دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العام للمفسر > منتدى المسار الثاني

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #9  
قديم 7 ربيع الثاني 1445هـ/21-10-2023م, 02:35 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا بدوي مشاهدة المشاركة
قوله جلّ وعزّ: {قال الحواريّون نحن أنصار اللّه}
س_على من يطلق لفظ الحواريون؟
يدخل فيهم صفوة الأنبياء، و الذين تصلح لهم الخلافة، و المجاهدين، الوزير
• صفوة الأنبياء:قاله الضحاك، و ذكره أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ في مجاز القرآن، و نسبه الزجاج إلى أهل اللغة ونسبه ابن الجوزي إلى حُذّاقُ اللُّغَوِيِّينَ، ، و ذكره فخر الدين الرازي في تفسيره، السمين الحلبي في الدر المصون.
 أخرجه عن الضحاك ابن جرير و ابن المنذر من طريق المنجاب، قال:بن الحارث، قال: حدّثنا بشرٌ، عن عمارة، عن أبي روقٍ، عنه به. [ابن المنذر روى هذا القول عن أبي عبيدة وليس الضحاك]
• من تصلح لهم الخلافة: قاله قتادة.
 أخرجه عنه ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم من طريق اسماعيل بن عليّة، عن روح بن القاسم، عنه به.
• الوزير: قاله قتادة.
أخرجه عبد الرزاق و ابن أبي حاتم عن معمرٌ عنه به.
• الناصر: أخرجه ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة كما ذكر السيوطي في الدر المنثور، و ذكره و اختاره ابن كثير .
.
و قد اختلف أهل التأويل في السّبب الّذي من أجله سمّوا حواريّين على أقوال تعود للمعنى اللغوي الاشتقاقي، لذا نبين فيما يلي أقوال أهل العلم في الأصل اللغوي ل(الحواريون)
الأصل اللغوي الاشتقاقي:

1- أصل الكلمة عربي:
أ‌. اشتقاقه من حار يَحُور - أي: رَجَع ، الحَوْرُ: التّردّد إمّا بالذّات، وإمّا بالفكر،قاله الراغب الأصفهاني في مفردات القرآن و السمين الحلبي في الدر المصون ، و استشهد الراغب بقوله عزّ وجلّ: إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ(الانشقاق/ ١٤) ، و قال : أي: لن يبعث، وذلك نحو قوله: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا، قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ [التغابن/ ١٧] ، وحَارَ الماء في الغدير: تردّد فيه، وحَارَ في أمره: تحيّر، ومنه: المِحْوَر للعود الذي تجري عليه البكرة لتردّده
قال ابن عادل في اللباب في علوم القرآن :و حار الماء في القدر، وحار في أمره، وتحيَّر فيه، وأصله تَحَيْوَرَ، فقُلِبَت الواوُ ياءً، فوزنه تَفَيْعَل، لا تفعَّل؛ إذْ لو كان تفعّل لقيل: تحوَّر نحو تجوَّز ومنه قيل للعود الذي تُشَدُّ عليه البكرة: مِحْوَر؛ لتردُّدِهِ، و هو ما ذكره الزجاج في معاني القرآن: قال : قال بعضهم: إنما قيل له محور للدوران؛ لأنه يرجع إلى المكان الذي زال منه.
ب‌. :حَوَّرْتُ الشّيء: بيّضته ودوّرته، و حرت الثوب، أي: غسلته وبيضته- الغسل يكون بتدوير الملابس حتى تخلص من الشوائب و الأوساخ - و هو ما قاله عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ في غريب القرآن وتفسيره، و ذكره الزجاج و الراغب الأصفهاني في مفردات القرآن و فخر الدين الرازي في تفسيره.
و قَالَ: و قد جعله الزجاج أحد أسباب تسمية المحور فقال: إنما قيل له محور؛ لأنه بدورانه ينصقل حتى يصير أبيض، كما ذكر الزجاج و فخر الدين الرازي أنه يقال : دقيق حوّاري من هذا، أي : قد أخذ لبابه، وكذلك عجين محوّر للذي يمسح وجهه بالماء حتى يصفو، ويقال عين حوراء إذا اشتد بياضها، وخلص، واشتد سوادها.
ت‌. . الاشتقاق من نقاء القلب وخلوصه وصدقه، قاله الضحاك و أبو البقاء، وهو راجع للمعنى ( التبييض) خلوص البياض،ذكر ذلك ابن عادل في اللباب في علوم الكتاب.
ث‌. أرجع السمين الحلبي المعنى في الدر المصون إلى الناصر؛ فقال والحواريون، جمع حواري، وهو النّاصرُ، وهو مصروفٌ - وإن ماثل (مفاعل) ؛ لأن ياء النسب فيه عارضة ومثله حَوَاليّ - وهو المحتال - ،الياء في حواريّ وحواليّ - عارضة، بخلافها في قَمَاري وبخاتيّ فإنها موجودة - قبل جمعهما - في قولك قُمْريّ وبُخْتِيّ.
2- أصل الكلمة غير عربي:
و نسب ابن الأنباري هذا القول لمقاتل و قال : أن قول مقاتل هو : هذا حرف اشتركت فيه لغة العرب ولغة النبطِ. [أين ذكره ابن الأنباري؟]
و نسبه السمين الحلبي في الدر المصون إلى الضحاك؛ قال :قال الضّحّاكُ: هم الغَسَّالون وهم بلغة النبط - وهواري - بالهاء مكان الحاء.
و هو ما ذكره فخر الدين الرازي في تفسيره دون نسبة ؛أن الذي يغسل الثياب يُسمى بلغة النبط هواري، و هو القصار، فعُربت اللفظة حتى صارت حواري.
و مما سبق تظهر لنا أسباب إطلاق لفظ الحواريين عمن ذكرنا:
1- سبب يعود لمعنى البياض:
أ‌. سمّوا بذلك لبياض ثيابهم، قاله ابن عباس، سعيد بن جبير ، ومسلم البطين، و ذكره كلًا [كلٌ] من: عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ، ابن عطية، ابن كثير.
قول ابن عباس رضي الله عنهما:
-أخرجه كلًا من : ابن جرير و ابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق ميسرة النّهديّ عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عنه به.
- و ذكر السيوطي في الدر المنثور أن الفريابي و عبد حميد أخرجاه عنه
نسبه الزجاج و فخر الدين الرازي إلى سعيد بن جبير دون إسناد.
أخرجه عن مسلم البطين ابن المنذر في كتاب التفسير، قال: حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنْ أبي الجحاف، عَنْ مسلم البطين، قَالَ " كانوا صيادين، إِنَّمَا سموا الحواريين لبياض ثيابهم
- ذكر الواحديُّ أن هذا المعنى هو المختار عند أهل اللغة.
- سموا بذلك لأنّهم كانوا غسالين قصّارين يبيّضون الثّيابـ، حاصل قول كلًا من الضحاك وابن أبي أرطأة، جريج، أبو عبيدة المثني، و أبو عبيد ، و نسبه فخر الدين الرازي و ابن الأنباري إلى مقاتل بن سليمان.
و ذكره عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ في غريب القرآن وتفسيره، و ابن الجوزي في زاد المسير.
قول الضحاك:
- أخرجه عنه كلًا من: عبد بن حميد (كما ذكر السيوطي في الدر المنثور)، و ابن جرير و ابن أبي حاتم بألفاظ مختلفة.
قول ابن أبي أرطإة:
- أخرجه َ عنه كلًا من :عبد بن حميد (كما ذكر السيوطي في الدر المنثور) و ابن جرير و عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (في تفسير مجاهد).
- حكاه عنه الزجاج في معاني القرآن.
•وأخرجه ابن المنذر في تفسيره عن ابن جريج :
قال : حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عنه به "
قاله أبو عبيدة المثني في نقائض جرير والفرزدق .
و قاله أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (في الغريب المصنف)،و أخرجه عنه ابن المنذر في تفسيره :
- قال: حَدَّثَنَا علي، قَالَ: قَالَ أبو عبيد" والأصل فِي هَذَا فيما بلغنا أنهم كانوا غسالين، وإنما سموا حواريين لتبييضهم الثياب، وكل شَيْء بيضته فقد حورته، فكانوا هم أنصار عِيسَى دون النَّاس.
- و قال: أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيد، قَالَ " الحواريون صفوة الأنبياء الذين اصطفوهم " قَالَ أبو عبيدة: " وَقَالُوا: القصارين.
و أرجع السمين الحلبي في الدر المصون سبب إطلاق الحواريين على الغسالين( القصارين) إلى تنظيفهم الثياب.
ج‌. الحَوارِيُّ، إنَّما سُمِّيَ بِذَلِكَ، لِأنَّهُ يُنَقّى مَن لُبابِ البِرِّ وخالِصِهِ، قاله الزجاج و ذكره عنه ابن الجوزي. [الدقيق الحُوَّارى، وينقى من لباب البر، أي القمح]
و عبر العلماء عن هذا المعنى بعبارات فيها نكت :
- قال ابن المبارك: سُمُّوا بذلك؛ لما عليهم من أثر العبادة ونورها- و لعل تفسير قوله أنه انعكاس باطن قلوبهم النقية-.
- و قال الراغب الأصفهاني في كتابه مفردات القرآن: وقال بعض العلماء: إنّما سمّوا حواريّين لأنهم كانوا يطهّرون نفوس النّاس بإفادتهم الدّين والعلم المشار إليه بقوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب/ ٣٣
- و في هذا اللفظ تشبيه أن قلوبهم في طهارتها من النفاق و الريبة كالثوب الأبيض، و هو مدح لأصحابه و إشارة إلى نقاء هذه القلوب، و هو ما قاله فخر الدين الرازي في تفسيره، مضيفًا أنه بمعرفة أصل اللفظ يتبين الاستعمال العرفي للكلمة دليلا على خواص الرجل و بطانته.
- هو مجاز عن التنظيف من الآثام، وما يشوب الدين، فهم الَّذِينَ أخْلَصُوا، ونُقُّوا مِن كُلِّ عَيْبٍ، وكَذَلِكَ الدَّقِيقُ ذكر ذلك ابن عادل في اللباب في علوم الكتاب
ويدخل تحت هذا المعنى صفوة الأنبياء، و الذين تصلح لهم الخلافة، و المجاهدين، الوزير

خلاصة الأقوال:
ترجع هذه الأقوال جميعًا إلى النقاء والبياض الخالص، رمز الطهارة والإخلاص، وهو ما عليه صفوة الأنبياء والذين تصلح لهم الخلافة، والوزير، والمجاهدين، و قد ذكر كلًا من ابن جرير و فخر الدين الرازي و ابن عطية في تفاسيرهم و ابن عادل في اللباب في علوم الكتاب، ما معناه أن استخدام لفظ الحواريين أصبح يستخدم عُرفًا في التعبير عن كل خاصة الرجل و بطانته من أصحابه، و استدل ابن جرير و فخر الدين الرازي و ابن عادل بما قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم: لكلّ نبيٍّ حواريّ، وحواريّ الزّبير يعني خاصّته.
و هذا المعنى هو خلاصة لما قال العلماء مع اختلاف ألفاظهم:
قال الزجاج : صفوة الأنبياء لإخلاصهم، والبياض الخالص.
و قال فخر الدين الرازي (٦٠٦ هـ) في تفسيره: أن َ الحَوارِيَّ اسْمٌ مَوْضُوعٌ لِخاصَّةِ الرَّجُلِ، وخالِصَتِهِ، ومِنهُ يُقالُ لِلدَّقِيقِ حُوّارى، لِأنَّهُ هو الخالِصُ مِنهُ «وقالَ ﷺ لِلزُّبَيْرِ: ”إنَّهُ ابْنُ عَمَّتِي، وحَوارِيَّ مِن أُمَّتِي“» والحَوارِيّاتُ مِنَ النِّساءِ النَّقِيّاتُ الألْوانِ والجُلُودِ، فَعَلى هَذا الحَوارِيُّونَ هم صَفْوَةُ الأنْبِياءِ الَّذِينَ خَلَصُوا وأخْلَصُوا في التَّصْدِيقِ بِهِمْ وفي نُصْرَتِهِمْ.
و قال السمين الحلبي: وقيل: الحواريّ: هو صفوة الرجل وخالصته واشتقاقه من حرتُ الثوب، أي: أخلصت بياضَه بالغَسْل.
جمع ابن جرير و ابن عطية بين كون السبب بياض ثيابهم و أنهم كانوا غسالين.
.قال الواحديُّ في البسيط: والمختار - من هذه الأقوال عند أهل اللغة - أن هذا الاسم لزمهم للبياض ثم ذكر ما تقدم عن أبي عبيد.
و قد اختار ابن كثير أن الحواري معناها الناصر، و استشهد بما استشهد غيره من المفسرين بالحديث " إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير).
و قد ذكرنا فيما سبق ما روي عن أتباع عيسى عليه السلام أنهم كانوا قصارين.
كما حكى ابن عطية (في المحرر الوجيز) عن مكي: أن مريم دفعت عيسى عليه السلام في صغره في أعمال شتى، وكان آخر ما دفعته إلى الحواريين وهم الذين يقصرون الثياب ثم يصبغونها فأراهم آيات وصبغ لهم ألوانا شتى من ماء واحد [هذا خبر يحتاج إلى تثبت]
يتبين مما سبق أن السبب لهذه التسمية هو مجموع ما ذكر
فأتباع عيسى عليه السلام كانوا قصارين بياض الثياب والقلوب طاهريها، أخلصوا أنفسهم لنصرة عيسى عليه السلام، و أصبح عُرفًا يطلق على من كانت صفته النصرة؛ من صفوة الأنبياء خاصة، و بطانة الرجال عامة.
و الله أعلم

التقويم: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيك ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir