دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > البرامج الخاصة > البرامج الخاصة > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 جمادى الآخرة 1435هـ/11-04-2014م, 12:23 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي صفحة مذاكرة الطالبة/ لمياء غازي

بسم الله الرحمن الرحيم
الأسئلة والاجابات

س1: اذكر بعض اسماء سورة الفاتحه؟
أم القرآن، وأم الكتاب، وفاتحة الكتاب ، والسبع المثاني ، وسورة الصلاة، وسورة الحمد


س2: اذكر ما تعرفه من فضائل سورة الفاتحة؟
هي أفضل القرآن
هي رقية وشفاء
هي ركن من أركان الصلاة ولا تتم إلا بها

س3: بين معنى البسملة باختصار؟
أي أبتدئ بكل اسم لله تعالى

س4: اذكر تفسيراً إجمالياً مختصراً لسورة الفاتحة؟
1- قوله تعالى: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
- الحمد : يخبرُ اللهُ تعالى أنَّ جميعَ المحامدِ خالصةٌ له، ومختصَّةٌ به، فلا محمودَ على كلِّ فعلٍ سِواهُ، ويكونُ حَمْدُهُ بذكر صفاتِ كمالهِ وجلالهِ، ويكون بالشكرِ له على نعمائهِ، ويكونُ بالثناء عليهِ، فهذه مجتمعةً تشملُ معنى الحمدِ.
- واسمُ اللهِ (الربُّ) يعني: السَّيدَ المصلحَ المالكَ لخلقهِ والمتصرِّفَ فيهم(1)، وهو متضمِّنٌ لصفةِ الرُّبوبيَّةِ، الذي قد ربَّ خلقَهُ، فلا يَخرجُ أحدٌ عن ربوبيَّتهِ
- و{الْعَالَمِينَ} : جمعُ عالَمٍ، ويشملُ كلَّ ما سِوى اللهِ من المخلوقات كعالم الملائكة وعالم الإنس وعالم الجن وعالم الحيوانات وغيرها

2- قولهُ تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أيِ: الحمدُ للهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ، وهذانِ اسمانِ منْ أسماءِ اللهِ الحسنى مشتقَّانِ من الرحمةِ، ويتضمَّنانِ صفةَ الرَّحمةِ، ف(الرحمنَ) دالٌّ على الصفةِ القائمةِ بهِ سبحانَه، و(الرحيمُ)دالٌّ على تعلُّقِها بالمرحومِ، فالأوَّلُ للوصفِ، والثاني للفعلِ.

3- وقولهُ تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} أي: الحمدُ للهِ مالكِ يومِ الدِّينِ.
والمالكُ: الذي يتصرَّفُ في مُلكِه كما يشاءُ لا يردُّه أحدٌ عن ذلك،

4- قولهُ تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي:لا نتذلَّلُ ولا نخضَعُ إلاَّ لكَ يا رَبَّنا، ولا نطلبُ المساعدةَ والعونَ إلا منكَ.
وتقديمُ {إِيَّاكَ} على الفِعْلَين يفيدُ الحصرَ والاهتمامَ، فهيَ في قوَّةِ: لا نعبدُ إلا الله، ولا نستعينُ إلا به(5).

5- قولهُ تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} : هذا ذكر لأَولى ما يستعان الله عليه، إِذْ هو أَجَلُّ مطلوبٍ وأعظمُ مرغوبٍ، وهو ابتداءُ طلبِ المؤمنينَ من ربِّهمْ، ودعائِهم إياهُ بأنْ يدلَّهم على هذا الطريقِ الذي لا اعوجاجَ فيهِ، ويُثبِّتهم ويُديمَهُمْ على سُلوكِه، وهذا هُو الطَّريقُ الحقُّ الذي ارتضاهُ الله: الإسلامُ بما فيهِ منَ الشَّرائعِ والعباداتِ التي يحتاجُ كلُّ فرد منَّا إلى هدايةٍ خاصَّةٍ للقيامِ بها، نسألُ الله إعانَته ومغفرتَه.

6- قولُه تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} أي: هذا الصِّراطُ الذي نطلبكَ سلوكَه والثَّباتَ عليهِ هو طريقُ من تفضَّلْتَ عليهم بالهدايةِ من النَّبيينَ والصِّدِّيقينَ والشهداءِ والصالحينَ، وهذا يبيِّنُ أَنَّ أعظمَ النِّعَمِ وأخصَّها نعمةُ الهدايةِ.

7- قولُه تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} أيْ: وهذا الطريقُ الذي نسألكَ أن تدلَّنا عليهِ هو غيرُ طريقِ من استحقَّ غضبَكَ ، من اليهودِ الذينَ علِموا وتركوا العملَ بعلمهم، ومن استحقَّ البُعدَ والتِّيهَ عن عبادتِكَ من النَّصارى الذينَ جهلوا، وعبدوكَ بغيرِ ما شَرَعْتَ.


س5: اذكر ما قيل في الحكمة من الجمع بين اسمي (الرحمن) و(الرحيم) في قوله تعالى :{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}؟
أنَّ (الرحمنَ) دالٌّ على الصفةِ القائمةِ بهِ سبحانَه، و(الرحيمُ)دالٌّ على تعلُّقِها بالمرحومِ، فالأوَّلُ للوصفِ، والثاني للفعلِ.
فالأوَّل:دالٌّ على أنَّ الرحمةَ صفتُه.
والثاني:دالٌّ على أنَّه يرحمُ خلقَه برحمتِه.
ومما يبين ذلكَ:
- قولُه تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً}.
- وقولُه: {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} ونظائرُها، ولم يأتِ قطُّ (رحمن بهم) فعُلمَ أنَّ(الرحمنَ) هو الموصوفُ بالرحمةِ، و(الرحيمَ) هو الراحمُ برحمتِه.
واسمُ اللهِ (الرحيم) ممّا يجوزُ أن يوصفَ بهِ خَلْقُ اللهِ، لورودِ ذلكَ في الكتابِ والسنةِ، ومن ذلكَ: قولهُ تعالى في وصفِ نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} لكن لا يطلقُ معرَّفاً على غيرِ الله تعالى؛ فالرحمةُ من اللهِ لا تُماثِلُ الرَّحمةَ من المخلوقِ، فهي تليقُ بذاتِ الله الكاملِ المنزَّهِ عن صفاتِ النَّقصِ، وتلك تُناسبُ الإنسانَ بما فيهِ من النَّقصِ.


س6: ما معنى الكلمات التالية: الدين، الصراط، نستعين؟
الدين : القيامة أو الجزاء وهو يوم يدين الله العباد بأعمالهم
الصراط : الطريق
نستعين : أي نطلب العون والإعانة

س7: تربية الله تعالى لعباده نوعان، اذكرهما؟
- تربيتُهُ تعالىَ لخلقِهِ نوعانِ: عامةٌ وخاصةٌ.
فالعامةُ: هيَ خلقُهُ للمخلوقينَ، ورزقُهمْ، وهدايتُهم لما فيهِ مصالحهمُ، التي فيهَا بقاؤُهمْ في الدنيَا.
والخاصةُ: تربيَتُهُ لأوليائِهِ، فيربِّيهِم بالإيمانِ، ويوفِّقُهُمْ لَهُ، ويكمِّلُهُ لهمْ، ويدفعُ عنهمْ الصوارِفَ والعوائقَ الحائلةَ بينهُمْ وبينَهُ.
وحقيقتُهَا: تربيةُ التوفيقِ لكلِّ خيرٍ، والعصمةُ عَنْ كلِّ شرٍّ، ولعلَّ هذا [المعنَى] هوَ السرُّ في كونِ أكثرِ أدعيةِ الأنبياءِ بلفظِ الربِّ، فإنَّ مطالبَهمْ كلهَا داخلةٌ تَحتَ ربوبيتهِ الخاصةِ.


س8: اذكر القراءتين في قول الله تعالى :{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}؟
مالك وملك

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 جمادى الآخرة 1435هـ/11-04-2014م, 12:47 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي تابع إجابات أسئلة سورة الفاتحة

س8: اذكر القراءتين في قول الله تعالى :{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}؟
في قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قراءتان:
الأولى: {مَالِكِ} بإثبات الألف.
والثانية: {مَلِكِ} بحذف الألف، وقد ذُكر في الفرق بينهما معانٍ من أجودها:
- أنَّ (الملِكَ): الذي يملك، وقد يشاركه في تصريف ملكه غيره.
- و(المالك): الذي يتصرف في ملكه مباشرة، هذا من جهة اللغة.
أمَّا في حقِّ الله تعالى: فله تمام الملك والمالكية، لا يتصرف في ملكه أحدٌ إلا بإذنه، ولا يخرج أحد عن طوْعِه وملكِه، كائناً من كان، والله أعلم.

س9: اذكر ما يفيده تقدم المعمول في قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؟
تقديمَ المعمولِ يفيدُ الحصرَ، وهوَ إثباتُ الحكمِ للمذكورِ ونفيهُ عما عداهُ، فكأنَّهُ يقولُ: نعبدكَ، ولا نعبدُ غَيركَ، ونستعينُ بكَ، ولا نستعينُ بغيركَ.

س10: اذكر ما قيل في فائدة تقدم جملة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} على جملة {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؟
تقديم العبادةِ على الاستعانةِ منْ بابِ تقديمِ العامِّ على الخاصِّ، واهتماماً بتقديمِ حقِّهِ تعالى على حقِّ عبدِهِ.
و(العبادة): اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ من الأعمالِ والأقوالِ الظاهرةِ والباطنةِ.
و(الاستعانة): هيَ الاعتمادُ على اللهِ تعالىَ في جلبِ المنافعِ ودفعِ المضارِّ، معَ الثِّقةِ بهِ في تحصيلِ ذلكَ.
والقيامُ بعبادةِ اللهِ والاستعانةِ بهِ هوَ الوسيلةُ للسعادةِ الأبديةِ، والنجاةِ منْ جميعِ الشرورِ، فلا سبيلَ إلى النجاةِ إلاَّ بالقيامِ بهمَا، وإنَّما تكونُ العبادةُ عبادةً إذا كانَتْ مأخوذةً عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مقصوداً بها وجهُ اللهِ، فبهذينِ الأمرينِ تكونُ عبادةً.
وذكرُ (الاستعانة) بعدَ (العبادةِ) معَ دخولِهَا فيهَا، لاحتياجِ العبدِ في جميعِ عباداتهِ إلى الاستعانةِ باللهِ تعالى، فإنَّهُ إنْ لم يعنهُ اللهُ لم يحصلْ لهُ ما يريدهُ منْ فعلِ الأوامرِ واجتنابِ النواهي.

قدّم: {إيّاك نعبد} على {وإيّاك نستعين} لأنّ العبادة له هي المقصودة، والاستعانة وسيلةٌ إليها، والاهتمام والحزم هو أن يقدّم ما هو الأهمّ فالأهمّ، واللّه أعلم.

س11: ما المراد بالصراط المستقيم؟
وردَ في تفسيرِ الصراطِ عباراتٌ للسَّلَفِ، فقيلَ: الصراط المستقيم:
- القرآن.
- وقيل: الإسلام.
وقيل غير ذلك، وهذه الأقوال متلازمةٌ، فالقرآن ذكر شرعة الإسلام فيه، والإسلام كتابه القرآن، وطريق أبي بكر وعمر هو الإسلام، وكتابهم الذي يتبعونه هو القرآن، وحاصل هذا جميعه هو المتابعة لله ولرسوله. والله أعلم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 جمادى الآخرة 1435هـ/12-04-2014م, 12:05 AM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي تابع إجابات أسئلة سورة الفاتحة

س12: كيف يسأل المؤمن الهداية وقد اهتدى إلى الإيمان؟
لأنَّ العبدَ بحاجةٍ إلى معرفةِ الهدايةِ إجمالاً وتفصيلاً، علماً وعملاً، ومعرفةِ ما يضادُّ ذلكَ، في كلِّ الأوقاتِ، فليسَ من هُدِيَ إلى الإسلامِ قدْ هُدِيَ إلى كلِّ شرائعِهِ وعَلِمَها، وإِنْ عَلِمَها فقدْ لا يعملُ بها أو ببعضِها، وقد لا يثبتُ على ذلكَ، فهو بحاجةٍ إلى الهدايةِ وسؤالِ اللهِ إِيَّاها كلَّ طرفةِ عين.

س13: ما هو أولى ما يستعان الله تعالى عليه؟
الصراط المستقيم لقوله تعالى بعد "إياك نعبد وإياك نستعين" "اهدنا الصراط المستقيم"

س14: بين المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
المغضوب عليهم : هم اليهود ومن شابههم لأنهم علموا الحق ولم يتبعوه فغضب الله عليهم
الضالين : هم النصارى ومن شابههم لأنهم جهلوا الحق فلم يتبعوه فضلُّوا عنه

س15: بين دلالة هذه السورة العظيمة على ما يأتي:-
أ) أنواع التوحيد:
- توحيدُ الربوبيةِ،يؤخذُ مِنْ قولِهِ: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
- وتوحيدُ الإلهيةِ، وهوَ إفرادُ اللهِ بالعبادةِ، يُؤخذُ مِنْ لفظِ: (الله) ومِنْ قولِهِ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}.
- وتوحيدُ الأسماءِ والصفاتِ، وهو إثباتُ صفاتِ الكمالِ للهِ تعالى، التي أثبتَها لنفسِهِ، وأثبتَها لهُ رسولُهُ منْ غيرِ تعطيلٍ ولا تمثيلٍ ولا تشبيهٍ، وقدْ دلَّ على ذلكَ لفظُ {الْحَمْدُ} .

ب) إثبات الجزاء على الأعمال:
- في قولِهِ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، وأنَّ الجزاءَ يكونُ بالعدلِ؛ لأنَّ الدينَ معناهُ الجزاءُ بالعدلِ.

ج) إثبات القدر:
- تضمنتْ إثباتَ القدرِ، وأنَّ العبدَ فاعلٌ حقيقةً، خلافاً للقدريةِ والجبريةِ في قوله "اهدنا الصراط المستقيم"

د) الرد على جميع أهل البدع:
- في قولِهِ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنَّهُ معرفةُ الحقِّ والعملُ بهِ، وكلُّ مبتدعٍ [وضالٍّ] فهوَ مخالفٌ لذلِكَ.

س16: بين تضمن هذه السورة العظيمة لما يأتي:
أ) إخلاص الدين لله تعالى:
- في قولِهِ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فالحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

ب) إثبات النبوة:
- في قولِهِ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنَّ ذلكَ ممتنعٌ بدونِ الرسالةِ.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 جمادى الآخرة 1435هـ/12-04-2014م, 10:52 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي إجابات أسئلة سورة النبأ

أسئلة وأجوبة سورة النبأ
بسم الله الرحمن الرحيم

س1: ما هو النبأ العظيم؟
قيل هو القرآن وقيل هو البعث والقيامة وجامع ذلك كله أنه كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من قرآن وأخبار عن البعث والنشور وغيرها

س2: بين ما يفيده التكرار في قوله تعالى: {كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ}
مبالغة في الزجر عن هذا الفعل، ومبالغة في تأكيد وقوع العاقبة الوخيمة عليهم جزاء تكذيبهم؛

س3: ما تقدير المعمول المحذوف في قوله تعالى: {كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ}؟
المعمول يعم ما توعدوا بوقوعه من العذاب في الدنيا والبرزخ والقيامة، وصدق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من البعث وأن القرآن حق.

س4: ما نوع الاستفهام في قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً}؟
استفهامٌ على سبيل التقرير.

س5: بين معاني المفردات التالية: عمَّ، مهاداً، أوتاداً، أزواجاً، سباتاً، لباساً، وهاجاً، المعصرات، ثجاجاً، ألفافاًً.
- عم : تتكون من عن وما الاستفهامية وحذفت ألفها لتمييز الاستفهام من الخبر وهي بمعنى عن أي شيئ.
- مهاداً : أي مهيَّئةً للناسِ كالمِهَادِ الذي يَمْتَهِدُونَه ويفْتَرِشونَه.
- أوتاداً : أي راسيات كالوتد الذي تشد به أطناب الخيمة.
- أزواجاً : أي من ذكر وأنثى.
- سباتاً : انقطاع عن الحركة يورث الراحة.
- لباساً : سكناً وساتراً كالباس.
- وهاجاً : أي يتوهج ضوؤها.
- المعصرات : الرياح أو السحب.
- ثجاجاً : صباً متتابعاً.
- ألفافاً : أي مجتمعة وملتفة على بعضها البعض.

س6: لتعداد نعم الله تعالى على عباده أثر عظيم في النفوس المؤمنة، تحدث بإيجاز عن فوائد هذا التعداد.
- تعداد نعم الله تعالى على العبد تجعله يحتقر عمله وعبادته مقارنة بنعم الله عليه.
- كما تجعل العبد لا يتكل على المخلوق بل يتوجه إلى خالقه ليقينه بأنه المنعم وبيده الأمر والتدبير.
- أيضاً تعداد نعم الله تزيد من اليقين والايمان بالله والإخلاص له وحده.

س7: الآيات الكونية من دلائل البعث العظيمة التي كرر الاستدلال بها عليه كثيراً في القرآن الكريم، تحدث باختصار عن دلالة الآيات الكونية على البعث والجزاء.
- دلائل إحياء الموتى بعد موتهم كثيرة جداً في كتاب الله -جل وعلا- وهذه الدلائل منها:
أن الله -جل وعلا- استدل بالخلق الأول أو بالنشأة الأولى على النشأة الأخرى، فالذي خلق الإنسان من عدم قادر على أن ينشئه -جل وعلا- ويعيد خلقه مرة أخرى؛ كما قال -جل وعلا-: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ} وقال -جل وعلا-: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}.
وأيضاً نبه الله -جل وعلا- بإحياء الأرض بعد موتها - إحياؤها بالمطر - على إحياء الموتى:
- كما في أوائل سورة الحج: {وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ}.
- وفي سورة فصلت: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
- وذكر الله -جل وعلا- في كتابه دلائل على البعث، منها قصة إبراهيم مع الطير:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً}
وفرق الطير إلى أربعة أجزاء فيكون ميتاً، ثم يدعى فيعود مرة أخرى.
- وفي قصة إحياء قتيل بني إسرائيل: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا} ببعض البقرة {كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
فهناك دلائل محسوسة مشهودة أوجدها الله -جل وعلا- عبرة للخلق وذكرها الله -جل وعلا- في كتابه تتلى إلى يوم القيامة ليعقلها الخلق، ودلل لهم بالشواهد الحسية الموجودة بين أظهرهم ما يستدلون به على إحياء الموتى بعد موتهم ويوقنون بذلك.
ومن أعظمها هذا النوم الذي ننامه بالليل والنهار، ولهذا قال الله -جل وعلا-: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}
فهذه الآيات كلها شاهدة على وحدانية الله، شاهدة على قدرته، شاهدة على بعثه الموتى بعد موتهم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 05:52 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي إجابات أسئلة سورة النبأ من 17 : 30

الأسئلة والإجابات لسورة النبأ من 17 : 30

س1: بين معاني المفردات التالية: ميقاتاً ، الصور ، أفواجاً ، سراباً ، مرصاداً ، لابثين ، أحقاباً ، وفاقاً .
- ميقاتاً : وقتاً وميعاداً مؤقتاً لا يتبدل ولا يتغير ولا يزاد فيه ولا ينقص منه.
- الصور : قرن ينفخ فيه الملك .
- أفواجاً : زمراً أو جماعات .
- سراباً : السراب: هو ما يراه الإنسان في منتصف النهار ويظن أنه ماء وليس بكذلك، فالجبال يوم القيامة تكون لا شيء، ينظر إليها الناظر يعتقد أنها جبال وهي لا شيء؛ لأن الله -جل وعلا- قد سيرها وفتتها ودكها سبحانه وتعالى .
- مرصاداً : المرصاد: هو المكان الذي يجلس فيه الرصد وهم المترقبون، فالمكان الذي يجلس فيه الشخص يترقب فيه غيره هذا يسمى المرصاد، والمعنى أن جهنم يوم القيامة ترصد أعداء الله -جل وعلا-.
- لابثين : ماكثين .
- أحقاباً : جمع حُقب،والحقب في لغة العرب هو الدهر ، أي كلما انقضى حقبٌ جاء حقبٌ غيره.
- وفاقاً : وفق أعمالهم الفاسدة .

س2: من أصول المواعظ الربانية: الوعظ باليوم الآخر وما فيه من أهوال عظيمة، تحدث باختصار عن فوائد هذا الأسلوب الحكيم في حمل النفس الإنسانية على الاستقامة.
- الوعظ باليوم الآخر وما فيه من أهوال عظيمة وردت في أكثر من موضع في القرآن كفواتح سورة الحج في قوله تعالى :""يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}"
وقوله تعالى في سورة مريم :{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} وغيرها من المواضع التي هي ذكرى للمؤمن ونذير للكافر فتوقع في نفس المؤمن الرهبة من عذاب الله وعقابه فتكون زاجراً له عن الوقوع في النواهي والغفلة.
ولا شك أن التذكير بالمواعظ وما لحق بالأمم السالفة من العذاب والعقاب والأخذ بغتة لهو عبرة لمن أراد أن يعتبر وعظة لمن أراد أن يتعظ وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
فكفى بالقرآن واعظاً والله أعلى وأعلم


س3: تضمنت هذه الآيات العظيمة جملة من الفوائد السلوكية الجليلة، اذكر ما تعرفه منها.
1- الخوف من الوقوع فيما يستحق العبد بسببه عقاب الله.
2- العمل للآخرة و عدم الغفلة عنها.
3- تذكر الموت وأهوال القيامة لترقيق القلب.
4- لابد أن يكون العبد ما بين الخوف والرجاء .


س4: فسر الآيات التي درستها تفسيراً إجمالياً مختصراً.

17-قولُه تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً}أي: إنَّ يومَ القيامة كان موعداً مؤقتاً للجَمْع بين هذه الخلائق، ليفصِلَ اللهُ فيه بينها.
18-قولُه تعالى: {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً} أي: يوم الفصل هو يوم ينفخُ إسرافيلُ عليه السلام النفخةَ الثانيةَ في البوق، فتجيئونَ أيها الناس زُمَراً زُمَراً، وجماعاتٍ جماعاتٍ.
19-قولُه تعالى: {وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَاباً} أي: صارَ في السماء فُرُوجٌ على هيئة الأبواب، حتى أنَّ الناظرَ إليها يراها أبواباً مفتَّحة.
20-قولُه تعالى: {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً} أي: يجعل اللهُ هذه الجبالَ الأوتاد للأرض تسير، حتى تصلَ إلى مرحلةِ الهباءِ الذي يتطاير، فيحسَبُهُ الرائي جبلاً، وإذا هو كالسَّراب الذي يراه الرائي على أنه ماء، وهو ليس كذلك.
21-قولُه تعالى: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً}أي: إنَّ نارَ جهنَّمَ كانت ذاتَ ارتقابٍ، ترقُبُ من يجتازُها وترصُدُهم.
22-قولُه تعالى: {لِلْطَّاغِينَ مَآباً}أي: إنَّ جهنَّم للذين تجاوَزوا الحدَّ في العِصيان حتى بلغوا الكُفر، مرجِعٌ ومصيرٌ يَصيرون إليه ويَستقرِّون فيه.
23-قولُه تعالى: {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً} أي: إنَّ هؤلاءِ الطاغينَ ماكِثونَ ومقيمونَ في النار أزماناً طويلةً تِلْوَ أزمانٍ لا انقطاع لها.
24-قولُه تعالى: {لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً} أي: لا يحسُّون ولا يُطْعَمونَ فيها هواءً يُبَرِّدُ حَرَّ السعير عنهم، ولا يشربون شيئاً يروي عطشهم الذي نتجَ عن هذا الحرِّ.
25-قولُه تعالى: {إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً} أي: لا يذوقونَ البردَ والشرابَ، لكن يذوقونَ الماءَ الذي بلغَ النهايةَ في حرارته، وصديدَ أهل النار المنتِن الذي بلغ النهايةَ في بُرودَته.
26-قوله تعالى: {جَزَاء وِفَاقاً}أي: ثواباً موافِقاً لأعمالهم.
27-قولُه تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً} أي: إنَّ هؤلاء الطاغينَ كانوا في الدنيا لا يخافونَ أن يُجازيَهم أحدٌ على سُوء أعمالهم، فوقعتْ منهم هذه الأعمال التي جُوزوا عليها جزاءً وِفاقاً.
28-قولُه تعالى: {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً}أي: كذَّبوا تكذيباً شديداً، ولم يصدِّقوا بالقرآن وغيره من الآيات.
29-قولُه تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً} أي: ضَبَطْنا وعدَدْنا عليهم كلَّ شيء عَمِلوه، فكتبناهُ وحفِظناهُ عليهم.
30-قولُه تعالى: {فَذُوقُوا فَلَن نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً} أي: ذوقوا أيها الكفار الطاغون من عذابِ هذه الأحقاب، فلن نزيدَكم إلا عذاباً من جنسِ عذاب النار؛ كما قال تعالى: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57) وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} والعياذُ بالله، وهذه الآيةُ من أشدِّ ما نزلَ في عذاب الكفَّار.

س5: اذكر أقوال العلماء في معنى قوله تعالى: {إلا حميماً وغساقاً}.
الغسَّاق:
- فقال بعضهم:الغسَّاق: هو ما سال من صديد أهل النار، ورد ذلك عن عطية العوفي، وعِكرمة، وأبي رزين، وإبراهيم النخعي، وابن زيد.
وعن عبد الله بن بريدة أنه المنتِنُ بالطخارية [أي بلغة أهل طخارستان].
- وقال بعضهم:الغسَّاق: الزمهرير، وردَ ذلك عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة، وعن مجاهد من طريق ليث، وعن أبي العالية، والربيع بن أنس.
ومادة (غسق) فيها هذان المعنيان:
-أما الغَسق بمعنى البرد، فمنه غسَق الليل، سمي بذلك لبرودته.
-وأما الغسق بمعنى الصَّديد المنتن الذي يسيل من أهل النار، فمن قولهم غسق الجرح: إذا سال قَيْحه.
وعلى هذا، فالتفسيران صحيحان، وجائز اجتماعهما في معنى الغسَّاق، ويكون من عذاب النار الذي يعذِّب الله به الكفار، وهذا هو ترجيح الإمام الطبري.
وعلى هذا فسبب الاختلاف: الاشتراك اللغوي، وهو من اختلاف التنوع الذي يرجع إلى أكثر من معنى.

س6: اذكر ما يفيده قوله تعالى: {جَزَاء وِفَاقاً} بعد ذكره تعالى لعذاب أهل الجحيم.
أخبر -جل وعلا- أنه يجزيهم على أعمالهم على وفقها؛ لا يظلمهم جل وعلا.
وهذه الآية تدل على كمال عدل الله جل وعلا، وأنه سبحانه وتعالى لا يظلم الخلق، وأن رحمته -جل وعلا- قد سبقت غضبه؛ لأنه في المؤمنين يجزيهم ويعظم لهم الجزاء.
وأما الكافرون فمع كفرهم وشركهم بالله -جل وعلا- وطغيانهم وتكبرهم؛ فإن الله -جل وعلا- بعدله لا يظلمهم ولا يعذبهم بما لم يصنعوه، وإنما يعذبهم على أعمالهم، والتعذيب على الأعمال هذا من العدل وليس من الظلم في شيء، فقال الله -جل وعلا- في
هذه الآية: {جَزَاءً وِفَاقاً} يعني: موافقا لأعمالهم، لا يزيد رب العالمين الكافرين عذاباً إلا بما قدمته أيديهم، وأما ما لم تفعله أيديهم وتعمله فإن الله -جل وعلا- لا يعذبهم عليه.

س7: ما معنى الرجاء في قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً} ؟
الرجاء هنا بمعنى الخوف أي لا يخافون.

س8: ورد في الآيات التي درستها آية قال عنها بعض أهل العلم: إنها أشد الآيات في عذاب أهل النار، اذكرها، وبين وجه كونها كذلك.
قولُه تعالى: {فَذُوقُوا فَلَن نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً} أي أنهم في أنواع من العذاب أبداً ليسوا بخارجين منه ولا أمل لهم ولا رجاء في التخفيف عنهم أو الانقطاع لفترة فهو دائم وملازم لهم والله تعالى أعلى وأعلم
فجميع أنواع العذاب التي في القرآن أو ثبتت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هي التي أراد الله -جل وعلا- بقوله: {فَذُوقُوا فَلَن نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً} والله تعالى أعلم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 12:28 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي ملخص التكوير ج1 لابن كثير

تفسير ابن كثير

سورة التّكوير وهي مكّيّةٌ.
قال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا عبد اللّه بن بحيرٍ القاصّ: أنّ عبد الرّحمن بن يزيد الصّنعانيّ أخبره أنّه سمع ابن عمر يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنّه رأي عينٍ فليقرأ:{إذا الشّمس كوّرت} و{إذا السّماء انفطرت} و{إذا السّماء انشقّت})).
وهكذا رواه التّرمذيّ عن العبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، عن عبد الرّزّاق به.
قال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: {إذا الشّمس كوّرت}. يعني: أظلمت.
وقال العوفيّ عنه: ذهبت.
وقال مجاهدٌ: اضمحلّت وذهبت. وكذا قال الضّحّاك.
وقال قتادة: ذهب ضوؤها.
وقال سعيد بن جبيرٍ: {كوّرت}: غوّرت.
وقال الرّبيع بن خثيمٍ: {كوّرت}. يعني: رمي بها.
وقال أبو صالحٍ: {كوّرت}: ألقيت. وعنه أيضاً: نكّست.
وقال زيد بن أسلم: تقع في الأرض.
قال ابن جريرٍ: والصّواب من القول عندنا في ذلك أنّ التّكوير: جمع الشّيء بعضه على بعضٍ، ومنه تكوير العمامة وهو لفّها على الرّأس، وكتكوير الكارة، وهي: جمع الثّياب بعضها إلى بعضٍ، فمعنى قوله: {كوّرت}: جمع بعضها إلى بعضٍ ثمّ لفّت فرمي بها، وإذا فعل بها ذلك ذهب ضوؤها.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ وعمرو بن عبد اللّه الأوديّ، حدّثنا أبو أسامة، عن مجالدٍ، عن شيخٍ من بجيلة، عن ابن عبّاسٍ: {إذا الشّمس كوّرت}. قال: يكوّر اللّه الشّمس والقمر والنّجوم يوم القيامة في البحر، ويبعث اللّه ريحاً دبوراً فتضرمها ناراً. وكذا قال عامرٌ الشّعبيّ.
ثمّ قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن ابن يزيد بن أبي مريم، عن أبيه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال في قول اللّه: {إذا الشّمس كوّرت}. قال: ((كوّرت في جهنّم)).
وقوله: {وإذا النّجوم انكدرت}. أي: انتثرت.
كما قال تعالى: {وإذا الكواكب انتثرت}.
وأصل الانكدار الانصباب، قال الرّبيع بن أنسٍ: عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ قال: ستّ آياتٍ قبل يوم القيامة بينا النّاس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشّمس، فبينما هم كذلك إذ تناثرت النّجوم، فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض فتحرّكت واضطربت واختلطت ففزعت الجنّ إلى الإنس والإنس إلى الجنّ واختلطت الدّوابّ والطّير والوحوش فماجوا بعضهم في بعضٍ.
{وإذا الوحوش حشرت}. قال: اختلطت.
{وإذا العشار عطّلت}. قال: أهملها أهلها.
{وإذا البحار سجّرت}. قال: قالت الجنّ: نحن نأتيكم بالخبر قال: فانطلقوا إلى البحر فإذا هو نارٌ تأجّج. قال: فبينما هم كذلك إذ تصدّعت الأرض صدعةً واحدةً إلى الأرض السّابعة السّفلى وإلى السّماء السّابعة العليا. قال: فبينما هم كذلك إذ جاءتهم الرّيح فأماتتهم.
رواه ابن جريرٍ وهذا لفظه، وابن أبي حاتمٍ ببعضه، وهكذا قال مجاهدٌ والرّبيع بن خثيمٍ، والحسن البصريّ وأبو صالحٍ، وحمّاد بن أبي سليمان والضّحّاك في قوله: {وإذا النّجوم انكدرت} أي: تناثرت.
وقال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: {وإذا النّجوم انكدرت}. أي: تغيّرت.
وقال يزيد بن أبي مريم: عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {وإذا النّجوم انكدرت}. قال: ((انكدرت في جهنّم وكلّ من عبد من دون اللّه فهو في جهنّم إلاّ ما كان من عيسى وأمّه، ولو رضيا أن يعبدا لدخلاها)). رواه ابن أبي حاتمٍ بالإسناد المتقدّم.
وقوله: {وإذا الجبال سيّرت} أي: زالت عن أماكنها ونسفت فتركت الأرض قاعاً صفصفاً.
وقوله: {وإذا العشار عطّلت}. قال عكرمة ومجاهدٌ: عشار الإبل.
قال مجاهدٌ: {عطّلت}: تركت وسيّبت. وقال أبيّ بن كعبٍ والضّحّاك: أهملها أهلها.
وقال الرّبيع بن خثيمٍ: لم تحلب ولم تصرّ، تخلّى منها أربابها.
وقال الضّحّاك: تركت لا راعي لها.
والمعنى في هذا كلّه متقاربٌ والمقصود أنّ العشار من الإبل وهي خيارها، والحوامل منها التي قد وصلت في حملها إلى الشّهر العاشر، واحدها عشراء، ولا يزال ذلك اسمها حتّى تضع - قد اشتغل النّاس عنها وعن كفالتها والانتفاع بها، بعدما كانوا أرغب شيءٍ فيها، بما دهمهم من الأمر العظيم المفظع الهائل، وهو أمر القيامة، وانعقاد أسبابها ووقوع مقدّماتها.
وقيل: بل يكون ذلك يوم القيامة يراها أصحابها كذلك ولا سبيل لهم إليها.
وقوله: {وإذا الوحوش حشرت}. أي: جمعت كما قال تعالى: {وما من دابّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلاّ أممٌ أمثالكم ما فرّطنا في الكتاب من شيءٍ ثمّ إلى ربّهم يحشرون}.
قال ابن عبّاسٍ: يحشر كلّ شيءٍ حتّى الذّباب، رواه ابن أبي حاتمٍ وكذا قال الرّبيع بن خثيمٍ والسّدّيّ وغير واحدٍ، وكذا قال قتادة في تفسير هذه الآية: إنّ هذه الخلائق موافيةٌ فيقضي اللّه فيها ما يشاء.
وقال عكرمة: حشرها: موتها.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني عليّ بن مسلمٍ الطّوسيّ، حدّثنا عبّاد بن العوّام، أخبرنا حصينٌ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وإذا الوحوش حشرت}. قال: حشر البهائم موتها، وحشر كلّ شيءٍ الموت، غير الجنّ والإنس فإنّهما يوقفان يوم القيامة.
حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الرّبيع بن خثيمٍ: {وإذا الوحوش حشرت}. قال: أتى عليها أمر اللّه. قال سفيان: قال أبي: فذكرته لعكرمة فقال: قال ابن عبّاسٍ: حشرها: موتها.
وقد تقدّم عن أبيّ بن كعبٍ أنّه قال: {وإذا الوحوش حشرت}: اختلطت. قال ابن جريرٍ: والأولى قول من قال: حشرت وجمعت، قال اللّه تعالى: {والطّير محشورةً}. أي: مجموعةً.
وقوله تعالى: {وإذا البحار سجّرت}. قال ابن جريرٍ: حدّثني يعقوب، حدّثنا ابن عليّة، عن داود، عن سعيد بن المسيّب قال: قال عليٌّ رضي اللّه عنه لرجلٍ من اليهود: أين جهنّم؟ قال: البحر. فقال: ما أراه إلاّ صادقاً. {والبحر المسجور}، (وإذا البحار سجرت) مخفّفةً، وقال ابن عبّاسٍ وغير واحدٍ: يرسل اللّه عليها الرّيح الدّبور فتسعّرها، فتصير ناراً تأجّج. وقد تقدّم الكلام على ذلك عند قوله: {والبحر المسجور}.
وفي سنن أبي داود: ((لا يركب البحر إلاّ حاجٌّ أو معتمرٌ أو غازٍ؛ فإنّ تحت البحر ناراً، وتحت النّار بحراً)). الحديث. وقد تقدّم الكلام عليه في سورة (فاطرٍ).
وقال مجاهدٌ والحسن بن مسلمٍ: {سجّرت}: أوقدت.
وقال الحسن: يبست.
وقال الضّحّاك وقتادة: غاض ماؤها فذهب فلم يبق فيها قطرةٌ.
وقال الضّحّاك أيضاً: {سجّرت}: فجّرت. وقال السّدّيّ: فتحت وسيّرت. وقال الرّبيع بن خثيمٍ: {سجّرت}: فاضت.
وقوله: {وإذا النّفوس زوّجت}. أي: جمع كلّ شكلٍ إلى نظيره، كقوله: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم}. وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن الصّباح البزّار، حدّثنا الوليد بن أبي ثورٍ، عن سماكٍ، عن النّعمان، بن بشيرٍ أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {وإذا النّفوس زوّجت}. قال: ((الضّرباء كلّ رجلٍ مع كلّ قومٍ كانوا يعملون عمله وذلك بأنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: {وكنتم أزواجاً ثلاثةً فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسّابقون السّابقون})). قال: ((هم الضّرباء)).
ثمّ رواه ابن أبي حاتمٍ من طرقٍ أخر عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ: أنّ عمر بن الخطّاب خطب النّاس فقرأ: {وإذا النّفوس زوّجت}. فقال: تزوّجها أن تؤلّف كلّ شيعةٍ إلى شيعتهم.
وفي روايةٍ: هما الرّجلان يعملان العمل فيدخلان به الجنّة أو النّار. وفي روايةٍ عن النّعمان قال: سئل عمر عن قوله تعالى: {وإذا النّفوس زوّجت}. فقال: يقرن بين الرّجل الصّالح مع الرّجل الصّالح، ويقرن بين الرّجل السّوء مع الرّجل السّوء في النّار، فذلك تزويج الأنفس.
وفي روايةٍ عن النّعمان أنّ عمر قال للنّاس: ما تقولون في تفسير هذه الآية: {وإذا النّفوس زوّجت}؟ فسكتوا. قال: ولكن أعلمه، هو الرّجل يزوّج نظيره من أهل الجنّة والرّجل يزوّج نظيره من أهل النّار. ثمّ قرأ:{احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم}.
وقال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وإذا النّفوس زوّجت}. قال: ذلك حين يكون النّاس أزواجاً ثلاثةً.
وقال ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وإذا النّفوس زوّجت}. قال: الأمثال من النّاس جمع بينهم. وكذا قال الرّبيع بن خثيمٍ والحسن وقتادة واختاره ابن جريرٍ وهو الصّحيح.
قولٌ آخر في قوله تعالى: {وإذا النّفوس زوّجت}. قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسين بن الجنيد، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن، حدّثني أبي، عن أبيه، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: يسيل وادٍ من أصل العرش من ماءٍ فيما بين الصّيحتين، ومقدار ما بينهما أربعون عاماً، فينبت منه كلّ خلقٍ بلي من الإنسان أو طيرٍ أو دابّةٍ ولو مرّ عليهم مارٌّ قد عرفهم قبل ذلك لعرفهم على وجه الأرض قد نبتوا ثمّ ترسل الأرواح فتزوّج الأجساد، فذلك قول اللّه عزّ وجلّ: {وإذا النّفوس زوّجت}.
وكذا قال أبو العالية وعكرمة وسعيد بن جبيرٍ والشّعبيّ والحسن البصريّ أيضاً في قوله: {وإذا النّفوس زوّجت}. أي: زوّجت بالأبدان، وقيل: زوّج المؤمنون بالحور العين، وزوّج الكافرون بالشّياطين. حكاه القرطبيّ في (التّذكرة) .
وقوله: {وإذا الموءودة سئلت بأيّ ذنبٍ قتلت}. هكذا قراءة الجمهور، {سئلت}، و{الموءودة}: هي التي كان أهل الجاهليّة يدسّونها في التّراب كراهيةً للبنات، فيوم القيامة تسأل الموءودة على أيّ ذنبٍ قتلت؛ ليكون ذلك تهديداً لقاتلها؛ فإنّه إذا سئل المظلوم فما ظنّ الظّالم إذاً؟.
وقال عليّ بن أبي طلحة: عن ابن عبّاسٍ: (وإذا الموءودة سألت). وكذا قال أبو الضّحى: (سألت). أي: طالبت بدمها، وعن السّدّيّ وقتادة مثله.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثني أبو عبد اللّه الطّهرانيّ، حدّثنا حفص بن عمر العدنيّ، حدّثنا الحكم بن أبانٍ، عن عكرمة قال: قال ابن عبّاسٍ: أطفال المشركين في الجنّة، فمن زعم أنّهم في النّار فقد كذب، يقول اللّه عزّ وجلّ: {وإذا الموءودة سئلت بأيّ ذنبٍ قتلت}. قال ابن عبّاسٍ: هي المدفونة.
وقوله: {وإذا الصّحف نشرت}. قال الضّحّاك: أعطي كلّ إنسانٍ صحيفته بيمينه أو بشماله.
وقال قتادة: يابن آدم تملي فيها، ثمّ تطوى، ثمّ تنشر عليك يوم القيامة، فنظر رجلٌ ماذا يملي في صحيفته.
وقوله: {وإذا السّماء كشطت}. قال مجاهدٌ: اجتذبت.
وقال السّدّيّ: كشفت.
وقال الضّحّاك: تنكشط فتذهب.
وقوله: {وإذا الجحيم سعّرت}. قال السّدّيّ: أحميت.
وقال قتادة: أوقدت. قال: وإنّما يسعّرها غضب اللّه وخطايا بني آدم.
وقوله: {وإذا الجنّة أزلفت}. قال الضّحّاك وأبو مالكٍ والرّبيع بن خثيمٍ أي: قرّبت إلى أهلها.
وقوله: {علمت نفسٌ ما أحضرت}. هذا هو الجواب، أي: إذا وقعت هذه الأمور حينئذٍ تعلم كلّ نفسٍ ما عملت وأحضر ذلك لها، كما قال تعالى: {يوم تجد كلّ نفسٍ ما عملت من خيرٍ محضراً وما عملت من سوءٍ تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً}. وقال تعالى: {ينبّأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم وأخّر}.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عبدة، حدّثنا ابن المبارك، أخبرنا محمّد بن مطرّفٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: لمّا نزلت: {إذا الشّمس كوّرت}. قال عمر لمّا بلغ: {علمت نفسٌ ما أحضرت}. قال: لهذا أجري الحديث).

يتبع بإذن الله

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 06:15 AM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي ملخص سورة التكوير ج2 لابن كثير

تفسير ابن كثير


قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (روى مسلمٌ في صحيحه والنّسائيّ في تفسيره عند هذه الآية، من حديث مسعر بن كدامٍ، عن الوليد بن سريعٍ، عن عمرو بن حريثٍ قال: صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الصّبح فسمعته يقرأ: {فلا أقسم بالخنّس الجوار الكنّس واللّيل إذا عسعس والصّبح إذا تنفّس}.
ورواه النّسائيّ عن بندارٍ، عن غندرٍ، عن شعبة، عن الحجّاج بن عاصمٍ، عن أبي الأسود، عن عمرو بن حريثٍ به نحوه، قال ابن أبي حاتمٍ وابن جريرٍ من طريق الثّوريّ، عن أبي إسحاق، عن رجلٍ من مرادٍ، عن عليٍّ: {فلا أقسم بالخنّس}. قال: هي النّجوم تخنس بالنّهار وتظهر باللّيل.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن المثنّى، حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن سماك بن حربٍ: سمعت خالد بن عرعرة سمعت عليًّا وسئل عن: {لا أقسم بالخنّس الجوار الكنّس}. فقال: هي النّجوم تخنس بالنّهار وتكنس باللّيل.
وحدّثنا أبو كريبٍ: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن خالدٍ، عن عليٍّ قال: هي النّجوم.
وهذا إسنادٌ جيّدٌ صحيحٌ إلى خالد بن عرعرة، وهو السّهميّ الكوفيّ.
قال أبو حاتمٍ الرّازيّ: روى عن عليٍّ، وروى عنه سماكٌ والقاسم بن عوفٍ الشّيبانيّ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فاللّه أعلم.
وروى يونس عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ أنّها النّجوم، رواه ابن أبي حاتمٍ، وكذا روي عن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ والحسن وقتادة والسّدّيّ وغيرهم؛ أنّها النّجوم.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا هوذة بن خليفة، حدّثنا عوفٌ، عن بكر بن عبد اللّه في قوله: {فلا أقسم بالخنّس الجوار الكنّس}. قال: هي النّجوم الدّراريّ التي تجري تستقبل المشرق.
وقال بعض الأئمّة: إنّما قيل للنّجوم: الخنّس. أي: في حال طلوعها، ثمّ هي جوارٍ في فلكها، وفي حال غيبوبتها يقال لها: كنّسٌ. من قول العرب: أوى الظّبي إلى كناسه إذا تغيّب فيه.
وقال الأعمش عن إبراهيم قال: قال عبد اللّه: {فلا أقسم بالخنّس}. قال: بقر الوحش، وكذا قال الثّوريّ عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عبد اللّه: {فلا أقسم بالخنّس الجوار الكنّس}. ما هي يا عمرو؟ قلت: البقر. قال: وأنا أرى ذلك.
وكذا روى يونس عن أبي إسحاق، عن أبيه، وقال أبو داود الطّيالسيّ، عن عمرٍو، عن أبيه، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {الجوار الكنّس} قال: البقر تكنس إلى الظّلّ. وكذا قال سعيد بن جبيرٍ.
وقال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: هي الظّباء. وكذا قال سعيدٌ أيضاً ومجاهدٌ والضّحّاك.
وقال أبو الشّعثاء جابر بن زيدٍ: هي الظّباء والبقر.
وتوقّف ابن جريرٍ في المراد بقوله: {الخنّس الجوار الكنّس}. هل هو النّجوم أوالظّباء وبقر الوحش؟ قال: ويحتمل أن يكون الجميع مراداً.
وقوله: {واللّيل إذا عسعس} فيه قولان:
أحدهما: إقباله بظلامه، قال مجاهدٌ: أظلم. وقال سعيد بن جبيرٍ: إذا نشأ. وقال الحسن البصريّ: إذا غشي النّاس. وكذا قال عطيّة العوفيّ.
وقال عليّ بن أبي طلحة والعوفيّ عن ابن عبّاسٍ: {إذا عسعس}: إذا أدبر. وكذا قال مجاهدٌ وقتادة والضّحّاك.
وكذا قال زيد بن أسلم وابنه عبد الرّحمن: {إذا عسعس}. أي: إذا ذهب فتولّى.
وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختريّ سمع أبا عبد الرّحمن السلميّ قال: خرج علينا عليٌّ رضي اللّه عنه حين ثوّب المثوّب بصلاة الصّبح فقال: أين السّائلون عن الوتر: {واللّيل إذا عسعس والصّبح إذا تنفّس}. هذا حين أدبر حسنٌ، وقد اختار ابن جريرٍ أنّ المراد بقوله: {إذا عسعس}: إذا أدبر، قال: لقوله: {والصّبح إذا تنفس}. أي: أضاء. واستشهد بقول الشّاعر أيضاً:
حتّى إذا الصّبح لها تنفّسا = وانجاب عنها ليلها وعسعسا
أي: أدبر، وعندي أنّ المراد بقوله: {عسعس}. إذا أقبل، وإن كان يصحّ استعماله في الإدبار أيضاً، لكنّ الإقبال ههنا أنسب كأنّه أقسم تعالى باللّيل وظلامه إذا أقبل، وبالفجر وضيائه إذا أشرق كما قال: {واللّيل إذا يغشى والنّهار إذا تجلّى}. وقال: {والضّحى واللّيل إذا سجى}. وقال: {فالق الإصباح وجاعل اللّيل سكناً}. وغير ذلك من الآيات.
وقال كثيرٌ من علماء الأصول: إنّ لفظة: {عسعس}. تستعمل في الإقبال والإدبار على وجه الاشتراك فعلى هذا يصحّ أن يراد كلٌّ منهما .. واللّه أعلم.
قال ابن جريرٍ: وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب يزعم أنّ {عسعس}: دنا من أوّله وأظلم، وقال الفرّاء: كان أبو البلاد النّحويّ ينشد بيتاً:
عسعس حتّى لو يشاء ادّنا = كان له من ضوئه مقبس
يريد: لو يشاء إذ دنا. أدغم الذّال في الدّال، وقال الفرّاء: وكانوا يرون أنّ هذا البيت مصنوعٌ.
وقوله: {والصّبح إذا تنفّس}. قال الضّحّاك: إذا طلع.
وقال قتادة: إذا أضاء وأقبل. وقال سعيد بن جبيرٍ: إذا نشأ. وهو المرويّ عن عليٍّ رضي اللّه عنه.
وقال ابن جريرٍ: يعني: وضوء النّهار إذا أقبل وتبيّن.
وقوله: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ}. يعني: إنّ هذا القرآن لتبليغ رسولٍ كريمٍ .. أي: ملكٍ شريفٍ حسن الخلق بهيّ المنظر، وهو جبريل عليه الصّلاة والسّلام. قاله ابن عبّاسٍ والشّعبيّ وميمون بن مهران والحسن وقتادة والضّحّاك والرّبيع بن أنسٍ وغيرهم.
{ذي قوّةٍ}، كقوله: {علّمه شديد القوى ذو مرّةٍ}. أي: شديد الخلق شديد البطش والفعل، {عند ذي العرش مكينٍ}. أي: له مكانةٌ عند اللّه عزّ وجلّ ومنزلةٌ رفيعةٌ، قال أبو صالحٍ في قوله: {عند ذي العرش مكينٍ}. قال: جبريل يدخل في سبعين حجاباً من نورٍ بغير إذنٍ، {مطاعٍ ثمّ}. أي: له وجاهةٌ، وهو مسموع القول مطاعٌ في الملأ الأعلى.
قال قتادة: {مطاعٍ ثمّ}. أي: في السّماوات، يعني: ليس هو من أفناء الملائكة، بل هو من السّادة والأشراف، معتنًى به، انتخب لهذه الرّسالة العظيمة.
وقوله: {أمينٍ} صفةٌ لجبريل بالأمانة، وهذا عظيمٌ جدًّا أنّ الرّبّ عزّ وجلّ يزكّي عبده ورسوله الملكيّ جبريل.
كما زكّى عبده ورسوله البشريّ محمّداً صلّى اللّه عليه وسلّم بقوله: {وما صاحبكم بمجنونٍ}. قال الشّعبيّ وميمون بن مهران وأبو صالحٍ ومن تقدّم ذكرهم: المراد بقوله: {وما صاحبكم بمجنونٍ}. يعني محمّداً صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقوله تعالى: {ولقد رآه بالأفق المبين}. يعني: ولقد رأى محمّدٌ جبريل الذي يأتيه بالرّسالة عن اللّه عزّ وجلّ على الصورة التي خلقه اللّه عليها، له ستّمائة جناحٍ، {بالأفق المبين}. أي: البيّن، وهي الرّؤية الأولى الّتي كانت بالبطحاء وهي المذكورة في قوله: {علّمه شديد القوى ذو مرّةٍ فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثمّ دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى}. كما تقدّم تفسير ذلك وتقريره، والدّليل عليه أنّ المراد بذلك جبريل عليه السّلام، والظّاهر واللّه أعلم أنّ هذه السّورة نزلت قبل ليلة الإسراء؛ لأنّه لم يذكر فيها إلاّ هذه الرّؤية وهي الأولى.
وأمّا الثّانية وهي المذكورة في قوله: {ولقد رآه نزلةً أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنّة المأوى إذ يغشى السّدرة ما يغشى}. فتلك إنّما ذكرت في سورة (النّجم) وقد نزلت بعد (الإسراء).
وقوله: (وما هو على الغيب بظنينٍ) أي: وما محمّدٌ على ما أنزله اللّه إليه بظنينٍ، أي: بمتّهمٍ، ومنهم من قرأ ذلك بالضّاد، أي: ببخيلٍ، بل يبذله لكلّ أحدٍ، قال سفيان بن عيينة: (ظنينٌ) و(ضنينٌ) سواءٌ، أي: ما هو بكاذبٍ، وما هو بفاجرٍ، والظّنين: المتّهم، والضّنين: البخيل. وقال قتادة: كان القرآن غيباً فأنزله اللّه على محمّدٍ فما ضنّ به على النّاس - وكذا قال عكرمة وابن زيدٍ وغير واحدٍ- بل بلّغه ونشره وبذله لكلّ من أراده. واختار ابن جريرٍ قراءة الضّاد.
قلت: وكلاهما متواترٌ ومعناه صحيحٌ كما تقدّم.
وقوله: {وما هو بقول شيطانٍ رجيمٍ}. أي: وما هذا القرآن بقول شيطانٍ رجيمٍ، أي: لا يقدر على حمله ولا يريده ولا ينبغي له، كما قال: {وما تنزّلت به الشّياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنّهم عن السّمع لمعزولون}.
وقوله: {فأين تذهبون}. أي: فأين تذهب عقولكم في تكذيبكم بهذا القرآن مع ظهوره ووضوحه وبيان كونه حقًّا من اللّه عزّ وجلّ، كما قال الصدّيق رضي اللّه عنه لوفد بني حنيفة حين قدموا مسلمين وأمرهم فتلوا عليه شيئاً من قرآن مسيلمة الكذّاب الذي هو في غاية الهذيان والرّكاكة فقال: ويحكم أين يذهب بعقولكم؟ واللّه إنّ هذا الكلام لم يخرج من إلٍّ. أي: من إلهٍ، وقال قتادة: {فأين تذهبون}. أي: عن كتاب اللّه وعن طاعته.
وقوله: {إن هو إلاّ ذكرٌ للعالمين} أي: هذا القرآن ذكرٌ لجميع النّاس يتذكّرون به ويتّعظون: {لمن شاء منكم أن يستقيم}. أي: من أراد الهداية فعليه بهذا القرآن؛ فإنّه منجاةٌ له وهدايةٌ، ولا هداية فيما سواه، {وما تشاؤون إلاّ أن يشاء اللّه ربّ العالمين}. أي: ليست المشيئة موكولةً إليكم، فمن شاء اهتدى، ومن شاء ضلّ، بل ذلك كلّه تابعٌ لمشيئة اللّه عزّ وجلّ ربّ العالمين.
قال سفيان الثّوريّ، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى: لمّا نزلت هذه الآية: {لمن شاء منكم أن يستقيم}. قال أبو جهلٍ: الأمر إلينا إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم. فأنزل اللّه: {وما تشاؤون إلاّ أن يشاء اللّه ربّ العالمين}.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 شعبان 1435هـ/6-06-2014م, 07:23 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي

الادغام
في كِلْمَةٍ أَو كِلْمَتَيْنِ إِنْ دَخَلْ
حَرْفٌ بِمِثْلٍ هُو الادْغَامُ يُقَلْ
لَكِنْ أَبُو عَمْرٍو بِهَا لَمْ يُدْغِمَا
إِلاَّ بِمَوضِعَيْنِ نَصَّاً عُلِمَـا
..........................................................................................................
يقول الناظم رحمه الله تعالى النوع السادس من أنواع العقد الثالث الإدغام :وهو الأصل فيه إدخال شيء في شيء يعني إدخال حرف في مثله ،وهنا شيء يقال له فيما يقابل الإدغام الفك والإدغام .
وعلماء البلاغة :إذا أمكن الإدغام فالفك عندهم مفضول لا فاضل ولذا قالوا : إن قول الحمد الله العلي الأجل لي بالفك هذا ليس بليغ لأنه يمكن الإدغام مع أنه جاء في بعض الكلمات في القرآن أحياناً بالإدغام وأحياناً بالفك مما يجوز الأمرين يرتد ويرتدد يعني جاءت بالفك وجاءت بالإدغام مع إمكان الأمرين فدل على جواز الأمرين على حد سواء لأنه جاء في أفصح الكلام .
لا ما يستطيع لكن هم قرروا في كتبهم أنه إذا أمكن الإدغام فالفك مفضول يعني منافي لقواعد البلاغة ،نقول جاء الفك مع إمكان الإدغام وليس في المفضول في أفصح الكلام بدليل أنه جاء مدغماً ،يعني دليلنا على إمكان الإدغام أنه جاء مدغم هو ذروة القرآن ينبغي أن تخضع جميع العلوم لما جاء في القرآن .
البلاغة تسخر لخدمة القرآن وتستنبط قواعدها من القرآن ،النحو كذلك تكون الأمثلة من القرآن وإذا اختلفت القاعدة مع ما في القرآن تغير القاعدة ،يعني في مثل قول {إذا السماء انشقت}نقول لا بد من تقدير لأن إذا لا يليها إلا الفعل فلا بد أن نقول إذا انشقت السماء انشقت ،لماذا نحتاج إلى هذا التقدير؟ لأنهم أخضعوا الآية لقواعدهم وأجابوا عن ما خالف القواعد بالتقدير وأحياناً بشيء من التكلف .
جاء الفك والإدغام في كلمة واحدة في أفصح الكلام لكن هم يطلقون يقولون إذا أمكن الإدغام فالفك مفضول ،نقول من هذه الحيثية يستدرك عليه .
كيف تعرب ؟
الواو في فعلوه ،يعني قليل مستثاة من الواو ،ما هي مستثاة من الواو؟ إذاً يكون مفرغ بهذه الصفة لكنه ليس بموجب ،يعني لو كان استثناء موجب لقلنا فعلوه إلا قليلاً لكنه ليس بموجب .
علوم العربية ينبغي أن تخضع للقرآن ومن أنفع ما يعين طالب العلم على فهم قواعد العربية التطبيق على القرآن ،كيف ؟
درست كتاب في النحو ولتكن الأجرومية مثلاً ورجعت شروحها وحضرت درس وصارت عندك أهلية وأرضية لفهم مبادئ هذا العلم إذا انتهيت من ذلك أعرب الفاتحة بكاملها ثم بعد ذلك طابق إعرابك بكتب إعراب القرآن إذا تطابق هذا مع هذا فتكون حينئذ ضمنت أنك أتقنت ثم بعد ذلك إذا قرأت كتاب أخر أكثر من أوغل في إعراب القرآن وطابق ما تصنعه من إعراب على كتب إعراب القرآن ،ولذا الذي يميز شرح الأزهرية ولا الشذور الذي أعرب قصار السور في أخر الكتاب ، المقصود أن مثل هذا يعين طالب العلم على تقرير ما درسه من العلم النظري .
الأصل في الإدغام :أنه إدخال حرف في مثله .
يقول الناظم رحمه الله تعالى:"يعني ويكون هذا الحرف مثل المدغم فيه أو مقارب له ويكون في كلمة أو كلمتين "
يقول في كلمة على وزن سدرة أو كلمتين إن دخل كلمة كلمة يقال لها أيضاً كِلمة وكِلمة بها كلام قد يؤم .
في كلمة أو كلمتين إن دخل حرف بمثل هو:بمثل إن دخل حرف بمثل : يعني بمثله ،هو الإدغام يقل : يعني يقال له إدغام أو يسمى الإدغام .
لكن أبو عمر : لكن هذه المخففة من الثقيلة ولو كانت غير مخففة لنصب ما بعدها لكن أبا عمر وخففت قل عملها وخففت إن فقل العمل {إن هذان لساحران} خففت إن فقل العمل ولكن مثلها من أخواتها .
لكن أبو عمر بها لم يدغما :لم : حرف جزم وأيضاً نفي من حيث المعنى وقلب .
من يعرب يدغما ؟ والألف كيف تكون إطلاق بعد فعل مجزوم ؟
ألف الإطلاق والإشباع كله يأتي بمجانس بعد فتح ألف يعني منقلبة أصلها نون التوكيد الخفيفة قلبت ألف مثل {لنسفعا}.
بعضهم يقول :لو قال لن كان أصح "لن يدغما" لكن من حيث المعنى ؟المسألة مسألة مضي ولن يدغم في المستقبل ،وعلى هذا إما أن تبدل أو تقرض لم معنى أو عمل لن فتتقارض الحروف أو يقال أن الألف منقرضة عن النون نون التوكيد الخفيفة إلا في موضعين نصاً يعني بالنص عنه علما يعني النصين وهما متقاربان في النطق والصورة {مناسككم }و{سلككم}أبو عمر لا بعرف عنه الإدغام إلا في هذين الموضعين أدغم فيهما فقط .
الطالب:أثابكم الله.........
العِقْدُ الرَّابعُ
ما يرجعُ إلى الألفاظِ ، وهي سبعةٌ :
الأول والثاني : الغَريبُ والمُعَرَّبُ
يُرْجَعُ لِلنَّقْلِ لَدى الغَرِيْبِ
مَا جَاءَ كِالمِشْكاةِ في التَّعْرِيْبِ
أَوَّاهُ ، والسِّجِلُّ ، ثُمَّ الكِفْلُ
كذلكَ القِسْطاسُ وهوَ العَدْلُ
وهَذهِ ونَحوَهَا قَدْ أَنْكَرَا
جُمْهُورُهُمْ بالوِفْقِ قالوا : إِحْذَرا
..........................................................................................................
لما انهي الناظم رحمه الله تعالى ما يتعلق بالعقد الثالث مما له صلة بالأداء انتقل إلى العقد الرابع وهو ما يرجع إلى الألفاظ يعني ألفاظ القرآن وهو سبعة أنواع :
النوع الأول والثاني: الغريب والمعرب . الثالث:المجاز والرابع : المشترك والخامس : المترادف إلى أخره
الغريب ك: الكلمات الغامضة التي تحتاج إلى بيان وتفسير .
والمعرب: ما جاء من لغات أخرى فلاكته ألسنة العرب وعربوه فصار من استعمالهم .
الغريب: يعني غريب القرآن وقل مثل هذا في غريب الحديث فن ونوع من أهم المهمات لأنه الوسيلة لفهم النصوص ،يعني معرفة الغريب هو الوسيلة لفهم النصوص ،وهذا النوع وكما قال أهل العلم في غريب الحديث وغريب القرآن أهم قالوا:"هذا الفن جدير بالتحري حري بالتوقي " ايش معنى هذا الكلام؟
يعني أن طالب العلم عليه أن يهتم به من جهة وأن يحتاط لنفسه من جهة أخرى فلا يهجم على كلمة يفسرها من كلام الله جل وعلا أو من كلام نبيه عليه الصلاة والسلام وليس عنده بها أصل يرجع إليه .
الإمام أحمد يسأل عن معنى حديث أو معنى كلمة فيقول:"سلوا أهل الغريب" والإمام أحمد الذي يروي سبعمائة ألف حديث ومعلوم أنه إذا جاء لفظ من هذه الألفاظ التي يرويها عنده من طرقه العشرات بل المئات التي يوضح بعضها بعضاً .
والأصمعي وهو يحفظ ستة عشر ألف قصيدة لما سئل عن السقب في حديث ((الجار أحق بسقبه))قال:"أنا لا أفسر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن العرب تزعم أن السقب هو : اللزيق " يعني الجار الملاصق فهم يحتاطون لأنفسهم وإذا كان هذا في الحديث ففي القرآن من باب أولى ،وليحذر طالب العلم كل الحذر أن يهجم على كتاب الله فيفسر غريبة دون أن يرجع فإنه حينئذ يتقول على الله جل وعلا أن معنى هذا اللفظ كذا .
وألف في الغريب الكتب الكثيرة منها: غريب القرآن لابن قتيبة ، ومنها :غريب القرآن للهروي ،ومنها: المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ،ومنها :غريب القرآن وهو مختصر جداً لابن عزيز السجستاني وهذا أطراه العلماء بالمدح وهو كتاب مختصر صغير جداً أثنوا عليه ثناء كبير على اختصاره .
كتب غريب الحديث أيضاً يعتني بها طالب العلم من أفضلها : كتاب غريب الحديث لأبي عبيد القاسم ابن سلام،وغريب الحديث للخطابي ،غريب الحديث للهروي ،النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، الفائق في غريب الحديث للزمخشري كتب كثيرة في الغريب فليس لأحد حجة تقل ما وجدت فجد ابحث .
الصحابة لما قال النبي عليه الصلاة والسلام :((إن من أمته سبعين ألف يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ))تباحثوا في المراد بالسبعين من غير مرجع ولا مصدر يرجعون إليه ولغتهم لا تسعفهم في هذا تسعفهم اللغة في تفسير هذا لا تسعفهم لكنهم أهل تحري وتوقي وتثبت يعني لو أن الرسول عليه الصلاة والسلام بين أظهرهم لأنه قال الحديث ودخل إلى منزلهم فبات الناس يدكون يعني يتداولون الآراء قالوا :لعلهم كذا لعلهم كذا لعلهم كذا فخرج النبي عليه الصلاة والسلام ولم يثرب عليهم لأنهم لم يجزموا بشيء فإذا أتى الإنسان بحرف الترجي وقلنا في مناسبات أنه إذا وجد مجموعة من طلبة العلم في مجلس مثلاً وعرض لهم آية ولا حديث في معناها أو في لفظها إشكال وتداولوا فيما بينهم لعل كذا وليس بينهم كتب يرجعون إليها لعل المراد كذا لعل المراد كذا ثم بعد ذلك يصححون فالنبي عليه الصلاة والسلام صحح لهم ولم يثرب عليهم فإذا جيء بحرف الترجي من غير جزم فالأمر فيه شيء من السعة لأن السامع ما يجزم بأن هذا المراد من كلام الله أو من كلام نبيه عليه الصلاة والسلام ،لا فيه اجتهاد أنت افترض ان ما عندك شيء من كتب غريب القرآن عندك لسان العرب وتبي آية ولا حديث ايش معنى هذه الكلمة من آية أو من حديث ترجع إلى لسان العرب يذكر لك عشرين معنى فهذا اجتهاد كونك تحدد المعنى المراد .
ولذا يقولون لا يتكلم في غريب الحديث إلا من له معرفة باللغة والحديث ، ما يكفي المعرفة باللغة فقط لماذا؟لأن بعض الكلمات يختلف معناها باختلاف السياق والذي ما يعرف إلا اللغة ما يعرف لكن إذا كان عنده معرفة بحديث النبي عليه الصلاة والسلام تبين له المعنى المراد وقل مثل هذا في القرآن لا بد أن تكون له عناية بالقرآن وله اطلاع على كتب الأئمة الموثقين في تفسير القرآن .
المعرب :كلمات غير عربية استعملها العرب ولاكتها ألسنتهم وعربوها وقد يكونوا غيروا في بعض حروفها ،وفيه المعرب للجواليقي من أنفس ما كتب في هذا الباب .
في معرفة الغريب يرجع للنقل لدى الغريب ما جاء يرجع للنقل لدى الغريب يعني يرجع إلى الكتب التي تعتمد على النقل عن العلماء الراسخين أهل التحري والتثبت الذين يجمعون بين علمهم بالقرآن إلى علمهم بلغة العرب ومن علمهم بالسنة إلى معرفة اللغة العربية .
ما جاء كالمشكاة في التعريب
المشكاة: لفظة حبشية عند من يقول بأن في القرآن ألفاظ غير عربية تعريبها أو معناها بلغة العرب :الكوة يعني الفتحة تكون في الجدار ،وجود كلمات غير عربية في القرآن {بلسان عربي مبين }فإذا قلنا أن فيه كلمات غير عربية ترد علينا الآية ولا لا ترد ؟ كيف نجيب هذه مسألة ثانية .
مفهوم الآية أن القرآن كله {بلسان عربي مبين} ليس فيه من غير لغة العرب شيء وأهل العلم يجمعون على أن القرآن ليس فيه جمل ولا تراكيب أعجمية هذا محل إجماع ،كما أنهم يجمعون على وجود الأعلام الأعجمية إجماع ،لكن ألفاظ ليست بتراكيب ولا أعلام هذه محل خلاف ،فمنهم من نفي لأن هذا ينافي كون القرآن عربي إذا وجد فيه شيء من لغة غيرهم ما استطعنا أن نقول إن القرآن والمراد جميعه بلغة العرب يكون فيه وفيه ،والذين يقولون بوجود مثل هذه الألفاظ ألفاظ يسيرة جداً يعني جمع منها أو نقول حصرت في ستين لفظ يعني بمعدل كل عشر صفحات لفظة كلمة واحدة هل وجود مثل هذا الشيء اليسير يخرج القرآن عن كونه عربي ؟
لا لا يخرج عن كونه عربي فالمشكاة بلغة الحبشة هي الكوة .
عند العرب في التعريب أواه بلغة الحبشة أيضاً :الموقن أو الرحيم . والسجل : الرجل بلسان الحبشة ،{يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب}يعني طي الرجل بلسان الحبشة .
من المفسرين من قال أن السجل اسم لكاتب من كتاب الوحي عند النبي عليه الصلاة والسلام لكن لا يوجد من اسمه السجل في كتابه عليه الصلاة والسلام ولا من الصحابة عموماً .
أواه:هذه بلغة الحبشة لكن ألا يمكن أن تخرج على معنى عربي صحيح ؟
هو صيغة مبالغة من التأوه الدال على التحزن لا سيما إذا قرأ القرآن أو مثل بين يدي ربه يناجيه يمكن تخريجها على وجه عربي صحيح ولا ما يمكن؟
ما في ما يمنع ،السجل: قالوا الرجل بلسان الحبشة .
ثم الكفل:{يؤتكم كفلين}الكفل : الضعف بلسان الحبشة والكفلين أربعة أضعاف ،وماذا عن آية النساء {من يشفع}معنى واحد في التفسير الكفل والنصيب بمعنى واحد ،وهنا يقول الضعف بلسان الحبشة .
كذلك القسطاس :وهو العدل القسطاس عند الروم العدل أو الميزان وهذه ونحوها كالسندس والإستبرق .
قد أنكر جمهورهم :أنكر وجود ألفاظ غير عربية في القرآن جمهور العلماء ،طيب وجود مثل هذه الكلمات المعروفة عند غير العرب قالوا إن هذه مما توافقت فيه اللغات جمهور كالشافعي وابن جرير وغيرهم من جمع وفير من أهل العلم .
بالوفق قالوا احذرَ: احذر أن تقول في القرآن كلام لا تتحقق منه تلزم بلوازمه فتضل وتضل لأن أحياناً قد يجزم الإنسان بشيء لا يدري ما الآثار المترتبة عليه لا سيما فيما يتعلق بالله جل وعلا أو ما جاء عن الله جل وعلا فمثل هذا يحذر الإنسان أن يقول شيئاً يلزمه عليه لوازم .
الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطالب : الحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم أغفر لشيخنا وارفعه وانفعه بالقرآن العظيم وإيانا والحاضرين والمستمعين يا غفور يا رحيم .
قال الناظم رحمه الله تعالى :
النوع الثالث : المَجازُ
مِنْها اختصارُ الحَذْفِ ، تَرْكُ الخَبَرِ
والفَرْدُ جَمْعٌ إِنْ يُجَزْ عَنْ آَخَرِ
واحدُهـا مِنَ المُثَنَّى والَّـذِيْ
عَقَلَ عَنْ ضِدٍّ لَهُ أَوْ عَكْسُ ذِيْ
سَبَبٌ التِفَــاتٌ التَّكْـرِيْرُ
زِيادَةٌ ، تَقْدِيْـمٌ ، أَوْ تَأْخِيْرُ
..........................................................................................................
الحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ..
فيقول الناظم رحمه الله تعالى :النوع الثالث :المجاز النوع الثالث من أنواع العقد الرابع بعد أن أنهى الكلام عن الغريب والمعرب ذكر النوع الثالث ولم يذكر مقابله ذكر المجاز ولم يذكر الحقيقة لم يذكر المتقابلات وهنا ذكر المجاز ولم يذكر الحقيقة لماذا؟
هي الأصل كل الكلام على أصله حقيقة لكن ذكر ما يخرج عن هذا الأصل .
المجاز :يعرفه من يقول به استعمال اللفظ في غير ما وضع له إما من الجواز وهو العبور والانتقال من استعمال الحقيقة إليه أو من التجوز ،وإذا بحثنا في كتب اللغة هل نجد ما يدل على المعنى الذي يريدونه من هذه المادة ؟ يعني المسألة لغوية فلو كان المسألة اصطلاح شرعي وعرف شرعي وحقيقة شرعية لا يلزم أن نجد ما يدل عليها في كتب اللغة إلا أنه يوجد من بعد ما يدل على أصلها لكن المجاز هل نجد تعريفه في كتب اللغة من العرب الأقحاح مما يستمسك به لمن يثبت المجاز ؟
يعني حينما قال والإيجاز نوع من أنواع التحمل .
الإيجازة :مأخوذة من ايش؟
قالوا من الجواز وهو العبور لا بأس لكن هذه حقيقة عرفية شرعية عرف خاص عند أهل العلم اصطلاح خاص ولا يلزم أن يوجد لها ما يدل عليها بالمطابقة في لغة العرب وكثير من الاصطلاحات الشرعية يوجد ما يدل لأصلها لكن ما يدل عليها بالمطابقة لا يوجد لا يلزم ،مثلاً الصلاة في الأصل الدعاء الصلاة الشرعية على الكيفية والهيئة المعروفة تختلف عن هذا إلا أن الدعاء جزء من أجزائها .
فالحقائق الشرعية تشتمل على الحقائق اللغوية وتزيد عليها كما قرر ذلك شيخ الإسلام في حقيقة الإيمان لغة وشرعاً في كتاب الإيمان فهل في لغة العرب ما يدل على أن استعمال اللفظ في غير ما وضع له يسمى مجاز؟وهل يستعملون اللفظ في غير ما وضع له ؟أو نقول أنهم إذا استعملوه في غير ما وضع له من وجهة نظرنا صار استعمالهم له فيما وضعوه له ،يعني حين يضعون الأسد يريدون به الرجل الشجاع الأسد حقيقته الحيوان المفترس فإذا أطلقوه على الرجل الشجاع هل نقول أن هذا استعمال في غير ما وضع له؟من الذي وضع الأول هو الذي وضع الثاني فهم الذين وضعوه .
على كل حال الخلاف على استعمال المجاز ووجوده في لغة العرب وفي النصوص مسألة خلافية فيها المؤلفات وفيها الأقاويل والمقاولات بين أهل العلم من الأخذ والرد والتأيد والمعارضة .
ابن القيم رحمه الله تعالى عقد فصلاً في الصواعق فصلاً مطولاً سمى فيه المجاز طاغوت لماذا؟ لأنه بواسطته توصل المبتدعة إلى نفي ما نفاه عن الله جل وعلا وأطال في هدم هذا الطاغوت .
الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : له رسالة في منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز ،والمسألة معروفة عند أهل العلم لكن لا مانع من أن نقرأ من كلام الشيخ الشنقيطي رحمه الله ما يفيدنا إن شاء الله تعالى .
هذه رسالة طبعت مستقلة ثم طبعت في أخر جزء في أخر التفسير سمى هذه الرسالة منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز ،في أولها يقول رحمه الله تعالى :
"بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،الحمد الله الذي صان هذا الكتاب العزيز الجليل عن أن يقع فيه ما وقع في التوراة والإنجيل من أنواع التحريف والتغير والتبديل ،وقال {إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون}وقال{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }أما بعد..
فإنا لما رأينا جل أهل هذا الزمان يقولون بجواز المجاز في القرآن ولم ينتبهوا أن هذا المنزل للتعبد والإعجاز كله حقائق وليس فيه مجاز وأن القول فيه بالمجاز ذريعة لنفي كثير من صفات الكمال والجلال .
وأن نفي ما ثبت في كتاب أو سنة لا شك في أنه محال أردنا أن نبين في هذه الرسالة ما يفهم منه الحاذق الذائق أن القرآن كله حقائق وكيف يمكن أن يكون شيء منه غير حقيقة وكل كلمة منه بغاية الكمال جديرة حقيقة {إنه لقول فصل وما هو بالهزل }أخباره كلها صدق وأحكامه كلها عدل ,
يقول :ومقصده من هذه الرسالة نصيحة المسلمين وتحذيرهم من نفي صفات الكمال والجلال التي أثبتها الله لنفسه في كتابه العزيز بإدعاء أنها مجاز وأن المجاز يجوز نفيه ".
هذه من أقوى ما يبطل بها المجاز ،المجاز يجوز نفيه إذا قلت رأيت أسد بالإمكان أن يقول قائل كذبت ما رأيت أسد وكلامه صحيح ولا باطل؟
كلامه صحيح أنت ما رأيت أسد . "وان المجاز يجوز نفيه لن ذلك من أعظم وسائل التعطيل ومعلوم أنه لا يصف الله أعلم بالله من الله {ومن أصدق من الله قيلاً} وهذا أظن الشروع في المقصود سميته منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز ورتبته على مقدمة وأربعة فصول وخاتمة .
المقدمة في ذكر الخلال في وقوع المجاز في أصل اللغة وأنه لا يجوز في القرآن على كلا القولين .
الفصل الأول: في بيان أنه لا يلزم من جواز الشيء في اللغة جوازه في القرآن وذكر أمثلة لذلك .
الفصل الثاني : في الجواب عن آيات زعموا أنها من المجاز نحو {جدار يريد أن ينقض }.
الفصل الثالث : الأجوبة عن إشكالات تتعلق بنفي المجاز ونفي بعض الحقائق ويشتمل على أمور لها تعلق بالموضوع .
الفصل الرابع: في تحقيق المقام في آيات الصفات مع نفي المجاز عنها .
الخاتمة: في وجه مناظرة نفي لبعض الصفات في الطرق الجدلية .
المقدمة : اعلم أولاً أن المجاز اختلف في أصل وقوعه فقال أبو إسحاق الأسفرايني وأبو علي الفارسي أنه لا مجاز في اللغة أصلاً كما عزاه لهما ابن السبكي في جمع الجوامع .
يعني أو من عرف في هذه التسمية والتصنيف في المجاز أبو عبيدة ألف في مجاز القرآن ولم يعرف له سلف وإن نقل عن الفارسي تلميذه أبو الفتح ان المجاز غالباً على اللغات كما ذكره عنه صاحب الضياء اللامع وكل ما يسميه القائلون بالمجاز مجازاً فهو عند من يقول بنفي المجاز أسلوب من أساليب اللغة العربية ،وإذا كان أسلوب مطروق في لغة العرب فهو حقيقة وليس بمجاز .
فمن أساليبها إطلاق الأسد على الحيوان المفترس المعروف وأنه ينصرف إذاً عند الإطلاق مما يدل على أن المراد غيره ومنة أساليبها إطلاقه على الرجل الشجاع إذا اقترن بما يدل على ذلك ولا مانع من كون أحد الإطلاقين لا يحتاج إلى قيد والثاني يحتاج إليه لأن بعض الأساليب يتضح فيها المقصود فهو يحتاج إلى قيد وبعضهم لا يتعين المراد فيه إلا بقيد يدل عليه ،يعني مثله المشترك الذي يحتمل أكثر من معنى على ما سيأتي الذي يعين المعنى المراد إما قرينة تدل عليه نعم هو تصريح من المتكلم وكل منهما حقيقة في محله وقس على هذا جميع أنواع المجازات وعلى هذا فلا يمكن إثبات مجاز في اللغة العربية أصلاً كما حققه العلامة ابن القيم رحمه الله في الصواعق ،وإنما هي أساليب متنوعة بعضها لا يحتاج إلى دليل وبعضها يحتاج إلى دليل يدل عليه .
ومع الاقتران بالدليل يقوم مقام الظاهر المستغني عن الدليل فقولك رأيت أسد يرمي يدل على الرجل الشجاع كما يدل لفظ الأسد عند الإطلاق على الحيوان المفترس ،ولو قلت أيضاً رأيت أسد يقرأ فتلثمت يدل على أنك تريد أبخر ولكنه رجل وليس بأسد لأن الأسد أبخر أيضاً ،هو أبخر إذا كانت رائحته التي تنبعث من فمه قبيحة يسمونه أبخر .
ثم إن القائلين بالمجاز في اللغة العربية ما يمنع أن يطلق حقيقة عندما يدل على ذلك مثل ما أطلقوه على الشجاع لوجود وجه الشبه بينه وبين الأسد في الشجاعة يطلقونه على الأبخر لوجود وجه الشبه بينه وبين الأسد في الرائحة .
ثم إن القائلين بالمجاز في اللغة العربية اختلفوا في جواز إطلاقه في القرآن فقال قوم : لا يجوز أن يقال في القرآن مجاز ومنهم ابنخزيم من المالكية وابن القاس من الشافعية والظاهرية وبالغ في إيضاح منع المجاز في القرآن الشيخ أبو العباس ابن تيمبة وتلميذه ابن القيم رحمهم الله تعالى بل أوضح منعه في اللغة أصلاً والذي ندين الله به ويلزم قبوله كل منصف محقق أنه لا يجوز إطلاق المجاز في القرآن مطلقاً على كلا القولين ،أما على القول فإنه لا مجاز في اللغة أصلاً وهو الحق فعدم المجاز في القرآن واضح وأما على القول بوقوع المجاز على اللغة العربية فلا يجوز القول به في القرآن وأوضح دليل على منعه في القرآن إجماع القائلين بالمجاز على أن كل مجاز يجوز نفيه ويكون نفي صادق في نفس الأمر فتقول لمن قال رأيت أسد يرمي ليس هو بأسد وإنما هو رجل شجاع فيلزم على هذا بأن في القرآن مجاز وأن في القرآن ما يجوز نفيه .
ولا شك أنه لا يجوز نفي شيء من القرآن وهذا اللزوم اليقيني الواقع بين القول بالمجاز في القرآن وبين جواز نفي بعض القرآن قد شوهدت في الخارج صحته وأنه كان ذريعة إلى نفي كثير من صفات الكمال والجلال الثابتة لله في القرآن العظيم .
وعن طريق المجاز توصل المعطلون إلى نفي ذلك فقالوا: لا يد ولا استواء ولا نزول ولمحوا ذلك في كثير من هذه الصفات ،لأن هذه الصفات لم ترد حقائقها بل هي عندهم مجازات فاليد مستعملة عندهم في النعمة أو القدرة والإستواء في الإستيلاء والنزول نزول أمره ونحو ذلك فنفو هذه الصفات الثابتة للوحي عن طريق القول بالمجاز مع أن الحق الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة إثبات هذه الصفات التي أثبتها الله تعالى لنفسه والإيمان بها من غير تكليف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل وطريق مناظرة القائل بالمجاز في القرآن ه أن يقال لا شيء في القرآن يجوز نفيه وكل مجاز يجوز نفيه ينتج من الشكل الثاني لا شيء من القرآن بمجاز وهذه النتيجة كلية ومقدمتا القياس الإقتراني الذي أنتجها لا شك في صحة الإحتجاج بهما لأن الصغرى منهما وهو قولنا لا شيء من القرأن يجوز نفيه مقدم وصادق يقيناً لكذب نقيضها يقيناً لأن نقيدها هو قولك بعض القرآن يجوز نفيه وهذا ضروري البطلان ،والكبرى منهما هو قولنا :هو كل مجاز يجوز نفيه صادقة بإجماع القائلين بالمجاز ويكفينا إعترافهم بصدقها لأن المقدمات الجدلية يكفي في قبول إعتراض القسم بصدقها وإذا صح تسليم المقدمتين صحت النتيجة التي هي قولنا أن لا شيء من القرآن بمجاز وهو المطلوب .
فإن قيل كل ما جاز في اللغة العربية جاز في القرآن لأنه بلسان عربي مبين ،فالجواب :أن هذه كلية لا تصدق إلا جزئية وقد أجمع النظار وإضاح هذا على طريق المناظرة وأن القائل به يقول أن المجاز جائز في اللغة العربية وكل ما جاز في اللغة العربية فهو جائز في القرآن ينتج من الشكل الأول المجاز جائز في القرآن فنقول سلمنا المقدمة الصغرى تسليماً جدلياً لأن الكلام على غر صدقها وهي قول أن المجاز جائز في اللغة العربية ولكن لا نسلم الكبرى التي هي قوله وكل جاز في اللغة العربية جائز في القرآن بل نقول بنقيضها .
وقد تكرر عند عامة النظار أن نقيض الكلية الموجبة جزئية سالبة فهذه المقدمة التي فيها النزاع وهو قوله كل جائز في اللغة جائز في القرآن كلية موجبة منتقضة بصدق نقيضها الذي هو جزئية سالبة وهي قولنا بعض ما يجوز في اللغة ليس بجائز في القرآن فإذا تحقق صدق هذه الجزئية السالبة تحقق نفي الكلية الموجبة التي هي قوله كل جائز في اللغة جائز في القرآن والدليل على صدق الجزئية السالبة التي نقضنا بها كليته الموجبة كثرة وقوع الأشياء المستحسنة في اللغة عند البيانين كإستحسان المجاز وهي ممنوعة في القرآن بلا نزاع ، فمن ذلك ما يسميه علماء البلاغة الرجوع وهو نوع من أنواع البديع المعنوي وحده الناظم بقوله :
وسمي نقض سابق بلاحق لسر الرجوع دون ماحق
فإنه بديع المعنى في اللغة عندهم وهو ممنوع في القرآن العظيم لأن نقض السابق فيه بالاحق إنما هو لإظهار المتكلم الوله والحيره من أمر كالحب مثلاً فإنه يظهر إنه ثاب له عقله ورجع له رشده فينقض كلامه الأول الذي قاله في وقت حيرته غير مطابق للحق كقول زهير:قف بالديار التي لم يعفها القدم بلا وغيرها الأرواح والديم
فقوله بلا وغيرها إلى أخره:عندهم ينقض به قوله لم يعفهاالقدم إظهار لأنه قال الكلام الأول من غير شعور ثم ثاب إليه عقله فرجع إلى الحق وهذا بليغ جداً في إظهار الحب والتأثر عند رأية دار الحبيب ولا شك أن مثل هذا لا يجوز في القرآن ضرورة ومن الرجوع إلى أخره .
يريد أن يثبت أن هناك من الأساليب ما يستساغ في لغة العرب ولا يجوز نظيره في القرآن فليكن المجاز من هذا النوع وذكر لهذا أمثلة كثيرة رحمه الله وإذا ذكر شيء استطرد فيه ثم ذكر أشياء ذكروها أمثلة للمجاز .
فصل في الإجابة عن ما ادعي فيه المجاز :فإن قيل ما تقول أيها النافي للمجاز في القرآن في قوله تعالى {جدار يريد أن ينقض}وقوله{وسأل القرية}وقوله {ليس كمثله شيء}الآية وقوله {وأخفض لهم جناح الذل من الرحمة}الآية ،فالجواب أن قوله {يريد أن ينقض}لا منع من حمله على حقيقة الإرادة المعروفة في اللغة لأن الله يعلم للجمادات ما لا نعلمه لها كما قال تعالى{وما من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم }وقد ثبت في صحيح البخاري حنين الجزع الذي كان يخطب عليه صلى الله عليه وسلم وثبت في صحيح مسلم أنه عليه الصلاة والسلام قال:((إني أعرف حجر كان يسلم علي في مكة ))وأمثال ذلك كثيرة جداً فلا مانع أن يعلم الله جل وعلا من ذلك الجدار إرادة الإنتظار ويجاب عن هذه الآية أيضاً بما قدمنا من أنه لا مانع من كون العرب تستعمل الإرادة عند الإطلاق في معناها المشهور وتستعملها في الميل عند دلالة القرينة على ذلك وكلا الإستعمالين حقيقة في محله وكثيراً ما تستعمل العرب الإرادة في مشارفة الأمر أي قرب وقوعه أي قرب الجدار من الإنقضاض سمي أيضاً إرادة إلى أن قال في قوله والجواب عن قوله {وسأل القرية} من وجهين أيضاً الأول أن إطلاق القرية وإرادة أهلها من أساليب اللغة العربية أيضاً كما قدمنا ، والثاني أن المضاف المحذوف كأنه مذكور لأنه مدلول عليه بالإقتضاء وتغير الإعراب عند الحذف من أساليب اللغة أيضاً كما أخذه في الخلاصة ،وما يأتي المضاف يأتي خلف عنه في الإعراب إذا ما حذف مع أن كثير من علماء الأصول يسمون الدلالة على المحذوف نحو قوله {واسأل القرية} دلالة الإقتضاء .
واختلف هل هي من المنطوق إلى الصريح أو من المفهوم إلى أن قال فظهر أن مثل {واسأل القرية} من المدلول عليه بالإقتضاء وأنه ليس من المجاز عند جمهور الأصولين القائلين بالمجاز في القرآن وأحرى غيرهم مع أن حد المجاز لا يشمل مثل {وسأل القرية } لأن القرية فيه عند القائل بها بأنه من مجاز النقص مستعملة في معناها الحقيقي وإنما جاءها المجاز عندهم من قبل النقص المؤدي لتغير الإعراب وقد قدمنا أن المحذوف مقتضى وأن إعراب المضاف إليه إعراب إذا حذف من أساليب اللغة العربية سيأتي تمثيلهم بالنقص والزيادة .
والجواب عن قوله {ليس كمثله شيء}أنه لا مجاز زيادة فيه لأن العرب تطلق المثل وتريد به الذات وهو أيضاً أسلوب من أساليب اللغة العربية وهو حقيقة في محله كقول العرب مثلك لا يفعل هذا يعني لا ينبغي لك أن تفعل هذا ودليل هذا وجوده في القرآن الكريم كقوله تعالى {وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله }شهد أن القرآن أنه حق وقوله تعالى {ومن كان ميتاً فأحيينه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات } يعنى كمن هو في الظلمات{ فإن أمنوا بمثل ما أمنتم به}أي بما أمنتم به على أرض هذه الأقوال وتدل عليه قراءة ابن عباس {فإن امنوا بما أمنتم به}.
والجواب عن قوله تعالى روأ خفض لهم جناح الذل }أن الجناح هنا مستعمل في حقيقته لأن الجناح يطلق حقيقة على يد الإنسان وعضده وإبطه قال تعالى { واضمم إليك جناحك من الرهبة والخوف} مستعملة في معناه الحقيقي الذي هو ضد الرفع لأن مريد البطش يرفع جناحيه ومظهر الذل والتواضع يخفض جناحيه فالأمر بخفض الجناح للوالدين كناية عن لين الجانب لهما والتواضع لهما كما قال للنبيه صلى الله عليه وسلم :((وأخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ))وإطلاق العرب خفض الجناح كناية عن التواضع للأجانب اسلوب معروف واما إضافة الجناح إلى الذل فلا تستلزم المجاز كما يظنه كثير لأن الأضافة فيه كالإضافة في قولك حاتم الجود فيكون المعنى وأخفض لهما الجناح الذليل من الرحمة أو الذلول على قراءة الذل بالكسر ثم ذكر مناقشة الدليل دليل المانع ونقل ابن القيم مطولاً كلام طويل أظن المواريث يدل على أن الموضوع لم ينحسم .
ولكن هذا كلام الشيخ وكلام جيد ورصين ومتين كعادته رحمه الله الحق ما ينفى لإستغلال من استغله من غير وجوه فإستدلال المرجئة بأحاديث الوعد ونصوص الوعد لا يجعلنا ننكرها وننفيها إستغلال الخوارج لنصوص الواعيد لا يجعلنا ننكرها وننفيها الحق هو الحق سواء استعمل على وجهه أو على غير وجه يبقى هو الحق أما غيره فلا صار حقيقة في مكان ،إذا نفى الحقيقة لما اقترن بها نعم هو نفى حقيقة لما اقترن بهالو قال ما رأيت أسد يكتب قلنا لا رأيت أسد يكتب لأن الأسد إطلاقه على الرجل الشجاع حقيقي وكونك تنفي لأنك تخيلت الأسد لأنك لما نفيت ايش تصورت ؟ أنه الأسد المفترس فنقول أن تصورك هذا خطأ فنفيك المبني على هذا التصور خطأ ليش تصورك خطأ؟ لأن الأسد الحقيقي لا يكتب ،لا ما هو بلفظي صار له حقيقة وواقع وصار له أثار سيئة مثل قول المثل الذي يقول بأن العمل غير داخل في الإيمان مثل ما يقول صاحب شرح الطحاوية يقول:"الخلاف لفظي بين المرجئة وبين غيرهم" ايش معنى لفظي ؟ يعني ما يترتب عليه أثار يعني إذا ترتبت عليه أثار فهو خلاف معنوي .
يقول النوع الثالث :المجاز
نشرح كلامه على أساس أنه يثبت المجاز وأما نفيه الذي نعتقده نشرحه على رأيه هو .
النوع الثالث :المجاز :هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له منها اختصار الحذف هذا يكثر في القصص في قصص القرآن {فأرسلون يوسف أيها الصديق }كم بين الآية والآية من كلام محذوف فأرسلون فأرسلوه فوصل إلى يوسف وقال له يا يوسف أيها الصديق ففيه حذف ، وفي آية الفطر {فعدة من أيام أخر}فأفطر فالواجب عليه عدة هذا يسمونه مجاز حذف ترك الخبر أن يؤتى بمبتدأ ويترك خبره أو العكس {فصبر جميل} تقدير إن أردنا حذف الخبر فصبر جميل صبري أو العكس فصبري صبر جميل والفرد جمع إن يُجز أن يستعمل مجازاً أن يستعمل الفرد على الجماعة إن يجز عن أخره .
مثال الجمع عن الفرد :{ربي ارجعون}هو واحد يعني أرجعني والعكس {إن الإنسان لفي خسر}والمراد جميع الناس مع إن إطلاق الإنسان على الجمع على الجنس كونه مجاز فيه نظر لأن أل الجنسية فلا يسمى مجاز استعمال حقيقي هذا واحدها من المثنى والله ورسوله أحق أن يرضوه الضمير واحد وهو لمثنى الأصل أن يرضوهما والذي عقل عن ضد له يعني إطلاق العاقل على غير العاقل إطلاق ما يستعمل في العقلاء على غير العاقل وعكسه ،{قالتا أتينا طائعين} جمع المذكر السالم إنما يكون للعقلاء هو أنه جاء بإزاء
{ قالتا أتينا طائعين }ايش ؟ السموات والأرض ولفظه {فأنكحوا ما طاب} ما هذه لغير العاقل وجاءت بإزاء النساء وهن عقلاء عن ضد له أو عكس ذي سبب يعني من أنواع المجاز السبب إطلاق المباشرة وإرادة السبب {يذبحوا أبنائه}هل هو يذبحوهم بيده يباشر الذبح أو يأمر به فهنا أطلق المباشرة وأريد السبب .
الإلتفات {مالك يوم الدين إياك نعبد}وإلا فالأصل أن يقول إياه مالك يوم الدين ويخبر عنه إياه نعبد فالتفت هنا ،ويقول أهل العلم:"أن في عد هذا من المجاز نظر لأنه حقيقة" الإلتقات حقيقة ولو خلا عن التجريد أما إذا وجد معه التجريد مثل حديث سعد يقول سعد "أعطى النبي صلى الله عليه وسلم رهط وسعد جالس " ما قال وأنا جالس هذا فيه تجريد يعني جرد من نفسه شخص أخر تحدث عنه وإلا فالأصل أن يقول وأنا جالس .
وفي هذا عد من المجاز ما فيه التكرير {كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون}تكرير هذا يقولون مجاز بالتكرير لكن هل هذا بالفعل مجازأو استعمال حقيقي لتعظيم الأمر وتهويله؟ وإلا فكل التكرير اللفظي يصير مجاز .
زيادة تقديم أو تأخير: زيادة{ليس كمثله شيء}يمثلون بها وسمعنا جواب الشيخ رحمه الله تعالى وأنه يطلق المثل ويراد الشيء نفسه .
تقديم أو تأخير:الأو يعني هذه بمعنى الواو وتأتي بمعنى الواو عند أمن اللبس يقول ابن مالك :"وربما عاقبت الواو إذا لم يلفي إلى أخر البيت " ويمثلون للتقديم والتأخير {فضحكت فبشرناها} الأصل أن الضحك مرتب على البشارة أنها بشرت أولاً ثم ضحكت هذا إذا حملنا الضحك على حقيقته المتبادرة بالضحك وإذا قلنا أن ضحكت معناها :حاضت كما يقول بعضهم أنها حاضت فبشرت فلا يكون في تقديم ولا تأخير ،ومن أسماء الحيض الضحك .
هناك من يقول أنه يمنع في الغيبيات ويجاز في المحسوسات لأن المحسوس يدركه الإنسان ويحس به فيستطيع أن يعبر عنه أما الأمر الغيبي فلا يستطيع إدراكه ومن ثم لا يستطيع التعبير عنه هذا قول وكما ترون وجه ويبقى أن ما دام العرب لا يعرفون لهذا الإستعمال فلماذا نلزمهم بها ؟
النوع الرابع : المشترك
قُرْءٌ وَوَيْلٌ نِدُّ والمَوْلَى جَرَى
تَوَّابٌ الْغَيُّ مُضَارِعٌ وَرَا
..........................................................................................................
يقول الناظم رحمه الله تعالى في النوع الرابع من أنواع العقد الرابع مما يرجع إلى الألفاظ : المشترك
اللفظ الذي يحتمل أكثر من معنى ،فإذا قلت رأيت عيناً هل يستطيع الإنسان أن يقول كذبت وأنت رأيت ذهب مثلاً أو عين جارية أو عين باصرة رأيت واحد من هذه الأمور التي يشملها اللفظ المشترك لا يستطيع حتى يجزم بأنك لم ترى جميع ما يطلق عليه المشترك ،يعني ما رأيت ولا فرد من أفراد المشترك يستطيع أن يقول كذبت ،لكن هل يستطيع أن يقول كذبت في مواجهتك يعني إذا كنت وجهاً لوجه معه يقول رأيت عيناً تقول له كذبت ما عندك ذهب ولا عين جارية هذا اللفظ المشترك والمراد به المشترك اللفظي.
يقول قُرئن :هو واحد القروء القرء يطلق ويراد به :الحيض ،ويطلق ويراد به :الطهر وجاء ما يدل على هذا وما يدل على هذامن لغة العرب ومن النصوص أيضاً ،وبكل من اللفظين أخذ بعض العلماء وشيخ الإسلام رحمه الله تعالى مثل بالقرء في لقولهم الذي يكادون يتفقون عليه :"أن حكم الحاكم يرفع الخلاف " .
يقول شيخ الإسلام :"أن حكم الحاكم : المراد بالحاكم : الذي حكمه يرفع الخلاف من يعرف الخلاف ويستطيع أن يرجح نعم فإذا رجح أحد المحتملين إرتفع الخلاف ،أما شخص لا يدري ما الطهر من الحيض مثل بهذا ،يقول الحاكم الذي هو شبه عامي هل يستطيع أن يرفع الخلاف في الطهر والحيض ؟ ما له علاقة في هذا لأن رفعه للخلاف حينئذ تحكم إذا كان من غير سابق معرفة .
قرء وويل :قرء:ويطلق على الطهر والحيض ،وويل:تطلق ويراد بها كلمة عذاب أو واد في جهنم كما رواه الترمذي عن أبي سعيد .
ند: يطلق ويراد به الشبيه والمثيل والنظير ويطلق ويراد به الضد .
والمولى : يطلق ويراد به الأعلى المعتق ،ويطلق ويراد به الأسفل المعتق .
والمولى جرى تواب :{إن الله يحب التوابين} والله جل وعلا تواب فيطلق على الله جل وعلا ،ويطلق أيضاً على العبد الذي يكثر من التوبة .
الغي : يطلق على ما يقابل الرشد ويراد به ما يقابل الرشد ، ويطلق أيضاً على واد في جهنم {فسوف يلقون غيا}نسأل الله العافية .
المضارع: يطلق ويراد به الحال ،ويطلق ويراد به الإستقبال ،الماضي :يطلق ويراد به إرادة الفعل ،يطلق ويراد به الفراغ من الفعل ،يطلق ويراد به الشروع في الفعل الماضي {فإذا قرأت القرآن} يعني إذا أردت ((إذغ كبر فكبروا)) يعني فرغ من التكبير ((إذا ركع فأركعوا)) يعني شرع في الركوع فأركعوا .
ورى: يطلق ورى ويراد به الخلف ،وقد يراد به الأمام {وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا} يعني أمامهم الترجيع بين الألفاظ القرائن السياق والقرائن يستدل بها على المراد .
الطالب: أحسن الله إليك....
النوع الخامس: المترادف
مِنْ ذَاكَ مَا قَدْ جَاءَ كالإِنْسَانِ
وبَشَرٍ في مُحْكَمِ القُرآنِ
والبَحْرِ واليَمِّ ، كذا العَذابُ
رِجْسٌ ورِجْزٌ جَاءَ يَا أَوَّابُ
..........................................................................................................
يقول المؤلف رحمه الله تعالى أنه الخامس من أنواع العقد الرابع : المترادف
المترادف : لفظان أو أكثر بإزاء معنى واحد عكس المشترك : اللفظ واحد بإزاء معني متعددة ،وهنا ألفاظ متعددة بإزاء معنى واحد .
يقول من ذاك: يعني من المترادف .
ما قد جاء : من الألفاظ بمعنى واحد كالإنسان والبشر ، الإنسان والبشر واحد جاء ذلك في محكم القرآن من إضافة الصفة إلى الموصوف يعني في القرآن المحكم .
واليم والبحر: معناهما واحد فهما من المترادف .
كذا العذاب والرجس والرجز :معناها واحد وكلها جاءت في القرآن .
جاء هذا في القرآن يا أواب :يا كثير الأوبة والتوبة والرجوع إلى الله جل وعلا ،على أن من أهل العلم من يمنع المترادف ويقول لا يوجد في لغة العرب كلمتان متطابقتان من كل وجه والإنسان له دلالته والبشر له دلالته يدلان على حقيقة واحدة لكن دلالة الإنسان على بني آدم غير دلالة البشر على بني آدم وإن دلتا على بني آدم .
الإنسان يلاحظ فيه سبب التسمية وهو النسيان ،والبشر يلاحظ فيه ظهور بشرته بخلاف سائر الحيوان بشرته غير ظاهرة مغطاة بالصوف ،نقصد أن هناك من الألفاظ ما تظن أنها متطابقة وبعض العلماء ينفي الترادف الذي هو التطابق من كل وجه .
وكتاب الفروق اللغوية -لأبي هلال العسكري يبين ما بين الألفاظ من فروق دقيقة بتصرفات قد لا تخطر على البال ، يعني الجلوس والقعود مثلاً قالوا في القعود أنه من القيام والجلوس من الإضجاع مثلاً ونص على هذا في القاموس مو هو مسألة منع يقول دلالة على مسألة واحدة واردة لكن يبقى أن كيفية الدلالة على هذه الذات في فرق ، قالوا القعود من قيام والجلوس من إضجاع ،لو أردنا أن نطبق مثل هذا الكلام القاموس قال القعود هو الجلوس يعني مترادفان وقيل القعود من قيام والجلوس من أضجاع ونحوه ،إذا أردنا أن نقول بهذا الكلام وأردنا أن نطبق على الحديث ((إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ))هو الأن إذا دخل يكون مضجع ولا قائم؟ قائم إذاً يحتاج إلى قعود ولا جلوس على تفريقهم؟
يحتاج إلى قعود إذاً لا يلزمه ركعتين لأنما إن كان مضجعاً ثم جلس يلزمه على تفريقهم مو هذا اللازم على تفريقهم ؟ هذا اللازم على تفريقهم .
على كل حال دلالة الأكثر من لفظ على شيء واحد موجود في اللغة وفي النصوص ،لكن كيفية الدلالة على هذا الشيء مع ملاحظة الأصل أصل الكلمة ومأخذ الكلمة لا بد فيه من فرق .
الطالب : أحسن الله إليكم .......
النوع السادس : الاستعارة
وَهِيَ تَشْبِيْهٌ بِلا أَدَاةِ
وذَاكَ كالمَوْتِ و كالحَيَاةِ
فِيْ مُهْتَدٍ وضَدِّهِ كَمِثْلِ
هَذَيْنِ مَا جَاءَ كَسَلْخِ اللَّيْلِ
..........................................................................................................
النوع السادس : الإستعارة . والسابع : التشبيه .
قالوا إذا قدم التشبيه على الإستعارة لكان أنسب لماذا؟ لأن الإستعارة تشبيه إلا إنها بغير الأداة ،فكيف نعرف الاستعارة التي أحيل في تعريفها على التشبيه والتشبيه لاحق ؟ يعني إذا رأيت شخص اسمه عمر وأردت أن تقربه لشخص معك قال لك هذا الشخص له شبه أنا أعرف شخص يشبه هذا فتقول يشبه زيد هو ما رأى زيد البته فلا بد أن تأتي بزيد فيراه ثم قل يشبه زيد فهم يقولون الإستعارة تشبيه فكونك تحيل على مجهول ما بعد عرفه السامع أو القاريء للتشبيه ،فالأصل أن يقدم التشبيه على الإستعارة لأن الإستعارة عبارة عن تشبيه ،لكن التشبيه بالأدات وهذه بغير أدات فالأنسب تقديم التشبيه على الإستعارة .
لكن الإستعارة قالوا أن لها إرتباط وثيق بالمجاز إذ هي نوع من أنواعه ومتولدة منه متولدة بين المجاز والتشبيه :فهي مجاز علاقته التشبيه فلصلتها بالمجاز قدموها لكن بإعتبار أن لها صلة بالمجاز ولها أيضاً صلة بالتشبيه ينبغي أن تكون الإستعارة بعد المجاز وبعد التشبيه والأمر سهل يعني التقديم عندهم له وجه عندهم لأنها أبلغ من التشبيه فإستحقت التقديم من هذه الحيثية .
قال وهي تشبيه لشيء بشيء بلا أدات : يعني مع حذف الأدات ،هذا التشبيه على ما سيأتي وحذف وجه الشبه وحذف المشبه في الإستعارة التصريحية وحذف المشبه به في الإستعارة المكنية هذه أمور تعرف تفاصيلها من التلخيص وشروحه .
بلا أدات وذاك التشبيه كالموت وكالحياة: كالموت {ومن كان ميتاً فأحييناه}كالموت وكالحياة ، الموت مستعار للضلال يعني كان ضالاً فهديناه ،والحياة مستعارة للهداية ،كالموت والحياة في كل منهما إستعارة .
في مهتدٍ وضده : المهتد : هو الحي ،وضده: هو الميت في قوله جل وعلا {أو من كان ميتاً فأحييناه} أي كان ضالاً فهديناه ،وهذا ظاهر.
في مهتد وضده كمثل هذين : التشبيهين ،ما جاء :أي التشبيه الذي جاء ،كسلخ الليل :{وآية لهم الليل نسلخ منه النهار}الأصل أن السلخ يكون للجلد جلد الدابة إذا سلخ وبين منها ظهرت كانت الدابة هذه أو الشاه أو الخروف أو ما أشبه ذلم مغطاة بالجلد الذي فوقه الشعر فإذا شلخ هذا الجلد ظهرت كظهور النهار ،فسلخ الليل إستعارة من سلخ جلد الدابة مع حذف الأداة وحذف المشبه .
الطالب: أحسن الله إليك ......
النوع السابع : التشبيه
وَما عَلَى اشتِرَاكِ أَمْرٍ دَلاَّ
مَعْ غَيْرِهِ التَّشْبِيهُ حيثُ حَلاَّ
والشَّرْطُ هَهُنا اقْتِرانُهُ مَعَ
أَدَاتِـهِ وهُوَ كَثِيـْرٌ وَقَعَا
..........................................................................................................
يقول الناظم رحمه الله تعالى في النوع السابع : التسبيه وما على اشتراك أمر دل مع غيره التشبيه حيث حل

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir