دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 ذو الحجة 1429هـ/10-12-2008م, 09:20 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي إعراب الأفعال الخمسة


واجعَلْ لنحوِ يَفعلانِ النونَا = رَفْعًا وَتَدْعِينَ وتَسألونَا
وحَذْفُها للجزْمِ والنصبِ سِمَهْ=كَلَمْ تَكونِي لِتَرُومِي مَظْلَمَةْ


  #2  
قديم 12 ذو الحجة 1429هـ/10-12-2008م, 09:23 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي شرح ابن عقيل (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)

واجْعَلْ لِنَحْوِ: (يَفْعَلانِ) النُّونَا = رَفْعاً وتَدْعِينَ وتَسْأَلُونَا(1)
وحَذْفُها للجَزْمِ والنصبِ سِمَهْ = كَلَمْ تَكُونِي لِتَرُومِي مَظْلَمَهْ(2)
لَمَّا فَرَغَ مِن الكلامِ على ما يُعْرَبُ من الأسماءِ بالنيابةِ؛ شَرَعَ في ذِكْرِ ما يُعْرَبُ مِن الأفعالِ بالنيابةِ، وذلك الأمثلةُ الخمسةُ.
فأشارَ بقولِهِ: (يَفْعَلاَنِ) إلى كلِّ فِعْلٍ اشْتَمَلَ على ألفِ اثنيْنِ، سواءٌ كانَ في أوَّلِه الياءُ، نحوُ: (يَضْرِبانِ)، أو التاءُ، نحوُ: (تَضْرِبانِ).
وأشارَ بقولِهِ: (وتَدْعِينَ) إلى كلِّ فِعْلٍ اتَّصَلَ به ياءُ مُخاطبةٍ، نحوُ: (أنتِ تَضْرِبِينَ).
وأشارَ بقولِهِ: (وتَسْأَلُونَ) إلى كلِّ فِعلٍ اتَّصَلَ به واوُ الجمعِ، نحوُ: (أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ)، سواءٌ كانَ في أوَّلِه التاءُ؛ كما مَثَّلَ، أو الياءُ، نحوُ: (الزَّيْدُونَ يَضْرِبُونَ).
فهذه الأمثلةُ الخمسةُ - وهي يَفْعَلانِ وتَفْعَلانِ ويَفْعَلُونَ وتَفْعَلُونَ وتَفْعَلِينَ - تُرْفَعُ بثُبوتِ النونِ، وتُنْصَبُ وتُجْزَمُ بحَذْفِها، فنابَتِ النونُ فيه عن الحركةِ التي هي الضمَّةُ، نحوُ: (الزَّيْدَانِ يَفْعَلانِ)، فيَفْعَلانِ فِعْلٌ مُضارِعٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رَفْعِه ثُبُوتُ النونِ، وتُنْصَبُ وتُجْزَمُ بحذفِها، نحوُ: (الزيدانِ لنْ يَقُوما ولم يَخْرُجا) فعلامةُ النصبِ والجزمِ سقوطُ النونِ مِن (يَقُومَا ويَخْرُجَا)، ومنه قولُه تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ}.

([1]) (واجْعَل) الواوُ للاستئنافِ، اجْعَلْ: فعلُ أمرٍ، وفاعلُه ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه وجوباً تقديرُه أنتَ، (لِنَحْوِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ باجْعَلْ، ونحوِ مضافٌ و(يَفْعَلاَنِ) قُصِدَ لفظُه مضافٌ إليه، (النُّونَا) مفعولٌ به لاجْعَلْ، (رَفْعاً) مفعولٌ لأجلِه، أو منصوبٌ على نزعِ الخافضِ، (وتَدْعِينَ) الواوُ عاطفةٌ، وتَدْعِينَ معطوفٌ على يَفْعَلاَنِ، وقد قُصِدَ لفظُه أيضاًً، (وتَسْأَلُونَا) الواوُ عاطفةٌ، تَسْأَلُونَ: معطوفٌ على يَفْعَلاَنِ، وقد قُصِدَ لفظُه أيضاًً، وأرادَ مِن نحوِ: (يَفْعَلاَنِ) كلَّ فعلٍ مضارِعٍ اتَّصَلَتْ به ألفُ الاثنيْنِ، ومِن نحوِ: (تَدْعِينَ) كلَّ فِعْلٍ مضارعٍ اتَّصَلَتْ به ياءُ المُؤَنَّثَةِ المخاطبَةِ، ومِن نحوِ: (تَسْأَلُونَ) كلَّ فعلٍ مضارعٍ اتَّصَلَتْ به واوُ الجماعةِ.
([2]) (وحَذْفُهَا) الواوُ للاستئنافِ، حذفُ: مبتدأٌ، وحَذْفُ مضافٌ وها: مضافٌ إليه، (لِلْجَزْمِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بسِمَة الآتي، (وَالنَّصْبِ) معطوفٌ على الجزمِ، (سِمَهْ) خبرُ المبتدأِ، والسِّمَةُـ بكسرِ السينِ المهملةِ ـ العلامةُ، وفِعْلُها وَسَمَ يَسِمُ سِمَةً على مثالِ وَعَدَ يَعِدُ عِدَةً، ووَصَفَ يَصِفُ صِفَةً، ووَمَقَ يَمِقُ مِقَةً، (كَلَمْ) الكافُ حرفُ جرٍّ، والمجرورُ بها محذوفٌ، والجارُّ والمجرورُ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبرِ مبتدأٍ محذوفٍ، والتقديرُ: وذلك كائنٌ كقولِكَ، ولم: حرفُ نفيٍ وجزمٍ وقلبٍ، (تَكُونِي) فعلٌ مضارعٌ متصرِّفٌ مِن كانَ الناقصةِ مجزومٌ بلم، وعلامةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النونِ، وياءُ المُؤَنَّثَةِ المخاطبَةِ اسمُ تكونُ، مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعٍ، (لِتَرُومِي) اللامُ لامُ الجحودِ، وتَرُومِي فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنِ المُضْمَرَةِ وجوباً بعدَ لامِ الجحودِ، وعلامةُ نصبِه حذفُ النونِ، والياءُ فاعلٌ، (مَظْلَمَهْ) مفعولٌ به لِتَرُومِي، والمَظْلَمَةُ ـ بفتحِ اللامِ ـ الظُّلْمُ، وأنِ المصدريَّةُ المضمرَةُ معَ مدخولِها في تأويلِ مصدرٍ مجرورٍ بلامِ الجحودِ، واللامُ ومجرورُها يَتعلَّقانِ بمحذوفٍ خبرِ تَكُونِي، وجملةُ تكونُ واسمِها وخبرِها في محلِّ نصبِ مقولِ القولِ الذي قَدَّرْنَاهُ.


  #3  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 09:45 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي أوضح المسالك لجمال الدين ابن هشام الأنصاري (ومعه هدي السالك للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)

الْبَابُ السادسُ: الأمثلةُ الْخَمْسَةُ ([1])، وَهِيَ: كُلُّ فِعْلٍ مُضَارِعٍ اتَّصَلَ بِهِ أَلِفُ اثْنَيْنِ نَحْوَ: تَفْعَلانِ وَيَفْعَلانِ، أَوْ وَاوُ جَمْعٍ نَحْوَ: تَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ، أَوْ يَاءُ مُخَاطَبَةٍ نَحْوَ: تَفْعَلِينَ، فَإِنَّ رَفْعَهَا بِثُبُوتِ النُّونِ، وَجَزْمَهَا وَنَصْبَهَا بِحَذْفِهَا نَحْوَ: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا} ([2])، وَأَمَّا {إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ} ([3])، فالواوُ لامُ الْكَلِمَةِ، وَالنُّونُ ضَمِيرُ النِّسْوَةِ، والفعلُ مَبْنِيٌّ مِثْلُ: {يَتَرَبَّصْنَ} ([4])، وَوَزْنُهُ: يَفْعُلْنَ، بِخِلافِ قَوْلِكَ: (الرِّجَالُ يَعْفُونَ)، فَالواوُ ضَمِيرُ المُذَكَّرِينَ، وَالنُّونُ عَلامَةُ رَفْعٍ، فَتُحْذَفُ نَحْوَ: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} ([5])، وَوَزْنُهُ: تَفْعُوا، وَأَصْلُهُ: تَعْفُوُوا.


([1]) قَالُوا: (الأسماءُ السِّتَّةُ) لأَنَّهَا أَلْفَاظٌ مَعْلُومَةٌ، وَهِيَ: الأبُ والأخُ - إلخ، وَقَالُوا: (الأمثلةُ الخمسةُ)؛ لأَنَّهَا لَيْسَتْ أَلْفَاظَ أَفْعَالٍ مَعْلُومَةً، وَإِنَّمَا يُكَنَّى بِهَا عَنْ كُلِّ فِعْلٍ مُضَارِعٍ اتَّصَلَ بِهِ أَلِفُ الاثْنَيْنِ أَوْ واوُ جَمَاعَةٍ أَوْ ياءُ مُخَاطَبَةٍ، وَأَلِفُ الاثْنَيْنِ يَكُونُ الْمُضَارِعُ مَعَهَا مَبْدُوءاً بِتَاءِ المضارعةِ للدلالةِ عَلَى الخطابِ نَحْوَ (أَنْتُمَا تَكْتُبَانِ) أَوْ بِيَاءِ المضارعةِ للدلالةِ عَلَى الغَيْبَةِ نَحْوَ (الزَّيْدَانِ يَكْتُبَانِ) وَوَاوُ الجماعةِ يَكُونُ المضارعُ مَعَهَا كذلكَ مَبْدُوءاً بالتاءِ نَحْوَ (أَنْتُمْ تَكْتُبُونَ) أَوْ بالياءِ نَحْوَ (الزَّيْدُونَ يَكْتُبُونَ) أَمَّا ياءُ المُؤَنَّثَةِ المُخَاطَبَةِ فَلا يَكُونُ المضارعُ مَعَهَا إِلاَّ مَبْدُوءاً بالتاءِ نَحْوَ (أَنْتِ تَكْتُبِينَ)، فَمِنْ هُنَا كَانَتِ الأمثلةُ خمسةً، لَكِنَّكَ لَوْ تَدَبَّرْتَ وَجَدْتَ المُضَارِعَ المُسْنَدَ إِلَى أَلِفِ الاثْنَيْنِ يَتَنَوَّعُ إِلَى نَوْعَيْنِ:
الأَوَّلُ: أَنْ يَكُونَ الاثْنَانِ مُذَكَّرَيْنِ نَحْوَ (أَنْتُمَا تَكْتُبَانِ يَا زَيْدَانِ) وَنَحْوَ (الزَّيْدَانِ يَكْتُبَانِ) وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ الاثْنَانِ مُؤَنَّثَتَيْنِ نَحْوَ (أَنْتُمَا يَا هِنْدَانِ تَكْتُبَانِ) وَنَحْوَ (الهِنْدَانِ تَكْتُبَانِ) فَالأمثلةُ سِتَّةٌ عَلَى التَّفْصِيلِ وَخَمْسَةٌ عَلَى الإجمالِ الَّذِي يَجْعَلُ الاثنَيْنِ نَوْعاً وَاحداً؛ وَلِهَذا عَبَّرَ المُؤَلِّفُ فِي بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِهِ بالأمثلةِ السِّتَّةِ نَظَراً إِلَى التفصيلِ، وَعَبَّرَ هُنَا بالأمثلةِ الخمسةِ نَظَراً للإجمالِ.
([2]) سُورَةُ البقرةِ، الآيَةُ: 24.
([3]) سُورَةُ البقرةِ، الآيَةُ: 237.
ثُمَّ أَنْتَ إِذَا أَسْنَدْتَ (يَكْتُبُ) إِلَى نونِ النسوةِ قُلْتَ (يَكْتُبْنَ) فَتُسَكِّنُ آخِرَ الفعلِ وَتُلْحِقُ بِهِ نونَ النسوةِ، وَنَظِيرُ ذَلِكَ (يَعْفُو) فَإِنَّكَ حِينَ تُسْنِدُهُ إِلَى هَذِهِ النُّونِ تَقُولُ (النِّسْوَةُ يَعْفُونَ) فَتُسَكِّنُ الْوَاوَ الَّتِي هِيَ لامُ الفعلِ، وَتُلْحِقُ بِهِ نُونَ النسوةِ. وَإِذَا أَسْنَدْتَ (يَكْتُبُ) إِلَى واوِ الجماعةِ قُلْتَ: (الرِّجَالُ يَكْتُبُونَ) فَتَزِيدُ وَاوَ الجماعةِ وَنُونَ الرفعِ، فَإِذَا أَسْنَدْتَ (يَعْفُو) إِلَى وَاوِ الجماعةِ قُلْتَ: (الرِّجَالُ يَعْفُونَ) وَأَصْلُهُ (يَعْفُوُونَ) بِوَاوَيْنِ أُولاهُمَا مَضْمُومَةٌ، وَثَانِيَتُهُمَا سَاكِنَةٌ، ونُونُ الرفعِ عَلَى مثالِ يَكْتُبُونَ، وَلَكِنَّ الْوَاوَ الَّتِي هِيَ اللامُ يُسْتَثْقَلُ عليها الضمُّ فَتُحْذَفُ هَذِهِ الضمَّةُ، فَيَجْتَمِعُ وَاوَانِ سَاكِنَانِ، فَيُحْذَفُ أَوَّلُهُمَا.
وَالفَرْقُ بَيْنَ قَوْلِكَ: (الرِّجَالُ يَعْفُونَ) وَقَوْلِكَ: (النِّسَاءُ يَعْفُونَ) مِنْ أربعةِ أَوْجُهٍ، الأوَّلُ: أَنَّ لامَ الكلمةِ مَحْذُوفَةٌ فِي العبارةِ الأُولَى لِعِلَّةٍ تَصْرِيفِيَّةٍ اقْتَضَتْ ذَلِكَ، وَهِيَ إرادةُ التَّخَلُّصِ مِنَ الْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَمَوْجُودَةٌ فِي العبارةِ الثانيةِ.
وَالوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّ النُّونَ فِي العبارةِ الأُولَى علامةُ الرفعِ كالضَّمَّةِ، وَهِيَ فِي العبارةِ الثانيةِ ضَمِيرُ جَمْعِ الإناثِ، وَهِيَ الفاعلُ.
والوَجْهُ الثالثُ: أَنَّ الْوَاوَ الموجودةَ فِي العبارةِ الأولى كَلِمَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ، وَهِيَ ضَمِيرُ جَمْعِ الذُّكُورِ، وَهِيَ فِي العبارةِ الثانيةِ جُزْءٌ مِنَ الكلمةِ هِيَ لامُهَا، والوجهُ الرابعُ: وَهُوَ أَثَرُ الْوَجْهِ الثاني - أَنَّ النُّونَ فِي العبارةِ الأُولَى تَسْقُطُ إِذَا نُصِبَ الفعلُ أَوْ جُزِمَ؛ لأَنَّهَا عَلامَةُ الرفعِ، وَهِيَ فِي العبارةِ الثانيةِ لا تَسْقُطُ إِذَا دَخَلَ عَلَى الفعلِ نَاصِبٌ أَوْ جَازِمٌ؛ لأَنَّهَا الفاعلُ، والفاعلُ لا يُحْذَفُ.
([4]) سُورَةُ البقرةِ، الآيَةُ: 228.
([5]) سُورَةُ البقرةِ، الآيَةُ: 237.


  #4  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 09:45 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ألفية ابن مالك للشيخ: علي بن محمد الأشموني

ولما فرَغَ من مواضعِ النيابةِ في الاسمِ شرَعَ في مواضعِها في الفعلِ فقال:


44- وَاجْعَلْ لِنَحْوِ "يَفْعَلاَنِ" النونَا = رَفْعًا، وَتَدَّعِينَ وَتَسْأَلُونَا
45- وَحَذْفُهَا للجَزْمِ والنصبِ سِمَهْ = "كلم تَكُونِي لتَرُومِي مَظْلَمَهْ"
(وَاجْعَلْ لِنَحْوِ يَفْعَلاَنِ) أي: مِنْ كلِّ فعلٍ مضارعٍ اتَّصَلَ بهِ ألفُ اثنينِ اسمًا أو حرفًا (النونَا* رفعًا) الأصلُ علامةُ رفعٍ، فحَذَفَ المضافَ وأُقيمَ المضافُ إليه مقامَه، يدلُّ على ذلك ما بعده، والتقديرُ: اجعَلْ النونَ علامةَ الرفعِ لنحوِ: يَفْعَلاَنِ، (و) لنحوِ: (تَدَّعِينَ) مِنْ كلِّ مضارعٍ اتَّصَلَ به ياءُ المخاطَبةِ (وتَسْأَلُونَا) مِنْ كلِّ مضارعٍ اتصلَ به واوُ الجمعِ اسماً أو حرفًا؛ فالأمثلةُ خمسةٌ على اللغتين، وهي: يَفْعَلاَنِ، وتَفْعَلانِ، ويَفْعَلُونَ، وتَفْعَلُونَ، وتَفْعَلِينَ، فهذه الأمثلةُ رفعُها بثباتِ النونِ نيابةً عن ِالضمَّةِ، (وحذفِها) أي: النونُ (للجزمِ والنصبِ سِمَهْ) أي: علامةٌ ، نيابةً عن السكونِ في الأَوَّلِ، وعن الفتحةِ في الثاني (كلَمْ تَكُونِي لِتَرُومِي مَظْلَمَهْ) الأصلُ تَكُونِينَ وتَرُومِينَ، فحُذِفتِ النونُ للجازمِ في الأَوَّلِ وهو لم، وللناصبِ في الثاني وهو "أنْ " المضمرةُ بعد لام الجحودِ.
تنبيهانِ: الأَوَّلُ: قدَّمَ الحذفَ للجزم ِلأنَّهُ الأصلُ، والحذفُ للنصبِ محمولٌ عليه، وهذا مذهبُ الجمهورِ، وذهبَ بعضُهم إلى أنَّ إعرابَ هذه الأمثلةِ بحرَكَاتٍ مقدَّرَةٍ على لامِ الفعلِ.
الثاني: إنما ثبتَتِ النونُ مع الناصبِ في قولِه تعالَى: {إلا أنْ يعفونَ} لأنَّهُ ليسَ من هذه الأمثلةِ؛ إذِ الواوُ فيه لامُ الفعلِ، والنونُ ضميرُ النسوةِ، والفعلُ معها مبنيٌّ، مثل: { يَتَرَبَّصْنَ } ووزنُه: يَفْعَلْنَ، بخلافِ الرجالِ يَعْفُونَ؛ فإنَّهُ مِنْ هذه الأمثلةِ؛ إذْ واوُه ضميرُ الفاعلِ، ونونُه علامةِ الرفعِ تُحذَفُ للجازمِ والناصبِ، نحوُ: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ للتَّقْوى}، ووزنُه: تَفْعُوا، وأصلُه تَعْفُوُوا.


  #5  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 09:46 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان

إعرابُ الأمْثِلَةِ الخمسةِ
44- واجْعَلْ لنحوِ يَفْعَلاَنِ النُّونَا = رَفْعاً وتَدعينَ وتَسأَلُونَا
45- وحَذْفُها للجزْمِ والنصبِ سِمَهْ = كَلَمْ تَكونِي لتَرُومِي مَظْلَمَةْ
لَمَّا فَرَغَ مِن ذِكْرِ ما يُعْرَبُ مِن الأسماءِ بالنيابةِ؛ شَرَعَ في ذِكْرِ ما يُعْرَبُ مِن الأفعالِ بالنيابةِ، وهي الأمثلةُ الخمسةُ، والمرادُ بها: كلُّ مضارِعٍ اتَّصَلَتْ به ألِفُ الاثنينِ أو واوُ الجماعةِ أو ياءُ المخاطَبَةِ، والألِفُ قد تكونُ للغائبينَ فيَبْدَأُ الفعْلُ بالياءِ، أو للمخاطَبِينَ فيَبْدَأُ بالتاءِ، وكذا واوُ الجماعةِ، وهذا معنى كونِها خَمْسَةً.
فهذه تُرْفَعُ بثُبوتِ النونِ نِيَابةً عن الضمَّةِ، نحوُ: هل تَصِلُونَ أرْحَامَكُمْ؟ قالَ تعالى: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، وتُنْصَبُ وتُجْزَمُ بحَذْفِها نِيَابةً عن الفتحةِ والسكونِ، نحوُ: لا يَنْبَغِي للأغنياءِ أنْ يَتَأَخَّرُوا عن مُساعَدَةِ العاجزينَ، قالَ تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا}.
وهذا معنَى قولِهِ: (وَاجْعَلْ لِنَحْوِ يَفْعَلاَنِ النُّونَا... إلخ)، وعَبَّرَ بقولِه: (لِنَحْوِ) إشارةً إلى أنها ليستْ ألفاظاً معلومةً كالأسماءِ الستَّةِ، وإنما هي تَصْدُقُ على كلِّ مُضَارِعٍ اتَّصَلَتْ به ألِفُ الاثنينِ... إلخ، وقولُه (سِمَهْ): بِكَسْرِ السينِ الْمُهْمَلَةِ هي العلاَمَةُ، وفِعْلُها: وَسَمَ يَسِمُ سِمَةً، على مِثالِ: وَعَدَ يَعِدُ عِدَةً، وقولُه: (كَلَمْ تَكونِي لِتَرُومِي مَظْلَمَةْ)، مَثَّلَ بالأوَّلِ للجزْمِ والثاني للنصْبِ، وقد مَثَّلَ بقولِه: (يَفعلانِ) وما بعدَه للرفْعِ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأفعال, إعراب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir