دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الوجوه والنظائر > نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 جمادى الأولى 1431هـ/28-04-2010م, 06:32 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي باب [أنى - أو]

19 - باب أنى
قال ابن قتيبة: أنى تكون لمعنيين: -
أحدهما: بمعنى: كيف. والثاني بمعنى: من أين. والمعنيان متقاربان، يجوز أن يتأول في كل واحد منهما الآخر.
قال الكميت: -
أنى ومن أين آبك الطرب = من حيث لا صبوة ولا ريب
فجاء بالمعنيين جميعا.
قال شيخنا علي بن عبيد الله: أنى لفظ سؤال يرد في كل مكان بحسب ما يقتضيه من زمان، وحال، ومكان، فإذا وقع سؤالا عن زمان، كان بمعنى " متى ". وإذا كان سؤالا عن حال، كان بمعنى " كيف ". فإذا كان سؤالا عن مكان، كان بمعنى " أين ".
وذكر المفسرون أنه في القرآن على هذه الأوجه الثلاثة: -
فمن الأول: وهو كونه بمعنى " متى "، قوله في البقرة: {أنى يحيي هذه الله بعد موتها}.
ومن الثاني: وهو كونه بمعنى " كيف ". قوله في البقرة: {فأتوا حرثكم أنى شئتم}، وفي آل عمران: {أنى يكون لي ولد}.
ومن الثالث: وهو كونه بمعنى " من أين ". قوله تعالى في آل عمران: {يا مريم أنى لك هذا}، وفي براءة: {قاتلهم الله أنى يؤفكون}.
20 - باب " أو "
" أو ": حرف يرد للشك. تقول: رأيت زيدا أو عمرا. ويرد للتخيير تقول: خذ منه دينارا أو قيمته ورقا. ويرد بمعنى " بل ".
أنشد الفراء: -
بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى = وصورتها أو أنت في العين أملح
يريد: بل أنت. وترد بمعنى " الواو ".
قال جرير: -
نال الخلافة أو كانت له قدرا = كما أتى ربه موسى على قدر
قال توبة: -
وقد زعمت ليلى بأني فاجر = لنفسي تقاها أو عليها فجورها
معناه: وعليها.
قال أبو زكريا: وترد للإبهام، تقول: اشتريت هذا الثوب بدينار أو أكثر. تريد بذلك الإبهام على السائل.
وكقوله: {أو يزيدون}. وترد للإباحة، تقل جالس الحسن أو ابن سيرين. أي جالس الأخيار فان جالسهما أو أحدهما فقد أطاعك.
وذكر أهل التفسير أن " أو " في القرآن على ثلاثة أوجه:
أحدها: التخيير ومنه قوله تعالى [في البقرة]: {ففدية من صيام أو صدقة أو نسك}، وفي المائدة: {فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة}.
والثاني: بمعنى " الواو ". ومنه قوله تعالى في الأنعام: {أو الحوايا أو ما اختلط بعظم}، وفي طه: {لعله يتذكر أو يخشى}. وفي هل أتى: {ولا تطع منهم آثما أو كفورا}، وفي المرسلات: {عذرا أو نذرا}.
والثالث: بمعنى " بل ". ومنه قوله تعالى في البقرة: {قال لبثت يوما أو بعض يوم}، وفي النحل: {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب}، وفي النجم: {فكان قاب قوسين أو أدنى}، وفي الصافات: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون}.
قال ابن قتيبة: وليس هذا الوجه كما تأولوا، وإنما هو بمعنى " الواو " أبدا. فعلى قوله يكون هذا الباب من أبواب الوجهين. وقال أبو زكريا: في قوله {أو يزيدون}، إنها للإبهام على المخاطب، قال: وليس هي بمعنى " الواو " ولا بمعنى " بل " لأن الحرف إذا أمكن حمله على لفظه لم يحمل على غيره. قال: فإن قال قائل: إن الله تعالى لا يريد أن يلبس علينا إنما يريد أن يبين لنا. قلنا: بل قد تكون المصلحة تارة في الإبهام وتارة في التبيين، كقوله تعالى: {يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي}.
ولم يبين بهذا الكلام.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنى, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir