دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 صفر 1439هـ/10-11-2017م, 11:33 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي مجلس أداء التطبيق الثامن (المثال الثاني) من تطبيقات دورة مهارات التفسير

مجلس أداء التطبيق الثامن (المثال الثاني) من تطبيقات دورة مهارات التفسير


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 صفر 1439هـ/11-11-2017م, 07:49 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

معنى ضريع في قوله تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6)}

اختلف العلماء في معنى الضريع على عدة أقوال :
القول الأول : أنه نبت أرضي : فقيل أنه الشبرق ويسميه أهل الحجاز بالضريع إذا يبس وهو سم ، وقيل هو يبس كل شجرة وخُصّ بالعرفج والخُلة ، وقيل :هو شوك النخيل .
ذكره الفراء ، وأبو عبيدة ، وابن قتيبة ، وابن أبي زمنين ، ومكي بن أبي طالب ، والزجاج ، والزمخشري ، وأبو حيان الأندلسي ، والفيروز آبادي ، والزبيدي ، ورواه عبدالرزاق عن قتادة ، وذكره البخاري في صحيحه ، ورواه الطبري عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد ورجحه ، كما رواه ابن أبي حاتم عن مجاهد .

القول الثاني : أنه نبت أخضر منتن الريح يرمي به البحر
قال الخليل بن أحمد ، وذكره الطبري وابن السمين عنه ، كما قاله اليزيدي في غريب القرآن ، وقاله ابن منظور ، وذكره الزبيدي عن الليث في تاج العروس .

القول الثالث : الحجارة
رواه ابن جرير عن سعيد بن جبير وذكره الرملي عنه ، كما ذكره أبو حيان الأندلسي وابن السمين .

القول الرابع : شجر من نار
ذكره ابن حيان في البحر المحيط عن ابن عباس ، وذكره ابن السمين ، كما رواه ابن جرير عن ابن زيد ، ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس .

القول الخامس : الضريع مشتق من الضارع وهو الذليل
قاله ابن التين ، والأزهري في تهذيب اللغة ، وذكره ابن فارس في معجم مقاييس اللغة .
قال القرطبي : "وقال ابن كيسان : هو طعام يضرعون عنده ويذلون ، ويتضرعون منه إلى الله تعالى ، طلبا للخلاص منه فسمي بذلك ; لأن آكله يضرع في أن يعفى منه ، لكراهته وخشونته . قال أبو جعفر النحاس : قد يكون مشتقا من الضارع ، وهو الذليل أي ذو ضراعة ، أي من شربه ذليل تلحقه ضراعة" .

القول السادس : النوى المحروق
حكاه الماوردي عن يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب

القول السابع : هو الزقوم
رواه بن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ، وذكره أبو حيان الأندلسي وابن السمين
قال ابن عطية : أخبر في هذه الآية أن الكفار لا طعام لهم {إلا من ضريع}، وقد أخبر أن الزقوم طعام الأثيم، فذلك يقتضي أن الضريع الزقوم
قال أبو حيان الأندلسي : والضريع إن كان الغسلين والزقوم ، فظاهر ولا يتنافى الحصر في ( إلا من غسلين ) و ( إلا من ضريع ) . وإن كانت أغيارا مختلفة ، فالجمع بأن الزقوم لطائفة ، والغسلين لطائفة ، والضريع لطائفة .

القول الثامن : وادي في جهنم
ذكره ابن عطية في تفسيره : قال قوم : ضريع وادي في جهنم .

القول التاسع : الضريع : الجلدة التي على العظم تحت من الضلع
ذكره الزبيدي عن الليث في تاج العروس .

الراجح :

رجح الطبري القول الأول وكذا القرطبي وقال : على هذا عامة المفسرين ، وهو قول الجمهور .
قال البغوي في تفسيره : قال ابن زيد : أما في الدنيا فإن " الضريع " الشوك اليابس الذي يبس له ورق ، وهو في الآخرة شوك من نار .
كما رجحه أبو حنيفة ، فذكر أبو العباس أحمد بن يوسف السمين: قال أبو حنيفة: هو الشبرق، وهو مرعى سوء، لا تعقد عليه السائمة شحما ولا لحما ..
كما أن دلالة الآية تشمل أيضا القول الثالث أنه الحجارة ، والقول الرابع : أنه شجر من نار ، والقول الخامس : أنه مشتق من الضارع أي الذليل .
والله أعلى وأعلم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 صفر 1439هـ/13-11-2017م, 08:13 AM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم
اختلف العلماء في معنى ( الضريع) في قوله تعالى :( ليس لهم طعام إلا من ضريع) على أقوال:
القول الأول :أنه نبت يقال له ( الشبرق )
وتسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس وهو سم ، وهو قول ابن عباس ،ومجاهد ، وقتادة، وذكره البخاري والطبري والبغوي وابن كثير ،وذكر ذلك من علماء اللغة : الفراء وابن المثنى واليزيدي والدينوري والزجاج والزمخشري والسلمي.
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {لّيس لهم طعامٌ إلاّ من ضريعٍ...}؛ وهو نبت يقال له: الشّبرق، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، وهو سم). [معاني القرآن: 3/ 257]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({إلاّ من ضريعٍ} الضريع عند العرب الشبرق شجر). [مجاز القرآن: 2/ 296]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (ويقال: الضّريع: نبتٌ يقال له الشّبرق، يسمّيه أهل الحجاز: الضّريع إذا يبس، وهو سمٌّ). [صحيح البخاري: 6 / 168]
قال الامام الطبري( ت310ه) : والضريع عند العرب : نبت يقال له الشبرق ، وتسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس ، ويسميه غيرهم : الشبرق ، وهو سم .
(جامع البيان )
قال ابن كثير ( ت774ه) :وقال البخاري : قال مجاهد : الضريع نبت يقال له : الشبرق ، يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس ، وهو سم .
القول الثاني: أنه شر الطعام وأخبثه
قاله
قتادة ،وذكره الطبري وابن كثير .
قال الطبري (310ه)حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قولَهُ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ}؛ يقولُ: من شرِّ الطعامِ، وأبشعِهِ وأخبثِهِ.
قال ابن كثير ( ت774ه) :وقال سعيد ، عن قتادة : ( ليس لهم طعام إلا من ضريع ) من شر الطعام وأبشعه وأخبثه . ( تفسير القرآن العظيم، 4/537)
القول الثالث: أنه الحجارة
وهو
قول سعيد ابن جبير ،ذكره الطبري وابن عطية وابن كثير عنه.
قال الطبري (310هـ)حدَّثنا أبو كريبٍ، قالَ: ثنا ابنُ يمانٍ، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، في قولِهِ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ}؛ قالَ: الحجارةُ.
قال ابن عطية ( ت542ه) وقاله سعيد بن جبير «الضريع : الحجارة .
قال ابن كثير ( ت774ه) :وقال سعيد بن جبير : هو الزقوم . وعنه : أنها الحجارة .
القول الرابع : شجر من نار
قاله ابن عباس ، وذكره الطبري وابن كثير .
قال ابن عطية (310هـ)حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قولَهُ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا من ضَرِيعٍ} يقولُ: شجرٌ من نار .
قال ابن كثير( ت774ه) : قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : شجر من نار .
القول الخامس : الشوك في النار
قاله ابن زيد ،وذكره الطبري والبغوي عنه.
قال الطبري(310هـ)- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، في قولِهِ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا من ضَرِيعٍ} قالَ: الضريعُ: الشوكُ من النارِ. قالَ: وأمَّا في الدنيا فإنَّ الضريعَ: الشوكُ اليابسُ الذي ليسَ له ورقٌ، تدعوهُ العربُ الضريعَ، وهو في الآخرةِ شوكٌ من نارٍ)
قال البغوي ( 317هـ)قال ابن زيد: أما في الدنيا فإن الضريع الشوك اليابس الذي يبس له ورق، وهو في الآخرة شوك من نار وجاء في الحديث عن ابن عباس: «الضريع: شيء في النار شبه الشوك أمرُّ من الصبر، وأنتن من الجيفة، وأشد حرًا من النار».
القول السادس:
أنه
الزقوم
قاله الحسن البصري ، وذكره ابن عطية .
قال ابن عطية ( ت: 541هـ)واختلف الناس في الضريع، فقال الحسن وجماعة من المفسرين: هو الزقوم، لأن الله تعالى قد أخبر في هذه الآية أن الكفار لا طعام لهم {إلا من ضريع}، وقد أخبر أن الزقوم طعام الأثيم، فذلك يقتضي أن الضريع هو الزقوم .
وذكر ابن كثير هذا القول عن سعيد ابن جبير أيضا.
قال ابن كثير ( ت774ه) :وقال سعيد بن جبير : هو الزقوم . وعنه : أنها الحجارة .
القول السابع :
نبت كالعوسج الرطب
ذكره ثعلب
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): (والضريع العوسج الرطب، وهو نبات في النار، شبيه العوسج). [ياقوتة الصراط: 573]
القول الثامن :
واد في جهنم
ذكره ابن عطية
وقال قومٌ: ضريعٌ، وادٍ في جهنّم.
القول التاسع :
أنه ورق ليس له قوة تقذفه بعض البحار كل سنة
ذكره اليزيدي
القول العاشر :
أنه العرفج إذا لم يكن فيه نبات ولَم يمت
قاله الأسلمي
قال الأسلمي: الضَّرِيع، ضَرِيع العرفج: إذا لم يكن فيه نبات ولم يمت). [كتاب الجيم: 2/201]
وذكر ابن عطية رحمه الله معانٍ أخرى لم ينسبها لأحد مثل :
1-الجلدة التي على العظم تحت اللحم
2- أنه يشمل طعام أهل النار كله ، وضعف هذا القول .
الراجح :
الصحيح ما قاله الجمهور : أنه نبت . قال أبو ذؤيب : 
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى وعاد ضريعا بان منه النحائص
وقال الهذلي وذكر إبلا وسوء مرعاها : 
وحبس في هرم الضريع فكلها حدباء دامية اليدين جرود
وهو القول الأول ، وقد دلت عليه اللغة واتفق عليه أهلها مع إتفاق أقوال أغلب المفسرين على ذلك وكذلك اتفقت عليه أقوال التابعين وقبلهم ابن عباس رضي الله عنه .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 صفر 1439هـ/17-11-2017م, 03:59 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

قول الله تعالى "ليس لهم طعام الا من ضريع
اختلف في المراد بالضريع على أقوال.
1 هو نبت بالحجاز يقال له الشبرق.
ذكره عبد الرزاق عن قتادة
وذكره ابن جرير الطبري والقرطبي ومكي عن عطاء
وعكرمة ومجاهد وابن عباس
2 الشوك من النار ذكره مكي عن ابن زيد
3 الحجارة ذكره مكي عن عكرمة.
وذكره ابن عطية الأندلسي عن سعيد بن جبير

4 الضريع الزقوم ذكره مكي والقرطبي وابن عطية الأندلسي عن الحسن
5 الذي يضرع ويذل من أكله لمرارته وخشونته ذكره مكي في رواية عن الحسن
6 قيل وادي في جهنم. ذكره مك يوالقرطبي .
ولم أجدها نسبت لأحد رويت عنه.
7 شيء يرمي به البحر يسمى الضريع من أقوات الأنعام لا الناس ذكره القرطبي عن الضحاك في رواية عن ابن عباس.
8 هو بعض ما أخفاه الله من العذاب ذكره القرطبي في رواية عن الحسن.
9 هو طعام يضرعون عنده ويذلون ويتضرعون منه الى الله تعالى طلبا للخلاص منه فسمي بذلك. ذكره القرطبي عن ابن كيسان.
وقد ذكر ابن عطية أقوال أخرى
1 قال هو العشرق
وقال بعض اللغوين الضريع يبيس العرفج أذا تحطم.
وقال آخرون هو رطب العرفج.
وقال بعض المفسرون نبت في البحر منتن أجوف مستطيل له بورقية كثيرة
وقال جماعة من المتأولين الضريع طعام أهل النار
وقال بعض اللغويين وهذا مما لا تعرفه العرب.
وقيل الجلدة التي على العظم تحت اللحم
قال ابن عطية بعد أن ذكر هذه الأقوال ولا أعرف من تأول الآية بهذه الأقوال."" انتهى
وقد بحثت عنها فلم أجدها

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 صفر 1439هـ/17-11-2017م, 08:55 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

معنى الحفدة في قوله تعالى {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}

اختلف أهل العلم في معنى الحفدة والمعنيين به على أقوال:


-القول الأول:هم الأصهار أختان الرجل على بناته أو من أقرباء المرأة

القائلون به:بن مسعود ،بن عباس،ابراهيم النخعي ،سعيد بن جبير ،أبي الضحى،الفراء
قال النحاس : روى سفيان الثوري عن عاصم عن زر عن عبد الله بنمسعود قال الحفدة الأختان وروى سفيان بن عيينة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال الحفدة الأصهار وروى شعبة عن زر قال سألني ابن مسعود عن الحفدة فقلت هم الأعوان قال هم الأختان وقال علقمه وأبو الضحى الحفدة الأختان وقال إبراهيم الحفدة الأصهار
وقال الأصمعي الختن من كان من قبل المرأة مثل أبيها وأخيها وما أشبههما والأصهار منهما جميعا يقال أصهر فلان الى بنى فلان وصاهر وقول عبد الله بن مسعود هم الأختان يحتمل المعنيين جميعا يجوز أن يكون أراد أبا المرأة وما أشبه من أقربائها ويجوز أن يكون أراد وجعل لكم من أزواجكم بنين وبنات تزوجونهم فيكون لكم بسببهن أختان
التخريج:
قول بن مسعود رواه بن جرير من طرق عدة
وأما قول أبي الضحى فقد رواه بن جرير من طريق يحيي القطان عن الأعمش عن أبي الضحى
وأما قول إبراهيم فقد رواه بن جرير من طريق هشيم عن المغيرة
وأما قول سعيد بن جبير فقد رواه بن جرير من طريق عطاء بن السائب
وأما قول بن عباس فقد رواه بن جرير من طريق عكرمة ومن طريق على
قال ابن كثير: فمن جعل {وَحَفَدَةً} متعلقاً بأزواجكم، فلا بد أن يكون المراد الأولاد وأولاد الأولاد والأصهار، لأنهم أزواج البنات، أو أولاد الزوجة، وكذا قال الشعبي والضحاك، فإنهم يكونون غالباً تحت كنف الرجل، وفي حجره وفي خدمته، وقد يكون هذا هو المراد من قوله عليه الصلاة والسلام في حديث نضرة بن أكثم: «حديث:
والولد عبد لك»تفسير : رواه أبو داود.


القول الثاني: أعوان الرجل من العبيد و المتخفف في الخدمة والعمل

القائلون به:بن عباس ،عكرمة ،مجاهد ،الحسن البصري،قتادة ،طاووس،يحيى بن سلام البصري،الفراء،عبد الله بن المبارك اليزيدي،بن قتيبة الدينوري،مكي بن أبي طالب،أبو حيان الأندلسي،الخليل بن أحمد ،بن فارس في مقاييس اللغة،وأبو منصور الأزهري،تاج العروس للزبيدي،بن منظور في لسان العرب
التخريج :
قول بن عباس من طريق وهب بن حبيب الأسدي
وأما قول عكرمة فقد رواه بن جرير من طريق سماك عن عكرمة ورواه بن جرير من طرق أخرى عن عكرمة
وأما قول الحسن فقد رواه بن جرير من طريق سلمة عن أبي هلال ومن طريق عمرو بن عون عن هشيم عن منصور
وأما قول مجاهد فرواه بن جرير من طريق بن أبي نجيح
وأما قول طاووس فقد رواه من طريق عبد الرحمن عن زمعة عن بن طاووس
وأما قول قتادة :رواه بن جرير من طريق يزيد عن سعيد
وأما قول أبي مالك فرواه بن جرير من طريق عبد الله عن اسرائيل عن السدي

قال أبو جعفر: وأصل الحفدة في اللغة الخدمة والعمل يقال حفد يحفد حفدا وحفودا وحفدانا إذا خدم وعمل ومنه وإليك نسعى ونحفد ومنه قول الشاعر:
حفد الولائد حولهن وأسلمت بــــأكــــفــــهــــن أزمـــــــــــــــــة الأجــــــــمـــــــــال
قال بن قتيبة:
وأصل الحفد: مداركة الخطو والإسراع في المشي. وإنما يفعل هذا الخدم. فقيل لهم: حفدة، واحدهم حافد، مثل كافر وكفرة.)
قال الزجاج: وحقيقة هذا أن اللّه عزّ وجلّ جعل من الأزواج بنين ومن يعاون على ما يحتاج إليه بسرعة وطاعة، يقال حفد يحفد حفدا وحفدا وحفدانا إذا أسرع.
قال الشاعر:
حفد الولائد حولهن وأسلمت بــــأكــــفّــــهــــنّ أزمّـــــــــــــــــة الأجــــــــمـــــــــال
معناه أسرعوا في الخدمة)
قال أبو جعفر النحاس: وقال الحسن وطاووس ومجاهد الحفدة الخدم ،وقول من قال هم الخدم حسن على هذا إلا إنه يكون منقطعا مما قبله عند أبي عبيد وينوي به التقديم والتأخير كأنه قال وجعل لكم حفدة أي خدما وجعل لكم من أزواجكم بنين

قال بن فارس في مقاييس اللغة : (حَفَدَ) الْحَاءُ وَالْفَاءُ وَالدَّالُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى الْخِفَّةِ فِي الْعَمَلِ، وَالتَّجَمُّعِ. فَالْحَفَدَةُ: الْأَعْوَانُ; لِأَنَّهُ يَجْتَمِعُ فِيهِمُ التَّجَمُّعُ وَالتَّخَفُّفُ، وَاحِدُهُمْ حَافِدٌ. وَالسُّرْعَةُ إِلَى الطَّاعَةِ حَفْدٌ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ فِي دُعَاءِ الْقُنُوتِ: " إِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ ". قَالَ:
يَا ابْنَ الَّتِي عَلَى قَعُودٍ حَفَّادْ
وَيُقَالُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} [النحل: 72] ، إِنَّهُمُ الْأَعْوَانُ - وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَالْمِحْفَدُ: مِكْيَالٌ يُكَالُ بِهِ. وَيُقَالُ فِي بَابِ السُّرْعَةِ وَالْخِفَّةِ سَيْفٌ مُحْتَفِدٌ، أَيْ سَرِيعُ الْقَطْعِ. وَالْحَفَدَانُ: تَدَارُكُ السَّيْرِ
قال الزبيدي في تاج العروس:(حَفْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وحَفَدَاناً) . محرّكةً: (خَفَّ فِي العَمَلِ وأَسْرَعَ) .
وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ، وذُكِرَ (لَهُ) عثمانُ للخلافَةِ، قَالَ: (أَخْشَى حَفْدَه) أَي إِسراعَه فِي مَرْضَاةِ أَقارِبه. (كاحْتَفَد) .

قَالَ الأَزهريّ: الحَفْد فِي الخِدْمة والعَمَلِ: الخِفَّةُ.
وَفِي دعاءِ القُنُوتِ: (وإِليكَ نَسْعَى ونَحْفِد) أَي نُسْرِع فِي العَمل والخِدْمَة.
وَقَالَ أَبو عُبَيْد: أَصلُ الحَفْدِ: الخِدْمَةُ والعَمَلُ.
(والحَفَدُ، محرَّكةً) والحَفَدَةُ: (الخَدَمُ والأَعوانُ، جمْعُ حافِد) ، قَالَ بن عَرفة: الحَفَدُ عِنْد الْعَرَب: الأَعوانُ، فكلّ من عَمِل عَمَلاً أَطاعَ فِيهِ وسارَ، فَهُوَ حافدٌ.

التوجيه: القول بأن حفدة هم الأعوان والأنصار محمول على أنه منصوبٌ بـ " جَعَلَ " مقدرةً، وهذا عند مَنْ يُفَسِّر الحَفَدة بالأعوان والأَصْهار، وإنما احتيج إلى تقدير " جَعَلَ " لأنَّ " جَعَلَ " الأولى مقيدةٌ بالأزواج، والأعوانُ والأصهارُ ليسوا من الأزواج، قاله السمين الحلبي في الدر

القول الثالث:ولد الرجل وولد ولده أو البنات الذين يخدمونه
القائلون به:بن عبا س ، بن زيد،قتادة ، الحسن ، الضحاك ،ورجحه السمين الحلبي ،بن عاشور في التحرير
وقال أنهم البنات: الخليل بن أحمد في كتابه العين وقاله الأزهرى في التهذيب، وذكره الزبيدي قولا ووجهه

التخريج:
-قول بن عباس رواه بن جرير من طريق شعبة عن بشر عن سعيد بن جبير ومن طرق أخرى
-قول بن زيد رواه بن جرير من طريق يونس عن بن وهب
قول الضحاك رواه ابن جرير بصيغة التضعيف قال حدثت عن الحسين
-قول الحسن رواه بن جرير حدثنـي مـحمد بن خالد، قال: ثنـي سلـمة، عن أبـي هلال، عن الـحسن، فـي قوله: { بَنِـينَ وَحَفَدَةً } قال: البنـين وبنـي البنـين، مَن أعانك من أهل وخادم فقد حفدك.
وذكره يحيى بن سلام : عمّارٌ عن أبي هلالٍ الرّاسبيّ عن الحسن
قول قتادة ذكره يحيى بن سلام : سعيدٌ عن قتادة قال: مهنّةٌ يمهنونك ويخدمونك من ولدك
قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً} قال: " الحفدة: الخدم من ولد الرّجل هم ولده، وهم يخدمونه، قال: وليس تكون العبيد من الأزواج، كيف يكون من زوجي عبدٌ؟ إنّما الحفدة: ولد الرّجل وخدمه
قال بن عاشور: وأطلق على ابن الابن ; لأنه يكثر أن يخدم جده لضعف الجد بسبب الكبر
قال القرطبي: ما قاله الأزهري من أن الحفدة أولاد الأولاد هو ظاهر القرآن بل نصه ; ألا ترى أنه قال : وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة فجعل الحفدة والبنين منهن . وقال ابن العربي : الأظهر عندي في قوله بنين وحفدة أن البنين أولاد الرجل لصلبه والحفدة أولاد ولده ، وليس في قوة اللفظ أكثر من هذا ، ويكون تقدير الآية على هذا : وجعل لكم من أزواجكم بنين ومن البنين حفدة . وقال معناه الحسن .
قال الزبيدي في تاج العروس: (و) من الْمجَاز: (حَفَدَةُ الرَّجُلِ: بناتُه أَوْ أَولادُ أَولادِه، كالحَفِيد) وَهُوَ واحدُ الحَفَدَةِ، وَهُوَ وَلَدُ الوَلَدِ، والجمعُ حُفَدَاءُ. قال الخليل: وقول الله- عز وجل-: بَنِينَ وَحَفَدَةً يعني البنات وهن خَدَم الأبَوَيْن في البيت
-قال صاحب الدر المصون
قوله تعالى: { وَحَفَدَةً }: في " حَفَدَة " أوجهٌ. أظهرُها: أنه معطوفٌ على " بنين " بقيدِ كونِه من الأزواج، وفُسِّر هنا بأنه أولادُ الأولادِ والقول بأنهم الخدم والأعوان: أنه مِنْ عطفِ الصفاتِ لشيءٍ واحدٍ، أي: جَعَلَ لكم بنينَ خَدَماً، والحَفَدَةُ: الخَدَمُ.
ومحمل هذا القول مبنى على جعل حفدة متعلقة بالأزواج أي حفدة من أزواجكم


القول الرابع: هم بنو امرأة الرّجل من غيره
القائلون به : بن عباس
وقال البغوي: وروى مجاهد ، وسعيد بن جبير عن ابن عباس : أنهم ولد الولد .وروى العوفي عنه : أنهم بنو امرأة الرجل ليسوا منه [ معالم التنزيل :31] .ولم أجده مسندا من طريق مجاهد أو سعيد بن جبير
التخريج :رواه بن جرير من طريق العوفي (وهو ضعيف)
وهذا القول راجع إلى القول بأنهم الأختان والأصهار كما وجهه بن جرير

الدراسة:
مما سبق يتبين أن الخلاف في بيان معنى الحفدة ومن هم؟ مبني على معرفة معرفة متعلق الحفدة فى جملة {بنين وحفدة}هل هي متعلقة بالأزواج؟ فيصير الحفدة والبنين من الأزواج على قول من فسر الحفدة بالأولاد وأولاد الأولاد أو الأصهار والأختان أم أن الحفدة غير متعلقة بالأزواج بعد جملة والواو استئنافية بتقدير {وجعل} بمعنى وجعل لكم حفدة فيكون الحفدة هنا ليسوا من الأزواج على قول من فسرها بالأعوان والأنصار كالخدم والعبيد المماليك فليسوا من الأزواج وذكر صاحب الدر المصون وجها حسنا فجمع بين القولين فقال إنه من عطف الصفات لشىء واحد أي هم بنون وهم حفدة بمعنى خدم يخدمونكم
قال بن جرير:وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنّهم المسرعون في خدمة الرّجل المتخفّفون فيها، وكان اللّه تعالى ذكره أخبرنا أنّ ممّا أنعم به علينا أن جعل لنا حفدةً تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الّذين يصلحون للخدمة منّا ومن غيرنا، وأختاننا الّذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا، وخدمنا من مماليكنا، إذا كانوا يحفدوننا فيستحقّون اسم حفدةً، ولم يكن اللّه تعالى دلّ بظاهر تنزيله ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بحجّة عقلٍ، على أنّه عنى بذلك نوعًا من الحفدة دون نوعٍ منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجّه ذلك إلى خاصٍّ من الحفدة دون عامٍ، إلاّ ما اجمعت الأمّة عليه أنّه غير داخلٍ فيهم.[جامع البيان: 14/295-304]
.
الراجح:
وبعد الإطلاع على المعجم الاشتقاقي المؤصل تبين أن الأقرب إلى الصواب هو القول بأنهم ولد الولد أو البنات ممن يكون ذا رحم وقرابة وذلك أن أصل اشتقاق الكلمة يرجع إلى اللطف والإحاطة
قال المصنف:نظروا في الكل إلى معنى السرعة وخفة الحركة في الخدمة. وبالنظر إلى معنى الإحاطة مع اللطف والخفة في المعنى المحوري نجد أن أقربها إلى هذا المعنى هم أولاد الأولاد- إذ ينشئون حول جدهم. ويقوي هذا ذكر الأزواج في الآية. ويليه تفسير الحفدة بالبنات ثم بالأصهار. والتفسيرات الأخرى تجوز لأنها مبنية على خفة الحركة مع الإحاطة لكن دون اللطف. قال [قر 10/ 144]: ما قاله الأزهري من أن الحفدة أولاد الأولاد هو ظاهر القرآن بل نصه، ألا ترى أنه قال: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ ...} فجعل الحفدة والبنين منهن. اه. وعليه آخرون.




-----------------------------------------------

المعجم الاشتقاقى المؤصل لمؤلفه محمد حسن حسن جبل:
"محافد الثوب: وشْيه واحدها مَحفِد -بالفتح. الحَفْد -بالفتح: الوَشى. ويقال لطرَف الثوب محفَد -بالكسر. والمَحفِد -كمنزل: أصلُ السَنام، وبالكسر والفتح: شيء تعلف فيه الإبل كالمِكتَل "
المعنى المحوري إحاطة بالشيء فيها لطف وخفة. كالوشي بظاهر الثوب، وكطرف الثوب له، وأصلُ السنام كالمحيط بظهر البعير، وهو شحم لطيف. والمِغلف يكون قريبا من الدابة وفيه علفه.
ومن الخفة واللطف: "حَفْد الظليم والبعير -بالفتح وكغليان: وهو تَدَارُك السير (حركة خفيفة متقاربة الخَطو يقع التباعد بها قليلا قليلا) ومنه: "حَفَد واحتفد: خَفّ في العمل وأسرع " (زيادة في الحركة).
وفي قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} قيل إن الحفدة الخدَم والأعوان، والبنات، وأولاد الأولاد، والأصهار، وبنو المرأة من زوجها الأول - [وانظر ل، والمعاني للفراء 2/ 110] وأقول إن هذا كقوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} [الأنبياء: 72] وأما "محمد الرجل -كمنزل: محتده وأصله "فالأقرب أن هذا مأخوذ من المحفِد: أصل السنام.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 صفر 1439هـ/17-11-2017م, 10:22 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

تحرير أقوال المفسرين في معنى "الضريع" في قول الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع}
رأس المسألة : تحرير القول في معنى الضريع

القول الأول: نبات ذو شوك لاطئ.وتسميه قريش الشبرق ,قال به ابن جرير الطبري, والثعلبي, ومكي بن أبي طالب ,وابن عطية, وابن كثير,والسيوطي, والفراء, وأبو عبيدة, والزجاج, والأزهري الهروي, وابن فارس, وابن سيده, وابن منظور, وأبو حيان, وأبو العباس السمين الحلبي,والزبيدي ,وابن عاشور.
وقال ابن جرير الطبري (هي شجرةٌ ذاتُ شوكٍ، لاطئةٌ بالأرضِ، فإذا كانَ الربيعُ سمَّتْها قريشٌ الشبرقَ، فإذا هاجَ العودُ سمَّتْها الضريعَ) , وقال ابن عطية (واختلف في المعنى الذي سمي ضريعا فقيل هو ضريع بمعنى مضرع أي مضعف للبدن مهزل. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في ولد جعفر بن أبي طالب: «ما لي أراهما ضارعين» يريد هزيلين) وقال الباوَرْدي، المعروف بغلام ثعلب (والضريع العوسج الرطب، وَهُوَ نَبَات فِي النَّار، شَبيه العوسج)
قال بهذا القول جمهورالعلماء من المفسرين وعلماء اللغة وهونبات معروف عند العرب وقد شبه الله عز وجل طعام أهل النار به لشناعته وفظاعته حتى يكون قريبا من أذهانهم وهذا أسلوب القرآن في تقريب المعنى بذكر شيء مألوف لأذهانهم.
القول الثاني: شجر من نار يضرعون إلى الله منه
قال به : ابن جرير الطبري,والثعلبي ,ومكي بن أبي طالب ,وابن عطية , وابن كثير,والسيوطي,وغلام بن ثعلب والأزهري, وابن سيده, وأبو العباس السمين الحلبي,وابن عاشور,وقال الثعلبي وقد روي عن ابن عبّاس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «الضريع شيء يكون في النار شبه الشوك، أمرّ من الصبر وأنتن من الجيفة وأشدّ حرّا من النار»وقال عمرو بن عبيد: لم يقل الحسن في الضريع شيئا، إلّا أنّه قال: هو بعض ما أخفى الله من العذاب، وقال ابن كيسان: هو طعام يضرعون منه ويذلّون ويتضرّعون إلى الله سبحانه.
ذكر الله عزوجل هذا النبات الشنيع في منظره والفظيع في طعمه ورائحته بأنه طعام أهل النار حتى يكون ذلك ردعا لهم في البعد عن مايؤدي إلى دخول النارفإذا كان هذا طعامها فكيف بعذابها.
القول الثالث: الحجارة
قال به ابن جرير الطبري, والثعلبي, ومكي بن أبي طالب,وابن عطية,وابن كثير,والسيوطي,وأبو العباس الحلبي.
وهذا القول تابع للقول الأول في كونه نوع من عذاب جهنم أجارنا الله وإياكم منها .
القول الرابع : نبات أخضر منتن الريح يرمي به البحر
قال به الخليل بن أحمد ,والثعلبي, وابن عطية , وابن سيده, والسمين الحلبي .
قال الثعلبي قال عطاء عن ابن عبّاس: هو شيء يطرحه البحر المالح، يسمّيه أهل اليمن الضريع.
قد يكون والله أعلم أن هذا شيء آخر عند أهل اليمن يسمى الضريع غير النبات الذي تعرفه قريش وهو النبات اللاطئ والذي تسميه الشبرق .
القول الخامس :القشر الَّذِي على الْعظم تحت الجلد.
قال به ابن عطية ,والأزهري الهروي, وابن سيده, وابن منظور.
قال الهروي وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للجِلدة الَّتِي على الْعظم تَحت اللَّحم من الضَّلَع: هِيَ الضَّريع,وقال ابن عطية ( ولا أعرف من تأول بهذا)
الدراسة:
الراجح القول الأول وهو قول عامة المفسرين وأهل اللغة والقول الثاني تابع له أي أن القول الأول النبات المراد في الدنيا والقول الثاني والثالث هو ما أعده الله في الآخرة من العذاب لأهل النار,وأما القول الرابع ,والخامس ,فقد تبين ضعفها لإنها لاتقاوم الأقوال التي سبقتها في القوة.

والحمد لله رب العالمين ,,,

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 صفر 1439هـ/17-11-2017م, 08:00 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

معنى الحفدة في قوله تعالى {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}
اختلف أهل العلم في معنى الحفدة والمعنيين به على أقوال:
🔺القول الأول :أنَّهُمُ الأصْهارُ، أخْتانُ الرَّجُلِ عَلى بَناتِهِ، قالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ، وابْنُ عَبّاسٍ، ومُجاهِدٌ، وسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، والنَّخَعِيُّ،وأبي الضحى والفراء .
أما قول ابن مسعود رواه الطبري عن أبو كريب وابن وكيع، قالا ثنا أبو معاوية، قال: ثنا أبان بن تغلب، عن المنهال بن عمرو، عن ابن حبيش، عن عبد الله
ورواه الطبري من طريق أبو كريب، قال: ثنا أبو بكر، عن عاصم، عن ورقاء سألت عبد الله
و رواه الطبري عن طريق محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن؛ وحدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قالا جميعا: ثنا سفيان، عن عاصم بن بَهْدَلة، عن زِرّ بن حُبَيْش، عن عبد الله، ورواه الطبري من طريق المثنى .
أما قول أبي الضحى رواه الطبري عن ابن بشار وأحمد بن الوليد القرشي وابن وكيع وسوار بن عبد الله العنبريّ ومحمد بن خلف بن خراش والحسن بن خلف الواسطيّ، قالوا:ثنا يحيى بن سعيد القطان، عن الأعمش، عن أبي الضحى.
أما قول النخعي رواه الطبري عن ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا هشيم، عن المغيرة، عن إبراهيم
أما قول سعيد بن جبير رواه الطبري عن أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا إسرائيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير .
وأما قول ابن عباس رواه الطبري عن ابن وكيع، قال: ثنا حفص، عن أشعث، عن عكرمة، عن ابن عباس، .
ورواه الطبري من طريق المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ عن ابن عباس.

🔺القول الثّانِي: أنَّهُمُ الخَدَمُ (سواء كانوا الأولاد أو المماليك)
-من قال انهم المماليك :
قاله ابْنِ عَبّاسٍ، ومجاهد وطاوُوسُ، وعِكْرِمَةُ والحسن وابن قتيبة وابن أبي زمنين ومكي وابن حيان الأندلسي .وقال ابْنُ قُتَيْبَةَ: الحَفَدَةُ: الخَدَمُ والأعْوانُ، فالمَعْنى: هم بَنُونَ، وهم خَدَمٌ. وأصْلُ الحَفْدِ: مُدارَكَةُ الخَطْوِ والإسْراعُ في المَشْيِ، وإنَّما يَفْعَلُ الخَدَمُ هَذا، فَقِيلَ لَهم: حَفَدَةٌ. ومِنهُ يُقالُ في دُعاءِ الوِتْرِ: " وإلَيْك نَسْعى و نَحْفِدُ "
بها.
أما قول ابن عباس رواه الطبري عن محمد بن خالد بن خداش، قال: ثني سليم بن قتيبة، عن وهب بن حبيب الأسَدي، عن أبي حمزة، عن ابن عباس
وأما قول عكرمة رواه الطبري عن هناد، قال: ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة.
ورواه الطبري من طريق محمد بن خالد بن خداش، قال: ثني سَلْم بن قتيبة، عن حازم بن إبراهيم البَجَلي، عن سماك، عن عكرمة.
ومن طريق ابن وكيع، قال: ثنا عمران بن عيينة، عن حصين، عن عكرمة.
ومن طريق ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة .
ومن طريق ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن آدم، عن سلام بن سليم، وقيس عن سِماك، عن عكرمة.
ومن طريق أحمد، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سلام أبو الأحوص، عن سِماك، عن عكرمة.
وأما قول الحسن رواه الطبري عن محمد بن خالد، قال: ثني سلمة، عن أبي هلال، عن الحسن.
ومن طريق المثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، عن منصور، عن الحسن، قال: هم الخَدَم.
وأما قول مجاهد رواه الطبري عن محمد بن خالد وابن وكيع، ويعقوب بن إبراهيم، قالوا: ثنا إسماعيل بن علية، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.
ومن طريق أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد وحدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي وحدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، جميعا عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.
ومن طريق محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء وحدثني المثنى، قال: ثنا أبو حُذيفة، قال: ثنا شبل جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.
-من قال أنهم البنون :
ابن عباس وقتادة وعكرمة وابن قتيبة وابن زيد والضحاك والسمين الحلبي وابن عاشور .
قال ابن زيد، في قوله ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ قال: الحَفَدَة: الخدم من ولد الرجل هم ولده، وهم يخدمونه؛ قال: وليس تكون العبيد من الأزواج، كيف يكون من زوجي عبد، إنما الحَفَدَة: ولد الرجل وخدمه.
وأما قول قتادة رواه الطبري عن بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قال ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ مهنة يمهنونك ويخدمونك من ولدك، كرامة أكرمكم الله
أما قول عكرمة رواه الطبري عن الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعْمر، عن الحكَم بن أبان، عن عكرمة.
وأما قول الحسن،رواه الطبري عن قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن التيميّ، عن أبيه، عن الحسن.
ومن طريق المثنى، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان، عن حصين، عن عكرمة
أما قول ابن عباس رواه الطبري عن محمد بن المثنى، قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس .
ومن طريق ابن وكيع عن غندور عن شعبة عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عباس .ومن طريق ابن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد وسعيد بن جبير، عن ابن عباس
ومن طريق القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي بكر، عن عكرمة، عن ابن عباس
أما قول ابن زيد رواه الطبري عن يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، عنه
أما قول الضحاك رواه الطبري عن الحسين بن الفَرَج، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد بن سليمان،عنه ،
🔺القول الثّالِثُ: أنَّهم بَنُو امْرَأةِ الرَّجُلِ مِن غَيْرِهِ، قاله ابْنِ عَبّاسٍ.
قول ابن عباس رواه الطبري عن محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عنه

-الترجيح :
قال الطبري:والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله تعالى أخبر عباده معرفهم نعمه عليهم، فيما جعل لهم من الأزواج والبنين، فقال تعالى ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ فأعلمهم أنه جعل لهم من أزواجهم بنين وحفَدة، والحفَدة في كلام العرب: جمع حافد، كما الكذبة: جمع كاذب، والفسَقة: جمع فاسق. والحافد في كلامهم؛ هو المتخفِّف في الخدمة والعمل. والحَفْد: خفة العمل يقال: مرّ البعير يَحفِد حفَدَانا: إذا مرّ يُسرع في سيره. ومنه قولهم: "إليك نسعى ونحفِد": أي نسرع إلى العمل بطاعتك. يقال منه: حَفد له يحفد حفدا وحفودا وحفدانا ومنه قول الراعي:
كَلَّفْتُ مَجْهُولَهَا نُوقا يَمَانيَّةً ... إذا الحُدَاةُ على أكْسائها حَفَدُوا(4)
وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنهم المسرعون في خدمة الرجل، المتخففون فيها، وكان الله تعالى ذكره أخبرنا أن مما أنعم به علينا أن جعل لنا حفدة تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الذين يصلحون للخدمة منا ومن غيرنا وأختاننا الذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا وخدمنا من مماليكنا إذا كانوا يحفدوننا، فيستحقون اسم حفدة، ولم يكن الله تعالى دلّ بظاهر تنزيله، ولا على لسان رسوله ﷺ؛ ولا بحجة عقل، على أنه عنى بذلك نوعا من الحفدة، دون نوع منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجه ذلك إلى خاص من الحفدة دون عام، إلا ما اجتمعت الأمة عليه أنه غير داخل فيهم. وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال التي ذكرنا عمن ذكرنا وجه في الصحة، ومَخْرج في التأويل. وإن كان أولى بالصواب من القول ما اخترنا، لما بيَّنا من الدليل.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 ربيع الأول 1439هـ/19-11-2017م, 08:21 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

معنى الحفدة في قوله تعالى (وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة ) .
اختلف العلماء في معنى الحفدة ووجه تسميتها بذلك على أقوال :
القول الأول : الأصهار أو الأختان , وهو قول عبدالله بن مسعود , وقول ابن عباس , وقول إبراهيم النخعي , وقول سعيد بن جبير ,وأبي الضحى, ,وذكره
عبدالرازق الصنعاني ,وابن جرير الطبري ,والماوردي ,وابن الجوزي ,وابن عطية,وابن الجوزي, والقرطبي ,وابن كثير ,والسيوطي ,ومن علماء اللغة يَحيى بن
سلاَّم البصري,والفراء ,وابن قتيبة ,والزجاج ,وابن فارس, وقول مكي بن طالب و ومحمد بن ابي بكر الرازي , والنحاس ,وابن منظور والسمين الحلبي
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الصَّنْعَانِيُّ ورواه النحاس : ماروي عن ابن عيينة عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال: قال عبد الله بن مسعود أتدري ما الحفدة يا زر
قال قلت نعم هم حفاد الرجل من ولده وولد ولده قال لا هم الأصهار).
قال الأصمعي : الختن من كان من قبل المرأة ، مثل أبيها وأخيها وما أشبههما ; والأصهار منها جميعا . يقال : أصهر فلان إلى بني فلان وصاهر .
وقول عبد الله بن مسعود :هم الأختان ، يحتمل المعنيين جميعا . يحتمل أن يكون أراد أبا المرأة وما أشبهه من أقربائها ، ويحتمل أن يكون أراد وجعل لكم من
أزواجكم بنين وبنات تزوجونهن ، فيكون لكم بسببهن أختان .ذكره القرطبي
التخريج :
_قول ابن مسعود رواه ابن جرير بعدة طرق , ورواه الماوردي , وابن عطية والجوزي والقرطبي والسيوطي رواه عن طريق الفِرْيابِيُّ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ،
والبُخارِيُّ في ”تارِيخِهِ“،، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“،.
_وقول ابن عباس :مارواه ابن جريروابن الجوزي وابن كثير , عن طريق حفصٌ، عن أشعث، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ , ورواية أخرى عن طريق معاوية، عن
عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ..
_وقول النخعي : رواه ابن جريروالماوردي وابن الجوزي وابن عطية والقرطبي عن طريق هشيمٌ، عن المغيرة، عن إبراهيم .
_قول سعيد بن جبير :مارواه ابن جريرورواه الماوردي وابن عطية عن طريق إسرائيل، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ.
__قول أبي الضحى : رواه ابن جريروالماوردي وابن عطية عن طريق الأعمش، عن أبي الضّحى .
القول الثاني : الخدم والأعوان , وهو قول ابن عباس , وقول عكرمة , وقول مجاهد وقول الحسن البصري , وقول قتادة, وطاووس ,وابن قتيبة , وقول أبي مالك , ,
,وذكره ابن جرير الطبري , والماوردي , وابن عطية, وابن كثير ,وابن الجوزي ,وابن الأنباري , والقرطبي والسيوطي ,ومن علماء اللغة قول يحي بن سلام البصري وقول
الزجاج , وقول النحاس ,والبغدادي , ومكي بن طالب , والرازي , وابن منظور , وابو حيان الاندلسي وابن عاشور .
قال الخليل بن أحمد : الحفدة عند العرب الخدم .
وقالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الحَفَدَةُ: الخَدَمُ والأعْوانُ.
وقال أبو عبيد : الحفد العمل والخدمة .
قال عبدالله اليزيدي : (والحفدة): هم الأعوان والخدم واحدهم حافد .
وقال أبو جعفر: وهذا القول مبني على حفد يحفد حفدا وحفدانا واحتفد خف في العمل وأسرع وحفد يحفد حفدا خدم ,وذكره أبو حيان بنفس اللفظ .
قال أبو حيان الأندلسي: لحفدة : الأعوان والخدم ، ومن يسارع في الطاعة ; حفد يحفد حفدا وحفودا وحفدانا ، ومنه : وإليك نسعى ونحفد ، أي : نسرع في الطاعة .
التخريج :
قول ابن عباس :رواه ابن جرير عن طريق سلم بن قتيبة، عن وهب بن حبيبٍ الأسديّ، عن أبي حمزة، عن ابن عبّاسٍ , ورواه ابن الجوزي عن طريق مارَواهُ
مُجاهِدٌ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ورواه القرطبي وابن كثير عن طريق حَجَّاجٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عِكْرِمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قول عكرمة :رواه ابن جرير بعدة طرق , ورواه الفراء والسيوطي في تفاسيرهما
قول مجاهد :رواه ابن جرير بعدة طرق عن مجاهدٍ, والماوردي والفراء وابن عطية والنحاس .
وقول الحسن البصري :رواه ابن جريرعن طريق سلم، عن أبي هلالٍ، عن الحسن, والماوردي , والفراء وابن الجوزي والسيوطي والنحاس
قول قتادة :رواه ابن جريروالماوردي والفراء وابن الجوزي عن طريق يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة .
قول طاووس :رواه ابن جريروالماوردي والنحاس عن طريق عبد الرّحمن، قال: حدّثنا زمعة، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه،
قول أبي مالك : رواه ابن جرير وابن الجوزي والسيوطي عن طريق ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ .
القول الثالث : ولد الرجل وولد ولده , وهو قول ابن عباس قولاً ثانياً , وقول ابن زيد , وقول عطاء ، وَعِكْرِمَةُ، وَالْحَسَنُ، وَالضَّحَّاكُ،. , وذكره الماوردي , وذكره
البغوي, وابن عطية ,وابن الجوزي وابن كثير والسيوطي .
قال قتادة : مهنة يمتهنونكم ويخدمونكم من أولادكم .
قالَ الزَّجّاجُ: وحَقِيقَةُ هَذا الكَلامِ أنَّ اللَّهَ تَعالى جَعَلَ مِنَ الأزْواجِ بَنَيْنَ، ومَن يُعاوِنُ عَلى ما يُحْتاجُ إلَيْهِ بِسُرْعَةٍ وطاعَةٍ.
وقال ابن العربي : الأظهر عندي في قوله بنين وحفدة أن البنين أولاد الرجل لصلبه والحفدة أولاد ولده ، وليس في قوة اللفظ أكثر من هذا ، ويكون تقدير الآية
على هذا : وجعل لكم من أزواجكم بنين ومن البنين حفدة .
التخريج :
قول ابن عباس :رواه ابن جرير الطبري وابن كثير ,عن طريق محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الصّمد، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن
ابن عبّاسٍ, ورواه مجاهد عن ابن عباس .
قول ابن زيد:رواه ابن جرير الطبري عن طريق يونس عن ابن وهبٍ، عن ابن زيدٍ.
قول الضحاك : رواه ابن جريرفي تفسيره بقوله حدثت عن الحسين .
قول عطاء :رواه الفراء في معالم التنزيل .
قول عكرمة :رواه ابن منظورفي تفسيره لسان العرب
قول الحسن :رواه يحي بن سلام في تفسيره , ماروي عن عمّارٌ عن أبي هلالٍ الرّاسبيّ عن الحسن .
القولالرابع :قول ابن عباس والضحاك ,هم بنو امرأة الرّجل من غيره ذكره ابن جرير , والماوردي ,وابن الجوزي وابن كثير والسيوطي
عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً} يقول: " بنو امرأة الرّجل ليسوا منه .
وَقَالَ الْعَوْفِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ يَقُولُ: بَنُو امْرَأَةِ الرَّجُلِ، لَيْسُوا مِنْهُ.
التخريج :
قول ابن عباس : رواه ابن جريروالماوردي وابن عطية وابن كثير عن محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن
عبّاسٍ . وأخْرَجَه اِبْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ.
وقول الضحاك: ذكره ابن منظور في لسان العرب .
فهذه الأقوال من باب التنوع لاتضاد بينها ,فكل ماينفع الرجل من أقاربه أو غيره فهو حافد , والحافد في كلام العرب أصله المسرع في الخدمة , قال ابن منظور :
المحفود الذي يخدمه أصحابه ويعظمونه ويسرعون في طاعته .
وقال السمين الحلبي : للمفسرين أقوالٌ كثيرةٌ، واشتقاقُهم مِنْ قولِهم: حَفَد يَحْفِد حَفْداً وحُفوداً وحَفَداناً، أي: أسرع في الطاعة.
فقول عامة المفسرين ,وعلماء اللغة , هي من جمع حافد مثل :كملة جمع كامل , وهو المتخف في الخدمة والعمل ,ومنه قولهم في الدعاء "إليك نسعى ونحفد
":أي نسرع ألى العمل بطاعتك .
فظاهر الآية تدل على أن الله سبحانه جعل الأزواج وجعل منهم البنين والحفدة , وغالباً الأبن وولده هم من يقوم بخدمة الأب والقيام بشؤونه .
قال القرطبي :قلت : ما قاله الأزهري من أن الحفدة أولاد الأولاد هو ظاهر القرآن بل نصه ; ألا ترى أنه قال: (وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ) فجعل الحفدة والبنين منهن .
قال ابن كثير :قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ وَهَذِهِالْأَقْوَالُ كُلُّهَا دَاخِلَةٌ فِي مَعْنَى: "الحَفْد" وَهُوَ الْخِدْمَةُ، الَّذِي مِنْهُ قَوْلُهُ فِي الْقُنُوتِ: "وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ"، وَلَمَّا كَانَتِ الْخِدْمَةُ قَدْ تَكُونُ مِنَ الْأَوْلَادِ
وَالْأَصْهَارِ وَالْخَدَمِ فَالنِّعْمَةُ حَاصِلَةٌ بِهَذَا كُلِّهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾
وَقَدْ يَكُونُ هَذَا هُوَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي حَدِيثِ بَصرة بْنِ أَكْثَمَ: "وَالْوَلَدُ عَبْدٌ لَكَ" رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 ربيع الأول 1439هـ/21-11-2017م, 01:09 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
بحث مسألة إعراب (إن هذان لسحران )
استشكل على أهل اللغة إعراب ( إن هذان لسحران ) و منشأ الإشكال ‏:‏ أن الاسم المثني يعرب في حال النصب والخفض بالياء، وفي حال الرفع بالألف، وهذا متواتر من لغة العرب ‏:‏ لغة القرآن وغيرها في الأسماء المبنية،وفي هذه الآية ورد المثنى بالألف بدل الياء فخالف الرسم العربية ومن هنا نشأ الإشكال ، كما وردت فيها قراءة خففت فيها (إن) وقراءات ثقلت فيها ،
أولا :قراءة تخفيف " إنْ"
إما القراءة التي خففت فيها (إن)ونون هذان هي قراءة عاصم ، فـــ«إن» هي عن سيبويه المخففة من الثقيلة ويرتفع بعدها الاسم ، واللام للفرق بين إن النافية وإن المخففة من الثقيلة على رأي البصريي. ، فمعناها: ما هذان إِلا ساحران، كقوله تعالى: وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ أي: ما نظنك إِلا من الكاذبين، وأنشدوا في ذلك:ثكلتْك أمُّك إِن قتلتَ لَمُسْلِماً... حَلّت عَليه عُقوبة المُتَعمِّدِ أي: ما قتلت إِلا مسلماً.
والكوفيين ، يزعمون أن إن نافية واللام بمعنى إلاّ،
قال الزجاج: ويشهد لهذه القراءة، ما روي عن أبيّ بن كعبٍ أنه قرأ «ما هذان إِلا ساحران» ، وروي عنه، «إن هذان لساحران» بالتخفيف، ورويت عن الخليل «إِنْ هذان» بالتخفيف ،والإجماع أنه لم يكن أحد بالنحو أعلم من الخليل.
قال ابن الجوزي:والإِجماع على أنه لم يكن أحدٌ أعلمَ بالنحو من الخليل.
قال السمين : فأوضحُ القراءاتِ معنىً ولفظاً وخَطَّاً؛ وذلك أنهما جعلا «إنْ» المخففةَ من الثقيلة فَأُهْمِلَتْ، ولَمَّا أُهْمِلَتْ كما هو الأفصحُ مِنْ وجهيها خِيْفَ التباسُها بالنافية فجيء باللامِ فارقةً في الخبر.
ف «هذان» مبتدأٌ، و «لَساحران» خبرُه، ووافَقَتْ خَطَّ المصحفِ.
ثانياً : أما قراءة الأكثرين بتشديد «إِنَّ» وإِثبات الألف في قوله: «هذان»فاختلف أهل اللغة في سبب رفع هذان ومحلها النصب على أقوال :
القول الأول: هي لغة بلحارث بن كعب ومن جاورهم ، يجعلون الاثنين في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف. وينشدون :
فأطرق إطراق الشّجاع ولو يرى = مساغًا لناباه الشّجاع لصّمما
وحكي رجل منهم أيضًا: هذا خطّ يدا أخي أعرفه،
وقولَه: - إنَّ أباها وأبا أباها... قد بَلَغا في المجدِ غايتاها أي: غايتيهما، إلى غير ذلك من الشواهد.
توجية هذا القول :قال الفراء : وذلك وإن كان قليلاً أقيس، لأنّ العرب قالوا: مسلمون، فجعلوا الواو تابعةً للضّمّة، لأنّها لا تعرب، ثمّ قالوا رأيت المسلمين، فجعلوا الياء تابعةً لكسرة الميم، قالوا: فلمّا رأوا الياء من الاثنين لا يمكنهم كسر ما قبلها، وثبت مفتوحًا، تركوا الألف تتبعه، فقالوا: رجلان في كلّ حالٍ. قال: وقد اجتمعت العرب على إثبات الألف في كلا الرّجلين، في الرّفع والنّصب والخفض، وهما اثنان، إلاّ بني كنانة، فإنّهم يقولون: رأيت كلي الرّجلين، ومررت بكلي الرّجلين، وهي قبيحة قليلة مضوا على القياس.
روى هذا القول عطاء عن ابن عباس ذكره ابن الجوزي
* قال المهدوي‏:‏ حكي ذلك أبو زيد، والأخفش، والكسائي، والفراء، وحكي أبو الخطاب‏:‏ أنها لغة بني كنانة، وحكي غيره‏:‏ أنها لغة لخثعم.
وقـال ابن الأنباري :هي لغـة لبني الحارث بن كعب وقريش، قال الزجاج‏:‏ وحكي أبو عبيدة عن أبي الخطاب وهو رأس من رؤوس الرواة أنها لغة لكنانة.
قال أبو جعفر النحاس في كتابه إعراب القرآن: وهذا القول من أحسن ما حملت عليه الآية ; إذ كانت هذه اللغة معروفة , وقد حكاها من يرتضى بعلمه وأمانته ; منهم أبو زيد الأنصاري وهو الذي يقول : إذا قال سيبويه حدثني من أثق به فإنما يعنيني ; وأبو الخطاب الأخفش وهو رئيس من رؤساء اللغة , والكسائي والفراء كلهم قالوا هذا على لغة بني الحارث بن كعب .وحكى أبو عبيدة عن أبي الخطاب أن هذه لغة بني كنانة .المهدوي : وحكى غيره أنها لغة لخثعم ،( قال النحاس : وكذلك " إن هذان " ولا يفكر في إنكار من أنكر هذه اللغة إذا كان الأئمة قد رووها .
واعترض على هذا القول:
قال الماوردي : لا يجوز أن يحمل القرآن على ما اعتل من اللغات ويعدل به عن أفصحها وأصحها ،
قل ابن تيمية ‏:‏ بنو الحارث بن كعب هم أهل نجران، ولا ريب أن القرآن لم ينزل بهذه اللغة، بل المثني من الأسماء المبنية في جميع القرآن هو بالياء في النصب والجر كما تقدمت شواهده‏.
وقد ثبت في الصحيح عن عثمان أنه قال‏:‏ إن القرآن نزل بلغة قريش، وقال للرهط القرشيين الذين كتبوا المصحف هم وزيد‏:‏ إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش؛ فإن القرآن نزل بلغتهم، ولم يختلفوا إلا في حرف، وهو ‏(‏التابوت‏)‏ فرفعوه إلى عثمان، فأمر أن يكتب بلغة قريش‏ .رواه البخاري في صحيحة‏.‏
وأما كنانة‏:‏ فهم جيران قريش، والناقل عنهم ثقة، ولكن الذي ينقل ينقل ما سمع، وقد يكون سمع ذلك في الأسماء المبهمة المبنية، فظن أنهم يقولون ذلك في سائر الأسماء؛ بخلاف من سمع ‏(‏بين أذناه‏)‏، و‏(‏لناباه‏)‏ فإن هذا صريح في الأسماء التي ليست مبهمة‏.‏
وحينئذ، فالذي يجب أن يقال‏:‏ إنه لم يثبت أنه لغة قريش، بل ولا لغة سائر العرب‏:‏ أنهم ينطقون في الأسماء المبهمة إذا ثنيت بالياء، وإنما قال ذلك من قاله من النحاة قياساً، جعلوا باب التثنية في الأسماء المبهمة كما هو في سائر الأسماء، و إلا فليس في القرآن شاهد يدل على ما قالوه، وليس في القرآن اسم مبهم مبني في موضع نصب أو خفض إلا هذا، ولفظه‏:‏ ‏{‏هَذَانِ‏}‏، فهذا ‏. نقل ثابت متواتر لفظاً ورسماً.أهـ
القول الثاني : أن (إنَّ)المشددة بهذا الموضع بمعنى ( نعم) ‏ و ‏"‏ لسحرن ‏"‏ خبر مبتدأ محذوف واللام داخلة على الجملة تقديره‏:‏ لهما ساحران؟
كما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال في خطبته: «إن الحمد لله» فرفع الحمد وقال ابن الزبير إن وراكبها حين قال له الرجل فأبعد الله ناقة حملتني إليك.
وقال عبد الله بن قيس الرقيات :
بكى العواذل في الصبا ... ح يلمنني وألومُهُنّة
ويَقلْن شَيْبٌ قد عَلا... كَ وقد كَبِرْتَ فقلتُ إنَّهْ
أي: فقلت: نَعَمْ.
حكى هذا القول الكسائي عن عاصم ،وحكاه الزجج و المبرد وعلي بن سليمان ،ومحمد بن يزيد وإسماعيل بن إسحاق القاضي وغيرهم من أهل التفسير
اعترض على هذا القول بعض النحاة منهم ابن الحاجب والعبكري والنحاس والسمين الحلبي وغيرهم
اُعترض على هذا القول من وجهين، أحدهما: عدمُ ثبوتِ «إنَّ» بمعنى نعم،
قال ابن الحاجب في "الأمالي": "إنْ" بمعنى "نعم": شاذ
وما أورد من استشهادات مُؤَوَّلٌة: أمَّا البيتُ فإنّ الهاءَ اسمُها، والخبرَ محذوفٌ لفهمِ المعنى تقديرُه: إنه كذلك.
وأمَّا قولُ ابنِ الزبير فذلك مِنْ حَذْفِ المعطوفِ عليه وإبقاءِ المعطوف وحَذْفِ خبر «إنَّ»للدلالةِ عليه، تقديره: إنَّها وصاحَبها ملعونان، وفيه تكلُّفٌ لا يَخْفَى ، قاله السمين الحلبي
والثاني: دخولُ اللامِ على خبرِ المبتدأ غيرِ المؤكَّد ب «إنَّ» المكسورةِ، لأَنَّ مثلَه لا يقعُ إلاَّ ضرورةً كقولِه: - أمُّ الحُلَيْسِ لَعَجُوْزٌ شَهْرَبَهْ... تَرْضَى من اللحمِ بعظمِ الرَّقَبَهْ وقد يُجاب عنه: بأنَّ «لَساحِران» يجوزُ أَنْ يكونَ خبرَ مبتدأ محذوفٍ دَخَلَتْ عليه هذه ، تقديرُه: لهما ساحران.
قال الزجاج: والذي عندي، وكنتُ عرضتُه على عالمنا محمد بن يزيد، وعلى إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن زيد، فقبلاه، وذكرا أنه أجود ما سمعناه في هذا، وهو أن «إِنَّ» قد وقعت موقع «نعم» ، والمعنى: نعم هذان لهما الساحران.
قال المهدوي : وأنكره أبو علي وأبو الفتح بن جني .قال أبو الفتح : " هما " المحذوف لم يحذف إلا بعد أن عرف , وإذا كان معروفا فقد استغني بمعرفته عن تأكيده باللام , ويقبح أن تحذف المؤكد وتترك المؤكد.
القول الثالث: في « إن » هاء مضمرة تقديرها إنّه هذان لساحران ، كَمَا تَقول إِنَّه زيد منطلق
التقديرُ: إنَّه، أي: الأمرُ والشأنُ.
قاله متقدمي النحويين
واعترض على هذا القول.
قال السمين الحلبي :
وقد ضُعِّفَ هذا بوجهين، أحدهما: حَذْفُ اسمِ «إن» ، وهو غيرُ جائزٍ إلاَّ في شعرٍ، بشرطِ أَنْ لا تباشرَ «إنَّ» فعلاً كقولِه: - إنَّ مَنْ يَدْخُلِ الكنيسةَ يوماً... يَلْقَ فيها جَآذراً وظِباءَ / والثاني: دخولُ اللام في الخبرِ.
وقد أجابَ الزجَّاج بأنها داخلةٌ على مبتدأ محذوفٍ تقديرُه: لهما ساحران.
وهذا قد استحسنه شيخُه المبردُ، أعني جوابَه بذلك.
القول الرابع : الألف في «هذان» دعامة وليست بمجلوبة للتثنية هي ألف «هذا» والنون فرَّقتْ بين الواحد والتثنية، كما فرقت نون «الذين» بين الواحد والجمع ، وكنانة يقولون " اللّذون"
قاله الفراء
القول الخامس : : أنَّ اسمَها ضميرُ القصةِ وهو «ها» التي قبل «ذان» وليست ب «ها» التي للتنبيهِ الداخلةِ على أسماءِ الإِشارةِ، والتقدير: إنَّ القصةَ ذانِ لساحران.
وقد رَدُّوا هذا من وجهين، أحدهما: من جهةِ الخَطِّ، وهو أنه لو كان كذلك لكان ينبغي أن تُكتبَ «إنها» فيصِلوا الضميرَ بالحرفِ قبلَه كقوله تعالى: { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار} [الحج: 46] فكَتْبُهم إياها مفصولةً من «إنَّ» متصلةً باسمِ الإِشارة يمنع كونَها ضميراً، وهو واضح.
الثاني: أنَّه يؤدِّي إلى دخولِ لامِ الابتداءِ في الخبرِ غيرِ المنسوخِ.
وقد يُجاب عنه بما تقدَّم.
القول السادس: وقيل: شبّهت الألف في قولك: هذان بالألف في يفعلان، فلم تغير.ذكره أبوجعفر النحاس
القول السابع: أن هذا ممّا لَحَنَ فيه الكاتبُ وأُقيم بالصواب.
روي عن عائشة رضي الله عنها وأبو بكر،وعثمان رضي لله عنهم
روى عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت عن قوله تعالى " لكن الراسخون في العلم " ثم قال : " والمقيمين " وفي " المائدة " " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون " [ المائدة : 69 ] و " إن هذان لساحران " فقالت يا ابن أختي ! هذا خطأ من الكاتب .وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه : في المصحف لحن وستقيمه العرب بألسنتهم .وقال أبان بن عثمان : قرأت هذه الآية عند أبي عثمان بن عفان , فقال لحن وخطأ ; فقال له قائل : ألا تغيروه ؟ فقال : دعوه فإنه لا يحرم حلالا ولا يحلل حراما .
واعترض على هذا القول
قال الزجاج في قوله‏:‏ ‏{‏وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ‏}‏‏:‏ قول من قال‏:‏ إنه خطأ بعيد جداً، لأن الذين جمعوا القرآن هم أهل اللغة والقدوة، فكيف يتركون شيئاً يصلحه غيرهم، فلا ينبغي أن ينسب هذا إليهم.
وقال ابن الأنباري‏:‏ حديث عثمان لا يصح؛ لأنه غير متصل ومحال أن يؤخر عثمان شيئا ليصلحه من بعده. ذكره ابن الجوزي وابن تيمية
وذكر عبد الرزاق المهدي محقق تفسير زادالمسير أن في رواية أبي معاوية عن هشام اضطراب إلى عائشة .قال : ويحمل هذا على اجتهاد عائشة رضي الله عنها والجمهور على خلاف ذلك وهذا إن ثبت عنها.
وذكر تخريج الرويات عن عثمان ثم قال : وهذه الروايات جميعا واهية لا تقومبها حجة .
وقال ابن تيمية : ومن زعم أن الكاتب غلط فهو الغالط غلطاً منكراً، كما قد بُسِطَ في غير هذا الموضع، فإن المصحف منقول بالتواتر، وقد كتبت عدة مصاحف، وكلها مكتوبة بالألف، فكيف يتصور في هذا غلط‏.‏
وأيضاً، فإن القراء إنما قرؤوا بما سمعوه من غيرهم، والمسلمون كانوا يقرؤون ‏(‏سورة طه‏)‏، على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وهي من أول ما نزل من القرآن، قال ابن مسعود‏:‏ بنو إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء من العِتَاق الأُوَل، وهُنَّ من تِلادي‏
‏‏‏ رواه البخاري عنه‏.‏
الدراسة والترجيح:
وبعد دراسة الأقوال السابقة والمآخذ عليها تبين أن القول الرابع قول الفراء لم يتعرض له بنقد وكذلك القول السادس وهو أن الألف شبهت ألف فعلان .وهما اللذان رجحهما ابن تيمية رحمه الله بعد أن بين أن سبب الإشكال في إعراب (إن هذاه لساحران) ‏:‏ أن الاسم المثني يعرب في حال النصب والخفض بالياء، وفي حال الرفع بالألف، وهذا متواتر من لغة العرب ‏:‏ لغة القرآن وغيرها في الأسماء المبنية ، فظن النحاة أن الأسماء المبهمة المبنية مثل هذين واللذين تجري هذا المجري، وأن المبني في حال الرفع يكون بالألف، ومن هنا نشأ الإشكال.فبين غلط ذلك بالنقل فذكر شواهد على ذلكمن القرآن وأنه وصل إلينا متواترا لفظا وخطا . ثم أثبته قياسا فقال : وأما العقل والقياس فقد تَفَطَّنَ للفرق غير واحد من حُذَّاقِ النحاةِ، فحكي ابن الأنباري وغيره عن الفراء قال‏:‏ ألف التثنية في ‏(‏هذان‏)‏ هي ألف هذا، والنون فرقت بين الواحد والاثنين، كما فرقت بين الواحد والجمع نون الذين، وحكاه المهدوي وغيره عن الفراء. وقال بعض الكوفيين‏:‏ الألف في هذا مشبهة يفعلان، فلم تغير كما لم تغير‏.‏اهـ وهذا هوالقول الرابع والسادس
ثمذكر قولا للجرجاني : وقال الجرجاني‏‏:‏ لما كان اسماً على حرفين أحدهما حرف مد ولين، وهو كالحركة، ووجب حذف إحدي الألفين في التثنية لم يحسن حذف الأولي؛ لئلا يبقي الاسم على حرف واحد، فحذف علم التثنية، وكان النون يدل على التثنية، ولم يكن لتغيير النون الأصلية الألف وجه، فثبت في كل حال كما يثبت في الواحد‏.‏
قال المهدوي‏:‏ وسأل إسماعيل القاضي ابن كيسان عن هذه المسألة فقال‏:‏ لما لم يظهر في المبهم إعراب في الواحد ولا في الجمع، جرت التثنية على ذلك مجري الواحد، إذ التثنية يجب ألا تغير، فقال إسماعيل‏:‏ ما أحسن ما قلت لو تقدمك أحد بالقول فيه حتى يؤنس به‏.
‏‏ فقال له ابن كيسان‏:‏فليقل القاضي حتى يؤنس به، فتبسم ‏!‏‏!‏
قلت‏:‏ بل تقدمه الفراء وغيره، والفراء في الكوفيين مثل سيبويه في البصريين، لكن إسماعيل كان اعتماده على نحو البصريين، والمبرد كان خصيصاً به‏.أهـ
وبهذا يتبين والله أعلم : أن إعراب هذان :مبني يلحق مثناه بمفرده وبمجموعه ،لا بمثنى غيره ،
قال ابن تيمية: أسماء الإشارة لم تفرق لا في واحده،ولا في جمعه بين حال الرفع والنصب والخفض،فكذلك في تثنيته، بل قالوا‏:‏قام هذا وأكرمت هذا، ومررت بهذا، وكذلك هؤلاء في الجمع، فكذلك المثني، قال هذان، وأكرمت هذان، ومررت بهذان، فهذا هو القياس فيه أن يلحق مثناه بمفرده وبمجموعه، لا يلحق بمثني غيره الذي هو أيضاً معتبر بمفرده ومجموعه‏.‏اهـ
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
اعتذر عن التأخير والتقصير لدقة المسألة وقلة الزاد

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 4 ربيع الأول 1439هـ/22-11-2017م, 04:24 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

معنى "ضريع" في قول الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع}


📌القول الأول : الضريع : شجر من نار. قاله ابن عباس، وابن زيد فرق بين الدنيا والآخرة ففي الدني الشوك اليابس وفي الآخرة شجر من نار. .
التخريج:
رواه الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ومن طريق يونس عن ابن زيد.

📌القول الثاني: الضريع : الشبرق. قاله قتادة وعكرمة ومجاهد وعطاء وكذلك الفراء وأبو عبيدة واليزيدي وابن قتيبة والزجاج.
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ : وَيُقالُ: الضَّرِيعُ نَبْتٌ يُقالُ لَهُ الشِّبْرِقُ يُسَمِّيهِ أهْلُ الْحِجَازِ الضَّرِيعَ إذَا يَبِسَ وَهُوَ سَمٌّ
التخريج: رواه عبالرزاق الصنعاني عن معمر عن قتادة ، ورواه الطبري عن عكرمة ومجاهد. ورواه مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ في جزء تفسير عطاء.
قال ابن جزي وهذا أرجح الأقوال و لأن أرباب اللغة ذكروه ولأن النبي ﷺ قال: الضريع شوك في النار

📌 القول الثالث: الحجارة . قاله سعيد بن جبير.
التخريج: رواه الطبري عن سعيد بن جبير. ورواه عنه مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ

📌 القول الرابع : الزقوم. ذكره ابن عطية عن الحسن. وقال؛ لِأنَّ اللهَ تَعالى قَدْ أخْبَرَ في هَذِهِ الآيَةِ أنَّ الكُفّارَ لا طَعامَ لَهم إلّا مِن ضَرِيعٍ، وقَدْ أخْبَرَ أنَّ الزَقُّومَ طَعامُ الأثِيمِ، فَذَلِكَ يَقْتَضِي أنَّ الضَرِيعَ هو الزَقُّومُ

📌القول الخامس: قال عِكْرِمَةُ: وَهُوَ شَجَرَةٌ ذَاتُ شَوْكٍ لَاطِئَةٌ بِالْأَرْضِ. ذكره عنه ابن كثير.

📌القول السادس: وَالضَّرِيعُ : نَبَاتٌ أَخْضَرُ مُنْتِنٌ خَفِيفٌ يَرْمِي بِهِ الْبَحْرُ وَلَهُ جَوْفٌ، ذكره ابن منظور.

الترجيح :
وقال القرطبيُّ: والأظهر أنه شجر ذو شوك حسب ما هو في الدنيا. ورجحه الطبري وابن جزي كذلك ، وبه قال كثير من علماء السلف واللغة.
قال القتيبيُّ: ويجوز أن يكون الضريع، وشجرة الزقوم: نبتين من النار، أو من جوهر لا تأكله النَّار، وكذلك سلاسل النار، وأغلالها وحياتها وعقاربها ولو كانت على ما نعلم لما بقيت على النار وإنما دلَّنا الله على الغائب عند الحاضر عندنا، فالأسماء متفقة الدلالة والمعاني مختلفة، وكذلك ما في الجنة من شجرها وفرشها.
وزعم بعضهم: أنَّ الضريع: ليس بنبت في النار، ولا أنهم يأكلونه؛ لأن الضريع من أقوات الأنعام، لا من أقوات الناس، وإذا وقعت الإبل فيه لم تشبع، وهلكوا هزلاً، فأراد أن هؤلاء يقتاتون بما لا يشبعهم، وضرب الضريع له مثلاً.
والمعنى أنهم يعذبون بالجوع كما يعذب من قوته الضريع.
قال ابنُ كيسان: وهو طعام يضرعونه عنده، ويذلون، ويتضرعونه منه إلى الله تعالى، طلباً للخلاص منه، فسمي بذلك؛ لأن آكله يتضرع في أن يعفى منه للكراهة وخشونته.
قال أبو جعفر النحاس: قد يكون مشتقاً من الضارع، وهو الذليل، أي: ذو ضراعة، أي: من شربه ذليل تلحقه ضراعة



من أسباب الاختلاف في معناه هو الخلاف في الاشتقاق :
واشتقاقه عند بعضهم من المضارعة، بمعنى المشابهة لأنه يشبه الطعام الطيب وليس به، وقيل: هو بمعنى مضرع للبدن أي مضعف ومِنهُ قَوْلُ النَبِيِّ ﷺ في ولَدىْ جَعْفَرِ بْنِ أبِي طالِبٍ عنهُمْ: « "ما لِي أراهُما ضارِعَيْنِ" ؟» يُرِيدُ هَزِيلَيْن. ذكره ابن عطية.

-ماذكر في سبب النزول:
{لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ (6) لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوعٍ}؛ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ قَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّ إِبِلَنَا لَتَسْمَنُ عَلَى الضَّرِيعِ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} وَكَذَبُوا فَإِنَّ الإِبَلَ إِنَّمَا تَرْعَاهُ إِذَا كَانَ رَطْبًا فَإِذَا يَبِسَ فَلاَ تَأْكَلُهُ، وَرَطْبُهُ يُسَمَّى شِبْرِقًا بِالْكَسْرِ لاَ ضَرِيعًا، فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ قِيلَ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ} وَفِي الْحَاقَّةِ: {وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ}؟ قُلْتُ: الْعَذَابُ أَلْوَانٌ وَالْمُعَذَّبُونَ طَبَقَاتٌ، فَمِنْهُمْ أَكَلَةُ الزَّقُّومِ، وَمِنْهُمْ أَكَلَةُ الْغِسْلِينِ، وَمِنْهُمْ أَكَلَةُ الضَّرِيعِ. عمدة القاري.


.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 5 ربيع الأول 1439هـ/23-11-2017م, 09:13 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

تحرير أقوال المفسرين في معنى "الضريع" في قول الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع}
اختلف العلماء على معنى الضريع على أقوال :
القول الاول :نبات شوكي يابس نتن .
وهذا القول ذكره جمع غفير من علماء السلف واللغة، منهم : الخليل أحمد ، والفراء وأبوعبيد ، والشيباني ، وابن قتيبة والبخاري والطبري والزجاج والبغدادي والأزهري وابن زمنين ومكب بن أبي طالب ، والماوردي والبغوي والزمخشري وابن عطية والقرطبي وابن منظور والطيبي وابن كثير والفيروزآبادي والسيوطي .

وهناك من قال بالسلاء وهو أيضا تعني الشوك ، قاله أبو الجوزاء ،وذكره الماوردي .
-وجدت عند الماوردي بلفظ ( السلم ) ، ووجدت عند السيوطي بلفظ ( السلاء )
-ذكر السيوطي عن أن القول أخرجه ابن أبي حاتم ، ولم أجده في تفسير أبو حاتم .
-وأما الحديث الذي أخرجه الترمذي ، فقد ذكر ابن رجب أن الحديث موقوف على أبي الدرداء .
التخريج :رواه أبو شيبة ، والسيوطي

قال ابن شيبة في مصنفه : حدثنا عفان قال : حدثنا سعيد بن زيد قال : حدثنا عمرو بن مالك قال : سمعت أبا الجوزاء يقول : { ليس لهم طعام إلا من ضريع } السلم كيف يسمن من يأكل الشوك .
روى ابن رجب الحنبلي : عن أبي الحواري قال: الضريع: السلى شوك النخل، وكيف يسمن شوك النخل . وخرج الترمذي من حديث أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يلقى على أهل [ ص: 503 ] النار الجوع، فيعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون، فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع، فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذي غصة، فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب، فيستغيثون بالشراب، فيدفع إليهم الحميم كلاليب الحديد، فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم، فإذا وصلت بطونهم قطعت ما في بطونهم . . " وذكر بقية الحديث
وقال السيوطي : أَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن أبي الجَوْزَاءِ قال: الضَّرِيعُ: السُّلاءُ، وهو الشَّوْكُ، وكيفَ يَسْمَنُ مَنْ كَانَ طَعَامُهُ الشَّوكَ؟


واختلفوا في اسمه :
1) فقيل هو الشبرق :وهذا القول قاله قول ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ،وقتادة ،وشريك بن عبد الله، وعطاء الخرساني ،والخليل أحمد ، والفراء ،وأبو عبيد ،واليزيدي ، والسكري ، وابن قتيبة ،والزجاج ، وذكره ابن جرير، وابن أبي زمنين ، و الماوردي والبغوي، والزمخشري ،وابن عطية ، وابن كثير ، والقرطبي ، والسيوطي

ما ذكره السيوطي عن تخريج ابن المنذر لم أجده ، فلعل هناك أجزاء مفقودة من تفسير ابن المنذر .
التخريج :
وقول ابن عباس رواه ابن جرير وعبد الحميد ،
وأما قول عكرمة فرواه ابن جرير وأبو حاتم ،وابن المنذر .
وأماقول مجاهد رواه مجاهد في تفسيره ، وهناد السري من طريق ليث ، ورواه ابن جرير أيضا كذلك ، ورواه ابن جرير من طريق ابن أبي نجيح ، ورواه أبو حاتم .
وأما قول قتادة رواه عبد الرزاق في تفسيره وابن جرير وابوحاتم .


قال الفراء : وهو نبت يقال له: الشّبرق، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، وهو سم)
قال أبو عبيد : ({إلاّ من ضريعٍ} الضريع عند العرب الشبرق شجر)
قال الصنعاني : عن معمر، عن قتادة، في قوله: {إلا من ضريع}؛ قال: هو الشبرق).
-وقال هناد السري في الزهد : حدثنا وكيع , عن سفيان , عن ليث , عن مجاهد : { ليس لهم طعام إلا من ضريع } قال : الشبرق
وقال أبو سعيد السكري : (الضريع) يابس العشرق، وقالوا: الشبرق).
فيما رواه ابن ابن جرير :
حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ}؛ قالَ: الضريعُ: الشبرقُ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عبيدٍ المحاربيُّ، قالَ: ثنا عبَّادُ بنُ يعقوبَ الأسديُّ، قالَ محمَّدٌ: ثنا، وقالَ عبَّادٌ: أخبرنا محمَّدُ بنُ سليمانَ، عن عبدِ الرَّحْمنِ الأصبهانيِّ، عن عكرمةَ في قولِهِ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ}؛ قالَ: الشِّبْرِقُ.
- حدَّثني يعقوبُ، قالَ: ثنا إسماعيلُ ابنُ عُليَّةَ، عن أبي رجاءٍ، قالَ: ثني نجدةُ، رجلٌ من عبدِ القيسِ، عن عكرمةَ، في قولِهِ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ}؛ قالَ: هي شجرةٌ ذاتُ شوكٍ، لاطئةٌ بالأرضِ، فإذا كانَ الربيعُ سمَّتْها قريشٌ الشبرقَ، فإذا هاجَ العودُ سمَّتْها الضريعَ.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ، قالَ: ثنا عبدُ الرَّحْمنِ، قالَ: ثنا سفيانُ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ} قالَ: الشبرقُ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، مثلَهُ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قولَهُ: {ضَرِيعٍ}؛ قالَ: الشبرقُ اليابسُ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ:{إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ}؛ قالَ: هو الشبرقُ إذا يَبِسَ يُسمَّى الضريعَ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قولَهُ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ}؛ يقولُ: من شرِّ الطعامِ، وأبشعِهِ وأخبثِهِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عبيدٍ، قالَ: ثنا شريكُ بنُ عبدِ اللَّهِ، في قولِهِ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ}؛ قالَ: الشِّبْرِقُ.
قال ابن أبي زمنين : ليس لهم طعام إلا من ضريع قال الكلبي نبت ينبت في الربيع فإذا كان في الصيف يبس فاسمه إذا كان عليه ورقه شبرق وإذا تساقط ورقه فهو الضريع فالإبل تأكله أخضر فإذا يبس لم تذقه.
وقال الزمخشري والطيبي :ا لضريع يبيس الشبرق، وهو جنس من الشوك ترعاه الإبل ما دام رطباً، فإذا يبس تحامته الإبل وهو سم قاتل قال أبو ذؤيب:
رَعَى الشِّبْرِقَ الرَّيَّانَ حَتَّى إذَا ذَوَى *** وَعَادَ ضَرِيعاً بَانَ عَنْهُ النَّحَائِصُ
وقال:
وَحُبِسَ فِي هَزْمِ الضِّرِيعِ فَكُلْهَا *** حَدْبَاءُ دَامِيَةُ الْيَدَيْنِ حَرُودُ
فإن قلت: كيف قيل {لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ} وفي الحاقة {ولا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ} [الحاقة: 36] قلت: العذاب ألوان، والمعذبون طبقات؛ فمنهم أكلة الزقوم ومنهم أكلة الغسلين، ومنهم أكلة الضريع: لكل باب منهم جزء مقسوم {لاَّ يُسْمِنُ} مرفوع المحل أو مجروره على وصف طعام. أو ضريع، يعني: أنّ طعامهم من شيء ليس من مطاعم الإنس، وإنما هو شوك والشوك مما ترعاه الإبل وتتولع به. وهذا نوع منه تنفر عنه ولا تقربه. ومنفعتا الغذاء منتفيتان عنه: وهما إماطة الجوع، وإفادة القوّة والسمن في البدن. أو أريد: أن لا طعام لهم أصلاً: لأن الضريع ليس بطعام للبهائم فضلاً عن الإنس؛ لأن الطعام ما أشبع أو أسمن، وهو منهما بمعزل كما تقول ليس لفلان ظل إلا الشمس، تريد: نفي الظل على التوكيد. وقيل: قالت كفار قريش: إن الضريع لتسمن عليه إبلنا فنزلت {لاَّ يُسْمِنُ} فلا يخلوا إما أن يتكذبوا ويتعنتوا بذلك وهو الظاهر، فيردّ قولهم بنفي السمن والشبع. وإما أن يصدقوا فيكون المعنى: أن طعامهم من ضريع ليس من جنس ضريعكم، إنما هو من ضريع غير مسمن ولا مغن من جوع.
وروى أبو حاتم : عَنْ عِكْرَمَةَ ، رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ : " عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ سورة الغاشية آية 3 ، قَالَ : عَامِلَةٌ فِي الدُّنْيَا بِالْمَعَاصِي ، تَنْصَبُ فِي النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلا مِنْ ضَرِيعٍ سورة الغاشية آية 6 ، قَالَ : الشِّبْرَقُ " .
وروى أبو حاتم أيضا : عَنْ مُجَاهِدٍ ، رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ : " مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ سورة الغاشية آية 5 ، قَالَ : قَدْ بَلَغَتْ إِنَاهَا وَحَانَ شُرْبُهَا شُرْبُهَا ، وَفِي قَوْلِهِ : إِلا مِنْ ضَرِيعٍ سورة الغاشية آية 6 ، قَالَ : الشِّبْرَقُ الْيَابِسُ "
وقال ابن عاشور : الضريع : يابس الشِّبْرِق ( بكسر الشين المعجمة وسكون الموحدة وكسر الراء ) وهو نبت ذو شَوك إذا كان رطباً فإذا يبس سمي ضَريعاً وحينئذ يصير مسموماً وهو مرعى للإِبل ولحُمُر الوحش إذا كان رطباً ، فما يعذب بأهل النار بأكله شبه بالضريع في سوء طعمه وسوء مَغبته.

2) وقيل هو الزقوم : هذا القول قاله الحسن وذكره مكي بن أبي طالب وابن عطية .
قال ابن عطية : قال الكلبي : الضريع في درجة ليس فيها غيره ، والزقوم في درجة أخرى . ويجوز أن تحمل الآيتان على حالتين كما قال : يطوفون بينها وبين حميم آن.
3) وقيل هو العوسج : وهذا القول قاله ابن الأعرابي و البغدادي وذكره الأزهري .
قال البغدادي : والضريع العوسج الرطب، وهو نبات في النار، شبيه العوسج.
4) وقيل هو نبات أخضر نتن يرمي به البحر :
وهذا قول ابن منظور ،
5) وقيل هو العرفج ، وهذا القول قاله الأسلمي ، وذكره الشيباني و ابن عطية .
التخريج :
قال الأسلمي في كتاب الجيم : الضَّرِيع، ضَرِيع العرفج: إذا لم يكن فيه نبات ولم يمت.

القول الثاني : الحجر من النار
القائلون به : ، سعيد بن جبير ، وذكره ابن جرير والسيوطي

-ذكره السيوطي أن هذا القول أخرجه أبو حاتم ولم أجده في تفسير أبي حاتم للسورة .
-وما ذكره السيوطي أيضا عن تخريج ابن المنذر لم أجده ، فلعل أن هناك أجزاء مفقودة .
التخريج :رواه بن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم

روى ابن جرير في تفسيره : حدَّثنا أبو كريبٍ، قالَ: ثنا ابنُ يمانٍ، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، في قولِهِ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ}؛ قالَ: الحجارةُ.

القول الثالث :واد في جهنم .
وهذا القول ذكره ابن عطية والقرطبي والأندلسي والشوكاني .
وهو قول لايعرف قائله ولم أجد له أصل .
القول الرابع : الجلدة التي على العظم تحت اللّحم.

قاله الليث ، وذكره الأزهري ابن عطية وابن منظور والفيروز آبادي .

-لايعرف ابن عطية من قال بهذا القول لكنه ضعفه .
التخريج :
قال الأزهري : قال الليث: يقال للجِلدة التي على العظم تحت اللحم من الضَّلَع: هى الضريع.
قال ابن عطية : قيل: الضّريع: الجلدة التي على العظم تحت اللّحم. ولا أعرف من تأوّل الآية بهذا.

القول الخامس : الشراب الرقيق .
وذكره الفيروز آبادي .
وهو قول تفرد به الفيروز آبادي ، ولم أجد من علماء اللغة ذكر ذلك .
فقال الفيروز آبادي : ( والضريع: الشراب الرّقيق.)


الدراسة :

الراجح هو القول الأول أنه النبات وهو الذي عليه أكثر المفسرين وعلماء اللغة .
وقد روي عن ابن عبّاس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «الضريع شيء يكون في النار شبه الشوك، أمرّ من الصبر وأنتن من الجيفة وأشدّ حرّا من النار»، وهذا الحديث ضعيف في سنده واه ، ذكره السيوطي .
وأكثر المفسرين وعلماء اللغة أيضا على أنه الشبرق ، ورجح ابن عطية أنه الزقوم مستدلا بقوله تعالى : ( إن شجرة الزقوم طعام الأثيم )
والجمع بين القولين :
ما قال ابن عطية : قال الكلبي : الضريع في درجة ليس فيها غيره ، والزقوم في درجة أخرى . ويجوز أن تحمل الآيتان على حالتين كما قال : يطوفون بينها وبين حميم آن.

وقال أبو حيان الأندلسي : والضريع إن كان الغسلين والزقوم ، فظاهر ولا يتنافى الحصر في ( إلا من غسلين ) و ( إلا من ضريع ) . وإن كانت أغيارا مختلفة ، والجمع بأن الزقوم لطائفة ، والغسلين لطائفة ، والضريع لطائفة .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 12 ربيع الأول 1439هـ/30-11-2017م, 01:22 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

المثال الثاني:
تحريرمعنى الحفدة في قول لله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}
اختلف أهل التأويل في معنى الحفدة ووجه تسميتهم بهذا الأسم على أقوال :
القول الأول:أنَّهُمُ الأصْهارُ، أخْتانُ الرَّجُلِ عَلى بَناتِهِ.
القائلون به : بن مسعود وابن عباس و سعيد بن جبير و عبد الله بن زر بن حبيش و محمد بن الحسن وأبو الضحى و وإبراهيم النخعي ،والفراء،ويحيي اليزيدي،،وابن قتيبةوابن جرير ،وابن أبي حاتم ،والثعلبي ،ومكي بن أبي طالب،والماوردي، وابن الجوزي،وابن كثير ،والسيوطي وابن منظور.
التخريج :
قول بن مسعود : رواه ابن جرير عن طريق الحسن ابن يحيي ،والمثنى ،والحجاج ،وغيرهم من طرق متعددة،ومكي ابن أبي طالب .
وقول بن عباس :رواه ابن جرير عن طريق المثنى ووكيع ،عن معاوية ،عن علي
قول عبد الله بن زر بن حبيش :رواه ابن جرير عن طريق أبو كريب وابن وكيع
وعاصم بن بهدلة.
وقول أبو الضحى :رواه ابن جرير عن طريق يحي بن سعيد القطان عن الأعمش .
وقول إبراهيم النخعي :رواه ابن جرير عن طريق هشيم ،وابن حميد عن المغيرة.
وقول سعيد بن جبير :روه ابن جرير عن أحمد ابن اسحاق عن عطاء بن السائب ،
قال السمين الحلبي :
أنه منصوبٌ بـ " جَعَلَ " مقدرةً، وهذا عند مَنْ يُفَسِّر الحَفَدة بالأعوان والأَصْهار، وإنما احتيج إلى تقدير " جَعَلَ " لأنَّ " جَعَلَ " الأولى مقيدةٌ بالأزواج، والأعوانُ والأصهارُ ليسوا من الأزواج.
القول الثاني : أنَّهُمُ الخَدَمُ،وأعوان الرجل وأنصاره.
القائلون به:بن عباس ،وابي مالك الأنصاري والحسن وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك وطاوس والسدي، ،الفراء،ويحيي اليزيدي، وابن قتيبة،ابن أبي شيبة ،وابن جرير ،وابن المنذر ،وابن أبي حاتم،وابن أبي زمنين ،والثعلبي ،ومكي بن أبي طالب ،والماوردي،وابن الجوزي،،وأبو عبيدةوالخليل بن أحمد ،والأزهري ،وابن كثير ،والسيوطي، وابن منظور.
قال مكي ابن أبي طالب :والحفدة: جمع حافد كفاسق وفسقة، والحافد في كلام العرب المتخفف في الخدمة والعمل ومنه قولهم، وإليك نسعى ونحفد، أي: نسرع في العمل بطاعتك.
التخريج:
قول بن عباس: رواه ابن جرير عن طريق سليم بن قتيبة عن الأسدي عن أبي حمزة.
وقول أبي مالك الأنصاري :رواه ابن جرير عن طريق وكيع عن إسرائيل عن السدي.
وقول الحسن البصري :رواه ابن جرير عن طريق المثنى عن هشيم عن المنصور .
وقول عكرمة :رواه ابن جرير عن طريق وكيع عن سفيان عن حصين وعن الحكم ابن أبان والمثنى .
وقول مجاهد : رواه ابن جرير عن طريق المنى عن شبل عن أبي نجيح ،وطريق وكيع عن شعبة عن أبي بشر .
وقول قتادة :رواه ابن جرير عن طريق بشر عن يزيدعن سعيد .
وقول طاوس :رواه ابن جرير عن طريق ابن بشار عن عبد الرحمن عن زمعة .
وقول الضحاك :رواه ابن جرير عن طريق الحسين ابن فرج عن عبيد بن سليمان.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي بكر، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: بنوك حين يحفدونك ويرفدونك ويعينونك ويخدمونك، قال حميد:
حَفَدَ الوَلائِدُ حَوْلَهُنَّ وأُسْلِمَتْ ... بأكُفِّهِنَّ أزِمَّةُ الأجْمال
قال السمين الحلبي:
أنه مِنْ عطفِ الصفاتِ لشيءٍ واحدٍ، أي: جَعَلَ لكم بنينَ خَدَماً، والحَفَدَةُ: الخَدَمُ.
القول الثالث : أنَّهم بَنُو امْرَأةِ الرَّجُلِ مِن غَيْرِهِ.
القائلون به:ابن عباس و ابن زيد ،وابن جرير ،وابن أبي حاتم والثعلبي ،ومكب بن أبي طالب،والماوردي،وابن الجوزي ،وابن كثير والسيوطي ،وابن منظور.
التخريج:
قول بن عباس :رواه ابن جرير عن طريق محمد بن سعد عن أبيه عن أبيه ،ورواه الثعلبي في رواية العوفي وهو ضعيف .
قول ابن زيد :رواه الثعلبي عن ابن زيد،
القول الرابع: أنَّهُمْ أولاد الرجل وأولاد أولاده ،وقيل أنهم البنات.
القائلون به:بن عباس ،و ابن زيد ،والحسن ، وقتادة ، ،عكرمة، وعطاء ،ومقاتل والكلبي ،وابن قتيبة،،وابن جرير ،وابن أبي حاتم،وابن أبي زمنين ،والثعلبي ،ومكي بن أبي طالب،والماوردي،وابن عطية ،وابن الجوزي ،والقرطبي، وابن كثير ،والسيوطي، وابن منظور.
- سمعت الضحاك يقول، في قوله ﴿بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ يعني: ولد الرجل يحفِدونه ويخدُمونه، وكانت العرب إنما تخدمهم أوّلادهم الذكور.
- حَكى الزَجاجُ أنَّ الحِفْدَةَ البَناتُ في قَوْلِ بَعْضِهِمْ، قالَ الزَهْراوِيُّ: لِأنَّهُنَّ خَدَمُ الأبَوَيْنِ، ولِأنَّ لَفْظَةَ "البَنِينَ" لا تَدُلُّ عَلَيْهِنَّ، ألا تَرى أنَّهُنَّ لَيْسَ في قَوْلِ اللهِ تَبارَكَ وتَعالى: ﴿المالُ والبَنُونَ زِينَةُ الحَياةِ الدُنْيا﴾ [الكهف: ٤٦]، وإنَّما الزِينَةُ في الذُكُورِ،ذكره ابن عطية
التخريج:
قول بن عباس : رواه ابن جرير عن طريق المثنى ،وابن بشار ،ووكيع عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد ابن جبير .
قول ابن زيد :رواه ابن جرير عن طريق يونس عن وهب .
قول الحسن: رواه ابن جرير عن محمد بن خالد عن سلمة عن أبي هلال.
قول عكرمة:رواه ابن جرير عن طريق المثنى عن سفيان عن حصين .
قول قتادة:رواه ابن جرير عن بشر عن يزيد عن سعيد.
قال الطاهر ابن عاشور :
قِأنَّهُ يَكْثُرُ أنْ يَخْدِمَ جَدَّهُ لِضَعْفِ الجَدِّ بِسَبَبِ الكِبَرِ، فَأنْعَمَ اللَّهُ عَلى الإنْسانِ بِحِفْظِ سِلْسِلَةِ نَسَبِهِ بِسَبَبِ ضَبْطِ الحَلْقَةِ الأُولى مِنها،وهِيَ كَوْنُ أبْنائِهِ مِن زَوْجِهِ ثُمَّ كَوْنُ أبْناءِ أبْنائِهِ مِن أزْواجِهِمْ، فانْضَبَطَتْ سِلْسِلَةُ الأنْسابِ بِهَذا النِّظامِ المُحْكَمِ البَدِيعِ.
قال السمين الحلبي :
أنه معطوفٌ على " بنين " بقيدِ كونِه من الأزواج، وفُسِّر هنا بأنه أولادُ الأولادِ.
الدراسة:
مما سبق يتبين لي أن معنى الحفدة يتعلق بمعنى {الواو } في قوله {بنين وحفدة} إذا كانت عاطفة أو استئنافية،وكلها معاني متقاربة يجمعها معنى محوري واحد وهو :"إحاطة بالشئ فيها لطف وخفة " فإذا قيل إن الحفدة الخدم والأعوان ،والبنات ،وأولاد الأولاد ،والأصهار ،وبنو المرأة من زوجها الأول نظروا في الكل إلى معنى السرعة وخفة الحركة في الخدمة [ المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم ]
قال ابن جرير الطبري:
وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنهم المسرعون في خدمة الرجل، المتخففون فيها، وكان الله تعالى ذكره أخبرنا أن مما أنعم به علينا أن جعل لنا حفدة تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الذين يصلحون للخدمة منا ومن غيرنا وأختاننا الذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا وخدمنا من مماليكنا إذا كانوا يحفدوننا، فيستحقون اسم حفدة، ولم يكن الله تعالى دلّ بظاهر تنزيله، ولا على لسان رسوله ﷺ؛ ولا بحجة عقل، على أنه عنى بذلك نوعا من الحفدة، دون نوع منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجه ذلك إلى خاص من الحفدة دون عام، إلا ما اجتمعت الأمة عليه أنه غير داخل فيهم. وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال التي ذكرنا عمن ذكرنا وجه في الصحة، ومَخْرج في التأويل. وإن كان أولى بالصواب من القول ما اخترنا، لما بيَّنا من الدليل.
-قال تعلب البغدادي :كل من أسرع في حاجتك، فهو حافد، قرابة كان أو غير قرابة،
-وقال العتبي: أصل الحفد: مداركة الخطر والإسراع في المشي.
- قيل: لكل من أسرع في الخدمة والعمل: حفدة، واحدهم حافد، ومنه يقال في دعاء الوتر: إليك نسعى ونحفد، أي نسرع إلى العمل بطاعتك.
الراجح :
بالنظر إلى معنى الإحاطة مع اللطف والخفة في المعنى المحوري نجد أن أقربها إلى هذا المعنى هم أولاد الأولاد – إذ ينشئون حول جدهم .ويقوى هذا ذكر الأزواج في الآية ،ويليه تفسير الحفدة بالبنات ثم الأصهار . والتفسيرات الأخرى تجوز لأنها مبنية على خفة الحركة مع الإحاطة لك دون لطف ،وما قاله الأزهري من أن الحفدة أولاد الأولاد هوظاهر القرآن بل نصه .[ المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم ] [ج1 ص469]
قال بن جرير الطبري:
والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله تعالى أخبر عباده معرفهم نعمه عليهم، فيما جعل لهم من الأزواج والبنين، فقال تعالى ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ فأعلمهم أنه جعل لهم من أزواجهم بنين وحفَدة، والحفَدة في كلام العرب: جمع حافد، كما الكذبة: جمع كاذب، والفسَقة: جمع فاسق. والحافد في كلامهم؛ هو المتخفِّف في الخدمة والعمل. والحَفْد: خفة العمل يقال: مرّ البعير يَحفِد حفَدَانا: إذا مرّ يُسرع في سيره. ومنه قولهم: "إليك نسعى ونحفِد": أي نسرع إلى العمل بطاعتك. يقال منه: حَفد له يحفد حفدا وحفودا وحفدانا ومنه قول الراعي:
كَلَّفْتُ مَجْهُولَهَا نُوقا يَمَانيَّةً ... إذا الحُدَاةُ على أكْسائها حَفَدُوا
قال السعدي :
يخبر تعالى عن منته العظيمة على عباده ، حيث جعل لهم أزوجاً ليسكنوا إليها ، وجعل لهم من أزواجهم أولاداً تقر بهم أعينهم ويخدمونهم ،ويقضون حوائجهم ،ينتفعون بهم من وجوه كثيرة .
المثال الثاني:
تحريرمعنى الحفدة في قول لله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}
اختلف أهل التأويل في معنى الحفدة ووجه تسميتهم بهذا الأسم على أقوال :
القول الأول:أنَّهُمُ الأصْهارُ، أخْتانُ الرَّجُلِ عَلى بَناتِهِ.
القائلون به : بن مسعود وابن عباس و سعيد بن جبير و عبد الله بن زر بن حبيش و محمد بن الحسن وأبو الضحى و وإبراهيم النخعي ،والفراء،ويحيي اليزيدي،،وابن قتيبةوابن جرير ،وابن أبي حاتم ،والثعلبي ،ومكي بن أبي طالب،والماوردي، وابن الجوزي،وابن كثير ،والسيوطي وابن منظور.
التخريج :
قول بن مسعود : رواه ابن جرير عن طريق الحسن ابن يحيي ،والمثنى ،والحجاج ،وغيرهم من طرق متعددة،ومكي ابن أبي طالب .
وقول بن عباس :رواه ابن جرير عن طريق المثنى ووكيع ،عن معاوية ،عن علي
قول عبد الله بن زر بن حبيش :رواه ابن جرير عن طريق أبو كريب وابن وكيع
وعاصم بن بهدلة.
وقول أبو الضحى :رواه ابن جرير عن طريق يحي بن سعيد القطان عن الأعمش .
وقول إبراهيم النخعي :رواه ابن جرير عن طريق هشيم ،وابن حميد عن المغيرة.
وقول سعيد بن جبير :روه ابن جرير عن أحمد ابن اسحاق عن عطاء بن السائب ،
قال السمين الحلبي :
أنه منصوبٌ بـ " جَعَلَ " مقدرةً، وهذا عند مَنْ يُفَسِّر الحَفَدة بالأعوان والأَصْهار، وإنما احتيج إلى تقدير " جَعَلَ " لأنَّ " جَعَلَ " الأولى مقيدةٌ بالأزواج، والأعوانُ والأصهارُ ليسوا من الأزواج.
القول الثاني : أنَّهُمُ الخَدَمُ،وأعوان الرجل وأنصاره.
القائلون به:بن عباس ،وابي مالك الأنصاري والحسن وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك وطاوس والسدي، ،الفراء،ويحيي اليزيدي، وابن قتيبة،ابن أبي شيبة ،وابن جرير ،وابن المنذر ،وابن أبي حاتم،وابن أبي زمنين ،والثعلبي ،ومكي بن أبي طالب ،والماوردي،وابن الجوزي،،وأبو عبيدةوالخليل بن أحمد ،والأزهري ،وابن كثير ،والسيوطي، وابن منظور.
قال مكي ابن أبي طالب :والحفدة: جمع حافد كفاسق وفسقة، والحافد في كلام العرب المتخفف في الخدمة والعمل ومنه قولهم، وإليك نسعى ونحفد، أي: نسرع في العمل بطاعتك.
التخريج:
قول بن عباس: رواه ابن جرير عن طريق سليم بن قتيبة عن الأسدي عن أبي حمزة.
وقول أبي مالك الأنصاري :رواه ابن جرير عن طريق وكيع عن إسرائيل عن السدي.
وقول الحسن البصري :رواه ابن جرير عن طريق المثنى عن هشيم عن المنصور .
وقول عكرمة :رواه ابن جرير عن طريق وكيع عن سفيان عن حصين وعن الحكم ابن أبان والمثنى .
وقول مجاهد : رواه ابن جرير عن طريق المنى عن شبل عن أبي نجيح ،وطريق وكيع عن شعبة عن أبي بشر .
وقول قتادة :رواه ابن جرير عن طريق بشر عن يزيدعن سعيد .
وقول طاوس :رواه ابن جرير عن طريق ابن بشار عن عبد الرحمن عن زمعة .
وقول الضحاك :رواه ابن جرير عن طريق الحسين ابن فرج عن عبيد بن سليمان.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي بكر، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: بنوك حين يحفدونك ويرفدونك ويعينونك ويخدمونك، قال حميد:
حَفَدَ الوَلائِدُ حَوْلَهُنَّ وأُسْلِمَتْ ... بأكُفِّهِنَّ أزِمَّةُ الأجْمال
قال السمين الحلبي:
أنه مِنْ عطفِ الصفاتِ لشيءٍ واحدٍ، أي: جَعَلَ لكم بنينَ خَدَماً، والحَفَدَةُ: الخَدَمُ.
القول الثالث : أنَّهم بَنُو امْرَأةِ الرَّجُلِ مِن غَيْرِهِ.
القائلون به:ابن عباس و ابن زيد ،وابن جرير ،وابن أبي حاتم والثعلبي ،ومكب بن أبي طالب،والماوردي،وابن الجوزي ،وابن كثير والسيوطي ،وابن منظور.
التخريج:
قول بن عباس :رواه ابن جرير عن طريق محمد بن سعد عن أبيه عن أبيه ،ورواه الثعلبي في رواية العوفي وهو ضعيف .
قول ابن زيد :رواه الثعلبي عن ابن زيد،
القول الرابع: أنَّهُمْ أولاد الرجل وأولاد أولاده ،وقيل أنهم البنات.
القائلون به:بن عباس ،و ابن زيد ،والحسن ، وقتادة ، ،عكرمة، وعطاء ،ومقاتل والكلبي ،وابن قتيبة،،وابن جرير ،وابن أبي حاتم،وابن أبي زمنين ،والثعلبي ،ومكي بن أبي طالب،والماوردي،وابن عطية ،وابن الجوزي ،والقرطبي، وابن كثير ،والسيوطي، وابن منظور.
- سمعت الضحاك يقول، في قوله ﴿بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ يعني: ولد الرجل يحفِدونه ويخدُمونه، وكانت العرب إنما تخدمهم أوّلادهم الذكور.
- حَكى الزَجاجُ أنَّ الحِفْدَةَ البَناتُ في قَوْلِ بَعْضِهِمْ، قالَ الزَهْراوِيُّ: لِأنَّهُنَّ خَدَمُ الأبَوَيْنِ، ولِأنَّ لَفْظَةَ "البَنِينَ" لا تَدُلُّ عَلَيْهِنَّ، ألا تَرى أنَّهُنَّ لَيْسَ في قَوْلِ اللهِ تَبارَكَ وتَعالى: ﴿المالُ والبَنُونَ زِينَةُ الحَياةِ الدُنْيا﴾ [الكهف: ٤٦]، وإنَّما الزِينَةُ في الذُكُورِ،ذكره ابن عطية
التخريج:
قول بن عباس : رواه ابن جرير عن طريق المثنى ،وابن بشار ،ووكيع عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد ابن جبير .
قول ابن زيد :رواه ابن جرير عن طريق يونس عن وهب .
قول الحسن: رواه ابن جرير عن محمد بن خالد عن سلمة عن أبي هلال.
قول عكرمة:رواه ابن جرير عن طريق المثنى عن سفيان عن حصين .
قول قتادة:رواه ابن جرير عن بشر عن يزيد عن سعيد.
قال الطاهر ابن عاشور :
قِأنَّهُ يَكْثُرُ أنْ يَخْدِمَ جَدَّهُ لِضَعْفِ الجَدِّ بِسَبَبِ الكِبَرِ، فَأنْعَمَ اللَّهُ عَلى الإنْسانِ بِحِفْظِ سِلْسِلَةِ نَسَبِهِ بِسَبَبِ ضَبْطِ الحَلْقَةِ الأُولى مِنها،وهِيَ كَوْنُ أبْنائِهِ مِن زَوْجِهِ ثُمَّ كَوْنُ أبْناءِ أبْنائِهِ مِن أزْواجِهِمْ، فانْضَبَطَتْ سِلْسِلَةُ الأنْسابِ بِهَذا النِّظامِ المُحْكَمِ البَدِيعِ.
قال السمين الحلبي :
أنه معطوفٌ على " بنين " بقيدِ كونِه من الأزواج، وفُسِّر هنا بأنه أولادُ الأولادِ.
الدراسة:
مما سبق يتبين لي أن معنى الحفدة يتعلق بمعنى {الواو } في قوله {بنين وحفدة} إذا كانت عاطفة أو استئنافية،وكلها معاني متقاربة يجمعها معنى محوري واحد وهو :"إحاطة بالشئ فيها لطف وخفة " فإذا قيل إن الحفدة الخدم والأعوان ،والبنات ،وأولاد الأولاد ،والأصهار ،وبنو المرأة من زوجها الأول نظروا في الكل إلى معنى السرعة وخفة الحركة في الخدمة [ المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم ]
قال ابن جرير الطبري:
وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنهم المسرعون في خدمة الرجل، المتخففون فيها، وكان الله تعالى ذكره أخبرنا أن مما أنعم به علينا أن جعل لنا حفدة تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الذين يصلحون للخدمة منا ومن غيرنا وأختاننا الذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا وخدمنا من مماليكنا إذا كانوا يحفدوننا، فيستحقون اسم حفدة، ولم يكن الله تعالى دلّ بظاهر تنزيله، ولا على لسان رسوله ﷺ؛ ولا بحجة عقل، على أنه عنى بذلك نوعا من الحفدة، دون نوع منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجه ذلك إلى خاص من الحفدة دون عام، إلا ما اجتمعت الأمة عليه أنه غير داخل فيهم. وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال التي ذكرنا عمن ذكرنا وجه في الصحة، ومَخْرج في التأويل. وإن كان أولى بالصواب من القول ما اخترنا، لما بيَّنا من الدليل.
-قال تعلب البغدادي :كل من أسرع في حاجتك، فهو حافد، قرابة كان أو غير قرابة،
-وقال العتبي: أصل الحفد: مداركة الخطر والإسراع في المشي.
- قيل: لكل من أسرع في الخدمة والعمل: حفدة، واحدهم حافد، ومنه يقال في دعاء الوتر: إليك نسعى ونحفد، أي نسرع إلى العمل بطاعتك.
الراجح :
بالنظر إلى معنى الإحاطة مع اللطف والخفة في المعنى المحوري نجد أن أقربها إلى هذا المعنى هم أولاد الأولاد – إذ ينشئون حول جدهم .ويقوى هذا ذكر الأزواج في الآية ،ويليه تفسير الحفدة بالبنات ثم الأصهار . والتفسيرات الأخرى تجوز لأنها مبنية على خفة الحركة مع الإحاطة لك دون لطف ،وما قاله الأزهري من أن الحفدة أولاد الأولاد هوظاهر القرآن بل نصه .[ المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم ] [ج1 ص469]
قال بن جرير الطبري:
والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله تعالى أخبر عباده معرفهم نعمه عليهم، فيما جعل لهم من الأزواج والبنين، فقال تعالى ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ فأعلمهم أنه جعل لهم من أزواجهم بنين وحفَدة، والحفَدة في كلام العرب: جمع حافد، كما الكذبة: جمع كاذب، والفسَقة: جمع فاسق. والحافد في كلامهم؛ هو المتخفِّف في الخدمة والعمل. والحَفْد: خفة العمل يقال: مرّ البعير يَحفِد حفَدَانا: إذا مرّ يُسرع في سيره. ومنه قولهم: "إليك نسعى ونحفِد": أي نسرع إلى العمل بطاعتك. يقال منه: حَفد له يحفد حفدا وحفودا وحفدانا ومنه قول الراعي:
كَلَّفْتُ مَجْهُولَهَا نُوقا يَمَانيَّةً ... إذا الحُدَاةُ على أكْسائها حَفَدُوا
قال السعدي :
يخبر تعالى عن منته العظيمة على عباده ، حيث جعل لهم أزوجاً ليسكنوا إليها ، وجعل لهم من أزواجهم أولاداً تقر بهم أعينهم ويخدمونهم ،ويقضون حوائجهم ،ينتفعون بهم من وجوه كثيرة .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12 ربيع الأول 1439هـ/30-11-2017م, 08:52 AM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

تحرير معنى قوله تعالى : :{لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ}
اختلف العلماء في معنى "ضريع" ووجه تسميته بهذا الاسم على أقوال :

🔷 القول الأول : أن الضريع نَبْتٌ ذُو شَوْكٍ لَاصِقٌ بِالْأَرْضِ، تُسَمِّيهِ قُرَيْشٌ الشِّبْرِقَ إِذَا كَانَ رَطْبًا، فَإِذَا يَبِسَ فَهُوَ الضَّرِيعُ، لَا تَقْرَبُهُ دَابَّةٌ وَلَا بَهِيمَةٌ وَلَا تَرْعَاهُ، وَهُوَ سَمٌّ قَاتِلٌ، وَهُوَ أَخْبَثُ الطَّعَامِ وَأَشْنَعُهُ، عَلَى هَذَا عَامَّةُ الْمُفَسِّرِينَ،

قال أبو ذؤيب :وحبسن في هزم الضريع فكلها ... حدباء دامية اليدين حرود"

قال به ،الفراء ، وأبي عبيدة ،وابن قتيبة ،والزجاج، والطبري، والثعلبي ،والمكي ،والمارودي ،وابن عطية،وابن الجوزي ،والقرطبي ، وابن كثير،
وذكر ابن عطية وجه الإختلاف في المعنى الذي سمي ضريعا فقال : قيل هو ضريع بمعنى مضرع أي مضعف للبدن مهزل، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في ولد جعفر بن أبي طالب: «ما لي أراهما ضارعين» ؟" وقال ابن عاشور ( ووصف بأنه ضريع لأنه لايسمن ولا يغني من جوع لتشويهه فلا يعود على آكليه بسمن يصلح بعض ماالتفح من أجسادهم ، ولا يغني عنهم دفع ألم الجوع ...)

🔷القول الثاني : أنه "السَّلْمُ " ذكره المارودي ، وابن الجوزي ، عن أبُو الجَوْزاءِ ، قال : كَيْفَ يَسْمَنُ مَن يَأْكُلُ الشَّوْكَ.

🔷 القول الثالث : أنه الشوكُ اليابسُ الذي ليسَ له ورقٌ، تدعوهُ العربُ الضريعَ، وهو في الآخرةِ شوكٌ من نارٍ) ،
قال به ،ابن عباس ،وابن زيد ، رواه عنهما، ابن جرير الطبري ،قالَ: ثنا أبو صالحٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قولَهُ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا من ضَرِيعٍ} يقولُ: شجرٌ من نار ،-وقالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، في قولِهِ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا من ضَرِيعٍ}قالَ: الضريعُ: الشوكُ من النارِ. قالَ: وأمَّا في الدنيا فإنَّ الضريعَ: الشوكُ اليابسُ الذي ليسَ له ورقٌ، تدعوهُ العربُ الضريعَ، وهو في الآخرةِ شوكٌ من نارٍ) .
ورواه أبو عمر الزاهد ،المعروف بغلام ثعلب في ياقوتة الصراط ، ورواه الثعلبي ، عن ابن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «الضريع شيء يكون في النار شبه الشوك، أمرّ من الصبر وأنتن من الجيفة وأشدّ حرّا من النار» سمّاه النبيّ ضريعا،
ورواه مكي بن أبي طالب عنهما،ورواه المارودي عن ابن زيد ، وذكره ابن عطية عن ابن عباس ، وذكره ابن الجوزي عن من رواية الوالبي عن ابن عباس ، وذكره عن ابن زيد ، وذكره القرطبي عن ابن عباس بقوله :
وَقَالَ الْوَالِبِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: هُوَ شَجَرٌ مِنْ نَارٍ، وَلَوْ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا لَأَحْرَقَتِ الْأَرْضَ وَمَا عَلَيْهَا،وقالوَقَالَ خَالِدُ بْنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ الْمُتَوَكِّلَ بْنَ حَمْدَانَ يُسْأَلُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الضَّرِيعَ شَجَرَةٌ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، حَمْلُهَا الْقَيْحُ وَالدَّمُ، أَشَدُّ مَرَارَةً مِنَ الصَّبْرِ، فَذَلِكَ طَعَامُهُمْ. وَقَالَ الْحَسَنُ: هُوَ بَعْضُ مَا أَخْفَاهُ اللَّهُ مِنَ الْعَذَابِ. وَقَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: هُوَ طَعَامٌ يَضْرَعُونَ عِنْدَهُ وَيَذِلُّونَ، وَيَتَضَرَّعُونَ مِنْهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، طَلَبًا لِلْخَلَاصِ مِنْهُ، فَسُمِّيَ بِذَلِكَ، لِأَنَّ آكِلَهُ يَضْرَعُ فِي أَنْ يُعْفَى مِنْهُ، لِكَرَاهَتِهِ وَخُشُونَتِهِ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ: قَدْ يَكُونُ مُشْتَقًّا مِنَ الضَّارِعِ، وَهُوَ الذَّلِيلُ، أَيْ ذُو ضَرَاعَةٍ، أَيْ مَنْ شَرِبَهُ ذَلِيلٌ تَلْحَقُهُ ضراعة ، وذكره أيضاً عن ابن زيد ،
وذكر قولاً للترمذي ،يرد على من يزعم إن الضريع لا ينبت في النار بقوله :(وَأَنَّ الَّذِي أَنْبَتَ فِي هَذَا التُّرَابِ هَذَا الضَّرِيعَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْبِتَهُ فِي حَرِيقِ النَّارِ، جَعَلَ لَنَا فِي الدُّنْيَا مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا، فَلَا النَّارُ تُحْرِقُ الشَّجَرَ، وَلَا رُطُوبَةُ الْمَاءِ فِي الشَّجَرِ تُطْفِئُ النَّارَ، فَقَالَ تَعَالَى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ(7) ...)
ورواه ابن كثير عن ابن عباس ، وذكره الحلبي في الدر المصون ، وكلُ ماذكر فيه لأجل الترهيب وبيان قدرة الله تعالى ، وأنه كما قال القرطبي إن الذي يبقي الكافرين في النار ليدوم عليهم العذاب ،قادرٌ على أن يبقي النبات وشجرة الزقوم في النار،ليعذب بها الكفار،وكذلك بيان شدة عذاب الأخرة وتنوعه .

🔷 القول الرابع : أنه نبات أخضر منتن الريح يرمي به البحر ، قال به ابن عباس ،ذكره اليزيدي ،بقوله وقالوا (الضريع) نبت يقال له الشرق، وذكروا أن بعض البحار يقذف في كل سنة ورقا ليست له قوة) ورواه الثعلبي عن عطاء، وابن عطية عن قول بعض المفسرين ، ورواه القرطبي عن الضحاك عن ابن عباس ،بقوله شي يرمي به البحر يسمى الضريع، ولم يذكر إنه نبت ، وذكر إنه نبت من قول الخليل ، وابن حيان ،

🔷 القول الخامس : أنه الحجارة ، قال به سعيد بن جبير ،وعكرمة ،رواه ابن جرير الطبري ،والثعلبي عن سعيد ، ورواه مكي عن عكرمة ، والمارودي ،وابن عطية ،وابن الجوزي عن سعيد ، ورواه القرطبي ،وابن كثير عن سعيد بن جبير ، وذكره ابن حيان بقوله وقيل حجارة ،
ولعل ذكر هذا القول ،بيان لعذاب الآخرة وتنوعه .

🔷 القول السادس : أنه الزقوم ، قال به الحسن ،ذكره المكي ، وذكره ابن عطية عن الحسن وجماعة من المفسرين ، مستشهداً بما أخبر الله تعالى أن الكافرين ليس لهم طعام إلا الضريع ، وأنه تعالى ذكر أن الزقوم طعام الأثيم ،فقتضى هذا أن الضريع هو الزقوم، ولعل من ذكره من باب ذكر تنوع العذاب على الكافرين ،
القول السابع : أنه الجلدة على العظم تحت الجلد ، ، ذكره ابن عطية، وذكر أنه لا يعرف من تأول الآية بهذا ،وذكره القرطبي عن الحسن ، وقيل النوى المُحرّق ،حكاه يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب ،

🔵 الدراسة :
بعد استعراض الأقوال وإيراد ما احتج به من قال به وذكره ، يظهر والله أعلم أن الأرجح ،القول الأول
وهوالذي عليه أكثر المفسرين وعامة أهل اللغة ، ويرجح هذا القول ما ظهر لنا من خلال مدارسة كتاب الله وتأمل آياته أنه من عادة القرآن أن يقرب المعنى بشيء قريب من الأذهان ملمو س معتبر في لغة العرب ، ويدخل في هذا المعنى ،القول الثاني لأنه مشتقٌ منه ،ولعل القول الثالث يدخل فيه لأنه قد يراد به بيان العذاب الأخروي ، وما ذكر غيره من أقوال يكون من باب تنوع المثال لبيان بشاعة العذاب وتنوعه .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 13 جمادى الأولى 1439هـ/29-01-2018م, 08:00 AM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

معنى ضريع في قوله تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6)


أقوال العلماء في معنى ( ضريع):


القول الأول: هو نبت أرضي


و قيل هو الشبرق ويسميه أهل الحجاز بالضريع إذا يبس وهو سم:


وهو قول ابن عباس وابن زيد وعكرمة وابن أبي طلحة والحسن وعطاء وقتادة والبخاري وأبو عبيدة والفراء والزجاج والراغب والنحاس وعبد بن حميد والطبري وابن زمنين ومكي والماوردي والعيني وابن أبي حاتم وأبو حيان والبغوي وابن عطية والزمخشري وابن الجوزي والبيضاوي والنسفي والقرطبي وابن كثير والسيوطي وابن عاشور والشنقيطي
وقيل: رطب العفرج - نقله ابن عطية
وقيل : نبت كالعوسج : حكاه الزجاج


القول الثاني: الحجارة:


وهو قول عكرمة ورواه ابن جرير وأبو حيان والماوردي وابن عطية وابن كثير والسيوطي


القول الثالث: واد في جهنم


قول مكي نقله ابن عطية والقرطبي


القول الرابع : شجر من نار جهنم


قال ابن زيد ورواه البيضاوي وأبو السعود


القول الخامس: النوى المحرق


قاله يوسف بن يعقوب


القول السادس: الزقوم


حكاه الحسن ونقله ابن عطية والقرطبي والألوسي


القول السابع: شيء يرمى به في البحر


نقله الطبري والسمين الحلبي، حكاه الخليل تقله عنه الشوكاني


القول الثامن: من حيث الاشتقاق


قيل بمعنى المضروع الذين يضرعون عنده طلباً للخلاص منه، حكاه الماوردي عن ابن بحر، وقاله ابن كيسان ونقله عنه أبو السعود.


وقيل من الضارع وهو الذليل ، قاله النحاس


وقيل فعيل من المضارعة قاله ابن عطية


القول التاسع: السلم


نقله الماوردي عن ابن الجوزاء


القول العاشر: طعام أهل النار لم يخصص


نقله ابن عطية عن بعض المتأولين وقال الحسن : بعض ما اخفاه الله من العذاب



والقول الراحج:


قال الطبري: "والضريع عند العرب : نبت يقال له الشبرق ، وتسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس ، ويسميه غيرهم : الشبرق ، وهو سم،وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل"


قال القرطبي: الأظهر أنه شجر شوك حسب مافي الدنيا


والصحيح ما قاله الجمهور : أنه نبت . قال أبو ذؤيب


رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى *** وعاد ضريعا بان منه النحائص


وقال الهذلي وذكر إبلا وسوء مرعاها :


وحبسن في هزم الضريع فكلها *** حدباء دامية اليدين حرود


واختاره النسفي ولم يذكر غيره، واختاره أبو السعود وذكر غيره بصيغة التضعيف، واختاره القاسمي واختاره ابن عاشور وذكر غيره بصيغة التمريض


قال الشنقيطي: ويبين الصحيح ومن معنى الضريع هو نبت معروف عند العرب.


والقرآن يخاطب القوم بما يعرفون – والله أعلى وأعلم-

وهذا القول يحتمل أيضا أنه صورة للعذاب غير مخصصة إلا أنه خاطب القوم بما يدركون، ويدخل فيها معنى الذل، وهو من شجر جهنم ولا تخصيص أنه واد.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 14 جمادى الأولى 1439هـ/30-01-2018م, 12:26 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم.


ملحوظات عامة:
1. الأقوال المروية عن السلف يُعتنى بتخريجها بذكر أصل الإسناد.
2. إذا خُرّج القول بذكر من رواه من أصحاب الكتب المسندة؛ فلا حاجة لتكرار ذكر من ذكره من أصحاب الكتب غير المسندة؛ إلا إذا كان لذلك فائدة إضافية بتصحيح أو تضعيف أو بيان علة.
3. الأقوال المروية عن علماء اللغة المتقدمين الذين ليس لهم كتب مطبوعة يُذكر من نسبها إليهم.
4. أكثر التطبيقات تدلّ على جهد كبير مبذول ، وأرجو أن تتقوى تلك البحوث وتزدان إذا روعيت الملحوظات المتقدمة، لأن أمر نسبة الأقوال في بحث المسائل التفسيرية مهمّ جداً.

هناء هلال: أ
- قولك: (رواه ابن جرير عن سعيد بن جبير وذكره الرملي عنه )
الرملي راوي كتب، والأولى تعيين الكتاب المراد، وتخريج الأثر بذكر أصل إسناده.

- قولك: (ذكره ابن حيان في البحر المحيط عن ابن عباس ، وذكره ابن السمين ، كما رواه ابن جرير عن ابن زيد ، ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس).
يراعى في الترتيب تقديم ما روي عن الصحابة في الكتب المسندة ثم التابعين ثم من بعدهم، ثم يعقّب بذكر من نسب إليهم قولا من غير إسناد.
وإذا كان القول مرويا بالإسناد في أحد الكتب المسندة فلا يذكر مَن ذكره من غير أصحاب الكتب المسندة إلا لحاجة.

كلامك في الترجيح يحتاج إلى إعادة نظر، وتحسين صياغة، وبيان دلالة الآية على الأقوال الصحيحة المحكية في تفسيرها.
والاجتهاد في توجيه تلك الأقوال.

فاطمة الزهراء: ب
- آمل أن تعتني جيدا بطريقة نسبة الأقوال وتخريج الأقوال المروية عن السلف.
- قولك: (قال الطبري (310هـ)حدَّثنا أبو كريبٍ، قالَ: ثنا ابنُ يمانٍ، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، في قولِهِ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ}؛ قالَ: الحجارةُ.
قال ابن عطية ( ت542ه) وقاله سعيد بن جبير «الضريع : الحجارة .
قال ابن كثير ( ت774ه) :وقال سعيد بن جبير : هو الزقوم . وعنه : أنها الحجارة ).
إذا خرجت القول من الكتب المسندة فلا داعي لتكرار ذكر من ذكر ذلك القول عنه من الكتب غير المسندة؛ إلا أن يكون في النقل فائدة إضافية.

- قولك: (قاله ابن عباس ، وذكره الطبري وابن كثير).
هذه الطريقة في نسبة الأقوال غير صحيحة.

- قولك: (قال ابن عطية (310هـ)حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قولَهُ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا من ضَرِيعٍ} يقولُ: شجرٌ من نار).
ابن عطية توفي سنة 542هـ، وليس هو صاحب هذا الإسناد.


شيماء طه: ج
- راجعي الملحوظات العامة.
- أين الترجيح ودراسة الأقوال؟

أمل يوسف: ج+
- راجعي الملحوظات العامة.
قولك: (قال النحاس : روى سفيان الثوري عن عاصم عن زر عن عبد الله بنمسعود قال الحفدة الأختان وروى سفيان بن عيينة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال الحفدة الأصهار وروى شعبة عن زر قال سألني ابن مسعود عن الحفدة فقلت هم الأعوان قال هم الأختان)
نقل التخريج عن النحاس مع إمكان الرجوع إلى المصادر الأصلية غير جيد، والأولى أن تخرجي ما روي عن ابن مسعود، ثم لا بأس أن تضيفي ما نقله النحاس عن تفسير سفيان بن عيينة لأنه مفقود،

والنحاس(ت:338هـ) لم يدرك سفيان بن عيينة(ت:198هـ) وإنما ينقل عن تفسيره ولم يبيّن إسناده إليه، وهو يروي في كتبه عن ابن عيينة من طرق عدة.
وقد روى ابن جرير في تفسيره ما يخالف لفظ هذه الرواية فقال: حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه، قال: " الأختان "
والعزو إلى ابن جرير أولى.
وعلى كل حال ينبغي أن يخرّج القول المروي عن السلف من الكتب المسندة، وليحذر من نقل التخريج إلا لفائدة متحققة.


- قولك: (لقول الرابع: هم بنو امرأة الرّجل من غيره
القائلون به : بن عباس
وقال البغوي: وروى مجاهد ، وسعيد بن جبير عن ابن عباس : أنهم ولد الولد).
ما ذكره البغوي غير داخل في القول الذي ذكرتيه.
وقولك: (ولم أجده مسندا من طريق مجاهد أو سعيد بن جبير).
هو في تفسير ابن جرير

قولك: (وبعد الإطلاع على المعجم الاشتقاقي المؤصل تبين أن الأقرب إلى الصواب هو القول بأنهم ولد الولد أو البنات ممن يكون ذا رحم وقرابة وذلك أن أصل اشتقاق الكلمة يرجع إلى اللطف والإحاطة)
الأقوال التي تصحّ لغة، وفي الآية دلالة صحيحة عليها يقال بها جميعا من غير تعارض.

عابدة المحمدي: ج
- راجعي الملحوظات العامة.
- لا يلزم من ذكر المفسّر للقول أن يقول به؛ وعلى ما ذكرت فابن جرير قال بأقوال متعددة في هذه المسألة.
- فاتك العزو الأقوال إلى السلف في هذه المسألة وتخريجها وهو أمر مهمّ في البحث.

ميسر ياسين: ج
- راجعي الملحوظات العامة.
قولك: (عن أبو كريب وابن وكيع)
الصواب: عن أبي ، وقد تكرر ذلك.

بدرية صالح: ج
- راجعي الملحوظات العامة.
قولك: (قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الصَّنْعَانِيُّ ورواه النحاس : ماروي عن ابن عيينة عن عاصم بن أبي النجود ).
العبارة مضطربة، والنحاس متأخر عن عبد الرزاق.

قولك: (_قول ابن مسعود رواه ابن جرير بعدة طرق , ورواه الماوردي , وابن عطية والجوزي والقرطبي والسيوطي رواه عن طريق الفِرْيابِيُّ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ،
والبُخارِيُّ في ”تارِيخِهِ“،، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“).
الماوردي وابن عطية ومن بعدهم ليسوا من أصحاب الكتب المسندة ، ونقل تخريج السيوطي مع إمكان الرجوع إلى المصادر الأصلية لا يقبل.
وقد تكررت هذه الملحوظة.

قولك: (قال ابن كثير :قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ وَهَذِهِالْأَقْوَالُ كُلُّهَا دَاخِلَةٌ فِي مَعْنَى: "الحَفْد" وَهُوَ الْخِدْمَةُ).
ما الفائدة من النقل عن ابن جرير بواسطة تفسير ابن كثير مع إمكان الرجوع إلى تفسير ابن جرير.
والكلام في الدراسة يحتاج إلى تفصيل أكثر.

مضاوي الهطلاني: ج

- قولك: (استشكل على أهل اللغة إعراب).
إما أن تقولي: استشكل أهلُ اللغة، وإما أن تقولي: أشكل على أهل اللغة.
- آمل العناية بنسبة الأقوال قبل التفصيل في توجيهها والتعليق عليها.
- للزجاج بحث قيّم في هذه المسألة ذكره في تفسيره لا ينبغي إغفاله.





تماضر: د+
- راجعي الملحوظات العامة.
- التخريجات ناقصة، وكذلك نسبة الأقوال.
قولك: (رواه الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ومن طريق يونس عن ابن زيد).
هذا التعبير يوهم بأنك تخرجين خبراً واحداً له طريقان مختلفان، وهما خبران.

- قولك: (رواه الطبري عن سعيد بن جبير. ورواه عنه مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ )
الرملي راوي كتب، فلا بد من تعيين الكتاب الذي رواه فيه، ثم يخرّج الأثر بالطريقة التي سبق بيانها.

- في الدراسة والترجيح ينبغي أن تظهر شخصيتك؛ فتتأملي حجج الأقوال والاعتراضات عليها، ثمّ عبري عن القول الراجح بأسلوبك، ثم استشهدي بما يؤيد ذلك من أقوال أهل التحرير العلمي من المفسرين.

- الكلام في الاشتقاق وأسباب النزول يقدم على الدراسة والترجيح.

هيا أبو داهوم: د
- راجعي الملحوظات العامة.
- توخي مراعاة الدقة في نسبة الأقوال
قولك: (القول الاول :نبات شوكي يابس نتن .
وهذا القول ذكره جمع غفير من علماء السلف واللغة، منهم : الخليل أحمد ، والفراء وأبوعبيد ، والشيباني...)
هذه الطريقة في نسبة الأقوال خطأ؛ فالإنتان لم يذكره أبو عبيدة ولا الفراء ولا أبو عمرو الشيباني
وكذلك النص على أنه نبات شوكي
والأولى أن تنظري في الأقوال ثم تصنفيها بحسب ما دلت عليه وتنسبي كل قول لقائله ، ثم في مرحلة الدراسة تذكرين ما يترجّح لك.
وأما جمع ما تفرق في الأقوال ثم نسبته إلى الجمع الغفير من المفسرين فهذا خطأ منهجي في دراسة المسائل التفسيرية ينبغي أن يحذر من الوقوع فيه.

مها شتا: ب
- آمل العناية بتخريج الأقوال بذكر أصول الأسانيد ونصّها إذا لم يكن القول قد ذكر بنصّه قبل ذلك.
- قولك: (القول الثالث : أنَّهم بَنُو امْرَأةِ الرَّجُلِ مِن غَيْرِهِ.
القائلون به:ابن عباس).
هذا القول مروي عن ابن عباس بإسناد واهٍ؛ فلا يقال فيه: قاله ابن عباس، وإنما يقال: روي عن ابن عباس.

قولك: (قول بن عباس :رواه ابن جرير عن طريق محمد بن سعد عن أبيه عن أبيه ،ورواه الثعلبي في رواية العوفي وهو ضعيف).
محمد بن سعد شيخ ابن جرير هو العوفي.

- البحث مكرر مرتين في المشاركة، ولم أنظر في النسخة الثانية.

منيرة محمد: ج
- آمل العناية بتخريج الأقوال المروية عن السلف.
قولك: (قال به ،الفراء ، وأبي عبيدة ..)
الصواب: وأبو عبيدة.
وآمل مراعاة الإعراب في مثل هذا فقد تكرر لديك.


كوثر التايه: هـ.
- لم تخرجي الأقوال المروية عن السلف في هذه المسألة.
قولك: (قال ابن زيد ورواه البيضاوي وأبو السعود)
البيضاوي وأبو السعود ليسا من أصحاب الكتب المسندة، ولا يقال: رواه إلا إذا كان القول مروياً بالإسناد، وأما إذا لم يكن مرويا بالإسناد فيقال: ذكره.
وإذا كان القول قد تقدّم تخريجه بذكر من رواه بالإسناد من أصحاب الكتب المسندة فلا يذكر من ذكره من غير أصحاب الكتب المسندة إلا لحاجة علمية كالتصحيح والتضعيف والإعلال والاستدراك ونحو ذلك، وأما الذكر المجرد فيكفي فيه تخريج القول.
- وآمل أن لا تستصعبي هذه المهارات فهي ليست بصعبة إذا تفهّمت الدرس وأمثلته وحاولت محاكاة تلك الأمثلة، وتأملت الملحوظات على تطبيقاتك وتطبيقات زميلاتك، ونظرت في التطبيقات الجيدة؛ وإذا أديت التطبيقات بدرجة مقبولة سيهون عليك ما بعدها إذا داومت على أداء التطبيقات حتى تصلي إلى مرتبة الإتقان بعون الله، وستجدين الأمر سهلا ميسوراً.


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 26 جمادى الآخرة 1439هـ/13-03-2018م, 02:06 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

تحرير معنى الحفدة في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}

الحفدة في كلام العرب: جمع حافد كما الكذبة: جمع كاذبٍ، والفسقة: جمع فاسقٍ، والحافد في كلامهم: هو المتخفّف في الخدمة والعمل،
والحفد: خفّة الرجل العمل، يقال: مرّ البعير يحفد حفدانًا: إذا مرّ يسرع في سيره ، وقولهم: وهو الذي يحفد، أى يسرع في الطاعة والخدمة،
ومنه قول القانت في دعاء الوتر:" وإليك نسعى ونحفد " أي نسرع إلى العمل بطاعتك.
ومنه قَوْلَ جميل الشَّاعِرِ:
حَفَدَ الْوَلَائِدُ حَوْلَهُنَّ وَأَسْلَمَتْ ... بِأَكُفِّهِنَّ أَزِمَّةَ الْأَجْمَالِ
أَيْ أَسْرَعْنَ الْخِدْمَةَ. وَالْوَلَائِدُ: الْخَدَمُ، الْوَاحِدَةُ وَلِيدَةٌ.

وقَالَ الْأَعْشَى:
كَلَّفْتُ مَجْهُولَهَا نُوقًا يَمَانِيَةً ... إِذَا الْحُدَاةُ عَلَى أَكْسَائِهَا حَفَدُوا

أَيْ أَسْرَعُوا.
قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: الْحَفَدَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْأَعْوَانُ، فَكُلُّ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَطَاعَ فِيهِ وَسَارَعَ فَهُوَ حَافِدٌ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْحَفْدُ الْعَمَلُ وَالْخِدْمَةُ. وَقَالَ الْخَلِيلُبْنُ أَحْمَدَ: الْحَفَدَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْخَدَمُ. ذكره القرطبي
ولقد اتفق علماء اللغة وجمهور المفسرين على المعنى اللغوي ولكنهم اختلفوا في المراد به في الآية على أقوال:

القول الأول: هم الولد وولد الولد. وهو أحد الأقوال المروية عن ابن عباس .

-رواه الطبري وابن كثير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: " الحفدة البنون" وفي رواية بلفظ آخر " قَالَ: الْوَلَد وَولد الْوَلَد. وقد أشار البخاري لتلك الرواية في كتاب تفسير القرآن.

وهذا القول هو الموافق لسياق الآية فالله تعالى يعدد نعمه على عباده أن جعل لهم أزواجًا من أنفسهم ومن تلك الأزواج البنين وأولاد البنين ويشهد له وجه الإعراب أن "حفدة " معطوفة على البنين من الأزواج فهذا هو القول الظاهر للنص إذ قيد الحفدة بالبنين.
ولكن لأن القرآن الكريم عظيم في بنيانه اللغوي فللفظ أسرار وأسرار فلا نقتصر فيه على المعنى الظاهر إلا بنص قاطع يلزمنا ولكن طالما هناك سعة فوجب علينا استكشاف ما وراء هذا اللفظ ويشهد لهذا الروايات الأخرى المروية بالزيادة عن ابن عباس رضي الله عنه فيما سيأتي بيانه في الأقوال التالية إن شاء الله.

القول الثاني: هم الخدم. وهو أحد الأقوال المروية عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وهو قول طاووس وأبي مالك والإمام مالك.

- فأما قول ابن عباس فقد رواه الطبري والثعلبي من طريق أبي حمزة عن ابن عبّاسٍ قال: " من أعانك فقد حفدك، أما سمعت قول الشّاعر:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكفّهنّ أزمّة الأجمال "

- وأما قول مجاهد فقد رواه الطبري من طريق إسماعيل ابن عليّة عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهد.

- وأما قول عكرمة فقد رواه الطبري من طريق أبو الأحوص ومن طريق إبراهيم البجلي عن سماك عن عكرمة.
- وأما قول طاووس فرواه الطبري من طريق ابن بشار وفي رواية أخرى بلفظ " ابنه وخادمه".
- وأما قول أبي مالك فرواه الطبري من طريق السدي عن أبي مالكٍ قال: " الحفدة الأعوان ."
- وأما قول الإمام مالك فقد رواه القرطبي من طريق ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ
تَعَالَى:" بَنِينَ وَحَفَدَةً" قَالَ: الْحَفَدَةُ الْخَدَمُ وَالْأَعْوَانُ فِي رَأْيِي.

وهذا القول مبناه على المعنى اللغوي للفظ الحفدة كما بينا في بداية البحث وله وجه إعراب أيضًا: ذكره ابن كثير رحمه الله إذ جعل الحفدة معطوفة على قوله تعالى{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} فالمعنى: أي جعل لكم الأزواج والأولاد والخدم كذلك.

وقد أشار له ابن عطية رحمه الله وحمل المعنى على العموم فقال " : مِنْ أَزْواجِكُمْ إنما هو على العموم والاشتراك، أي من أزواج البشر جعل الله لهم البنين، ومنهم جعل الخدمة فمن لم تكن له قط زوجةفقد جعل الله له حفدة، وحصل تحت النعمة، وأولئك الحفدة هم من الأزواج، وهكذا تترتب النعمة التي تشمل جميع العالم، وتستقيم لفظة «الحفدة» على مجراها في اللغة، إذ البشر بجملتهم لا يستغني أحد منهم عن حفدة "
فعلى هذا القول لا يشترط أن يكون الخدم من البنين للزوج نفسه، ولا يشترط أن يختص بتلك النعمة من له زوج وولد وغير ذلك بل النعمة بوجود الأعوان والخدم قد تكون من أي شخص آخر لأنه كما يقول البشر بجملتهم لا يستغني أحد منهم عن الآخر فكل البشر في منظومة متكاملة يخدم كل منهما الآخر، وإن كان هذا المعنى صحيح في نفسه ولكنه غير كاف لبيان سبب سياق الآية بهذا التسلسل. والله أعلى وأعلم.

القول الثالث:
هم أعوان الرّجل وأولاده الذين يخدمونه. وهو أحد الأقوال المروية عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وهو قول ابن زيد والحسن وقتادة والضحاك.

- فأما قول ابن عباس فقد رواه الطبري وابن كثير من طريق أبي بكر عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ، قال: " بنوك حين يحفدونك، ويرفدونك، ويعينونك، ويخدمونك" قال جميل:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكّفّهنّ أزمّة الأجمال "

- وأما قول مجاهد فقد رواه الطبري من عدة طرق عن ابن أبي نجيح بأكثر من لفظ.
-
وقول عكرمة رواه عبد الرزاق وعنه روى الطبري وابن كثير من طريق معمر والحكم بن أبان أن: " الحفدة: من خدمك من ولدك وولد ولدك"،
وروى الطبري من طريق ابن عيينه عن حصين عن عكرمة بلفظ مقارب.
- وأما قول ابن زيد فرواه الطبري من طريق ابن وهب عن ابن زيد قال الخدم من ولد الرّجل هم ولده، وهم يخدمونه، قال: وليس تكون العبيد من الأزواج، كيف يكون من زوجي عبدٌ؟ إنّما الحفدة: ولد الرّجل وخدمه.
- وأما قول الحسن رواه يحيى بن سلام من طريق عمار عن أبي هلال الراسبي ورواه عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبيه و رواه الطبري من طريق عمرو بن عون.
- وأما قول قتادة فرواه يحيى بن سلام والطبري من طريق سعيد عن قتادة قال: " مهنةً يمهنونك ويخدمونك من ولدك، كرامةٌ أكرمكم اللّه بها .
- وأما قول الضحاك فرواه الطبري من طريق عبيد بن سليمان.

وهذا القول هو الأقرب لمعنى الحفدة لغة والأقرب كذلك لسياق الآية الكريمة في ذكر نعمة الزواج التي امتن الله تعالى بها على عباده وقد تضمنت نعم عديدة لا تعد ولا تحصى بداية من جعل تلك الأزواج من ذات جنس البشر فخلق حواء من ضلع آدم ليحصل التآلف والسكن والرحمة والمودة ثم جعل لهم من أنفسهم الذرية من الأولاد زينة للحياة الدنيا تحمل من صفاتهم وآمالهم وتضمن ذلك أن يكونون أعوانًا وخداما وخاصة عند كبر الوالدين، وأقام الله تعالى على ذلك الشريعة فجعل للبار بأبويه من الكرامة والأجر العظيم ما هو معلوم وجعل للعقوق بالأبوين من الخسارة والمهانة في الدنيا والآخرة ما هو مشاهد لمن تأمل.
- وروى حول هذا المعنى الثعلبي عن الكلبي ومقاتل أن البنين المراد بهم الصغار من الأولاد والحفدة هم كبار الأولاد الذين يعينونه عن العمل. وأشار للقول الماوردي أيضًا دون نسبة للأقوال.


القول الرابع: الأختان أو الأصهار. وقد روي باللفظين عن ابن مسعود وابن عباس وروي عن سعيد بن جبير وأبو الضحى وإبراهيم بلفظ "الأختان".
- فأما قول ابن مسعود فرواه عبد الرزاق من طريق عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: «أَتَدْرِي مَا الْحَفَدَةُ يَا زِرُّ؟» , قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ؟ هُمْ أحَفَادُ الرَّجُلِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَلَدِ وَلَدِهِ , قَالَ: «لَا هُمُ الْأَصْهَارُ».
ورواه الطبري والنحاس من ذات الطريق بلفظ آخر عن عبد اللّه قال: " الحفدة: الأختان ". وروى الطبري هذا القول " الأختان " أيضًا من طريق ابن عيينه،
ومن طريق المنهال بن عمرو كلهم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود،

ومن طريق عاصم عن ورقاء قال: سألت عبد اللّه: " ما تقول في الحفدة؟ هم حشم الرّجل يا أبا عبد الرّحمن؟ قال: " لا، ولكنّهم الأختان" .
ورواه الثعلبي بذت اللفظ من طريق عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود،
ورواه كذلك الحاكم في المستدرك من طريق الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: الْحَفَدَةُ الْأَخْتَانُ «وهذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ»

- وأما قول ابن عباس فقد رواه الطبري من طريق عكرمة عن ابن عباس بلفظ " الأختان " ومن طريق علي عن ابن عباس بلفظ "الأصهار". - وأما قول سعيد بن جبير فقد رواه الطبري من طريق عطاء بن السائب عن بن جبير.
- وأما قول أبي الضحى فقد رواه الطبري من طريق الأعمش عن أبي الضحى.
- وقول إبراهيم رواه الطبري من طريق المغيرة عن إبراهيم.

وفي ورود الروايات تارة بلفظ الأصهار وتارة بلفظ الأختان سبب لا بد منه للعودة للغة العرب:
فالأَ
خْتان لغة مفرد ختن والمراد به أهل بيت الرجل.
والأصهار لغة جمع صهر أي القرابة بالزواج،
وخصص اللفظ بالقرابة للزوجة فشمل ذلك أهل الزوجة كلهم وشمل لفظ صهر أيضًا زوج الابنة.


فمن فسر الحفدة بالأصهار وأراد به زوج الابنة فهو المعنى الأقرب لسياق الآيات والله أعلى وأعلم إذ ذكر الله تعالى البنين بلفظ ظاهر فقد يكون في معنى الحفدة اشارة لنعمة الرزق بالبنات أيضًا أن يكون لهم أزواج فيجتمع للمرء عشيرة من أولاده وأزواج أولاده تكون له عونًا وسنداً.

وهناك سبب آخر لورود الروايات باللفظين وهو أن هناك من العرب من يجعل الصَّهْرَ من الأَحماءِ والأَخْتان جميعاً.
ولهذا قال القرطبي : وَالْمَعْنَى
مُتَقَارِبٌ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْخَتَنُ مَنْ كَانَ مِنْ قِبَلِ الْمَرْأَةِ، مِثْلُ أَبِيهَا وَأَخِيهَا وَمَا أَشْبَهَهُمَا،وَالْأَصْهَارُ مِنْهَا جَمِيعًا. يُقَالُ: أَصْهَرَ فُلَانٌ إِلَى بَنِي فُلَانٍ وَصَاهَرَ. وَقَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ هُمُ الْأَخْتَانُ، يَحْتَمِلُ الْمَعْنَيَيْنِ جَمِيعًا. يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ أَبَا الْمَرْأَةِ وَمَا أَشْبَهَهُ مِنْ أَقْرِبَائِهَا، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ تُزَوِّجُونَهُنَّ، فَيَكُونُ لَكُمْ بِسَبَبِهِنَّ أَخْتَانٌ.


القول الخامس: هم بنو امرأة الرّجل من غيره. وهو أحد الأقوال المروية عن ابن عباس.

- رواه الطبري من طريق محمد بن سعد، ورواه الثعلبي وابن كثير بلفظ مقارب من طريق العوفي.
وابن كثير جعل أولاد المرأة من غير الرجل ضمن الأصهار وتأول سبب الاشارة إليهم كما قال رحمه الله " الأصهار أزواج البنات وأولاد الزوجة لأنهم غالبًا ما يكونون تحت كنف الرجل ورعايته وخدمته وقد يكون هذا هو المراد من قوله عليه الصلاة والسلام فِيحَدِيثِ بَصرة بْنِ أَكْثَمَ: "وَالْوَلَدُ عَبْدٌ لَكَ" رَوَاهُ أَبُودَاوُدَ".


القول السادس: أن الحفدة هم البنات. ذكره ابن عطية .

قال ابن عطية" وحكى الزجاج أن الحفدة البنات في قول بعضهم، قال الزهراوي لأنهن خدم الأبوين لأن لفظة البنين لا تدل عليهن، ألا ترى أنهن ليس في قول الله تعالى: الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا [الكهف: 46] وإنما الزينة في الذكور".
وحقيقة لم أجد في معاني القرآن للزجاج هذا القول، ولم أفلح في العثور على أصل قول الزهراوي، فالكلام موقوف على ابن عطية رحمه الله.


وبتأمل الأقوال السابقة والله أعلى وأعلم نجد أن لكل قول منها وجه من الصحة وأن الجمع بينهم جائز وقد يكون ورود الروايات بألفاظ متقاربة من طرق بعضها واحدة هو اختلاف تنوع فقط ومن باب التفسير بالمثال لمعنى الحفدة الموافق للغة فإن كانت الخدمة متحققة من الولد لأبيه فهي متحققة أيضًا بذرية ذلك الولد وما يترتب عليه بالتكاثر الحاصل ولا بد من الأصهار والأختان.
وبهم جميعًا تتكون عشيرة للرجل تكون له عونًا على قضاء مصالحه وحوائجه وقد كانت العرب "ومازال في الأمة من آثار ذلك" كانت تتباهي كل قبيلة وعشيرة بأصلها ونسبها وكانت تتعاون وتتحد كل قبيلة مقابل من يعاديها من غيرها وهكذا كما هو معلوم من سيرة العرب.


ونختم البحث بقول ابن جرير رحمه الله " وكان اللّه تعالى ذكره أخبرنا أنّ ممّا أنعم به علينا أن جعل لنا حفدةً تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الّذين يصلحون للخدمة منّا ومن غيرنا، وأختاننا الّذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا، وخدمنا من مماليكنا، إذا كانوا يحفدوننا فيستحقّون اسم حفدةً، ولم يكن اللّه تعالى دلّ بظاهر تنزيله ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بحجّة عقلٍ، على أنّه عنى بذلك نوعًا من الحفدة دون نوعٍ منهم،وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجّه ذلك إلى خاصٍّ من الحفدة دون عامٍ، إلاّ ما اجمعت الأمّة عليه أنّه غير داخلٍ فيهم".


هذا والله تعالى أعلى وأعلم.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 9 شوال 1439هـ/22-06-2018م, 03:02 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة
تحرير معنى الحفدة في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}

الحفدة في كلام العرب: جمع حافد كما الكذبة: جمع كاذبٍ، والفسقة: جمع فاسقٍ، والحافد في كلامهم: هو المتخفّف في الخدمة والعمل،
والحفد: خفّة الرجل العمل، يقال: مرّ البعير يحفد حفدانًا: إذا مرّ يسرع في سيره ، وقولهم: وهو الذي يحفد، أى يسرع في الطاعة والخدمة،
ومنه قول القانت في دعاء الوتر:" وإليك نسعى ونحفد " أي نسرع إلى العمل بطاعتك.
ومنه قَوْلَ جميل الشَّاعِرِ:
حَفَدَ الْوَلَائِدُ حَوْلَهُنَّ وَأَسْلَمَتْ ... بِأَكُفِّهِنَّ أَزِمَّةَ الْأَجْمَالِ
أَيْ أَسْرَعْنَ الْخِدْمَةَ. وَالْوَلَائِدُ: الْخَدَمُ، الْوَاحِدَةُ وَلِيدَةٌ.

وقَالَ الْأَعْشَى:
كَلَّفْتُ مَجْهُولَهَا نُوقًا يَمَانِيَةً ... إِذَا الْحُدَاةُ عَلَى أَكْسَائِهَا حَفَدُوا

أَيْ أَسْرَعُوا.
قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: الْحَفَدَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْأَعْوَانُ، فَكُلُّ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَطَاعَ فِيهِ وَسَارَعَ فَهُوَ حَافِدٌ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْحَفْدُ الْعَمَلُ وَالْخِدْمَةُ. وَقَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: الْحَفَدَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْخَدَمُ. ذكره القرطبي [ يُرجع إلى كتب أبي عبيد المطبوعة أولاً ]
ولقد اتفق علماء اللغة وجمهور المفسرين على المعنى اللغوي ولكنهم اختلفوا في المراد به في الآية على أقوال:

القول الأول: هم الولد وولد الولد. وهو أحد الأقوال المروية عن ابن عباس .

-رواه الطبري وابن كثير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: " الحفدة البنون" وفي رواية بلفظ آخر " قَالَ: الْوَلَد وَولد الْوَلَد. وقد أشار البخاري لتلك الرواية في كتاب تفسير القرآن.

وهذا القول هو الموافق لسياق الآية فالله تعالى يعدد نعمه على عباده أن جعل لهم أزواجًا من أنفسهم ومن تلك الأزواج البنين وأولاد البنين ويشهد له وجه الإعراب أن "حفدة " معطوفة على البنين من الأزواج فهذا هو القول الظاهر للنص إذ قيد الحفدة بالبنين.
ولكن لأن القرآن الكريم عظيم في بنيانه اللغوي فللفظ أسرار وأسرار فلا نقتصر فيه على المعنى الظاهر إلا بنص قاطع يلزمنا ولكن طالما هناك سعة فوجب علينا استكشاف ما وراء هذا اللفظ ويشهد لهذا الروايات الأخرى المروية بالزيادة عن ابن عباس رضي الله عنه فيما سيأتي بيانه في الأقوال التالية إن شاء الله.

القول الثاني: هم الخدم. وهو أحد الأقوال المروية عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وهو قول طاووس وأبي مالك والإمام مالك.

- فأما قول ابن عباس فقد رواه الطبري والثعلبي من طريق أبي حمزة عن ابن عبّاسٍ قال: " من أعانك فقد حفدك، أما سمعت قول الشّاعر:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكفّهنّ أزمّة الأجمال "

- وأما قول مجاهد فقد رواه الطبري من طريق إسماعيل ابن عليّة عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهد.

- وأما قول عكرمة فقد رواه الطبري من طريق أبو الأحوص ومن طريق إبراهيم البجلي عن سماك عن عكرمة. [ أبي الأحوص]
- وأما قول طاووس فرواه الطبري من طريق ابن بشار وفي رواية أخرى بلفظ " ابنه وخادمه".
- وأما قول أبي مالك فرواه الطبري من طريق السدي عن أبي مالكٍ قال: " الحفدة الأعوان ."
- وأما قول الإمام مالك فقد رواه القرطبي من طريق ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ
تَعَالَى:" بَنِينَ وَحَفَدَةً" قَالَ: الْحَفَدَةُ الْخَدَمُ وَالْأَعْوَانُ فِي رَأْيِي.

وهذا القول مبناه على المعنى اللغوي للفظ الحفدة كما بينا في بداية البحث وله وجه إعراب أيضًا: ذكره ابن كثير رحمه الله إذ جعل الحفدة معطوفة على قوله تعالى{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} فالمعنى: أي جعل لكم الأزواج والأولاد والخدم كذلك.

وقد أشار له ابن عطية رحمه الله وحمل المعنى على العموم فقال " : مِنْ أَزْواجِكُمْ إنما هو على العموم والاشتراك، أي من أزواج البشر جعل الله لهم البنين، ومنهم جعل الخدمة فمن لم تكن له قط زوجةفقد جعل الله له حفدة، وحصل تحت النعمة، وأولئك الحفدة هم من الأزواج، وهكذا تترتب النعمة التي تشمل جميع العالم، وتستقيم لفظة «الحفدة» على مجراها في اللغة، إذ البشر بجملتهم لا يستغني أحد منهم عن حفدة "
فعلى هذا القول لا يشترط أن يكون الخدم من البنين للزوج نفسه، ولا يشترط أن يختص بتلك النعمة من له زوج وولد وغير ذلك بل النعمة بوجود الأعوان والخدم قد تكون من أي شخص آخر لأنه كما يقول البشر بجملتهم لا يستغني أحد منهم عن الآخر فكل البشر في منظومة متكاملة يخدم كل منهما الآخر، وإن كان هذا المعنى صحيح في نفسه ولكنه غير كاف لبيان سبب سياق الآية بهذا التسلسل. والله أعلى وأعلم.

القول الثالث:
هم أعوان الرّجل وأولاده الذين يخدمونه. وهو أحد الأقوال المروية عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وهو قول ابن زيد والحسن وقتادة والضحاك.

- فأما قول ابن عباس فقد رواه الطبري وابن كثير من طريق أبي بكر عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ، قال: " بنوك حين يحفدونك، ويرفدونك، ويعينونك، ويخدمونك" قال جميل:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكّفّهنّ أزمّة الأجمال "

- وأما قول مجاهد فقد رواه الطبري من عدة طرق عن ابن أبي نجيح بأكثر من لفظ.
-
وقول عكرمة رواه عبد الرزاق وعنه روى الطبري وابن كثير من طريق معمر والحكم بن أبان أن: " الحفدة: من خدمك من ولدك وولد ولدك"،
وروى الطبري من طريق ابن عيينه عن حصين عن عكرمة بلفظ مقارب.
- وأما قول ابن زيد فرواه الطبري من طريق ابن وهب عن ابن زيد قال الخدم من ولد الرّجل هم ولده، وهم يخدمونه، قال: وليس تكون العبيد من الأزواج، كيف يكون من زوجي عبدٌ؟ إنّما الحفدة: ولد الرّجل وخدمه.
- وأما قول الحسن رواه يحيى بن سلام من طريق عمار عن أبي هلال الراسبي ورواه عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبيه و رواه الطبري من طريق عمرو بن عون.
- وأما قول قتادة فرواه يحيى بن سلام والطبري من طريق سعيد عن قتادة قال: " مهنةً يمهنونك ويخدمونك من ولدك، كرامةٌ أكرمكم اللّه بها .
- وأما قول الضحاك فرواه الطبري من طريق عبيد بن سليمان.

وهذا القول هو الأقرب لمعنى الحفدة لغة والأقرب كذلك لسياق الآية الكريمة في ذكر نعمة الزواج التي امتن الله تعالى بها على عباده وقد تضمنت نعم عديدة لا تعد ولا تحصى بداية من جعل تلك الأزواج من ذات جنس البشر فخلق حواء من ضلع آدم ليحصل التآلف والسكن والرحمة والمودة ثم جعل لهم من أنفسهم الذرية من الأولاد زينة للحياة الدنيا تحمل من صفاتهم وآمالهم وتضمن ذلك أن يكونون أعوانًا وخداما وخاصة عند كبر الوالدين، وأقام الله تعالى على ذلك الشريعة فجعل للبار بأبويه من الكرامة والأجر العظيم ما هو معلوم وجعل للعقوق بالأبوين من الخسارة والمهانة في الدنيا والآخرة ما هو مشاهد لمن تأمل.
- وروى حول هذا المعنى الثعلبي عن الكلبي ومقاتل أن البنين المراد بهم الصغار من الأولاد والحفدة هم كبار الأولاد الذين يعينونه عن العمل. وأشار للقول الماوردي أيضًا دون نسبة للأقوال.


القول الرابع: الأختان أو الأصهار. وقد روي باللفظين عن ابن مسعود وابن عباس وروي عن سعيد بن جبير وأبو الضحى وإبراهيم بلفظ "الأختان". [ أبي الضحى]

- فأما قول ابن مسعود فرواه عبد الرزاق من طريق عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: «أَتَدْرِي مَا الْحَفَدَةُ يَا زِرُّ؟» , قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ؟ هُمْ أحَفَادُ الرَّجُلِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَلَدِ وَلَدِهِ , قَالَ: «لَا هُمُ الْأَصْهَارُ».
ورواه الطبري والنحاس من ذات الطريق بلفظ آخر عن عبد اللّه قال: " الحفدة: الأختان ". وروى الطبري هذا القول " الأختان " أيضًا من طريق ابن عيينه،
ومن طريق المنهال بن عمرو كلهم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود،

ومن طريق عاصم عن ورقاء قال: سألت عبد اللّه: " ما تقول في الحفدة؟ هم حشم الرّجل يا أبا عبد الرّحمن؟ قال: " لا، ولكنّهم الأختان" .
ورواه الثعلبي بذت اللفظ من طريق عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود،
ورواه كذلك الحاكم في المستدرك من طريق الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: الْحَفَدَةُ الْأَخْتَانُ «وهذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ»

- وأما قول ابن عباس فقد رواه الطبري من طريق عكرمة عن ابن عباس بلفظ " الأختان " ومن طريق علي عن ابن عباس بلفظ "الأصهار".

- وأما قول سعيد بن جبير فقد رواه الطبري من طريق عطاء بن السائب عن بن جبير.
- وأما قول أبي الضحى فقد رواه الطبري من طريق الأعمش عن أبي الضحى.
- وقول إبراهيم رواه الطبري من طريق المغيرة عن إبراهيم.

وفي ورود الروايات تارة بلفظ الأصهار وتارة بلفظ الأختان سبب لا بد منه للعودة للغة العرب:
فالأَ
خْتان لغة مفرد ختن والمراد به أهل بيت الرجل.
والأصهار لغة جمع صهر أي القرابة بالزواج،
وخصص اللفظ بالقرابة للزوجة فشمل ذلك أهل الزوجة كلهم وشمل لفظ صهر أيضًا زوج الابنة.


فمن فسر الحفدة بالأصهار وأراد به زوج الابنة فهو المعنى الأقرب لسياق الآيات والله أعلى وأعلم إذ ذكر الله تعالى البنين بلفظ ظاهر فقد يكون في معنى الحفدة اشارة لنعمة الرزق بالبنات أيضًا أن يكون لهم أزواج فيجتمع للمرء عشيرة من أولاده وأزواج أولاده تكون له عونًا وسنداً.

وهناك سبب آخر لورود الروايات باللفظين وهو أن هناك من العرب من يجعل الصَّهْرَ من الأَحماءِ والأَخْتان جميعاً.
ولهذا قال القرطبي : وَالْمَعْنَى
مُتَقَارِبٌ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْخَتَنُ مَنْ كَانَ مِنْ قِبَلِ الْمَرْأَةِ، مِثْلُ أَبِيهَا وَأَخِيهَا وَمَا أَشْبَهَهُمَا،وَالْأَصْهَارُ مِنْهَا جَمِيعًا. يُقَالُ: أَصْهَرَ فُلَانٌ إِلَى بَنِي فُلَانٍ وَصَاهَرَ. وَقَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ هُمُ الْأَخْتَانُ، يَحْتَمِلُ الْمَعْنَيَيْنِ جَمِيعًا. يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ أَبَا الْمَرْأَةِ وَمَا أَشْبَهَهُ مِنْ أَقْرِبَائِهَا، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ تُزَوِّجُونَهُنَّ، فَيَكُونُ لَكُمْ بِسَبَبِهِنَّ أَخْتَانٌ.


القول الخامس: هم بنو امرأة الرّجل من غيره. وهو أحد الأقوال المروية عن ابن عباس.

- رواه الطبري من طريق محمد بن سعد، ورواه الثعلبي وابن كثير بلفظ مقارب من طريق العوفي.
وابن كثير جعل أولاد المرأة من غير الرجل ضمن الأصهار وتأول سبب الاشارة إليهم كما قال رحمه الله " الأصهار أزواج البنات وأولاد الزوجة لأنهم غالبًا ما يكونون تحت كنف الرجل ورعايته وخدمته وقد يكون هذا هو المراد من قوله عليه الصلاة والسلام فِيحَدِيثِ بَصرة بْنِ أَكْثَمَ: "وَالْوَلَدُ عَبْدٌ لَكَ" رَوَاهُ أَبُودَاوُدَ".


القول السادس: أن الحفدة هم البنات. ذكره ابن عطية .

قال ابن عطية" وحكى الزجاج أن الحفدة البنات في قول بعضهم، قال الزهراوي لأنهن خدم الأبوين لأن لفظة البنين لا تدل عليهن، ألا ترى أنهن ليس في قول الله تعالى: الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا [الكهف: 46] وإنما الزينة في الذكور".
وحقيقة لم أجد في معاني القرآن للزجاج هذا القول، ولم أفلح في العثور على أصل قول الزهراوي، فالكلام موقوف على ابن عطية رحمه الله.


وبتأمل الأقوال السابقة والله أعلى وأعلم نجد أن لكل قول منها وجه من الصحة وأن الجمع بينهم جائز وقد يكون ورود الروايات بألفاظ متقاربة من طرق بعضها واحدة هو اختلاف تنوع فقط ومن باب التفسير بالمثال لمعنى الحفدة الموافق للغة فإن كانت الخدمة متحققة من الولد لأبيه فهي متحققة أيضًا بذرية ذلك الولد وما يترتب عليه بالتكاثر الحاصل ولا بد من الأصهار والأختان.
وبهم جميعًا تتكون عشيرة للرجل تكون له عونًا على قضاء مصالحه وحوائجه وقد كانت العرب "ومازال في الأمة من آثار ذلك" كانت تتباهي كل قبيلة وعشيرة بأصلها ونسبها وكانت تتعاون وتتحد كل قبيلة مقابل من يعاديها من غيرها وهكذا كما هو معلوم من سيرة العرب.


ونختم البحث بقول ابن جرير رحمه الله " وكان اللّه تعالى ذكره أخبرنا أنّ ممّا أنعم به علينا أن جعل لنا حفدةً تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الّذين يصلحون للخدمة منّا ومن غيرنا، وأختاننا الّذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا، وخدمنا من مماليكنا، إذا كانوا يحفدوننا فيستحقّون اسم حفدةً، ولم يكن اللّه تعالى دلّ بظاهر تنزيله ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بحجّة عقلٍ، على أنّه عنى بذلك نوعًا من الحفدة دون نوعٍ منهم،وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجّه ذلك إلى خاصٍّ من الحفدة دون عامٍ، إلاّ ما اجمعت الأمّة عليه أنّه غير داخلٍ فيهم".


هذا والله تعالى أعلى وأعلم.


ب

أحسنت بارك الله فيك.

واصلي التدرب على تخريج أقوال المفسرين وتوجيهها ، واحرصي على معرفة أصل الإسناد.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir