دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 صفر 1441هـ/5-10-2019م, 06:33 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم
تلخيص الاية (1)سورة النساء
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
-مقصد الآية :
التنبيه على الصانع وعلى افتتاح الوجود، وفيها حض على التواصل لحرمة هذا النسب وإن بعد لأن الأصل واحد .ذكره ابن عطية
الاستهلال في الآية:
ابتدأ اللّه السورة بالموعظة والحث على صلة الأرحام ،وسبب ذلك أنها احتوت على أحكام كثيرة تخص النساء واليتامى ، وفي هذه الصِّلَةِ بَراعَةُ اسْتِهْلالٍ مُناسِبَةٌ لِما اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ السُّورَةُ مِنَ الأغْراضِ الأصْلِيَّةِ، فَكانَتْ بِمَنزِلَةِ الدِّيباجَةِ . حاصل ماذكره الزجاج وابن عاشور
1-القراءات الواردة فيها :
-(تساءلون )
جاء فيها قراءتان :
(تساءلون ) بتشديد السين ، وهذه قراءة ابن كثير ونافع وابن عامر وابن عمرو، بخلاف عنه.
وقرأ الباقون- «تساءلون» - بسين مخففة.
وقرأ ابن مسعود- «تسألون» - خفيفة بغير ألف .ذكره ابن عطية .
مع التنبه على أن قراءة ابن مسعود شاذة وغير متواترة .
-(الأرحام )ورد فيها قراءتان :
قراءة (بالأرحام ) بالنصب وبالخفض ،وجاء التفسير فيها بحسب كل قراءة منهما .
1-فقراءة (الأرحام )بالنصب بمعنى: اتقوا الأرحام أن تقطعوها.
وروى هذا التفسير ابن جرير الطبري عن ابن عباس وعكرمة والحسن وقتادة ومجاهد والربيع وابن زيد والسدي .
وتوجيه تفسير هذه القراءة :
بأن (الأرحام)معطوفة في إعرابها بالنصب على اسم الله تعالى ذكره.
وعَلى هَذِهِ القِراءَةِ فالآيَةُ ابْتِداءُ تَشْرِيعٍ وهو مِمّا أشارَ إلَيْهِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وخَلَقَ مِنها زَوْجَها﴾.كما ذكر ابن عاشور .
2-و القراءة الثانية بالخفض (والأرحام )أي : اتقوا الله الذي تتعاطفون به والأرحام ،وهو عطف الأرحام على قوله (به).
وروى هذا التفسير الطبري عن إبراهيم والحسن ومجاهد .
توجيه هذه القراءة :
وجهها ابن عاشور رحمه الله بأنها تَعْرِيضًا بِعَوائِدِ الجاهِلِيَّةِ، إذْ يَتَساءَلُونَ بَيْنَهم بِالرَّحِمِ وأواصِرِ القَرابَةِ ثُمَّ يُهْمِلُونَ حُقُوقَها ولا يَصِلُونَها، ويَعْتَدُونَ عَلى الأيْتامِ مِن إخْوَتِهِمْ وأبْناءِ أعْمامِهِمْ، فَناقَضَتْ أفْعالُهم أقْوالَهم، وأيْضًا هم آذَوُا النَّبِيءَ ﷺ وظَلَمُوهُ، وهو مِن ذَوِي رَحِمِهِمْ وأحَقُّ النّاسِ بِصِلَتِهِمْ كَما قالَ تَعالى ﴿لَقَدْ جاءَكم رَسُولٌ مِن أنْفُسِكُمْ﴾ [التوبة: 128] وقالَ ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلى المُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِن أنْفُسِهِمْ﴾ [آل عمران: 164] . وقالَ ﴿قُلْ لا أسْألُكم عَلَيْهِ أجْرًا إلّا المَوَدَّةَ في القُرْبى﴾ [الشورى: 23] . وعَلى قِراءَةِ حَمْزَةَ يَكُونُ مَعْنى الآيَةِ تَتِمَّةً لِمَعْنى الَّتِي قَبْلَها.
الترجيح بين التفسيرين :
رجح جمهور المفسرين القول الأول لأن اللغة والآثار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم تؤيده ، ومن هذه الآثار ما رواه شُعْبَةُ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّاعِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ حَتَّى جَاءَ قَوْمٌ مِنْ مُضَرَ حُفَاةً عُرَاةً، فَرَأَيْتُ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَتَغَيَّرُ لِمَا رَأَى مِنْ فَاقَتِهِمْ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ وَخَطَبَ النَّاسَ فقال: (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ، إِلَى: وَالْأَرْحامَ (، ثُمَّ قَالَ:) تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِدِينَارِهِ تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِدِرْهَمِهِ تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِصَاعِ تَمْرِهِ) وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. فَمَعْنَى هَذَا عَلَى النَّصْبِ، لِأَنَّهُ حَضَّهُمْ عَلَى صِلَةِ أَرْحَامِهِمْ.
لكن قراءة حمزة بالخفض متواترة ،وثابتة عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فَمَنْ رَدَّ ذَلِكَ فَقَدْ رَدَّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، وَاسْتَقْبَحَ مَا قَرَأَ بِهِ، وَهَذَا مَقَامٌ مَحْذُورٌ،لهذا نجمع بين القراءتين لأنهما ثابثتين ولا نرد إحداهما .
المسائل التفسيرية :
-المخاطب في الآية :
الناس جميعا ،مؤنهم وكافرهم .
-فائدة الإتيان بلفظ الناس في الخطاب :
جاءَ الخِطابُ بِ يا أيُّها النّاسُ: لِيَشْمَلَ جَمِيعَ أُمَّةِ الدَّعْوَةِ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ القُرْآنَ يَوْمَئِذٍ وفِيما يَأْتِي مِنَ الزَّمانِ ذكره ابن عاشور .
-معنى التقوى:
هي الخوف من الله في السر والعلن
المراد بالتقوى في الاية :
هو عبادة الله وحده لا شريك له و ذلك بأن يتقى غَضَبه وتراعى حقوقه، وتَنْزِيهِهِ عَنِ الشُّرَكاءِ في الوُجُودِ والأفْعالِ والصِّفاتِ.حاصل ماذكره ابن كثير وابن عاشور .
-المقصد الأهم من التقوى :
تقوى المؤمن بِالحَذَرِ مِنَ التَّساهُلِ في حُقُوقِ الأرْحامِ واليَتامى مِنَ النِّساءِ والرِّجالِ.ذكره ابن عاشور .
-معنى الرب :
المالك .كما ذكر ابن عطية .
-فائدة التعبير بالضمير في قوله (ربكم )
عبر بالضمير دُونَ الِاسْمِ العَلَمِ، لِأنَّ في مَعْنى الرَّبِّ ما يَبْعَثُ العِبادَ عَلى الحِرْصِ في الإيمانِ بِوَحْدانِيَّتِهِ، إذِ الرَّبُّ هو المالِكُ الَّذِي يَرُبُّ مَمْلُوكَهُ أيْ، يُدَبِّرُ شُئُونَهُ، ولِيَتَأتّى بِذِكْرِ لَفْظِ الرَّبِّ طَرِيقُ الإضافَةِ الدّالَّةِ عَلى أنَّهم مَحْقُوقُونَ بِتَقْواهُ حَقَّ التَّقْوى، والدّالَّةِ عَلى أنَّ بَيْنَ الرَّبِّ والمُخاطَبِينَ صِلَةً تُعَدُّ إضاعَتُها حَماقَةً وضَلالًا. ذكره ابن عاشور
-الغرض من الإتيان بالاسم الموصول (الذي)
هو لِلْإيماءِ إلى وجْهِ بِناءِ الخَبَرِ لِأنَّ الَّذِي خَلَقَ الإنْسانَ حَقِيقٌ بِأنْ يُتَّقى.ذكره ابن عاشور
-المراد بالخلق في الاية :
الخلق في الآية: بمعنى الاختراع.كما ذكر ابن عطية .
-معنى التبعيض في “من “في قوله (خلقكم من نفس واحدة )
مَعْنى التَّبْعِيضِ أنَّ حَوّاءَ خُلِقَتْ مِن جُزْءٍ مِن آدَمَ. ذكره ابن عاشور
-المراد بالنفس في هذه الآية :
المراد بالنفس آدم عليه السلام .
-الغرض من ذكر أن الخلق كلهم من نفس واحدة :
ذكر تعالى أنّ أصل الخلق من أبٍ واحد وأمٍّ واحدة؛ ليعطف بعضهم على بعضٍ، ويحنّنهم على ضعفائهم .ذكره ابن كثير
وفي الآيَةِ تَمْهِيدٌ لِما سَيُبَيَّنُ في هَذِهِ السُّورَةِ مِنَ الأحْكامِ المُرَتَّبَةِ عَلى النَّسَبِ والقَرابَةِ.ذكره ابن عاشور
-معنى الزوج :
الزوج في كلام العرب: امرأة الرجل، ويقال زوجة، ومنه بيت أبي فراس:
وإنّ الذي يسعى ليفسد زوجتي = كساع إلى أسد الشّرى يستبيلها
ذكره ابن عطية
-المراد (بالزوج) في الآية :
حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر من خلفه وهو نائمٌ، فاستيقظ فرآها فأعجبته، فأنس إليها وأنست إليه.هذا حاصل كلام المفسرين
-مرجع الضمير في قوله منها :
في ذلك قولان :
1- القول الأول : من ضلع آدم
واختلفوا إذاخلقت من ضلعه اليمين أم من الشمال :
أنه من الضلع الشمال : إن الله تعالى خلق آدم وحشا في الجنة وحده، ثم نام فانتزع الله أحد أضلاعه القصيرى من شماله.قاله ابن عباس ومجاهد والسدي وقتادة ، ذكر هذا القول ابن كثير وابن عطيةوغيرهم .فأما قول ابن. عباس فراوه عنه الطبري من طريق ابن أبي إسحاق ، وروى قول مجاهد من طريق ابن أبي نجيح ،وروى قول السدي من طريق أسباط ،وروى قول قتادة من طريق سعيد
وقيل: من يمينه فخلق منه حواء، ويعضد هذا القول الحديث الصحيح في قوله عليه السلام: «إن المرأة خلقت من ضلع، فإن ذهبت تقيمها كسرتها» وكسرها طلاقها.ذكره ابن عطية
2-القول الثاني : من جنسها
قال بعضهم: معنى منها من جنسها.ذكره ابن عطية وابن عاشور وضعفه .
وسبب تضعيفه له لِأنَّ ذَلِكَ لا يَخْتَصُّ بِنَوْعِ الإنْسانِ فَإنَّ أُنْثى كُلِّ نَوْعٍ هي مِن نَوْعِهِ.
الترجيح :
قال ابن عطية :واللفظ يتناول المعنيين، أو يكون لحمها وجواهرها من ضلعه، ونفسها من جنس نفسه . فمعنى ذلك أن التفسير يحتمل المعنيين والله أعلم .
-معنى (بث):
معناه :والبَثُّ: النَّشْرُ والتَّفْرِيقُ لِلْأشْياءِ الكَثِيرَةِ ،يقال: بث الله الخلق، وقال - عزّ وجلّ - {كالفراش المبثوث}وبعض العرب يقول: أبث اللّه الخلق، ويقال بثثتك سري وأبثثتك سري .حاصل ماذكره ابن عاشور والزجاج
-الغرض من حصر ذرية آدم وحواء في الرجال والنساء :
الغرض من ذلك هو الإشارة إلى أن البشر محصورين في نوعين الرجال والنساء، وهذا يقتضي أن الخنثى ليس بنوع، وأنه مرده إلى أحد هذين النوعين.ذكره ابن عطية .
-فائدة تكرار الأمر بالتقوى :
التأكيد والتنبيه لنفوس المأمورين .ذكره ابن عطية .
-معنى (تساءلون ):
تطلبون حقوقكم به.ذكره الزجاج
-معنى (رقيب )
هو الذي يرقب إذا أحد النظر بالبصر أو بالبصيرة إلى أمر ما ليتحققه على ما هو عليه، ويقترن بذلك حفظ ومشاهدة وعلم بالحاصل عن الرقبة.ذكره ابن عطية
فائدة تذييل الآية باسم الرقيب :
لأن فيه إرشادٌ وأمرٌ بمراقبة الرّقيب.ذكره ابن كثير
-المخاطب في قوله (عليكم )
الناس الذين خوطبوا في بداية الآية .
-الغرض من قوله (عليكم )
فيه ضرب من الوعيد ، أي :هو مراقبٌ لجميع أعمالكم وأحوالكم كما قال: {واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ} [البروج: 9].ذكره ابن كثير
-إعراب مسائل الآية :
-معنى الحروف في (قوله (يأيها)
يا» حرف نداء، و (أي)منادى مفرد و (هـا)تنبيه. ذكره ابن عطية
-إعراب (الناس)
الناس نعت لأي أو صلة على مذهب أبي الحسن. ذكره ابن عطية
-إعراب الذي :
الّذي في موضع نصب على النعت .ذكره ابن عطية
-نوع من في قوله :(خلقكم من نفس واحدة )
هي تَبْعِيضِيَّةٌ. ذكره ابن عاشور
-سبب تأنيث كلمة ( واحدة ) مع أنها تعود على آدم
لأن النفس لفظة مؤنثة وواحدة صفة لها . حاصل كلام ابن عطية
-إعراب (رقيب )
بناء الاسم الفاعل من رقب يرقب .ذكره ابن عطية

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 صفر 1441هـ/15-10-2019م, 08:47 AM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء احمد مشاهدة المشاركة
بِسْم الله الرحمن الرحيم
تلخيص الاية (1)سورة النساء
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
-مقصد الآية :
التنبيه على الصانع وعلى افتتاح الوجود، وفيها حض على التواصل لحرمة هذا النسب وإن بعد لأن الأصل واحد .ذكره ابن عطية
الاستهلال في الآية: لو قلتي مااستهلت به الآية
ابتدأ اللّه السورة بالموعظة والحث على صلة الأرحام ،وسبب ذلك أنها احتوت على أحكام كثيرة تخص النساء واليتامى ، وفي هذه الصِّلَةِ بَراعَةُ اسْتِهْلالٍ مُناسِبَةٌ لِما اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ السُّورَةُ مِنَ الأغْراضِ الأصْلِيَّةِ، فَكانَتْ بِمَنزِلَةِ الدِّيباجَةِ . حاصل ماذكره الزجاج وابن عاشور
1-القراءات الواردة فيها :
-(تساءلون )
جاء فيها قراءتان :
(تساءلون ) بتشديد السين ، وهذه قراءة ابن كثير ونافع وابن عامر وابن عمرو، بخلاف عنه.
وقرأ الباقون- «تساءلون» - بسين مخففة.
وقرأ ابن مسعود- «تسألون» - خفيفة بغير ألف .ذكره ابن عطية .
مع التنبه على أن قراءة ابن مسعود شاذة وغير متواترة . مامصدر هذه القراءة الشاذة
-(الأرحام )ورد فيها قراءتان :
قراءة (بالأرحام ) بالنصب وبالخفض ،وجاء التفسير فيها بحسب كل قراءة منهما .
1-فقراءة (الأرحام )بالنصب بمعنى: اتقوا الأرحام أن تقطعوها.
وروى هذا التفسير ابن جرير الطبري عن ابن عباس وعكرمة والحسن وقتادة ومجاهد والربيع وابن زيد والسدي . أين تخريج هذه الأقوال
وتوجيه تفسير هذه القراءة :
بأن (الأرحام)معطوفة في إعرابها بالنصب على اسم الله تعالى ذكره.
وعَلى هَذِهِ القِراءَةِ فالآيَةُ ابْتِداءُ تَشْرِيعٍ وهو مِمّا أشارَ إلَيْهِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وخَلَقَ مِنها زَوْجَها﴾.كما ذكر ابن عاشور .
2-و القراءة الثانية بالخفض (والأرحام )أي : اتقوا الله الذي تتعاطفون به والأرحام ،وهو عطف الأرحام على قوله (به).
وروى هذا التفسير الطبري عن إبراهيم والحسن ومجاهد . أين التخريج
توجيه هذه القراءة :
لو حررتي هذه القراءة بأسلوبك ثم وجهتي القول عن مفسر
وجهها ابن عاشور رحمه الله بأنها تَعْرِيضًا بِعَوائِدِ الجاهِلِيَّةِ، إذْ يَتَساءَلُونَ بَيْنَهم بِالرَّحِمِ وأواصِرِ القَرابَةِ ثُمَّ يُهْمِلُونَ حُقُوقَها ولا يَصِلُونَها، ويَعْتَدُونَ عَلى الأيْتامِ مِن إخْوَتِهِمْ وأبْناءِ أعْمامِهِمْ، فَناقَضَتْ أفْعالُهم أقْوالَهم، وأيْضًا هم آذَوُا النَّبِيءَ ﷺ وظَلَمُوهُ، وهو مِن ذَوِي رَحِمِهِمْ وأحَقُّ النّاسِ بِصِلَتِهِمْ كَما قالَ تَعالى ﴿لَقَدْ جاءَكم رَسُولٌ مِن أنْفُسِكُمْ﴾ [التوبة: 128] وقالَ ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلى المُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِن أنْفُسِهِمْ﴾ [آل عمران: 164] . وقالَ ﴿قُلْ لا أسْألُكم عَلَيْهِ أجْرًا إلّا المَوَدَّةَ في القُرْبى﴾ [الشورى: 23] . وعَلى قِراءَةِ حَمْزَةَ يَكُونُ مَعْنى الآيَةِ تَتِمَّةً لِمَعْنى الَّتِي قَبْلَها.
الترجيح بين التفسيرين : كيف نرجح بين التفسيرين وهما ثابتتين ومتواترتين
رجح جمهور المفسرين القول الأول لأن اللغة والآثار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم تؤيده ، ومن هذه الآثار ما رواه شُعْبَةُ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّاعِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ حَتَّى جَاءَ قَوْمٌ مِنْ مُضَرَ حُفَاةً عُرَاةً، فَرَأَيْتُ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَتَغَيَّرُ لِمَا رَأَى مِنْ فَاقَتِهِمْ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ وَخَطَبَ النَّاسَ فقال: (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ، إِلَى: وَالْأَرْحامَ (، ثُمَّ قَالَ:) تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِدِينَارِهِ تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِدِرْهَمِهِ تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِصَاعِ تَمْرِهِ) وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. فَمَعْنَى هَذَا عَلَى النَّصْبِ، لِأَنَّهُ حَضَّهُمْ عَلَى صِلَةِ أَرْحَامِهِمْ.
لكن قراءة حمزة بالخفض متواترة ،وثابتة عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فَمَنْ رَدَّ ذَلِكَ فَقَدْ رَدَّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، وَاسْتَقْبَحَ مَا قَرَأَ بِهِ، وَهَذَا مَقَامٌ مَحْذُورٌ،لهذا نجمع بين القراءتين لأنهما ثابثتين ولا نرد إحداهما .
المسائل التفسيرية :
-المخاطب في الآية :
الناس جميعا ،مؤنهم وكافرهم .
-فائدة الإتيان بلفظ الناس في الخطاب : لو كانت صيغة المسألة بتعبير أوجز وأدق
جاءَ الخِطابُ بِ يا أيُّها النّاسُ: لِيَشْمَلَ جَمِيعَ أُمَّةِ الدَّعْوَةِ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ القُرْآنَ يَوْمَئِذٍ وفِيما يَأْتِي مِنَ الزَّمانِ ذكره ابن عاشور .
-معنى التقوى:
هي الخوف من الله في السر والعلن
المراد بالتقوى في الاية :
هو عبادة الله وحده لا شريك له و ذلك بأن يتقى غَضَبه وتراعى حقوقه، وتَنْزِيهِهِ عَنِ الشُّرَكاءِ في الوُجُودِ والأفْعالِ والصِّفاتِ.حاصل ماذكره ابن كثير وابن عاشور .
-المقصد الأهم من التقوى :
تقوى المؤمن بِالحَذَرِ مِنَ التَّساهُلِ في حُقُوقِ الأرْحامِ واليَتامى مِنَ النِّساءِ والرِّجالِ.ذكره ابن عاشور .
-معنى الرب :
المالك .كما ذكر ابن عطية .
-فائدة التعبير بالضمير في قوله (ربكم )
عبر بالضمير دُونَ الِاسْمِ العَلَمِ، لِأنَّ في مَعْنى الرَّبِّ ما يَبْعَثُ العِبادَ عَلى الحِرْصِ في الإيمانِ بِوَحْدانِيَّتِهِ، إذِ الرَّبُّ هو المالِكُ الَّذِي يَرُبُّ مَمْلُوكَهُ أيْ، يُدَبِّرُ شُئُونَهُ، ولِيَتَأتّى بِذِكْرِ لَفْظِ الرَّبِّ طَرِيقُ الإضافَةِ الدّالَّةِ عَلى أنَّهم مَحْقُوقُونَ بِتَقْواهُ حَقَّ التَّقْوى، والدّالَّةِ عَلى أنَّ بَيْنَ الرَّبِّ والمُخاطَبِينَ صِلَةً تُعَدُّ إضاعَتُها حَماقَةً وضَلالًا. ذكره ابن عاشور
-الغرض من الإتيان بالاسم الموصول (الذي)
هو لِلْإيماءِ إلى وجْهِ بِناءِ الخَبَرِ لِأنَّ الَّذِي خَلَقَ الإنْسانَ حَقِيقٌ بِأنْ يُتَّقى.ذكره ابن عاشور
-المراد بالخلق في الاية :
الخلق في الآية: بمعنى الاختراع.كما ذكر ابن عطية .
-معنى التبعيض في “من “في قوله (خلقكم من نفس واحدة )
مَعْنى التَّبْعِيضِ أنَّ حَوّاءَ خُلِقَتْ مِن جُزْءٍ مِن آدَمَ. ذكره ابن عاشور
-المراد بالنفس في هذه الآية :
المراد بالنفس آدم عليه السلام .
-الغرض من ذكر أن الخلق كلهم من نفس واحدة : ( ماأصل الخلق بقوله من نفس واحدة ) لكان هذا التعبير أنسب
ذكر تعالى أنّ أصل الخلق من أبٍ واحد وأمٍّ واحدة؛ ليعطف بعضهم على بعضٍ، ويحنّنهم على ضعفائهم .ذكره ابن كثير
وفي الآيَةِ تَمْهِيدٌ لِما سَيُبَيَّنُ في هَذِهِ السُّورَةِ مِنَ الأحْكامِ المُرَتَّبَةِ عَلى النَّسَبِ والقَرابَةِ.ذكره ابن عاشور
-معنى الزوج :
الزوج في كلام العرب: امرأة الرجل، ويقال زوجة، ومنه بيت أبي فراس:
وإنّ الذي يسعى ليفسد زوجتي = كساع إلى أسد الشّرى يستبيلها
ذكره ابن عطية
-المراد (بالزوج) في الآية :
حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر من خلفه وهو نائمٌ، فاستيقظ فرآها فأعجبته، فأنس إليها وأنست إليه.هذا حاصل كلام المفسرين
-مرجع الضمير في قوله منها :
في ذلك قولان :
1- القول الأول : من ضلع آدم
واختلفوا إذاخلقت من ضلعه اليمين أم من الشمال :
أنه من الضلع الشمال : إن الله تعالى خلق آدم وحشا في الجنة وحده، ثم نام فانتزع الله أحد أضلاعه القصيرى من شماله.قاله ابن عباس ومجاهد والسدي وقتادة ، ذكر هذا القول ابن كثير وابن عطيةوغيرهم .فأما قول ابن. عباس فراوه عنه الطبري من طريق ابن أبي إسحاق ، وروى قول مجاهد من طريق ابن أبي نجيح ،وروى قول السدي من طريق أسباط ،وروى قول قتادة من طريق سعيد
وقيل: من يمينه فخلق منه حواء، ويعضد هذا القول الحديث الصحيح في قوله عليه السلام: «إن المرأة خلقت من ضلع، فإن ذهبت تقيمها كسرتها» وكسرها طلاقها.ذكره ابن عطية
2-القول الثاني : من جنسها
قال بعضهم: معنى منها من جنسها.ذكره ابن عطية وابن عاشور وضعفه . أيهم الذي ضعفه
وسبب تضعيفه له لِأنَّ ذَلِكَ لا يَخْتَصُّ بِنَوْعِ الإنْسانِ فَإنَّ أُنْثى كُلِّ نَوْعٍ هي مِن نَوْعِهِ.
الترجيح :
قال ابن عطية :واللفظ يتناول المعنيين، أو يكون لحمها وجواهرها من ضلعه، ونفسها من جنس نفسه . فمعنى ذلك أن التفسير يحتمل المعنيين والله أعلم .
-معنى (بث):
معناه :والبَثُّ: النَّشْرُ والتَّفْرِيقُ لِلْأشْياءِ الكَثِيرَةِ ،يقال: بث الله الخلق، وقال - عزّ وجلّ - {كالفراش المبثوث}وبعض العرب يقول: أبث اللّه الخلق، ويقال بثثتك سري وأبثثتك سري .حاصل ماذكره ابن عاشور والزجاج
-الغرض من حصر ذرية آدم وحواء في الرجال والنساء :
الغرض من ذلك هو الإشارة إلى أن البشر محصورين في نوعين الرجال والنساء، وهذا يقتضي أن الخنثى ليس بنوع، وأنه مرده إلى أحد هذين النوعين.ذكره ابن عطية .
-فائدة تكرار الأمر بالتقوى :
التأكيد والتنبيه لنفوس المأمورين .ذكره ابن عطية .
-معنى (تساءلون ):
تطلبون حقوقكم به.ذكره الزجاج
-معنى (رقيب )
هو الذي يرقب إذا أحد النظر بالبصر أو بالبصيرة إلى أمر ما ليتحققه على ما هو عليه، ويقترن بذلك حفظ ومشاهدة وعلم بالحاصل عن الرقبة.ذكره ابن عطية
فائدة تذييل الآية باسم الرقيب :
لأن فيه إرشادٌ وأمرٌ بمراقبة الرّقيب.ذكره ابن كثير
-المخاطب في قوله (عليكم ) لو قلتي مرجع الضمير في قوله عليكم
الناس الذين خوطبوا في بداية الآية .
-الغرض من قوله (عليكم )
فيه ضرب من الوعيد ، أي :هو مراقبٌ لجميع أعمالكم وأحوالكم كما قال: {واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ} [البروج: 9].ذكره ابن كثير
-إعراب مسائل الآية :
-معنى الحروف في (قوله (يأيها)
يا» حرف نداء، و (أي)منادى مفرد و (هـا)تنبيه. ذكره ابن عطية
-إعراب (الناس)
الناس نعت لأي أو صلة على مذهب أبي الحسن. ذكره ابن عطية
-إعراب الذي :
الّذي في موضع نصب على النعت .ذكره ابن عطية
-نوع من في قوله :(خلقكم من نفس واحدة )
هي تَبْعِيضِيَّةٌ. ذكره ابن عاشور
-سبب تأنيث كلمة ( واحدة ) مع أنها تعود على آدم
لأن النفس لفظة مؤنثة وواحدة صفة لها . حاصل كلام ابن عطية
-إعراب (رقيب )
بناء الاسم الفاعل من رقب يرقب .ذكره ابن عطية
هذا الجهد وعليه التكلان ، ولعل هيئة التصحيح توضح لنا النقص في هذا التطبيق ، وتعقب على مجهودنا تلخيصاً وتصحيحاً ، ولعل هناك قصور في تصحيحي ، وبحول الله يثمر هذا المجهود بالفهم و الاتقان ..

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir