دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > لامية الأفعال

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 محرم 1430هـ/16-01-2009م, 03:33 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي فصل فيما لم يُسَمَّ فاعله

فَصْلٌ فِيمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ :

إِنْ تُسْنِد الْفِعْلَ للمَفْعُولِ فَأْتِ بِهِ = مَضْمُومَ الَاوَّلِ وَاكْسِرْهُ إِذَا اتَّصَلَا
بِعَيْنٍ اعْتَلَّ وَاجْعَلْ قَبْلَ الْآخِرِ فِي الْـ = ـمُضِيِّ كَسْرًا وَفَتْحًا فِي سِوَاهُ تَلَا
ثَالِثَ ذِي هَمْزِ وَصْلٍ ضُمَّ مَعْهُ وَمَعْ = تَاءِ المُطَاوَعَةِ اضْمُمْ تِلْوَهَا بِوِلَا
وَمَا لِفَا نَحْوِ بَاعَ اجْعَلْ لِثَالِثٍ نَحْـ = ـوِ اخْتَارَ وَانْقَادَ كَاخْتِيرَ الَّذِي فَضَلَا


  #2  
قديم 30 محرم 1430هـ/26-01-2009م, 12:21 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي زبدة الأقوال لابن الناظم: بدر الدين محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك الطائي

فصلٌ
في فِعْلِ ما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ
ص

إن تُسْنِدِ الفعلَ للمفعولِ فَأْتِ بِهِ = مضمومَ الأوَّلِ واكْسِرْهُ إذا اتَّصَلاَ
بعينٍ اعْتَلَّ، واجْعَلْ قبلَ الآخِرِ في الـ = ـمُضِيِّ كَسْراً، وفَتْحًا في سِواهُ تَلاَ
ش
إذا أُريدَ حَذْفُ الفاعلِ، وإسنادُالفعلِ إلى المفعولِ به، أو ما يقومُ مَقامَه، فلا بُدَّ مِن بِناءِ الفعلِ على صِيغةِ ما يُشْعِرُ بذلك، فيُضَمُّ أولُهُ مُطْلَقاً، ويُكْسَرُ ما قبلَ آخِرِ الماضي منه، نحوَ: ضُرِبَ زيدٌ، وأُكْرِمَ عمرٌو،
ويُفتحُ ما قبلَ آخِرِ المضارِعِ، نحوَ: يُضْرَبُ، ويُكْرَمُ.
فإن كان الماضي ثلاثيًّا مُعْتَلَّ العينِ، نحوَ: قالَ، وباعَ، فإنه يُفعلُ به ما ذُكِرَ، ثم يُخَفَّفُ بحذْفِ حركةِ فائِهِ، ونَقْلِ حركةِ العينِ إليها، فيقالُ: بِيعَ، وقيلَ والأصلُ: قُوِلَ، وبُيِعَ، فاستُثْقِلَتِ الكسرةُ على حرفِ علَّةٍ تَلِي ضَمَّةً، فخُفِّفَ بالنقْلِ.
وإلى هذا الإشارةُ بقولِه: " واكْسَرْهُ إذا اتَّصَلاَ.. بعينٍ اعْتَلَّ " ومنهم مَن يُخَفِّفُ هذا النوعَ بحذْفِ حركةِ عينِه، فيقولُ: قُوْلَ، وبُوْعَ.
قالَ الراجزُ:
حُوكَتْ على نَوْلَيْنِ إذ تُحاكُ
تَخْتَبِطُ الشَّوْكَ ولا تُشاكُ
ص

ثالثُ ذي هَمْزِ وَصْلٍ ضُمَّ معْه ومَعْ = تاءِ المطاوَعَةِاضمُمْ تِلْوَهَا بِوِلا
وما لِفَا نحوَ: باعَ اجعلْ لثالثِ نحـ = ـوَ: اختارَ وانقادَ كاختيرَ الذي فَضَلاَ
ش
لا يُزادُ على أوَّلِ الماضي المبنيِّ لِمَا لم يُسَمَّ فاعلُه ضَمُّ غيرِه، إلا أن يكونَ أوَّلُه تاءً مَزيدةً أو همزةَ وَصْلٍ.
فما أوَّلُه تاءٌ مَزيدةٌ يُضَمُّ مع أوَّلِه ثانيهِ، كقولِك: تُعُلِّمَ العِلْمُ، وتُغُوفِلَ عن الأمرِ، وتُدُحْرِجَ في الدارِ.
وما أوَّلُه همزةُ وَصْلٍ يُضَمُّ مع أولِه ثالثُه، كقولِك: اقْتُدِرَ عليه، واسْتُخْرِجَ الْمَتاعُ.
فإنْ وَلِيَ الثالثَ حرفُ عِلَّةٍ، وَجَبَ في الفعلِ مِن التخفيفِ، ما وَجَبَ لنحوِ: قيلَ، وبِيعَ، وذاكَ في نحوِ قولِك: اختارَ وانقادَ: اختيرَ، وانقيدَ، والأصلُ فيهما: اخْتُوِرَ، وانْقُوِدَ فاستُثْقِلَتِ الكسرةُ على حرفِ العلةِ بعدَ ضمةٍ، فحُذِفَت الضمَّةُ، ونُقِلت الكسرةُ إلى مكانِها، فصارَ: اخْتِيرَ، وانقيدَ، ومَن خَفَّفَ الثلاثيَّ بحذْفِ حركةِ عينِه، فقالَ: قُولَ، وبُوعَ، قالَ هنا: اخْتُوَرَ، وانْقُودَ.


  #3  
قديم 30 محرم 1430هـ/26-01-2009م, 12:22 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي فتح الأقفال لجمال الدين محمد بن عمر المعروف ببحرَق

فَصْلٌ في فِعْلِ ما لمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ

أيْ: في أَحْكَامِهِ التي بها تَتَمَيَّزُ صِيغَتُهُ عَنْ صيغةِ الفعلِ المبنيِّ للفاعلِ، وَذلكَ عندَ حَذْفِ الفاعلِ وَإِسنادِ الفعلِ إِلى المفعولِ بهِ أَوْ ما يَقُومُ مَقَامَهُ.
وَتلكَ الأحكامُ سِتَّةٌ:
ضَمُّ أَوَّلِهِ إِنْ كانَ صَحِيحَ العينِ كَضُرِبَ زَيْدٌ، وَكَسْرُهُ إِنْ كانَ مُعْتَلَّهَا كَقِيلَ وَبِيعَ، وَكَسْرُ مَا قَبْلَ آخِرِ مَاضِيهِ، وَفَتْحُ ما قبلَ آخرِ مُضَارعِهِ مُطْلقاً، وَضمُّ ثالثِهِ أيضاً إِنْ كانَ مَبْدُوءاً بِهَمْزَةِ وَصْلٍ صَحِيحَ العَيْنِ خُمَاسِيًّا أَوْ سُدَاسِيًّا، كَانْطُلِقَ بِزَيْدٍ، وَاسْتُخْرِجَ المَتَاعُ، وَكَسْرُ ثَالِثِهِ إِنْ كانَ مَبْدُوءاً بِهَمْزَةِ الوصلِ مُعْتَلَّهَا كَاخْتِيرَ زَيدٌ، وَانْقِيدَ لهُ، وَضَمُّ ثَانِيهِ إِنْ كانَ مَبْدُوءاً بالتاءِ المزيدةِ، وَلا يَكُونُ إلاَّ خُمَاسِيًّا كَتُعِلِّمَ العِلْمُ.
وَقدْ ذَكَرَ الناظِمُ رَحِمَهُ اللَّهُ ذلكَ، فَأَشَارَ إِلى الحُكْمِ الأَوَّلِ، وَهوَ ضَمُّ أَوَّلِهِ بقولِهِ:
إِنْ تُسْنِدِ الْفِعْلَ للمَفْعُولِ فَأْتِ بِهِ = مَضْمُومَ الاَوَّلِ = .........
أيْ: إِذا أُسْنِدَ الفعلُ إِلى المفعولِ يُضَمُّ أَوَّلُهُ مُطْلَقاً؛ كَضُرِبَ زَيْدٌ، وَأُكْرِمَ عَمْرٌو، وَانْطُلِقَ بهِ، وَاسْتُخْرِجَ المَتَاعُ، وَتُعُلِّمَ العِلْمُ. وَهذا إِذا كانَ صحيحَ العينِ كما مَثَّلْنَا بهِ. وَلفظُ الناظمِ وَإِنْ كانَ مُطْلَقاً فَإِفْرَادُهُ المُعْتَلَّ يُقَيِّدُهُ.
وإِلى الحُكْمِ الثاني: وَهوَ كَسْرُ أَوَّلِهِ، أَشَارَ بِقَوْلِهِ:

......... = وَاكْسِرْهُ إِذَا اتَّصَلا
بِعَيْنٍ اعْتَلَّ.........
أيْ: وَاكْسِرْ أَوَّلَهُ إِذا اتَّصَلَ بعينٍ مُعْتَلَّةٍ، نَحْوُ: قِيلَ وَبِيعَ، وَأَصْلُهُمَا: قُوِلَ وَبُيِعَ، بِضَمِّ أَوَّلِهِمَا وَكَسْرِ الواوِ وَالياءِ على وَزنِ ضُرِبَ، إلاَّ أنَّهُم اسْتَثْقَلُوا الكسرةَ على حرفِ العلَّةِ فَحَذَفُوا ضَمَّةَ الفاءِ، وَنَقَلُوا كسرةَ العينِ إِلى مَكَانِهَا، فَسَلِمَتْ معَ بِيعَ، وَقُلِبَت الواوُ مِنْ قِيلَ يَاءً لِسُكُونِهَا بَعْدَ كَسْرَةٍ.
وإِلى الحُكْمِ الثالثِ: وَهوَ كَسْرُ ما قبلَ آخِرِ الماضي مِنْهُ، وَفَتْحُ ما قَبْلَ آخِرِ مُضَارِعِهِ أَشَارَ بقولِهِ:
...... وَاجْعَلْ قَبْلَ الْآخِرِ فِي الْـ = ـمُضِيِّ كَسْراً وَفَتْحاً فِي سِوَاهُ تَلا
أيْ: وَاكْسِرْ مَا قَبْلَ آخِرِ المَاضِي منهُ مُطْلَقاً؛ كَضُرِبَ، وَأُكْرِمَ، وَانْطُلِقَ بهِ، وَاسْتُخْرِجَ مَتَاعُهُ. وَأَمَّا مُضَارِعُهُ وَهوَ مُرَادُهُ بِمَا سِوَى الماضي فَمَا قَبْلَ آخِرِهِ مَفْتُوحٌ كَيُضْرَبُ، وَيُنْطَلَقُ بهِ، وَيُسْتَخْرَجُ مَتَاعُهُ.
وَذِكْرُهُ لهُ على سبيلِ الاستطرادِ؛ لأنَّ أَكْثَرَ أحكامِ الفصلِ يَخْتَصُّ بالماضِي؛ وَلهذا الأَوْلَى رَفْعُ قولِهِ: وَفَتْحٌ في سِوَاهُ، على الابتداءِ، وَتَلا: خَبَرُهُ؛ أيْ: وَإِذا صَرَّفْتَ الفعلَ مِنْ مَاضِيهِ إِلى مُضَارعِهِ تَلاهُ الفتحُ، فهيَ كالفائدةِ الأجنبيَّةِ.
وَيَجُوزُ أنْ يكونَ الجارُّ وَالمجرورُ الخبرَ؛ أيْ: وَفَتْحٌ ثَابِتٌ في سِوَاهُ، وَتَلا نَعْتٌ لِسِوَى؛ لأنَّهُ نَكِرَةٌ لا يَتَعَرَّفُ بالإِضافةِ كَغَيْرُ، وَذلكَ مُتَعَيِّنٌ إِنْ نَصَبْتَ فَتْحاً، وَكأنَّهُ قَالَ: وَاجْعَلِ الفتحَ في مضارِعِ المَاضِي.
وإِلى الحُكْمِ الرَّابِعِ، وَهوَ ضمُّ ثالثِهِ أيضاً إِذا كانَ مبدوءاً بهمزةِ الوصلِ، أشارَ بقولِهِ:
ثَالِثَ ذِي هَمْزِ وَصْلٍ ضُمَّ مَعَهُ = ...................
أيْ: وَضُمَّ معَ ضمِّ همزةِ الوصلِ المبدوءِ بهِ الفعلُ ثالثَهُ أيضاً كانْطُلِقَ بِزَيْدٍ، وَاقْتُدِرَ عَلَيْهِ، وَاسْتُخْرِجَ مَتَاعُهُ، وَهذا مُقَيَّدٌ بصحيحِ العينِ، وَسَيَأْتِي مُعْتَلُّهَا.
وإِلى الحُكْمِ الخامسِ: وَهوَ ضَمُّ ثانيهِ معَ ضَمِّ أَوَّلِهِ، أَشَارَ بقولِهِ:
........... وَمَعْ = تَاءِ المُطَاوَعَةِ اضْمُمْ تِلْوَهَا بِوِلا
أيْ: وَضُمَّ معَ تَاءِ المُطاوعةِ المَبْدُوءِ بها الفِعْلُ [تِلْوَهَا أَيْضاً] كَتُعُلِّمَ العِلْمُ، وَتُدُحْرِجَ في الدارِ، وَتُغُوفِلَ عَنْ زيدٍ، وَمَعْنَى قولاً بِوِلا: أيْ مِنْ غيرِ فاصلٍ بَيْنَهُمَا.
تَنْبِيهَانِ:
أَحَدُهُمَا: لَوْ عَبَّرَ بالتاءِ المزيدةِ لكانَ أَشْمَلَ؛ لأنَّ التاءَ في مِثْلِ تَغَافَلَ زَيْدٌ وَتَكَبَّرَ لَيْسَتْ للمطاوعةِ لِمَا سَبَقَ أنَّ المطاوعةَ حُصُولُ أَثَرِ فِعْلٍ كَعَلَّمْتُهُ فَتَعَلَّمَ، معَ أنَّ الحُكْمَ عامٌّ في كلِّ مَبْدُوءٍ بتاءٍ مزيدةٍ. وَعِبَارَتُهُ في الخلاصةِ كِعِبَارَتِهِ هُنَا حَيْثُ قَالَ فيها:
والثَّانِي التَّالِي تَا المُطَاوَعَهْ = كَالأَوَّلِ اجْعَلْهُ بِلا مُنَازَعَهْ
ثانِيهُمَا: إِنَّمَا ضَمُّوا الثانيَ مِمَّا أَوَّلُهُ تَاءٌ مزيدةٌ؛ لأنَّهُ لَوْ بَقِيَ مَفْتُوحاً معَ ضمِّ الأوَّلِ وَكَسْرِ ما قَبْلَ الآخرِ لالْتَبَسَ بالمضارعِ المُسْنَدِ إِلى الفاعلِ المَبْدُوءِ بالتاءِ، نَحْوُ: أَنْتَ تُعَلِّمُ زَيْداً العِلْمَ، مُضَارِعُ عَلَّمَهُ العِلْمَ المُضَعَّفِ.
وإِلى الحُكْمِ السادسِ، وَهوَ كَسْرُ ثَالِثِهِ إِنْ كانَ مَبْدُوءاً بهمزةِ الوصلِ وَهوَ مُعْتَلُّ العينِ، أَشَارَ إِليهِ:
وَمَا لِفَا نَحْوُ بَاعَ اجْعَلْ لِثَالِثٍ نَحْـ = ـوُ اخْتَارَ وَانْقَادَ كَاخْتِيرَ الَّذِي فَضُلا
أيْ: وَاجْعَلْ لثالثٍ نَحْوِ اخْتَارَ وَانْقَادَ، وَهوَ المبدوءُ بهمزةِ الوصلِ المُعْتَلُّ العينِ ما جَعَلْتَهُ لِفَاءٍ، نَحْوُ بَاعَ، وَهوَ الثلاثيُّ المُعْتَلُّ العينِ مِن الكسرِ، نحوُ: اخْتِيرَ زَيْدٌ وَانْقِيدَ لهُ، عِوَضاً عَن الضَّمِّ في صَحِيحِهِمَا مِن الثلاثيِّ [والخُمَاسِيِّ] المبدوءِ بهمزةِ الوصلِ؛ لأنَّ الأصلَ اخْتُيِرَ بِضَمِّ الفوقانيَّةِ وَكَسْرِ التحتانيَّةِ، وَانْقُوِدَ بِضَمِّ القافِ وَكَسْرِ الواوِ على وَزنِ اقْتُدِرَ عَلَيْهِ وَانْطُلِقَ بهِ، فَاسْتَثْقَلُوا الكسرةَ بعدَ الضمَّةِ على حرفِ العلَّةِ، فَحَذَفُوا الضمَّةَ ثمَّ نَقَلُوا الكسرةَ إِلى مَكَانِهَا، فَسَلِمَت الياءُ مِنَ اخْتِيرَ كما سَلِمَتْ في بِيعَ، وَانْقَلَبَت الواوُ مِن انْقُوِدَ ياءً لِسُكُونِهَا بَعْدَ كسرةٍ، كَمَا قُلِبَتْ في قُوِلَ فَصَارَ اخْتِيرَ وَانْقِيدَ.
(تَنْبِيهٌ): مِن العَرَبِ مَنْ يَقُولُ: بُيِعَ، وَقِيلَ: بإِشمامِ الفاءِ الضَّمَةَ إِشارةً إِلى أنَّ الضمَّ هوَ الأصلُ. وَهيَ فصيحةٌ، لَكِنَّ الكسرَ أَفْصَحُ، وَبهما قُرِئَ في السَّبْعِ: (وَقُيِلَ)، ( وَغُيِضَ المَاءُ ) ( وَجُيِءَ )، ( وَحُيِلَ بَيْنَهُمْ )، ( وَسُيِءَ وَسُيِئَتْ ). وَمِن العَرَبِ مَنْ يُبْقِي ضَمَّةَ الفاءِ معَ حَذْفِ حركةِ العينِ، فَتَسْلَمُ الواوُ مِنْ قولِهِ، وَتَنْقَلِبُ الياءُ مِنْ بِيعَ وَاواً لِسُكُونِهَا بَعْدَ ضَمَّةٍ، عَكْسُ اللغةِ الأُولَى، قَالَ الشاعرُ:
حُوكَتْ عَلَى نِيرَيْنِ إِذْ تُحَاكُ
وقالَ الآخرُ:
لَيْتَ شَبَاباً بُوعَ فَاشْتَرَيْتُ
وهذهِ اللُّغَاتُ جاريةٌ أيضاً في نحوِ اخْتِيرَ وَانْقِيدَ، فَمَنْ أَشَمَّ الفاءَ مِنْ قِيلَ وَبِيعَ أَشَمَّ الثالثَ مِن اخْتِيرَ وَانْقِيدَ، وَمَنْ قَالَ بُوعَ وَحُوكَتْ قَالَ اخْتُورَ وَانْقُودَ بِسُكُونِ الواوِ التي هِيَ في الأصلِ عينُ الكلمةِ.
وَلِهَمْزَةِ الوصلِ أيضاً مِن اخْتِيرَ وَانْقِيدَ حُكْمُ العينِ مِنْ كَسْرٍ أَوْ إِشمامٍ أَوْ ضَمٍّ، فهيَ تابعةٌ لها. وَقدْ ذَكَرَ النَّاظِمُ ذلكَ في الخُلاصةِ حيثُ قَالَ فيها:
وَاكْسِرْ أَوِ اشْمُمْ فَاثُلاثِيٍّ أُعِلَّ = عَيْناً وَضَمٌّ جَا كَبُوعَ فَاحْتُمِلْ


  #4  
قديم 30 محرم 1430هـ/26-01-2009م, 12:23 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي مناهل الرجال للشيخ: محمد أمين بن عبد الله الأثيوبي الهرري

قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:
فَصْلٌ في فِعْلِ ما لمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ
أيْ: هذا فصلٌ موضوعٌ في الأحكامِ التي تَتَمَيَّزُ بها صيغةُ الفعلِ المبنيِّ للمفعولِ عنْ صيغةِ الفعلِ المبنيِّ للفاعلِ، وذلكَ عندَ حذفِ الفاعلِ وإسنادِ الفعلِ إلى المفعولِ بهِ، أوْ إلى ما يقومُ مَقَامَهُ كالمصدرِ والظرفَيْنِ، وهيَ سِتَّةُ أمورٍ. الأوَّلُ منها: ضمُّ أوَّلِهِ إنْ كانَ صحيحَ العينِ، ماضياً كانَ أوْ مُضَارِعاً، كضُرِبَ زيدٌ، ويُضْرَبُ عمْرٌو. والثاني منها: كَسْرُ أوَّلِهِ كسراً خالصاً منقولاً عن العينِ في الماضي الثلاثيِّ المُعتلِّ العينِ، نحوُ: قِيلَ وبِيعَ، أصْلُهُما: قُوِلَ وبُيِعَ، أوْ ضَمُّهُ ضَمًّا خالصاً، كَقُولَ وبُوعَ أوْ إِشْمَامُهُ، وهوَ خَلْطُ الكسرةِ بشيءٍ منْ صوتِ الضمَّةِ، وهذانِ الأخيرانِ لمْ يَذْكُرْهُما المُصنِّفُ؛ لأنَّهُ لا يَلْزَمُهُ ذِكْرُ جميعِ اللُّغَاتِ لكونِ كِتَابِهِ مُخْتَصَراً. والثالثُ منها: حركةُ ما قبلَ الآخرِ، وهيَ ثِنْتَانِ: الكسرُ في الماضي لفظاً كضُرِبَ، أوْ تقديراً كَقِيلَ، والفتحُ في المضارعِ لفظاً كيُضْرَبُ، أوْ تقديراً كَيُقَالُ. والرابعُ منها: ضمُّ ثَالِثِهِ أيضاً إنْ كانَ مَاضِياً مبدوءاً بهمزةِ الوصلِ صحيحَ العينِ، خُماسيًّا كانَ أوْ سُداسيًّا، كَانْطُلِقَ بِزَيْدٍ، واسْتُخْرِجَ المتاعُ. والخامسُ منها: كَسْرُ ثالثِ الخماسيِّ إنْ كانَ مبدوءاً بهمزةِ الوصلِ مُعْتَلَّهَا، كَاخْتِيرَ زيدٌ وانْقِيدَ لهُ. والسادسُ منها: ضمُّ ثاني الخماسيِّ إذا كانَ مبدوءاً بتاءٍ مزيدةٍ كَتُعُلِّمَ العِلْمُ. وهذهِ السِّتَّةُ تنقسمُ على قِسْمَيْنِ: قسمٌ يشتركُ فيهِ الماضي والمضارعُ، وهوَ اثنانِ: ضمُّ الأوَّلِ وحركةُ ما قبلَ الآخرِ، وقسمٌ يختصُّ بهِ الماضي، وهيَ الأربعةُ الباقيَةُ.
الإعرابُ:
(فَصْلٌ): خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ جوازاً تقديرُهُ: هذا فصلٌ، والجملةُ الاسميَّةُ مُستأنفةٌ، (في): حرفُ جرٍّ، (فِعْلِ): مجرورٌ بفي، والجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بمحذوفٍ صفةٍ لفصلٌ تقديرُهُ: هذا فصلٌ موضوعٌ في فِعْلِ، وهوَ مضافٌ، (ما): موصولةٌ أوْ موصوفةٌ في محلِّ الجرِّ مضافٌ إليهِ، وهيَ منْ إضافةِ الدَّالِّ إلى المدلولِ، و(ما): عبارةٌ عن الحَدَثِ، (لَمْ): حرفُ نفيٍ وجزمٍ، (يُسَمَّ): فعلٌ مضارعٌ مُغَيَّرُ الصيغةِ مَجْزُومٌ بِلَمْ، (فاعِلُهُ): فاعلُ نائبُ فاعلِ يُسَمَّ، وهوَ مضافٌ، والهاءُ ضميرٌ مُتَّصِلٌ في محلِّ الجرِّ مضافٌ إليهِ، والجملةُ الفعليَّةُ صِلَةٌ لِمَا أوْ صِفةٌ لها، والتقديرُ: هذا فصلٌ موضوعٌ في بيانِ فعلٍ دالٍّ على الحدثِ الذي لمْ يُسَمَّ فاعلُهُ، أوْ دالٍّ على حدثٍ عادمٍ تسميَةَ فاعِلِهِ، ويحتملُ كونُ ما زائدةً، وجملةُ لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ في محلِّ الجرِّ صفةً لفِعْلِ، والتقديرُ: هذا فَصْلٌ موضوعٌ في بيانِ فِعْلٍ عادمٍ تسميَةَ فاعِلِهِ، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.
قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:


إنْ تُسْنِد الفعلَ للمفعولِ فَأْتِ بِهِ = مَضْمُومَ الأوَّلِ وَاكْسِرْهُ إذا اتَّصَلا
بِعَيْنٍ اعْتَلَّ واجْعَلْ قبلَ الآخِرِ في الـ = ـمُضِيِّ كَسْراً وَفَتْحاً في سِوَاهُ تَلا
وإلى الحُكْمِ الأوَّلِ، وهوَ ضمُّ أوَّلِهِ إذا كانَ صحيحَ العينِ، أشارَ بقولِهِ: (إنْ تُسْنِد الفعلَ للمفعولِ)، أيْ: إذا أَرَدْتَ أيُّها الصَّرْفِيُّ إسنادَ الفعلِ إلى المفعولِ بهِ، أوْ وَإِلَى ما يقومُ مَقَامَهُ كالمصدرِ والظرفَيْنِ عندَ حذفِ فاعِلِهِ لغرضٍ من الأغراضِ، (فَأْتِ بِهِ)، أيْ: فَجِئْ بذلكَ الفعلِ الذي أَرَدْتَ إسْنَادَهُ إلى المفعولِ حالةَ كونِهِ (مضمومَ الأوَّلِ)، أيْ: مضموماً أوَّلُهُ، مَاضِياً كانَ أوْ مُضارعاً، ثلاثيًّا كانَ أوْ غيرَهُ، نحوُ: ضُرِبَ زيْدٌ، ويُضْرَبُ، وأُكْرِمَ عمْرٌو، ويُكْرَمُ، وانْطُلِقَ بِزَيْدٍ، ويُنْطَلَقُ بهِ، واسْتُخْرِجَ المتاعُ، ويُسْتَخْرَجُ. واقتصارُ الناظمِ على المفعولِ لكَوْنِهِ الأصلَ، وإلاَّ فالحُكْمُ كذلكَ إذا أُسْنِدَ إلى غيْرِهِ، كضُرِبَ الضَّرْبُ، وصِيمَ رَمَضَانُ، وجُلِسَ أمَامَكَ، أوْ مُرَادُهُ بالمفعولِ ما يَتَعَلَّقُ بالفعلِ، فَيَشْمَلُ الكُلَّ، واخْتُلِفَ هلْ صيغةُ الفعلِ المبنيِّ للمفعولِ أصلٌ برَأْسِهِ، أوْ فرعٌ عن المبنيِّ للفاعلِ، وهوَ مذهبُ الجمهورِ.
وإلى الحُكْمِ الثاني، وهوَ كَسْرُ أوَّلِهِ إذا كانَ ثُلاثيًّا مُعتلَّ العينِ، أشارَ بقولِهِ: (واكْسِرْهُ)، أيْ: واكْسِرْ أوَّلَهُ واضْمُمْهُ أوْ أَشْمِمْهُ، واقتصارُهُ على الكسرِ؛ لأنَّهُ إنَّما الْتَزَمَ بذِكْرِ المُهِمِّ، أيْ: وَأْتِ بهِ مكسورَ الأوَّلِ بالكسرةِ المنقولةِ عن العينِ الأصْلِيَّةِ، (إذا اتَّصَلا): بأَلِفِ الإطلاقِ، أيْ: إذا اتَّصَلَ أوَّلُ الفعلِ (بعَيْنٍ اعْتَلَّ)، أيْ: بعَيْنٍ صَارَتْ حرفَ علَّةٍ واواً أوْ ياءً وأُعِلَّتْ عنْ أصْلِها، وغُيِّرَتْ فَخَرَجَ المُعتلُّ الذي لمْ تُغَيَّرْ عيْنُهُ، نحوُ: عَوِرَ؛ فإنَّهُ إذا بُنِيَ للمفعولِ سُلِكَ بهِ مَسْلَكَ الصحيحِ، وذلكَ، نحوُ: قِيلَ وبِيعَ، أصْلُهُما قُوِلَ وبُيِعَ، فاسْتَثْقَلُوا الكسرةَ على حرفِ العلَّةِ، فَحَذَفُوا ضَمَّةَ الفاءِ ونَقَلُوا كسرةَ العينِ إلى مَكَانِها، فَسَلِمَت الياءُ منْ بِيعَ ساكنةً، وقُلِبَت الواوُ منْ قُوِلَ ياءً لسُكُونِها بعدَ كسرةٍ، ومنهم مَنْ يُخَفِّفُ هذا النوعَ بحَذْفِ حركةِ عيْنِهِ، فيقولُ: قُولَ وبُوعَ، فتَسْلَمُ الواوُ منْ قُولَ، وتَنْقَلِبُ الياءُ منْ بُيِعَ واواً لسُكُونِهَا بعدَ ضَمَّةٍ عكسَ اللُّغَةِ الأُولَى، كقولِهِ:
لَيْتَ وهلْ يَنْفَعُ شيئاً لَيْتُ = لَيْتَ شباباً بُوعَ فَاشْتَرَيْتُ
ومنهُ مَنْ يُشْمِمْهُ، والإشمامُ هوَ الإتيانُ على الفاءِ بحركةٍ بَيْنَ الضمِّ والكسرِ، وقدْ يُسَمَّى رَوْماً.
وإلى الحُكْمِ الثالثِ، وهوَ كسرُ ما قبلَ آخرِ الماضي وفتحُ ما قبلَ آخرِ المضارعِ، أشارَ بقولِهِ: (وَاجْعَلْ) أيُّها الصَّرْفِيُّ حركةَ ما (قبلَ الآخرِ في) الفعلِ ذي (المُضِيِّ)، أي: الدالِّ على الحدثِ الماضي، (كسراً): ولوْ تقديراً، كَرُدَّ إنْ لمْ يكُنْ مكسوراً في الأصلِ، وإلاَّ كَعَلِمَ وسَمِعَ اسْتُدِيمَ كَسْرُهُ، وهذا الكسرُ هوَ الكثيرُ في لسانِ العربِ، ومنهم مَنْ يُسَكِّنُ ما قبلَ آخرِ الماضي، ومنهم مَنْ يَفْتَحُهُ في المُعتلِّ اللامِ، ويَقْلِبُ الياءَ ألفاً، ويقولُ في رُئِيَ زيدٌ، رُأَى زَيْدٌ، بفتحِ الهمزةِ وقلبِ الياءِ ألفاً، فتَحْصُلُ في الماضي المُعتلِّ اللامِ ثلاثُ لُغاتٍ، أيْ: واجْعَلْ حركةَ ما قبلَ الآخرِ في الماضي كسراً، ثلاثيًّا كانَ أوْ غيْرَهُ، كضُرِبَ زيدٌ، وَرُدَّ الآبِقُ، ودُحْرِجَ الحجرُ، وأُعِدَّ المالُ، وانْطُلِقَ بزَيْدٍ، وامْتُنَّ عليهِ، واسْتُخْرِجَ المالُ، واسْتُمِدَّ الفيضُ، (و) اجْعَلْ حركةَ ما قبلَ الآخرِ (فتحاً) ولوْ تقديراً، كيُرَدُّ إنْ لمْ يَكُنْ مفتوحاً في الأصلِ، وإلاَّ كَيُعْلَمُ ويُسْمَعُ اسْتُدِيمَ فَتْحُهُ. (في) فِعْلٍ (سِوَاهُ)، أيْ: سِوَى الفعلِ الدَّالِّ على المضيِّ وغيْرِهِ، وهوَ المضارعُ خاصَّةً لعدمِ بناءِ الأمرِ للمفعولِ، (تَلا)، أيْ: تَلا وتَبِعَ ذلكَ السِّوَى والغيرُ الماضي في التصريفِ أو في المدلولِ، والقصدُ منهُ تكميلُ القافيَةِ، أيْ: واجْعَلْ حركةَ ما قبلَ الآخرِ في المضارعِ فتحاً، ثلاثيًّا كانَ أوْ غيرَهُ، كيُضْرَبُ، ويُرَدُّ، ويُدَحْرَجُ، ويُعَدُّ، ويُنْطَلَقُ، ويُمْتَنُّ، ويُسْتَخْرَجُ، ويُسْتَمَدُّ.
الإعرابُ:
(إنْ): حرفُ شرطٍ، (تُسْنِد): فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بإنْ على أنَّهُ فعلُ الشرطِ، وفاعِلُهُ مُسْتَتِرٌ وجوباً تقديرُهُ: (أَنْتَ)، (الفِعْلَ): مفعولٌ بهِ، (لِلْمَفْعُولِ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بِـ(تُسْنِد)، (فَأْتِ): الفاءُ رابطةٌ الجوابَ وجوباً لكَوْنِهِ جملةً طلبِيَّةً، إِأْتِ: فعلُ أمرٍ مبنيٌّ على حذفِ حرفِ العلَّةِ، وفاعِلُهُ مستترٌ وجوباً تقديرُهُ: (أنتَ)، والجملةُ الطلبيَّةُ في محلِّ الجزمِ جوابُ إن الشرطيَّةِ، والجملةُ الشرطيَّةُ مُستأنفةٌ، (مَضْمُومَ): حالٌ منْ ضميرِ بهِ، وهوَ مضافٌ، (الأوَّلِ): مضافٌ إليهِ، (وَاكْسِرْهُ): الواوُ عاطفةٌ، اكْسِرْ: فعلُ أمرٍ، وفاعِلُهُ مُستترٌ وجوباً تقديرُهُ: (أنتَ)، والهاءُ ضميرٌ مُتَّصلٌ في محلِّ النصبِ مفعولٌ بهِ، والجملةُ الطلبيَّةُ في محلِّ الجزمِ معطوفةٌ على جملةِ إِأْتِ، (إذا): ظرفٌ لِمَا يُسْتَقْبَلُ من الزمانِ مُجَرَّدٌ عنْ معنى الشرطِ، (اتَّصَلا): فعلٌ ماضٍ، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، وفاعِلُهُ مُستترٌ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على الأوَّلِ، والجملةُ الفعليَّةُ في محلِّ الجرِّ مضافٌ إليهِ لإذا، والظرفُ متعلِّقٌ بمحذوفٍ حالٍ منْ ضميرِ اكْسِرْهُ، تقديرُهُ: واكْسِرْهُ حالةَ كونِهِ كائناً وقتَ اتِّصَالِهِ، (بعَيْنٍ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ باتَّصَلَ، (اعْتَلَّ): فعلٌ ماضٍ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ جوازاً تقديرُهُ هيَ، يعودُ على عَيْنٍ، وتاءُ تأنيثِ الفاعلِ محذوفةٌ لضرورةِ النظمِ، والجملةُ الفعليَّةُ صفةٌ لعينٍ تقديرُهُ: بعينٍ مُعتلَّةٍ، (واجْعَل): الواوُ عاطفةٌ، اجْعَلْ فعلُ أمرٍ، وفاعِلُهُ مُستترٌ تقديرُهُ: (أنتَ)، والجملةُ معطوفةٌ على جملةِ إِأْتِ، (قبْلَ): ظرفُ مكانٍ، وهوَ مضافٌ، (الآخِرِ): مضافٌ إليهِ، والظرفُ متعلِّقٌ باجْعَلْ، (في المُضِيِّ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ باجْعَلْ أيضاً، (كَسْراً): مفعولٌ ثانٍ لاجْعَلْ، والأوَّلُ محذوفٌ كما أشَرْنا إليهِ في الحَلِّ، (وفَتْحاً): الواوُ عاطفةٌ، فتحاً معطوفٌ على كَسْراً، (في سِوَاهُ): جارٌّ ومجرورٌ ومضافٌ إليهِ متعلِّقٌ باجْعَلْ، (تَلا): فعلٌ ماضٍ، وفاعِلُهُ مُستترٌ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على سِوَاهُ، والجملةُ في محلِّ الجرِّ صفةٌ لِسِوَى؛ لأنَّهُ من الأسماءِ المُتَوَغِّلَةِ في الإبهامِ التي تَتَعَرَّفُ بالإضافةِ، والتقديرُ: واجْعَلْ فتحاً في سِوَى المُضِيِّ التالي إيَّاهُ في التصريفِ، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.
قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:

ثَالِثَ ذِي هَمْزِ وَصْلٍ ضُمَّ مَعْهُ وَمَعْ = تاءِ المُطَاوَعَةِ اضْمُمْ تِلْوَهَا بِوِلا
وَمَا لِفَا نحوُ بَاعَ اجْعَلْ لِثَالِثِ نَحْـ = ـوِ اخْتَارَ وَانْقَادَ كَاخْتِيرَ الَّذِي فَضُلا
وإلى الحُكْمِ الرابعِ، وهوَ ضمُّ ثَالِثِهِ معَ أوَّلِهِ إذا كانَ مبدوءاً بهمزةِ الوصلِ وهوَ صحيحُ العينِ، أشارَ بقولِهِ: (ثَالِثَ ذِي هَمْزِ وَصْلٍ ضُمَّ)، أيْ: وضُمَّ أيُّها الصَّرْفيُّ الحرفَ الثالثَ من الفعلِ الماضي المبدوءِ بهمزةِ الوصلِ الزائدِ على أربعةِ أحرفٍ، وهوَ صحيحُ العينِ، (مَعْهُ)، أيْ: مَعَ ضمِّ همزِ الوصلِ، سواءٌ كانَ خُماسيًّا كانْطُلِقَ بزَيْدٍ، أوْ سُداسيًّا كاسْتُخْرِجَ المتاعُ، وإنَّما ضُمَّ ثَالِثُهُ؛ لأنَّ ضَمَّهُ هوَ الذي يَحْصُلُ بهِ الامتيازُ دائماً، أيْ: وَصْلاً وغيْرَهُ بخلافِ ضَمِّ الأوَّلِ، فلا يَحْصُلُ بهِ الامتيازُ في حالةِ الوصلِ لِسُقُوطِ الهمزةِ فيها، وإنَّما قيَّدْنَا الفعلَ بكَوْنِهِ ماضياً زائداً على ثلاثةِ أحرفٍ؛ لأنَّ همزةَ الوصلِ لا تَدْخُلُ على المضارعِ وعلى الماضي الثلاثيِّ والرباعيِّ، وإنَّما قيَّدْنَا بصحيحِ العينِ؛ لأنَّ مُعْتَلَّهَا سيأتي حُكْمُهُ في البيتِ الآتي.
وإلى الحُكْمِ الخامسِ، وهوَ ضمُّ ثَانِيهِ مَعَ أوَّلِهِ إذا كانَ مبدوءاً بتاءِ المطاوعةِ، أشارَ بقولِهِ: (وَمَعْ تاءِ المطاوعةِ اضْمُمْ تِلْوَهَا)، أيْ: واضْمُمْ أيُّها الصَّرْفيُّ الحرفَ الثانيَ التاليَ تاءَ المطاوعةِ من الفعلِ الماضي الخماسيِّ المبدوءِ بتاءِ المطاوعةِ معَ ضَمِّها، أيْ: معَ ضمِّ تاءِ المطاوعةِ، أي اضْمُم الحرفَ التاليَ لها معَ ضَمِّها ضَمًّا مُلْتَبِساً (بِوِلاءٍ): وتَبَعٍ لضَمِّها منْ غيرِ فاصلٍ بيْنَهُما، وقولُهُ: معَ تاءٍ بالمدِّ على الأصلِ لضرورةِ النظمِ، وقولُهُ: بِوِلا، بالقصرِ لضرورةِ الرَّوِيِّ، وذلكَ، نحوُ: تُعُلِّمَ العلمُ، وتُغُوفِلَ عن الأمرِ، وتُدُحْرِجَ في الدارِ، والمرادُ بتاءِ المطاوعةِ التاءُ المزيدةُ في الفعلِ الماضي زيادةً معتادةً، ولوْ عبَّرَ بها لكانَ أشملَ؛ لأنَّ التاءَ في مثلِ تَغَافَلَ زيدٌ وتَكَبَّرَ لَيْسَتْ للمطاوعةِ لِمَا سبقَ أنَّ المطاوعةَ حصولُ الأثرِ من الأوَّلِ للثاني، نحوُ: عَلَّمْتُهُ فَتَعَلَّمَ، معَ أنَّ الحُكْمَ عَامٌّ في كلِّ مبدوءٍ بتاءٍ مزيدةٍ زيادةً معتادةً، إلاَّ أنْ يُقالَ: مُرَادُهُ بتاءِ المطاوعةِ هيَ وشِبْهُها لا خُصُوصُها، وإنَّما قُلْنَا: معتادةً؛ لتَخْرُجَ غيرُ المعتادةِ كالتاءِ في قوْلِهِم: تَرْمَسَ الشيءَ، بمعْنَى رَمَسَهُ، أيْ: دَفَنَهُ، فلا يُضَمُّ ثاني الفعلِ مَعَها إذا بُنِيَ للمجهولِ، وإنَّما كانتْ غيرَ مُعتادةٍ؛ لأنَّ الأصلَ في التَّوَصُّلِ إلى الساكنِ المُصَدَّرِ بهِ الكلمةُ أنْ يكونَ بالهمزةِ، وسُمِّيَتْ هذهِ التاءُ تاءَ المطاوعةِ معَ أنَّ الذي يُفِيدُ المطاوعةَ هوَ البِنْيَةُ نفْسُها لاختصاصِ هذهِ التاءِ بهذهِ البنيَةِ، فَسُمِّيَتْ باسْمِها، وإنَّما ضَمُّوا ثانيَ ما أَوَّلِهِ تاءٌ مزيدةٌ؛ لأنَّهُ لوْ بَقِيَ مفتوحاً معَ ضمِّ الأوَّلِ وكسرِ ما قبلَ الآخرِ، لالْتَبَسَ بمضارعِ فَعَّلَ المُضَعَّفِ المبنيِّ للفاعلِ المبدوءِ بتاءِ المُضارعةِ، نحوُ: أَنْتَ تُعَلِّمُ زيداً العِلْمَ مُضَارِعُ عَلَّمَهُ العِلْمَ المُضَعَّفِ.
وإلى الحُكْمِ السادسِ، وهوَ كسرُ ثَالِثِهِ إذا كانَ مبدوءاً بهمزةِ الوصلِ، وهوَ مُعتلُّ العينِ، أشارَ بقولِهِ: (وَمَا لِفَا نحوُ بَاعَ اجْعَلْ لِثَالِثِ نَحْوِ اخْتَارَ وَانْقَادَ)، أيْ: واجْعَلْ أيُّها الصَّرْفيُّ لِثَالِثِ كلِّ فِعْلٍ على وزنِ افْتَعَلَ وهوَ مُعتلُّ العينِ أوْ مُضَاعَفٌ، وذلكَ نحوُ: اخْتَارَ وابْتَاعَ واشْتَدَّ، أوْ على وزنِ انْفَعَلَ وهوَ كذلكَ، وذلكَ نحوُ: انْقَادَ وانْجَالَ وانْهَلَّ، أي: اجْعَلْ وأَعْطِ لثالِثِهِ الحُكْمَ الذي جَعَلْتَهُ لفاءِ كلِّ فعلٍ ثلاثيٍّ مُعتلِّ العينِ منْ نَحْوِ: بَاعَ وقَالَ، وذلكَ الحُكْمُ الكسرُ (كما) في قَوْلِكَ: (اخْتِيرَ)، أي: اصْطُفِيَ منْ بينِ الناسِ الشخصُ (الذي فَضُلا) بألفِ الإطلاقِ، أي: اتُّصِفَ بالفضلِ والبراعةِ على غَيْرِهِ، وانْقِيدَ لهُ، أي: امْتُثِلَ لهُ بكسرِ التاءِ والقافِ فيهما عِوَضاً عن الضمِّ في صَحِيحِهِما من الخماسيِّ المبدوءِ بهمزةِ الوصلِ، نحوُ: اقْتُدِرَ وانْطُلِقَ؛ لأنَّ أصْلَهُما اخْتُيِرَ بضمِّ الفوقانِيَّةِ وكسْرِ التَّحْتانيَّةِ، وانْقُوِدَ بضمِّ القافِ وكسرِ الواوِ، فاسْتَثْقَلُوا كسرةً بعدَ ضَمَّةٍ على حرفِ علَّةٍ، فحَذَفُوا الضمَّةَ، ثمَّ نَقَلُوا الكسرةَ إلى مَكَانِهَا، فَسَلِمَت الياءُ من اخْتُيِرَ كما سَلِمَتْ في بُيِعَ، وانْقَلَبَت الواوُ من انْقُوِدَ ياءً لسُكُونِهَا بعدَ كسرةٍ كما قُلِبَتْ في قُوِلَ فَصَارَا: اخْتِيرَ وانْقِيدَ.
وهذهِ اللُّغَةُ -أعني لُغَةَ الكسرِ- هيَ الفُصْحَى، وأمَّا مَنْ يقولُ في الثلاثيِّ بُوعَ وقُولَ يقُولُ هنا: اخْتُورَ وانْقُودَ بضمِّ التاءِ والقافِ، ومَنْ أَشَمَّ الفاءَ منْ قِيلَ وبِيعَ أَشَمَّ الثالثَ من اخْتِيرَ وانْقِيدَ.
الإعرابُ:
(ثَالِثَ): بالنصبِ مفعولٌ بهِ مُقدَّمٌ لضُمَّ الآتي على أنَّهُ فعلُ أمرٍ، وبالرفعِ مبتدأٌ خَبَرُهُ ضُمَّ الآتي على أنَّهُ ماضٍ مُغَيَّرٌ، وهوَ مضافٌ، (ذِي): مضافٌ إليهِ مجرورٌ بالياءِ، وهوَ مضافٌ، (هَمْزِ): مضافٌ إليهِ، وهوَ مضافٌ، (وَصْلٍ): مضافٌ إليهِ، (ضُمَّ): فعلُ أمرٍ، وفاعِلُهُ مُستترٌ وجوباً تقديرُهُ: (أنتَ)، والجملةُ الفعليَّةُ في محلِّ الجزمِ معطوفةٌ بعاطفٍ مُقدَّرٍ على جملةِ قولِهِ: فَأْتِ بهِ، على أنَّها جوابُ الشرطِ، وهذا الوجهُ هوَ الأَوْلَى لتَنَاسُبِ المُتعاطِفَيْنِ فيهِ، أوْ فعلٌ ماضٍ مُغَيَّرُ الصيغةِ ونائبُ فاعلِهِ مستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على ثَالِثَ ذي همزِ وَصْلٍ، والجملةُ الفعليَّةُ خبرُ المبتدأِ، تقديرُهُ: مَضْمُومٌ، والجملةُ الاسميَّةُ في محلِّ الجزمِ معطوفةٌ بعاطفٍ مُقدَّرٍ على جملةِ قولِهِ: فَأْتِ بهِ، على أنَّها جوابُ الشرطِ، (مَعْهُ): معَ منصوبٌ على الظرفيَّةِ الاعتباريَّةِ بفتحةٍ مُقدَّرةٍ ممنوعةٍ بسكونٍ ضرورةَ النظمِ، والظرفُ متعلِّقٌ بِضُمَّ، وهوَ مضافٌ، والهاءُ ضميرٌ مُتَّصلٌ في محلِّ الجرِّ مضافٌ إليهِ، (وَمَعْ): الواوُ عاطفةٌ، مَعْ: منصوبٌ على الظرفيَّةِ الاعتباريَّةِ بفتحةٍ مُقدَّرةٍ لذلكَ أوْ للوقفِ، والظرفُ متعلِّقٌ باضْمُم الآتي، وهوَ مضافٌ، (تاءِ): مضافٌ إليهِ، وهوَ مضافٌ، (المُطاوعَةِ): مضافٌ إليهِ، (اضْمُمْ): فعلُ أمرٍ، وفاعِلُهُ مُستترٌ وجوباً تقديرُهُ: (أنتَ)، والجملةُ الفعليَّةُ في محلِّ الجزمِ معطوفةٌ على جملةِ قولِهِ: فَأْتِ بهِ، على أنَّها جوابُ الشرطِ، (تِلْوَها): تِلْوَ مفعولٌ بهِ لاضْمُمْ، وهوَ مضافٌ، والهاءُ ضميرٌ مُتَّصلٌ في محلِّ الجرِّ مضافٌ إليهِ، (بِوِلا): الباءُ حرفُ جرٍّ، وِلا: مجرورٌ بالباءِ بكسرةٍ ظاهرةٍ على الهمزةِ المحذوفةِ لضرورةِ الرَّوِيِّ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بواجبِ الحذفِ لوُقُوعِهِ صفةً لمصدرٍ محذوفٍ جوازاً تقديرُهُ: واضْمُمْ معَ تاءِ المطاوعةِ تِلْوَهَا ضَمًّا مُلْتَبِساً بِوِلاءٍ وتَبَعٍ لضمِّ تاءِ المطاوعةِ، (وما): الواوُ عاطفةٌ، ما موصولةٌ أوْ موصوفةٌ في محلِّ النصبِ مفعولٌ ثانٍ لاجْعَل الآتي، (لِفَا): اللامُ حرفُ جرٍّ، فا مجرورٌ باللامِ بكسرةٍ ظاهرةٍ على الهمزةِ المحذوفةِ لضرورةِ النظمِ، الجارُّ والمجرورُ صلةٌ لِمَا أوْ صفةٌ لها، وهوَ مضافٌ، (نحْوِ): مضافٌ إليهِ، وهوَ مضافٌ، (بَاعَ): مضافٌ إليهِ مَحْكِيٌّ، (اجْعَلْ): فعلُ أمرٍ بمعنى أَعْطِ، ولذلكَ عَدَّاهُ إلى المفعولِ الأوَّلِ باللامِ، نظيرُ قَوْلِهِ تعالى: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ}، وفاعِلُهُ مُستترٌ وجوباً تقديرُهُ: (أنتَ)، والجملةُ الفعليَّةُ في محلِّ الجَزْمِ معطوفةٌ على جملةِ قولِهِ: فَأْتِ بهِ، على أنَّها جوابُ الشرطِ، (لِثَالِثِ): اللامُ حرفُ جرٍّ، ثَالِثِ: مفعولٌ أوَّلُ لاجْعَلْ مجرورٌ باللامِ، وهيَ مُتَعَلِّقَةٌ باجْعَلْ، وهوَ مضافٌ، (نَحْوِ): مضافٌ إليهِ، وهوَ مضافٌ، (اخْتَارَ): مضافٌ إليهِ مَحْكِيٌّ، (وانْقَادَ): الواوُ عاطفةٌ، انْقَادَ معطوفٌ مَحْكِيٌّ على اخْتَارَ، (كاخْتِيرَ الذي فَضُلا): الكافُ حرفُ جرٍّ وتمثيلٍ، اخْتِيرَ الذي فَضُلا: مجرورٌ مَحْكِيٌّ بالكافِ، والألفُ فيهِ حرفُ إطلاقٍ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بمحذوفٍ وجوباً لمبتدأٍ محذوفٍ جوازاً، تقديرُهُ: وذلكَ كائنٌ كقَوْلِكَ: اخْتِيرَ الذي فَضُلَ، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
فيما, فصل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir