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه ، وأنه إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يسمعه من يشاء، وهذا الاعتقاد في كلام الله تعالى قادهم إلى القول بأنّ القرآن مخلوق.


الأشاعرة :
زعم الأشاعرة إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة ، و أن كلام الله تعالى هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل.


وكلا القولين باطل وضلال مبين، بل القرآن العربي تكلّم الله به، بكلام سمعه جبريل من الله تعالى؛ فبلغه بحروفه للنبي صلى الله عليه وسلم.

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
v أوّل من أشعل فتنة اللفظية: حسين بن علي الكرابيسي ، وكان رجلاً قد أوتي سعة في العلم ؛ فحصّل علماً كثيراً، وصنّف مصنّفات كثيرة، وكان له أصحاب وأتباع ؛ لكنّه وقع في سقطات مردية، تدلّ على ضعف إدراكه للمقاصد الشرعية، وضعف السعي في تحقيق المصالح ودرء المفاسد ،فأثار الشبهات التي أنكرها عليه أهل العلم.
· استمرّت فتنة اللفظية قروناً من الزمان وجرى بسببها مِحَن عظيمة على المسلمين يطول وصفها.
· أثارت الكلمة التي قالها الكرابيسي فتنة عظيمة على الأمّة؛ وكان الناس بحاجة إلى بيان الحقّ ورفع اللبس، لا زيادة التلبيس والتوهيم، وإثارة فتنة كانوا في عافية منها.
· فتنة اللفظ الغرض منها التلبيس بين الأمرين وهو أن القرآن كلام الله وهو مخلوق ، والأمر الثاني يريد به فعلَ العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن.
· الناس كانوا أحوج إلى البيان والتوضيح والتصريح بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق. لا أن تلقى إليهم كلمة مجملة فيها تلبيس تتأوَّلها كلّ فرقة على ما تريد.
· تستر الجهمية القول باللفظ لأنه أخفّ وطأة وأقرب إلى قبول العامّة من التصريح بقولهم: إن القرآن مخلوق ،فتستّروا باللفظ؛ كما تستّرت طائفة منهم بالوقف.
· اشتدّ إنكار الإمام أحمد على من قال باللفظ إثباتاً أو نفياً لأنه تلبيس يفتن العامة ولا يبيّن لهم حقاً ولا يهديهم سبيلاً.
· جرت للبعض محن عظيمة بسبب هذه المسألة منهم (الإمام البخاري ، أصحاب الإمام أحمد بعد وفاته ، ودخل الغلط على بعض أهل الحديث )فقام الإمامين بما هو الحقّ فيها، وافتتن بها بعضهم.

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
هو أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ، كان معتزلياً في شبابه حتى بلغ الأربعين من عمره، وقد نشأ في كنف زوج أمّه أبي علي الجبّائي، وكان الجبّائي من رؤوس المعتزلة في زمانه، وعنه أخذ الأشعري علمَ الكلام حتى بلغ فيه الغاية عندهم؛ وعدّوه إماما من أئمّتهم، حتى كان الجبّائي ينيبه في بعض مجالسه.
وكان الأشعري تحيك في نفسه أسئلة لا يجد لها جواباً شافياً فيتحيّر فيها، ويسأل الجبّائيَّ فلا يجد عنده ما يشفيه، حتى ناظره في مسائل انقطع عنها الجبّائيّ؛ وتبيّن للأشعري فساد قول المعتزلة، وأدرك أنّهم موّهوا على الناس وفتنوهم.
فأصابته حيرة شديدة احتبس بسببها عن الناس خمسة عشر يوماً، ثم دخل جامع البصرة يوم الجمعة واعتلى المنبر، وأعلن للناس توبته من الاعتزال، والتزامه قول أهل السنة؛ وعزمه على الانتصار لها، والردّ على المعتزلة، وكان قد امتلأ غيظاً من المعتزلة بسبب تمويههم على الناس بشبهات تبيّن له بطلانها وفسادها وقبح مؤدّاها، وضياع شطر من عمره في أباطيلهم.
لكنّه كان متبحّراً في علم الكلام، قليل البضاعة في علوم السنّة؛ بصيراً بعلل أقوال المعتزلة وتناقضهم وتهافت أقوالهم، وأعجبته طريقة ابن كلاب؛ لقربها من فهمه وإدراكه؛ وكان يرى أنّ ابن كلاب متكلّم أهل السنّة، والمحاجّ عنهم؛ فانتهج طريقته واستدرك عليه فيها، وزاد فيها، واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
ثمّ إنّه خاض في معامع الردود مدّة من عمره على هذه الطريقة، وهو يظنّ أنه ينصر السنّة المحضة، وهو – وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة – إلا أنّه قد خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل.
وفي آخر حياته ألّف كتابه "الإبانة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية ، والتزم قول أهل الحديث .
وقد حكى في الإبانة من عقيدته ما خالف فيه ابن كلاب في مسائل الصفات والكلام والقرآن وغيرها، وأخطأ في مسائل ظنّ أنه وافق فيها أهل السنة، وهو مخالف لهم؛ كمسألة الاستطاعة وغيرها.

وعلى كلّ حال فإنّ أتباعه بقوا على طريقته الأولى، بل زادوا في أخذهم بالطرق الكلامية، ولم يزل الانحراف يزداد شيئاً فشيئا حتى عظمت الفتنة بالأشاعرة فيما بعد.
وخلط بعض متأخري الأشاعرة التصوف بالكلام؛ فأنتج لهم ذلك أنواعاً من الأقوال الفاسدة المحدثة، والفتن العظيمة التي سرى أثرها في الأمّة بسبب تعصّب أتباعهم لأقوالهم، وتقريب بعض أصحاب السلطان للقضاة والفقهاء من ينتحلون هذه المذاهب؛ فعظمت الفتنة بهم في القرن السابع والثامن .

موقف أهل السنة منه
لذلك اختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال : إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.
والمقصود التنبيه إلى أنّ فتنة القول بخلق القرآن؛ كانت فتنة عظيمة، سرى أثرها في الأمّة وتشعّب، وكانت سبباً من أسباب تفرّق الفرق وظهور النحل المخالفة لأهل السنة.
وانبرى للردّ عليهم أئمة أهل السنة من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهما ، ولقوا في ذلك ما لقوا.

تم بحمد الله تعالى









  #8  
قديم 17 محرم 1437هـ/30-10-2015م, 05:50 AM
احمد راضي راضي احمد راضي راضي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 81
افتراضي

المجموعة الرابعة:
ج1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن.
الاهتداء بالقرآن يكون بـ:
1. تصديق أخباره.
2. عقل أمثاله .
3. امتثال أوامره.
4. اجتناب نواهيه.
فأمّا تصديق الأخبار فإنه يورث قلب المؤمن يقيناً يزداد به علماً وهدى؛ قال الله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)}
والتصديق الحسن هو الذي لا يكون معه شك ولا تردد ويثمر في قلب العبد خشية ورهبة ورجاء فيما عند الله عز وجل ومن ثمراته أن يضع العبد العبد في منزله الاحسان ويكون سبباً لتكفير الذنوب والسيئات ويكفيه الله عز وجل كما قال ربنا جل وعلا " أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ الايه ,قال مجاهد رحمه الله في تفسير قول الله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} قال: هم أهل القرآن يجيئون به يوم القيامة يقولون: هذا الذي أعطيتمونا، فاتبعنا ما فيه). رواه ابن جرير.
عقل الأمثال
قال الله تعالي {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (وقد أخبر اللّه سبحانه أنّه ضرب الأمثال لعباده في غير موضعٍ من كتابه، وأمر باستماع أمثاله، ودعا عباده إلى تعقّلها، والتّفكر فيها، والاعتبار بها، وهذا هو المقصود بها).
وقد قسّم أهل العلم أمثال القرآن إلى
صريحة : هي التي يصرّح فيها بلفظ المثل، {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية ............
أمثال كامنة : هي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه
وفرق بين فهم المثال وعقلها كمن قدم له طعاما حلوا واخبر ان فيه سم فمن عقل امتنع عنه واما من فهم ولم يعقل لضعف فهم او تأول او غلبه شهوة عليه فهو فهم ولكنه لم يعقل فالاهتداء بامثال القران وعقلها يورث في القلب يقينا وخشية ورغبة .
الأمثلة الكامنة.

فعل الأوامر واجتناب النواهي:
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}
, وقد قال الله تعالى في المنافقين: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)}.
فالايمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وعمل الصالحات يشمل فعل الاوامر واجتناب النواهي


جـ2ـ: سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق. :
قال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟
فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟!!، أي: حيث تكلم أهل الأهواء وقالوا: إن القرآن مخلوق وفتنوا العامة بذلك وفتنوا بعض الولاة والقضاة بذلك فوجب التصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.
وقال ابن تيمية رحمه الله: (لم يَقُلْ أحدٌ مِن السَّلَفِ: إنَّ القرآنَ مخلوقٌ أو قديمٌ، بل الآثارُ متواتِرةٌ عنهم بأنَّهم يقولون: القرآنُ كلامُ اللَّهِ، ولمَّا ظَهَرَ مَن قال: إنَّه مخلوقٌ، قالوا رداًّ لكلامِه: إنَّه غيرُ مخلوقٍ)

جـ3: سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
قال الامام احمد لعمه : (يا عمّ! إذا أجاب العالِم تقيّةً والجاهل يجهل فمتى يتبيّن الحق؟) وكان الامام احمد ممن ينظر اليه في عصره ولو قال بخلق القران لفتن الناس .

جـ4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرأن ان يقال القرآن كلام الله ويقف ، فلا يقال: مخلوق ولا غير مخلوق وسبب وقوف بعض اهل الحديث هو انهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، لم يكن عليه السلف

جـ5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
قال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: (حدثنا عبيد الله هو ابن قدامة بن سعيد، ثنا حماد بن زيد، قال: «من قال كلام العباد ليس بمخلوق فهو كافر» وتابعه على ذلك يحيى بن سعيد القطان ومعتمر بن سليمان)
والمقصود أن قراءة القارئ من فعله وفعله مخلوق.
فيقال في تلخيص هذين الأمرين: القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة.
وابتدعت الجهمية قول " لفظي بالقران مخلوق " تسترا علي قولهم ان القرآن مخلوق و نسب البعض حسدا علي الامام البخاري انه يقول بهذا القول وحذروا الناس منه حتي كفره البعض وخرج من بخاري ونيسابور وضاقت عليه الارض رحمه الله حتي قبض

  #9  
قديم 17 محرم 1437هـ/30-10-2015م, 03:48 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

مجموعة الرابعة :
س1 : كيف يكون الاهتداء بالقرآن ؟
س2 : ما سبب تصريح أهل السنة بأن القرآن غير مخلوق ؟
س3- ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن ؟
س4- ما معنى الوقف في القرآن ؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث ؟
س5- ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟؟ وبين موقفه من مسألة اللفظ


س1- السؤال الأول :
كيف يكون الاهتداء بالقرآن ؟
قال الله عز وجل : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) وقال : ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مُبين ، يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )

- فالاهتداء إذن لمن اتبع رضوانه فسار على منهج الله كما يريد الله واستقام ظاهره وباطنه واستسلم كل مافيه وخضع وانقاد لله ، فهذا المهتدي يوفقه الله إلى الاهتداء بالقرآن والاستقامة على سبيله ...

- وغاية هذا الاهتداء والذي يكون به استكمال الإيمان أن يكون خلق الإنسان وأحواله كلها اعتقادا وقولا وعملا : القرآن بكل ما فيه من هدى ، فقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ( فإن خلق النبي صلى الله عليه وسلم كان القرآن ) من رواية مسلم أي أنه صلى الله عليه وسلم كان يتمثل القرآن في كل نواحي حياته مهما صغرت أو عظمت ... ومن أراد أن يصل إلى هذه الدرجة من الاهتداء عليه بالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والتأسي به والسير على خطاه واقتفاء آثاره والاستنان بسنته قولا وعملا ...

- إذن الاهتداء بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل ، ولا بد لتحقيق ذلك من الانتفاع بمواعظ القرآن وحسن الاستجابة لله فيه وعقل أمثاله والتدبر لآياته والتفكر بما دلت عليه والاعتبار والتبصر وإجابة أوامره والانتهاء عن نواهيه ..
فهما أصلان مهمان للاهتداء بالقرآن وضبط سلوك المرء وفق ميزانه :
1- الأصل الأول البصائر والبينات القائمة على العلم والفهم وتثمر اليقين
2- والأصل الثاني الاتباع للهدى القائم على الإرادة والعزيمة النابعة من ذلك اليقين الذي أثمره الأصل الأول ، وثمرته الاستقامة والتقوى ... ويلخصها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قل آمنت بالله ثم استقم )

س2- السؤال الثاني :

سبب تصريح أهل السنة أن القرآن غير مخلوق يمكن معرفته مما صرح به الإمام أحمد : ( لولا ما وقع فيه الناس لوسعهم السكوت ) ...
فقد كان أهل السنة قبل الفتنة يقولون عن القرآن كلام الله ، فلما حصلت فتنة القول بخلق القرآن صرحوا ببيان أنه غير مخلوق ، وسموا من توقف في القرآن واقفيا شاكا في حقيقة القرآن ... وقد سئل الإمام أحمد : هل لهم رخصة أن يقول الرجل القرآن كلام الله ثم يسكت ، فقال : ولم يسكت ؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا لأي شيء لا يتكلمون ؟؟ ) رواه أبو داود السجستاني
فوضح الإمام أحمد أنه بما أن أهل الأهواء قد تكلموا وقالوا أن القرآن مخلوق وفتنوا بعض الولاة والقضاة بذلك بل حاولوا حمل الناس. على القول بذلك وجب التصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ...
وقال ابن تيمية : ( لم يقل أحد من السلف : إن القرآن مخلوق أو قديم ، بل الآثار متواترة عنهم بأنهم يقولون : القرآن كلام الله ، ولما ظهر من قال إنه مخلوق قالوا رد لكلامه إنه غير مخلوق ...
فسبب التصريح بذلك هي ظهور فتنة القول بخلق القرآن التي طالت وطال زمنها وكان للجهمية في فترتها نفوذ على مرافق الدولة الرئيسة وعلى تعليم الأطفال فنشأ جيل لا يعرف إلا ما يقول الجهمية بخلق القرآن ، كما أن كثيرا من عامة الناس قالوا بالخلق جهلا منهم ، فكان لا بد للأمة من بيان وتوضيح ، والتصريح بهذا البيان حتى تعود الأمة إلى سابق اعتقادها بالقرآن لا تلتبس فيه ولا تشك ولا يختلط عليها من حاول أن يخلط أو يلبس بالألفاظ كالوقفية واللفظية بعد الجهمية ...
فالتصريح بذلك يقطع الطريق على أصحاب الأهواء أن يقعوا في الأمة ويشككوا العامة في كلام الله ...
فالأصل أنه إذا وقعت الفتنة وأثيرت الشبهة وجب التصريح بالبيان الذي يزيل الالتباس ويدحض الشبهة ... وينفي الشك عن الأمة ... فهذا من الواجب على العلماء وأهل السنة ...

س3- السؤال الثالث :
سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الأخذ برخصة الإكراه :

- أولا تذكره ما كان من المؤمنين الأوائل الذين صبروا على التنكيل والتعذيب والإيذاء في سبيل الله ... إذ لما قيل له عن التقية وإظهار خلاف ما يبطن قال : ( وكيف تصنعون بحديث خباب : " إن من كان قبلكم كان ينشر أحدهم بالمنشار ثم لا يصده ذلك عن دينه " )
- وثانيا : أنه رجل يقتدى به ، وقد ذكره زميله وتلميذه محمد بن نوح يثبته إذ قال :( أنت رجل يقتدى بك وقد مد هذا الخلق أعناقهم إليم لما يكون منك فاتق الله واثبت لأمر الله ..)
وكذلك رد على عمه حين جاء يطلب منه أن يفعل ما فعل أصحابه من العلماء بالإجابة تقية وظاهرا فقال : ( يا عم ! إذا أجاب العالم اقية والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق ،؟!!!!!)
وهذا هو نفس ما قاله أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي لما قال له القاضي : قل فيما بيني وبينك ! فقال : لا أقوله ، ليس بي أنا ولكن بي أن يقتدي بي مئة ألف يقولون قال أبو يعقوب ولا يدرون المعنى والسبب فيضلون ، ولا أقوله أبدا ) ... فهو السبب نفسه الذي حمل الإمام أحمد على الاصرار على عدم التقية والترخص ... هو قدوة ورأس أهل الحديث في زمانه والناس تنتظر مقالته ، إذ الناس تنتظر في عظام الأمور أقوال وأفعال قدواتهم ، فلو ترخص لقال الناس : قال الإمام أحمد ولن يعرفوا أنه قالها مكرها أو تقية فيضلوا ... لذلك حفاظا على الحق ونصرة لدين الله من أن يضيع تقية ومصانعة رفض ذلك وأبى إلا التمسك بموقفه

س4- السؤال الرابع :
الوقف في القرآن :
هو أن يقول الرجل : القرآن كلام الله . ويسكت ، ولا يقول بعدها : مخلوق أو غير مخلوق
والأصل أن السلف قبل الفتنة بخلق القرآن كانوا يقولون ذلك ، ويسكتون دون إضافات ، لكن الذي أنشأ هذا الأمر هي هذه الفتنة إذ صار لا بد من الرد على القائلين بالخلق بتوضيح أن القرآن كلام الله ليس مخلوقا ...
فبعد الفتنة سمي من يقف ولا يوضح أن القرآن غير مخلوق بالواقفي الشاك ... وهم ثلاثة أصناف :
- الصنف الأول : جهمية يستترون بالوقف وهم في أصلهم يقولون بخلق القرآن ولكن يظهرون الوقف وينكرون على من لا يقول بخلق القرآن وهؤلاء كما قال عنهم الإمام أحمد أخطر من الجهمية إذ هؤلاء يستميلون الناس بالوقف فيشككونهم في كلام الله
- الثاني : شاكون مترددون يقفون شكا فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق لشكهم ... فهؤلاء في الحقيقة لم يؤمنوا حق الإيمان إذ الإيمان يقتضي التصديق ومن جملة ما يستلزم التصديق به أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وبعضهم جاهل أو عرضت عليه شبعة شككته فهؤلاء عليهم أن يسألوا ويتعلموا
- الثالث : طائفة من أهل الحديث قالوا بالوقف ، وهم ينكرون على من يقول بخلق القرآن ويؤمنون أن القرآن غير مخلوق ولكن سبب وقوفهم أنهم اعتبروا القول بخلق القرآن محدث . لذا هم لا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق وإنما يلتزمون قول السلف قبل فتنة خلق القرآن ... فيقولون هو كلام الله ويسكتون ...
وقد صرح بعضهم ك مصعب بن عبد الله الزبيري وإسحق بن إسرائيل أنهما لم يقفا عن شك ولكن وقفا كما وقف من كان قبلهم ، وكرها الدخول في المسألة من أصلها ...
كذلك قال مصعب أنه يسكت لما سمعه من الإمام مالك إذ قال : ( الكلام في الدين كله أكرهه ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه ، القدر ورأي جهم وكل ما أشبهه ، ولا أحب الكلام إلا فيما تحته عمل ، فأما الكلام في الله فأحب إلي السكوت عن هذه الأشياء لأن أهل بلدنا ينهونعن الكلام إلا فيما تحته عمل ...
فهو اجتهاد منهم وقد أخطأوا فيه إذ الواجب عند الفتن والشبهات ردها وبيان توضيحها خصوصا أنها تتعلق بصفة من صفات الله ، ولو لم يتحدث الجهمية أو غيرهم فيما تثوا فيه لوسعهم السكوت ، ولكن لما تكلموا كان لزاما على أهل السنة أن يبينوا الحق ...

س5- السؤال الخامس :
سبب محنة الإمام البخاري :
هي فتنة اللفظية الذين قالوا : ( ألفاظنا بالقرآن مخلوقة ) يريدون التلبيس على الأمة وخلق فتنة جديدة ، إذ بسبب كثرة الخوض بين الناس وكذلك بين المحدثين في مسألة اللفظ وهي كلمة تحتمل معنيين ( الملفوظ وعملية اللفظ ) وبسبب أهواء النفوس حصلت فرقة بين البعض ... وقد كان الإمام البخاري قد رأى ما حصل بالإمام أحمد في مسألة خلق القرآن فأخذ على نفسه ألا يتكلم في هذه المسألة إذ هي مسألة مشؤومة ... فلما توجه الى خراسان يريد العودة إلى بلده بخارى ولكن لكثرة المخالفين له فيها توجه إلى نيسابور وفيها اختلف مع قاضيها محمد بن يحيى الذهلي الذي طلب من الناس عند استقبال البخاري ألا يسأله أحد عن مسألة اللفظ فيقول بخلافهم ... لكن بعد أيام سأله أحدهم عن اللفظ فقال : أفعالنا مخلوقة وألفاظنا من أفعالنا ، فوقع الخلاف بين الناس وتواثبوا .... وتمت الوشاية به عند قاضي نيسابور ونقل كلامه على غير قصده فحصلت بينهما فرقة وكثر الأذى على الإمام حتى وصف بالكفر والزندقة ونسبت إليه أبشع الأوصاف وحملت الغيرة منه بعض المحدثين إلى القول عليه حتى كثر ذلك فخشي على نفسه فغادر نيسابور إلى بخارى ، فوشي به هناك واتهم بأنه لفظي فغادرها إلى خرتنك وبها توفاه الله رحمه الله ...

موقفه من اللفظ :
فرق البخاري بين اللفظ كلفظ الذي هو من فعل العبد ، وبين القرآن كونه كلام الله فقال في كتاب خلق أفعال العباد : ( حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة ، أما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق ، قال الله عز وجل : " بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم " )
وقال أيضا : ( جميع القرآن قوله تعالى والقول صفة القائل موصوف به ، فالقرآن قول الله عز وجل والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله تعالى : ( فاقرؤوا ما تيسر منه ) والقراءة فعل الخلق .
ووافق موقفه موقف جمهور أهل الحديث إذ منعوا الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه ، وبدعوا الفريقين : من قال لفظي بالقرآن مخلوق ، ومن قال للظي بالقرآن غير مخلوق ، واشتد ا على من قال لفظي بالقرآن مخلوق خشية التذرع بالقول للوصول إلى القول بخلق القرآن ، فكان ا يحذرون حيل الجهمية وتلبيسهم ،... وبينوا أن أفعال العباد مخلوقة ... وأن القرآن كلام الله ليس مخلوقا

  #10  
قديم 17 محرم 1437هـ/30-10-2015م, 07:55 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟


الإهتداء بالقرآن يكون بما يلي:

1- تصديق الأخبار :
وهو التصديق الحسن الذي لا يكون معه تردد ولا شك و يورث صاحبه اليقين وصدق الرغبة والرهبة فكلما زاد العبد تصديقا ويقينا زاد اهتداءه بالقرآن وكما قال تعالى (والذي جاء بالصدق وصدق به أولائك هم المتقون.لهم مايشاؤن عند ربهم ذلك جزاء المحسنين.ليكفر الله عنهم أسوأ الذى عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون)ثم قال الله بعدها بآيتين (أليس الله بكاف عبده) ومن ذلك يتبين أن من ثمرات التصديق الحسن:

1- أن يبلغ العبد مرتبة الإحسان وذلك من وجهين:

لأول: أن الله وصفهم بالإحسان كما قال تعالى ( ذلك جزاء المحسنين).

الثاني: أن الله يكفر عنه سيئاته ومن كفر الله عنه سيئاته يأتي يوم القيامة بالحسنات وليس معه سيئات فيكون من أهل الإحسان.

2- أن الله يكفيه ومن كفاه الله هدي ووقي.

وقال مجاهد في تفسير قوله تعالى (والذي جاء بالصدق وصدق به)هم أهل القرآن يجيؤن به يوم القيامة يقولون :هذا الذي أعطيتمونا فاتبعنا ما فيه) رواه ابن جرير

ومن أوتي التصديق الحسن المورث لليقين فقد أوتي أعظم نعمة كما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه (سلوا الله العفو والعافيه فإن الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئا خيرا من العافية)

فيحصل لمن أوتي التصديق الحسن من------> البصائر والبينات--------> ماترتفع به درجته ويزداد علمه.

و ويحصل له من--------> صدق الرغبة والرهبه -------> ما يكون سببا لاتباع الهدى.

2- عقل الأمثال:

فمن يعقل الأمثال التي ضربها الله في كتابه للناس ويفهمها ويعرف مقاصدها ويتبع ما ترشدنا إليه يزداد هدى .

وعقل الأمثال أوسع من مجرد فهمها ومعرفة تفسيرها فلا بد من فقهها ومعرفة ما ترشد إليه واتباع الهدى فيها.

والدليل قول الله تعالى (واضرب لهم مثل الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان وكان من الغاوين .ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد إلى الأرض واتبع هواه ) وقال تعالى(وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون)

ومثال على ذلك أنك لو قدمت لرجل طعاما وقلت له لايغرنك هذا الطعام فإنه مسموم فمن يعقل الكلام سيبتعد عنه أما من فهم الألفاظ ولم يعقلها سيتأول فيقول أن هذا السملن يضره أو أنه ضعيف أو أنك تحسده أو غير ذلك.

والأمثال في القرآن تنقسم إلى أمثال صريحة وهي ما ذكر فيها لفظ المثل وأمثال كامنة وهي التي تفيد معنى المثل دون التصريح بلفظ المثل.وهذا كما يكون في قصص القرآن فبعضها يصرح فيه بلفظ المثل وبعضها لا يصرح به.
وأمثال القرآن تساعد على فهم المعنى وتقربه وتفيد فى معرفة العواقب والمآلات والحكم ما لا تفيده كثير من طرق التعليم الأخرى فتثمر في القلب معرفة وتصديق حسن ويقين ورغبة ورهبة وإنابة وخشية.
3- فعل الأوامر واجتناب النواهي:

الله سبحانه وتعالى أمرنا بما فيه التفع والخير ونهانا عما فيه الشر والفساد فكلما كان العبد طائعا لربه مبتعدا عما نهاه عنه ازداد هدى ورشاد كما قال تعالى(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم)

وكثيرا ما يقرن في القرآن بين الإيمان والعمل الصالح فهما قوام الموعظة فإن الموعظة ترغيب وترهيب وقال الله عن المنافقين (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا .وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما)

وقال تعالى (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم مايتقون)


س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟

قبل حدوث فتنة خلق القرآن لم يكن أحد من العلماء يقول أن القرآن غير مخلوق بل كانوا يقولون أنه كلام الله منه بدأ وإليه يعود .ولكن بعد وقوع الفتنة صرحوا بأن القرآن غير مخلوق ردا على من قال أنه مخلوق حتى يبينوا الحق .

ومن توقف في هل القرآن مخلوق أو غير مخلوق سموه واقفي لانه شاك في حقيقة القرآن فالقرآن كلام الله وهو صفه من صفاته وصفات الله غير مخلوقه.

س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.

قال إن ترخص العالم وأجاب تقية وظل الجاهل على جهله فمتى يتبين الحق.

س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟

الواقفة هم الذين يتوقفون فى القرآن هل هو مخلوق أو غير مخلوق ويقولون القرآن كلام الله ويقفون.

وبعض أهل الحديث توقفوا ,وهم أخطؤوا في ذلك , وكانوا يقولون أن القول بأن القرآن غير مخلوق أمر محدث فنحن نقول أن القرآن كلام الله ونسكت كما قال السلف ولا نقول مخلوق أوغير مخلوق.

وهم ينكرون على من قال أنه مخلوق ولا يعتقدون ذلك .

س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.

- كان الإمام البخاري قد رأى ما نال الإمام أحمد من الأذى في مسألة اللفظ فأخذ على نفسه ألا يتكلم في هذا الأمر وأنها مسألة مشؤومة.

- ولما عزم الإمام البخارى على العودة لخراسان وجد في بلده بخارى كثيرا ممن يخالفه فعزم على الذهاب إلى نيسابور واستقبله أهلها بحفاوة شديدة حتى أن الإمام مسلم قال ما رأيت واليا ولا عالما احتفى به أهل نيسابور مثل الإمام البخارى.

- وقع الحسد في نفوس بعض مشايخ نيسابور مما وجدوه من استقبال الناس للإمام البخاري والتفافهم حوله فقال أحدهم إن الإمام يقول اللفظ في القرآن مخلوق فامتحنوه .

- فلما اجتمع الناس في مجلسه قام أحدهم وسأله عن قوله في اللفظ بالقرآن هل هو مخلوق أو غير مخلوق؟ فاعرض عنه الإمام البخاري فأخذ يكرر عليه السؤال فأجابه الإمام في الثالثة وقال القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة والإمتحان بدعة.

-ونقلت مقالته إلى قاضى نيسابور محمد ابن يحيى الذهلي فقال( من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع لا يجالس ولا يكلم)وكان ينهى الناس عن حضور مجلسه.

-ولما سئل الإمام البخاري عن حقيقة مقالته قال من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقل هذه المقالة إلا أني قلت أفعال العباد مخلوقة.

- وأوذي الإمام في هذه المحنة أذى شديد وحتى أن من الناس من كفره ولكنه كان صابرا محتسبا.

ومما سبق يتبين لنا موقفه رحمه الله من مسألة اللفظ حيث أنه أخذ على نفسه ألا يتكلم فيها ولكن قدر الله أن يبتلى بها وكان يتجنب الألفاظ الملتبسة وكان يقول القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة والإمتحان بدعة.



  #11  
قديم 17 محرم 1437هـ/30-10-2015م, 09:04 PM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟

1-مسائل اعتقادية : وهي مسائل تبحث في كتب الاعتقاد , وتعنى بما يجب اعتقاده في القران , وأصل ذالك الإيمان :
_ بأن القران كلام الله تعالى
_ منزل غير مخلوق
_ انزل على نبيه صلى الله عليه وسلم , ليخرج الناس من الظلمات إلى النور
_ وأنه مهمين على ما قبله من الكتب وناسخ لها
_ وأنه بدأ من الله عز وجل وإليه يعود
_ وأن يؤمن بما أخبر الله به عن القران ,وما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم
_ وأن يعتقد وجوب الايمان بالقرآن
_ ويحل حلاله ويحرم حرامه ويعمل بمحكمه ويرد متشابهه إلى محكمه
_ وأن يكل ما لا يعلمه إلى عالمه
فهذه أشهر مسائل الاعتقاد التي تبحث في كتب الاعتقاد
النوع الثاني : المسائل السلوكية : وهي المسائل التي يعنى فيها بالانتفاع بمواعظ القران وحسن الاستجابة لله تعالى والاهتداء بما بيّن الله عز وجل في القرآن من الهدى , وعقل أمثاله والتبصر بها والتذكر والتفكر فيها والتدبر , وفعل ما أرشد الله إليه واجتناب ما نهى الله عنه .
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.

إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلاله , والأدلة من القرآن قوله تعالى : { تلك الرُّسل فضّلنا بعضهم على بعض منهم من كلّم الله } وقوله تعالى :{ وكلّم الله موسى تكليما } و قوله تعالى :{ ولمّا جآء موسى لميقاتنا وكلّمه ربُّه } ,والأدلة من السنة منها : حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ، ليس بينه و بينه تُرجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ، و ينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، و ينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة )) متفق عليه . وفي رواية صحيح البخاري : (( ما منكم من أحد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان , و لا حجاب يحجبه )) . والأدلة في إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته كثيرا , و قد دلت النصوص على أن الله يتكلم بحرف و صوت يسمعه من يشاء ، و هو تعالى المتكلم بالتوراة و الإنجيل و القرآن و غير ذلك من كلامه تبارك و تعالى .
و كلام الله تعالى صفة من صفاته ، لم يزل الله متكلماً إذا شاء ، يتكلم بمشيئته و قدرته متى شاء و كيف يشاء . قال شيخ الاسلام ابن تيمية : ( قال أئمة السنة : لم يزل الله متكلماً كيف شاء و بما شاء )
و كلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين ، و كلماته لا يحيط بها أحد من خلقه ، و لا تنفد و لا تنقضي كما قال تعالى : { قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي و لو جئنا بمثله مددا } .
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون

أول من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو : الجعد بن درهم و قد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القشيري عام ( 124ه) يوم الأضحى
قال أبو قاسم اللالكائي : لا خلاف بين الأمة أن أول من قال القرآن مخلوق جعد بن درهم . ثم أخذ هذه المقالة : الجهم بن صفوان و اشتهرت عنه و قد ذكر ابن بطة عن يوسف القطان أن الجعد بن درهم جد الجهم بن صفوان . و ذكر البخاري في كتاب ( خلق أفعال العباد ) عن قتيبة بن سعيد أنه قال : ( بلغني أن جهماً كان يأخذ الكلام من الجعد بن درهم ) . و لم يكن الجهم من أهل العلم و لم تكن له عناية بالأحاديث و الآثار ، و إنما كان رجلاً قد أوتي ذكاء و لسان بارعاً و تفنن في الكلام و جدلاً و مراءً . و لم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه ، و إنما بقيت مقالاته حتى تلقفها بعض أهل الكلام فطاروا بها و فتحوا بها على الأمة أبواباً من الفتن العظيمة . ثم ظهر بعدها بمدة بشر بن غياث المريسي و كان في أول أمره مشتغلاً في الفقه حتى عده بعضهم من كبار الفقهاء ، و أقبل على علم الكلام و افتتن به ، و كان خطيباً مفوّهاً و مجادلاً مشاغباً . قال الذهبي : نظر في الكلام فغلب عليه و انسلخ من الورع و التقوى و جرد القول بخلق القرآن ، و دعا إليه حتى كان عين الجهمية في عصره و عالمهم . فمقته أهل العلم ، و كفره عدة ، و لم يدرك الجهم بن صفوان بل تلقف مقالاته من أتباعه ) . و كان متخفيّاً في زمان هارون الرشيد لما بلغه و عيده بقتله ، ثم أظهر مقالته و دعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193ه ، فكان تحذير أئمة أهل السنة من بشر المريسي و أصحابه ظاهراً مستفيضاً ، حتى حذرهم طلاب العلم لكنهم تسللوا إلى الحكام و الولاة بما لهم من العناية بالكتابة و الأدب ، و التفنن في صياغة المكاتبات .
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول : الجهمية المتسترة باللفظ : و هم الذين يقولون بخلق القرآن ، و يتستّرون باللفظ و هم نظير الجهمية المتسترة بالوقف . و هؤلاء فرحوا بهذه المقالة ، لأنها أخف شناعة عليهم عند العامة ، ولأنها أقرب إلى قبول الناس لها ، فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن . و هؤلاء أكثر من أشاع مسألة اللفظ و كثرت الروايات عن الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- في التحذير من اللفظية و تسميتهم بالجهمية يقصد من يقول بخلق القرآن و يتستر باللفظ .
الموقف الثاني : موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام و تأثر ببعض قول الجهمية و إن كان كلامهم غير جارٍ على أصول الجهمية و على رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له : الشراك ، قال : إن القرآن كلام الله ، فإذا تلفظنا به صار مخلوق ، و هذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق .
الموقف الثالث : موقف داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت 270ه) رأس أهل الظاهر و إمامهم ، و كان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً و قوّة بيان و تصرفاً في الاستدلال ، و كان مولعاً بكتب الشافعي في أوّل عمره ، معتنياً بجمع الأقوال و معرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً ، ثم ردّ القياس و ادّعى الاستغناء عنه بالظاهر ، و صنف كتباً كثيرة .
و هو من أصحاب حسين الكرابيسي ، و عنه أخذ مقالته في اللفظ ، و لكنه تأولها على مذهبه في القرآن ، فإن له قولاً لم يسبق إليه قال : أما الذي في اللوح المحفوظ : فغير مخلوق . و أما الذي هو بين الناس فمخلوق . قال الذهبي : هذه التفرقة و التفصيل ما قالها أحد قبله فيما علمت .
و اشتهر عنه أنه قال : القرآن محدث ، و كلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق .
قال محمد بن الحسن بن صبيح : سمعت داوود الأصبهاني يقول : القرآن مُحدث ، و لفظي بالقرآن مخلوق . و عندما بلغ الإمام أحمد -رحمه الله- قوله هجره و أمر بهجره .
الموقف الرابع : و هو موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد و إسحاق ابن رهاويه و البخاري و أبي ثور و جماعة : فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه و بدّعوا الفريقين
فمن قال : لفظي بالقرآن مخلوق
و من قال : لفظي في القرآن غير مخلوق > و اشتدوا على من قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، خشية التذرع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن
قال إسحاق بن حنبل : من قال لفظي بالقرآن مخلوقٌ فهو جهمي ، و من زعم أن لفظه بالقرآن غير مخلوق فقد ابتدع . فقد نهى أبو عبد الله عن هذا و غضب منه و قال : ما سمعت عالماً قال هذا !!!
الموقف الخامس : موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ، و هم يريدون أن القرآن غير مخلوق و أخطؤوا في استعمال هذه العبارة ، و حصل التباس عليهم.
س5 : ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب ، و موقف أهل السنة منه .
ظهرت بدعة ابن كلاب بسبب:
- أنه أراد الدر على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية و حججهم الكلامية ؛ فأداه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة ، و تمكّن من ردّ بعض قولهم و فساده و إفحام بعض كبرائهم ، فغرّه ذلك ، فظنّ بذلك أنه نصر السنة ، و ذاع صيته و اشتهر ذكره حتى تبعه على طريقته بعض الناس و فتن بها .
- و بسبب تقصيره في معرفة السنة و علوم أهلها و سلوكه طريقة المتكلمين ، و تسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة ،فخرج بقول بين قول أهل السنة و قول المعتزلة و أحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمة
موقف أهل السنة : أنكر أئمة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة ، و ما أحدث من الأقوال ، و حذروا منه و من طريقته .
الحمد لله و جزاكم الله خيراً

  #12  
قديم 17 محرم 1437هـ/30-10-2015م, 09:19 PM
منيرة حامد الصواط منيرة حامد الصواط غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 56
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
1-مسائل اعتقادية : وهي مسائل تبحث في كتب الاعتقاد , وتعنى بما يجب اعتقاده في القران
النوع الثاني : المسائل السلوكية : وهي المسائل التي يعنى فيها بالانتفاع بمواعظ القران وحسن الاستجابة لله تعالى والاهتداء بما بيّن الله عز وجل في القرآن من الهدى , وعقل أمثاله والتبصر بها والتذكر والتفكر فيها والتدبر , وفعل ما أرشد الله إليه واجتناب ما نهى الله عنه .
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلاله , والأدلة من القرآن قوله تعالى : { تلك الرُّسل فضّلنا بعضهم على بعض منهم من كلّم الله } وقوله تعالى :{ وكلّم الله موسى تكليما } و قوله تعالى :{ ولمّا جآء موسى لميقاتنا وكلّمه ربُّه } ,والأدلة من السنة منها : حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ، ليس بينه و بينه تُرجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ، و ينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، و ينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة )) متفق عليه . وفي رواية صحيح البخاري : (( ما منكم من أحد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان , و لا حجاب يحجبه )) . والأدلة في إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته كثيرا , و قد دلت النصوص على أن الله يتكلم بحرف و صوت يسمعه من يشاء ، و هو تعالى المتكلم بالتوراة و الإنجيل و القرآن و غير ذلك من كلامه تبارك و تعالى .
و كلام الله تعالى صفة من صفاته ، لم يزل الله متكلماً إذا شاء ، يتكلم بمشيئته و قدرته متى شاء و كيف يشاء . قال شيخ الاسلام ابن تيمية : ( قال أئمة السنة : لم يزل الله متكلماً كيف شاء و بما شاء )
و كلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين ، و كلماته لا يحيط بها أحد من خلقه ، و لا تنفد و لا تنقضي كما قال تعالى : { قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي و لو جئنا بمثله مددا } .
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون
أول من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو : الجعد بن درهم و قد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القشيري عام ( 124ه) يوم الأضحى
قال أبو قاسم اللالكائي : لا خلاف بين الأمة أن أول من قال القرآن مخلوق جعد بن درهم . ثم أخذ هذه المقالة : الجهم بن صفوان و اشتهرت عنه و قد ذكر ابن بطة عن يوسف القطان أن الجعد بن درهم جد الجهم بن صفوان . و ذكر البخاري في كتاب ( خلق أفعال العباد ) عن قتيبة بن سعيد أنه قال : ( بلغني أن جهماً كان يأخذ الكلام من الجعد بن درهم ) . و لم يكن الجهم من أهل العلم و لم تكن له عناية بالأحاديث و الآثار ، و إنما كان رجلاً قد أوتي ذكاء و لسان بارعاً و تفنن في الكلام و جدلاً و مراءً . و لم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه ، و إنما بقيت مقالاته حتى تلقفها بعض أهل الكلام فطاروا بها و فتحوا بها على الأمة أبواباً من الفتن العظيمة . ثم ظهر بعدها بمدة بشر بن غياث المريسي و كان في أول أمره مشتغلاً في الفقه حتى عده بعضهم من كبار الفقهاء ، و أقبل على علم الكلام و افتتن به ، و كان خطيباً مفوّهاً و مجادلاً مشاغباً . قال الذهبي : نظر في الكلام فغلب عليه و انسلخ من الورع و التقوى و جرد القول بخلق القرآن ، و دعا إليه حتى كان عين الجهمية في عصره و عالمهم . فمقته أهل العلم ، و كفره عدة ، و لم يدرك الجهم بن صفوان بل تلقف مقالاته من أتباعه ) . و كان متخفيّاً في زمان هارون الرشيد لما بلغه و عيده بقتله ، ثم أظهر مقالته و دعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193ه ، فكان تحذير أئمة أهل السنة من بشر المريسي و أصحابه ظاهراً مستفيضاً ، حتى حذرهم طلاب العلم لكنهم تسللوا إلى الحكام و الولاة بما لهم من العناية بالكتابة و الأدب ، و التفنن في صياغة المكاتبات .
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول : الجهمية المتسترة باللفظ : و هم الذين يقولون بخلق القرآن ، و يتستّرون باللفظ و هم نظير الجهمية المتسترة بالوقف . و هؤلاء فرحوا بهذه المقالة ، لأنها أخف شناعة عليهم عند العامة ، ولأنها أقرب إلى قبول الناس لها ، فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن . و هؤلاء أكثر من أشاع مسألة اللفظ و كثرت الروايات عن الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- في التحذير من اللفظية و تسميتهم بالجهمية يقصد من يقول بخلق القرآن و يتستر باللفظ .
الموقف الثاني : موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام و تأثر ببعض قول الجهمية و إن كان كلامهم غير جارٍ على أصول الجهمية و على رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له : الشراك ، قال : إن القرآن كلام الله ، فإذا تلفظنا به صار مخلوق ، و هذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق .
الموقف الثالث : موقف داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت 270ه) رأس أهل الظاهر و إمامهم ، و كان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً و قوّة بيان و تصرفاً في الاستدلال ، و كان مولعاً بكتب الشافعي في أوّل عمره ، معتنياً بجمع الأقوال و معرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً ، ثم ردّ القياس و ادّعى الاستغناء عنه بالظاهر ، و صنف كتباً كثيرة .
و هو من أصحاب حسين الكرابيسي ، و عنه أخذ مقالته في اللفظ ، و لكنه تأولها على مذهبه في القرآن ، فإن له قولاً لم يسبق إليه قال : أما الذي في اللوح المحفوظ : فغير مخلوق . و أما الذي هو بين الناس فمخلوق . قال الذهبي : هذه التفرقة و التفصيل ما قالها أحد قبله فيما علمت .
و اشتهر عنه أنه قال : القرآن محدث ، و كلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق .
قال محمد بن الحسن بن صبيح : سمعت داوود الأصبهاني يقول : القرآن مُحدث ، و لفظي بالقرآن مخلوق . و عندما بلغ الإمام أحمد -رحمه الله- قوله هجره و أمر بهجره .
الموقف الرابع : و هو موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد و إسحاق ابن رهاويه و البخاري و أبي ثور و جماعة : فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه و بدّعوا الفريقين
فمن قال : لفظي بالقرآن مخلوق
و من قال : لفظي في القرآن غير مخلوق > و اشتدوا على من قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، خشية التذرع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن
قال إسحاق بن حنبل : من قال لفظي بالقرآن مخلوقٌ فهو جهمي ، و من زعم أن لفظه بالقرآن غير مخلوق فقد ابتدع . فقد نهى أبو عبد الله عن هذا و غضب منه و قال : ما سمعت عالماً قال هذا !!!
الموقف الخامس : موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ، و هم يريدون أن القرآن غير مخلوق و أخطؤوا في استعمال هذه العبارة ، و حصل التباس عليهم.
س5 : ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب ، و موقف أهل السنة منه .
-سبب ظهور بدعة ابن كلاب ، أنه أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم ومواجهتهم بحججهم الكلامية ، فأدى ذلك الى التسليم ببعض اصولهم الفاسدة ،وتمكن من رد بعض قولهم افحام كبرائهم ، فغره ذلك ، فاجتهد في تصنيف كتب يرد بها على المعتزلة ، واشتهرت ردوده في افحام بعض كبارئهم ، فظن أنه بذلك نصر السنة ، واعجبت ردوده ومناظراته من كان يغتاظ من المعتزلة ، ففتن به بعض الناس وذاع صيته .
والمأخذ عليه عند اهل السنة : أنه قصر في معرفة السنة وعلومها ، واتبع طريقة المتكلمين ، وسلم لبعض أصولهم الفاسدة ، فخرج بقول بين قول المعتزلة وقول أهل السنة . واحدث أقوالا .
فأنكر أهل السنة على طريقته وحذرو منه . قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبدالله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره) .

  #13  
قديم 19 محرم 1437هـ/1-11-2015م, 03:07 AM
عبدالحكيم الزهير عبدالحكيم الزهير غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 32
افتراضي إجابة أسئلة المجموعة الرابعة من مجلس المذاكرة 9 دورة مسائل الإيمان بالقرآن

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله...

إجابة أسئلة المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.

********************************************************************************************************
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
يكون الإهتداء بتصديق ما جاء فيه, وعقل وفهم أمثاله, والعمل بما فيه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
فتصديق ما جاء فيه, يزيد القلب علماً وهداية ويبلغ صاحبه مرتبة الإحسان
, فقد قال الله تعالى : {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون(33) لهم ما يشاؤون عند ربهم(34) ليكفر عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون(35) }
وعقل أمثاله يكون بوعي الأمثال وفقه مقاصدها وما المراد بها والعمل بما فيها. وقد قال الله تعالى: {ونلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}
أما فعل الأوامر واجتناب النواهي فتزيد من هداية صاحبها كلما ازداد في طاعة الله. قال الله تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}
************************************************************************************************************

س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
كان العلماء قديما قبل حدوث فتنة خلق القرآن يقولون: إن القرآن كلام الله, فلما حدث الفتنة صرحوا ببيان أن القران غير مخلوق.
القرآن كلام الله لأنه يجب الاعتقاد بأنه كذلك, والكلام صفة من صفاته وصفات الله لا تكون مخلوقة.

وسبب التصريح يعود لأن أهل الأهواء تكلموا وقالوا: إن القرآن مخلوق وفتنوا عامة الناس بذلك وبعض الولاة والقضاة فبذلك وردا عليهم وجب التصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.
***********************************************************************************************************

س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
أحدها كان يصبره ما جاء في حديث خباب: "إن من كان قبلكم كان ينشر أحدهم بالمنشار, ثم لا يصده ذلك عن دينه"
والأخرى لما دخل إسحاق بن حنبل على ابن أخيه الإمام أحمد في السجن فقال له: (يا أبا عبدالله قد أجاب أصابك, وقد أعذرت فيما بينك وبين الله, وقد أجاب أصحابك والقوم, وبقيت أنت في الحبس والضيق!!). فقال الإمام أحمد لعمه: (يا عمّ! إذا أجاب العالِم تقيّةً والجاهل يجهل فمتى يتبيّن الحق؟!!)
***********************************************************************************************************

س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن هو أن يقال أن القرآن كلام الله ويقف، فلا يقول: مخلوق ولا غير مخلوق.
وسبب وقوف بعض أهل الحديث هو قولهم : إن القول بخلق القرآن قول محدث، فهم لا يقولون إنّه مخلوق، ولا يقولون إنّه غير مخلوق، بل بقوا على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فيقولون: القرآن كلام الله ، ويسكتون.
***********************************************************************************************************

س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
عندما علم البخاري ما نال الإمام أحمد من مسألة اللفظ, فأراد أن لا يتكلم في هذه المسألة. ولما توجه إلى خرسان في آخر حياته وجد في بلده بخارى كثرة المخالفين له, فعزم على الإقامة في نيسابور فحتفوا به لما علموا بمقدمه, وكان هناك من حسده من بعض مشايخ نيسابور لما رأوا إقبال الناس إليه, وإجتماعهم له واحتفاؤهم به؛ فقال أحدهم لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول: اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه في المجلس, فلما حضر الناس مجلس البخاري سأله أحدهم فقال: يا أبا عبدالله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أم غير مخلوق؟ فأعرض البخاري عنه ولم يجبه فأعاد الرجل السؤال فأعرض البخاري وكرر في الثالثة فالتفت البخاري إليه وقال : القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله.
ونقل ما قاله البخاري على غير وجهه إلى قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهلي؛ فقال في مجلسه فيما قال: (من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه). فتوالت عليه الأمور وأوذي حتى كفره بعضهم وهو صابر محتسب ثابت على قول الحق.

أما موقف البخاري من مسألة اللفظ فقال رحمه الله: القرآن كيف تصّرف في أقواله وأفعاله فغير مخلوق؛ أما أفعالنا فمخلوقه.
وقال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: (حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}).
وقال أيضا: (جميع القرآن هو قوله [تعالى]، والقول صفة القائل موصوف به فالقرآن قول الله عز وجل، والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله: {فاقرءوا ما تيسر منه} والقراءة فعل الخلق).

  #14  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 12:19 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
يكون الاهتداء بالقرآن بثلاثة أمور: تصديق أخباره , وعقل أمثاله ، واتباع أوامره واجتناب نواهيه .

أما تصديق الأخبار : فتحصل به الهداية لأنه يورث عدة أمور ذُكر بعضها في قوله تعالى : (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون (33) لهم ما يشاؤون عند ربهم وذلك جزاء المحسنين (34) ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون (34) أليس الله بكاف عبده ...الآية)
فأوضحت الآية أن التصديق يثمر عدة أمور:
أحدها: أن يبلغ العبد بتصديقه مرتبة الإحسان بأمرين : الأول: أن الله سماه محسنا فقال (وذلك جزاء المحسنين) , الثاني: أنه وعد بتكفير سيئاته فقال : (ليكفر عنهم أسوأ الذي عملوا ) فلا يبقى للعبد إلا الحسنات فيكون بذلك محسنا .
ثانيها : أنه تحصل به كفاية العبد وإن كفي فقد هدي دل عيه قوله تعالى : (أليس الله بكاف عبده)
ثالثها: أن الله وصفهم بالتقوى الذي رتب عليه الهداية والفلاح قال تعالى : (أولئك هم المتقون) وقال في الآية الأخرى (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين).
ومن ثمرات التصديق اليقين الذي يورث العبد العمل وهو من خير النِعم دل على ذلك قول أبي بكر رضي الله عنه (سلوا الله العفو والعافية فإن الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئا خيرا من العافية) رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد .

وعقل أمثاله: ويكون بالعلم بمعانيها وفهمها ثم فقه مقاصدها وأخيرا الاعتبار بها والعمل بمقتضى تلك المقاصد لذلك قال تعالى : ( وما يعقلها إلا العالمون) ففرق بين العلم والعقل ففُهم منه أن العقل مرتبة أخرى زائدة على العلم .
وكلما ازداد تفكر العبد بهذه الأمثال وعقل مقاصدها أورث ذلك قلبه اليقين والخشية والإنابة والرغبة التي تورث صلاح العمل.
واتباع أوامره واجتناب نواهيه : فالله أمر بكل خير ونهى عن كل شر وكلما ازدادت طاعة العبد لله سواء باتباع أمره أو باجتناب نهيه كلما زاد ذلك من إيمانه وحصلت له الهداية دل على ذلك قوله تعالى : (إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم ) فبين أن الهداية تكون بزيادة الإيمان والإيمان يزداد بالطاعة ولذلك كثيرا ما يقرن الله سبحانه بين الإيمان وعمل الصالحات كما في هذه الآية .

س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
- لما ظهرت فتنة القول بخلق القرآن صرّح أهل السنة بذلك وردوا على القائلين بخلق القرآن حتى لا يلتبس على الناس دينهم ، قال ابن تيمية رحمه الله: (لم يَقُلْ أحدٌ مِن السَّلَفِ: إنَّ القرآنَ مخلوقٌ أو قديمٌ، بل الآثارُ متواتِرةٌ عنهم بأنَّهم يقولون: القرآنُ كلامُ اللَّهِ، ولمَّا ظَهَرَ مَن قال: إنَّه مخلوقٌ، قالوا رداًّ لكلامِه: إنَّه غيرُ مخلوقٍ)
- كما أنهم صرحوا بذلك مخالفة للواقفية لئلا يدخل الشك في نفوس العامة .

س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
أصر الإمام - رحمه الله - على عدم الترخص بالإكراه ؛ خشية أن يترخص جميع العلماء بذلك , فيندرس الحق ويخفى على العامة ورد عنه أنه قال : (يا عمّ! إذا أجاب العالِم تقيّةً والجاهل يجهل فمتى يتبيّن الحق؟) فثبت رحمه الله وأظهر الله الحق به .

س4: ما معنى الوقف في القرآن؟وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن : هو أن يقول القرآن كلام الله ويقف فلا يقول مخلوق ولا غير مخلوق .
وسبب وقوفهم : لأنهم يرون أن القول بخلق القرآن أمر محدث فهم يقولون بالوقف اقتداء بما كان عليه السلف من قولهم القرآن كلام الله والسكوت بعد ذلك.
وقد أخطأوا - رحمهم الله – في اجتهادهم هذا فإنه لما حدثت الفتنة بالقول بخلق القرآن كان الواجب عليهم إظهار الحق للعامة لئلا يلتبس عليهم الحق لذلك لما سئل أحمد: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟ قال ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟ رواه أبو داود .

س5: ماسبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ؟
سبب محنته : أنه امتحن في مسألة اللفظ فاختلف الناس في فهم جوابه, ونُقلت إجابته إلى قاضي نيسابور على غير وجهها كيدا له وحسدا على مكانته رحمه الله فأوذي بسبب ذلك قال الذهبي في مسألة اللفظ : ( سئل عنها البخاري فوقف فيها فلما وقف، واحتج بأن أفعالنا مخلوقة واستدل لذلك فهم منه الذهلي أنه يوجه مسألة اللفظ فتكلم فيه، وأخذه بلازم قوله هو).
أما موقفه – رحمه الله – من مسألة اللفظ قبل المحنة فقد أخذ على نفسه عهدا ألا يتكلم في هذه المسألة لمّا رأى ما أصاب الإمام أحمد منها ولكن قدَر الله أن يمتحن فيها فلما اتهم زورا نفى التهمة التي نسبت إليه من قوله باللفظ فعن محمد بن نصر أنه سمع البخاري يقول: (من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله) ، وقد كان يرى رحمه الله أن القرآن كلام الله غير مخلوق وغاية ما ذكر أن أفعال العباد مخلوقة ولم يقل لفظي بالقرآن مخلوق .

هذا والله تعالى أعلم

  #15  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 12:22 AM
ختام عويض المطيري ختام عويض المطيري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 145
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
هو الطريق الهادي لله تعالى وتدبر معانيه , والإهتداء بالقرآن سبب لتلاوته وتحصيل الأجور العظيمة .
س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
لأنه في عصر الصحابة لم يكن الحاجة للتصريح بأن القرآن غير مخلوق , لأن الصحابة ومن تبعهم يعلمون بأن القرآن منزل غير مخلوق , وأما بعهد الأمام أحمد بسبب فتنة المسلمين بأن القرآن مخلوق .
س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
خوف من إلتباس عامة المسلمين وقولهم بخلق القرآن .
س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
هو بأن يقول كلام الله ويقف عند هذا الحد , وقوف بعض أهل الحديث بسبب كرههم وخوفهم من التكلم بغير علم كما يصنع أهل الكلام
س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
لأنه لم يجادل أهل الكلام في القول باللفظ ووقف عند ذلك, أما موقفه فقال القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة

  #16  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 01:43 AM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
الاهتداء بالقرآن يكون : بأربعة أشياء
1- تصديق أخباره
2- عقل أمثاله
3- امتثال أوامره
4- اجتناب نواهيه
1- تصديق أخبار القرآن :
ثمرات التصديق : إن لتصديق أخبار القرآن ثمرات عديدة
1- : يورث في القلب اليقين الذى يزداد به العلم والاهتداء ، فكلما زاد التصديق الحسن زاد الاهتداء بالقرآن ومن ثم زادت مرتبة الاحسان كما قال تعالى: وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ( 33 ) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ( 34 ) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 35 )
وعلى ذلك ينال العبد مرتبة الاحسان من وجهين :
1- أن الله سماه محسناً في قوله :ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ
2- أن الله يكفر عنه سيئاته
وهذا العبد الذى رزقه الله التصديق المثمر لليقين قد رُزق بأعظم نعمة ينعم بها على العبد كما قال النبى صلى الله عليه وسلم فيما رواه الامام أحمد والبخارى في الأدب المفرد:" سَلُوا اللهَ العَفْوَ والعَافِيَةَ ، فإِنّ أَحَداً لَمْ يُعْطَ بعد اليَقِين خَيْراً مِنَ الْعَافِيَةِ
2 - يثمر التصديق أن الله يكفى عبده كما قال الله عز وجل بعد الايات السابقة : ( أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد ( 36 ) ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام ( 37 ) فمن كافاه الله فقد هداه ووقاه وأمنه
3 – ينال العبد من البصائر والبينات بسبب تصديقه الحسن ما يترتب عليه زيادة عمله واتباعه للهدى ورفع درجاته
4 – صلاح القلب وتزكية النفس من أهم ثمرات التصديق الحسن بالقرآن

2– عقل أمثال القرآن :
- قد ضرب الله تعالى للناس من كل مثل فمن عقل هذه الأمثال وفقه أغراضها وأعتبر بها وعمل بما فيها فإنه يهتدى بها ، فعقل الأمثال أوسع من مجرد فهمها ، فمن فهم منها ما فهم ولم يفقه مقاصدها ولم يتبع ما أرشدت إليه لا يكون عقلها
- وقسم أهل العلم الأمثال إلى : أمثال صريحة وأمثال كامنة
- فالأمثال الصريحة ما يصرح فيها بلفظ المثل
- والأمثال الكامنة هي التي تفيد معنى المثل دو التصريح بلفظه
- فعقل الأمثال من أعظم أسباب الاهتداء بالقرآن ، فما من أمر من أمور الدين يحتاجها العبد إلا وفى القرآن مثل يهتدى به
3 – 4- فعل الأوامر واجتناب النواهى :
فإن الله لم يأمر في كتابه بشئ أو ينهى عن شيء إلا لصالح العبد وخيره في الدنيا والآخرة ، فمن أطاع الله وامتثل أوامره واجتنب نواهيه ، فقد اهتدى بالطاعة والإيمان ، وكلما ازدادت طاعته كلما ازدادت هدايته حتى يكتب عند الله عز وجل من المهتدين كما قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ )

س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
قبل فتنة القول بخلق القرآن كان العلماء يقولون : القرآن كلام الله ، أما بعد الفتنة صرحوا ببيان أنه غير مخلوق ، وذلك لأنهم لم يسعهم السكوت لما وقع فيه الناس من التلبيس عليهم مما تكلم فيه المتكلمين من أهل الأهواء وفتنوا به العامة وبعض الولاة والقضاة وقولهم بأن القرآن مخلوقفكان لابد لأهل السنة التصريح بأن القرآن غير مخلوق برغم عدم ورود ذلك عن السلف
فقد قال ابن تيمية ( ولم يَقُلْ أحدٌ مِن السَّلَفِ: إنَّ القرآنَ مخلوقٌ أو قديمٌ، بل الآثارُ متواتِرةٌ عنهم بأنَّهم يقولون: القرآنُ كلامُ اللَّهِ، ولمَّا ظَهَرَ مَن قال: إنَّه مخلوقٌ، قالوا رداًّ لكلامِه: إنَّه غيرُ مخلوقٍ... .).
- أما من توقف في القرآن : هل هو مخلوق أو غير مخلوق فسموه واقفى شاك في حقيقة القرآن لأنه لابد من الاعتقاد بأن القرآن كلام الله وكلام الله صفة من صفاته وصفات الله غير مخلوقة
س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
لأنه كان يقول : العالم إن أجاب للفتنة تقية كيف يتعلم الجاهل وكيف يتبين الحق وقد كان يرجى اجابته بالقول بخلق القرآن من أعداء الله حتى يسير العامة وراء قوله ولكنه رحمة الله عليه كان ورعاً تقياً يعلم ويدرك عواقب الأمور ويعلم أن الناس يرقبونه فإن أجاب ساروا على نهجه وفعله
س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
- الوقف : هو التوقف عن القول في القرآن ، فكان الواقفة يقولون القرآن كلام الله ويقفون ، لا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق
- وقد توقف بعض أهل الحديث رغم اعتقادهم أن كلام الله غير مخلوق وكانوا ينكرون على من يقول أن القرآن مخلوق ، وذلك لأنهم قالوا أن القول بخلق القرآن محدث ولم يرد عن السلف
- ولكن الامام أحمد كان يشدد عليهم ويدعوا الى هجرهم لأنهم بذلك يشككون العامة في كلام الله ويمهدون الطريق للمتكلمين وأصحاب الأهواء للتلبيس على الناس ونشر فتنتهم وشبهتهم
- وممن توقف في القرآن من المحدثين : : مصعب بن عبد الله الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل المروزي، وبشر بن الوليد الكندي، وعلي بن الجعد الجوهري، ويعقوب بن شيبة السدوسي.
س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
- سبب محنة الإمام البخارى رحمه الله هي : فتنة اللفظية الذين قالوا : ( ألفاظنا بالقرآن مخلوقة ) يريدون التلبيس على الأمة وخلق فتنة جديدة
- وقد كان الإمام البخاري قد رأى ما حصل بالإمام أحمد في مسألة خلق القرآن فأخذ على نفسه ألا يتكلم في هذه المسألة إذ هي مسألة مشؤومة .
- فلما توجه الى خراسان يريد العودة إلى بلده بخارى ولكن لكثرة المخالفين له فيها توجه إلى نيسابور وفيها اختلف مع قاضيها محمد بن يحيى الذهلي الذي طلب من الناس عند استقبال البخاري ألا يسأله أحد عن مسألة اللفظ فيقول بخلافهم .
- لكن بعد أيام سأله أحد الحاضرين عن اللفظ فقال : أفعالنا مخلوقة وألفاظنا من أفعالنا ، فوقع الخلاف بين الناس وتواثبوا .
وتمت الوشاية به عند قاضي نيسابور ونقل كلامه على غير قصده فحصلت بينهما فرقة وكثر الأذى على الإمام حتى وصف بالكفر ونسبت إليه أبشع الأوصاف وحملت الغيرة منه بعض المحدثين إلى القول عليه حتى كثر ذلك فخشي على نفسه وعلى أصحابه فغادر نيسابور إلى بخارى ، فوشي به هناك واتهم بأنه لفظي فغادرها إلى خرتنك وبها توفاه الله
موقفه من اللفظ :فرق البخاري بين اللفظ كلفظ الذي هو من فعل العبد ، وبين القرآن كونه كلام الله فقال
في كتاب خلق أفعال العباد: (حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}).
وقال أيضاً: (جميع القرآن هو قوله تعالى، والقول صفة القائل موصوف به فالقرآن قول الله عز وجل، والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله: {فاقرءوا ما تيسر منه} والقراءة فعل الخلق).
-و كان الذين يقول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ينسبون قولهم هذا إلى الإمام أحمد، ويظنّون أنّ هذا قوله.
- وكان الذين يقولون عكس هذا القول يدّعون نسبة هذا القول إلى الإمام أحمد، وأنّ هذا مذهبه.
وذلك بسبب ما في هذه المسألة من الغموض والالتباس، وظنّ كل طائفة أنّ هذا هو الحق ، وأن الإمام أحمد كان على ما يقولون به.
- وقد ردّ البخاري على الطائفتين ، وبيّن الحقّ في هذه المسألة في كتابه "خلق أفعال العباد" بياناً شافياً.
وقد بين أن كلا الفريقين لم يفهم دقة مذهب الامام أحمد ، بل المعروف عن أحمد وأهل العلم أن كلام الله غير مخلوق، وما سواه مخلوق، وأنهم كرهوا البحث والتنقيب عن الأشياء الغامضة، وتجنبوا أهل الكلام والخوض والتنازع إلا فيما جاء فيه العلم وبيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم "

  #17  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 07:16 AM
بشرى عبدالرحمن بشرى عبدالرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 148
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
الاهتداء بالقرآن يكون:
1- بتصديق أخباره: فإنه يورث قلب المؤمن يقيناً يزداد به علماً وهدى؛ وكلما كان العبد أحسن تصديقاً؛ كان اهتداؤه بالقرآن أرجى وأحسن؛ كما قال الله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33)}. والتصديق الحسن هو الذي لا يكون معه شكّ ولا تردد، ويثمر في قلب صاحبه اليقين وصدق الرغبة والرهبة.
2- وعقل أمثاله: فإن الله قد ضرب في القرآن من كلّ مثل؛ فما من أمر من أمور الدين يحتاجها المؤمن إلا وفي القرآن من الأمثال المضروبة المبيّنة للهدى فيها، فمن وعى وعقل هذه الأمثال، وفقه مقاصدها، فاعتبر بها؛ وفعل ما أرشدت إليه؛ فقد عقل هذه الأمثال، واهتدى بها. كما قال تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}.
3- وامتثال أوامره واجتناب نواهيه: فمن أطاع الله بأن امتثل ما أمر الله به في كتابه واجتنب ما نهى عنه؛ فإنّه يُهدى بطاعته وإيمانه؛ ولا يزال يزداد من الهداية كلما ازداد طاعة لله تعالى وإيماناً به حتى يكتبه الله من المهتدين. كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}.


س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
السبب في ذلك: لمّا حدثت فتنة القول بخلق القرآن صرّحوا ببيان أن القرآن غير مخلوق.


س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
لأنه كان رأسًا في أهل الحديث وإمام يُقتدى به، والناس منتظره بمَ يقوله الإمام أحمد فخشي أن يترخص فيُفهم عنه بغير ما أراد.

س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن: هم الذين يقولون: القرآن كلام الله ويقفون، فلا يقولون: مخلوق ولا غير مخلوق.
سبب وقوف بعض أهل الحديث: ظنًّا منهم أنّ الكلام في هذه المسألة هل القرآن مخلوق كلَّه من الخوض المنهي.


س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
بسبب إشاعة بعض مشايخ نيسابور على الإمام حسدًا؛ لمّا رأوا اجتماع الناس حوله.
موقفه: منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبيّن الامتحان فيها بدعة، وبيّن أن أفعال العباد مخلوقة.

  #18  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 07:20 AM
محمد الشهري محمد الشهري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 36
افتراضي

المجموعة الرابعة

س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
ج1: الاهتداء بالقرآن أصل من أصول الإيمان به, ويتحقق إجمالاً بأربعة أمور:
1- تصديق أخباره. 2- عقل أمثاله. 3- امتثال أوامره. 4- اجتناب نواهيه.
وبيانها كما يأتي:
• أما (تصديق أخباره) فهو الإيمان الجازم بصدق ما جاء به القرآن, وبقدر هذا التصديق يكون اهتداء العبد بالقرآن وانتفاعه به , ولهذا التصديق ثمرات منها:
- أنه يصل بالعبد إلى أعلى مراتب الدين, وهي مرتبة الإحسان كما قال الله تعالى:( والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون (33) لهم مايشاؤون عند ربهم كذلك يجزي الله المحسنين(34) ...) .
فدل ذلك على أنَّ التصديق مُوصل لصاحبه إلى مرتبة الإحسان.
- ومنها كفاية الله للعبد, كما قال الله تعالى:)والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون) جاء في هذا السياق بعدها بآيتين قوله تعالى :( أليس الله بكافٍ عبده) .
• وأما (عقل أمثاله) فهو متضمن لفهم مقاصدها , وعقل معانيها, والاعتبار بها, وفعل ما أرشدت إليه, والانتهاء عما حذرت منه, فمن قام بهذه الأمور فقد عقل أمثال القرآن, ومن اقتصر على شيء منها كمعرفة معانيها وفهمها لم يكن من عقل أمثال القرآن كما قال الله تعالى :( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ( ) ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ...).
• وأما (امتثال أوامره) فهو الانقياد لله بالطاعة فيما أمر في كتابه, ومن جملة أوامره أمره بطاعة الرسول –صلى الله عليه وسلم- الذي رتب الهداية على طاعته بقوله :(وإن تطيعوه تهتدوا) .
• وأما (اجتناب نواهيه) فهي الكف عن كل ما نهى عنه القرآن وحذر منه , والبعد عن أسباب تعاطيه أو الوقوع فيها .

س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
ج2: الأصل في مثل هذه الألفاظ عند أهل السنة عدم إطلاقها, لعدم ورودها عن صاحب الشريعة.
والأصل الإيمان بأن القرآن كلام الله, ولكن لما ظهرت البدع والمقالات في القرآن من القول بخلق القرآن, أصبح لزاماً على أهل السنة بيان حقيقة الإيمان بالقرآن, وأنه كلام الله حقيقة , منزل غير مخلوق, إلى غير ذلك من الأوصاف والقيود التي أثبتها أهل السنة رداً على بدعة ظهرت في القرآن.

س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
ج3: لم يأخذ الإمام أحمد –رحمه الله- بالترخص على إكراهه لأنه رأى أنه رأس في السنة, والناس ناظرون إلى فعله, مع كثرة من ترخص بهذا العذر من العلماء الذي امتحنوا, فرأى أنَّ مثل هذا مفضٍ إلى اندراس الحق في هذه الفتنة, لانتشار الباطل فيها, وسكوت أهل الحق عن بيانه, وقد قال لعمه لما كلمه في هذا الشأن:(يا عم, إذا أجاب العالم تقية, والجاهل يجهل , فمتى يتبين الحق؟).
فكان على خُبر بحقيقة هذه الفتنة وما يجب فيها على العلماء من بيان الحق والصبر على الأذى فيه.

س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
ج4: الوقف في القرآن: مسألة ظهرت بعد فتنة القول بخلق القرآن, فإن الجهمية ومن تابعهم كانوا يصرحون بأنَّ القرآن مخلوق, وأهل السنة كانوا يقولون: منزل غير مخلوق.
أما الواقفة: فهم الذين يقولون القرآن كلام الله ويقفون عن التصريح بشيء يُبين حقيقة اعتقادهم في القرآن.
وقد كان بعض من فعل هذا مجتهداً , أناس من أهل الحديث الذين لا يقولون بخلق القرآن, وإنما قالوا ذلك لأنهم يرون هذا اللفظ محدث لم بقله السلف من الصحابة فمن بعدهم, وظنوا أن في هذه المسألة من الخوض المنهي عنه .
ولكنَّ الأمر ليس كذلك, بل كان هذا الفعل منهم موافقة للجهمية الواقفة والشكاك الذين يتسترون بهذا الفعل عن التصريح باعتقادهم الفاسد في القرآن.

س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
ج5: بعد أن رأى البخاري-رحمه الله- ما حصل للإمام أحمد-رحمه الله- من أذى وبلاء في فتنة خلق القرآن, رأى ألا يتكلم بشيء فيه هذه المسألة, ولكنه امتُحن ببعض الناس الذين سألوه في نيسابور عن هذه المسألة فقال:
( القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله).
ونقلت عن البخاري فيه هذه المسألة أشياء لم يقل بها حتى أغروا به محمد بن يحيى الذهلي فبدّعه وحذر منه وقال فيه مقالة سوء وجعل حضور مجلس البخاري موافقة لما شاع عنه من الكذب والتلبيس.
وحقيقة قول البخاري في مسألة اللفظ , قوله بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق كما هو قول السلف, وإنما حصلت الفتنة في (اللفظ) لأن اللفظ يُطلق على مراداً به المصدر ,أي التلفظ ,وهذا من فعل العبد حقيقة, وفعل العبد مخلوق بنص القرآن في قول الله:(والله خلقكم وما تعملون).
ويُطلق اللفظ مراداً بها اسم المفعول, أي : الملفوظ.
فقول البخاري بأن اللفظ مخلوق راجع إلى المعنى الأول ولا إشكال فيه, لأنَّ النفي في الخلق راجع إلى المعنى الثاني أي, الملفوظ, والملفوظ هو القرآن وهو بهذه الصفة غير مخلوق لأنه كلام الله, تكلم به ابتداء, والكلام إنما يُنسب لمن قاله ابتداء لا لمن نقله, فلفظ العبد بالقرآن لا يخرجه عن كونه كلام الله حقيقة منزل غير مخلوق.
وهذا التفريق يُبين حقيقة قول البخاري في مسألة اللفظ وأنه لا يقول بخلق القرآن.

  #19  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 09:53 AM
إيمان شريف إيمان شريف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
Arrow إجابة مجلس مذاكرة دورة مسائل الإيمان بالقرءان

إجابة أسئلة المجموعة الثانية:
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟


ج1/ الإيمان بالقرءان يكون بالاعتقاد وبالقول وبالعمل:-

أولاً: الإيمان الاعتقادي بالقرءان:

1- أن يصدق بأنه كلام الله تعالى أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صرا ط مستقيم.
2- أن كل ما أنزل الله فيه فهو حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
3- انه محفوظ بأمر الله تعالى إلى أن يأتي وعد الله، لايخلق ولا يبلى.
4- لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله ولا بسورة منه.
5- أن يصدق بكل ما أخبر الله به في كتابه ، ويخضع إلى كل ما أمر الله به فيعتقد وجوب ما أوجب الله فيه ويعتقد تحريم ما حرم الله فيه ، وأنه لا طاعة لما خالفه.
ثانيًا: الإيمان القولي بالقرءان:

قول مايدل على إيمانه وتصديقه بما أنزل الله تعالى فيه ومن ذلك تلاوته تصديقًا وتعبدًا.

ثالثًا: الإيمان العملي بالقرءان:

هو اتباع هدي القرءان بامتثال أوامر الله فيه واجتناب نواهيه.
**فمن جمع هذه الثلاثة فهو مؤمن بالقرءان الكريم.

س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن

.
ج2/ من حقق الإيمان بالقرءان اعتقادا وقولا وعملا فقد حصل له من البصائر والبينات شيئا عظيما يزداد به يقينا وأيضا إيمانه العملي الذي هو اتباع الهدى الذي جاء به القرءان يثمر له من الاستقامه والتقوى فيكتمل سلوكه بذلك بالعلم والعمل الذي هو مرد الصلاح فينال ما وعده الله به من الفضل الكبيرً والأجر العظيم ؛

كما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)}.

وقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)}


وقال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)}

س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن

ج3/ الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن:
المعتزلة :يقولون إن القرءان كلام الله تعالى ، لكنه مخلوق.

الأشاعرة :يقولون إن القرءان غير مخلوق وليس هو كلام الله حقيقة ، وإنما هو عبارة عبّر الله بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى.

# وكلا القولين باطل وضلال مبين، بل القرآن العربي تكلّم الله به، بكلام سمعه جبريل من الله تعالى؛ فبلغه بحروفه للنبي صلى الله عليه وسلم.
** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولا يجوز إطلاق القول: بأنه حكاية عن كلام الله أو عبارة عنه، بل إذا قرأه الناس أو كتبوه في المصاحف؛ لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله حقيقة؛ فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئاً، لا إلى من قاله مبلغا مؤديا).
.
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
ج4/ أولا : التعريف بفتنة اللفظية:ظهرت فتنة اللفظية فكانت فتنتها أعظم وأطول مدى من فتنة الوقف؛ فإنّها استمرّت قروناً من الزمان وجرى بسببها مِحَن يطول وصفها...
وكان أوّل من أشعل فتنة اللفظية: حسين بن علي الكرابيسي ، وكان رجلاً قد أوتي سعة في العلم ؛ فحصّل علماً كثيراً، وصنّف مصنّفات كثيرة، وكان له أصحاب وأتباع ؛ لكنّه وقع في سقطات مردية، تدلّ على ضعف إدراكه للمقاصد الشرعية، وربما تمكّن بذكائه وسعة معرفته من إثارة شبهات يريد بها إفحام بعض العلماء والارتفاع عليهم؛ فيعاقب بنقيض قصده؛ فيسقط ويكون ما أثاره من الشبهات مثلبة عليه؛ ينكرها أهل العلم ويذمونه بها.


ثانيا :سبب فتنة اللفظية: أنّ الكرابيسيّ ألّف كتاباً حطّ فيه على بعض الصحابة وزعم أنّ ابن الزبير من الخوارج، وأدرج فيه ما يقوّي به جانب الرافضة ببعض متشابه المرويات؛ وحطّ على بعض التابعين كسليمان الأعمش وغيره، وانتصر للحسن بن صالح بن حيّ وكان يرى السيف ، فعُرض كتابه على الإمام أحمد وهو لا يدري لمن هو؛ فاستبشع بعض ما فيه ، فحذّر منه الإمام أحمد، ونهى عن الإخذ عنه؛ فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب وتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق.

ثالثا : خطر فتنة اللفظية:

1- أن هذه الكلمة التي فاه بها الكرابيسي أثارت فتنة عظيمة على الأمّة؛ وكان الناس بحاجة إلى بيان الحقّ ورفع اللبس، لا زيادة التلبيس والتوهيم، وإثارة فتنة كانوا في عافية منها.
2- جاءت مسألة اللفظ للتلبيس بين الأمرين؛ فقول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق؛ قد يريد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفّظ به فيكون موافقاً للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن.
وقد يريد به فعلَ العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن؛ لأنَّ اللفظ في اللغة يأتي اسماً ومصدراً؛ فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ، والمصدر هو التلفظ.
**ويتفرّع على هذين الاحتمالين احتمالات أخرى، ولذلك اختلف الناس في تأويل قول القائل: "لفظي بالقرآن مخلوق" إلى سبعة أقوال.
3- هي كلمة مجملة حمّالة لوجوه، ولا نفع في إيرادها، والناس كانوا أحوج إلى البيان والتوضيح والتصريح بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق، لا أن تلقى إليهم كلمة مجملة فيها تلبيس تتأوَّلها كلّ فرقة على ما تريد.
4- فرحت طائفة من الجهمية بهذه المقالة؛ فقالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، ومنهم من قال: القرآن بألفاظنا مخلوق.
وهم يريدون أنَّ القرآن مخلوق؛ لكن القول باللفظ أخفّ وطأة وأقرب إلى قبول العامّة من التصريح بقولهم: إن القرآن مخلوق، فتستروا باللفظ كما تسترت طائفة منهم بالوقف.
5- اشتدّ إنكار الإمام أحمد على من قال باللفظ إثباتاً أو نفياً لأنه تلبيس يفتن العامة ولا يبيّن لهم حقاً ولا يهديهم سبيلاً.
6- وجرت محنة عظيمة للإمام البخاري بسبب هذه المسألة، ووقعت فتنة بين أصحاب الإمام أحمد بعد وفاته بسب هذه المسألة، ودخل الغلط على بعض أهل الحديث بسبب هذه المسألة.
7- مسألة اللفظ من المسائل الغامضة لتوقفها على مراد القائل، ودخول التأول فيها ،
الدليل على ذلك قول ابن تيمية: (الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة، لما فيه من لبس الحق بالباطل، مع ما توقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة، بخلاف الألفاظ المأثورة والألفاظ التي بينت معانيها، فإن ما كان مأثوراً حصلت له الألفة، وما كان معروفا حصلت به المعرفة).

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟

ج5/ كانأبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري معتزلياً في شبابه حتى بلغ الأربعين من عمره، وقد نشأ في كنف زوج أمّه أبي علي الجبّائي، وكان الجبّائي من رؤوس المعتزلة في زمانه، وعنه أخذ الأشعري علمَ الكلام حتى بلغ فيه الغاية عندهم؛ وعدّوه إماما من أئمّتهم، حتى كان الجبّائي ينيبه في بعض مجالسه.،


و سبب شهرته أنه : كان يرى أنّ ابن كلاب متكلّم أهل السنّة، والمحاجّ عنهم؛ فانتهج طريقته واستدرك عليه فيها، وزاد فيها، واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.


موقف أهل السنه منه:
اختلف في شأنه أهل العلم؛
1- فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة.
2- ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.

، وعلى كلّ حال فإنّ أتباعه بقوا على طريقته الأولى، بل زادوا في أخذهم بالطرق الكلامية، ولم يزل الانحراف يزداد شيئاً فشيئا حتى عظمت الفتنة بالأشاعرة فيما بعد...


تم بحمد الله تعالى وفضله ومنته...أسأل الله العظيم القبول والسداد والإخلاص..،،،؛؛

  #20  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 10:22 AM
دينا التجاني دينا التجاني غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 69
افتراضي مهام الاسبوع السابع

نبدأ بعون الله وتوفيقه:::
المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائلالإيمان بالقرآن؟
النوع الأول: مسائل اعتقادية.
وهي المسائل التي تبحث في كتب الاعتقاد، وتعنى بما يجب اعتقاده فيالقرآن، وأصل ذلك الإيمان بأنّ القرآن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق، أنزله علىنبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأنّه مهيمن علىما قبله من الكتب وناسخ لها، وأن القرآن بدأ من الله عز وجل وإليه يعود، وأن يؤمنبما أخبر الله به عن القرآن وما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يعتقدوجوب الإيمان بالقرآن، ويحلّ حلاله ويحرّم حرامه ويعمل بمحكمه ويردّ متشابهه إلىمحكمه، ويكل ما لا يعلمه إلى عالمه.
النوع الثاني: المسائل السلوكية (المتعلقة بالإيمانبالقرآن).
وهي المسائل التي يُعنى فيهابالانتفاع بمواعظ القرآن وحسن الاستجابة لله تعالى والاهتداء بما بين الله عز وجلفي القرآن من الهدى، وعقل أمثاله، والتبصّر بها والتذكر، والتفكر فيها والتدبر،وفعل ما أرشد الله إليه، واجتناب ما نهى الله عنه.
وهذه المسائل العظيمة السلوكية هي داخلة في اسم الإيمان بالقرآن فإنالإيمان: قول وعمل واعتقاد، ومسائل السلوك منها مسائل منها مسائل اعتقادية ومسائلقولية ومسائل عملية، لكن غلب على العلماء في كتب الاعتقاد بحث نوع من أنواع المسائلوالرد على المخالفين في تلك الأنواع واتجه بحثهم إلى البحث العقدي وما يجب اعتقادهفي القرآن والقول الصحيح في القرآن، وعلماء السلوك اعتنوا بالجانب العملي والجانبالمعرفي المتعلق بالحقائق والمتعلق بالعمل فاعتنوا بذلك، واعتنوا بطرق الانتفاعبمواعظ القرآن وكيف ينتفع الإنسان بما أنزل الله عز وجل في القرآن وكيف يتدبرالقرآن إلى غير ذلك، فهذه مسائل سلوكية.

س2: بيّن عقيدة أهلالسنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى
.واعتقاد أهل السنةوالجماعة في صفة الكلام لله تعالى انهم يثبتونه::
الادلة من الكتاب::

قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْمَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}، وقال تعالى: {وكلم الله موسىتكليما}، وقال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمهربه}، وقال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناسبرسالاتي وبكلامي}،وقال تعالى: {ومن أصدق من اللهقيلا}، وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عنتلكما الشجرة}، وقال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذاأجبتم المرسلين}،وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَالْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَاللَّهِ}.
ما مضى كان أدلة على تكلمالله تعالى بأدلة من القرآن.

وفي السنةأدلّة كثيرة على تكلم الله تعالى:
- منها:حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينهوبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ماقدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشقتمرة»متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم منأحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجابيحجبه».
- ومنها:قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
- ومنها: حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال:« إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرونسجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العليالكبير} »وهذا الحديث علقه البخاري في صحيحه، ووصله في كتاب خلقأفعال العباد، ورواه أيضاً أبو داوود وأبو سعيد الدارمي ومحمد بن نصر المروزيوغيرهم بإسناد صحيح.
- ومنها: حديث نيار بن مكرّم الأسلمي رضي الله عنه قال: (لمّا نزلت: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهمسيغلبون}إلى آخر الآيتين، قال: خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعليقرأ: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين}؛ فقال رؤساءمشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك؟
قال: (لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه). رواه ابن خزيمة في كتابالتوحيد.

والأدلة في إثبات صفة الكلام للهتعالى على ما يليق بجلاله وعظمته كثيرة، وقد دلت النصوص على أن الله تعالى يتكلّمبحرف وصوت يُسمعه من يشاء، وهو تعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلكمن كلامه تبارك وتعالى.
وكلام الله تعالى صفةمن صفاته؛ لم يزل الله متكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيفيشاء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزل الله متكلماً كيف شاء وبما شاء) انتهى كلامه رحمهالله.
وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين،وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي ؛كما قال الله تعالى: { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَالْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِمَدَدًا (109)}
وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌوَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)}
وصفة الكلام –لله تعالى- صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبارآحاد كلامه جلّ وعلا.
ما معنى صفة ذاتيةباعتبار نوعها؟ معنى ذلك أن الله تعالى لم يزل متكلما إذا شاء وهذا رد على بعض أهلالبدع، أي لم يزل متصفاً بها. وصفة فعلية، هذا في آحاد كلامه، يتكلم متى شاء وكيفيشاء، فإذا تكلم فهذه صفة فعلية، وأصل الكلام ونوعه صفة ذاتية.
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هوالجعد بندرهم، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ،يوم الأضحى.
قالحبيب بن أبي حبيب: شهدت خالد بن عبد الله القسري بواسط، في يوم أضحى، وقال: «ارجعوافضحوا تقبل الله منكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، زعم أن الله لم يتخذ إبراهيمخليلا، ولم يكلم موسى تكليما، تعالى الله علوا كبيرا عما يقول الجعد بن درهم، ثمنزل فذبحه» رواه البخاري في خلق أفعال العباد، وأبو سعيد الدارمي واللالكائيوغيرهم.
قال أبو القاسم اللالكائي: (لا خلاف بين الأمّة أنّ أوّل من قال: القرآنمخلوقٌ جعد بن درهم).
ثم أخذ هذه المقالة: الجهم بن صفوان، واشتهرتعنه، ولم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه، وإنما بقيت مقالاته حتى تلقّفها بعض أهلالكلام فطاروا بها وفتحوا بها على الأمّة أبواباً من الفتن العظيمة، ولم يكن الجهمُمن أهل العلم ، ولم تكن له عناية بالأحاديث والآثار، وإنما كان رجلاً قد أوتي ذكاءولساناً بارعاً وتفننا في الكلام، وجدلاً ومراءً،
ذكرالبخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" عن قتيبة بن سعيد أنه قال: «بلغني أن جهما كان يأخذ الكلام من الجعد بن درهم»

ثم ظهربعدهما بمدّةبشر بن غياث المريسي، وكان في أوّل أمرهمشتغلا بالفقه حتى عدّه بعضهم من كبار الفقهاء؛ أخذ عن القاضي أبي يوسف، وروى عنحماد بن سلمة وسفيان بن عيينة، وناظر الشافعيّ في مسائل، وكان مع أخذه عن هؤلاءالعلماء يسيء الأدب ويشغّب، وأقبل على علم الكلام، وافتتن به، وكان خطيباً مفوَّها،ومجادلاً مشاغباً.
قال الإمام أحمد: (ما كان صاحب حججٍ، بل صاحبخطبٍ).
وقالالذهبي: (نظر في الكلام فغلب عليه، وانسلخ من الورع والتّقوى، وجرّد القول بخلقالقرآن، ودعا إليه، حتّى كان عين الجهميّة في عصره وعالمهم، فمقته أهل العلم،وكفّره عدّةٌ، ولم يدرك جهمَ بن صفوان، بل تلقّف مقالاته منأتباعه).
وكان متخفياً في زمان هارون الرشيدلما بلغه وعيده بقتله؛ ثم أظهر مقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ.
قال الذهبي: (روى أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن محمد بن نوح، أن هارون الرشيد قال: بلغني أن بشربن غياث يقول: "القرآن مخلوق" لله علي إن أظفرني به لأقتلنه. قال الدورقي: وكان بشرمتواريا أيام الرشيد، فلما مات ظهر بشر ودعى إلىالضلالة).
وذكر البخاري عن يزيد بن هارون الواسطي أنه قال: «لقدحرضت أهل بغداد على قتله جهدي، ولقد أُخبرت من كلامه بشيء مرة وجدت وجعه في صلبيبعد ثلاث».
وقال علي ابن المديني: «إنما كانت غايته أن يدخلالناس في كفره»
وورى أيضا بإسناده عن أحمد بن خالدالخلال: أنه قال: سمعت يزيد بن هارون وذَكَر أبا بكر الأصم، والمريسي فقال: «هما والله زنديقان كافران بالرحمن، حلالالدم»
وقال عبد الرحمن بن مهدي: «لو أن جهميا بيني وبينهقرابة ما استحللت من ميراثه شيئا»ذكره البخاري في كتاب خلق أفعال العباد.
وقالأيضاً: «من زعم إن الله لم يكلم موسى فإنه يستتاب فإن تاب وإلاقتل».
فكان تحذير أئمة أهل السنة من بشر المريسي وأصحابه ظاهراً مستفيضاً؛ حتىحذرهم طلاب العلم.
لكنّهم تسللوا إلى الحكّام والولاة بما لهم من العناية بالكتابة والأدب،والتفنن في صياغة المكاتبات
.
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ. الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرونباللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخفشناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقربإلى قبول التصريح بخلق القرآن.
وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ؛ وكثرتالروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية؛ يقصد بهم منيقول بخلق القرآن، ويتستّر باللفظ.
قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: « كلُّ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق؛ فهو جهمي »
وقال أيضاً: سمعت أبي يقول: « منقال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر ».
وقال أيضاً: سألت أبي فقلت: إنّ قومًا يقولون: ألفاظنابالقرآن مخلوقةٌ؟
قال: «هم جهميّةٌ، وهم شرٌّ ممّنيقف» .
وقال: " هذا هو قول جهمٍ، وعظّم الأمر عنده في هذا،وقال: قال اللّه عزّ وجلّ: {وإن أحدٌ من المشركين استجاركفأجره حتّى يسمع كلام اللّه}، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «حتّى أبلّغ كلام ربّي»، وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس» فمن قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ "
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهمغيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قولالجهمية عند التحقيق.
قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتب إليّ من طرسوس أنّالشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوتهمخلوقةٌ.
قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍبعينه».
قال: قلت: رجلٌ قال في القرآن: كلام اللّه ليس بمخلوقٍ،ولكنّ لفظي هذا به مخلوقٌ؟
قال: «هذا كلام سوءٍ، من قال هذا فقدجاء بالأمر كلّه»
وهذه جزء منالرواية ذكرها ابن بطّة في الإبانة.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهروإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكانمولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّلعلماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباًكثيرة.
قال أبوزرعة الرازي: ( لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننت أنه يكمد أهل البدع بماعنده من البيان والآلة، ولكنه تعدَّى).
وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ،لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
قال الذهبي: (هذه التفرقة والتفصيل ما قالها أحد قبلهفيما علمت).
واشتهر عنه أنه قال: (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عندالمعتزلة تعني الخلق؛ لأنّ المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن؛ ويقولون بأن كلّ ما كانبعد أن لم يكن فهو مخلوق.ولذلك نفوا صفة الكلام عن الله جل وعلا، وضلوا في ذلكوكذبوا على الله؛ فإنّ الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء ، ويفعل ما يشاء متى يشاء.
وهذهالكلمة "محدث" واردة في القرآن في قوله تعالى: {ما يأتيهم منذكر من ربّهم محدَث إلا كانوا عنه معرضين}
لكنّها ليست على المعنى الذي أرادهالمعتزلة من أنّه مخلوق، ولكنّ الله يحدث من أمره ما يشاء؛ فيكون حديثا أي جديداًعند إنزاله أو وقوعه.
أنّداوود بن علي قال: (القرآن محدث) فأمر الإمام أحمد بهجره ومجانبته.
الموقفالرابع:موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبيثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعواالفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّواعلى من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلقالقرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيلالجهمية وتلبيسهم.
وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.
قال إسحاقبن حنبلٍ: (من قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ، ومن زعم أنّ لفظه بالقرآن غيرمخلوقٍ، فقد ابتدع، فقد نهى أبو عبد اللّه عن هذا، وغضب منه، وقال: (ما سمعت عالمًاقال هذا! أدركت العلماء مثل: هشيمٍ، وأبي بكر بن عيّاشٍ، وسفيان بن عيينة، فماسمعتهم قالوا هذا).
قال إسحاق: (وأبو عبد اللّه أعلم النّاس بالسّنّة فيزمانه، لقد ذبّ عن دين اللّه، وأوذي في اللّه، وصبر على السّرّاءوالضّرّاء).
وهذا الكلام نصّ عليه غير واحد من أصحاب الإمام أحمدمثل: يعقوب الدورقي.
وقال أبو إسحاق الهاشميّ: سألت أبا عبد اللّه أحمد بنحنبلٍ، فقلت: إذا قالوا لنا: القرآن بألفاظنا مخلوقٌ، نقول لهم: ليس هو بمخلوقٍبألفاظنا أو نسكت؟
فقال: " اسمع ما أقول لك: القرآن في جميع الوجوه ليسبمخلوقٍ ".
ثمّ قال أبو عبد اللّه: «جبريل حينقاله للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان منه مخلوقًا؟ والنّبيّ حين قاله كان منهمخلوقًا؟ هذا من أخبث قولٍ وأشرّه»ثمّ قال أبو عبد اللّه: «بلغني عن جهمٍ أنّه قال بهذا في بدء أمره».
ذكرذلك ابن بطّة في الإبانة الكبرى
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدونأنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذهالعبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلكإلى الإمام أحمد كما تقدّم عن أبي طالب وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليهوأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعضأتباعهم.
وممن نُسب إليه التصريح بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمدبن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابنمنده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاءالهمذاني.
وقد ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابنتيمية.
وهؤلاء :
1. يقولون إنالقرآن غير مخلوق.
2. وإن أفعال العباد مخلوقة.
لكنّهم أخطؤوافي إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق.
وظنوا أنّهم بقولهم: (ألفاظنا بالقرآن غيرمخلوقة) يقطعون الطريق على الجهمية الذين يريدون التحيّل باللفظ للقول بخلق القرآن.
قال ابنتيمية: (وكان أهل الحديث قد افترقوا في ذلك، فصار طائفة منهم يقولون: لفظنا بالقرآنغير مخلوق ومرادهم أن القرآن المسموع غير مخلوق، وليس مراده صوت العبد، كما يذكرذلك عن أبي حاتم الرازي، ومحمد بن داود المصيصي، وطوائف غيرهؤلاء.
وفيأتباع هؤلاء من قد يدخل صوت العبد أو فعله في ذلك أو يقف فيه، ففهم ذلك بعض الأئمة،فصار يقول: أفعال العباد وأصواتهم مخلوقة، رداً لهؤلاء، كما فعل البخاري ومحمد بننصر المروزي وغيرهما من أهل العلم والسنة
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وماموقف أئمة أهل السنة منه؟
محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري (ت: 243هـ) - وكان معاصراً للإمام أحمد بن[font="&amp] [/font]حنبل- أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه[font="&amp] [/font]ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده[font="&amp] [/font]وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، واجتهد في ذلك[font="&amp] [/font]اجتهاداً بالغاً، واشتهرت ردوده على المعتزلة، وإفحامه لبعض كبرائهم، وانقطاعهم عند[font="&amp] [/font]مناظرته، فظنّ بذلك أنّه نصر السنة، وأعجبت ردودُه ومناظراته بعض من كان مغتاظاً من[font="&amp] [/font]المعتزلة، فذاع صيته واشتهر ذكره، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة، حتى تبعه[font="&amp] [/font]على طريقته بعض الناس وفتن بها[font="&amp]. [/font]
وكان بسبب[font="&amp] [/font]تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض[font="&amp] [/font]أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن[font="&amp] [/font]تعرف في الأمّة[font="&amp].[/font]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية[font="&amp]: ([/font]وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في[font="&amp] [/font]دين الإسلام بل وافقهم عليه[font="&amp]).[/font]
فإنّه وافقهم[font="&amp] [/font]على أصلهم الذي أصّلوه، وهو مبدأ امتناع حلول الحوادث به جلّ وعلا؛ وتفسيرهم لهم[font="&amp] [/font]يقتضي نفي كلام الله تعالى، بل جميع الصفات الفعلية المتعلّقة بالمشيئة[font="&amp]. [/font]
فلذلك خرج ابن كلاب بقول محدث في القرآن،[font="&amp] [/font]وهو أنّه القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا[font="&amp] [/font]صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلى آخر ما قال[font="&amp]. [/font]

وقد أنكر أئمّة أهل السنة[font="&amp] [/font]على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته[font="&amp]. [/font]
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد[font="&amp] [/font]الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره[font="&amp]).[/font]

  #21  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 10:29 AM
ابراهيم حكمي ابراهيم حكمي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 50
افتراضي

س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
ج1/ مسائل الايمان بالقرآن على نوعين كبيرين : أ ) مسائل اعتقادية : وهي تعنى بما يجب اعتقاده في القران بأنه كلام الله منزل غير مخلوق وأنه ناسخ لما قبله من الكتب وأن يؤمن بما أخبر به الله وأخبر به رسوله عن القران وغيرها من المسائل وقد بحث علماء السنة في كتب الاعتقاد في ابواب الايمان بالقران هذه المسائل ويمكن تقسيمها الى قسمين 1- أحكام : وهي الأحكام العقدية من وجوب الايمان بالحكم من عدم وجوبه وبدعيته 2- آداب : وهي آداب بحث هذه المسائل والالتزام بما ورد في الكتاب والسنة وقول السلف الصالح والكف عن المراء والتكلف وضرب القران بعضه ببعض .
· وطالب العلم عامة وعلم التفسير خاصة يحتاج في مسائل الاعتقاد بالقران ثلاثة أمور : 1- معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد بعرضها على الكتاب والسنة وقول السلف الصالح 2- تقرير الاستدلال لهذه المسائل بمعرفتها المعرفة الجيدة وتمكنه منها ليتمكن من عرضها بقوة حجة وبرهان على المخالف 3- معرفة شبهات المخالفين وأصولها وحجج أهل السنة وطرقهم في الرد عليها
ب ) المسائل السلوكية المتعلقة بالقران : وهي التي تعنى بالانتفاع بمواعظ القران والعمل به وأكثر من اهتم به هم علماء السلوك
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى
ج2/ عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام هي : أن الله يتكلم بحرف وصوت يسمعه من يشاء وهو المتكلم بالتوراة والإنجيل والقرآن غير ذلك من كلامه تبارك وتعالى وكلامه صفة من صفاته لم يزل متكلما بمشيئته وقدرته متى شاء كيف شاء إذا شاء قال شيخ الاسلام ابن تيمية : ( قال ائمة السنة : لم يزل الله متكلما كيف شاء و بما شاء ) أ.ه وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين وكلاماته لا يحيط بها أحد من خلقه ولا تنفد ولا تنقضي كما قال تعالى (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ) الكهف "109" وقال تعالى (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) لقمان "27" وكلامه صفه ذاتيه باعتبار نوعه فهو متصفا به لا يزال متكلما إذا شاء وصفة فعلية باعتبار آحاده فهو يتكلم متى شاء كيف شاء فأصل الكلام ونوعه صفة ذاتية فإذا تكلم به فهو صفة فعلية .
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون
ج3/ نشأة القول بخلق القرآن:
أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم قال أبو القاسم اللالكائي: (لا خلاف بين الأمّة أنّ أوّل من قال: القرآن مخلوقٌ جعد بن درهم) ثم أخذ هذه المقالة: الجهم بن صفوان، واشتهرت عنه، ولم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه، وإنما بقيت مقالاته حتى تلقّفها بعض أهل الكلام فطاروا بها وفتحوا بها على الأمّة أبواباً من الفتن العظيمة، ولم يكن الجهمُ من أهل العلم ، ، وإنما كان رجلاً قد أوتي ذكاء ولساناً بارعاً وتفننا في الكلام، وجدلاً ومراءًثم ظهر بعدهما بمدّة بشر بن غياث المريسي، وكان في أوّل أمره مشتغلا بالفقه حتى عدّه بعضهم من كبار الفقهاء؛ أخذ عن القاضي أبي يوسف، وروى عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة، وناظر الشافعيّ في مسائل، وكان مع أخذه عن هؤلاء العلماء يسيء الأدب ويشغّب، وأقبل على علم الكلام، وافتتن به، وكان خطيباً مفوَّها، ومجادلاً مشاغباًقال الإمام أحمد: ( ما كان صاحب حججٍ، بل صاحب خطبٍ ) ثم لمّا آلت الخلافة إلى المأمون سنة 198هـ ، وكان رجلاً له نصيب من العلم والأدب، لكن فتنه إقباله على علم الكلام ولطائف ما يأتي به المعتزلة من زخرف القول ودقائق المسائل، وعنايتهم بالأدب والمنطق وعلم الكلام؛ فكان يقرّبهم ويجالسهم وزادوه ولعاً بالفلسفة وعلم الكلام حتى أمر باستخراج كتب الفلاسفة اليونانيين من جزيرة قبرص وتعريبها؛ فزاد البلاء بتلك الكتب وما فيها من الشبه التي غرّت المتكلّمين وفتنتهم.وكان من رؤوس المعتزلة في عهد المأمون: بشر بن غياث المريسي(ت:218هـ)، وثمامة بن أشرس النميري (ت:213هـ) ، وأبو الهذيل محمد بن الهذيل العلاف (ت:235هـ) ؛ وأحمد بن أبي دؤاد الإيادي (ت:240هـ)، فزيّنوا له القول بخلق القرآن، وأنّه لا يتمّ الدين إلا به، وشبّهوا عليه بشبههم؛ وكان في نفسه يرى القول بخلق القرآن لكنّه لا يتجاسر على إظهاره. خشية يزيد بن هارون فلما مات يزيد تجاسر على ذلك سنة 212هـ، لكنّه لم يكن يمتحن الناس بهذا القول، وإنما يدعو إليه، ويقرّب من يقول به، ويقصي من يأباه؛ حتى كثر المعتزلة في زمانه وكان منهم القضاة والكتّاب وجلساء الخليفة والأمراء.
بداية المحنة
وفي سنة 218هـ عزم المأمون على امتحان العلماء في القول بخلق القرآن؛ فكتب إلى الولاة بامتحانهم، ومن أبى هُدّد بالعزل أو الحبس أو القتل وكان أوّلَ من امتحن من العلماء عفّان بن مسلم الصفّار شيخ الإمام أحمد، وكان شيخاً كبيراً في الرابعة والثمانين من عمره لمّا امتحن، قال له إسحاق: ما تقول؟
فقرأ عليه (قل هو الله أحد( حتى ختمها
فقال له: أمخلوق هذا؟
فقال: يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول: إنك إن لم تجبه يقطع عنك ما يجري عليك.
قال عفان: فقلت له: يقول الله تعالى) وفي السماء رزقكم وما توعدون( فسكتَ وانصرفتُ.
ثمّ ورد كتاب المأمون بامتحان جماعة من أهل الحديث منهم: يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعودفامتحنوا فهابوه وخافوا معارضته؛ فأجابوا وأطلقوا قال الإمام أحمد: (لو كانوا صبروا وقاموا لله عزّ وجلّ لكان الأمر قد انقطع، وحذرهم الرجل - يعني المأمون - ولكن لمّا أجابوا وهم عينُ البلد اجترأ على غيرهم )وفي دمشق ورد كتاب المأمون على إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق، أن أحضر المحدثين بدمشق فامتحنهم؛ فأحضر هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري، وكان والي دمشق يجلّ هؤلاء العلماء ولا يقوى على مخالفة أمر الخليفة؛ فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد، فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد وامتحن في تلك المدة أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني قاضي دمشق وهو من شيوخ الإمام أحمد؛ وكان موصوفا بالعلم والفقه؛ وكان عظيم القدر عند أهل الشام فقال للمأمون بعدما سأله عن قوله في القرآن : يا أمير المؤمنين، نحن مع الجمهور الأعظم، أقول بقولهم، والقرآن كلام الله غير مخلوق حتى أرهبه المأمون فأجاب مترخّصاً بعذر الإكراه فأمر المأمون بحبسه حتى الموت فلم يلبث في الحبس إلا يسيرا حتى مات ثم ورد الكتاب من الخليفة إلى أمير بغداد يأمره بامتحان الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث.
محنة الإمام أحمد بن حنبل
ثم ورد الكتاب من الخليفة إلى أمير بغداد يأمره بامتحان الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث ثمّ امتحن القوم فأجابوا جميعاً مصانعة وترخّصاً بالإكراه غير هؤلاء الأربعة فلمّا كان بعد ذلك دعا بالقواريري وسجّادة فأجابا وخلّى عنهما فكان الإمام أحمد يعذرهما ويقول: (قد أعذرا وحبسا وقيّدا، وقال الله عزّ وجل ( الا من أكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان) القيد كره، والحبس كره وبقي أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح في الحبس وامتحنا إلى أن مات المأمون ثم تولى أخوه المعتصم، وكان رجلاً لا بصر له بالعلم، ، لكنّه قلّد أخاه المأمون في هذه المسألة، وقرّب المعتزلة على طريقة أخيه فقلد أحمد بن أبي دؤاد الإيادي منصبَ قاضي القضاة؛ فكان من أشد المعتزلة أذية لأهل السنة في القول بالخلق القرآن والامتحان به ثم إن ابن أبي دؤاد أمرَ بنقل الإمام أحمد ومحمّد بن نوح مقيّدين إلى بغداد؛ ليحبسا فيها فاشتدّ المرض بحمد بن نوح حتى مات وهو مقيّد في موضع يقال له "عانات" على طريق بغداد؛ فصلى عليه الإمام أحمد وفي تلك المدّة كانت المحنة جارية على أهل العلم؛ فامتحن جماعة من العلماء؛ فمنهم من أجاب ترخّصاً بعذر الإكراه، ومنهم من حُبس، ومنهم من عُزل، ومنهم ضُرب، ومنهم أوذي؛ وكانت أعناق العامّة ممتدّة إلى أحمد بن حنبل لأنه كان رأس أهل الحديث في زمانه ثم دارت المناظرة الكبرى بين الامام احمد وجمع من القضاة وعلماء المعتزلة يترأسهم ابن أبي دؤاد وكانت بطلب اسحاق بن حنبل عم الامام احمد وكانت في مجلس المعتصم امتحن فيها الامام احمد امتحانا شديدا فكان يجلد جلدا شديدا عله أن يعدل عن رأيه وكان المعتصم يلين عندما يراه ويهابه ويحرضه ابن أبي دؤاد ويزين له بأن الإمام ضال مضل ذو فتنة وبقيت هذه المناظرة ايام حتى لان المعتصم واشفق على الإمام وخاف على نفسه الموقف بين يدي الله بعد ان ذكره الإمام أحمد بذلك فأمر بسرحه وإكرامه فحمل رحمه الله إلى فجعل يمرض في داره حتى شفي وكان كهلاً في الخامسة والخمسين من عمره لمّا ضُرِبَ رحمه الله ورفع درجته قال عليّ بن المديني : (إنّ الله عزّ وجلّ أعزّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث: أبو بكر الصديق يوم الردّة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة) رواه الخطيب البغدادي وعبد الغني المقدسي ولم تنته المحنة بهذا عن المسلمين، لكنّهم كفّوا عن امتحان الإمام أحمد، فلم يعرض له المعتصم بقيّة حياته حتى مات سنة 226هـوكان العلماءُ في مدّة سجن الإمام أحمد وبعدها يُمتحنون ويُؤذونثمّ ولي بعد المعتصم ابنه الواثق؛ فنشط في المحنة بتدبير من قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد؛ وأظهر القضاةُ القول بخلق القرآن؛ فكان الإمام أحمد يشهد الجمعة، ويعيد الصلاة إذا رجع، ويقول: تؤتى الجمعة لفضلها، والصلاة تعاد خلف من قال بهذه المقالة واستمر امتحان العلماء الى أن توفي الواثق سنة 232هـ ، وبويع بعده أخوه جعفر المتوكّل، وكان شابّا في السادسة والعشرين من عمره لمّا تولّى الخلافة، وكان كارهاً لأمر المحنة فرفع المحنة سنة 233هـ رفعاً تامّا ومُنع القضاة من امتحان الناس، وأظهر السنة، وأكرم المحدّثين، وأشهرت مجالس الحديث، وروى المحدّثون أحاديث الصفات، وانكشفت الغمّة عن أهل السنة بفضل الله ورحمته وفي عام 233 ه أُصيب أحمد بن أبي دؤاد بالفالج، وقيل: إنه قد دعا على نفسه بذلك إن كان القرآن غير مخلوق؛ فحبس في جسده؛ لا يستطيع الحركة سبع سنين؛ ولم يزل أمره في سفال، وغضب عليه المتوكّل وصادر منه أموالاً طائلة، وتوالت عليه النكبات حتى هلك في أوّل عام 240هـ بعد موت ابنه محمّد بعشرين يوماً.
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ
ج/4 ختلاف المواقف في مسألة اللفظ:
مسألة اللفظ من المسائل التي كان لها ذيوع وانتشار كبير في عصر الإمام أحمد وبعده بقرون، وقد اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً كلٌّ يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ويبني موقفه على ما فهم وتأوّل:
الموقف الأول:موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ؛ وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية؛ يقصد بهم من يقول بخلق القرآن، ويتستّر باللفظ قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: ) كلُّ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق؛ فهو جهمي( وقال أيضاً: سمعت أبي يقول (من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر ) وقال أيضاً: ( سألت أبي فقلت: إنّ قومًا يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ؟
قال: «هم جهميّةٌ، وهم شرٌّ ممّن يقف )وقال: " هذا هو قول جهمٍ، وعظّم الأمر عنده في هذا، وقال: قال اللّه عزّ وجلّ (وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه ) وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : حتّى أبلّغ كلام ربّي وقال صلّى اللّه عليه وسلّم : إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس (فمن قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ ") وقال أيضا: قلت لأبي: إنّ الكرابيسيّ يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ فقال : هذا كلام سوءٍ رديءٌ، وهو كلام الجهميّة، كذب الكرابيسيّ، هتكه اللّه، الخبيث.
الموقف الثاني:موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ.
قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه .
الموقف الثالث:موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكان مولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة قال أبو زرعة الرازي: ( لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننت أنه يكمد أهل البدع بما عنده من البيان والآلة، ولكنه تعدَّى ) وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: ( أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق ) قال الذهبي: ( هذه التفرقة والتفصيل ما قالها أحد قبله فيما علمت ( واشتهر عنه أنه ( قال: القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق؛ لأنّ المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن؛ ويقولون بأن كلّ ما كان بعد أن لم يكن فهو مخلوق.ولذلك نفوا صفة الكلام عن الله جل وعلا، وضلوا في ذلك وكذبوا على الله؛ فإنّ الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء ، ويفعل ما يشاء متى يشاءولمّا حدثت فتنة اللفظ كان ممن تكلّم بها داوود الظاهري؛ وقال: ( لفظي بالقرآن مخلوق( قال: محمد بن الحسين بن صبيح: سمعت داوود الأصبهاني يقول: القرآن مُحدَث، ولفظي بالقرآن مخلوق). رواه الخلال.
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة قال إسحاق بن حنبلٍ من قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ، ومن زعم أنّ لفظه بالقرآن غير مخلوقٍ، فقد ابتدع، فقد نهى أبو عبد اللّه عن هذا، وغضب منه، وقال: (ما سمعت عالمًا قال هذا! أدركت العلماء مثل: هشيمٍ، وأبي بكر بن عيّاشٍ، وسفيان بن عيينة، فما سمعتهم قالوا هذا ) قال إسحاق: (وأبو عبد اللّه أعلم النّاس بالسّنّة في زمانه، لقد ذبّ عن دين اللّه، وأوذي في اللّه، وصبر على السّرّاء والضّرّاء )وهذا الكلام نصّ عليه غير واحد من أصحاب الإمام أحمد مثل: يعقوب الدورقي.
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما تقدّم عن أبي طالب وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه وأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم وممن نُسب إليه التصريح بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني وقد ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية وهؤلاء :
1.
يقولون إن القرآن غير مخلوق.
2.
وإن أفعال العباد مخلوقة.
لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وظنوا أنّهم بقولهم: (ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة) يقطعون الطريق على الجهمية الذين يريدون التحيّل باللفظ للقول بخلق القرآن قال ابن تيمية: (وكان أهل الحديث قد افترقوا في ذلك، فصار طائفة منهم يقولون: لفظنا بالقرآن غير مخلوق ومرادهم أن القرآن المسموع غير مخلوق، وليس مراده صوت العبد، كما يذكر ذلك عن أبي حاتم الرازي، ومحمد بن داود المصيصي، وطوائف غير هؤلاء )( قال ابن قتيبة: إن أهل السنة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ )

اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ:
مسألة اللفظ من المسائل الغامضة لتوقفها على مراد القائل، ودخول التأول فيها.
قال ابن تيمية: (الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة، لما فيه من لبس الحق بالباطل، مع ما توقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة، بخلاف الألفاظ المأثورة والألفاظ التي بينت معانيها، فإن ما كان مأثوراً حصلت له الألفة، وما كان معروفا حصلت به المعرفة، كما يروى عن مالك رحمه الله أنه قال: "إذا قل العلم ظهر الجفاء، وإذا قلت الآثار كثرت الأهواء".( وقال ابن تيمية :الذين قالوا التلاوة هي المتلو من أهل العلم والسنة قصدوا أن التلاوة هي القول والكلام المقترن بالحركة، وهي الكلام المتلو وآخرون قالوا: بل التلاوة غير المتلو، والقراءة غير المقروء، والذين قالوا ذلك من أهل السنة والحديث أرادوا بذلك أن أفعال العباد ليس هي كلام الله، ولا أصوات العباد هي صوت الله، وهذا الذي قصده البخاري، وهو مقصود صحيح.وسبب ذلك أن لفظ: التلاوة، والقراءة، واللفظ مجمل مشترك: يراد به المصدر، ويراد به المفعول فمن قال: اللفظ ليس هو الملفوظ، والقول ليس هو المقول وأراد باللفظ والقول المصدر، كان معني كلامه أن الحركة ليست هي الكلام المسموع، وهذا صحيح ومن قال اللفظ هو الملفوظ، والقول هو نفسه المقول وأراد باللفظ والقول مسمى المصدر، صار حقيقة مراده أن اللفظ والقول المراد به الكلام المقول الملفوظ هو الكلام المقول الملفوظ، وهذا صحيح فمن قال: اللفظ بالقرآن، أو القراءة، أو التلاوة، مخلوقة أو لفظي بالقرآن، أو تلاوتي دخل في كلامه نفس الكلام المقروء المتلو، وذلك هو كلام الله تعالىوإن أراد بذلك مجرد فعله وصوته كان المعني صحيحاً، لكن إطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره)ا.هـ.
الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلىوهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن قال ابن تيمية : ( والمنتصرون للسنة من أهل الكلام والفقه: كالأشعري والقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك )
الموقف السابع:موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّوقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق وهذه الأقوال حكاها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن بعض الطوائف، وحكى أقوالاً أخرى نحوها في البطلان؛ ثم قال ( وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئا منها، وكلها باطلة شرعا وعقلا، ولكن ألجأ أصحابها إليها اشتراك في الألفاظ واشتباه في المعاني، فإنه إذا قيل: سمعت زيدا وقيل: هذا كلام زيد، فإن هذا يقال على كلامه الذي - تكلم هو به بلفظه ومعناه، سواء كان مسموعا منه أو من المبلغ عنه مع العلم بالفرق بين الحالين، وأنه إذا سمع منه سمع بصوته، وإذا سمع من غيره سمع من ذلك المبلغ لا بصوت المتكلم، وإن كان اللفظ لفظ المتكلم ) وعلى كلّ فبعض الأقوال اندثرت، وسوء الفهم ليس له حدود، ومقصودنا التنبيه على الأقوال التي اشتهرت وكان لأصحابها أتباع، أو جرت بسببها محن، وأما الأقوال الواهية المندثرة فيصعب حصرها.
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ج5/ ابن كلاب أراد أن يرد على المعتزلة وينتصر لأهل السنة فقال " الحروف التي يتلوها القارئ من القرآن هي حكاية عن كلام الله وليست كلام الله لأن الكلام لابد أن يقوم بالمتكلم والله يمتنع أن تقوم به حروف وأصوات " فسلك طريقا كلاميا في الرد فيه حق وتعارض قال عنه شيخ السلام ابن تيمية رحمه الله ( لايجوز إطلاق القول بأنه حكاية عن كلام الله أو عبارة عنه بل إذا قرأه القارئ أو كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك أن يكون كلام الله حقيقة فإن الكلام فإنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئا لا إلى من قاله مبلغا مؤديا وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف )

  #22  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 10:39 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

المجموعة الأولى:
مجلس مذاكرة دورة مسائل الإيمان.
س1: بيّن أنواع مسائلالإيمان بالقرآن؟
ج1:مسائل الإيمان بالقرآن نوعين:
الأول/مسائل اعتقاديةوهي المسائل التي تعنى بما يجب إعتقاده في القرآن، وقد أفاض البحث في ذلك علماء أهل السنة في الكتب المؤلفة في الاعتقاد.
الثاني/مسائل سلوكيةوهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع بمواعظ القرآن وحسن الاستجابة لله تعالى، وعلماء السلوك اعتنوا بالجانب العملي كما اعتنوا بالجانب المعرفي المتعلق بالحقائق والمتعلق بالعمل.
س2: بيّن عقيدة أهلالسنة والجماعة في صفة الكلام لله تعالى.
ج2: عقيدة أهل السنة والجماعة هي:- أن صفة الكلام –لله تعالى- صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعليةباعتبار آحاد كلامه جلّ وعلا.
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة، إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلالهوعظمته ، وأن الله تعالى يتكلّم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء،وهو تعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك وتعالى.
وكلام الله تعالى صفة من صفاته؛ لم يزل اللهمتكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء.
وكلامه تعالى لايشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي.
والأدلة في ذلك كثيرة،ما جاء في القرآن قوله تعالى (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضّلْنَا بَعْضَهُم عَلَى بَعْضٍ مِنْهُم مَنْ كَلَّم اللّهُ ..)
وقال تعالى (وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمَا)
وفي الحديث المتفق عليه عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم} ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة.{
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لميزل الله متكلماً كيف شاء وبما شاء(.
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
ج3: أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هوالجعد بندرهم، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ،يوم الأضحى.
وفي الحديث الذي رواه البخاري في خلق أفعال العباد، عن حبيب بن أبي حبيبقال:}شهدت خالد بن عبد الله القسري بواسط، في يوم أضحى، وقال: ارجعوا فضحوا تقبل اللهمنكم، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم، زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسىتكليما، تعالى الله علوا كبيرا عما يقول الجعد بن درهم، ثم نزل فذبحه.{
ثم أخذ هذه المقالة: الجهم بن صفوان،وهو رجل كوفي الأصل ،لم يكن له علمٌ، ولا مجالسة لأهل العلم،وإنما كان رجلاً قد أوتي ذكاء ولساناً بارعاً وتفننا في الكلام، وجدلاً ومراءً،وكان كاتباً لبعض الأمراء في عصره؛ فانتشرت مقالاته، وكان من أعظم ما أدخله علىالأمّة :-
· إنكار الأسماء والصفات،
· إنكار علوّ الله،
· القول بخلق القرآن،
· الجبر،والإرجاء الغاليان،
وقد كفّره العلماء في عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازنيسنة 128هـ.
ثم ظهر بعدهما بمدّةبشر بن غياث المريسي،وكان في أوّل أمره مشتغلا بالفقه حتى عدّه بعضهم من كبار الفقهاء؛
قال عنه الإمام أحمد: }ما كان صاحبحججٍ، بل صاحب خطبٍ.{
قال الذهبي: }نظر في الكلام فغلب عليه، وانسلخ من الورع والتّقوى، وجرّد القول بخلق القرآن،ودعا إليه، حتّى كان عين الجهميّة في عصره وعالمهم، فمقته أهل العلم، وكفّره عدّةٌ،ولم يدرك جهمَ بن صفوان، بل تلقّف مقالاته من أتباعه.{
وكان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله؛ ثم أظهر مقالتهودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ.
فكان تحذير أئمة أهل السنة من بشرالمريسي وأصحابه ظاهراً مستفيضاً.
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
ج4: اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً كلٌّ يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ويبني موقفهعلى ما فهم وتأوّل وجاء هذا الاختلاف في عدد من المواقفهي كالتالي :-

الموقف الأول :-موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرونباللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاعمسألة اللفظ؛ وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهمبالجهمية.
قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول}:كلُّ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريدبه مخلوق؛ فهو جهمى.
وقال أيضاً: سمعت أبي يقول: }منقال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر.{
الموقف الثاني:-موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهمغيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قولالجهمية عند التحقيق.
قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتبإليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوتهمخلوقةٌ.
قال:}قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍبعينه.{
قال: قلت: رجلٌ قال في القرآن: كلام اللّه ليس بمخلوقٍ،ولكنّ لفظي هذا به مخلوقٌ؟
قال: }هذا كلام سوءٍ، من قال هذا فقدجاء بالأمر كلّه.{
قلت: (الحجّة فيه حديث أبي بكرٍ: لمّا قرأ (الم غلبت الرّوم(فقالوا: هذا جاء به صاحبك؟ قال: لا،ولكنّه كلام اللّه)؟
قال:}نعم، هذا وغيره، إنّما هو كلاماللّه، إن لم يرجع عن هذا فاجتنبه، ولا تكلّمه، هذا مثل ما قال الشّرّاك.{
قلت: كذابلغني.
قال:}أخزاه اللّه، تدري من كانخاله؟.{
قلت: لا.
قال:}كان خاله عبدَك الصّوفيّ، وكانصاحب كلامٍ ورأي سوءٍ، وكلّ من كان صاحب كلامٍ، فليس ينزع إلى خيرٍ،واستعظم ذلك واسترجع، وقال: إلى ما صار أمر النّاس؟.
وهذهالرواية ذكرها ابن بطّة في الإبانة.
الموقف الثالث:-موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهروإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكانمولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّلعلماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباًكثيرة.
واشتهر عنه أنه قال: (القرآنمُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق؛ لأنّ المحدث هو ما كان بعد أن لميكن؛ ويقولون بأن كلّ ما كان بعد أن لم يكن فهو مخلوق.ولذلك نفوا صفة الكلام عنالله جل وعلا، وضلوا في ذلك وكذبوا على الله؛ فإنّ الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء، ويفعل ما يشاء متى يشاء.
قال: محمد بن الحسين بن صبيح: }سمعت داوود الأصبهاني يقول: القرآن مُحدَث، ولفظي بالقرآن مخلوق.{ رواهالخلال.
الموقفالرابع:- موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبيثور وجماعة.{
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظمطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظيبالقرآن غير مخلوق.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: } كان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال: مخلوق أو غيرمخلوق.{
الموقف الخامس:-موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدونأنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وكل هؤلاء من أهل العلم والسنةوالحديث، وهم من أصحاب أحمد بن حنبل، ولهذا قال ابن قتيبة: }إن أهل السنة لم يختلفوافي شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ. {
الموقفالسادس:-موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بنالطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنىآخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرحوالرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
قال ابن تيمية: }والمنتصرون للسنة من أهلالكلام والفقه: كالأشعري والقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم يوافقونأحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظالطرح والرمي.{
ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقربذلك.
الموقف السابع:-موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهملقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأهالقارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك علىأقوال:
فقالبعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّفيه.
وقالآخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غيرمخلوق.
وقالآخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
قال ابن تيمية: }وقد علم بالاضطرار مندين الإسلام أن القرآن الذي يقرؤه المسلمون كلام الله - تعالى - وإن كان مسموعا عنالمبلغ عنه، فإن الكلام قد يسمع من المتكلم به، كما سمعه موسى بلا واسطة وهذا سماعمطلق - كما يرى الشيء رؤية مطلقة - وقد يسمعه من المبلغ عنه فيكون قد سمعه سماعامقيدا - كما يرى الشيء [في] الماء والمرآة رؤية مقيدة لا مطلقة - ولما قال تعالى-:(وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلامالله)كان معلوما عند جميع من خوطب بالقرآن أنه يسمع سماعا مقيدا من المبلغ،ليس المراد به أنه يسمع من الله (كما سمعه موسى بن عمران، فهذا المعنى هو الذي عليهالسلف والأئمة.{
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وماموقف أئمة أهل السنة منه؟
ج5: سبب ظهور بدعة ابن كلاب أن أقوام أرادوا الردّ على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرقالكلامية؛ فخاضوا فيما نهاهم عنه أهل العلم؛ ووقعوا في بدع أخرى، وخرجوا بأقوالمحدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.
فكان منهم أبا محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري ت: 243هـ
أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلكإلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة.
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة،وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: }كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بنسعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره.{

  #23  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 10:55 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

المجموعة الأولى:
مجلس مذاكرة دورة مسائل الإيمان بالقرآن.
س1: بيّن أنواع مسائلالإيمان بالقرآن؟
ج1:مسائل الإيمان بالقرآن نوعين:
الأول/مسائل اعتقاديةوهي المسائل التي تعنى بما يجب إعتقاده في القرآن، وقد أفاض البحث في ذلك علماء أهل السنة في الكتب المؤلفة في الاعتقاد.
الثاني/مسائل سلوكيةوهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع بمواعظ القرآن وحسن الاستجابة لله تعالى، وعلماء السلوك اعتنوا بالجانب العملي كما اعتنوا بالجانب المعرفي المتعلق بالحقائق والمتعلق بالعمل.
س2: بيّن عقيدة أهلالسنة والجماعة في صفة الكلام لله تعالى.
ج2: عقيدة أهل السنة والجماعة هي:- أن صفة الكلام –لله تعالى- صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعليةباعتبار آحاد كلامه جلّ وعلا.
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة، إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلالهوعظمته ، وأن الله تعالى يتكلّم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء،وهو تعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك وتعالى.
وكلام الله تعالى صفة من صفاته؛ لم يزل اللهمتكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء.
وكلامه تعالى لايشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي.
والأدلة في ذلك كثيرة،ما جاء في القرآن قوله تعالى (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضّلْنَا بَعْضَهُم عَلَى بَعْضٍ مِنْهُم مَنْ كَلَّم اللّهُ ..)
وقال تعالى (وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمَا)
وفي الحديث المتفق عليه عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم} ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة.{
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لميزل الله متكلماً كيف شاء وبما شاء(.
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
ج3: أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هوالجعد بندرهم، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ،يوم الأضحى.
وفي الحديث الذي رواه البخاري في خلق أفعال العباد، عن حبيب بن أبي حبيبقال: }شهدت خالد بن عبد الله القسري بواسط، في يوم أضحى، وقال: ارجعوا فضحوا تقبل اللهمنكم، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم، زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسىتكليما، تعالى الله علوا كبيرا عما يقول الجعد بن درهم، ثم نزل فذبحه. {
ثم أخذ هذه المقالة: الجهم بن صفوان،وهو رجل كوفي الأصل ،لم يكن له علمٌ، ولا مجالسة لأهل العلم،وإنما كان رجلاً قد أوتي ذكاء ولساناً بارعاً وتفننا في الكلام، وجدلاً ومراءً،وكان كاتباً لبعض الأمراء في عصره؛ فانتشرت مقالاته، وكان من أعظم ما أدخله علىالأمّة :-
· إنكار الأسماء والصفات،
· إنكار علوّ الله،
· القول بخلق القرآن،
· الجبر،والإرجاء الغاليان،
وقد كفّره العلماء في عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازنيسنة 128هـ.
ثم ظهر بعدهما بمدّةبشر بن غياث المريسي،وكان في أوّل أمره مشتغلا بالفقه حتى عدّه بعضهم من كبار الفقهاء؛
قال عنه الإمام أحمد: }ما كان صاحبحججٍ، بل صاحب خطبٍ. {
قال الذهبي: }نظر في الكلام فغلب عليه، وانسلخ من الورع والتّقوى، وجرّد القول بخلق القرآن،ودعا إليه، حتّى كان عين الجهميّة في عصره وعالمهم، فمقته أهل العلم، وكفّره عدّةٌ،ولم يدرك جهمَ بن صفوان، بل تلقّف مقالاته من أتباعه. {
وكان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله؛ ثم أظهر مقالتهودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ.
فكان تحذير أئمة أهل السنة من بشرالمريسي وأصحابه ظاهراً مستفيضاً.
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
ج4: اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً كلٌّ يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ويبني موقفهعلى ما فهم وتأوّل وجاء هذا الاختلاف في عدد من المواقفهي كالتالي :-

الموقف الأول :-موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرونباللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاعمسألة اللفظ؛ وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهمبالجهمية.
قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول}:كلُّ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريدبه مخلوق؛ فهو جهمى.
وقال أيضاً: سمعت أبي يقول: }منقال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر. {
الموقف الثاني:-موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهمغيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قولالجهمية عند التحقيق.
قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتبإليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوتهمخلوقةٌ.
قال:}قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍبعينه. {
قال: قلت: رجلٌ قال في القرآن: كلام اللّه ليس بمخلوقٍ،ولكنّ لفظي هذا به مخلوقٌ؟
قال: }هذا كلام سوءٍ، من قال هذا فقدجاء بالأمر كلّه. {
قلت: (الحجّة فيه حديث أبي بكرٍ: لمّا قرأ (الم غلبت الرّوم(فقالوا: هذا جاء به صاحبك؟ قال: لا،ولكنّه كلام اللّه)؟
قال:}نعم، هذا وغيره، إنّما هو كلاماللّه، إن لم يرجع عن هذا فاجتنبه، ولا تكلّمه، هذا مثل ما قال الشّرّاك.{
قلت: كذابلغني.
قال:}أخزاه اللّه، تدري من كانخاله؟. {
قلت: لا.
قال:}كان خاله عبدَك الصّوفيّ، وكانصاحب كلامٍ ورأي سوءٍ، وكلّ من كان صاحب كلامٍ، فليس ينزع إلى خيرٍ،واستعظم ذلك واسترجع، وقال: إلى ما صار أمر النّاس؟.
وهذهالرواية ذكرها ابن بطّة في الإبانة.
الموقف الثالث:-موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهروإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكانمولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّلعلماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباًكثيرة.
واشتهر عنه أنه قال: (القرآنمُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق؛ لأنّ المحدث هو ما كان بعد أن لميكن؛ ويقولون بأن كلّ ما كان بعد أن لم يكن فهو مخلوق.ولذلك نفوا صفة الكلام عنالله جل وعلا، وضلوا في ذلك وكذبوا على الله؛ فإنّ الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء، ويفعل ما يشاء متى يشاء.
قال: محمد بن الحسين بن صبيح: }سمعت داوود الأصبهاني يقول: القرآن مُحدَث، ولفظي بالقرآن مخلوق. { رواهالخلال.
الموقفالرابع:- موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبيثور وجماعة. {
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظمطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظيبالقرآن غير مخلوق.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: } كان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال: مخلوق أو غيرمخلوق. {
الموقف الخامس:-موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدونأنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وكل هؤلاء من أهل العلم والسنةوالحديث، وهم من أصحاب أحمد بن حنبل، ولهذا قال ابن قتيبة: }إن أهل السنة لم يختلفوافي شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ. {
الموقفالسادس:-موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بنالطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنىآخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرحوالرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
قال ابن تيمية: }والمنتصرون للسنة من أهلالكلام والفقه: كالأشعري والقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم يوافقونأحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظالطرح والرمي. {
ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقربذلك.
الموقف السابع:-موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهملقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأهالقارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك علىأقوال:
فقالبعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّفيه.
وقالآخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غيرمخلوق.
وقالآخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
قال ابن تيمية: }وقد علم بالاضطرار مندين الإسلام أن القرآن الذي يقرؤه المسلمون كلام الله - تعالى - وإن كان مسموعا عنالمبلغ عنه، فإن الكلام قد يسمع من المتكلم به، كما سمعه موسى بلا واسطة وهذا سماعمطلق - كما يرى الشيء رؤية مطلقة - وقد يسمعه من المبلغ عنه فيكون قد سمعه سماعامقيدا - كما يرى الشيء [في] الماء والمرآة رؤية مقيدة لا مطلقة - ولما قال تعالى -:(وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلامالله)كان معلوما عند جميع من خوطب بالقرآن أنه يسمع سماعا مقيدا من المبلغ،ليس المراد به أنه يسمع من الله (كما سمعه موسى بن عمران، فهذا المعنى هو الذي عليهالسلف والأئمة. {
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وماموقف أئمة أهل السنة منه؟
ج5: سبب ظهور بدعة ابن كلاب أن أقوام أرادوا الردّ على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرقالكلامية؛ فخاضوا فيما نهاهم عنه أهل العلم؛ ووقعوا في بدع أخرى، وخرجوا بأقوالمحدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.
فكان منهم أبا محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري ت: 243هـ
أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلكإلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة.
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة،وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: }كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بنسعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره. {
أرسلت إجاباتي للمرة الثانية لأنها حوت عدد من الأخطاء، لعل هذه تكون أفضل.

  #24  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 11:19 PM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

المجموعة الأولى:
مجلس مذاكرة دورة مسائل الإيمان بالقرآن.
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
ج1:مسائل الإيمان بالقرآن نوعين:
الأول/مسائل اعتقاديةوهي المسائل التي تعنى بما يجب إعتقاده في القرآن، وقد أفاض البحث في ذلك علماء أهل السنة في الكتب المؤلفة في الاعتقاد.
الثاني/مسائل سلوكيةوهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع بمواعظ القرآن وحسن الاستجابة لله تعالى، وعلماء السلوك اعتنوا بالجانب العملي كما اعتنوا بالجانب المعرفي المتعلق بالحقائق والمتعلق بالعمل.
س2: بيّن عقيدة أهلالسنة والجماعة في صفة الكلام لله تعالى.
ج2: عقيدة أهل السنة والجماعة هي:- أن صفة الكلام –لله تعالى- صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه جلّا وعلا.
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة، إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته ، وأن الله تعالى يتكلّم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء،وهو تعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك وتعالى.
وكلام الله تعالى صفة من صفاته؛ لم يزل اللهمتكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء.
وكلامه تعالى لايشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي.
والأدلة في ذلك كثيرة،ما جاء في القرآن قوله تعالى (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضّلْنَا بَعْضَهُم عَلَى بَعْضٍ مِنْهُم مَنْ كَلَّم اللّهُ ..)
وقال تعالى (وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمَا)
وفي الحديث المتفق عليه عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة.)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزل الله متكلماً كيف شاء وبما شاء.)
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
ج3: أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هوالجعد بندرهم، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ،يوم الأضحى.
وفي الحديث الذي رواه البخاري في خلق أفعال العباد، عن حبيب بن أبي حبيبقال:(شهدت خالد بن عبد الله القسري بواسط، في يوم أضحى، وقال: ارجعوا فضحوا تقبل الله منكم، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم، زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسىتكليما، تعالى الله علوا كبيرا عما يقول الجعد بن درهم، ثم نزل فذبحه.)
ثم أخذ هذه المقالة: الجهم بن صفوان،وهو رجل كوفي الأصل، لم يكن له علمٌ، ولا مجالسة لأهل العلم،وإنما كان رجلاً قد أوتي ذكاء ولساناً بارعاً وتفننا في الكلام، وجدلاً ومراءً،وكان كاتباً لبعض الأمراء في عصره؛ فانتشرت مقالاته، وكان من أعظم ما أدخله علىالأمّة :-
· إنكار الأسماء والصفات،
· إنكار علوّ الله،
· القول بخلق القرآن،
· الجبر،والإرجاء الغاليان،
وقد كفّره العلماء في عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازنيسنة 128هـ.
ثم ظهر بعدهما بمدّة بشر بن غياث المريسي،وكان في أوّل أمره مشتغلا بالفقه حتى عدّه بعضهم من كبار الفقهاء؛
قال عنه الإمام أحمد (ما كان صاحبحججٍ، بل صاحب خطبٍ)
قال الذهبي: (نظر في الكلام فغلب عليه، وانسلخ من الورع والتّقوى، وجرّد القول بخلق القرآن،ودعا إليه، حتّى كان عين الجهميّة في عصره وعالمهم، فمقته أهل العلم، وكفّره عدّةٌ،ولم يدرك جهمَ بن صفوان، بل تلقّف مقالاته من أتباعه.)
وكان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله؛ ثم أظهر مقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ.
فكان تحذير أئمة أهل السنة من بشر المريسي وأصحابه ظاهراً مستفيضاً.
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
ج4: اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً كلٌّ يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ويبني موقفهعلى ما فهم وتأوّل وجاء هذا الاختلاف في عدد من المواقفهي كالتالي :-

الموقف الأول :-موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ؛ وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية.
قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول : (كلُّ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريدبه مخلوق؛ فهو جهمى.)
وقال أيضاً: سمعت أبي يقول: ( منقال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر.)
الموقف الثاني:-موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهمغيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتبإليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوتهمخلوقةٌ.
قال: (قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه.)
قال: قلت: رجلٌ قال في القرآن: كلام اللّه ليس بمخلوقٍ، ولكنّ لفظي هذا به مخلوقٌ؟
قال: (هذا كلام سوءٍ، من قال هذا فقدجاء بالأمر كلّه.)
قلت: (الحجّة فيه حديث أبي بكرٍ: لمّا قرأ (الم غلبت الرّوم)فقالوا: هذا جاء به صاحبك؟ قال: لا،ولكنّه كلام اللّه)؟
قال: (نعم، هذا وغيره، إنّما هو كلاماللّه، إن لم يرجع عن هذا فاجتنبه، ولا تكلّمه، هذا مثل ما قال الشّرّاك.)
قلت: كذابلغني.
قال: (أخزاه اللّه، تدري من كانخاله؟)
قلت: لا.
قال: (كان خاله عبدَك الصّوفيّ، وكان صاحب كلامٍ ورأي سوءٍ، وكلّ من كان صاحب كلامٍ، فليس ينزع إلى خيرٍ،واستعظم ذلك واسترجع، وقال: إلى ما صار أمر النّاس؟.
وهذهالرواية ذكرها ابن بطّة في الإبانة.
الموقف الثالث:-موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهروإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكانمولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباًكثيرة.
واشتهر عنه أنه قال: (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق؛ لأنّ المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن؛ ويقولون بأن كلّ ما كان بعد أن لم يكن فهو مخلوق.ولذلك نفوا صفة الكلام عن الله جل وعلا، وضلوا في ذلك وكذبوا على الله؛ فإنّ الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء، ويفعل ما يشاء متى يشاء.
قال: محمد بن الحسين بن صبيح: (سمعت داوود الأصبهاني يقول: القرآن مُحدَث، ولفظي بالقرآن مخلوق.) رواهالخلال.
الموقفالرابع:- موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.)
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: (كان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال: مخلوق أو غيرمخلوق.)
الموقف الخامس:-موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وكل هؤلاء من أهل العلم والسنةوالحديث، وهم من أصحاب أحمد بن حنبل، ولهذا قال ابن قتيبة: (إن أهل السنة لم يختلفوافي شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ.)
الموقفالسادس:-موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
قال ابن تيمية: (والمنتصرون للسنة من أهل الكلام والفقه: كالأشعري والقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظالطرح والرمي.)
ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك.
الموقف السابع:-موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهملقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال :
فقالبعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّفيه.
وقالآخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
قال ابن تيمية: (وقد علم بالاضطرار من دين الإسلام أن القرآن الذي يقرؤه المسلمون كلام الله - تعالى - وإن كان مسموعا عن المبلغ عنه، فإن الكلام قد يسمع من المتكلم به، كما سمعه موسى بلا واسطة وهذا سماعمطلق - كما يرى الشيء رؤية مطلقة - وقد يسمعه من المبلغ عنه فيكون قد سمعه سماعا مقيدا - كما يرى الشيء [في] الماء والمرآة رؤية مقيدة لا مطلقة - ولما قال تعالى -:(وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلامالله)كان معلوما عند جميع من خوطب بالقرآن أنه يسمع سماعا مقيدا من المبلغ،ليس المراد به أنه يسمع من الله (كما سمعه موسى بن عمران، فهذا المعنى هو الذي عليه السلف والأئمة.)
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وماموقف أئمة أهل السنة منه؟
ج5: سبب ظهور بدعة ابن كلاب أن أقوام أرادوا الردّ على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية؛ فخاضوا فيما نهاهم عنه أهل العلم؛ ووقعوا في بدع أخرى، وخرجوا بأقوال محدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.
فكان منهم أبا محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري ت: 243هـ
أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة.
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة،وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره.)
تم التعديل

  #25  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 12:03 PM
إسماعيل أحمد أحمد إسماعيل أحمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 214
افتراضي

المجموعة الأولى:
الجواب الأول:
أنواع مسائل الإيمان بالقرآن:نوعان
1-مسائل إعتقادية :
وتعنى بما يجب إعتقاده في القرآن :نعتقد أنّ القرآن كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بدأ من الله و إليه يعود ناسخ للكتب السماوية الأخرى يخرج الناس من الظلمات إلى النور كل ما جاء فيه حق يجب تصديقه .
2- مسائل سلوكية :
يعنى بالحقائق وطرق الإنتفاع بالقرآن أي كيف ينتفع العبد بما أنزل الله عزو جل في القرآن وكيفية تدبره لذلك يجب أن يجتمع في العبد أصلين وهما : معرفة البصائر و البينات و اتباع الهدى قال الله تعالى: ( هذا بصائر وهدى ورحمة لقوم يوقنون) فمرجع إسم الإشارة هنا للقرآن الذي جاء بالبصائر و البينات لمن صدق بالقرآن أنه تنزيله ووحيه وعمل بما فيه.
الجواب الثاني :
عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى:
الله تعالى يتكلم بحرف و صوت يسمعه من يشاء متى شاء وكيف يشاء وهو المتكلم بالتوراة و الإنجيل و القرآن وهناك أدلة كثيرة نورد منها :
قال الله تعالى :(ومن أصدق من الله قيلا) وقوله تعالى :(وكلم الله موسى تكليما)
وقوله تعالى :(وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة) وقوله تعالى :(يوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين )
ومن السنة :عن عدي ابن حاتم قال صلى الله عليه وسلم :(ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان.....) متفق عليه
قال شيخ الإسلام :"قال أئمة السنة:لم يزل الله متكلما كيف شاء وبما شاء"
وأن القرآن من كلام الله حقيقة منه بدأ و إليه يعود حروفه و معانيه من الله تعالى ليس بمخلوق ومن زعم أن القرآن مخلوق أو ادعى وجود قرآن آخر غيره فقد كفر و أن هذا القرآن سمعه جبريل عليه السلام من الله تعالى و رسول الله سمعه من جبريل و الصحابة سمعوه من الرسول صلى الله عليه و سلم وتواتر حتى وصل إلينا بالسماع.والمكتوب في المصاحف هو القرآن المحفوظ في السطور و الصدور بلسان عربي مبين.
الجواب الثالث :
نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون:
أول من قال بخلق القرآن هو الجعد ابن درهم قتله أمير العراق خالد القصري عندما أفتى العلماء بتكفيره على قولته سنة 128ه قتله يوم عيد الأضحى.
لكن هذا القول إمتد إلى تلميذه الجهم ابن صفوان وقيل : أن الجعد هو جده , فكفره العلماء و قتله سلم بن الأحوز المازني سنة128ه.
وبعد مدة ظهر هذا القول من طرف بشر بن غياث المريسي الذي كان يشتغل بالفقه في زمن الخليفة هارون الرشيد فأقسم الخليفة على أن يقطع رأسه فاختفى إنظار في زمان الخليفة هارون الرشيد فلما مات الخليفة سنة 193ه أظهر بدعته .
حذر منه العلماء منهم يزيد ابن هارون الواسطي وأحل دمه .
الجواب الرابع :
عرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ
اختلف في مسألة اللفظ بالقرآن في سبعة مواقف :
1-موقف الجهمية : يقولون بخلق القرآن و يستترون بقوله : اللفظ بالقرآن مخلوق خوفا من القتل
2- موقف الثاني :قول الشرّاك :القرآن كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقا
قال الإمام أحمد :"قاتله الله هذا كلام جهم بعينه "
قال محمد ابن أسلم الطوسي : "في من قال إن القرآن يكون مخلوقا بالألفاظ فقد زعم أنّ القرآن مخلوق"
3-الموقف الثالث :قاله داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري :"الذي في اللوح المحفوظ غير مخلوق أما الذي بين الناس فمخلوق"
قال أبوزرعة :"لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننت أنه يكمد أهل البدع بما عنده من البيان و الآلة ولكنه تعدّى" فها دليل على أنه كان صاحب علم
الموقف الرابع :موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهوية و البخاري وأبي ثور قالوا كمقولة الإمام أحمد :"من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو بدعي " فشددوا على من قال باللفظ مخلوق خشية التذرع بهذا التلبس وهو يريد القول بخلق القرآن.
الموقف الخامس :طائفة من أهل الحديث قالوا : اللفظ بالقرآن غير مخلوق القرآن وهم يريدون القرآن غير مخلوق الخطأ في استعمال العبارة و القائلون بها منهم شيخ البخاري :محمد ابن يحي الذهلي وقاضي نيسابور وأبو حاتم الرازي ومحمد ابن داوود المصيصي وشيخ أبي داوود السجستاني و أبو نصر السجزي و أبو العلا الهمذاني
الموقف السادس :موقف أبي الحسن الأشعري ومن تأثر بطريقته كأبي بكر الباقلاني و القاضي أبي يعلى قال :إن الإمام أحمد إنّما كره الكلام في اللفظ لأنّ معنى اللفظ الطرح و الرمي وهذا غير لائق أن يقال في حق الله
قال ابن تيمية فيهم :" منهم من ينكر تكلم الله بالصوت ومنهم من يقر بذلك"
الموقف السابع :أن ّ ألفاظ القرّاء بالقرآن غير مخلوقة وزعموا أنّ سماعهم لقراءة القارىء هي سماع مباشر من الله وأنّهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران .
واختلفوا في التفصيل :
1-صوت الرب حلّ في العبد
2- ظهر فيه ولم يحلّ
3- لا نقول ظهر ولا حلّ
4-الصوت مسموع قديم غير مخلوق
5- سمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :"الأقوال كلها مبتدعة لم يقل السلف شيئا منها وكلها باطلة شرعا"

الجواب الخامس:
سبب ظهور بدعة ابن كلاب وموقف أئمة أهل السنة منه
ابن كلاب وهو عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري عاصر الإمام أحمد أراد أن رد على المعتزلة فاشتغل بعلم الكلام واستطاع أن يرد بعض أقوالهم لكنه وقع في شراك علم الكلام فوافق بعض أقوالهم .
و بسبب ذلك أحدث أقوال جديدة لم تكن تعرف في الأمة
قال شيخ الإسلام :"وابن كلاب لمّا رد على الجهمية لم يهتد لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه"
فأثبت ابن كلاب قيام الصفات اللازمة بالله تعالى ونفى أن يقوم به ما يتعلق بمشيئته و قدرته من الأفعال وغيرها".
موقف أهل السنة من ابن كلاب:
أنكر أهل السنة طريقة ابن كلاب المبتدعة وحذّروا الناس منه ومن طريقته
منهم أحمد ابن حنبل و ابن خزيمة فقد كانا أشد الناس على ابن كلاب وطريقته و على أصحابه كالحارث المحاسبي وغيرهم .

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir