دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 ذو الحجة 1429هـ/23-12-2008م, 11:34 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان


المضافُ إلَى يَاءِ المُتَكَلِّمِ
42- آخِرَ مَا أُضِيفَ لِلْيَا اكْسِرْ إذَا = لَمْ يَكُ مُعْتَلاًّ كَرَامٍ وَقَذَا
421- أوْ يَكُ كَابْنَيْنِ وَزَيْدِينَ فَذِي = جَمِيعُهَا الْيَا بَعْدُ فَتْحُهَا احْتُذِي
422- وَتُدْغَمُ الْيَا فِيهِ وَالْوَاوُ وَإنْ = مَا قَبْلَ وَاوٍ ضُمَّ فَاكْسِرْهُ يَهُنْ
423- وَألِفاً سَلِّمْ وَفِي الْمَقْصُورِ عَنْ = هُذَيْلٍ انْقِلابُهَا يَاءً حَسَنْ
هذا الفصْلُ معقودٌ لأحكامِ إضافةِ الاسمِ إلى ياءِ المتكَلِّمِ، وأُفْرِدَتْ في بَحْثٍ مُسْتَقِلٍّ؛ لأنَّ لها أحكاماً خاصَّةً فيما يَتعلَّقُ بالياءِ، وما يَتعلَّقُ بآخِرِ المضافِ.
فالقاعدةُ العامَّةُ في هذا البابِ وُجوبُ كَسْرِ آخِرِ المضافِ للياءِ للمناسَبَةِ، وبِناءُ ياءِ المتكلِّمِ عن السكونِ أو الفتْحِ في مَحَلِّ جَرٍّ، ويَدخُلُ في ذلكَ المفرَدُ الصحيحُ؛ كغُلامٍ وكتابٍ؛ نحوُ: كتابِي جَدِيدٌ، والمفرَدُ الشبيهُ بالصحيحِ، (وهوَ ما آخِرُهُ واوٌ أوْ ياءٌ قَبْلَها حرْفٌ ساكنٌ)، مثلُ: دَلْوٍ، صَفْوٍ، سَقْيٍ، ظَبْيٍ؛ نحوُ: سَقْيِي المَاءَ مِنْ دَلْوِي فيهِ ثوابٌ عظيمٌ. كما يَدْخُلُ في ذلكَ جَمْعُ التكسيرِ إذا كانَ صحيحَ الآخِرِ، مثلُ: طُلاَّبٍ، كُتُبٍ؛ نحوُ: كُتُبِي مُرَتَّبَةٌ. وجَمْعُ المؤنَّثِ السالِمُ، مِثلُ: أَخواتٍ، عَمَّاتٍ، بَنَاتٍ؛ نَحْوُ: أَزُورُ عَمَّاتِي وأَصِلُ أَخَوَاتِي.
والقاعدةُ في إعرابِ ما تَقَدَّمَ: في حالةِ الرفْعِ تَقُولُ: إنَّهُ مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ على ما قبلَ ياءِ المتكَلِّمِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها اشتغالُ الْمَحَلِّ بحركةِ المُناسَبَةِ، وفي حالةِ النصْبِ - في غيرِ جَمْعِ المؤنَّثِ السالِمِ - تقولُ: منصوبٌ بفتْحَةٍ مُقَدَّرَةٍ.. إلخ، أمَّا في حالةِ الْجَرِّ، فإمَّا أنْ تقولَ: مجرورٌ بكسرةٍ مُقَدَّرَةٍ.. إلخ، أوْ تقولُ: مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ، وهذا أنسَبُ وأيْسَرُ؛ لبُعدِهِ عن التَّكَلُّفِ، ما دامَ أنَّ الكسرةَ مَوجودةٌ في اللفْظِ.
أمَّا الياءُ، فهيَ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بُنِيَ على السكونِ أو الفتْحِ في مَحَلِّ جَرٍّ مضافٍ إليهِ كما تَقَدَّمَ.
ويُستثنَى مِنْ هذهِ القاعدةِ أربعُ مَسائلَ يَجِبُ فيها تسكينُ آخِرِ المضافِ، وبِناءُ ياءِ المتكَلِّمِ على الفتْحِ فقطْ في مَحَلِّ جَرٍّ.
ما يُستثنَى مِن القاعدةِ السابقَةِ:
1- المسألةُ الأُولَى: (المقصورُ)؛ نحوُ: فَتًى، هُدًى، وحُكْمُهُ أنَّ آخِرَهُ وَاجِبُ السكونِ؛ لأنَّ آخِرَهُ ألِفٌ، والياءُ واجبةُ الفتْحِ؛ للخِفَّةِ والتخَلُّصِ مِن التقاءِ الساكنينِ، وتَبْقَى الألِفُ، إلاَّ عندَ هُذَيْلٍ فتُقْلَبُ ياءً، تقولُ: هُدَايَ خَيْرُ طريقٍ لِنَجاتِي، وعلى لُغةِ هُذَيْلٍ: هُدَيَّ، قالَ تعالى عنْ مُوسَى عليهِ السلامُ: {قَالَ هِيَ عَصَايَ}، وقالَ تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، فقدْ قرأَ الجمهورُ: ( وَمَحْيَايَ ) بفتْحِ ياءِ المتكَلِّمِ، وقرَأَ نافِعٌ المَدَنِيُّ -مِن السبعةِ- بِخُلْفٍ عنْ وَرْشٍ بإسكانِها.
فـ ( عَصَايَ ) خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ على الألِفِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها التعَذُّرُ، وهوَ مُضافٌ، والياءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ مَبنيٌّ على الفتْحِ في مَحَلِّ جَرٍّ مُضافٍ إليهِ، وقالَ أبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ:
سَبَقُوا هَوَيَّ وأَعْنَقُوا لِهَواهُمُ = فَتُخِرِّمُوا ولِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ
فقولُهُ: (هَوَيَّ)، أصْلُهُ (هَوَايَ)، فالألِفُ ألِفُ المقصورِ، وبعدَها ياءُ المتكلِّمِ، فَقَلبَ الألِفَ ياءً، وأَدْغَمَها في ياءِ المتكلِّمِ، فصارَتْ (هَوَيَّ).
2- المسألةُ الثانيَةُ: (المنقوصُ)، مثلُ: الهَادِي والدَّاعِي، وحكْمُهُ أنَّ آخِرَهُ واجبُ السكونِ؛ لأنَّ يَاءَهُ مُدْغَمَةٌ في ياءِ المتكَلِّمِ، وياءَ المتكَلِّمِ واجبةُ الفتْحِ، تقولُ: الشرْعُ هَادِيَّ لطريقِ الخيرِ، فـ(هَادِيَّ): خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ بضمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ على الياءِ المدغَمَةِ في ياءِ المتكَلِّمِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها الثِّقَلُ، هوَ مضافٌ، وياءُ المتكلِّمِ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ على الفتْحِ في مَحَلِّ جَرٍّ مضافٍ إليهِ.
3- المسألةُ الثالثةُ: (المثنَّى وشِبْهُهُ)، وحُكْمُهُ أنَّ آخِرَهُ واجبُ السكونِ، والياءَ واجبةُ الفتْحِ، وتُحذَفُ النونُ للإضافةِ، وتَسْلَمُ الألِفُ في حَالةِ الرفْعِ، وفي حالَتَيِ النصْبِ والْجَرِّ تُدْغَمُ الياءُ في ياءِ المتكَلِّمِ كالمنقوصِ، تَقُولُ: لَنْ أُجَازَى إلاَّ بما قَدَّمَتْ يَدَايَ، لا أعْتَمِدُ في الرِّزْقِ بعدَ اللَّهِ إلاَّ على يَدَيَّ، فـ(يَدَايَ): فاعِلٌ مَرْفُوعٌ بالألِفِ، والياءُ: مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الفتْحِ في مَحَلِّ جَرٍّ، والأصْلُ: يَدَانِ ليِ، فحُذِفَت النونُ واللامُ للإضافةِ.
وفي الْمِثالِ الثاني: أُدْغِمَت الياءُ في الياءِ، ومنهُ قولُهُ تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، فـ(يَدَيَّ): اسمٌ مجرورٌ، وعلامةُ جَرِّهِ الياءُ المدغَمَةُ في ياءِ المتكلِّمِ، وياءُ المتكلِّمِ: مضافٌ إليهِ.
4- المسألةُ الرابعةُ: (جَمْعُ المذكَّرِ السالِمُ وشِبْهُهُ)، وحُكْمُهُ أنَّ آخِرَهُ وَاجِبُ السكونِ، والياءَ واجبةُ الفتحِ، وفي حالةِ الرفْعِ تُقلَبُ الواوُ ياءً، وتُدغَمُ في ياءِ المتكَلِّمِ، وتُقلَبُ الضمَّةُ كسرةً للمناسبَةِ، أمَّا في حالتَيِ النصْبِ والجرِّ فتُدْغَمُ الياءُ في الياءِ، تقولُ: أنْتُمْ مُشارِكيَّ في الدعوةِ إلى اللَّهِ، والأصلُ: مُشَارِكُونَ لي، فحُذِفَت النونُ واللامُ للإضافةِ، فصارَ: مُشَارِكُويَ، ثمَّ قُلِبَت الواوُ ياءً، وأُدْغِمَتْ في الياءِ، وقُلِبَت الضمَّةُ كسرةً، فصارَ: مُشَارِكِيَّ.
قالَ تعالى: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ}، فقدْ قرأَ الجمهورُ بفَتْحِ الياءِ مُشدَّدَةً؛ لأنَّ ياءَ الجمْعِ أُدغِمَتْ في ياءِ الْمُتَكَلِّمِ، وهيَ مفتوحةٌ، فبَقِيَتْ على فتْحِها، وقرأَ حمزةُ - مِن السبعةِ - بكسْرِ الياءِ مُشَدَّدَةً، وهيَ لُغَةٌ لبعضِ العرَبِ.
فإنْ كانَ ما قبلَ الواوِ مَفتوحاً؛ نحوُ: مُصْطَفَوْنَ، بَقِيَ على فتحِهِ، فتقولُ: مُصْطَفَيَّ.
وهذا معنى قولِهِ: (آخِرَ ما أُضيفَ لِلْيَا اكْسِرْ.. إلخ)؛ أي: اكْسِرْ آخِرَ الاسمِ الذي أُضيفَ (لِلْيَا) بالقصْرِ للوزنِ، هيَ ياءُ المتكَلِّمِ، بدليلِ الترجمةِ، بشرْطِ ألاَّ يكونَ هذا الاسمُ مُعْتَلَّ الآخِرَ كالمنقوصِ، مِثلِ: (رَامٍ) اسمِ فاعلٍ مِنْ (رَمَى)، وكالمقصورِ، مِثلِ: (قَذًى)، وهيَ الأجسامُ الصغيرةُ التي تَقَعُ في العينِ فَتُؤْلِمُها.
وكذلكَ لا يكونُ مُثَنَّى (كَابْنَيْنِ)، أوْ جمْعَ مُذَكَّرٍ سالِماً (كَزَيْدِينَ)، (فَذِي)؛ أيْ: فهَذِي، تكونُ الياءُ بعدَها مفتوحةً. وقولُهُ: (احْتُذِي)؛ أي: اتُّبِعَ. وفُهِمَ مِنْ تخصيصِهِ فَتْحَ الياءِ في هذهِ الْمَواضِعِ أنَّ الياءَ في غيرِها لا يَجِبُ فَتْحُها، بلْ يَجوزُ فَتْحُها وسكونُها كما تَقَدَّمَ.
ثمَّ ذَكَرَ أنَّ الياءَ التي في آخِرِ المضافِ - وهيَ ياءُ المُثَنَّى وجمْعِ المذكَّرِ وياءُ المنقوصِ - تُدغمُ (فيهِ)؛ أيْ: في ياءِ المتكَلِّمِ، وهوَ المضافُ إليهِ، وكذلكَ تُدْغَمُ الواوُ في الياءِ بعدَ قَلْبِها ياءً؛ لأنَّ الحرْفَ لا يُدْغَمُ إلاَّ في مِثْلِهِ، ثمَّ إنْ كانَ ما قبلَ الواوِ مَضموماً فإنَّهُ يُكْسَرُ؛ لِيَهُونَ النطْقُ؛ أيْ: يَسْهُلَ النطْقُ بالكسرةِ قَبلَ الياءِ الْمُشَدَّدَةِ بَدَلاً مِن الضمَّةِ.
ثمَّ قالَ: (وأَلِفاً سَلِّمْ)؛ أيْ: أَبْقِ الألِفَ في المثنَّى المرفوعِ والمقصورِ عندَ إضافتِهما للياءِ، إلاَّ عندَ هُذَيْلٍ فتَنقَلِبُ ألِفُ المقصورِ ياءً.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المضاف, إلى

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir