مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير
المجموعة الثانية:
س1: ما هوالتفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
التفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته :هو التفسير الذي يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه .
المقصود بالبلاغ الصحيح : الآيات البيّنات التي تدل على المراد دلالة بيّنة ظاهرة في أمر من أمور الدين المعلومة بالضرورة للمسلمين.
حكمه :
-لا يعذر أحد بجهالة هذا الخطاب إذا بلغه بلاغاً صحيحا.
-وبهذا يخرج من لم تبلغه، ومن بلغته لكن على وجه لا تقوم به الحجة؛ كالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه، ومن في حكمه.
مثال :
قول الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}صريح في الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك.
قول الله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرمالله إلا بالحق}،
قول الله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} .
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرقمتعددة في مسألة واحدة؟
قد يجتمع في المسألة الواحدة من مسائل التفسير طرق متعددة من طرق التفسير ؛فطرق التفسير ليست متمايزة ولا متخالفة، بل بينها تداخل واشتراك، ويعين بعضها على بعض و المقصود من التقسيم توضيح الطريقة للمتعلّم .
فالنبي صلى الله عليه وسلم قد فسّرالقرآن بالقرآن، وفسّر القرآن بلغة العرب ،كذلك تفاسير الصحابة والتابعين منها استعمال لتفسير القرآن بالقرآن، ومنها استعمال لتفسير القرآن بالسنة، ومنها استعمال لتفسير القرآن بلغة العرب، ومنها تفسير بالرأي والاجتهاد.
طرق التفسير على أنواع منها ما يُكتفى فيه بالنص لظهور دلالته على المراد ؛ منها ما يُحتاج معه إلى اجتهاد، فيقع الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بلغة العرب ، والاجتهاد بما يفهم من بعض أقوال الصحابة والتابعين فيستدل بها على نظائرها في التفسير.
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
شروط صِحَّة تفسيرالقرآن بالقرآن
قول المفسّر في تفسير القرآن بالقرآن شرطان:
الشرط الأول:صحّة المستدلّ عليه : يجبأن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح؛ فكلّ تفسير اقتضى معنى باطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدلّ على خطأ المفسِّر أو وَهْمِه أو تمحُّله.
الشرط الثاني:صحّة وجه الدلالة : قد يكون وجه الدلالة ظاهراً مقبولاً ،وقد يكون خفيّا صحيحاً ، وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محلّ نظر واجتهاد، وقديدلّ على بعض المعنى.
*التفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال تفسير بدعي خاطئ. لمَ النسخ!!!
س4: بيّنأنواع تفسير القرآن بالسنة.
أنواع تفسير القرآن بالسنة
على ثلاثة أنواع:
قول النبي صلى الله عليه وسلم، وفعله، وإقراره، وكلّ ما أفهمَ بيانَ مرادِ اللهِ عز و جلّ من ذلك بنصّ صريح فهو تفسير نبويٌّ للقرآن.
التفسير القولي:
قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا}
قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار»رواهالترمذي من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأصله فيالصحيحين.
أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قيل لبني إسرائيل:{ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم}فبدلوا، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم ، وقالوا: حبة في شعرة»رواه البخاري ومسلم. رواه معمر عن همام بنمنبه عن أبي هريرة رضي الله عنه
ورواه الترمذي أيضاً ولفظه: (قال: "دخلوا متزحفين على أوراكهم" أي منحرفين).
قال الترمذي:(وبهذا الإسناد عن النبيصلى الله عليه وسلم: {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}قال: قالوا: حبة في شعرة).
التفسير العملي :
له أمثلة كثيرة:
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاةالمأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة}وقوله: {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتمونيأصلّي» رواه البخاري منحديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
تفسيره صلى الله عليه وسلم لمعنى إتمام الحجّ المأمور به في قوله تعالى: {وأتمّوا الحجّ والعمرة لله}بأدائه لمناسك الحج على الوجه الذي رضيه الله تعالى، وأمر أصحابه أن يأخذوا عنه مناسكهم.
- وكذلك كثير من العبادات والمعاملات التي ورد الأمر بها في القرآن فإنّ هدي النبي صلى الله عليه وسلم تفسير عملي لمراد الله تعالى بها.
التفسير بالإقرار:
إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر :
لمانزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)}في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك ، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر»والحديث فيمسند الإمام أحمد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس عن عمر.
25: بيّن خصائص التفسير النبوي.
س خصائص التفسير النبوي.
ينبغي أن يُعلم أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم له خصائص امتاز بها عن غيره من التفاسير:
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً:
كلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه.
النبي صلى الله عليه وسلم قد يجتهد في التفسير كما يجتهد في سائر الأحكام لكنه معصوم من أن يُقرّ على خطأ في بيان ما أنزل الله إليه.
تفسيرالنبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها :
وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم؛ ومن أمثلةذلك:
أ-حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسولالله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُواصَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}». رواه مسلم.
ب- وحديث يَعْلَى بنأُمَية قال: سألتُ عمر بن الخطاب قلت: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا}وقد أمنَ الناس؟ فقال لي عمر: عجبتُ مما عجبت منه فسألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: "صدَقةٌتَصَدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته".رواهمسلم.
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي :
ولذلكأمثلة كثيرة:
عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله:{يثبت الله الذين آمنوا بالقولالثابت}».متفق عليه. من حديث علقمة بن مرثد، عن سعدبن عبيدة.
س6: تحدّث عنتعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشأن التفسير:
كان الصحابة رضيالله عنهم على قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم، فقد أدّبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أدباً حسناً، فلزموا تأديبه وهديه،وقد ورد في ذلك أحاديث:
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص :
قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.قال: فخرج علينا رسول الله صلى اللهعليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم،باختلافهم في الكتاب»رواه أحمد ومسلم والنسائي في الكبرىمن طريق أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن عبد الله بنعمرو.
حديث عبد الله بن أبيمليكة :
- عبد الله بن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتابوأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنةوابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلمن عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب}قالت: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمىالله فاحذروهم» متفق عليه.
حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه
عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذااختلفتم فقوموا عنه».رواه البخاري ومسلم وغيرهما منطرق عن أبي عمران الجوني
أثر تعليم النبي صلى الله عليه وسلم :
وهذاالتعليم والتأديب من النبي صلى الله عليه وسلم أخذه الصحابة رضي الله عنهم أحسن الأخذ؛ وانتهجوه أحسن الانتهاج، وظهرت آثاره على هديهم ووصاياهم.
هَدي أبو بكر الصديق رضي الله عنه :
-قال عبد الله بن أبي مليكة: سئلأبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال:أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟). رواه سعيد بن منصور. وابن أبي مليكة لم يدرك أبا بكر، لكن رويت هذه المقالة عن أبي بكرمن طرق يشدّ بعضها بعضاً.
هَدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
-قرأ عمر بن الخطاب: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلباوفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟
ثم قال: (هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا مابيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه).رواه الطبراني في مسندالشاميين من طريق شعيب عن الزهري قال: حدثني أنس بن مالك وأصله في صحيح البخاري مختصراً بلفظ: (نهينا عن التكلف).
هدي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
وقال عبد الله بن مسعود لمّا بلغه قول رجل في مسألة في التفسير: (من علم علماً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من فقه الرجل، أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم). والخبر في صحيح مسلم
عبد الله بن عباس رضي الله عنه
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لأصحابه: (لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم).رواه أبو عبيد القاسم بن سلام
الخلاصة :
نشأ جيل الصحابة على هذا التعظيم لكتاب الله تعالى، والتحرّز من القول فيه بغير علم، وأن لا يسألوا عن مسائل العلم إلا أهلَ العلم المعروفين به، وأن لا يتكلفوا ما لا علم لهم به، ولا يتنازعوا في القرآن ، ولا يضربوا بعضه ببعض.
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلافالصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة رضي الله عنهم فيالتفسير
· اختلاف الصحابة رضيالله عنهم في مسائل التفسير قليل جداً في جنب ما لم يؤثر عنهم فيه اختلاف.
· ما روي عنهم من مسائل الخلاف فأكثره مما لا يصح إسناده.
ما صحّ إسناده إليهم فهو على نوعين:
النوعالأول: ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح وأكثره ممايكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى.
من أمثلة هذا النوع :
مثال 1اختلافهم في سبب نزول آية البقرة
-ما تقدّم من القولين في سبب نزول قول اللهتعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمنّ حجّ البيت أواعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما...}
وقد حكى القولين عن الصحابة أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كما في صحيح البخاري.
والنوعالآخر: ما يُحتاج فيه إلى الترجيح.
عامّة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.
أرشاد الصحابةُ للتابعين في حال اختلاف الصحابة
قد أرشد الصحابةُ التابعين إلى الهدى في هذه الحالة.
من ذلك أن ابن مسعود رضيّ الله عنه حين بلغه قول مخالف لقوله ؛ ذكر القول الذي يعرفه بصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وعلمه بأحوال نزول القرآن، ولم يعبْعلى من علم علماً أن يقول به.
أما الاختلاف بسبب التأويل الخاطىء فمن النادر وقوع اختلاف بسبب تأويل خاطئ؛ وما وقع من ذلك فلا يخلو قائله من الإنكارعليه وبيان خطئه .
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون فيالتفسير؟
نعم كان الصحابة يجتهدون في التفسير .
خصائص اجتهاد الصحابة :
*يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة
*اجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم لما سبق ذكره من أوجه تفضيل تفسيرهم
*امتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم.
ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير :
اجتهادأبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة :
-اجتهادأبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
-قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تباركوتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه).هذا لفظ ابن جرير، وهذا التفسير ثابت عن أبي بكر رضي الله عنه من طرق أخرى موصولة.
-وقد صحّ تفسير الكلالة مرفوعاً من حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين، بما يوافق تفسير أبي بكر.
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم فيالتفسير.
أقسام المرويات عن الصحابة في التفسير
تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام:
القسم الأول:صحيح الإسناد صحيح المتن
حكمه :يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، ثمّ يكون حكمه على ما سبق بيانه من مراتب حجيّة أقوال الصحابة.
النوع الثاني:ضعيف الإسناد غير منكر المتن
هذا النوع كثير فيكتب التفسير المسندة، وهو على ثلاث مراتب يأتي تفصيلها.
النوع الثالث:ضعيف الإسناد منكر المتن
حكمه: يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الرابع: صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن
- مرويات هذا النوع قليلة جداًفي كتب التفسير
-نكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم .
*تنبيه :الحكم بنكارة المتن قضيّة اجتهادية؛فقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن لما سبق إلى فهمه، ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلَّف ولا منكر.
مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة فيالتفسير
ما يحكم عليه بالضعفمما يُروى عن الصحابة في التفسير على نوعين:
النوع الأول: ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه، وقد تقدّم الحديث عنه.
والنوع الآخر:ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده، وهو على ثلاثمراتب:
المرتبة الأولى: الضعف اليسير
كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيفالضبط يُكتب حديثه، ونحو هذه العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر
حكمه : جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّدفي ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
والمرتبة الثانية: الضعف الشديد
مايكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أواضطراب حديثه أو شَابَته شائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة ؛ و مرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسيرالمسندة .
حكمه :
-أهل الحديث يتشدّدون في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها.
-هذه المرتبة ليستحجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة .
*تساهل بعضالمفسّرين في ذلك وحذفوا الأسانيد اختصاراً، وكان هذا من أسباب شيوع كثير من الأقوال المعلولة إلى الصحابة رضي الله عنهم.
المرتبةالثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير
حكمها : لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.