دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثاني

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #3  
قديم 29 رمضان 1443هـ/30-04-2022م, 09:48 PM
شيرين العديلي شيرين العديلي غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 163
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الثاني من "خلاصة تفسير القرآن"

المجموعة الخامسة:
لخّص مسائل الموضوعات التالية وبيّن فوائد دراستها:

1. تفسير آيات الحدود.
1. القصاص:
الفوائد المستنبطة:
• فرض الله على عباده القصاص في القتلى لإقامة العدل بينهم
• يقتل القاتل عمدا على الصفة التي قتل عليها المقتول
• يجب على أهل القاتل وعل القاتل نفسه إعانة ولي المقتول إذا طلب القصاص وتمكينه من القاتل
• الذكر يقتل بالأنثى، كما تقتل الأنثى بالذكر لقوله تعالى {الْحُرُّ بِالْحُرِّ} [البقرة: 178] يدخل في منطوقها وفي منطوق قوله: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} [المائدة: 45] وما دلت عليه السنة الصحيحة حيث قتل النبي صلى الله عليه وسلم اليهودي بالجارية.
• يخرج الأبوان وإن علوا من عموم القصاص، فلا يقتلان بالولد لورود السنة بذلك.
• المسلم لا يقتل بالكافر لثبوت السنة بذلك
• الحر لا يقتل بالعبد لكونه غير مساو له ودليله قول الله تعالى: {وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} [البقرة: 178]
• الأصل وجوب القود في العمد العدوان، وأن الدية بدل عنه، فلهذا قال: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} [البقرة: 178]
• إذا عفا ولي المقتول فيجب عليه أن يتبع القاتل بالمعروف من غير أن يشق عليه ولا يحمله ما لا يطيق، بل يحسن الاقتضاء والطلب ولا يحرجه.
• على القاتل أداء إليه بإحسان من غير مطل ولا نقص ولا إساءة فعلية أو قولية كما قال صلى الله عليه وسلم: «رحم الله عبدا سمحا إذا قضى، سمحا إذا اقتضى»
• الحث على العفو إلى الدية، وأكمل من ذلك العفو مجانا.
• القاتل عمدا لا يكفر؛ لقوله تعالى: {عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ} [البقرة: 178] لأن المراد بالأخوة هنا أخوة الإسلام.
• إن كان القاتل عمدا لا يكفر فمن باب أولى سائر المعاصي التي هي دون القتل، أن لا يكفر صاحبها، ولكنه يستحق العقاب، وينقص بذلك إيمانه إن لم يتب.
• الحكمة من مشروعية القصاص هو حقن دماء المسلمين؛ لأن من عرف أنه إذا قَتَلَ قُتِلَ لا يكاد يصدر منه قَتْلٌ؛ وإذا رئي القاتل مقتولا انزجر غيره بذلك كما قال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} [البقرة: 179]
• أمر الله عباده أن يعملوا أفكارهم وعقولهم في تدبير ما في أحكامه من الحكم والمصالح الدالة على كماله، وكمال حكمته وحمده وعدله ورحمته الواسعة، وأن من كان بهذا الوصف فقد استحق الثناء والمدح بأنه من ذوي الألباب.


2. الزنا
• حد الزاني غير المحصن من ذكر أو أنثى يجلد مائة جلدة.
• يجب أن تكون الجلدات مؤلمة وزاجرة وليست مهلكة.
• يتعين أن يكون ذلك علنا لا سرا بحيث يشهده طائفة من المؤمنين؛ بغية قمع الجرائم، وإظهارا لشعائر الدين.
• وردت السنة بتغريب الزاني غير المحصن عام كامل عن وطنه مع الجلد.
• تواترت السنة وأجمع المسلمون على رجم الزاني المحصن، يرجم بالحجارة حتى يموت.



3. السرقة
• السرقة من كبائر الذنوب
• حد السرقة قطع يده اليمنى كما هي قراءة بعض الصحابة، واليد إذا أطلقت فهي الكف إلى الكوع فقط
• عند قطع اليد وجوبا يجب وضعها في زيت أو ودك مغلي لتنسد العروق فيقف الدم.
• لتحقيق السرقة لا بد أن تتوافر فيها ما يلي:
أ‌. أن يكون المسروق نصابا، وهو ربع دينار، أو ثلاثة دراهم، أو ما يساوي ذلك.
ب‌. أن يكون المأخوذ منه حرزا، وحرز كل مال ما يحفظ به عادة، فلو سرق من مال غير محرز فلا قطع عليه
• إن عاد السارق قطعت رجله اليسرى، فإن عاد فقيل تقطع يده اليسرى، ثم إن عاد قطعت رجله اليمنى، وقيل: يحبس حتى يموت، وورد في ذلك آثار عن السلف مختلفة.
• الحكمة من قطع يد السارق؛ تنكيلا للمجرمين، وحفظا للأموال.
• ذكر الله قبل هذا حد قطاع الطريق المحاربين في قوله: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ} [المائدة: 33]
• عقوبة قطاع الطريق مرتبة بحسب الجريمة؛ فإن جمعوا بين القتل وأخذ المال جمع لهم بين القتل والصلب، وإن قتلوا ولم يأخذوا مالا قتلوا ولم يصلبوا، وإن أخذوا مالا ولم يقتلوا قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف، وإن أخافوا الناس ولم يقتلوا ولا أخذوا مالا نفوا من الأرض، فلا يتركون يأوون إلى بلد، أو يحبسون كما قاله بعضهم.

***************************************

2. قصة آدم عليه السلام
• اقتضت حكمة الله أن يجعل في الأرض خليفة يخلف من كان قبله من المخلقات التي لا يعلمها الا الله {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]
• تعظيم الملائكة لربهم باستفسارهم عن خلق ادم الذي قد يكون يخلف من قبله من المخلوقات التي عاثت فسادا وسفكت الدماء.
• الله محيط بعلمه الواسع، وكمال قدرته يعلم ما يخفى على الملائكة وعلى جميع خلقه، وأنه لا يخلق شيئا عبثا وأن كل شيء لحكمة.
• الإعجاز في خلق آدم بحيث خلقه الله بيده تشريفا له على جميع المخلوقات، وقبض قبضة من جميع الأرض سهلها وحزنها، وطيبها وخبيثها، ليكون النسل على هذه الطبائع، فكان ترابا أولا، ثم ألقى عليه الماء فصار طينا، ثم صار حمأ مسنونا، ثم أيبسه بعدما صوره فصار كالفخار الذي له صلصلة. فلما تكامل خلق جسده، نفخ فيه الروح فأصبح إنسان أعده لكل علم وخير، ثم أتم عليه النعمة، فعلمه أسماء الأشياء كلها.
• أراد الله أن يبين للملائكة عظم خلق آدم فطلب منهم أن يذكروا أسماء الأشياء فلم يعرفوا .. وطلب من آدم ذكرها فسماها جميعا، وبهذا إشارة إلى كمال آدم.
• أمر الله الملائكة بالسجود لآدم لإظهار تعظيمهم له، فقال للملائكة: {اسْجُدُوا لِآدَمَ} [البقرة: 34]، فسجدوا كلهم طاعة لأمر ربهم.
• عصيان إبليس لأمر ربه – إبليس من الجن مخلوق من نار السموم- وكان مبطنا للكفر بالله، والحسد لهذا الإنسان الذي فضله الله هذا التفضيل؛ فحمله كبره وكفره على الامتناع عن السجود لآدم كفرا بالله واستكبارا.
• الكفر والاستكبار والإباء من ابليس وشدة النفار هو السبب الوحيد أن يكون مطرودا ملعونا، فقال الله له:{فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} [الأعراف: 13]
• وطن إبليس نفسه أن يدعو ذرية آدم بقوله وفعله وجنوده إلى أن يكونوا من حزبه الذين كتبت لهم دار البوار.
تمكين الله إبليس من ذرية آدم بلأفعال والأقوال ليصفي منهم الخبيث من الطيب؛ فمن كان خبيثا في نفسه يتبع إبليس وإغواءاته، ومن كان نقيا مؤمنا حماه الله بسور منيع حصين من إبليس وزودهم بسلاح لا يمكن لعدوهم مقاومتهم بكمال الإيمان بالله، وقوة توكُّلهم عليه: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل: 99]
• من عناية الله بخلقه أن أرسل لهم الأنبياء ليبينوا لهم طرق الهداية وسبل الرشاد وكيف يحموا أنفسهم من عدوهم إبليس.
• خلق الله حواء من جنس آدم لتتم المقاصد المتعددة من الزواج والالتئام، وتنبث الذرية. وحذرهما من إبليس وغوايته.
• أمر الله آدم وزوجته أن يتمتعوا بأكل ثمار الجنة باستثناء شجرة واحدة نهاهما عنها.
• قال الله لآدم في تمتيعه بهذه الجنة: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى - وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} [طه: 118 - 119]
• لما رأى إبليس سرور آدم بهذه الجنة، ورغبته العظيمة في دوامها، جاءه بصورة الصديق الناصح، فقال: يا آدم، هل أدلك على شجرة إذا أكلت منها خلدت في هذه الجنة ودام لك الملك الذي لا يبلى؟ فلا زال يوسوس لهما حتى أكلا من الشجرة.
• عقوبة آدم ظهرت عليهما مباشرة، وتابا توبة نصوحة فعفى الله عنهما، ولكن أمر الله في نزولهما للأرض كان مقضيا ومحتما لأنه الشرط مقابل الأكل من تلك الشجرة.
• بث الله من آدم وزوجه رجالا كثيرا ونساء، ونشرهم في الأرض، واستخلفهم فيها؛ لينظر كيف يعملون

الفوائد المستنبطة من قصة آدم عليه السلام:
• هذه القصة العظيمة من أعظم القصص التي اتفقت عليها الرسل، ونزلت بها الكتب السماوية، واعتقدها جميع أتباع الأنبياء من الأولين والآخرين.
ظهور فرقة خبيثة زنادقة أنكروا جميع ما جاءت به الرسل، فأنكروا آدم وحواء، وزعموا أن هذا الإنسان كان حيوانا قردا، أو شبيها بالقرد، حتى ارتقى إلى هذه الحال الموجودة، فصدق عليهم قوله تعالى:
{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [غافر: 83]
• ظهور طائفة فسرت سجود الملائكة لآدم أن معناه تسخير هذا العالم للآدميين، وأن المواد الأرضية والمعدنية ونحوها قد سخرها الله للآدمي، فهذا تحريف لكتاب الله، لا فرق بينه وبين تحريف الباطنية والقرامطة، وأنه إذا أولت هذه القصة إلى هذا التأويل توجه نظير هذا التحريف لغيرها من قصص القرآن، وانقلب القرآن رموزا يمكن كل عدو للإسلام أن يفعل بها هذا الفعل، فيبطل بذلك القرآن، وتعود هدايته إضلالا، ورحمته نقمة.
• بيان لفضيلة العلم، إذ لما تبين للملائكة فضل آدم بعلمه، عرفوا بذلك كماله، وأنه يستحق الإجلال والتوقير.
• العلم أعظم المنن، وشكر هذه النعمة الاعتراف لله بها، والثناء عليه بتعليمها، وتعليم الجهال، والوقوف على ما علمه العبد، والسكوت عما لم يعلمه.
• الحسد والكبر والحرص من أخطر الأخلاق على العبد، فكبر إبليس وحسده لآدم صيره إلى ما ترى، وحرص آدم وزوجه حملهما على تناول الشجرة.
• المبادرة إلى التوبة والاعتراف حال الوقوع بالذنب.
• إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء الحسنى والصفات كلها، لا فرق بين صفات الذات، ولا بين صفات الأفعال، وهو مذهب أهل السنة والجماعة.
• إثبات اليدين لله كما هو في قصة آدم صريحا: لما خلقت بيدي، فله يدان حقيقة، كما أن ذاته لا تشبهها الذوات، فصفاته تعالى لا تشبهها الصفات. ( ليس كمثله شيء)

**************************

3. قصة شعيب عليه السلام
• أرسله الله إلى أهل مدين، حيث كانوا مشركين ويبخسون المكاييل والموازين.
• عدم استجابة أهل مدين لشعيب، بل سخروا منه وردوا عليه متهكمين فقالوا:{يا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود: 87]
• إن تغيير أمر بقوم يبدأ بتغيير الأمر من أنفسنا أولا وهذا ما فعله شعيب مع أهل مدين حيث قال أنه أول من سينتهي عما يفعلون فقال {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هود: 88]
• ذكر أحوال الأمم السابقة للوعظ إحدى وسائل الدعوة المؤثرة والبليغة فقال لهم شعيب: (لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ} [هود: 89]
• الطغيان والعناد وكره الحق واحتقارهم للناصح الأمين لهم، كان من صفاتهم أيضا (وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ - قَالَ يا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [هود: 91 - 92]
• آخر الأمر استخدم شعيب أسلوب التهديد لهم فأنذرهم عقاب الله وعذابه وسخطه. وبهذا يتبين لنا منهج الدعوة أن تكون باللين والنصح ثم بالتهديد والوعيد {وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ - وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا} [هود: 93 - 94]
• كان عاقبة أهل مدين أن أرسل الله عليهم حرا أخذ بأنفاسهم حتى كادوا يختنقون من شدته، ثم في أثناء ذلك أرسل سحابة باردة فأظلتهم، فتنادوا إلى ظلها غير الظليل، فلما اجتمعوا فيها التهبت عليهم نارا، فأحرقتهم وأصبحوا خامدين معذبين مذمومين ملعونين في جميع الأوقات.
الفوائد المستنبطة من قصة شعيب:
• أن بخس المكاييل والموازين خصوصا، وبخس الناس أشياءهم عموما من أعظم الجرائم الموجبة لعقوبات الدنيا والآخرة.
• أن المعصية الواقعة لمن عدم منه الداعي والحاجة إليها أعظم، ولهذا كان الزنا من الشيخ أقبح من الشباب، والكبر من الفقير أقبح من الغني، والسرقة ممن ليس بمحتاج أعظم من وقوعها من المحتاج؛ لهذا قال شعيب لقومه: {إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ} [هود: 84]
• الحث على الرضا بما أعطى الله، والاكتفاء بحلاله عن حرامه، {بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ} [هود: 86]
• الصلاة سبب لفعل الخيرات، وترك المنكرات، وللنصيحة لعباد الله، وقد علم ذلك الكفار بما قالوا لشعيب: {أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود: 87]
• أن العبد في حركات بدنه وتصرفاته، وفي معاملاته المالية، داخل تحت حجر الشريعة، فما أبيح له منها فعله، وما منعه الشرع تعين عليه تركه.
• الناصح للخلق الذي يأمرهم وينهاهم من تمام قبول الناس له: أنه إذا أمرهم بشيء أن يكون أول الفاعلين له، وإذا نهاهم عن شيء كان أول التاركين؛ لقول شعيب: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هود: 88]
• الأنبياء جميعهم بُعثوا بالإصلاح والصلاح، ونهوا عن الشرور والفساد لذا قال شعيب: {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88]
• الداعي إلى الله يحتاج إلى الحلم وحسن الخلق ومقابلة المسيئين بأقوالهم وأفعالهم بضد ذلك.

****************************

4. قصة أيوب عليه السلام
• أيوب من أنبياء بني إسرائيل، ومن الأصفياء الكرام.
• امتاز أيوب بالصبر على البلاء خصوصا فإن الله تعالى ابتلاه بولده وأهله وماله، ثم بجسده.
• لا ملجأ من الله إلا إليه، فهو الشافي الكافي المعافي، لذا دعا أيوب ربه {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83]
• استجاب الله دعاءه فالله المجيب لدعاء عباده المؤمنين ، فقال له: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} [ص: 42]
• وفر الله لأيوب أسباب الشفاء من البلاء، فأوجد له عين ماء بارد يشرب منها ويغتسل ليتعافى جسده،
الفوائد المستنبطة من قصة أيوب عليه السلام:
• الصبر على البلاء ودعاء الله واللجوء إليه هو اعتراف بضعف العبد أما الله وقوته وأنه لا حول ولا قوة له إلا بالله، فيكرمه الله على صبره وشكره.
• كفارة اليمين لم تشرع لأحد من قبل شريعتنا، فكان اليمين عند أيوب يعتبر نذرا لا بد من وفائه، حينما حلف أن يجلد زوجته مئة جلده، لإوعزه الله أن يمسك حزمة من حشيش يجلدها به حتى لا يحنث بيمينه.
• يستدل من قصة أيوب وجلده لزوجته بالحشيش أنه من لا يحتمل إقامة الحد عليه لضعفه ونحوه أنه يقام عليه مسمى ذلك؛ لأن الغرض التنكيل ليس الإتلاف والإهلاك.

********************************

5. قصة الخضر مع موسى عليه السلام
• أرسل موسى إلى بني إسرائيل ومعه من العلوم الجمة ما معه، فأعجب الناس بكمال علمه.
• حكمة الله البالغة أنه مهما بلغ الإنسان أعلى مرتبة من الشيء فلا بد أن يجد من هو أعلا منه، فمبلغ علم موسى أنه لا يوجد من هو أعلم منه، فأخبره الله بوجود رجل ( الخضر ) يحوي علما ليس عند موسى.
• رغب موسى بالاستزادة من العلوم، فطلب من الله لما بلغه عن الخضر، أن يلاقيه، فإذن الله له.
• تحتوي سورة الكهف على قصة الخضر مع موسى عليه السلام .


الفوائد المستنبطة:
• فضيلة العلم وشرفه، ومشروعية الرحلة في طلبه، وأنه أهم الأمور.
• البداءة في العلم بالأهم فالأهم، فإن زيادة علم الإنسان بنفسه أهم من ترك ذلك اشتغالا بالتعليم فقط، بل يتعلم ليعلم.
• جواز أخذ الخادم في السفر والحضر لكفاية المؤن وطلب الراحة، كما فعل موسى صلى الله عليه وسلم.
• السفر لطلب العلم أو الجهاد أو غيرهما يعتبر من أسفار الطاعة.
• إضافة الشر وأسبابه إلى الشيطان، وكذلك النقص، لقول فتى موسى: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} [الكهف: 63]
• جواز إخبار الإنسان عما يجده مما هو مقتضى الطبيعة البشرية، من نصب أو جوع أو عطش، إذا لم يكن على وجه التسخط، وكان صدقا لقوله: {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف: 62]
• ينبغي أن يتخذ الإنسان خادما ذكيا فطنا كيِّسا ليتم له أمره الذي يريد.
• استحباب إطعام الإنسان خادمه من مأكله، وأكلهما جميعا؛ لأن ظاهر قوله: {آتِنَا غَدَاءَنَا} [الكهف: 62] أنه للجميع.
• المعونة تنزل على العبد بحسب قيامه بالأمر الشرعي، وأن ما وافق رضا الله يعان عليه ما لا يعان على غيره لقوله: {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف: 62]
• الخضر ليس نبيا، بل هو عبد صالح عالم ملْهَم؛ لأن الله ذكره بالعلم والعبودية الخاصة والأوصاف الجميلة، ولم يذكر معها أنه نبي أو رسول.
• العلم الذي يعلمه الله للعبد نوعان: علم مكتسب، يدركه العبد بطلبه وجدّه، وعلم إلهي لدنِّي، يهبه الله لمن يمن عليه من عباده، لقوله: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} [الكهف: 65] فالخضر أعطي من هذا النوع الحظ الأوفر.
• التأدب مع المعلم والتلطف في خطابه لقول موسى: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66].
• تعلم العالم الفاضل للعلم الذي لم يتمهر فيه ممن مهر فيه مع تواضعه، وإن كان دونه في العلم درجات.
• يتعين إضافة العلم وغيره من الفضائل إلى فضل الله ورحمته، والاعتراف بذلك، وشكر الله عليه لقوله: {تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66]
• العلم النافع هو العلم المرشد إلى الخير، وما سوى ذلك فإما أن يكون ضارا، أو ليس فيه فائدة لقوله: {أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66]
• من ليس له صبر على صحبة العَالم، ولا قوة على الثبات على طريقة التعلم، فإنه قاصر ليس بأهل لتلقي العلم.
• مما يعين على الصبر على الأشياء إحاطة العبد بها علما، وبمنافعها وثمراتها ونتائجها، فمن لا يدري هذه الأمور يصعب عليه الصبر لقوله: {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} [الكهف: 68]
• الأمر بالتأنِّي والتثبت وعدم المبادرة على الحكم على الأشياء حتى يعرف ما يراد منه، وما هو المقصود.
• مشروعية تعليق إيجاد الأمور المستقبلة على مشيئة الله لقوله: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} [الكهف: 69] وإن العزم على الشيء ليس بمنزلة فعله، فموسى عزم على الصبر، ولكن لم يفعل.
• المعلم إذا رأى من المصلحة أن يخبر المتعلم أن يترك الابتداء في السؤال عن بعض الأشياء حتى يكون المعلم هو الذي يوقفه عليها، فإن المصلحة تتبع، كما إذا كان فهمه قاصرا، أو نهاه عن التدقيق الشديد أو الأسئلة التي لا تتعلق بالموضوع، ومنها: جواز ركوب البحر إذا لم يكن في ذلك خطر.
• الناسي غير مؤاخذ، لا في حق الله ولا في حق العباد، إلا إن ترتب على ذلك إتلاف مال، ففيه الضمان حتى على الناسي لقوله: {لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ} [الكهف: 73]
• ينبغي للعبد أن يأخذ من أخلاق الناس ومعاملاتهم العفو منها، وما سمحت به أنفسهم، ولا ينبغي له أن يكلفهم ما لا يطيقون.
• الأمور تجري على ظاهرها، وتعلق بها الأحكام الدنيوية في كل شيء، فإن موسى عليه السلام أنكر على الخضر خرق السفينة، وقتل الغلام بحسب أحكامها العامة، ولم يلتفت إلى الأصل الذي أصَّلاه، هو والخضر، أنه لا يسأله ولا يعترض عليه حتى يكون الخضر هو المبتدئ.
• التنبيه على القاعدة المشهورة الكبيرة، دفع الشر الكبير بارتكاب الشر الخفيف، ويراعى أكبر المصلحتين بتفويت أدناهما؛ فإن قتل الغلام الصغير شر، ولكن بقاءه حتى يبلغ ويفتن أبويه عن دينهما أعظم شرا.
• والتنبيه على القاعدة الكبيرة الأخرى، وهي: أن عمل الإنسان في مال غيره - إذا كان على وجه المصلحة ودفع المضرة - يجوز بلا إذن، حتى ولو ترتب عليه إتلاف بعض المال، كما خرق الخضر السفينة لتعيب، فتسلم من غصب الملك الظالم.
• العمل يجوز في البحر كما يجوز في البر، لقوله: {يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} [الكهف: 79]
• القتل من أكبر الذنوب.
• العبد الصالح يحفظه الله في نفسه، وفي ذريته، وما يتعلق به، لقوله: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [الكهف: 82]
• استعمال الأدب مع الله حتى في الألفاظ؛ فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه بقوله: {فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا} [الكهف: 79] وأما الخير فأضافه إلى الله لقوله: {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [الكهف: 82]
• ينبغي للعبد أن لا يفارق صاحبه في حالة من الأحوال ويترك صحبته، بل يفي له بذلك حتى لا يجد للصبر محلا، وأن موافقة الصاحب لصاحبه في غير الأمور المحذورة مدعاة وسبب لبقاء الصحبة وتأكُّدها، كما أن عدم الموافقة سبب لقطع المرافقة.

**************************

6. قصة نبيّنا محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.
النبي قبل البعثة:
  • فطر النبي صلى الله عليه وسلم فطرة مستعدة متهيئة لقول الحق علما وعملا؛ حيث أن الله طهّر قلبه وزكاه وكمّله.
  • كان محمد مهيأ لتلقي لتلقي أعظم رسالة أرسل الله بها أحدا من خلقه.
أول البعثة:
  • الوحي الموكل بتبليغ النبي هو جبريل عليه السلام.
  • أول ما بدأت به النبوة الرؤيا، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح؛ إذ تبدَّى له جبريل صلى الله عليه وسلم فرأى منظرا هاله وأزعجه.
  • ثم أرسل الله جبريل للنبي بقوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] وهذا أول ما نزل من القرآن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
  • غط جبريل النبي مرتين أو ثلاثا ليهيئه لتلقي القرآن العظيم، ويتجرد قلبه وهمته وظاهره وباطنه لذلك.
  • جاء الأمر بإعلان الدعوة بقوله تعالى:{يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ - قُمْ فَأَنْذِرْ - وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ - وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ - وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 1 - 5]
  • تأييد الله للنبي وتقوية عزائمه، وأيَّده بروح منه، فأنزل الله: {وَالضُّحَى - وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى - مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 1 - 3]
أعظم مقامات دعوة النبي صلى الله عليه وسلم:
  • دعوته إلى التوحيد الخالص، وإبطال الشرك وبه نزلت معظم السور المكية.
  • من مقامات النبي صلى الله عليه وسلم مع المكذبين له دعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة.
  • ومن مقاماته صلى الله عليه وسلم مع المؤمنين الرأفة العظيمة، والرحمة لهم، والمحبة التامة، والقيام معهم في كل أمورهم، قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].
موقف الكفار من النبي صلى الله عليه وسلم:
  • معاداة الناس للنبي وتكذيبهم وافتراءهم عليه بالأباطيل، كما قال تعالى فيهم: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام: 33].
  • افتراء الكافرين على النبي وعلى القرآن فوصفوه بعدة وصوف بغية ابتعاد الناس عنه.
  • قابل النبي صلى الله عليه وسلم إساءات قومه بالحسنى واللين، والصبر.
معجزة الإسراء والمعراج:
  • مسرى النبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في ليلة.
  • فرضت الصلاة على المؤمنين في ليلة الإسراء والمعراج .
  • تأييد الله النبي بتعليمه كل ما يتعلق بالدين كما أرسل له جبريل ليعلمه الصلاة وأوقاتها.
معجزة الغار مع صاحبه أبي بكر الصديق:
  • مكر الكفار بالنبي في بحثهم كيفية قتله وتفرقة دمه بين القبائل.
  • معجزة الله في الغار ونصره لنبيه بالحمام والعنكبوت.
  • تعليم المسلمين أحكام دينهم وعباداتهم بشكل مفصل؛ كالزكاة والصيام، قال تعالى: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ - الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} [فصلت: 6 - 7].
غزوات النبي صلى الله عليه وسلم:
  • وقعت غزوة بدر في العام الثاني من الهجرة وبها أنزلت سورة الأنفال.
  • جميع الآيات التي نزلت في المنافقين كانت بعد غزوة بدر.
  • وقعت غزوة أحد في السنة الثالثة من الهجرة. وتفاصيل الغزوة ذكرت في سورة آل عمران.
  • وقعت غزوة الخندق في السنة الخامسة من الهجرة، وحاصر المشركون المسلمين في المدينة عدة أيام وحال بينهم الخندق، حتى جاء نصر الله ويسر أسباب انخذال المشركين، {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} [الأحزاب: 10].
  • عداء المشركون للمسلمين وصدهم عن العمرة في سنة ست من الهجرة، فدخل النبي معهم في صلح؛ لحقن الدماء في بيت الله الحرام، ولما في ذلك من المصالح.
  • اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في العام 7 من الهجرة وتفاصيل هذه الأحداث نزلت في سورة الفتح بأكملها.
  • كان هذا الفتح فيه من الصلح الذي تمكن فيه المسلمون من الدعوة إلى الإسلام، ودخول الناس في دين الله حين شاهدوا ما فيه من الخير والصلاح والنور.
  • سنة ثمان من الهجرة نقضت قريش العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، فدخلها النبي فاتحا لها، ثم تممها بغزو حنين على هوازن وثقيف، فتم بذلك نصر الله لرسوله وللمسلمين، وأنزل الله في ذلك أول سورة التوبة
  • سنة تسع من الهجرة غزا تبوك، ولم يتخلف إلا أهل الأعذار وأناس من المنافقين، وثلاثة من صلحاء المؤمنين، فأنزل الله في هذه الغزوة آيات كثيرة من سورة التوبة.

موقف اليهود وعقابهم:
  • عقوبة بني قريظة وحكم سعد فيهم بأن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم، فأنزل الله صدر سورة الأحزاب من قوله:
  • {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9] {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} [الأحزاب: 27].
  • جلاء يهود بني النضير الذين هموا بالفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم، فاحتموا بحصونهم، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حاصرهم وأجلاهم وقصتهم في سورة الحشر.
فرض الحج على المسلمين:
  • سنة تسع من الهجرة أو سنة عشر فرض الله الحج على المسلمين، فحج أبو بكر بالناس سنة تسع، ونبذ إلى المشركين عهودهم، وأتم عهود الذين لم ينقضوا، ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين سنة عشر واستوعب المسلمين معه.
  • تعليم المسلمين مناسك الحج والعمرة بقوله وفعله، وأنزل الله الآيات التي في الحج وأحكامه، وأنزل الله يوم عرفة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].

الفوائد المستنبطة:
1. معرفة السيرة النبوية إحدى طرق معرفة تفسير القرآن الكريم؛ حيث القرآن كان ينزل تبعا لمناسبات سيرته.
2. الحكمة من إنزال القرآن مفرقا إحقاقاً للحق وإبطالاً للباطل وليثبت به فؤاد النبي. قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا - وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 32 - 33].
3. سن الرشد والتبليغ هو أربعين سنة؛ إذ بها تتم قوة الإنسان العقلية.
4. دور الزوجة الحكيمة في تهدئة زوجه وتخفيف القلق عنه.
5. إحدى الطرق المؤثرة في تهدئة الإنسان عند خوفه أو مصابه، ذكر خلاله الطيبة وإظهار مواطن الحسن فيها فيهدأ روع النبي ويستكين.
6. محاسن الأخلاق مدعاة لكسب رضى الله ومحبته.
7. الحكمة في إضلال الضالين، بأنهم اختاروا لأنفسهم الضلال ورغبوا فيه، فرغب الله عنهم وتركهم في طغيانهم يعمهون، قال تعالى: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [الأعراف: 30]
الهجرة واجبة في حال عدم قدرة المرء على إقامة شعائر دينه في بلده.
8. دور الصاحب مع صاحبه في حله وترحاله كما فعل أبي بكر الصديق.
9. حسن الظن بالله والتوكل عليه مخرج لكل مأزق قال الله تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40].
10. مشروعية الجهاد في سبيل الله للدفاع عن الدين .
11. ما نراه سيئا قد يكون فيه الخير الكثير، ولله الحكم من قبل ومن بعد.
12. بيان أحكام الجهاد وفضله وثواب أهله من خلال الغزوات.
13. نزول الأحكام الشرعية شيئا فشيئا بحسب ما تقتضيه حكمته.

والله الموفق؛؛؛

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir