دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الآخرة 1443هـ/5-01-2022م, 10:22 AM
عزيزة أحمد عزيزة أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 174
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون" وفقا للأسلوب المقاصدي
يخبر تعالى في هذه الآية عن عظمة القرآن ومدى تأثيره بوعده ووعيده في المتلقى، الذي ينبغي أن يكون معظما للقرآن، يخشع له قلبه ويتصدع عند سماعه، فلو أنزل هذا القرآن العظيم على جبل لصار هذا الجبل في حالة من الخشوع والتصدع يراها كل من يطالعه، هذا وهو جبل صلب غليظ قاسٍ فكيف يكون حال المؤمن وقلبه عند سماعه.
قال ابن عباس رضي الله عنه في الآية: "لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه ، لتصدع وخشع من ثقله ، ومن خشية الله فأمر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع" ذكره ابن كثير
وقد ورد عن أحد الصالحين أنه قال "إنما العلم الخشية" مستدلاً بقوله تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء"
وتلقى القرآن بخشية وخشوع له أعظم الأثر في قلب المؤمن ومن ثم على سلوكه فالسلوك مرآة الفكر، فما بالك بقلب وعى مواعظ القرآن وأنزلها على قلبه فرسخ فيه القرآن وانتفع صاحبه بمواعظه، فإن القرآن إذا أنزل على القلب أثمر أعظم ثمار الخشية من رب الأرباب قال تعالى في سورة الشعراء:"وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين" وقال تعالى: "قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين"
هذا للقلب المؤمن الذي يخشى الله ويتخشع عند سماعه خلافا لمن خلا قلبه من خشية الله والعياذ بالله، بل ربما زاده القرآن خسرانا كما قال تعالى: " قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى" وقال تعالى عن حال المنافقين مع سور القرآن" وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون"
وخلو القلب من خشية الله يورثه القسوة مما يدفعه إلى فعل كل قبيح، فأبعد القلوب عند الله هو القلب القاسي، قال تعالى منكرا على الكفار وحالهم عند سماع القرآن "فما لهم لا يؤمنون وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون" سورة الانشقاق
وعاب تعالى عليهم قائلاً "أفلا يتدبرون القرآن" سورة النساء
بل أخبر تعالى أن من مقاصد إنزال القرآن وذكر الوعيد فيه هو تذكرة القلوب لتتعظ وتخشى الله فقال "وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا" سورة طه
وجاء سياق آية الحشر في نهايات السورة بعد الأمر بتقوى الله والنهي عن نسيانه، فمن أعظم الأسباب المعينة على تقوى الله وذكره تعالى هو اتباع هذا الكتاب والعمل به والتأدب والتخشع عند سماعه وتلاوته.
وقد جاء مطلع السورة الكلام عن إجلاء بني النضير وكيف قذف تعالى في قلوبهم الرعب وهذا حال كل قلب خلا عن خشية الله ما أضعفه وأوهنه وإن ركن لحصونه وسلاحه، تخونه نفسه وقلبه في أحرج اللحظات ثم الكلام عن المنافقين وعزمهم على نصر إخوانهم اليهود وأيضاً خانتهم قلوبهم الخاوية من خشية الله فخذلوهم، ثم حال من اتبع الشيطان حتى كفر فخذله الشيطان في الدنيا وسيخذله في الآخرة "فلا تلوموني ولوموا أنفسكم"
وهكذا حال كل قلب خلا من خشية الله فضربت عليه القسوة فهو أخذل ما يكون لصاحبه عند الحاجة لثبات قلبه
ووصف الله المتقين في كتابه في سورة الأنبياء "الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون" فهذه الخشية دفعتهم للعمل الصالح وتقوى الله.
وختم الله الآية بعد ضرب المثل بقوله "وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون" فضرب المثل يقرب الصورة ويوضحها في الذهن، وأمثال القرآن من أنفع الأمور لقلب المؤمن واستجلاب خشية الله سبحانه وتعالى.
نسأل الله أن يرزقنا خشيته وأن يعمر قلوبنا بمحبته وخشيته ومحبة كتابه.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 جمادى الآخرة 1443هـ/10-01-2022م, 01:14 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزيزة أحمد مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله تعالى: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون" وفقا للأسلوب المقاصدي
يخبر تعالى في هذه الآية عن عظمة القرآن ومدى تأثيره بوعده ووعيده في المتلقى، الذي ينبغي أن يكون معظما للقرآن، يخشع له قلبه ويتصدع عند سماعه، فلو أنزل هذا القرآن العظيم على جبل لصار هذا الجبل في حالة من الخشوع والتصدع يراها كل من يطالعه، هذا وهو جبل صلب غليظ قاسٍ فكيف يكون حال المؤمن وقلبه عند سماعه.
قال ابن عباس رضي الله عنه في الآية: "لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه ، لتصدع وخشع من ثقله ، ومن خشية الله فأمر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع" ذكره ابن كثير
وقد ورد عن أحد الصالحين أنه قال "إنما العلم الخشية" مستدلاً بقوله تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء"
وتلقى القرآن بخشية وخشوع له أعظم الأثر في قلب المؤمن ومن ثم على سلوكه فالسلوك مرآة الفكر، فما بالك بقلب وعى مواعظ القرآن وأنزلها على قلبه فرسخ فيه القرآن وانتفع صاحبه بمواعظه، فإن القرآن إذا أنزل على القلب أثمر أعظم ثمار الخشية من رب الأرباب قال تعالى في سورة الشعراء:"وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين" وقال تعالى: "قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين"
هذا للقلب المؤمن الذي يخشى الله ويتخشع عند سماعه خلافا لمن خلا قلبه من خشية الله والعياذ بالله، بل ربما زاده القرآن خسرانا كما قال تعالى: " قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى" وقال تعالى عن حال المنافقين مع سور القرآن" وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون"
وخلو القلب من خشية الله يورثه القسوة مما يدفعه إلى فعل كل قبيح، فأبعد القلوب عند الله هو القلب القاسي، قال تعالى منكرا على الكفار وحالهم عند سماع القرآن "فما لهم لا يؤمنون وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون" سورة الانشقاق
وعاب تعالى عليهم قائلاً "أفلا يتدبرون القرآن" سورة النساء
بل أخبر تعالى أن من مقاصد إنزال القرآن وذكر الوعيد فيه هو تذكرة القلوب لتتعظ وتخشى الله فقال "وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا" سورة طه
وجاء سياق آية الحشر في نهايات السورة بعد الأمر بتقوى الله والنهي عن نسيانه، فمن أعظم الأسباب المعينة على تقوى الله وذكره تعالى هو اتباع هذا الكتاب والعمل به والتأدب والتخشع عند سماعه وتلاوته.
وقد جاء مطلع السورة الكلام عن إجلاء بني النضير وكيف قذف تعالى في قلوبهم الرعب وهذا حال كل قلب خلا عن خشية الله ما أضعفه وأوهنه وإن ركن لحصونه وسلاحه، تخونه نفسه وقلبه في أحرج اللحظات ثم الكلام عن المنافقين وعزمهم على نصر إخوانهم اليهود وأيضاً خانتهم قلوبهم الخاوية من خشية الله فخذلوهم، ثم حال من اتبع الشيطان حتى كفر فخذله الشيطان في الدنيا وسيخذله في الآخرة "فلا تلوموني ولوموا أنفسكم"
وهكذا حال كل قلب خلا من خشية الله فضربت عليه القسوة فهو أخذل ما يكون لصاحبه عند الحاجة لثبات قلبه
ووصف الله المتقين في كتابه في سورة الأنبياء "الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون" فهذه الخشية دفعتهم للعمل الصالح وتقوى الله.
وختم الله الآية بعد ضرب المثل بقوله "وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون" فضرب المثل يقرب الصورة ويوضحها في الذهن، وأمثال القرآن من أنفع الأمور لقلب المؤمن واستجلاب خشية الله سبحانه وتعالى.
نسأل الله أن يرزقنا خشيته وأن يعمر قلوبنا بمحبته وخشيته ومحبة كتابه.
زادكِ الله علما ونفع بكِ.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir