دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 صفر 1439هـ/10-11-2017م, 03:16 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي

مجلس أداء التطبيق الثامن (المثال الثاني) من تطبيقات دورة مهارات التفسير


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 صفر 1439هـ/10-11-2017م, 03:16 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي مجلس أداء التطبيق الثامن (المثال الثاني) من تطبيقات دورة مهارات التفسير

- معنى "ضريع" في قول الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع}.
اختلف العلماء في معنى الضريع على أقوال:
القول الأول:
هو نبت وقيل في ذلك:
- هو الشبرق ،وقيل أن أهل الحجاز يسمونه ضريع إذا يبس وهو سم ،وهو قول ابن عباس ،وعكرمة،ومجاهد ، وقتادة ،وشريك بن عبد الله ، ويحيى الفراء في معاني القرآن ،و أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي في مجاز القرآن،وابن المبارك اليزيدي في غريب القرآن وتفسيره ،وأبو سعيد الحسن السكري في شرح أشعار الهذليين ،وابن قتيبة الدينوري في تفسير غريب القرآن، وابن حيان أثيرالدين الأندلسي في البحر المحيط وأحمد الفراهيدي في (العين) ، وابن منظور في لسان العرب ،والزجاج في معاني القرآن ،و محمّد بن عبد الرزّاق الزبيدي في تاج العروس،وابن عاشور.
وقال محمّد بن عبد الرزّاق الزبيدي :(قَالَ قيسُ بنُ العَيزارَةِ يصف الإبِلَ وسوءَ مَرعاها:
وحُبِسْنَ فِي هَزَمِ الضَّريع وكُلُّها ... حَدباءُ داميَةُ اليَدَينِ حَرودُ)
وقال ابن جرير: (وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل).
وقال مكي بن أبي طالب القيسي: (وعلى هذا القول كثير من أهل اللغة).
وقال القرطبي: (الضريع: نبت ذو شوك لاصق بالأرض، تسميه قريش الشبرق إذا كان رطبا، فإذا يبس فهو الضريع، لا تقربه دابة ولا بهيمة ولا ترعاه، وهو سم قاتل، وهو أخبث الطعام وأشنعه،على هذا عامة المفسرين) وقال: (والأظهر أنه شجر ذو شوك حسب ما هو في الدنيا)،وقال أيضا: (والصحيح ما قاله الجمهور: أنه نبت).
تخريج الأقوال:
أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير في تفسيره من طريق محمد بن سعد عن أبيه عن عنه عن أبيه عن أبيه عنه.
وأما قول عكرمة فرواه ابن جرير في تفسيره من طريق محمد بن سليمان عن عبد الرحمن الأصبهاني عنه ومن طريق آخر.
وأما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق سفيان عن ليث ومن طريق الحسن عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه.
وأما قول قتادة فرواه ابن جرير في تفسيره من طريق ابن ثور عن معمر عنه،ومن طريق يزيد عن سعيد عنه.
وأما قول شريك فرواه ابن جرير في تفسيره من طريق محمد بن عبيد عنه.

- نَبَاتٌ أَخضَر مُنْتِنٌ خَفِيفٌ يَرْمي بِهِ البحرُ وَلَهُ جوْفٌ ، ذكره ابن المبارك اليزيدي في غريب القرآن وتفسيره،و ابن منظور في لسان العرب،ويوسف بن السمين الحلبي في الدر المصون ،محمد بن يعقوب الفيروزآبادي في بصائر ذوي التمييز ،ومحمّد بن عبد الرزّاق الزبيدي في تاج العروس.
- ضريع العرفج، إذا لم يكن فيه نبات ولم يمت، قاله الشيباني في كتاب الجيم وابن منظور في لسان العرب ،وابن حيان أثيرالدين الأندلسي في البحر المحيط ويوسف بن السمين الحلبي في الدر المصون ،ومحمّد بن عبد الرزّاق الزبيدي في تاج العروس.
- العوسج ،قول ابن منظور في لسان العرب ذكره عن ابن الأعرابي ،وعبد الواحد البغدادي في ياقوتة الصراط،ويوسف بن السمين الحلبي في الدر المصون ،محمد بن يعقوب الفيروزآبادي في بصائر ذوي التمييز والقاموس المحيط و محمّد بن عبد الرزّاق الزبيدي في تاج العروس.
- يبس كل شجرة ، قول الفراهيدي في (العين) ، وابن المبارك اليزيدي في غريب القرآن وتفسيره،محمد بن يعقوب الفيروزآبادي في بصائر ذوي التمييزوالقاموس المحيط،محمّد بن عبد الرزّاق الزبيدي في تاج العروس.
القول الثاني:
- شجر من نار ، قاله ابن عباس، وابن زيد، و ابن حيان أثيرالدين الأندلسي في البحر المحيط ، يوسف بن السمين الحلبي في الدر المصون، وابن عاشور.
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: (قيل: الضريع اسم سَمّى القرآن به شجراً في جهنم وأن هذا الشجر هو الذي يسيل منه الغِسلين الوارد في قوله تعالى: (فليس له اليوم هاهنا حميم ولا طعام إلا من غسلين) وعليه فحرف (من) للابتداء، أي ليس لهم طعام إلا ما يخرج من الضريع والخارج هو الغسلين).
تخريج الأقوال:
أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير في تفسيره من طريق معاوية عن علي عنه.
وأما قول ابن زيد فرواه ابن جرير في تفسيره من طريق يونس عن ابن وهب عنه.
القول الثالث:
- الزقوم ، قاله ابن حيان أثيرالدين الأندلسي في البحر المحيط ،يوسف بن السمين الحلبي في الدر المصون.
وتوجيه هذا القول ذكره ابن عطيه فقال: (لأنّ اللّه تعالى قد أخبر في هذه الآية أنّ الكفّار لا طعام لهم إلاّ من ضريعٍ، وقد أخبر أنّ الزّقّوم طعام الأثيم، فذلك يقتضي أنّ الضّريع هو الزّقّوم.)
القول الرابع:
- طعام أهل النار دون تخصيصه بشيء ، ذكره ابن منظور في لسان العرب ،ومحمّد بن عبد الرزّاق الزبيدي في تاج العروس.
قال ابن عطيه: (قال بعض اللّغويّين: وهذا ممّا لا تعرفه العرب.).
قال القرطبي: (وقال الحسن: هو بعض ما أخفاه الله من العذاب.)
قال محمّد بن عبد الرزّاق الزبيدي في تاج العروس: (هُوَ شيءٌ فِي جهنَّمَ أَمَرُّ من الصَّبْرِ، وأَنتَنُ من الجيفَةِ، وأَحرُّ من النّارِ، وَهَذَا لَا يعرِفُه العَرَبُ).


القول الخامس:
- الحجارة، وهو قول سعيد بن الجبير، ابن حيان أثير الدين الأندلسي في البحر المحيط ،و يوسف بن السمين الحلبي في الدر المصون.
تخريج الأقوال:
أما قول سعيد بن جبير فرواه ابن جرير في تفسيره من طريق أبو كريب عن ابن يمان عن جعفر عنه.
القول السادس:
القِشْرُ الَّذِي عَلَى الْعَظْمِ تَحْتَ اللَّحْمِ ،ذكره ابن منظور في لسان العرب،محمد بن يعقوب الفيروزآبادي في بصائر ذوي التمييزوالقاموس المحيط ،محمّد بن عبد الرزّاق الزبيدي في تاج العروس.
القول السابع:
- واد في جهنم ، قاله ابن حيان أثيرالدين الأندلسي في البحر المحيط.
القول الثامن:
- الخمر ورقيقها ، قاله ،محمد بن يعقوب الفيروزآبادي في بصائر ذوي التمييزوالقاموس المحيط،و محمّد بن عبد الرزّاق الزبيدي في تاج العروس.

وذكر الماوردي قول حكاه يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب أن الضريع النوى المحرق .

الدراسة:
أما القول الأول فهو قول الجمهور كما قال القرطبي فالجمهور على أنه نبت.
قال القرطبي: (الضريع: نبت ذو شوك لاصق بالأرض، تسميه قريش الشبرق إذا كان رطبا، فإذا يبس فهو الضريع، لا تقربه دابة ولا بهيمة ولا ترعاه، وهو سم قاتل، وهو أخبث الطعام وأشنعه،على هذا عامة المفسرين) وقال: (والأظهر أنه شجر ذو شوك حسب ما هو في الدنيا)،وقال أيضا: (والصحيح ما قاله الجمهور: أنه نبت).
وقال ابن جرير عن ترجيحه أنه نبت يقال له الشبرق:(وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل).
وقال مكي بن أبي طالب القيسي عن القول بأن الضريع هو الشبرق: (وعلى هذا القول كثير من أهل اللغة).
واختلف في مسمى هذا النبت، وأكثر أقوال السلف على أنه الشبرق .
القول الثاني أنه شجر من ناروهذا القول يمكن الجمع بينه وبين القول السابق ،فقد روى ابن جريرفي تفسيره: :(حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، في قولِهِ (ليْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ) قالَ: الضريعُ: الشوكُ من النارِ. قالَ: وأمَّا في الدنيا فإنَّ الضريعَ: الشوكُ اليابسُ الذي ليسَ له ورقٌ، تدعوهُ العربُ الضريعَ، وهو في الآخرةِ شوكٌ من نارٍ)، فيكون الضريع في الدنيا نبت يابس وفي الآخرة شوك من نار، وقال ابن عطية: (كلّ من ذكر شيئاً مما قدّمناه فإنما يعني أن ذلك من نارٍ ولا بدّ، وكلّ ما في النار فهو نارٌ.).
القول الثالث: أنه الزقوم ، فمن قال به احتج بأن الله تعالى أخبر أن الزقوم طعام الأثيم وهنا ليس لهم طعام إلا من ضريع ،فيقتضي ذلك أن الضريع هو الزقوم ،قال ابن عطيه : (لأنّ اللّه تعالى قد أخبر في هذه الآية أنّ الكفّار لا طعام لهم إلاّ من ضريعٍ، وقد أخبر أنّ الزّقّوم طعام الأثيم، فذلك يقتضي أنّ الضّريع هو الزّقّوم)، والرد على ذلك أن العذاب أنواع والمعذبون طبقات فقد يكون لكل طائفة لون من العذاب ،قال الزمخشري في الكشاف : (فإن قلت: كيف قيل { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } وفي الحاقة { ولا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ }[الحاقة: 36] قلت: العذاب ألوان، والمعذبون طبقات؛ فمنهم أكلة الزقوم ومنهم أكلة الغسلين، ومنهم أكلة الضريع: لكل باب منهم جزء مقسوم)، وقال ابن عطيه ناقلا رد أصحاب الأقوال الأخرى: (وأهل هذه الأقاويل يقولون: الزّقّوم لطائفةٍ، والضّريع لطائفةٍ، والغسلين لطائفةٍ).
والقول الرابع أن المعنى المراد أنه طعام أهل النار دون تخصيصه فلا يتعارض مع ماسبق.
باقي الأقوال بأن معنى الضريع الحجارة أو القشر الذي على العظم أو الخمر فهي أضعف من الأقوال السابقة ، خاصة أن الخمر من نعيم أهل الجنة وبالنسبة للحجارة فقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ) فعرفنا أنها وقود النار والله أعلم.
واختلف العلماء في المعنى الذي سمي به ضريعا على قولين : الأول أنه من الضراعة وهي اللين والضعف والذلة فهو ضعيف مضعف للبدن ، والثاني أنها من المضارعة أي المشابهة فهو يشبه المرعى الجيد في الظاهر فقط ، قال ابن عطية في المحرر الوجيز: (واختلف في المعنى الذي سمّي به ضريعاً؛ فقيل: هو ضريعٌ بمعنى مضرعٍ، أي: مضعفٍ للبدن مهزلٍ ومنه قول النبيّ صلى الله عليه وسلم في ولدي جعفربن أبي طالبٍ رضي الله عنهم: (ما لي أراهما ضارعين) يريد هزيلين.
ومن فعيلٍ بمعنى مفعلٍ قول عمرو بن معديكرب:
أمن ريحانة الدّاعي السّميع ....... يؤرّقني وأصحابي هجوع
يريد: المسمع.
وقيل: ضريعٌ: فعيلٌ من المضارعة، أي: لأنه يشبه المرعى الجيّد، ويضارعه في الظاهر، وليس به)
وقال يوسف بن السمين الحلبي في الدر المصون: (الذلة والضراعة من ذلك).
وقال ابن فارس بن زكريا الرازي في معجم مقاييس اللغة:
(الضَّادُ وَالرَّاءُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى لِينٍ فِي الشَّيْءِ. مِنْ ذَلِكَ ضَرَعَ الرَّجُلُ ضَرَاعَةً، إِذَا ذَلَّ. وَرَجُلٌ ضَرَعٌ. ضَعِيفٌ، قَالَ ابْنُ وَعْلَةَ:
أَنَاةً وَحِلْمًا وَانْتِظَارًا بِهِمْ غَدًا ... فَمَا أَنَا بِالْوَانِي وَلَا الضَّرَعِ الْغُمْرِ
وَمِنَ الْبَابِ ضَرْعُ الشَّاةِ وَغَيْرِهِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ لِينٍ. وَيُقَالُ: أَضْرَعَتِ النَّاقَةُ، إِذَا نَزَلَ لَبَنُهَا عِنْدَ قُرْبِ النَّتَاجِ.
فَأَمَّا الْمُضَارَعَةُ فَهِيَ التَّشَابُهُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: اشْتِقَاقُ ذَلِكَ مِنَ الضَّرْعِ، كَأَنَّهُمَا ارْتَضَعَا مِنْ ضَرْعٍ وَاحِدٍ. وَشَاةٌ ضَرِيعٌ: كَبِيرَةُ الضَّرْعِ، وَضَرِيعَةٌ أَيْضًا. وَيُقَالُ لِنَاحِلِ الْجِسْمِ: ضَارِعٌ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِي ابْنَيْ جَعْفَرٍ: «مَا لِي أَرَاهُمَا ضَارِعَيْنِ؟» .
وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ: الضَّرِيعُ، وَهُوَ نَبْتٌ. وَمُمْكِنٌ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْبَابِ فَيُقَالُ ذَلِكَ لِضَعْفِهِ، إِذَا كَانَ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ. وَقَالَ:
وَتُرِكْنَ فِي هَزْمِ الضَّرِيعِ فَكُلُّهَا ... حَدْبَاءُ دَامِيَةُ الْيَدَيْنِ حَرُودُ).
وقال ابن سيده في المحكم والمحيط الأعظم:
(ضَرَع إِلَيْهِ، يَضْرَع ضَرْعا وضَرَاعَة، فَهُوَ ضارِعٌ، من قوم ضَرَعَة وضُرُوع، وتَضَرَّع، كِلَاهُمَا: تذلل وتخشع. وأضرعته إِلَيْهِ الْحَاجة.
وخد ضارِع، وجنب ضارِع: متخشع، على الْمثل.
والضَّرَعُ والضَّارِع: الصَّغِير من كل شَيْء، وَقيل هُوَ الصَّغِير السن الضَّعِيف. قَالَ:
أَنَاة وحِلْما وانتظاراً بهِمْ غَداً ... فَمَا أَنا بالواني وَلَا الضَّرَعِ الغُمْرِ).
وكلا القولين محتملان ولا تعارض بينهما.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 صفر 1439هـ/18-11-2017م, 06:27 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي مجلس أداء التطبيق الثامن (المثال الثاني) من تطبيقات دورة مهارات التفسير:

مجلس أداء التطبيق الثامن (المثال الثاني) من تطبيقات دورة مهارات التفسير:

تخريج الأقوال في معنى "ضريع" في قول الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع}:

اختلف العلماء في معنى "ضريع":

•القول الأول:

أنه شجرة يقال لها الشبرق، كثيرة الشوك. ويقال: الضّريع: نبتٌ يقال له الشّبرق، يسمّيه أهل الحجاز: الضّريع إذا يبس، وهو سمٌّ). قال به عطاء الخراساني و ابن عباس ومجاهد،وعكرمة، قتادة والبخاري، وقال الخليل : الضريع : نبات أخضر منتن الريح ، يرمي به البحر. وقال الزجاج : هو نبت كالعوسج. و أيضا قال به أبي عبيدة معمر بن المثنى و الفراء.وذكره القرطبي عن الخليل في تفسيره وذكره أيضاً عن أبي ذوؤيب و الهذلي.

تخريج الأقوال:

ذكر ابن جرير في تفسيره: وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:عن ابن عباس و عكرمة و مجاهد و قتادة

oحدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الضريع: الشِّبْرق.

oحدثني محمد بن عُبيد المحاربيّ، قال: ثنا عباد بن يعقوب الأسديّ، قال محمد: ثنا، وقال عباد: أخبرنا محمد بن سليمان، عن عبد الرحمن الأصبهانيّ، عن عكرِمة في قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الشِّبرق.

oحدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الشبرق.

oحدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مِهران، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، مثله.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن؛ قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( ضَرِيعٍ ) قال: الشِّبرق اليابس.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: هو الشبرق إذا يبس يسمى الضريع.

 وقال الخليل : الضريع : نبات أخضر منتن الريح ، يرمي به البحر، وقال به أبي زكريا الفراء: وهو نبت يقال له الشبرق،وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس،وهو سم. (معاني القرآن 3\ 257).

 أبي عبيدة التيمي: " إلاّ مِنْ ضَرِيعٍ " الضريع عند العرب الشبرق شجر .( مجاز القرآن 2\ 296).

محمد عبد الله بن عبد المجيد بن مسلم بن قتيبة الدينوري :

(الضريع): نبت [يكون] بالحجاز، يقال لرطبة: الشّبرق). [تفسير غريب القرآن: 525].

•القول الثاني:

أنه شجر من نار، قال به ابن عباس، و ابن زيد.و قال به ابن عاشور في التحرير و التنوير: وقيل : الضريع اسم سَمّى القرآن به شجراً في جهنم وأن هذا الشجر هو الذي يسيل منه الغِسلين.و ذكره ابن عطية عن النبي صلى الله عليه و سلم: الضريع شوك في النار".

تخريج الأقوال:

ذكر القرطبي في تفسيره: وقال الوالبي عن ابن عباس : هو شجر من نار ، ولو كانت في الدنيا لأحرقت الأرض وما عليها . وعن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " الضريع : شيء يكون في النار ، يشبه الشوك ، أشد مرارة من الصبر ، وأنتن من الجيفة ، وأحر من النار ، سماه الله ضريعا " . وقال خالد بن زياد : سمعت المتوكل بن حمدان يسأل عن هذه الآية ليس لهم طعام إلا من ضريع قال : بلغني أن الضريع شجرة من نار جهنم ، حملها القيح والدم ، أشد مرارة من الصبر ، فذلك طعامهم . وقد قال الله تعالى في موضع آخر : فليس له اليوم هاهنا حميم ولا طعام إلا من غسلين . وقال هنا : إلا من ضريع وهو غير الغسلين . ووجه الجمع أن النار دركات فمنهم من طعامه الزقوم ، ومنهم من طعامه الغسلين ، ومنهم من طعامه الضريع ، ومنهم من شرابه الحميم ، ومنهم من شرابه الصديد . قال الكلبي : الضريع في درجة ليس فيها غيره ، والزقوم في درجة أخرى . ويجوز أن تحمل الآيتان على حالتين كما قال : يطوفون بينها وبين حميم آن.

 و قال ابن عاشور: وقيل : الضريع اسم سَمّى القرآن به شجراً في جهنم وأن هذا الشجر هو الذي يسيل منه الغِسلين الوارد في قوله تعالى : { فليس له اليوم ههنا حميم ولا طعام إلا من غسلين } [ الحاقة : 35 ، 36 ] وعليه فحرف { مِن للابتداء ، أي ليس لهم طعام إلا ما يخرج من الضريع والخارج هو الغسلين وقد حصل الجمع بين الآيتين .

و ذكر الطبري : حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) يقول: شجر من نار.

oحدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الضريع: الشَّوك من النار. قال: وأما في الدنيا فإنَّ الضريع: الشوك اليابس الذي ليس له ورق، تدعوه العرب الضريع، وهو في الآخرة شوك من نار.

•القول الثالث: أنه الزقوم، قال به سعيد بن جبير، وقال الحسن: الضريع: الزقوم وهو الذي يضرع و يذل من أكله لمرارته و خشونته.

تخريج الأقوال:

ذكر القرطبي في تفسيره: وعن الحسن أيضا : هو الزقوم . وقيل : هو واد في جهنم . فالله أعلم . وقد قال الله تعالى في موضع آخر : فليس له اليوم هاهنا حميم ولا طعام إلا من غسلين . وقال هنا : إلا من ضريع وهو غير الغسلين . ووجه الجمع أن النار دركات فمنهم من طعامه الزقوم ، ومنهم من طعامه الغسلين ، ومنهم من طعامه الضريع ، ومنهم من شرابه الحميم ، ومنهم من شرابه الصديد . قال الكلبي : الضريع في درجة ليس فيها غيره ، والزقوم في درجة أخرى . ويجوز أن تحمل الآيتان على حالتين كما قال : يطوفون بينها وبين حميم آن . القتبي : ويجوز أن يكون الضريع وشجرة الزقوم نبتين من النار ، أو من جوهر لا تأكله النار .

•القول الرابع:

السلاء و هو شوك النخل،وكيف يسمن من كان طعامه الشوك، قال به أبو الجوزاء.

تخريج الأقوال:

ذكره الإمام فخر الدين الرازي أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين في التفسير الكبير
ثم قال أبو الجوزاء : وكيف يسمن من كان يأكل الشوك !

•القول الخامس: الحجارة في النار، قال به سعيد بن الجبير

تخريج الأقوال:

ذكر الطبري في تفسيره: حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الحجارة.

•القول السادس:

أنه طعام يضرعون إلى الله تعالى منه، قاله ابن كيسان، و ابن بحر.

تخريج الأقوال:

ذكره ابن الجوزي والقرطبي في تفسيرهما عن ابن كيسان.وذكره الماوردي عن ابن بحر .

الدراسات:

•القول الأول: وهو قول الجمهور كما قال الطبري: ليس لهؤلاء الذين هم أصحاب الخاشعة العاملة الناصبة يوم القيامة طعام، إلا ما يطعمونه من ضَرِيع. والضريع عند العرب: نبت يُقال له الشِّبْرِق، وتسميه أهل الحجاز الضَّريع إذا يبس، ويسميه غيرهم: الشِّبْرق، وهو سمّ.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

وذكر القرطبي: قال عكرمة ومجاهد : الضريع : نبت ذو شوك لاصق بالأرض ، تسميه قريش الشبرق إذا كان رطبا ، فإذا يبس فهو الضريع ، لا تقربه دابة ولا بهيمة ولا ترعاه وهو سم قاتل ، وهو أخبث الطعام وأشنعه على هذا عامة المفسرين . إلا أن الضحاك روى عن ابن عباس قال : هو شيء يرمي به البحر ، يسمى الضريع ، من أقوات الأنعام لا الناس ، فإذا وقعت فيه الإبل لم تشبع ، وهلكت هزلا . والصحيح ما قاله الجمهور : أنه نبت .

•القول الثاني:

أنه شجر من نار؛ وعن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " الضريع : شيء يكون في النار ، يشبه الشوك ، أشد مرارة من الصبر ، وأنتن من الجيفة ، وأحر من النار ، سماه الله ضريعا ".

و يمكن الجمع بين القول الأول و الثاني من تفسير ابن جرير الطبري: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الضريع: الشَّوك من النار. قال: وأما في الدنيا فإنَّ الضريع: الشوك اليابس الذي ليس له ورق، تدعوه العرب الضريع، وهو في الآخرة شوك من نار. فقد يكون الشكل واحد لكن الطعم مختلف كما في قوله تعالى في أهل الجنة: " كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ" (سورة البقرة :25).

•القول الثالث:

أنه الزقوم، وقد ورد في تفسير القرطبي: . ووجه الجمع أن النار دركات فمنهم من طعامه الزقوم ، ومنهم من طعامه الغسلين ، ومنهم من طعامه الضريع ، ومنهم من شرابه الحميم ، ومنهم من شرابه الصديد.

•الأقوال الأخرى
: هي مابين تفسير الكلمة بالحجارة؛ و هذا القول تفرد به السعيد بن الجبير،وذكرت الآية الطعام فكيف يفسر أن يكون طعامهم الحجارة؟! و هناك من الاقوال الأخرى أنه طعام يضرعون إلى الله تعالى منه، و لا بأس بهذا القول.

•وأهل اللغة في معنى الضريع: ضرع الضرع: ضرع الناقة، والشاة، وغيرهما، وأضرعت الشاة: نزل اللبن في ضرعها لقرب نتاجها، وذلك نحو: أتمر، وألبن: إذا كثر تمره ولبنه، وشاة ضريع: عظيمة الضرع، وأما قوله: ﴿ليس لهم طعام إلا من ضريع﴾ [الغاشية/6]، فقيل: هو يبيس الشبرق (الشبرق بالكسر: شجر منبته نجد وتهامة، وثمرته شاكة؛ والقول الذي ذكره المؤلف هو لأبي عبيدة في المجاز 2/296.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 ربيع الأول 1439هـ/19-11-2017م, 02:40 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

تحرير أقوال المفسرين واللغويين في معنى ( ضريع )

اختلف علماء السلف وعلماء اللغة في معنى الضريع على أقوال ...
🔹 القول الأول :
أنه نبت ينبت في جزيرة العرب اسم رطبه الشبرق ، فإذا يبس سماه أهل الحجاز الضريع ، وهو شر الطعام وأخبثه ... لا تقربه دابة إذا يبس ولا يرعاه شيء .
- قال عكرمة : شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض ، فإذا كان الربيع سمتها قريش الشبرق ، فإذا هاج العود سمته الضريع ...

- وقال أبو حنيفة : وهو مرعى سوء لا تعقد عليه السائمة شحما ولا لحما ، وإن لم تفارقه إلى غيره ساء حالها ...

- قال الفراهيدي : هو يبيس الشبرق

- قال ابن سيدة : ( والشبرق واحدته شبرقة ، وبها سمي الرجل ، وهي عشبة أطرافها كأطراف الأسل فيها حمرة ، وهو مرعى غير ناجع في راعيته ولا نافع ... وهو الضريع الذي ذكره الله تبارك وتعالى )

- قال امرؤ القيس :
فأتبعتهم طرفي وقد حال دونهم ... غوارب رمل ذي ألاء وشبرق
( ذكره ابن قتيبة وغيره )

- وقال الهذلي يذكر إبلا وسوء مرعاها :
وحبسن في هزم الضريع فكلها .... حدباء دامية اليدين حرود
والهزم: ما يبس وتكسر من الضريع.
قال الطيبي : يصف نوقاً حُبسن في مرعى سوء غير ناجع، وهزلن، وكلهن داميات الأيدي من وضعها على الضريع ذي الشوك، عُصبن من سوء الحال، أو قليلة اللبن ...

- وقال أبوذؤيب :
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى
وعاد ضريعا بان عنه النحائص

▪روى الطبري هذا القول عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة
وذكره الثعلبي ومكي بن أبي طالب والماوردي ( ذكره عن ابن عباس وقتادة ) وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي ( عن عكرمة ومجاهد ) وابن كثير ( وذكر أبا الجوزاء أيضا ) والسيوطي وأبو حيان الأندلسي ، وذكره ابن عاشور دون أن ينسبه ... ، كما رواه الطبري عن شريك بن عبدالله

- وبه قال جمهور اللغويين ... فقاله الفراهيدي في العين ، والفراء في معاني القرآن ومعمر بن المثنى في مجاز القرآن ، والقايم بن سلام في لغات القبائل واليزيدي في غريب القرآن والسكري في شرح أشعار الهذليين وابن قتيبة الدينوري في تفسير غريب القرآن وكتاب تأويل مشكل القرآن ، وهود بن محكم وابن أبي زمنين نقلا عن الكلبي ، والزجاج في معاني القرآن وابن درسد في جمهرة اللغة وابن الأنباري في الأضداد وأبو منصور في تهذيب اللغة والجوهري في الصحاح ومكي ( وأضاف عطاء ) في تفسير المشكل من غريب القرآن وابن سيدة في المخصص وفي المحكم والأصفهاني في المفردات والزمخشري في الكشاف وابن منظور والفيروز آبادي ...

- قال الطبري بعد ذكره أن الضريع هو نبات الشبرق وذكر صفته : وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل

- قال القرطبي : قال بعد أن ذكر قول عكرمة ومجاهد : وعلى هذا عامة المفسرين
وقال : والصحيح ما قاله الجمهور أنه نبت

🔺تخريج أقوال السلف :
- أما ابن عباس فروى عنه الطبري أنه الشبرق من طريق محمد بن سعد عن أبيه عن أبيه عنه
- وأما عكرمة فقد روى عنه الطبري من طريق عبد الرحمن الأصبهاني عنه أنه الشبرق ، كما روى عنه من طريق أبي رجاء عن نجدة ( رجل من عبد قيس ) عنه
- وأما مجاهد فرى عنه الطبري من طريق سفيان عن ليث عنه ... كما روى عنه من طريق أبي نجيح عنه .
- وقتادة فرواه الطبري عن أبي ثور عن معمر عن قتادة ...
- وأما شريك بن عبد الله فرواه عنه الطبري من طريق محمد بن عبيد عنه .

▪وأما أبو الجوزاء الذي ذكره ابن كثير قال بأنه السلم ، أي الشوك ، ولم أجد له إسنادا
وكذلك نسبة مكي القول لعطاء لم أجد لها نسبة فيما وقفت عليه ...

🔺توجيه هذا القول :
مبنى هذا القول ما تعرفه العرب في جزيرة العرب من الألفاظ واستعمالاتها ... فكما ان الله يذكر من أصناف النعيم ما يعرف مثله في الدنيا تقريبا لما فيها من النعيم ، وإن كان لا يشترك معه إلا في الاسم ، فكذلك في عذاب أهل النار يذكر الله لهم من طعامهم وشرابهم أسوأ ما يعرفون من الأطعمة والأشربة عذابا لهم والعياذ بالله ...
فالضريع ليس من طعام الناس الذي يأكلونه وإنما هو مما ترعاه الإبل رطبا ... فإذا يبس تركته لخبثه وسوئه ...
فجعل الله من عذابهم هذا الذي تأنفه الداوب وتبعد عنه لخبثه وسميته طعاما لهم نكالا من الله ...

▪وقيل إن تسميته ضريع بمعنى مضرع ... أي مضعف للبدن مهزل له ... فكذلك الضريع مهزل لبدن الدواب إن لم تتحول عنه هلكت
- وقيل بل هو ضريع على وزن فعيل من المضارعة وهي مشابهة الشيء ... فكذلك الضريع يشبه المرعى الجيد ويضارعه في الظاهر لكنه في الحقيقة مرعى سوء ...

🔹 القول الثاني :
الضريع هو نوع من أنواع النباتات رطبها أو يابسها...
وقد تنوعت أقوال السلف واللغويين في تحديد نوع هذا النبات
- فقيل هو العوسج
- وقيل السلاء ( وهو الشوك )
- وقيل السلم وهذه الثلاثة نباتات شوكية يعرفها أهل البادية ،
- وقـيل العرفج
- وقيل العشرق وكلاهما من النباتات البرية التي تعرفها العرب ...

فالعوسج :
- قال بعضهم أن الضريع هو رطب العوسج
قال غلام ثعلب : قال ابن الأعرابي : الضريع العوسج الرطب ، فإذا جف فهو العوسج فإذا زاد جفوفه فهو الخزير ... ونقله الأزهري والزبيدي كذلك عن ابن الأعرابي
وقال الفيروز آبادي : هو العوسج الرطب
وقال ابن عطية : هو نبت كالعوسج

والسلاء ( وهو شوك )
ذكره الزبيدي عن أبي الجوزاء ، وذكره الفيروز آبادي
وذكره السيوطي عن أبي الجوزاء ولم أجده مسندا فيما بحثت فيه

والسلم : ذكره الماوردي ولم ينسبه ، وذكره ابن الجوزي عن أبي الجوزاء ... ولم أجده مسندا له .

وأما العرفج : فذكره أبو عمر الشيباني في كتابه الجيم قال : قال الأسلمي : الضريع العرفج إذا لم يكن فيه نبت ولم يمت ...
وقال الزبيدي : قال ابن عباد : يبيس كل شجرة وخصه بعضهم بيبيس العرفج والخلة
وقال ابن سيدة : هو يبيس العرفج والخلة ، وقاله ابن منظور
وقال السمين الحلبي : هو يبيس العرفج إذا تحطم ...
وذكر ابن عطية أنه يبيس العرفج

- كما ذكر أبوحيان أنه قيل هو رطب العرفج ...

والعشرق
ذكره ابن عطية ، وهو ما يعرف بالسنامكي
وذكره أبو حيان بقوله : العبشرق

▪وقال بعضهم هو نبت له شوك يكون بالبادية ... ولم يحدد صنفا ولا نوعا . ذكر ذلك القاسم بن سلام .

🔺تخريج الأقوال :
الأقوال في هذا النوع وردت نقلا عن أهل اللغة ... ولم ينقل منها شيء عن علماء السلف إلا ما نقل عن أبي الجوزاء ولم أجد له شيئا مسندا فيها .

🔺 توجيه القول :
هذا القول مبني على أن الضريع يأكله أهل النار والعياذ بالله ، وهو لا يسمن ولا يغني من جوع ... فلا تتحقق منه منفعة الغذاء فيه لا بالصحة والبناء ولا بالقوة والحياة ... وكذلك النباتات الشوكية التي ذكروها أو البرية التي ترعاها الدواب لا تسمن ولا تغني من جوع ...
وهو تفسير الضريع بالمثال ... فذكر أمثلة لما يحتمله وصفه

▪وهذه الأقوال شبيه بالأول من كون أن الضريع هو نبت شائك إذا يبس ... ولكن الظاهر أن استعماله في الشبرق أقوى ...

🔹القول الثالث :
نبت تقذفه بعض البحار منتن الريح
روي عن ابن عباس
- فقد ذكره الثعلبي عن عطاء عن ابن عباس قال : شيء يطرحه البحر المالح يسميه أهل اليمن الضريع
وذكره ابن عطية قال : نبت في البحر أخضر منتن مجوف ...
ونسب ابن عطية هذا القول إلى بعض المفسرين دون تحديد
- وذكره القرطبي عن الضحاك عن ابن عباس أنه شيء يرمي به البحر من أقوات الأنعام لا الناس ، فإذا وقعت فيه الإبل لم تشبع ...
- وذكره من أهل اللغة : الخليل الفراهيدي و أبو يحيى اليزيدي وابن دريد وابن سيدة والراغب الأصفهاني وابن منظور والفيروز آبادي ... كما نقله الزبيدي عن الليث وعن الراغب ...

- قال الخليل : نبات أخضر منتن الريح يرمي به البحر
وقال اليزيدي : وذكروا أن بعض البحار يقدف في كل سنة ورقا ليس له قوة ...
- قال الفيروز آبادي : نبات في الماء الآجن له عروق لا تصل الأرض ، وقال نبات منتن يرمي به البحر ...

🔺والذي يظهر من رد مشركي مكة عندما قالوا أن إبلهم تسمن من الضريع ؛
- أنه كان دائم التواجد في مراعيهم وأن إبلهم ترعى منه وهو رطب ، فلم يكونوا ينتظرون قذفه من البحر حتى ترعاه إبلهم ...
- ثم إن معرفتهم له عند ذكره وعدم سؤالهم ما هو دليل أنه كلهم كانوا يعرفونه مع أنهم لم يكونوا أهل بحر وإبحار
- ثم إن من صفة الضريع أنه لا يسمن ولا يغني من جوع ؛ وهذا الوصف يتناسب مع كون النبات شوكيا ليكون في أكله عذاب ... ثم ليكون لا يسد جوعتهم ولا حاجتهم للطعام ... والله أعلم .

🔹القول الرابع :
أن الضريع :
- شجر في النار
- وقيل شوك من النار

وقد جمعت القولين في قول واحد لاتساقهما وتلازمهما

أما الأول ( أنه شجر من النار ) فقد روي عن ابن عباس ...
- رواه عنه الطبري من طريق معاوية عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : شجر من نار
وذكره الثعلبي ومكي ابن أبي طالب والماوردي وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي وابن كثير والسيوطي وأبو حيان الأندلسي واأبو السعود وابن عاشور ...
- قال القرطبي : ( لو كان في الدنيا لأحرقت الأرض وما عليها ) .

- و قاله من اللغويين ابن قتيبة وغلام ثعلب والفيروز آبادي والزمخشري ...

وأما الثاني : أنه شوك من نار فقد روي عن ابن زيد ...
روى عنه ابن جرير عن ابن وهب عنه قوله : الشوك من النار
أما في الدنيا فإن الضريع الشوك اليابس الذي ليس له ورق تدعوه العرب ضريع ، وهو في الآخرة شوك من نار ...
وذكره الثعلبي ومكي والماوردي وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي ...
- وذكر الثعلبي والقرطبي أثرا عن ابن عباس رفعاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وذكر السيوطي أن سنده واه ...
قال فيه : الضريع شيء يكون في النار شبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة وأشد حرا من النار ...

- قال القرطبي : والأظهر أنه شجر ذو شوك حسبما هو في الدنيا

▪ وقد ذكر الزجاج وابن الجوزي وغيرهما ما روي من قول كفار قريش لما أخبروا بطعام الضريع :
- قال ابن الجوزي : ( قال المفسرون: لما نزلت هذه الآية قال المشركون: إن إبلنا لتسمن على الضريع، فأنزل الله تعالى ((لا يسمن ولا يغني من جوع)) وكُذِّبوا، فإن الإبل إنما ترعاه ما دام رطباً، وحينئذ يسمَّى شِبْرِقاً، لا ضريعاً، فإذا يبس يسمى: ضريعاً لم يأكله شيء.
فنفى سبحانه تحقق أي فائدة منه .. فأي فائدة فيه وهو لا يحقق ما يوجد الغذاء لأجله ... الجوع والصحة ...

🔹القول الخامس :
أنه طعام أهل النار ...
خصه بعضهم بصفات ، أو أنواع ... وأبقاه بعضهم عاما في كل طعام ...
1- فقال بعضهم : الضريع هو الزقوم ... روي هذا القول عن الحسن ، وذكره عنه مكي وابن عطية والقرطبي وأبو حيان والسمين الحلبي ، كما ذكره ابن كثير والسيوطي عن سعيد جبير ...

🔺 تخريج الأقوال :
ولم أجده مسندا للحسن ... ولا لابن جبير
🔺توجيه القول :
وأما وجه هذا القول وتخصيصه الزقوم ما قاله ابن عطية : ( لأن الله أخبر في هذه الآية أن الكفار لا طعام لهم إلا من ضريع ... وقد أخبر أن الزقوم طعام الأثيم فذلك يقتضي أن الضريع هو الزقوم )
وذلك ليس لازما كما سيمر ... فالزقوم وإن كانت من شجر أهل النار ومما يأكلون منها لكنها لا تعني أن ليس غيرها مما يؤكل فيها ...

2- وقال بعضهم : الضريع هو طعام خبيث يلجئ آكله إلى التضرع إلى الله ليخلصهم منه ...
🔺التخريج :
قال ابن كيسان : هو طعام يضرعون عنده ويذلون إلى الله طلبا للخلاص منه ... ذكره عنه الثعلبي والمكي والماوردي وابن عطية والقرطبي ...

🔺التوجيه :
وهذا القول مبناه اعتبار( ضريع ) بمعنى الفاعل : ضارع ... ذلك أن هذا الطعام يجعلهم يتضرعون إلى الله أن يخلصهم منه ...
قال القرطبي : فسمي بذلك لأن آكله يضرع في أن يعفى منه لكراهته وخشونته ...

▪ وهذا القول لم يخصص صنفا ولا نوعا من أنواع الطعام ... فجعل كل طعام له وصف مشترك في أنه ( لا يسمن ولا يغني من جوع ) يصلح عليه اسم الضريع ...
وأهل النار يضرعون إلى الله ليخلصهم من العذاب كله ليس في المأكل فقط ، قال تعالى ( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون )

▪ وذكر ابن قتيبة قول من قال أن ( ضريع ) هنا هي في معرض ضرب المثل ، لا أنها طعام أهل النار حقيقة ... ذلك أن الضريع من أكل الدواب لا الناس ، وإذا أكلت منه الإبل هزلت ...
وبذلك يكون المعنى أن هؤلاء يأكلون في النار ما لا يشبعهم كما لا يشبع الضريع الإبل ، ويعذبون بالجوع كما يعذب من قوته الضريع ...
ولا داعي لهذا التأويل ... ولا يبعد من كون الضريع نبت في النار ... فالله سجر البحر وأخرج من الشجر الأخضر نارا ،.. وهو القادر سبحانه على كل شيء .

▪ روى الترمذي قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا عاصم بن يوسف حدثنا قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سننه في صفة طعام أهل النار : ( يُلْقَى عَلَى أَهْلِ النَّارِ الْجُوعُ حَتَّى يَعْدِلَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ، فَيَسْتَغِيثُونَ بِالطَّعَامِ، فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ مِنْ ضَرِيعٍ لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) وهو حديث طويل ...
قال عبد الله بن عبد الرحمن والناس لا يرفعون هذا الحديث قال أبو عيسى إنما نعرف هذا الحديث عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قوله وليس بمرفوع وقطبة بن عبد العزيز هو ثقة عند أهل الحديث

3- وقال بعضهم : الضريع طعام أهل النار وهذا لا تعرفه العرب ...
قاله ابن سيدة وابن منظور والزبيدي ... ونسبه ابن عطية لبعض اللغويين
وهذا لا يعرفه العرب وهو طعام أهل النار : قيل فعندهم أنه طعام لا تعرفه العرب ولكنه من طعام أهل النار ... وهو قول يبعد أن يكون سليما لأن القرآن عربي جاء يخاطب قوما بلغتهم ، وبما يعرفون ويتقنون ... وهنا كان مكمن إعجازه ...
ولا يصح مخاطبة قريش بما لا تعرفه ولا تفهمه فهي أفصح العرب

▪واختلف قوم في كون الضريع هو طعام أهل النارفي قوله تعالى ( ليس لهم طعام إلا من ضريع ) هنا ، وقوله في موضع آخر : ( ليس لهم طعام إلا من غسلين ) فأيهما طعام أهل النار ...
قالوا : كما أهل الجنة درجات ، فإن أهل النار دركات ...
وقالوا : فمنهم من يختص بعذاب الزقوم ومنهم من يعذب بالغسلين ومنهم من يعذب بالضريع ... لكل ما يناسبه حسب دركته وما استحق فيها ...
وقال بعضهم أن شجرة الضريع في جهنم تخرج من ثمارها الغسلين وهذا وجه آخر للجمع بين القولين ...ويقال في الزقوم مثله ..

🔹القول السادس :
الضريع واد في جهنم :
ذكره مكي وابن عطية والقرطبي وأبو حيان الأندلسي كلهم لم ينسبوه إلى أحد ...
ويوجه هذا القول باعتبار المكان ... أي أن طعامهم هو من ذلك الوادي في جهنم ... وهو خروج عن ظاهر النص بلا سبب والله أعلم

🔹القول السابع :
الضريع : الحجارة
قاله سعيد بن جبير ...
رواه عنه الطبري من طريق جعفر ...
وذكره الثعلبي ومكي والماوردي وابن عطية والقرطبي وابن كثير والسيوطي وأبو حيان وذكره السمين الحلبي ، كلهم عن ابن جبير ...
كما ذكر مكي والقرطبي عكرمة فيمن قالو بهذا القول .

🔹القول الثامن :
الضريع : الخمر أو رقيقها ... قاله الفيروز آبادي ، والزبيدي عن ابن عباد
▪وهذا بعيد لأن الخمر في الآخرة من نعيم أهل الجنة والحديث هنا عن العذاب .

🔹 القول التاسع :
النوى المحرق :
ذكره الماوردي قال : حكاه يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب .

🔹القول العاشر :
الضريع : الجلدة التي على العظم تحت اللحم من الضلع
رواه أبو منصور الأزهري والزبيدي عن الليث ، وذكره ابن سيدة في المخصص ، وابن منظور في لسان العرب ، والفيروز آبادي في القاموس المحيط . وذكره ابن عطية وقال : ولا أعرف من تأول بهذا .

وهو كقوله تعالى ( ولا طعام إلا من غسلين ) الذي من معناه قيح وصديد أجسامهم ... فكأنهم يأكلون من أجسامهم بعد نزع الشوى والوصول إلى عظمها ... والعياذ بالله

🔹القول الحادي عشر :
الضريع هو مما أخفى الله من العذاب
ذكره الثعلبي والقرطبي عن الحسن
ولم أجد للحسن شيئا مسندا فيما بحثت فيه ....

🔹القول الثاني عشر :
والضريع : صفة للشاة عظيمة الضرع ...
ذكره ابن سيدة عن الفارسي وقال : لا أدري أين ذكرها ...
ورواها عن أبي عبيد وقال أنه ذكرها بالهاء ( ضريعة )
وليست من المعاني المقصودة هنا ... وإنما ذكرتها تتميما للفائدة

الترجيح :
لا شك أن الألفاظ القرآنية على سعة معانيها وتنوعها تثري معنى الآية وتوسع فيه ...
وإن لفظة الضريع من الألفاظ المشتركة في المعنى ... ولذلك اختلف فيها أهل التفسير وأهل اللغة ...
وبعد البحث في الأقوال نجد من الأقوال ما هو أقوى من غيره ... وأقوال تحتملها الآية وتفسيرها ، وأقوال أخرى بعيدة ...

▪ولعل القول الأقرب للصواب هو ما اجتمع عليه المفسرون وعلماء اللغة ، وهو ما عرفه العرب حين سمي لهم الضريع فسارعوا بالاستهزاء أن إبلهم تسمن من الضريع أي أنهم عرفوه ولم يكن غريبا عليهم ... وهو القول الأول ... أن الضريع هو نبات الشبرق الذي إذا جف صار ضريعا ...

▪أما الأقوال الباقية :
وإن كنت قد أوردت تعليقا على بعضها في موضعه ...
فالقول الثاني قريب من الأول لكنه أعم منه ...
وهو كذلك قريب من الثالث ...
فهذه الأقوال اشترك في أن الضريع نبات ... بغض النظر عن طبيعته وطريقة عيشه ...
فأعمها الثاني
وأقربها للصواب الأول .
وأما الرابع والخامس فكذلك متقاربان في كونهما مما يعذب به أهل النار في مأكلهم ... إذ يستغيثون فيغاثون بالضريع وهو لا يسمن ولا يغني من جوع ... ويحصل لهم العذاب سواء كان ذلك شجرا في جهنم أو شوكا أو صنفا آخر من الطعام
أما السادس فلم ينسبوه لأحد ... وفيه بعد
وأما السابع ( الحجارة ) والتاسع ( النوى المحرق ) فهي من باب التفسير بالمثال لما يمكن أن يكون عليه الضريع مما لا يؤكل ولا يغني تناوله عن صاحبه شيئا ...
وأما الثامن فهو بعيد لكون الخمر ورقيقها من نعيم أهل الجنة في الآخرة فكيف يكون عذابا ؟
وأما العاشر ففيه غرابة
والحادي عشر فأن الله مهما أظهر وأعلمنا من العذاب فما عنده أعظم والعياذ بالله ... فيمكن أن يكون مما يخفيه الله من العذاب ... يخفي كامل حيثياته وصفاته لا وجوده
ولكن يضعف هذا أنهم خوفوا بما يعرفون ، لذلك لم نجد منهم من يسأل ما هذا الذي خوف به ...

🔶 فالخلاصة أن الضريع هو من طعام أهل النار وهو نبت ذكره الله لهم لأنهم يعرفونه في الدنيا فيكون لهم طعاما في الآخرة يأكلون من شجره في جهنم ... ويعذبون بحره وشوكه وحرقته وسوء طعمه وخبثه ، وما يلازم ذلك من المهانة في نسبة هذا الطعام الذي تأنفه الدواب وتعافه لهم ... فيكونون كالإبل ترعى ما لا يغنيها إنما يزيدها هزالا وضعفا فيزيدون جوعا على جوع ويكون عذابهم ازدياد الجوع مع سوء المطعم فيطلبون الشراب فيسقون الحميم والعياذ بالله ... فيزدادون غما بعد غم ... وهذا الذي يجعلهم يضرعون إلى الله ليخلصهم من العذاب ... وقيل أنه منه سمي ضريعا ... أعاذنا الله وإياكم من عذاب جهنم ورزقنا الفردوس الأعلى ...
والله تعالى أعلم بالصواب






رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 ربيع الأول 1439هـ/19-11-2017م, 02:30 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

اختلف العلماء في معنى "الحفدة " على أقوال

القول الأول: ..الخدم


وهو قول ابن عباس و عكرمة و مجاهد والحسن وأبي ابن طاووس ومحمد بن عُزير السجستاني

قال طرفة بن العبد
(يحفدون الضيف في أبياتهم ... كرماً ذلك منهم غير ذل)

التخريج
- أما قول ابن عباس فقدر رواه مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ في جزء تفسير مسلم من طريق ا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ أنه قال كان ابن عباس يقول الحفدة الخدم..
ورواه ابن جرير من طريق محمّد بن خالد بن خداشٍ، قال: حدّثني سلم بن قتيبة، عن وهب بن حبيبٍ الأسديّ، عن أبي حمزة، عن ابن عبّاسٍ.
-أما قول عكرمة فقد رواه ابن جرير من طريق محمّد بن خالد بن خداشٍ، قال: حدّثني سلم بن قتيبة، عن حازم بن إبراهيم البجليّ، عن سماكٍ، عنه
-وراه أيضا من طريق ابن وكيعٍ قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن سلاّم بن سليمٍ، وقيسٍ، عن سماكٍ، عن عكرمة قال: " هم الخدم ".
وواره من طريق آخر طريق أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سلاّمٌ أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة، مثله
ورواه عبد الرزاق من طريق .عن معمر ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، في قوله تعالى : { بنين وحفدة } ، قال : الحفدة من يخدمك من ولدك وولد ولدك
- أما قول مجاهد رواه ابن جرير من طريق محمّد بن خالدٍ، وابن وكيعٍ، ويعقوب بن إبراهيم، قالوا: حدّثنا إسماعيل ابن عليّة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ،
-أما قول الحسن رواه ابن جرير من طريق المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن منصورٍ، عن الحسن.
ورواه من طريق آخر قال حدثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا ابن التّيميّ، عن أبيه، عن الحسن.
ورواه عبد الرزاق من طريق ابن التيمي ، عن أبيه ، عن الحسن .
-أما قول ابى ابن أبى طاووسرواه ابن جرير من طريقابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا زمعة، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه. ".

وهذا القول مبني على أن في الآية تقديم وتأخير ؛ والمعنى جعل لكم من أزواجكم بنين و جعل لكم حفدة
قال المهدوي : ومن جعل الحفدة الخدم ، جعله منقطعا مما قبله ينوي به التقديم ، كأنه قال : جعل لكم حفدة ، وجعل لكم من أزواجكم بنين.كما في تفسير القرطبي
وقال أبو مظفر السمعاني:..في الآية تقديم وتأخير ، ومعناه : وجعل لكم حفدة ، ومن أزواجكم بنين
أو هو على اعتبار أن "حفدة" منصوبة بجعل مضمرة والمعنى وجعل لكم حفدة..فيكونوا ليسوا داخلين في كونهم من الأزواج .

القول الثاني:.. الأعوان
وهو قول ابن عباس وعكرمة وابن أبي مالك وقول ابن عرفة كما في تفسير القرطبي وهو قول ابن فارس قال وهو - وَهُوَ الصَّحِيحُ -

التخريج
-أما قول ابن عباس فقد رواه ابن جرير من طريقمحمّد بن خالد بن خداشٍ، قال: حدّثني سلم بن قتيبة، عن وهب بن حبيبٍ الأسديّ، عن أبي حمزة، عن ابن عبّاسٍ
" أما قول عكرمة رواه ابن جرير من طريق ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن حصينٍ، عن عكرمة، قال: " الّذين يعينونه
ورواه بسند آخر من طريق المثنّى قال: حدّثنا أبو نعيمٍ قال: حدّثنا سفيان، عن حصينٍ، عن عكرمة: {بنين وحفدةً} قال: " ولده الّذين يعينونه ".
ورواه بسند آخر
أما قول ابن أبى مالك رواه الطبري من طريق -ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ: " الحفدة، قال: الأعوان.
قَالَ ابْن شُمَيْل: مَنْ قَالَ الحَفَدَةُ: الأَعْوَانُ فَهُوَ أَتْبَعُ لكَلَام العَرَب مِمَّنْ قَالَ الأَصْهار
وهذا القول مثل سابقيه مبني على أن "حفدة" منصوبة بجعل مضمرة والمعنى وجعل لكم حفدة..فيكونوا ليسوا داخلين في كونهم من الأزواج . أو أن في الآية تقديم وتأخير

للقول الثالث..أعوانا وخدمة

القائلون به
هو قول أبي عبيد معمر ابن المثنى؛ عبد اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ ومكي القيسي كما في تفسير مشكل من غريب القران وأبو حيان في البحر المحيط
وهذا القول فيه جمع للقولين السابقين



القول الرابع أنصارا خدما و أعونا
هو قول مجاهد
التخريج
-أما قول مجاهد فقد رواه عبد الرحمان الهمداني كما فى جزء تفسير مجاهد من طريق إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بنين وحفدة يعني أنصارا وأعوانا وخدما
وهذا القول أيضا فيه جمع بين القول الأول والثاني مع زيادة الأنصار



القول الخامس...الأختان

وهو قول عبد الله ابن مسعود و عبد الله ابن عباس و سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي ومجاهد و أبي الضحى و الفراء


وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
فَلَوْ أَنَّ نَفْسِي طَاوَعَتْنِي لَأَصْبَحَتْ ... لَهَا حَفْدٌ مِمَّا يُعَدُّ كَثِيرُ
وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ عَلَيَّ أَبِيَّةٌ ... عَيُوفٌ لِأَصْهَارِ اللِّئَامِ قَذُورُ

التخريج
-أما قول عبد الله ابن مسعود فقد رواه النحاس في كتابه معاني القران قال روى سفيان الثوري عن عاصم عن زر عن عبد الله بنمسعود .
و ..رواه ابن جرير من طريق أبي أبو كريبٍ، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا أبو معاوية، قال: حدّثنا أبان بن تغلب، عن المنهال بن عمرٍو، عن ابن حبيشٍ، عن عبد اللّه.
ورواه أـيضا بسند آخر من طريق أبي كريبٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ، عن عاصمٍ، عن ورقاء، سألت عبد اللّه: " ما تقول في الحفدة؟ هم حشم الرّجل يا أبا عبد الرّحمن؟ قال: " لا، ولكنّهم الأختان "
وروا أيضا من طريق المثنّى قال: حدّثنا الحجّاج قال: حدّثنا حمّادٌ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن ابن مسعودٍ.
ورواه ابن جرير بأسانيد أخر
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق أبو بكر بن أبي دارمٍ الحافظ، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثني أبي، ثنا أبو معاوية، عن أبان بن تغلب، عن المنهال بن عمرٍو، عن زرّ بن حبيشٍ، عن عبد اللّه...قال الحاكم هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجا

- أما قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريقحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا حفصٌ، عن أشعث، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: " الأختان "
- - أما قول سعيد ابن جبير رواه ابن جرير من طريق أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا إسرائيل، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير.
- أما قول إبراهيم النخعي فرواه ابن جرير من طريق ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن المغيرة، عن إبراهيم،
- ورواه من طريق ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم، .
- ورواه من طريق ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه.

- أما قول مجاهد فقد رواه مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ في جزء تفسير مسلم من طريق أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ .
- أما قول أبي الضحى رواه ابن جرير من طريق خداشٍ، والحسن بن خلفٍ الواسطيّ، قالوا: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ القطّان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى.

.
وهذا القول مبنى على أن " حفدة " عطف على "بنين" والمعنى جعل لكم من أزواجكم بنين وجعل لكم من أزواجكم حفدة غير البنين.. وهم الأختان
ومعنى الآية على هذا القول : وجعل لكم من أزواجكم بنين وبنات تزوجونهم ؛ فيحصل لكم بسببهم الأختان




القول السادس...الأصهار
وهو قول ابن مسعود و ابن عباس
التخريج
-أما قول ابن مسعود فقد رواه عبد الرزاق من طريقابن عيينة ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، قال : قال عبد الله بن مسعود : أتدري ما الحفدة يا زر ؟ قال : قلت نعم ، هم : حفاد الرجل من ولده ، وولد ولده ، قال : لا ، هم الأصهار ...
- ووراه ابن جرير من طريق الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن عاصم بن أبي النّجود، عن زرّ بن حبيشٍ، قال: قال لي عبد اللّه بن مسعودٍ: " ما الحفدة يا زرّ؟ قال: قلت: هم حفاد الرّجل من ولده وولد ولده، قال: " لا، هم الأصهار
-أما قول ابن عباس رواه ابن جرير-من طريق المثنّى، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ.


ومرجع هذا القول مثل سابقه...أي أن " حفدة " عطف على "بنين" والمعنى جعل لكم من أزواجكم بنين وجعل لكم من أزواجكم حفدة غير البنين وهم الأصهار
جعل لكم من أزواجكم الأصهار وهم أبو الزوجة و ما أشبهه من أقاربها


القول السابع . ولد الولد.
وهو قول ابن عباس و وابن زيد و الضحاك و زر بن حبيش ، ومقاتل والأزهري واختاره ابن العربي و استظهره القرطبي و وهو قول ابن كثير و طاهر ابن عاشور
وروى عن الضحاك
التخريج
- أما قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الصّمد، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ.
- ورواه من طريق ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن مجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ .
ورواه بأسانيد أخر
- أما قول ابن زيد فرواه ابن جرير من طريق يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً} قال: " الحفدة: الخدم من ولد الرّجل هم ولده، وهم يخدمونه، قال: وليس تكون العبيد من الأزواج، كيف يكون من زوجي عبدٌ؟ إنّما الحفدة: ولد الرّجل وخدمه
-أما قول زر بن حبيش فقد رواه عبد الرزاق من طريق ابن عيينة ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، قال : قال عبد الله بن مسعود : أتدري ما الحفدة يا زر ؟ قال : قلت نعم ، هم : حفاد الرجل من ولده ، وولد ولده ، قال : لا ، هم الأصهار ...
- أما ما روى عن الضحاك فقد رواه ابن جرير بسند فيه سقط من أوله قال : (حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {بنين وحفدةً} يعني: " ولد الرّجل يحفدونه ويخدمونه، وكانت العرب إنّما تخدمهم أولادهم الذّكور ).

قال ابن عاشور والحفدة : جمع حافد ، مثل كَملة جمع كامل . والحافد أصله المسرع في الخدمة . وأطلق على ابن الابن لأنه يكثر أن يخدم جدّه لضعف الجدّ بسبب الكبر ، فأنعم الله على الإنسان بحفظ سلسلة نسبه بسبب ضبط الحلقة الأولىمنها ، وهي كون أبنائه من زوجه ثم كون أبناء أبنائه من أزواجهم ، فانضبطت سلسلة الأنساب بهذا النظام المحكم البديع .
-
وهذا القول مبنى على حمل القران على ظاهره
قال القرطبي .هو ظاهر القرآن بل نصه ، ألا ترى أنه قال : " وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة " ، فجعل الحفدة والبنين منهن .
وقال ابن العربي : الأظهر عندي في قوله : " بنين وحفدة " ، أن البنين أولاد الرجل لصلبه ، والحفدة أولاد ولده ، وليس في قوة اللفظ أكثر من هذا ، ويكون تقدير الآية على هذا : وجعل لكم من أزواجكم بنين ، ومن البنين حفدة . وقال معناه الحسن .

القول الثامن..ولد الرجل
وهو قول ابن عباس وابن زيد والضحاك
قال الضحاك : " ولد الرّجل يحفدونه ويخدمونه، وكانت العرب إنّما تخدمهم أولادهم الذّكور.
قال جميل:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكّفّهنّ أزمّة الأجمال "
التخريج
أما قول ابن عباس فقد رواه ابن جرير من طريق ابن بشار قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن مجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ .
ورواه أيضا بسند آخر عن ابن وكيعٍ قال: حدّثنا غندرٌ، عن شعبة، عن أبي بشرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ.
ورواه أيضا من طريق القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي بكرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ.
أما قول ابن زيد فقد رواه ابن جرير الطبري من طريق يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ.
أما قول الضحاك فقد رواه ابن جرير من طريق الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك ".
- وهذا القول مبنى على أن الحفدة هم البنون أنفسهم فهو من باب عطف الصفات أي "بنين وهم حفدة"
- قال الزمخشري ويجوز أن يراد بالحفدة : البنون أنفسهم ؛ كقوله : { سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } [ النحل : 67 ] ، كأنه قيل : وجعل لكم منهنّ أولاداً هم بنون وهم حافدون ، أي : جامعون بين الأمرين
وقد فرق بينهم مقاتل ابن حيان بقوله . البنين : الصغار ، والحفدة : كبار الأولاد الذين يعينونه على عمله .

القول التاسع ... هم بنو امرأة الرّجل من غيره
وهو قول..ابن عباس
التخريج
- أما قول ابن عباس رواه ابن جرير -قال حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً} يقول: " بنو امرأة الرّجل ليسوا منه " وقال: الحفدة: الرّجل يعمل بين يدي الرّجل، يقول: فلانٌ يحفد لنا، ويزعم رجالٌ أنّ الحفدة أختان الرّجل.

وهذا القول مبني على أن الحفدة من الأزواج فقط "وجعل لكم من أزواجكم حفدة "وهم من جنس البنين . فيكون معنى حفدة أولاد المرأة من الزوج الأول

القول العاشر.. البنات
وهو قول .. الخليل بن أحمد وبن سيده .

قال الخليل أحمد وقول الله- عز وجل-: بَنِينَ وَحَفَدَةً يعني البنات وهنَّ خَدَم الأبَوَيْن في البيت،
قال أبو سعود وقيل : البناتُ ، عبّر عنهن بذلك إيذاناً بوجه المنة بأنهن يخْدُمن البيوت أتمَّ خدمة .

وهذا القول مبنى أن ما يحصل من الأزواج من الأولاد الذكور والإناث فلما كان لفظ البنين لا يدخل فيه الإناث؛ ترتب على ذلك أن معنى الحفدة البنات.
قال الزهراوي ؛ لأنهن خدم الأبوين ؛ لأن لفظة البنين لا تدل عليهن ، ألا ترى أنهن ليس في قول الله تعالى : { المال والبنون زينة الحياة الدنيا } [ الكهف : 46 ] وإنما الزينة في الذكوركما في تفسير ابن عطية

والذي يظهر من هذه الأقوال أن مبنى الخلاف في تعلق كلمة "حفدة.".
فمن جعلها عطفا على "أزوجا" في قوله تعالى " والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا" قال معناه الخدم والأعوان و الأنصار
ومن جعلها متعلق بالأزواج في قوله تعالى :( وجعل كم من ظانفسكم أزواجا ) قال معناه الأصهار و الأختان و وأولاد المرأة من الزوج الأول
ومن جعلها متعلقة بالبنين قال معناه الولد .؛ولد الولد..البنات
والمعاني كلها تحتملها الآية.؛ ولا يوجد ما يعين معنى دون آخر؛ ذلك أن الآية جاءت بسياق بيان نعم الله عزوجل على عباده..
..فالله عزوجل عرف عباده بما جعل لكم من النعم من الأزواج؛ فامتن عليهم أن جعلهم لهم من الأزواج بنين وحفدة
والحفدة في كلام العرب: جمع حافدٍ.
والحافد في كلامهم :. المتخفّف في الخدمة والعمل
و " الحَفْد " الخفّة والسرعة في العمل والخدمة ، الذي منه قوله في القنوت : " وإليك نسعى ونحفد " ، أي نسرع إلى العمل بطاعتك.
يقال منه: حفد له يحفد حفدًا وحفودًا وحفدانًا.
ومنه قول الرّاعي:
كلّفت مجهولها نوقًا يمانيةً = إذا الحداة على أكسائها حفدوا
ولما كانت الخدمة تكون من الأولاد والأصهار والأختان والخدم والأعوان فالنعمة حاصلة بهذا كله .فالكل يستحق إطلاق اسم الحفدة عليه.
وكلما كثر تعداد النعم الله كان ذلك أحسن في بيان فضله الله على عباده و عظيمه نعمه. وهذا هو ترجيح ابن جرير و ابن عطية و ابن كثير.وغيرهم
وقد ذهب ابن العربي والقرطبي وابن عاشور و الشنقيطي أن الظاهر من الآية هو ولد الولد.
.وحيث كان " ولد الولد " هو المعنى الظاهر وجب حمل الآية عليه.
و ليس لي الأدوات و العلم الكافي لترجيح و الله أعلم .بمراده.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 7 ربيع الأول 1439هـ/25-11-2017م, 03:39 AM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

معنى "ضريع" في قول. الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع}


اختلفت أقوال علماء اللغة في معنى { ضريع } على أقوال :

القول الأول : نبت يقال له الشبرق إذا يبس .
قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة وعبد الله وابن الأثير وروي عن الكلبي ، وقاله الفراء والخليل بن أحمد وأبو عبيدة الشيباني ، وأبو عبيد بن سلام ، والزبيدي ، وابن قتيبة والزجاج والسجستاني و أبو منصور الأزهري وأبو نصر الجوهري ومكي بن أبي طالب ابن جرير والزمخشري وأبو السعود العمادي والفيروز أبادي والثعلبي وابن عاشور .
  • قال ابن جرير : والضريعُ عندَ العربِ: نبْتٌ يُقالُ له الشِّبْرِقُ، وتسمِّيهِ أهلُ الحجازِ: الضَّرِيعَ؛ إذا يَبِسَ، ويسمِّيهِ غيرُهم: الشِّبْرِقُ، وهو سُمٌّ.
  • قال ابن جرير : حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قولَهُ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ}؛ يقولُ: من شرِّ الطعامِ، وأبشعِهِ وأخبثِهِ.
  • قال الخليل : والضَّريع في كتاب الله، يبيس الشبرق.
  • ابن سيده : “والشِبرِق واحدته شِبرِقة وَبهَا سمي الرجل - وَهِي عشبة أطرافها كأطراف الأسَل فِيهَا حمرَة وَهُوَ مرعًى غيرُ. ناجع فِي راعيته وَلَا نَافِع ، وَهُوَ الضّريع الَّذِي ذكر الله تبَارك وَتَعَالَى
  • قال الزجاج : هو جنس من الشوك .
  • ذكر ابن منظور : أنه مرعى سوء، لَا تعقد عَلَيْهِ السَّائِمَة شحما وَلَا لَحْمًا، وَإِن لم تُفَارِقهُ إِلَى غَيره ساءت حَالهَا.
  • قال ابن الجوزي : قال المفسرون: لما نزلت هذه الآية قال المشركون: إن إبلنا لتسمن على الضريع، فأنزل الله تعالى ((لا يسمن ولا يغني من جوع)) وكُذِّبوا، فإن الإبل إنما ترعاه ما دام رطباً، وحينئذ يسمَّى شِبْرِقاً، لا ضريعاً، فإذا يبس يسمى: ضريعاً لم يأكله شيء.
  • قال ابن عاشور : فما يعذب أهل النار بأكله شبيه بالضريع في سوء طعمه وسوء مَغبته

التخريج :
قول ابن عباس :ذكره بن جرير عن محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ
عنه .
قول عكرمة : ذكره ابن جرير عن محمَّدُ بنُ عبيدٍ المحاربيُّ، قالَ: ثنا عبَّادُ بنُ يعقوبَ الأسديُّ، قالَ محمَّدٌ: ثنا، وقالَ عبَّادٌ: أخبرنا محمَّدُ بنُ سليمانَ، عن عبدِ الرَّحْمنِ الأصبهانيِّ، عنه ، وعن يعقوبُ، قالَ: ثنا إسماعيلُ ابنُ عُليَّةَ، عن أبي رجاءٍ، قالَ: ثني نجدةُ، رجلٌ من عبدِ القيسِ عنه ،
قول مجاهد : ذكره ابن جرير عن ابنُ بشَّارٍ، قالَ: ثنا عبدُ الرَّحْمنِ، قالَ: ثنا سفيانُ، عن ليثٍ عنه ، كما ذكره من عدة طرق أخرى .
قول قتادة : ذكره ابن جرير عن ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عنه
قول الكلبي: ذكره هود بن محكم وابن زمنين

قال القرطبي في هذا القول : على هذا عامّة المفسرين.
قال مكي بن أبي طالب : على هذا القول كثير من أهل اللغة.

وقد كان لعلماء اللغة بعض التوجيهات لهذا القول وتعقبهم آخرين عليها .
فوجّه ابن قتيبة هذا القول قائلاً :والضريع من أقوات الأنعام لا من أقوات الناس، وإذا وقعت فيه الإبل لم تشبع وهلكت هزلا.
قال الهذليّ يذكر إبلا وسوء مرعاها :
وحبسن في هزم الضريع فكلّها ... حدباء دامية اليدين حرود
فأراد أن هؤلاء قوم يقتاتون ما لا يشبعهم، وضرب الضريع لهم مثلا. أو يعذّبون بالجوع كما يعذب من قوته الضريع.
وكان ما أراد الله بهذا معلوما عندهم مفهوما، ولو لم يكن كذلك لأنكروه كما أنكروا قوله: إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ (65) [الصافات] وقالوا: كيف تكون في النار شجرة والنار تأكل الشجر؟
فأنزل الله:( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ )[الإسراء: 60] ، يعني بالرؤيا: ما رآه ليلة أسري به وأخبر عنه، فارتد لذلك قوم، وزاد الله في بصائر قوم. وأراد بالشجرة الملعونة: شجرة الزّقّوم. فهذا وجه.
وقد يكون الضريع وشجرة الزّقّوم: نبتين من النار، أو من جوهر لا تأكله النار.
وكذلك سلاسل النار وأغلالها، وأنكالها وعقاربها وحيّاتها- لو كانت على ما نعلم، لم تبق على النار، وإنما دلّنا الله سبحانه على الغائب عنده بالحاضر عندنا، فالأسماء متفقة للدلالة، والمعاني مختلفة.
وما في الجنة من شجرها وثمرها وفرشها، وجميع آلاتها- على مثل ذلك.
قال ابن عباس: نخل الجنة، جذوعها من زمرّد أخضر، وكربها من ذهب أحمر، وسعفها كسوة لأهل الجنة، منها مقطّعاتهم وحللهم وتمرها أمثال القلال والدّلاء، أشدّ بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، ليس له عجم ”


ثم تعقبه القرطبي قائلاً : وزعم بعضهم أن الضريع بعينه لا يَنْبت في النار، ولا أنهم يأكلونه. فالضريع من أقوات الأنعام، لا من أقوات الناس. وإذا وقعت الإبل فيه لم تشبع، وهلكت هزلاً، فأراد أن هؤلاء يقتاتون بما لا يشبعهم، وضرب الضريع له مثلاً، أنهم يعذبون بالجوع كما يعذب من قوته الضريع.
قال الترمذي الحكيم: وهذا نظر سقيم من أهله وتأويل دنيء، كأنه يدل على أنهم تحيروا في قدرة الله تعالى، وأن الذي أنبت في هذا التراب هذا الضريع قادر على أن ينبته في حريق النار، جعل لنا في الدنيا من الشجر الأخضر ناراً، فلا النار تُحْرِق الشجر، ولا رطوبة الماء في الشجر تُطْفىء النار؛ فقال تعالى: (( ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَآ أَنتُم مِّنْه تُوقِدُونَ )) [يس: 80].
وكما قيل حين نزلت: (( وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ )[الإسراء: 97]: قالوا « يا رسول الله، كيف يمشون على وجوههم؟ فقال: «الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يُمْشِيهم على وجوههم» » تفسير : . فلا يتحير في مثل هذا إلا ضعيف القلب. أو ليس قد أخْبرَنا أنه (( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا )) [النساء: 56]، وقال: (( سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ )) [إبراهيم: 50]، وقال (( إِنَّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً )) [المزمل: 12] أي قُيوداً. (( وَجَحِيماً * وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ )) [المزمل: 12 ـ 13] قيل: ذا شوك. فإنما يتَلوّن عليهم العذاب بهذه الأشياء

و للزمخشري أيضاً توجيهين فقال: أو ضريع، يعنى: أنّ طعامهم من شيء ليس من مطاعم الإنس، وإنما هو شوك والشوك مما ترعاه الإبل وتتولع به. وهذا نوع منه تنفر عنه ولا تقربه.
▪ومنفعتا الغذاء منتفيتان عنه: وهما
إماطة الجوع، وإفادة القوّة والسمن في البدن.
أو أريد: أن لا طعام لهم أصلا، لأن الضريع ليس بطعام للبهائم فضلا عن الإنس، لأن الطعام ما أشبع أو أسمن، وهو منهما بمعزل. كما تقول ليس لفلان ظل إلا الشمس، تريد: نفى الظل على التوكيد.
وقيل: قالت كفار قريش: إن الضريع لتسمن عليه إبلنا فنزلت لا يُسْمِنُ فلا يخلو إما أن يتكذبوا ويتعنتوا بذلك وهو الظاهر، فيردّ قولهم بنفي السمن والشبع، وإما أن يصدقوا فيكون المعنى: أن طعامهم من ضريع ليس من جنس ضريعكم، إنما هو من ضريع غير مسمن ولا مغن من جوع.

ورد الطيبي على قوله: (فلا يخلو إما أن يتكذبوا ويتعنتوا بذلك) إلى آخره،فقال : "فعلى الأول يكون صفة لازمة شارحة لحقيقة الضريع، وعلى الثاني صفة مخصصة".”

وقال ابن حيان استدراكا على كلام الزمخشري : - وقال الزمخشري: أو أريد أن لا طعام لهم أصلاً، لأن الضريع ليس بطعام للبهائم فضلاً عن الإنس، لأن الطعام ما أشبع وأسمن، وهو منهما بمعزل. كما تقول: ليس لفلان ظل إلا الشمس، تريد نفي الظل على التوكيد. انتهى. فعلى هذا يكون الاستثناء منقطعاً، إذ لم يندرج الكائن من الضريع تحت لفظة طعام، إذ ليس بطعام. والظاهر الاتصال فيه. وفي قوله: ((أية :
ولا طعام إلا من غسلين))تفسير : [الحاقة: 36] لأن الطعام هو ما يتطعمه الإنسان، وهذا قدر مشترك بين المستلذ والمكروه وما لا يستلذ ولا يستكره.


القول الثاني : العوسج الرطب .
رواه ابن منظور والحسن الصغاني عن ابن الأعرابي ووذكره الفيروز أبادي وذكر بنحوه السمين الحلبي .
  • قال ابن منظور عن ابن الأعرابي : (والضريع العوسج الرطب، وهو نبات في النار، شبيه العوسج).
  • قال السمين الحلبي : قيل :نبتٌ يُشبه العَوْسَج

القول الثالث : السلاء أو السَّلم
روي عن أبي الجوزاء وأَخْرَجَه ابنُ أبي شَيْبَةَ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ ، عنه كما في الدر المنثور وذكره ابن الجوزي .
  • عن ابن الجوزي: الضَّرِيعُ: السُّلاءُ، وهو الشَّوْكُ، وكيفَ يَسْمَنُ مَنْ كَانَ طَعَامُهُ الشَّوكَ؟

القول الرابع : يبيس العرفج والخلة
ذكره ابن سيده وابن منظور والسمين الحلبي


القول الخامس : يبيس كل شجرة
روي عن زائدة وابن عباد وذكره وابن دريد الأزدي والفيروز أبادي وأبو السعود العمادي .
التخريج :رواه الخليل عن زائدة والزيدي عن ابن عباد

القول السادس:شجر من نار .
قاله ابن عباس وابن زيد وأورده ابن قتيبة احتمالا وذكره أبو حيان والسمين الحلبي وأبو مسعود العمادي والثعلبي وذكر بنحوه ابن عطية .
التخريج :
قول ابن عباس : ذكره ابن جرير عن عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عنه .
قول ابن زيد :ذكره ابنجرير عن ابن وهب عنه .

  • قال ابن جرير : حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، في قولِهِ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا من ضَرِيعٍ} قالَ: الضريعُ: الشوكُ من النارِ. قالَ: وأمَّا في الدنيا فإنَّ الضريعَ: الشوكُ اليابسُ الذي ليسَ له ورقٌ، تدعوهُ العربُ الضريعَ، وهو في الآخرةِ شوكٌ من نارٍ)
  • قال بن قتية : وقد يكون الضريع وشجرة الزّقّوم: نبتين من النار، أو من جوهر لا تأكله النار.
  • قال ابن عطيةبعد ذكره للأقوال : وكلّ من ذكر شيئاً مما قدّمناه فإنما يعني أن ذلك من نارٍ ولا بدّ، وكلّ ما في النار فهو نارٌ.

القول السابع : الزقوم
روي عن سعيد بن جبير وقاله أبو منصور الثعالبي في فقه اللغة وابن منظور والسمين الحلبي وذكره ابن عطية
التخريج : قول سعيد ابن جبير أَخْرَجَه عبدُ بنُ حُمَيْدٍ كما في الدر المنثور .
  • قال ابن عطية : هو الزّقّوم؛ لأنّ اللّه تعالى قد أخبر في هذه الآية أنّ الكفّار لا طعام لهم إلاّ من ضريعٍ، وقد أخبر أنّ الزّقّوم طعام الأثيم، فذلك يقتضي أنّ الضّريع هو الزّقّوم.

القول الثامن: طَعَامُ أَهل النَّارِ، روي عن الليث .
ذكره الزيدي عن الليث كما ذكره ابن منظور وابن سيده وابن عاشور كمارواه السيوطي عن ابن عباس بإسناد واه كما أشار إليه الفيروز أبادي .
  • قال الليث : أَو هُوَ شيءٌ فِي جهنَّمَ أَمَرُّ من الصَّبْرِ، وأَنتَنُ من الجيفَةِ، وأَحرُّ من النّارِ، وَهَذَا لَا يعرِفُه العَرَبُ، وَهُوَ طَعامُ أَهلِ النّارِ.
  • قال ابن عاشور : الضريع اسم سَمّى القرآن به شجراً في جهنم وأن هذا الشجر هو الذي يسيل منه الغِسلين الوارد في قوله تعالى: (( فليس له اليوم ههنا حميم ولا طعام إلا من غِسلين )) تفسير : [الحاقة: 35، 36] وعليه فحرف ((مِن)) للابتداء، أي ليس لهم طعام إلا ما يخرج من الضريع والخارج هو الغسلين وقد حصل الجمع بين الآيتين.
  • قال مكي : وقيل الغسلين من الضريع.
  • وذكر السيوطي ما أخرجه ابنُ مَرْدُويَهْ بِسَنَدٍ وَاهٍ عن ابنِ عبَّاسٍ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ}؛ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:«شَيْءٌ يَكُونُ فِي النَّارِ شِبْهُ الشَّوْكِ، أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، وَأَنْتَنُ مِنَ الْجِيفَةِ، وَأَشَدُّ حَرًّا مِنَ النَّارِ، سَمَّاهُ اللَّهُ الضَّرِيعَ، إِذَا طَعِمَهُ صَاحِبُهُ لاَ يَدْخُلُ الْبَطْنَ وَلاَ يَرْتَفِعُ إِلَى الْفَمِ، فَيَبْقَى بَيْنَ ذَلِكَ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» )

القول التاسع:نباتٌ منتنُ الرّيحِ يرمي به البحر.
قاله ابن سيده وذكره الأصفهاني و ابن منظور والسمين الحلبي وابن دريد الأزدي والفيروز أبادي والزبيدي
  • قال ابن منظور : نَبَاتٌ أَخضَر مُنْتِنٌ خَفِيفٌ يَرْمي بِهِ البحرُ وَلَهُ جوْفٌ.

القول العاشر : نبات في الماء الآجن له عروق لا تصل إلى الأرض . ذكره الفيروز أبادي

القول الحادي عشر:الجلدة التي على العظم تحت اللحم .
روي عن الليث وذكره ابن منظور والفيروز أبادي وابن سيده
عن الليثُ: الضَّريعُ: الجِلدَةُ الَّتِي على العَظْمِ تحتَ اللَّحمِ من الضِّلْعِ. وَيُقَال: هُوَ القِشْرُ الَّذِي عَلَيْهِ.
التخريج :رواه الزيدي عن الليث .

القول الثاني عشر: طعامٌ يُصرعونَ عندَهُ ويذلُّونَ ويتضرعونَ إلى الله تعالى طلباً للخلاصِ منه
ورد عن ابن كيسان وابن بحر
ذكره أبو السعود العمادي وابن الجوزي والقرطبي والثعلبي عن ابن كيسان ، والمواردي عن ابن بحر .
  • قال الثعلبي : وعلى هذا التأويل يكون المعنى المضرّع.
  • قال ابن بحر : أن الضريع بمعنى المضروع، أي الذي يضرعون عنده طلباً للخلاص منه

القول الثالث عشر : الحجارة
القائلون به :سعيد ابن جبير كما ذكره الثعلبي الماوردي ومكي بن أبي طالب وابن عطية والقرطبي وابن كثير والسيوطي وأبو حيان والسمين الحلبي عن سعيد بن جبير .
التخريج :قال ابن جرير عن أبو كريبٍ، قالَ: ثنا ابنُ يمانٍ، عن جعفرٍ، عنه


الرابع عشر : الخمر أو رقيقها ، ذكره الفيروز أبادي وذكره الزبيدي عن ابن عباد


الدراسة :
القول الأول : خصص المعنى على المعروف من لغة أهل الحجاز ومنها قريش في معنى الضريع ، وهو الذي عليه أكثر السلف والمفسرين واللغوين كما سبق بيانه .
ولعل مبناه على ما ذكر في تفسير الآية بما بعدها في قوله " لا يسمن ولا يغني من جوع " فاليابس من النبات وخاصة إن كان شوكاً وقد انطبق هذا المعنى على يبيس الشبرق الذي لا تأكله الأنعام فضلاً عن الإنسان فإن اضطرت لأكله من شدة عذابها من الجوع في جهنم فهو لا يسمن ولا يغني من جوع .
قال الثعلبي فيه : فإنّ الإبل ترعاهُ ما دام رطباً، فإذا يبسَ فلا يأكلهُ شيء ورطبه يسمّى شبرقاً لا ضريعاً

وقد أخرج الترمذي : ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُلْقَى عَلَى أَهْلِ النَّارِ الجُوعُ فَيَعْدِلُ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ العَذَابِ فَيَسْتَغِيثُونَ فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ مِنْ ضَرِيعٍ لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوعٍ، فَيَسْتَغِيثُونَ بِالطَّعَامِ فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ ذِي غُصَّةٍ، فَيَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ كَانُوا يُجِيزُونَ الغَصَصَ فِي الدُّنْيَا بِالشَّرَابِ فَيَسْتَغِيثُونَ بِالشَّرَابِ فَيُرْفَعُ إِلَيْهِمُ الحَمِيمُ بِكَلاَلِيبِ الحَدِيدِ، فَإِذَا دَنَتْ مِنْ وُجُوهِهِمْ شَوَتْ وُجُوهَهُمْ، فَإِذَا دَخَلَتْ بُطُونَهُمْ قَطَّعَتْ مَا فِي بُطُونِهِمْ، فَيَقُولُونَ: ادْعُوا خَزَنَةَ جَهَنَّمَ، فَيَقُولُونَ: أَلَمْ {تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ}
  • وكذلك قد ينبني هذا المعنى على أصل اشتقاقه فقد يكون مشتقا من الضارع : فالضَّارع : النحيف الدقيق ، يقال جسدك ضارع وجنبك ضارع
- قال الأحوص:
كفرت الذي أسدَوْا إليك ووسّدوا ... من الحسن إنعاماً وجنبك ضارع”
وهذا ينطبق على الشوك مما له من الدقة والنحافة في نفسه .
  • وقد يكون ضريعٌ بمعنى مضرعٍ، أي: مضعفٍ للبدن مهزلٍ، ومنه ما رواه مالك عن حميد بن قيس عن النبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- في ولدي جعفر بن أبي طالبٍ -رضي اللّه عنهم-:«ما لي أراهما ضارعين». يريد هزيلين.
  • وقد يكون ضريع بمعنى فعيلٌ من المضارعة، أي: لأنه يشبه المرعى الجيّد والطعام الجيد ، ويضارعه ويماثله في الظاهر وليس بمثله في الحقيقة .
قال ابن المرزبان في تصحيح الفصيح وشرحه :
والمضارعة مفاعلة منه، وهي المخالطة والمشاركة والمشابهة ونحو ذلك، يقال: هذا الشراب حلو، يضارع الحموضة، أي يخالطها، وكذلك الضريع الذي ذكره الله تعالى في القرآن إنما هو طعام رذل خسيس وضيع، لا منفعة فيه لآكله كما وصف الله/ تعالى: (لا يُسْمِنُ ولا يُغْنِي مِن جُوعٍ) وإن كان يضارع الطعام، فقد تبين أن الضرع لم يسم ضرعا من أجل أنه لظلف ولا لخف ولا لفرق بين شيئين، ولكن لما فيه من التأتي للحلب، والتمسح به .

القول الثاني :يشترك مع الأول في أنهما شجرتا شوك ولكن تختلفان في الرطوبة واليبوسة

القول الثالث : لا يختلف عن سابقه ولكنه أعم منه فيدخل فيه كل ما هو شوك ومنه القولين السابقين .
وقد قال الله تعالى : (( إِنَّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً وَجَحِيماً * وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ )) أي شوك .
يعم القولين السابقين فهو لم يقتصر على كون الطعام شوك بل أدخل فيه كل ما هو يابس من الشجر .

القول الرابع والخامس : مبناهما على عدم الاستفادة أيضا من ما هو يابس من النباتات والأشجار فهما مما لا يسمن ولا يغني من جوع .

والسادس والسابع والثامن لعل مبناهم أنه لابد وأن يكون هذا الضريع في النار ويختلف عن ضريع الدنيا لكونه لا يصمد أمام النار وحرقتها فلابد لها من أكله ؛ فإن أكلته فكيف يكون عذابا لأهل النار ؟
ولهذا كان اتجاه من قال به أنه لابد من كونه من النار أو طعاماً مما اختصت به الآخرة
وهذا القول كما تقدم لا يمكن قبوله لأن الله تعالى لا يعجزه أن يبقيه في النار رغم كونه نباتاً .
أما ابن عطية وقوله : هو الزّقّوم؛ لأنّ اللّه تعالى قد أخبر في هذه الآية أنّ الكفّار لا طعام لهم إلاّ من ضريعٍ، وقد أخبر أنّ الزّقّوم طعام الأثيم، فذلك يقتضي أنّ الضّريع هو الزّقّوم؛ فمردود بأن لكل نوع من أهل جهنم عذابه من جهة طعامه ، فمنهم من يعذب بالزقوم ومنهم من يعذب بالغسلين ومنهم من يعذب بالضريع .
وقال الكلبي :الضريع في درجة ليس فيها غيره، والزقوم في درجة أخرى. ويجوز أن تُحْمل الآيتان على حالتين (( يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ )) [الرحمن: 44].
أما ما ذكره ابن عاشور من أن الضريع هو الغسلين فلم أجد له أي مستند من كلام السلف ولا اللغويين ولا المفسرين ، بل وجهه مكي بن أبي طالب قائلاً : وقد أخبر الله في هذه الآية بأن لا طعام لهم إلا طعام من ضريع، فأثبت لهم طعاماً، وقال في موضع آخر {فَلَيْسَ لَهُ اليوم هَا هُنَا حَمِيمٌ * وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ} [الحاقة: 35 - 36].
فظاهره أنه قد أوجب لهم طعاما من غسلين فهذاك خلاف ذلك في الظاهر. المعنى في ذلك التقدير: فليس له اليوم هاهنا شراب حميم إلا من غسلين ولا طعام يتنفع به.
والله تعالى أعلى وأعلم

أما القولين والتاسع والعاشر فتجمعهم صفة الرطوبة والإنتان وليس التيبيس والجفاف والتشويك ولكن ولعلها مبنية على لغة أهل اليمن في تسمية الضريع .

القول الحادي عشر: لعل مبناه على ما يراد به من القلة والدقة في معنى : ضارع .
  • قال ابن عادل: ويقال للجلدة التي على العظم تحت اللحم، هي الضريع، فكأنه تعالى وصف بالقلة، فلا جرم لا يسمن ولا يغني من جوع .

القول الثاني عشر : مبناه على اشتقاق الضريع من المفعول أي المضروع وهو ما يضرعون عنده الناس ويذلون من مرارة طعمه وخشونته وسؤ مغبته ويتضرعون إلى الله حتى يخلصهم منه .ورغم ضعف بضاعتي وقلة علمي غير أني لا أجد فيه ما ينجع لأنه ليس كل فعيل مفعول فليس كل سميع مسموع . والله أعلم .

القول الثالث والرابع عشر : لم أجد أحدا من اللغوين والمفسرين قال بهما وقد ذكر المواردي قولا آخر لم أجد أحدا قال به غيره وهو : النوى المحرق،وقال حكاه يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب .

والقول الأول هو أولى الأقوال وأشهرها في تفسير معنى الضريع وقد قاله واختاره كثير من السلف والمفسرين واللغويين وصححه آخرون
فاختاره الخليل وصحح القرطبي كونه نباتا وقال :والأظهر أنه شجر ذو شوك حَسْب ما هو في الدنيا.
ويدل على هذا القول أصل الكلمة واشتقاقها ، وبقية الأقوال تشترك معه في كونها تشكل عذابا في تناولها لأنها لا يعدو أن تكون من ألوان العذاب.
والله تعالى أعلم بمراده

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 ربيع الأول 1439هـ/30-11-2017م, 08:41 PM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


أقوال العلماء في المراد بالحفدة :
تنوعت عبارات السلف في المراد بالحفدة فمنهم من قال :الخدم ،الاعوان ،الاختان الاصهار ،أعوانا وخدمة ،أنصارا خدما وأعوانا ،ولد الولد ،بنو امرأة الرجل من غيره ،الاولاد ،البنات ،الحشم
وهذه الأقوال منها ما يدخل تحت قول واحد ويمكن جمعه فيه بعد التأمل ،وهي:
القول الأول :
الأولاد وهم :ولد الرجل وولد ولده (الحفيد)،ويدخل فيه البنات ومن العلماء من فصله وجعله قولاَ منفصلاَ
القول الثاني :
الأختان والأصهار ،ومن العلماء من فرق بينهما ومنهم من جعلهم متداخلين
القول الثالث:
أعوان الرجل وخدمه وأنصاره وحشمه ،من العلماء من فرق بينهم ولكن جمعت بينهم لتقارب المعنى
القول الرابع:
بنو امرأة الرجل من غيره .
تفصيل الأقوال :

القول الأول :

الأولاد وهم :ولد الرجل وولد ولده (الحفيد)
ويدخل في هذا القول البنات ومن علماء اللغة من جعل البنات قولا منفصلاً كالخليل بن أحمد في العين و علي بن إسماعيل بن سيده في المحكم والمحيط الأعظم،و محمد بن مكرم جمال الدين ابن منظورفي لسان العرب ، ومحمد بن يعقوب الفيروزآبادى في القاموس المحيط،.

القائلين به من السلف :
ابن عباس ، الضحاك ،ابن زيد
وذكر ابن كثير َعِكْرِمَةُ، وَالْحَسَنُ.
القائلين به من علماء اللغة :
ابْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ، الزَّجَّاجُ ، محمد بن القاسم ، محمد الهروي ، أحمد بن فارس، علي بن إسماعيل بن سيده، محمد بن مكرم ابن منظور، الفيروزآبادى ، محمّد الزَّبيدي
التخريج :
*أما قول ابن عباس فقد رواه الطبري من طريق محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الصّمد، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عنه ،ورواه من طريقآخر عن ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن مجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ، عنه، ومن طريق آخر عن ابن وكيعٍ قال: حدّثنا غندرٌ، عن شعبة، عن أبي بشرٍ، عن مجاهدٍ، عنه ،وذكر طرق آخرى
وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم
* أما قول الضحاك فقد رواه الطبري من طريق الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك.
* أما قول ابن زيد فقد رواه الطبري من طريق يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ عنه .
*ذكر ابن كثير َعِكْرِمَةُ، وَالْحَسَنُ وهو من المصادر الناقلة ونقلت كلامه للفائدة .
التوجيه والدراسة :
القول بأن المراد بحفدة ولد الرجل وولد ولده مبني على أمور ذكرها العلماء :
· ذكر هذا القول السلف وتم بيانه فيما مضى
· دل على هذا القول لغة العرب
· أنه القول الذي دل عليه ظاهر القرآن كما ذكر القرطبي
· هذا القول مبني على جعل {وَحَفَدَةً} مُتَعَلِّقًا بِأَزْوَاجِكُمْ كما ذكر الطبري عن ابن زيد و ابن كثير
· هذا القول مبني على جعل «وحَفَدَة» معطوفٌ على «بنين»كما ذكر السمين الحلبي
ورجح الشنقيطي هذا القول لما سبق من الأسباب وضعف غيره
وفيما يلي ذكر لأقوالهم :
· دل على هذا القول لغة العرب :
مما يدل على استعمال العرب لهذه اللفظة في الأحفاد مارواه الطبري عن ابن عبّاسٍ، قال: " بنوك حين يحفدونك، ويرفدونك، ويعينونك، ويخدمونك " قال جميل:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكّفّهنّ أزمّة الأجمال "
· أنه القول الذي دل عليه ظاهر القرآن كما ذكر القرطبي :
قال القرطبي في تفسيره :
قلت: ما قال الْأَزْهَرِيُّ مِنْ أَنَّ الْحَفَدَةَ أَوْلَادُ الْأَوْلَادِ هُوَ ظَاهِرُ الْقُرْآنِ بَلْ نَصُّهُ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَالَ:" وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً" فَجَعَلَ الْحَفَدَةَ وَالْبَنِينَ مِنْهُنَّ.
وَقَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: الْأَظْهَرُ عِنْدِي فِي قَوْلِهِ" بَنِينَ وَحَفَدَةً" أَنَّ الْبَنِينَ أَوْلَادُ الرَّجُلِ لِصُلْبِهِ وَالْحَفَدَةَ أَوْلَادُ وَلَدِهِ، وَلَيْسَ فِي قُوَّةِ اللَّفْظِ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا، وَيَكُونُ تَقْدِيرُ الْآيَةِ عَلَى هَذَا: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَمِنَ الْبَنِينِ حَفَدَةً. وَقَالَ مَعْنَاهُ الْحَسَنُ.
· هذا القول مبني على جعل {وَحَفَدَةً} مُتَعَلِّقًا بِأَزْوَاجِكُمْ كما ذكر الطبري عن ابن زيد و ابن كثير
روى الطبري عن ابن زيد :
قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً} قال: " الحفدة: الخدم من ولد الرّجل هم ولده، وهم يخدمونه، قال: وليس تكون العبيد من الأزواج، كيف يكون من زوجي عبدٌ؟ إنّما الحفدة: ولد الرّجل وخدمه "

قال ابن كثير في تفسيره :
قُلْتُ: فَمَنْ جَعَلَ {وَحَفَدَةً} مُتَعَلِّقًا بِأَزْوَاجِكُمْ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ الْأَوْلَادَ، وأولاد الأولاد، والأصها ر؛ لِأَنَّهُمْ أَزْوَاجُ الْبَنَاتِ، وَأَوْلَادُ الزَّوْجَةِ، وَكَمَا قَالَ الشَّعْبِيُّ وَالضَّحَّاكُ، فَإِنَّهُمْ غَالِبًا يَكُونُونَ تَحْتَ كَنَفِ الرَّجُلِ وَفِي حجْره وَفِي خِدْمَتِهِ. وَقَدْ يَكُونُ هَذَا هُوَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ [عَلَيْهِ الصَّلَاةُ] وَالسَّلَامُ فِي حَدِيثِ بَصرة بْنِ أَكْثَمَ: "وَالْوَلَدُ عَبْدٌ لَكَ" رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
· هذا القول مبني على جعل «وحَفَدَة» معطوفٌ على «بنين»كما ذكر السمين الحلبي
قال أحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي في الدر المصون في علوم الكتاب المكنون :
قوله تعالى: {وَحَفَدَةً} : في «حَفَدَة» أوجهٌ. أظهرُها: أنه معطوفٌ على «بنين» بقيدِ كونِه من الأزواج، وفُسِّر هنا بأنه أولادُ الأولادِ.
ترجيح الشنقيطي :
قال محمد المختار الشنقيطي في أضواء البيان وهو يرجح هذا القول على غيره :
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ قَرِينَةٌ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ الْحَفَدَةَ أَوْلَادُ الْأَوْلَادِ ; لِأَنَّ قَوْلَهُ: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً [16 \ 72] ، دَلِيلٌ ظَاهِرٌ عَلَى اشْتِرَاكِ الْبَنِينَ وَالْحَفَدَةِ فِي كَوْنِهِمْ مِنْ أَزْوَاجِهِمْ، وَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ كُلَّهُمْ مِنْ أَوْلَادِ أَزْوَاجِهِمْ. وَدَعْوَى أَنَّ قَوْلَهُ: «وَحَفَدَةً» مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ: «أَزْوَاجًا» [16 \ 72] ، غَيْرُ ظَاهِرَةٍ. كَمَا أَنَّ دَعْوَى أَنَّهُمُ الْأَخْتَانُ، وَأَنَّ الْأَخْتَانَ أَزْوَاجُ بَنَاتِهِمْ، وَبَنَاتُهُمْ مِنْ أَزْوَاجِهِمْ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَقْوَالِ كُلُّهُ غَيْرُ ظَاهِرٍ. وَظَاهِرُ الْقُرْآنِ هُوَ مَا ذُكِرَ، وَهُوَ اخْتِيَارُ ابْنِ الْعَرَبِيِّ الْمَالِكِيِّ وَالْقُرْطُبِيِّ وَغَيْرِهِمَا. وَمَعْلُومٌ: أَنَّ أَوْلَادَ الرَّجُلِ، وَأَوْلَادَ أَوْلَادِهِ: مِنْ خَدَمِهِ الْمُسْرِعِينَ فِي خِدْمَتِهِ عَادَةً. وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى.
· من العلماء من فرق بين البنين فجعلهم الصغار من الأولاد والحفدة فجعلهم الكبار كالثعلبي والماوردي وابن الجوزي
قال الثعلبي :(قال الكلبي ومقاتل: البنين: الصغار، والحفدة: كبار الأولاد الذين يعينونه على عمله.
قال الماوردي في النكت والعيون (وذهب بعض العلماء في تفسير قوله تعالى {بنين وحفدة} البنين الصغار والحفدة الكبار)
قال ابن الجوزي في زاد المسير في علم التفسير:أنهم: كبار الأولاد، والبنون: صغارهم، قاله ابن السائب، ومقاتل. قال مقاتل: وكانوا في الجاهلية تخدمهم أولادهم.
ومن العلماء من جعل المراد بالأولاد الذكور ومنهم من خص البنات وذكروا الأسباب :
روى الطبري عن الضّحّاك، يقول في قوله: {بنين وحفدةً} يعني: " ولد الرّجل يحفدونه ويخدمونه، وكانت العرب إنّما تخدمهم أولادهم الذّكور ".
قال الخليل بن أحمد في العين :
وقول الله- عز وجل-: بَنِينَ وَحَفَدَةً يعني البنات و هنَّ خَدَم الأبَوَيْن في البيت، ويقال: الحَفَدة: وعند العَرَب الحَفَدة الخَدَم.
قال محمد الهروي :قَالَ اللَّيْث: الحَفَدَةُ: البَنَاتُ، وهُنَّ خَدَمُ الأبَوَيْنِ فِي البَيْتِ
قال محمّد الزَّبيدي في تاج العروس :وَقيل: المُرَاد بالبنات فِي قَول المصنِّف هُنَّ خَدمُ الأَبَوَيْن فِي البَيْت.
والذي يظهر والعلم عند الله أن الآية تشمل البنات والأولاد لعدم وجود مخصص لأحدهما.

*من الفوائد المستفادة من الآية أن الأولاد والأحفاد من عظيم منة الله على عبده وللطاهر بن عاشور كلام جميل حيث قال:
وَالْحَفَدَةُ: جَمْعُ حَافِدٍ، مِثْلُ كَمَلَةٍ جَمْعُ كَامِلٍ. وَالْحَافِدُ أَصْلُهُ الْمُسْرِعُ فِي الْخِدْمَةِ
وَأُطْلِقَ عَلَى ابْنِ الِابْنِ لِأَنَّهُ يَكْثُرُ أَنْ يَخْدِمَ جَدَّهُ لِضَعْفِ الْجَدِّ بِسَبَبِ الْكِبَرِ، فَأَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى الْإِنْسَانِ بِحِفْظِ سِلْسِلَةِ نَسَبِهِ بِسَبَبِ ضَبْطِ الْحَلْقَةِ الْأُولَى مِنْهَا، وَهِيَ كَوْنُ أَبْنَائِهِ مِنْ زَوْجِهِ ثُمَّ كَوْنُ أَبْنَاءِ أَبْنَائِهِ مِنْ أَزْوَاجِهِمْ، فَانْضَبَطَتْ سِلْسِلَةُ الْأَنْسَابِ بِهَذَا النِّظَامِ الْمُحْكَمِ الْبَدِيعِ.

القول الثاني :
الأختان والأصهار
القائلين به :
عبد الله بن مسعود ،ابن عبّاسٍ، أبي الضّحى،إبراهيم،سعيد بن جبيرٍ
والنخعي ذكره الثعلبي وابن الجوزي ،ومجاهد ذكره ابن الجوزي ،وعلقمة ذكره القرطبي.
علماء اللغة :
وذكره الفراء ، واليَزِيدِيُّ ، و قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ،و الزَّجَّاجُ، ومحمد بن القاسم ، وغُلاَمُ ثَعْلَبٍ ، و الهروي ، وأحمد بن فارس، وابن سيده، محمد بن مكرم ابن منظور، و الزَّبيدي
التخريج :
· أما قول عبد الله بن مسعود فقد رواه ابن جرير الطبري من طريق أبو كريبٍ، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا أبو معاوية، قال: حدّثنا أبان بن تغلب، عن المنهال بن عمرٍو، عن ابن حبيشٍ، عنه ،ومن طريق آخر عن أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ، عن عاصمٍ، عن ورقاء، أنه سأل عبد الله ،ومن طريق أخر عن محمّد بن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن، وحدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قالا جميعًا: حدّثنا سفيان، عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ بن حبيشٍ، عنه حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن سفيان بإسناده عن عبد اللّه، مثله
وعزاه السُّيُوطِيُّ ألى الفريابي وسعيد بن منصور والبخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في "سننه" عنه


· أما قول ابن عباس فقد رواه ابن جرير الطبري من طريق ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا حفصٌ، عن أشعث، عن عكرمة، عنه،ورواه من طريق آخر عن المثنّى، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عنه
وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم عنه .


· أما قول أبي الضحى فقد رواه ابن جرير الطبري من طريق ابن بشّارٍ، وأحمد بن الوليد القرشيّ، وابن وكيعٍ، وسوّار بن عبد اللّه العنبريّ، ومحمّد بن خالد بن خداشٍ، والحسن بن خلفٍ الواسطيّ، قالوا: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ القطّان، عن الأعمش، عنه
· أما قول إبراهيم فقد رواه ابن جرير الطبري من طريق ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن المغيرة، عنه،ورواه من طريق آخر عن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عنه
· أما قولسعيد بن جبيرٍفقد رواه ابن جرير الطبري من طريق أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا إسرائيل، عن عطاء بن السّائب، عنه
التوجيه والدراسة :
هذا القول مبني على أمور:
· هذا القول مبني على تعلق {وَحَفَدَةً} بِأَزْوَاجِكُمْ فيدخل فيه الْأَوْلَادَ، وأولاد الأولاد، والأصها ر؛ لِأَنَّهُمْ أَزْوَاجُ الْبَنَاتِ كما ذكر ابن كثير
· العرب تطلق على الأصهار والأختان حفدة كما ذكر ابن الجوزي والقرطبي وبعض علماء اللغة

قال ابن كثير :
قُلْتُ: فَمَنْ جَعَلَ {وَحَفَدَةً} مُتَعَلِّقًا بِأَزْوَاجِكُمْ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ الْأَوْلَادَ، وأولاد الأولاد، والأصها ر؛ لِأَنَّهُمْ أَزْوَاجُ الْبَنَاتِ، وَأَوْلَادُ الزَّوْجَةِ، وَكَمَا قَالَ الشَّعْبِيُّ وَالضَّحَّاكُ، فَإِنَّهُمْ غَالِبًا يَكُونُونَ تَحْتَ كَنَفِ الرَّجُلِ وَفِي حجْره وَفِي خِدْمَتِهِ.
قال ابن الجوزي :
أحدها: أنهم الأصهار، أختان الرجل على بناته، قاله ابن مسعود، وابن عباس في رواية، ومجاهد في رواية، وسعيد بن جبير، والنخعي، وأنشدوا من ذلك:
ولو أنَّ نَفْسِي طاوعتني لأَصْبَحَتْ ... لها حَفَدٌ مِمَّا يُعدُّ كثيرُ
ولكنَّها نَفْسٌ عَلَيَّ أبِيَّةٌ ... عَيُوفٌ لأصهار اللئِام قذورُ
ذكر القرطبي أن من معاني حفد الأختان وهو معنى معروف في لغة العرب وأستدل عليه بالشعر
قال القرطبي :
وَقِيلَ الْأَخْتَانِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
فَلَوْ أَنَّ نَفْسِي طَاوَعَتْنِي لَأَصْبَحَتْ ... لَهَا حَفَدٌ مَا يُعَدُّ كَثِيرُ
وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ عَلَيَّ أَبِيَّةٌ ... عَيُوفٌ لِإِصْهَارِ «2» اللِّئَامِ قَذُورُ

من العلماء من فرق بين الأختان والأصهار ومنهم من جعلهما بنفس المعنى
قال الطبري في تفسيره:
(هم الأختان، أختان الرّجل على بناته)
ثم أورد الطبري تحت الأختان أثراً فيه ذكر الأصهار فتبين بذلك أن الأختان هم الأصهار :(عن زرّ بن حبيشٍ، قال: قال لي عبد اللّه بن مسعودٍ: " ما الحفدة يا زرّ؟ قال: قلت: هم حفاد الرّجل من ولده وولد ولده، قال: " لا، هم الأصهار ".
قالمكي بن أبي طالب في تفسيره :
قال محمد بن الحسن: الختن الزوج ومن كان من ذوي رحمه، والصهر من كان من قبل المرأة من الرجل.
وقال ابن الأعربي ضد هذا القول في الأختان والأصهار. وقال الأصمعي الختن من كان من الرجال من قبل المرأة والأصهار منهما جميعاً،
الماوردي في النكت والعيون :
أنهم الأصهار أختان الرجل على بناته , قاله ابن مسعود وأبو الضحى. وسعيد بن جبير وإبراهيم , ومنه قول الشاعر:
(ولو أن نفسي طاوعتني لأصبحت ... لها حَفَدٌ مما يُعَدّث كثيرُ)
(ولكنها نفس عليَّ أبيّة ... عَيُوفٌ لأَصهارِ للئام قَذور)

ذكر القرطبي أن الأختان والأصهار معناهما متقارب وهذا الذي يظهر والعلم عند الله :
قال القرطبي :وَرَوَى زِرٌّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: الْحَفَدَةُ الْأَصْهَارُ، وَقَالَهُ إِبْرَاهِيمُ،
وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْخَتَنُ مَنْ كَانَ مِنْ قِبَلِ الْمَرْأَةِ، مِثْلُ أَبِيهَا وَأَخِيهَا وَمَا أَشْبَهَهُمَا، وَالْأَصْهَارُ مِنْهَا جَمِيعًا. يُقَالُ: أَصْهَرَ فُلَانٌ إِلَى بَنِي فُلَانٍ وَصَاهَرَ. وَقَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ هُمُ الْأَخْتَانُ، يَحْتَمِلُ الْمَعْنَيَيْنِ جَمِيعًا. يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ أَبَا الْمَرْأَةِ وَمَا أَشْبَهَهُ مِنْ أَقْرِبَائِهَا، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ تُزَوِّجُونَهُنَّ، فَيَكُونُ لَكُمْ بِسَبَبِهِنَّ أَخْتَانٌ.
القول الثالث:
أعوان الرجل وخدمه وأنصاره وحشمه
القائلين به :
ابن عبّاسٍ، عكرمة، الحسن، مجاهدٍ ، ابن طاووسٍ عن أبيه،قتادة، ، عن أبي مالكٍ
والضحاك ذكره الثعلبي ، مالك ذكره القرطبي
علماء اللغة :
الفراء ،و عَبْدُ اللهِ اليَزِيدِيُّ ، وابْنِ قُتَيْبَةَ ، و الزَّجَّاجُ، ومحمد بن القاسم ُ، و الهروي ، ومَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وابن سيده، وجمال الدين ابن منظور، و الفيروزآبادى ، و الزَّبيدي
التخريج :
· أما قول ابن عباس فقد رواه الطبري من طريق محمّد بن خالد بن خداشٍ، قال: حدّثني سلم بن قتيبة، عن وهب بن حبيبٍ الأسديّ، عن أبي حمزة، عنه
· أما قول عكرمة فقد رواه الطبري من طريق هنّادٌ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عنه، وأورده من طريق آخر عن محمّد بن خالد بن خداشٍ، قال: حدّثني سلم بن قتيبة، عن حازم بن إبراهيم البجليّ، عن سماكٍ، عنه ومن طريق آخر عن ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمران بن عيينة، عن حصينٍ،ومن طريق آخر عن ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحكم بن أبان، عنه وذكر له طرق آخرى
· أما قول الحسن فقد رواه الطبري من طريق محمّد بن خالدٍ، قال: حدّثني سلم، عن أبي هلالٍ، عنه ،ورواه من طريق آخر عن المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن منصورٍ، عنه "
· أما قول مجاهد فقد رواه الطبري من طريق محمّد بن خالدٍ، وابن وكيعٍ، ويعقوب بن إبراهيم، قالوا: حدّثنا إسماعيل ابن عليّة، عن ابن أبي نجيحٍ، عنه،ورواه من طريق آخر عن أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، وحدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، جميعًا عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عنه، ومن طريق آخر عنمحمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عنه
· أما قولابن طاوسٍ، عن أبيه فقد رواه الطبري من طريق ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا زمعة، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه
· أما قول قتادة فقد رواه الطبري من طريق ابن - حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عنه
· أما قول أبي مالكٍ فقد رواه الطبري من طريق ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عنه
وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي مالك .
التوجيه والدراسة :
· هذا القول دلت عليه اللغة وأستدل عليه ابن عباس بالشعر وذكره غير واحد من السلف
· هذا القول مبني على مَنْ جَعَلَ الْحَفَدَةَ الْخَدَمَ جَعَلَهُ مُنْقَطِعًا مِمَّا قَبْلَهُ يَنْوِي بِهِ التَّقْدِيمَ، كما ذكر القرطبي
· أدخل ابن عطية الخدم والأعوان في الآية وجعل الواو عاطفة صفة لهم
وجعل المراد من قوله: (مِنْ أَزْواجِكُمْ )إنما هو على العموم والاشتراك، أي من أزواج البشر
· مَنْ جَعَلَ الحَفَدة هُمُ الْخَدَمُ فَعِنْدَهُ أَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} كما ذكر ابن كثير .
· من جعل حفدة هم الخدم قال:{وَحَفَدَةً} منصوبٌ ب «جَعَلَ» مقدرةً، ، وإنما احتيج إلى تقدير «جَعَلَ» لأنَّ «جَعَلَ» الأولى مقيدةٌ بالأزواج، والأعوانُ والأصهارُ ليسوا من الأزواج ذكره السمين الحلبي في تفسيره

تفصيل لماسبق :
دلالة اللغة وأقوال السلف :
- عن ابن عبّاسٍ، سئل عن قوله: {بنين وحفدةً} قال: " من أعانك فقد حفدك، أما سمعت قول الشّاعر:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكفّهنّ أزمّة الأجمال "
- عن عكرمة، قال: " هم الّذين يعينون الرّجل من ولده وخدمه "
- عن الحسن، في قوله: {بنين وحفدةً} قال: " البنين وبني البنين، من أعانك من أهلٍ وخادمٍ فقد حفدك "
- عن مجاهدٍ، في قول اللّه تعالى: {بنين وحفدةً} قال: " أنصارًا، وأعوانًا،
وخدّمًا "
ذكر القرطبي أن الحفدة بمعنى الأعوان هو رأي الإمام مالك ،وهذا المعنى معروف عند العرب كما ذكر ابن عباس عندما سئل عنه وأستدل بأبيات من الشعر
قال القرطبي :
رَوَى ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:" بَنِينَ وَحَفَدَةً" قَالَ: الْحَفَدَةُ الْخَدَمُ وَالْأَعْوَانُ فِي رَأْيِي.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:" وَحَفَدَةً" قَالَ هُمُ الْأَعْوَانُ، مَنْ أَعَانَكَ فَقَدْ حَفَدَكَ. قِيلَ لَهُ: فَهَلْ تَعْرِفُ العرب ذلك؟ قال نعم وتقول! أو ما سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
حَفَدَ الْوَلَائِدُ حَوْلَهُنَّ وَأَسْلَمَتْ ... بِأَكُفِّهِنَّ أَزِمَّةَ الْأَجْمَالِ
أَيْ أَسْرَعْنَ الْخِدْمَةَ. وَالْوَلَائِدُ: الْخَدَمُ، الْوَاحِدَةُ وَلِيدَةٌ، قَالَ الْأَعْشَى:
كَلَّفْتُ مَجْهُولَهَا نُوقًا يَمَانِيَةً ... إِذَا الْحُدَاةُ عَلَى أَكْسَائِهَا حَفَدُوا
هذا القول مبني على مَنْ جَعَلَ الْحَفَدَةَ الْخَدَمَ جَعَلَهُ مُنْقَطِعًا مِمَّا قَبْلَهُ يَنْوِي بِهِ التَّقْدِيمَ:
قال القرطبي:
قَالَ الْمَهْدَوِيُّ: وَمَنْ جَعَلَ الْحَفَدَةَ الْخَدَمَ جَعَلَهُ مُنْقَطِعًا مِمَّا قَبْلَهُ يَنْوِي بِهِ التَّقْدِيمَ، كَأَنَّهُ قَالَ: جَعَلَ لَكُمْ حَفَدَةً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بنين.

أدخل ابن عطية الخدم والأعوان في الآية وجعل الواو عاطفة صفة لهم
وجعل المراد من قوله: (مِنْ أَزْواجِكُمْ )إنما هو على العموم والاشتراك، أي من أزواج البشر
قال ابن عطية :ويحتمل عندي أن قوله: مِنْ أَزْواجِكُمْ إنما هو على العموم والاشتراك، أي من أزواج البشر جعل الله لهم البنين، ومنهم جعل الخدمة فمن لم تكن له قط زوجة فقد جعل الله له حفدة، وحصل تحت النعمة، وأولئك الحفدة هم من الأزواج، وهكذا تترتب النعمة التي تشمل جميع العالم، وتستقيم لفظة «الحفدة» على مجراها في اللغة، إذ البشر بجملتهم لا يستغني أحد منهم عن حفدة، وقالت فرقة: «الحفدة» هم البنون.
وهذا يستقيم على أن تكون الواو عاطفة صفة لهم، كما لو قال جعلنا لهم بنين وأعوانا أي وهم لهم أعوان، فكأنه قال: وهم حفدة

• مَنْ جَعَلَ الحَفَدة هُمُ الْخَدَمُ فَعِنْدَهُ أَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} كما ذكر ابن كثير .
قال ابن كثير :
وَأَمَّا مَنْ جَعَلَ الحَفَدة هُمُ الْخَدَمُ فَعِنْدَهُ أَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} أَيْ: وَجَعَلَ لَكُمُ الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ
• من جعل حفدة هم الخدم قال:{وَحَفَدَةً} منصوبٌ ب «جَعَلَ» مقدرةً، ، وإنما احتيج إلى تقدير «جَعَلَ» لأنَّ «جَعَلَ» الأولى مقيدةٌ بالأزواج، والأعوانُ والأصهارُ ليسوا من الأزواج ذكره السمين الحلبي في تفسيره
قال أحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي في الدر المصون في علوم الكتاب المكنون :قوله تعالى: {وَحَفَدَةً} الثالث: أنه منصوبٌ ب «جَعَلَ» مقدرةً، وهذا عند مَنْ يُفَسِّر الحَفَدة بالأعوان والأَصْهار، وإنما احتيج إلى تقدير «جَعَلَ» لأنَّ «جَعَلَ» الأولى مقيدةٌ بالأزواج، والأعوانُ والأصهارُ ليسوا من الأزواج.



*ومن الفوائد أن حفدة بمعنى الخدم يدخل فيه الأولاد لأنهم يخدمون ويدخل فيه المماليك
قال ابن الجوزي :
والثاني: أنهم الخدم، رواه مجاهد عن ابن عباس، وبه قال مجاهد في رواية الحسن، وطاوس وعكرمة في رواية الضحاك، وهذا القول يحتمل وجهين: أحدهما: أنه يراد بالخدم: الأولاد، فيكون المعنى: أن الأولاد يَخدمون. قال ابن قتيبة: الحفدة: الخدم والأعوان، فالمعنى: هم بنون، وهم خدم. وأصل الحَفْد: مداركة الخطو والإِسراع في المشي، وإِنما يفعل الخدم هذا، فقيل لهم: حَفَدَة.
ومنه يقال في دعاء الوتر: «وإِليك نسعى ونَحفِد» .
والثاني: أن يراد بالخدم: المماليك، فيكون معنى الآية: وجعل لكم من أزواجكم بنين، وجعل لكم حفدة من غير الأزواج، ذكره ابن الأنباري.
*ومن الفوائد ماذكره القرطبي من إدخال الزوجة والأولاد في معنى (حفدة ) بناء على أن الحفدة الخدمة والأعوان
قال القرطبي:
إِذَا فَرَّعْنَا عَلَى قَوْلِ مُجَاهِدٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَمَالِكٍ وَعُلَمَاءِ اللُّغَةِ فِي قَوْلِهِمْ إِنَّ الْحَفَدَةَ الْخَدَمُ وَالْأَعْوَانُ، فَقَدْ خَرَجَتْ خِدْمَةُ الْوَلَدِ وَالزَّوْجَةِ مِنَ الْقُرْآنِ بِأَبْدَعِ بَيَانٍ، قاله ابن العربي رَوَى الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ دَعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُرْسِهِ فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ خَادِمَهُمْ ... الْحَدِيثَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ" هُودٍ
وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَنَا فَتَلْتُ قَلَائِدَ بُدْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي. الْحَدِيثَ. وَلِهَذَا قَالَ عُلَمَاؤُنَا: عَلَيْهَا أَنْ تَفْرِشَ الْفِرَاشَ وَتَطْبُخَ الْقِدْرَ وَتَقُمَّ الدَّارَ، بِحَسَبِ حَالِهَا وَعَادَةِ مِثْلِهَا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:" وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها " فَكَأَنَّهُ جَمَعَ لَنَا فِيهَا السَّكَنَ وَالِاسْتِمْتَاعَ وَضَرْبًا مِنَ الْخِدْمَةِ بِحَسَبِ جَرْيِ الْعَادَةِ.

القول الرابع:
بنو امرأة الرجل من غيره
القائلين به :
ابن عباس
ذكره الثعلبي عن ابن زيد ،ذكر ابن الجوزي الضحاك
قال ابن كثير : وَهَذَا الْقَوْلُالْأَخِيرُ الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَمَسْرُوقٌ، وَأَبُو الضُّحى، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعيّ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْر، وَمُجَاهِدٌ، والقُرَظي. وَرَوَاهُ عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
علماء اللغة :
محمد بن القاسم ، محمد الهروي، محمد بن مكرم جمال الدين ابن منظور ، محمّد الزَّبيدي
التخريج :
أما قول ابن عباس فقد رواه الطبري من طريق محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عنه
وعزاه ابن أبي حاتم إلى ابن عباس
التوجيه والدراسة :
· هذا القول يدل عليه المعنى اللغوي لكلمة حفد المأخوذ من الخدمة والسعي
· مَنْ جَعَلَ {وَحَفَدَةً} مُتَعَلِّقًا بِأَزْوَاجِكُمْ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ الْأَوْلَادَ، وأولاد الأولاد، والأصها ر؛ لِأَنَّهُمْ أَزْوَاجُ الْبَنَاتِ، وَأَوْلَادُ الزَّوْجَةِ
قال ابن كثير في تفسيره :
قُلْتُ: فَمَنْ جَعَلَ {وَحَفَدَةً} مُتَعَلِّقًا بِأَزْوَاجِكُمْ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ الْأَوْلَادَ، وأولاد الأولاد، والأصها ر؛ لِأَنَّهُمْ أَزْوَاجُ الْبَنَاتِ، وَأَوْلَادُ الزَّوْجَةِ، وَكَمَا قَالَ الشَّعْبِيُّ وَالضَّحَّاكُ، فَإِنَّهُمْ غَالِبًا يَكُونُونَ تَحْتَ كَنَفِ الرَّجُلِ وَفِي حجْره وَفِي خِدْمَتِهِ. وَقَدْ يَكُونُ هَذَا هُوَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ [عَلَيْهِ الصَّلَاةُ] وَالسَّلَامُ فِي حَدِيثِ بَصرة بْنِ أَكْثَمَ: "وَالْوَلَدُ عَبْدٌ لَكَ" رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

الترجيح :
النظر إلى معنى الكلمة في اللغة :

الذي يظهر أن هذه الأقوال لاتعارض بينها ويجمعها كلها الأصل اللغوي لهذه الكلمة فحفد مأخوذة من الحفد كماقال الخليل بن أحمد الفراهيدي في العين :
حفد: الحَفْدُ: الخِفَّة في العمل والخِدمة قال:
حَفَدَ الولائدُ بينَهُنَّ وأُسلِمَتْ ... بأكُفّهِنَّ أزِمَّةُ الأجمالِ
وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ :
وأصل الحفد: مداركة الخطو والإسراع في المشي. وإنما يفعل هذا الخدم. فقيل لهم: حفدة، واحدهم حافد، مثل كافر وكفرة. ومنه
وعلماء اللغة كالخليل بن أحمد الفراهيدي،يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة ،إسحاق بن مرّار الشيباني،يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ،القاسم بن سلاّم بن عبد الله الهروي،عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ، عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ ،محمد بن القاسم بن محمد بن بشار،محمد الهروي ، أحمد بن فارس،علي بن إسماعيل بن سيده،محمد بن مكرم جمال الدين ابن منظور،محمد بن يعقوب الفيروزآبادى،محمّد الزَّبيدي،كلهم ذكروا أن الحفد الخِفَّة في العمل والخِدمة .
وقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ: اختلف الناس في تفسير الحفدة، فقيل الأولاد، وقيل البنات وقيل الأختان، وقيل الأصهار، وقيل الأعوان.
وحقيقة هذا أن اللّه عزّ وجلّ جعل من الأزواج بنين ومن يعاون على ما يحتاج إليه بسرعة وطاعة، يقال حفد يحفد حفدا وحفدا وحفدانا إذا أسرع.
قال محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، أبو بكر الأنباري في الزاهر في معاني كلمات الناس:قال الله عز وجل: {وجَعَلَ لكم من أزواجكم بنينَ وحَفَدَةً} :
قال عبد الله بن مسعود: الحفدة: الأختان. وقال عِكْرِمة: الحفدة: بنو الرجل، مَنْ نفعه منهم. وقال الضحاك: الحفدة: بنو المرأة من زوجها الأول. وقال طاووس : الحفدة: الخدم؛ فهذا مطابق للغة، والأقوالُ الأُخَرُ غير خارجة عن الصواب.

وخلاصة ماسبق:
إذا كان الأصل اللغوي لهذه الكلمة يحتمل جميع المعاني المذكورة عن السلف فلا مانع من الجمع بين هذه الأقوال وهذا ما ذكره الطبري .


جمع المفسرين بين الأقوال :
ترجيح الطبري :
والصّواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إنّ اللّه تعالى أخبر عباده معرّفهم نعمه عليهم، فيما جعل لهم من الأزواج والبنين، فقال تعالى: {واللّه جعل لكم من أنفسكم أزواجًا، وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً} فأعلمهم أنّه جعل لهم من أزواجهم بنين وحفدةً، والحفدة في كلام العرب: جمع حافدٍ، كما الكذبة: جمع كاذبٍ، والفسقة: جمع فاسقٍ، والحافد في كلامهم: هو المتخفّف في الخدمة والعمل، والحفد: خفّة الرجل العمل، يقال: مرّ البعير يحفد حفدانًا: إذا مرّ يسرع في سيره ومنه، قولهم: " إليك نسعى ونحفد ": أي نسرع إلى العمل بطاعتك، يقال منه: حفد له يحفد حفدًا وحفودًا وحفدانًا، ومنه قول الرّاعي:
كلّفت مجهولها نوقًا يمانيةً = إذا الحداة على أكسائها حفدوا
وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنّهم المسرعون في خدمة الرّجل المتخفّفون فيها، وكان اللّه تعالى ذكره أخبرنا أنّ ممّا أنعم به علينا أن جعل لنا حفدةً تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الّذين يصلحون للخدمة منّا ومن غيرنا، وأختاننا الّذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا، وخدمنا من مماليكنا، إذا كانوا يحفدوننا فيستحقّون اسم حفدةً، ولم يكن اللّه تعالى دلّ بظاهر تنزيله ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بحجّة عقلٍ، على أنّه عنى بذلك نوعًا من الحفدة دون نوعٍ منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجّه ذلك إلى خاصٍّ من الحفدة دون عامٍ، إلاّ ما اجمعت الأمّة عليه أنّه غير داخلٍ فيهم.
وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال الّتي ذكرنا عمّن ذكرنا وجهٌ في الصّحّة، ومخرجٌ في التّأويل، وإن كان أولى بالصّواب من القول ما اخترنا لما بيّنّا من الدّليل
جمع ابن عطية بين الأقوال
ابن عطية جمع بين الأقوال بطريقين :
الطريق الأول:أن الله جعل لكل أحد زوجة وبنون وأحفاد وهذا حال غالب الناس
الطريق الثاني: أن يكون المراد بالأزواج أزواج البشر فجعل لمن لم يتزوج خدم وأعوان وحشم وهكذا تشمل النعمة وتعم المتزوج وغير المتزوج
قال ابن عطية في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: وهذه الفرق التي ذكرت أقوالها إنما بنيت على أن كل أحد جعل له من زوجه بنون وحفدة، وهذا إنما هو في الغالب وعظم الناس، ويحتمل عندي أن قوله: مِنْ أَزْواجِكُمْ إنما هو على العموم والاشتراك، أي من أزواج البشر جعل الله لهم البنين، ومنهم جعل الخدمة فمن لم تكن له قط زوجة فقد جعل الله له حفدة، وحصل تحت النعمة، وأولئك الحفدة هم من الأزواج، وهكذا تترتب النعمة التي تشمل جميع العالم، وتستقيم لفظة «الحفدة» على مجراها في اللغة، إذ البشر بجملتهم لا يستغني أحد منهم عن حفدة، وقالت فرقة: «الحفدة» هم البنون.
قال القاضي أبو محمد: وهذا يستقيم على أن تكون الواو عاطفة صفة لهم، كما لو قال جعلنا لهم بنين وأعوانا أي وهم لهم أعوان، فكأنه قال: وهم حفدة
ومما يلاحظ أن جماعة من المفسرين يذكرون الأقوال الواردة في حفدة ثم يذكرون الأصل اللغوي للكلمة وكأنهم يشيرون- والله أعلم - إلى أن المعنى اللغوي يشمل جميع الأقوال كما فعل الثعلبي ومكي بن أبي طالب وغيرهم
ملاحظة :
أعتذر عن التأخر في تسليم الواجب لأني واجهت صعوبة في حله وخاصة في تقسيم الأقوال

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 جمادى الأولى 1439هـ/31-01-2018م, 05:40 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

ملحوظات عامة:
1. الأقوال المروية عن السلف يُعتنى بتخريجها بذكر أصل الإسناد.
2. الأقوال المروية عن علماء اللغة المتقدمين الذين ليس لهم كتب مطبوعة يُذكر من نسبها إليهم.
3. إذا خُرّج القول بذكر من رواه من أصحاب الكتب المسندة؛ فلا حاجة لتكرار ذكر من ذكره من أصحاب الكتب غير المسندة؛ إلا إذا كان لذلك فائدة إضافية بتصحيح أو تضعيف أو بيان علة.
4. أكثر التطبيقات تدلّ على جهد كبير مبذول ، وأرجو أن تتقوى تلك البحوث وتزدان إذا روعيت الملحوظات المتقدمة، لأن أمر نسبة الأقوال في بحث المسائل التفسيرية مهمّ جداً.


رضوى محمود: أ+
- أحسنت في تصنيف الأقوال ونسبتها.
- وأحسنت في تخريج الأقوال.

قولك: (من طريق أبو كريب)
الصواب: أبي كريب

الضريع على وزن فعيل، وبناء فعيل يأتي في اللغة أحيانا ويراد به معنى الفاعل، ويأتي ويراد به معنى المفعول.
ولذلك يُحتمل أن يكون الضريع بمعنى المفعول وصفا لرداءة الطعام ووضاعته، وأن يكون بمعنى الفاعل أي يُصيب من أكله بالضراعة والتذلل.

رشا نصر: هـ
- راجعي الملحوظات العامة.
قولك: (قال به عطاء الخراساني و ابن عباس)
لا يقدم عطاء على ابن عباس في الذكر وهو من تلاميذ تلاميذه.

قولك: (تخريج الأقوال:
ذكر ابن جرير في تفسيره: وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل)
هذا لا يعدّ تخريجاً.

قولك: (و قال به ابن عاشور في التحرير و التنوير: وقيل : الضريع اسم سَمّى القرآن به شجراً في جهنم وأن هذا الشجر هو الذي يسيل منه الغِسلين).
إذا ذكر المفسّر قولا بهذه الصيغة فلا يعدّ ذلك قولاً له، وإنما يقال: ذكره ، وفرق بين قول: ذكره وقال به.

قولك: (تخريج الأقوال:
ذكر القرطبي في تفسيره: وقال الوالبي عن ابن عباس : هو شجر من نار ).
تفسير القرطبي ليس من التفاسير المسندة فلا يخرّج منه.

قولك: (تخريج الأقوال:
ذكره الإمام فخر الدين الرازي أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين في التفسير الكبير
ثم قال أبو الجوزاء : وكيف يسمن من كان يأكل الشوك !).
هذا لا يعدّ تخريجاً، وتفسير الرازي ليس من التفاسير المسندة.


قولك: (•وأهل اللغة في معنى الضريع: ضرع الضرع: ضرع الناقة، والشاة، وغيرهما، وأضرعت الشاة: نزل اللبن في ضرعها لقرب نتاجها، وذلك نحو: أتمر، وألبن: إذا كثر تمره ولبنه).
هذه الأقوال ليست في معنى "الضريع".

قولك: ( والقول الذي ذكره المؤلف هو لأبي عبيدة في المجاز).
الاعتماد على النسخ واللصق يوقع في مثل هذه الأخطاء؛ فمن هو المؤلف هنا؟


هناء محمد: ج+
- راجعي الملحوظات العامة.
قولك: (وقال أبو حنيفة : وهو مرعى سوء لا تعقد عليه السائمة شحما ولا لحما ، وإن لم تفارقه إلى غيره ساء حالها ... )
أبو حنيفة هذا هو الدينوري صاحب كتاب النبات وهو من علماء اللغة، ينبغي تبيينه حتى لا يلتبس بالإمام الفقيه أبي حنيفة النعمان بن ثابت.

قولك: (- أما ابن عباس فروى عنه الطبري أنه الشبرق من طريق محمد بن سعد عن أبيه عن أبيه عنه)
هذا اختصار للإسناد مخلّ.

قولك: (▪وقيل إن تسميته ضريع بمعنى مضرع ).
بناء فعيل يأتي بمعنى الفاعل وبمعنى المفعول، فإذا كان بمعنى الفاعل فهو كما ذكرت، وإذا كان بمعنى المفعول فهو وصف للطعام بأنه مُضرَع وهو وصف يبين رداءته .


قولك: (القول الثاني :
الضريع هو نوع من أنواع النباتات رطبها أو يابسها...
وقد تنوعت أقوال السلف واللغويين في تحديد نوع هذا النبات
- فقيل هو العوسج
- وقيل السلاء ( وهو الشوك )
- وقيل السلم وهذه الثلاثة نباتات شوكية يعرفها أهل البادية ،
- وقـيل العرفج
- وقيل العشرق وكلاهما من النباتات البرية التي تعرفها العرب ... )
فصل القول بأنه شبرق - وهو نبات - عن هذا القول فيه نظر.
وكذلك ينبغي أن يذكر من قال بكلّ قول من هذه الأقوال بعده باختصار.

قولك: (▪والسلاء ( وهو شوك )
ذكره الزبيدي عن أبي الجوزاء ، وذكره الفيروز آبادي
وذكره السيوطي عن أبي الجوزاء ولم أجده مسندا فيما بحثت فيه).
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ؛ فينظر فيه ويحقق في لفطه.


قولك: (3- وقال بعضهم : الضريع طعام أهل النار وهذا لا تعرفه العرب ...
قاله ابن سيدة وابن منظور والزبيدي ... ونسبه ابن عطية لبعض اللغويين)
هذه الصياغة فيها خلط، ونسبة الأقوال فيها إبهام وإيهام.
فيبعد أن يقول شخص بقول ويعقّب على نفسه بما يردّه.
والصواب في الأقوال التي لا يُعرف قائلها أن يُنسب ذكرها إلى من ذكرها ثم ينصّ على تعقيب من عقّب عليها.

قولك: (▪واختلف قوم في كون الضريع هو طعام أهل النارفي قوله تعالى ( ليس لهم طعام إلا من ضريع ) هنا ، وقوله في موضع آخر : ( ليس لهم طعام إلا من غسلين ) فأيهما طعام أهل النار ...
قالوا : كما أهل الجنة درجات ، فإن أهل النار دركات ...
وقالوا : فمنهم من يختص بعذاب الزقوم ومنهم من يعذب بالغسلين ومنهم من يعذب بالضريع ... لكل ما يناسبه حسب دركته وما استحق فيها ...
وقال بعضهم أن شجرة الضريع في جهنم تخرج من ثمارها الغسلين وهذا وجه آخر للجمع بين القولين ...ويقال في الزقوم مثله .. ).
ينبغي للباحث الجاد أن يتجنب ذكر أقوال من غير بيان قائليها.

قولك: (▪ولعل القول الأقرب للصواب هو ما اجتمع عليه المفسرون وعلماء اللغة )
هذه حكاية إجماع، ولا إجماع عنها، والأولى أن تقولي: قول جمهور المفسرين.

- الأقوال منها القوي ومنها الضعيف؛ فالأقوال التي تثبت ولها دلالة صحيحة يمكن الجمع بينها، وأما الأقوال الضعيفة فيتوقّف جمعها مع الأقوال الصحيحة على صحة الدلالة؛ فإن كان لها دلالة لغوية صحيحة ولا تعارض دليلا أقوى منها فيمكن ضمّها إلى الأقوال الصحيحة، وأمّا غيرها فإما أن تردّ وإما أن يتوقف فيها.


عقيلة زيان: هـ
- راجعي الملحوظات العامة.
- التخريجات ناقصة.
- تصنيف الأقوال بحاجة إلى إعادة نظر، وكذلك إدراج بعض الآثار تحت أقوال غير مطابقة لها لا يصح.

قولك: (ورواه عبد الرزاق من طريق .عن معمر ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، في قوله تعالى : { بنين وحفدة } ، قال : الحفدة من يخدمك من ولدك وولد ولدك)
هذا الأثر لا يندرج تحت القول الأول لأنه مخصص بالأولاد وأولاد الأولاد.
وقد تكررت هذه الملحوظة.

قولك: (-أما قول عكرمة فقد رواه ابن جرير من طريق محمّد بن خالد بن خداشٍ، قال: حدّثني سلم بن قتيبة، عن حازم بن إبراهيم البجليّ، عن سماكٍ، عنه
-وراه أيضا من طريق ابن وكيعٍ قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن سلاّم بن سليمٍ، وقيسٍ، عن سماكٍ، عن عكرمة قال: " هم الخدم ".
وواره من طريق آخر طريق أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سلاّمٌ أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة، مثله).
- تكرار الأسانيد التي من طريق واحد غير جيد.
والأولى أن يقال: رواه ابن جرير في تفسيره من طرق عن سماك عن عكرمة أنه قال: (هم الخدم).
وهو أحد الأقوال المروية عن عكرمة.

وقد تكررت هذه الملحوظات.
تصنيف الأقوال أصل يُبنى عليه البحث؛ فإذا أحسن الباحث تصنيف الأقوال ونسبتها إلى من قال بها حقيقة ولم ينسب لأحد من العلماء غير ما قاله أو روي عنه فقد أسّس لبحثه أساساً جيداً، ويبقى عليه تخريج الأقوال وتوجيهها ودراستها، وبحثك ينقصه هذا الأساس لأنك فصلت ما حقّه الجمع ، وجمعت ما حقّه الفصل .
وتصنيف الأقوال يجب أن تبع فيه نصّها وما تدلّ عليه، وهذه المسألة فيها أقوال:
منها: الأعوان والخدم مطلقاً ( فالأعوان والخدم بمعنى واحد وهو تفسير لغوي لمعنى "الحفد" فمن أعانك وخدمك فقد حفدك )
ومنها: من يعين ويخدم من الأولاد وأولاد الأولاد
ومنها: أنهم أولاد الأولاد ( بغضّ النظر عن قيامهم بالخدمة من عدمه )
وهكذا بقية الأقوال...
وعند ذكر القول يذكر بنصّه ثم يعزى لمن قاله، وإذا تعددت الأقوال بمعنى واحد فيؤخذ أجود التعبيرات ، ثم عند التخريج تذكر نصوص الأقوال حتى يعرف القارئ نصّ القول ومدى مطابقته لما ذكره الباحث.


حنان: أ
- أحسنت بارك الله فيك، والجهد المبذول في محاولة استيعاب الأقوال وتصنيفها وتوجيههها كبير، ولتكميل هذا الجهد وتقويمه آمل العناية بهذه الملحوظات:
- راجعي الملحوظات العامة.
- آمل مراعاة قواعد الإعراب عند الكتابة.
- قولك: (قول ابن عباس :ذكره بن جرير عن محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ
عنه ).
ذكره أي من غير إسناد
ورواه أي بالإسناد
وهنا ابن جرير قد روى هذا الأثر بإسناده؛ فنقول: رواه.
وقد تكررت هذه الملحوظة.
وهذا الإسناد من الأسانيد الواهية؛ فلا نقول فيما روي به: قاله ابن عبّاس، وإنما نقول: روي عن ابن عباس.


- قولك: (القول الثالث : السلاء أو السَّلم
روي عن أبي الجوزاء وأَخْرَجَه ابنُ أبي شَيْبَةَ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ ، عنه كما في الدر المنثور وذكره ابن الجوزي).
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ، والعزو إليه أولى، ثم يستفاد من تخريج السيوطي فيما عزاه للكتب المفقودة.
فيقال: رواه ابن أبي شيبة في مصنفه من طريق ..... ، ورواه عبد بن حميد وابن المنذر كما في الدر المنثور.
ولا حاجة بعد ذلك لنقل ذكر ابن الجوزي له؛ لأن كتابه ليس مسنداً.

- قولك: (القول الثالث والرابع عشر : لم أجد أحدا من اللغوين والمفسرين قال بهما وقد ذكر المواردي قولا آخر لم أجد أحدا قال به غيره وهو : النوى المحرق،وقال حكاه يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب )
القول الثالث عشر صحّ عن سعيد بن جبير، وهو تابعي من أهل عصر الاحتجاج، وهو مولى بني أسدّ، ومنازلهم في نجد، فقد يعرف من لغة بني أسد ما لا يعرفه أهل الحجاز.

عند الدراسة والترجيح يفضل أن تذكري القارئ الملخّص المفيد أولاً حتى يستقرّ في ذهنه ثمّ تذكري له ما شئت من الحجج والتوجيهات وجواب الاعتراضات.


منى مدني: ب+
- أحسنت بارك الله فيك،
- راجعي الملحوظات العامة.
- ما زالت مهارة تخريج الأقوال بحاجة إلى صقل وتمرين، وإذا أتقنتيها أرجو أن تنقلك نقلة كبيرة في بحوثك التفسيرية.
- عند الدراسة والترجيح يفضل أن تذكري القارئ الملخّص المفيد أولاً حتى يستقرّ في ذهنه ثمّ تذكري له ما شئت من الحجج والتوجيهات وجواب الاعتراضات.


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 جمادى الآخرة 1439هـ/16-03-2018م, 12:59 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

إعادة التطبيق
معنى بالحفدة
كنت ذكرت تلك الأقوال كما وجدتها ؛ لأني لم أفهم أنه يجب تصنيف الأقوال


اختلف العلماء في معنى "الحفدة " على أقوال:
الأعوان؛ الخدم؛ الأنصار؛ولد الولد؛ ولد الرجل؛ بنات الرجل؛ الأختان؛ الأصهار؛ بنو المرأة الرجل من غيره

أحاول تصنيف الأقوال
القول الأول: ..أعوان الرجل وخدمه وأنصاره

جمعتها لتقارب معناها؛..وقد اختلفت عبارات القائلين بهذا القول فمنهم من اقتصر على لفظ الخدم
وهو قول ابن عباس و عكرمة و مجاهد والحسن وأبي ابن طاووس ومحمد بن عُزير السجستاني

- ومنهم من اقتصر على لفظ الأعوان
وهو قول ابن عباس وعكرمة وابن أبي مالك وقول ابن عرفة كما في تفسير القرطبي وهو قول ابن فارس قال وهو - وَهُوَ الصَّحِيحُ –
قَالَ ابْن شُمَيْل: مَنْ قَالَ الحَفَدَةُ: الأَعْوَانُ فَهُوَ أَتْبَعُ لكَلَام العَرَب مِمَّنْ قَالَ الأَصْهار
وقال الفراء وقالوا الأعوان
قال ابن عرفة : الحفدة : عند العرب الأعوان ، فكل من عمل عملا أطاع فيه وسارع ، فهو : حافد

ومنهم من جمع بين الأعوان و الخدم
و هو قول أبي عبيد معمر ابن المثنى؛ عبد اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ ومكي القيسي كما في تفسير مشكل من غريب القران وأبو حيان في البحر المحيط

-ومنهم من جمع بينها جميعا و قال أن المراد بالحفدة الأعوان الخم والأنصار
و هو قول مجاهد

التخريج
- أما قول ابن عباس فقد
رواه مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ في جزء تفسير مسلم من طريق أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ أنه قال كان ابن عباس يقول الحفدة الخدم..
ورواه ابن جرير من طريق
محمّد بن خالد بن خداشٍ، قال: حدّثني سلم بن قتيبة، عن وهب بن حبيبٍ الأسديّ، عن أبي حمزة، عن ابن عبّاسٍ.

-أما قول عكرمة فقد رواه ابن جرير عن سماكٍ، عن عكرمة .
ورواه ابن جرير من طريقابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن حصينٍ، عن عكرمة، قال: " الّذين يعينونه

- أما قول مجاهد رواه ابن جرير من طريق محمّد بن خالدٍ، وابن وكيعٍ، ويعقوب بن إبراهيم، قالوا: حدّثنا إسماعيل ابن عليّة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ.
-أما و رواه عبد الرحمان الهمداني كما فى جزء تفسير مجاهد من طريق إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد".. بنين وحفدة يعني أنصارا وأعوانا وخدما

-أما قول الحسن ر واه ابن جرير من طريقالمثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن منصورٍ، عن الحسن.
ورواه ابن جرير وعبد الرزاق عن ابن التّيميّ، عن أبيه، عن الحسن.

-أما قول ابن أبى طاووس رواه ابن جرير من طريق ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا زمعة، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه. ".
أما قول ابن أبى مالك رواه الطبري من طريق -ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ: " الحفدة، قال: الأعوان.
التوجيه
1-هذا القول مبنى أن هذا الذي تدل عليه لغة العرب
قال طرفة بن العبد
(يحفدون الضيف في أبياتهم ... كرماً ذلك منهم غير ذل)
- -قال ابن عرفة : الحفدة : عند العرب الأعوان ، فكل من عمل عملا أطاع فيه وسارع ، فهو : حافد
قال القرطبي:
رَوَى ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:" بَنِينَ وَحَفَدَةً" قَالَ: الْحَفَدَةُ الْخَدَمُ وَالْأَعْوَانُ فِي رَأْيِي.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:" وَحَفَدَةً" قَالَ هُمُ الْأَعْوَانُ، مَنْ أَعَانَكَ فَقَدْ حَفَدَكَ. قِيلَ لَهُ: فَهَلْ تَعْرِفُ العرب ذلك؟ قال نعم وتقول! أو ما سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
حَفَدَ الْوَلَائِدُ حَوْلَهُنَّ وَأَسْلَمَتْ ... بِأَكُفِّهِنَّ أَزِمَّةَ الْأَجْمَالِ
أَيْ أَسْرَعْنَ الْخِدْمَةَ. وَالْوَلَائِدُ: الْخَدَمُ، الْوَاحِدَةُ وَلِيدَةٌ، قَالَ الْأَعْشَى:
كَلَّفْتُ مَجْهُولَهَا نُوقًا يَمَانِيَةً ... إِذَا الْحُدَاةُ عَلَى أَكْسَائِهَا حَفَدُوا
2- أن في الآية تقديم وتأخير ؛ والمعنى جعل لكم من أزواجكم بنين و جعل لكم حفدة
قال المهدوي : ومن جعل الحفدة الخدم ، جعله منقطعا مما قبله ينوي به التقديم ، كأنه قال : جعل لكم حفدة ، وجعل لكم من أزواجكم بنين.كما في تفسير القرطبي
وقال أبو مظفر السمعاني:..في الآية تقديم وتأخير ، ومعناه : وجعل لكم حفدة ، ومن أزواجكم بنين
3-أو هو على اعتبار أن "حفدة" منصوبة بجعل مضمرة والمعنى وجعل لكم حفدة..فيكونوا ليسواداخلين في كونهم من الأزواج .


القول الثاني الأختان والأصهار
وهو قول عبد الله ابن مسعود و عبد الله ابن عباس و سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي ومجاهد و أبي الضحى و الفراء

وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
فَلَوْ أَنَّ نَفْسِي طَاوَعَتْنِي لَأَصْبَحَتْ...لَهَا حَفْدٌ مِمَّا يُعَدُّ كَثِيرُ
وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ عَلَيَّ أَبِيَّةٌ...عَيُوفٌ لِأَصْهَارِ اللِّئَامِ قَذُورُ

التخريج
-أما قول عبد الله ابن مسعود
فقد رواه النحاس في كتابه معاني القران وابن جرير والحاكم في المستدرك و عبد الرزاق من طريق عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود .

ورواه أـيضا بن جرير بسند آخر من طريقأبي كريبٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ، عن عاصمٍ، عن ورقاء، سألت عبد اللّه: " ما تقول في الحفدة؟ هم حشم الرّجل يا أبا عبد الرّحمن؟ قال: " لا، ولكنّهم الأختان "
- أما قول ابن عباس
رواه ابن جرير من طريق حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا حفصٌ، عن أشعث، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: " الأختان "
رواه ابن جرير-من طريق المثنّى، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ

- - أما قول سعيد ابن جبير رواه ابن جرير من طريق أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا إسرائيل، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير.
. - أما قول إبراهيم النخعي فرواه ابن جرير من طريق... المغيرة، عن إبراهيم،
-
- أما قول مجاهد فقد رواه مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ في جزء تفسير مسلم من طريق أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ .
- أما قول أبي الضحى رواه ابن جرير من طريقخداشٍ، والحسن بن خلفٍ الواسطيّ، قالوا: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ القطّان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى.

التوجيه

1-هذا المعنى الذي تدل عليه اللغة

2-وهذا القول مبنى على أن " حفدة " عطف على "بنين" عطف مغايرة من غير جنس البنين ...والمعنى جعل لكم من أزواجكم بنين وجعل لكم من أزواجكم حفدة غير البنين.. وهم الأختان والأصهار.

ومعنى الآية على هذا القول : وجعل لكم من أزواجكم بنين وبنات تزوجونهم ؛ فيحصل لكم بسببهم الأختان
أو جعل لكم من أزواجكم بنين وجعل لكم من أزواجكم حفدة غير البنين وهم الأصهار ؛ أي جعل لكم من أزواجكم الأصهار وهم أبو الزوجة و ما أشبهه من أقاربها

القول الثالث الولد الرجل سواء كان ذكرا أو أنثى و يدخل فيه ولد ولده.
وهنا أيضا اختلفت عبارة العلماء فمنهم من اقتصر على ولد الولد
وهو قول..ابن عباس وعكرمة وابن زيد و الضحاك و زر بن حبيش، ومقاتل والأزهري واختاره ابن العربي و استظهره القرطبي و وهو قول ابن كثير و طاهر ابن عاشور
وروى عن الضحاك
ومنهم من اقتصر بذكر ولد الرجل وهو قول ابن عباس وابن زيد والضحاك
قال الضحاك : " ولد الرّجل يحفدونه ويخدمونه، وكانت العرب إنّما تخدمهم أولادهم الذّكور.
قال جميل:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكّفّهنّ أزمّة الأجمال "
ومنهم من اقتصر على البنات ؛ أي بنات الرجل
وهو قول .. الخليل بن أحمد وبن سيده .
قال الخليل أحمد وقول الله- عز وجل-: بَنِينَ وَحَفَدَةً يعني البنات وهنَّ خَدَم الأبَوَيْن في البيت،
قال أبو سعود وقيل : البناتُ ، عبّر عنهن بذلك إيذاناً بوجه المنة بأنهن يخْدُمن البيوت أتمَّ خدمة .
ورواه عبد الرزاق من طريق.عن معمر ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، في قوله تعالى : { بنين وحفدة } ، قال : الحفدة من يخدمك من ولدك وولد ولدك
ورواه بسند آخر من طريق المثنّى قال: حدّثنا أبو نعيمٍ قال: حدّثنا سفيان، عن حصينٍ، عن عكرمة: {بنين وحفدةً} قال: " ولده الّذين يعينونه ".
ورواه بسند آخر
التخريج
- أما قول ابن عباس
رواه ابن جرير من طريق عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ.
وكذا رواه عن أبي بشرٍ عن مجاهد عن ابن عباس
ورواه بأسانيد أخر
-أما قول عكرمه
رواه عبد الرزاق من طريق.عن معمر ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، في قوله تعالى : { بنين وحفدة } ، قال : الحفدة من يخدمك من ولدك وولد ولدك
ورواه ابن جرير من طريق المثنّى قال: حدّثنا أبو نعيمٍ قال: حدّثنا سفيان، عن حصينٍ، عن عكرمة: {بنين وحفدةً} قال: " ولده الّذين يعينونه ".


- أما قول ابن زيد فرواه ا بن جرير من طريقيونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً} قال: " الحفدة: الخدم من ولد الرّجل هم ولده، وهم يخدمونه، قال: وليس تكون العبيد من الأزواج، كيف يكون من زوجي عبدٌ؟ إنّما الحفدة: ولد الرّجل وخدمه
-أما قول زر بن حبيش فقد رواه عبد الرزاق من طريقابن عيينة ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، قال : قال عبد الله بن مسعود : أتدري ما الحفدة يا زر ؟ قال : قلت نعم ، هم : حفاد الرجل من ولده ، وولد ولده ، قال : لا ، هم الأصهار ...
- أما ما روى عن الضحاك فقد رواه ابن جرير بسند فيه سقط من أوله قال : (حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {بنين وحفدةً} يعني: " ولد الرّجل يحفدونه ويخدمونه، وكانت العرب إنّما تخدمهم أولادهم الذّكور ).
التوجيه
أن هذا القول تدل عليه لغة العرب
قال جميل:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكّفّهنّ أزمّة الأجمال "
ومبنى قول من خص الحفدة بولد الولد هو ظاهر القران
قال القرطبي .هو ظاهر القرآن بل نصه ، ألا ترى أنه قال : " وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة " ، فجعل الحفدة والبنين منهن .
وقال ابن العربي : الأظهر عندي في قوله : " بنين وحفدة " ، أن البنين أولاد الرجل لصلبه ، والحفدة أولاد ولده ، وليس في قوة اللفظ أكثر من هذا ، ويكون تقدير الآية على هذا : وجعل لكم من أزواجكم بنين ، ومن البنين حفدة . وقال معناه الحسن
وقد رجح ابن عاشور هذا القول فقال :
قال ابن عاشوروالحفدة : جمع حافد ، مثل كَملة جمع كامل . والحافد أصله المسرع في الخدمة . وأطلق على ابن الابن لأنه يكثر أن يخدم جدّه لضعف الجدّ بسبب الكبر ، فأنعم الله على الإنسان بحفظ سلسلة نسبه بسبب ضبط الحلقة الأولى منها ، وهي كون أبنائه من زوجه ثم كون أبناء أبنائه من أزواجهم ، فانضبطت سلسلة الأنساب بهذا النظام المحكم البديع .
-
- توجيه من خص الحفدة بالولد الرجل
-هذا القول مبنى على أن عطف الحفدة على البنين من باب عطف الصفات
فالحفدة هم البنون أنفسهم فهو من باب عطف الصفات أي "بنين وهم حفدة"
- قال الزمخشريويجوز أن يراد بالحفدة : البنون أنفسهم ؛ كقوله : { سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } [ النحل : 67 ] ، كأنه قيل : وجعل لكم منهنّ أولاداً هم بنون وهم حافدون ، أي : جامعون بين الأمرين.
وقد فرق بينهم مقاتل ابن حيان بقوله.البنين : الصغار ، والحفدة : كبار الأولاد الذين يعينونه على عمله .
وسبب هذا والله أعلم راجع لكون الكبار أقدر على الخدمة من الصغار
- توجيه من خص الحفدة بالبنات
1-هذا القول مبنى على أن عطف الحفدة على البنين من باب عطف التغاير
ذلك أن ما يحصل من الأزواج من الأولاد الذكور والإناث فلما كان لفظ البنين لا يدخل فيه الإناث؛ ترتب على ذلك أن معنى الحفدة البنات.
قال الزهراوي .... لفظة البنين لا تدل عليهن ، ألا ترى أنهن ليس في قول الله تعالى : { المال والبنون زينة الحياة الدنيا } [ الكهف : 46 ] وإنما الزينة في الذكور ...كما في تفسير ابن عطية
2-لأن البنات أكثرهن خدمة للأبوين.

قال الزهراوي ؛ لأنهن خدم الأبوين .

.قال .أبو حيان ..وقيل : البنات لأنهنّ يخدمن في البيوت أتم خدمة .

القول الرابع . هم بنو امرأة الرّجل من غيره
وهو قول..ابن عباس

التخريج
- أما قول ابن عباس رواه ابن جرير-قالحدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً} يقول: " بنو امرأة الرّجل ليسوا منه " وقال: الحفدة: الرّجل يعمل بين يدي الرّجل، يقول: فلانٌ يحفد لنا، ويزعم رجالٌ أنّ الحفدة أختان الرّجل.
وهذا القول مبني على أن الحفدة من الأزواج فقط "وجعل لكم من أزواجكم حفدة "وهم من جنس البنين . فيكون معنى حفدة أولاد المرأة من الزوج الأول.


والذي يظهر من هذه الأقوال أن أهم سبب الاختلاف راجع
-الاشتراك اللغوي..فلفظة الحفدة.يصح إطلاقه على كل ما ذكر
- في تعلق كلمة "حفدة."
فمن جعلها عطفا على "أزوجا" في قوله تعالى " والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا" قال معناه الخدم والأعوان و الأنصار
ومن جعلها متعلق بالأزواج في قوله تعالى :( وجعل لكم من أنفسكم أزواجا ) قال معناه الأصهار و الأختان و وأولاد المرأة من الزوج الأول
ومن جعلها متعلقة بالبنين قال معناه الولد .؛ولد الولد..البنات
والمعاني كلها تحتملها الآية.؛ ولا يوجد ما يعين معنى دون آخر؛ ذلك أن الآية جاءت بسياق بيان نعم الله عزوجل على عباده..
..فالله عزوجل عرف عباده بما جعل لكم من النعم من الأزواج؛ فامتن عليهم أن جعلهم لهم من الأزواج بنين وحفدة
والحفدة في كلام العرب: جمع حافدٍ.
والحافد في كلامهم :. المتخفّف في الخدمة والعمل
و " الحَفْد " الخفّة والسرعة في العمل والخدمة، الذي منه قوله في القنوت : " وإليك نسعى ونحفد " ،أي نسرع إلى العمل بطاعتك.
يقال منه: حفد له يحفد حفدًا وحفودًا وحفدانًا.
ومنه قول الرّاعي:
كلّفت مجهولها نوقًا يمانيةً = إذا الحداة على أكسائها حفدوا
ولما كانت الخدمة تكون من الأولاد والأصهار والأختان والخدم والأعوان فالنعمة حاصلة بهذا كله .فالكل يستحق إطلاق اسم الحفدة عليه.
وكلما كثر تعداد النعم الله كان ذلك أحسن في بيانفضله الله على عباده و عظيمه نعمه. وهذا هو ترجيح ابن جرير و ابن عطية و ابن كثير.وغيرهم
وقد ذهب ابن العربي والقرطبي وابن عاشور و الشنقيطي أن الظاهر من الآية هو ولد الولد.
.وحيث كان " ولد الولد " هو المعنى الظاهر وجب حمل الآية عليه.
و الله أعلم .بمراده.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 4 رجب 1439هـ/20-03-2018م, 01:29 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتبهت الآن فقط لتقييم هذا التطبيق ، ولم أكن قد رأيته سابقا
فهل بالإمكان إعادته لتدارك الملحوظات الواردة في التقييم وتعديل تقييمه ؟

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 16 شعبان 1439هـ/1-05-2018م, 02:09 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

اختلف العلماء في معنى ضريع على أقوال :
القول الأول: أنه نوع من النبات.
ثم اختلفوا في تحديده على أقوال:
الأول: نبت ذو شوك يقال له الشبرق إذا يبس سمي ضريعا . وهو قول عكرمة وابن عباس ومجاهد وقتادة .
قال ابن عباس : الشبرق.
وقال عكرمة : هي شجرة ذات شوك، لاطئة بالأرض، فإذا كان الربيع سمتها قريش الشبرق، فإذا هاج العود سمتها الضريع.
وقال مجاهد : الشبرق اليابس.
وقال قتادة : هو الشبرق إذا يبس يسمى الضريع.

التخريج :
قول ابن عباس : رواه الطبري عن محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس
أما قول عكرمة : فرواه الطبري من طريق عبد الرحمن الأصبهاني، عن عكرمة .
ورواه الطبري عن نجدة، رجل من عبد القيس عن عكرمة.
وأما قول مجاهد : فرواه الطبري من طريق عبد الرحمن عن سفيان،عن ليث، عن مجاهد.
ورواه أيضا من طريق مهران عن سفيان،عن ليث، عن مجاهد.
ورواه عن الحسن؛ قال: ثناورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.
أما قول قتادة : فرواه الطبري عن ابن ثورعن معمر عن قتادة.
الثاني: رطب العرفج أورده ابن عطية.
الثالث: يبس العرفج .أورده ابن عطية وأبو الحسن في المحكم ومحمد بن مكرم في لسان العرب وأبو حيان في البحر المحيط وأبو العباس في الدر المصون
الرابع:نبت كالعوْسَجُ .ذكره الزجاج ونقله محمد بن مكرم في لسان العرب عن ابن الأعرابي.
الخامس:السّلم . ذكره أبو حاتم والماوردي وابن الجوزي عن أبي الجوزاء
قال أبو الجوزاء :الضريع السلم، وهو الشوك، وكيف يسمن من كان طعامه الشوك
السادس: نبات أخضر منتن الريح، يرمي به البحر. ذكره ابن عطية في تفسيره وأبو الحسن في المحكم ومحمد بن مكرم في لسان العرب ونقله أبو حيان في البحر المحيط عن الخليل وكذا أبو العباس في الدر المصون.

القول الثاني: الحجارة رواه الطبري عن ابن يمان، عن جعفر، عن سعيد بن جبير.
القول الثالث :النوى المحرق ذكره الماوردي حكاية عن يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب .
القول الرابع: شيء يطرحه البحر المالح ذكره الثعلبي عن عطاء عن ابن عبّاس ، والقرطبي عنالضحاك عن ابن عباس.
القول الخامس: الشوك اليابس الذي ليس له ورق .رواه الطبري عن يونس عن ابن وهب عن ابن زيد.


أما مادة ضريع فاختلفوا في أصل معناها على أقوال :
قيل : هو ضريع بمعنى مضرع أي مضعف للبدن مهزل. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في ولد جعفر بن أبي طالب: «ما لي أراهما ضارعين» ؟ يريدهزيلين. ذكره بن عطية .
وقيل: أي الذي يضرعون عنده طلباً للخلاص منه بمعنى المضروع .كما نقل الماوردي عن ابن بحر والثعلبي عن ابن كيسان .
وقيل: قد يكون مشتقا من الضارع، وهو الذليل أي ذو ضراعة أي من شربه ذليل تلحقه ضراعه. نقله القرطبي عن أبي جعفر النحاس.
وقيل: الضاد والراء والعين أصل صحيح يدل على لين في الشيء ومنذلك ضرع الرجل ضراعة، إذا ذل وشذ عن هذا الباب: الضريع، وهو نبت. وممكن أن يحمل على الباب فيقال ذلك لضعفه، إذكان لا يسمن ولا يغني من جوع.ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة.

والراجح والله تعالى أعلم : أنه نبت الشبرق وهو الذي رجحه القرطبي وعليه أكثر العلماء .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 9 شوال 1439هـ/22-06-2018م, 02:45 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقيلة زيان مشاهدة المشاركة
إعادة التطبيق
معنى بالحفدة
كنت ذكرت تلك الأقوال كما وجدتها ؛ لأني لم أفهم أنه يجب تصنيف الأقوال


اختلف العلماء في معنى "الحفدة " على أقوال:
الأعوان؛ الخدم؛ الأنصار؛ولد الولد؛ ولد الرجل؛ بنات الرجل؛ الأختان؛ الأصهار؛ بنو المرأة الرجل من غيره

أحاول تصنيف الأقوال
القول الأول: ..أعوان الرجل وخدمه وأنصاره

جمعتها لتقارب معناها؛..وقد اختلفت عبارات القائلين بهذا القول فمنهم من اقتصر على لفظ الخدم
وهو قول ابن عباس و عكرمة و مجاهد والحسن وأبي ابن طاووس ومحمد بن عُزير السجستاني

- ومنهم من اقتصر على لفظ الأعوان
وهو قول ابن عباس وعكرمة وابن أبي مالك وقول ابن عرفة كما في تفسير القرطبي وهو قول ابن فارس قال وهو - وَهُوَ الصَّحِيحُ –
قَالَ ابْن شُمَيْل: مَنْ قَالَ الحَفَدَةُ: الأَعْوَانُ فَهُوَ أَتْبَعُ لكَلَام العَرَب مِمَّنْ قَالَ الأَصْهار
وقال الفراء وقالوا الأعوان
قال ابن عرفة : الحفدة : عند العرب الأعوان ، فكل من عمل عملا أطاع فيه وسارع ، فهو : حافد

ومنهم من جمع بين الأعوان و الخدم
و هو قول أبي عبيد معمر ابن المثنى؛ عبد اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ ومكي القيسي كما في تفسير مشكل من غريب القران وأبو حيان في البحر المحيط

-ومنهم من جمع بينها جميعا و قال أن المراد بالحفدة الأعوان الخم والأنصار
و هو قول مجاهد



[ عند ذكر أصحاب الأقوال نبدأ بالصحابة ثم التابعين ثمّ الأقدم وفاة فالأقدم]



التخريج
- أما قول ابن عباس فقد
رواه مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ في جزء تفسير مسلم من طريق أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ أنه قال كان ابن عباس يقول الحفدة الخدم..
ورواه ابن جرير من طريق
محمّد بن خالد بن خداشٍ، قال: حدّثني سلم بن قتيبة، عن وهب بن حبيبٍ الأسديّ، عن أبي حمزة، عن ابن عبّاسٍ.

-أما قول عكرمة فقد رواه ابن جرير عن سماكٍ، عن عكرمة .
ورواه ابن جرير من طريقابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن حصينٍ، عن عكرمة، قال: " الّذين يعينونه

- أما قول مجاهد رواه ابن جرير من طريق محمّد بن خالدٍ، وابن وكيعٍ، ويعقوب بن إبراهيم، قالوا: حدّثنا إسماعيل ابن عليّة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ.
-أما و رواه عبد الرحمان الهمداني كما فى جزء تفسير مجاهد من طريق إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد".. بنين وحفدة يعني أنصارا وأعوانا وخدما

-أما قول الحسن ر واه ابن جرير من طريقالمثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن منصورٍ، عن الحسن.
ورواه ابن جرير وعبد الرزاق عن ابن التّيميّ، عن أبيه، عن الحسن.

-أما قول ابن أبى طاووس رواه ابن جرير من طريق ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا زمعة، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه. ".
أما قول ابن أبى مالك [ أبي مالك] رواه الطبري من طريق -ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ: " الحفدة، قال: الأعوان.
التوجيه
1-هذا القول مبنى أن هذا الذي تدل عليه لغة العرب
قال طرفة بن العبد
(يحفدون الضيف في أبياتهم ... كرماً ذلك منهم غير ذل)
- -قال ابن عرفة : الحفدة : عند العرب الأعوان ، فكل من عمل عملا أطاع فيه وسارع ، فهو : حافد
قال القرطبي:
رَوَى ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:" بَنِينَ وَحَفَدَةً" قَالَ: الْحَفَدَةُ الْخَدَمُ وَالْأَعْوَانُ فِي رَأْيِي.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:" وَحَفَدَةً" قَالَ هُمُ الْأَعْوَانُ، مَنْ أَعَانَكَ فَقَدْ حَفَدَكَ. قِيلَ لَهُ: فَهَلْ تَعْرِفُ العرب ذلك؟ قال نعم وتقول! أو ما سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
حَفَدَ الْوَلَائِدُ حَوْلَهُنَّ وَأَسْلَمَتْ ... بِأَكُفِّهِنَّ أَزِمَّةَ الْأَجْمَالِ
أَيْ أَسْرَعْنَ الْخِدْمَةَ. وَالْوَلَائِدُ: الْخَدَمُ، الْوَاحِدَةُ وَلِيدَةٌ، قَالَ الْأَعْشَى:
كَلَّفْتُ مَجْهُولَهَا نُوقًا يَمَانِيَةً ... إِذَا الْحُدَاةُ عَلَى أَكْسَائِهَا حَفَدُوا
2- أن في الآية تقديم وتأخير ؛ والمعنى جعل لكم من أزواجكم بنين و جعل لكم حفدة
قال المهدوي : ومن جعل الحفدة الخدم ، جعله منقطعا مما قبله ينوي به التقديم ، كأنه قال : جعل لكم حفدة ، وجعل لكم من أزواجكم بنين.كما في تفسير القرطبي
وقال أبو مظفر السمعاني:..في الآية تقديم وتأخير ، ومعناه : وجعل لكم حفدة ، ومن أزواجكم بنين
3-أو هو على اعتبار أن "حفدة" منصوبة بجعل مضمرة والمعنى وجعل لكم حفدة..فيكونوا ليسواداخلين في كونهم من الأزواج .


القول الثاني الأختان والأصهار
وهو قول عبد الله ابن مسعود و عبد الله ابن عباس و سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي ومجاهد و أبي الضحى و الفراء

وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
فَلَوْ أَنَّ نَفْسِي طَاوَعَتْنِي لَأَصْبَحَتْ...لَهَا حَفْدٌ مِمَّا يُعَدُّ كَثِيرُ
وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ عَلَيَّ أَبِيَّةٌ...عَيُوفٌ لِأَصْهَارِ اللِّئَامِ قَذُورُ

التخريج
-أما قول عبد الله ابن مسعود
فقد رواه النحاس في كتابه معاني القران وابن جرير والحاكم في المستدرك و عبد الرزاق من طريق عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود .
[ عند ذكر أصحاب الكتب في التخريج يُبدأ بالأقدم وفاة؛ فنقول: رواه عبد الرزاق وابن جرير والنحاس والحاكم ]
ورواه أـيضا بن جرير بسند آخر من طريقأبي كريبٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ، عن عاصمٍ، عن ورقاء، سألت عبد اللّه: " ما تقول في الحفدة؟ هم حشم الرّجل يا أبا عبد الرّحمن؟ قال: " لا، ولكنّهم الأختان "
- أما قول ابن عباس
رواه ابن جرير من طريق حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا حفصٌ، عن أشعث، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: " الأختان "
رواه ابن جرير-من طريق المثنّى، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ

- - أما قول سعيد ابن جبير رواه ابن جرير من طريق أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا إسرائيل، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير.
. - أما قول إبراهيم النخعي فرواه ابن جرير من طريق... المغيرة، عن إبراهيم،
-
- أما قول مجاهد فقد رواه مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ في جزء تفسير مسلم من طريق أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ .
- أما قول أبي الضحى رواه ابن جرير من طريقخداشٍ، والحسن بن خلفٍ الواسطيّ، قالوا: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ القطّان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى.

التوجيه

1-هذا المعنى الذي تدل عليه اللغة

2-وهذا القول مبنى على أن " حفدة " عطف على "بنين" عطف مغايرة من غير جنس البنين ...والمعنى جعل لكم من أزواجكم بنين وجعل لكم من أزواجكم حفدة غير البنين.. وهم الأختان والأصهار.

ومعنى الآية على هذا القول : وجعل لكم من أزواجكم بنين وبنات تزوجونهم ؛ فيحصل لكم بسببهم الأختان
أو جعل لكم من أزواجكم بنين وجعل لكم من أزواجكم حفدة غير البنين وهم الأصهار ؛ أي جعل لكم من أزواجكم الأصهار وهم أبو الزوجة و ما أشبهه من أقاربها

القول الثالث الولد الرجل سواء كان ذكرا أو أنثى و يدخل فيه ولد ولده.
وهنا أيضا اختلفت عبارة العلماء فمنهم من اقتصر على ولد الولد
وهو قول..ابن عباس وعكرمة وابن زيد و الضحاك و زر بن حبيش، ومقاتل والأزهري واختاره ابن العربي و استظهره القرطبي و وهو قول ابن كثير و طاهر ابن عاشور
وروى عن الضحاك
ومنهم من اقتصر بذكر ولد الرجل وهو قول ابن عباس وابن زيد والضحاك
قال الضحاك : " ولد الرّجل يحفدونه ويخدمونه، وكانت العرب إنّما تخدمهم أولادهم الذّكور.
قال جميل:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكّفّهنّ أزمّة الأجمال "
ومنهم من اقتصر على البنات ؛ أي بنات الرجل
وهو قول .. الخليل بن أحمد وبن سيده .
قال الخليل أحمد وقول الله- عز وجل-: بَنِينَ وَحَفَدَةً يعني البنات وهنَّ خَدَم الأبَوَيْن في البيت،
قال أبو سعود وقيل : البناتُ ، عبّر عنهن بذلك إيذاناً بوجه المنة بأنهن يخْدُمن البيوت أتمَّ خدمة .
ورواه عبد الرزاق من طريق.عن معمر ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، في قوله تعالى : { بنين وحفدة } ، قال : الحفدة من يخدمك من ولدك وولد ولدك
ورواه بسند آخر من طريق المثنّى قال: حدّثنا أبو نعيمٍ قال: حدّثنا سفيان، عن حصينٍ، عن عكرمة: {بنين وحفدةً} قال: " ولده الّذين يعينونه ".
ورواه بسند آخر
التخريج
- أما قول ابن عباس
رواه ابن جرير من طريق عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ.
وكذا رواه عن أبي بشرٍ عن مجاهد عن ابن عباس
ورواه بأسانيد أخر
-أما قول عكرمه
رواه عبد الرزاق من طريق.عن معمر ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، في قوله تعالى : { بنين وحفدة } ، قال : الحفدة من يخدمك من ولدك وولد ولدك
ورواه ابن جرير من طريق المثنّى قال: حدّثنا أبو نعيمٍ قال: حدّثنا سفيان، عن حصينٍ، عن عكرمة: {بنين وحفدةً} قال: " ولده الّذين يعينونه ".


- أما قول ابن زيد فرواه ا بن جرير من طريقيونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً} قال: " الحفدة: الخدم من ولد الرّجل هم ولده، وهم يخدمونه، قال: وليس تكون العبيد من الأزواج، كيف يكون من زوجي عبدٌ؟ إنّما الحفدة: ولد الرّجل وخدمه
-أما قول زر بن حبيش فقد رواه عبد الرزاق من طريقابن عيينة ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، قال : قال عبد الله بن مسعود : أتدري ما الحفدة يا زر ؟ قال : قلت نعم ، هم : حفاد الرجل من ولده ، وولد ولده ، قال : لا ، هم الأصهار ...
- أما ما روى عن الضحاك فقد رواه ابن جرير بسند فيه سقط من أوله قال : (حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {بنين وحفدةً} يعني: " ولد الرّجل يحفدونه ويخدمونه، وكانت العرب إنّما تخدمهم أولادهم الذّكور ).
التوجيه
أن هذا القول تدل عليه لغة العرب
قال جميل:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكّفّهنّ أزمّة الأجمال "
ومبنى قول من خص الحفدة بولد الولد هو ظاهر القران
قال القرطبي .هو ظاهر القرآن بل نصه ، ألا ترى أنه قال : " وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة " ، فجعل الحفدة والبنين منهن .
وقال ابن العربي : الأظهر عندي في قوله : " بنين وحفدة " ، أن البنين أولاد الرجل لصلبه ، والحفدة أولاد ولده ، وليس في قوة اللفظ أكثر من هذا ، ويكون تقدير الآية على هذا : وجعل لكم من أزواجكم بنين ، ومن البنين حفدة . وقال معناه الحسن
وقد رجح ابن عاشور هذا القول فقال :
قال ابن عاشوروالحفدة : جمع حافد ، مثل كَملة جمع كامل . والحافد أصله المسرع في الخدمة . وأطلق على ابن الابن لأنه يكثر أن يخدم جدّه لضعف الجدّ بسبب الكبر ، فأنعم الله على الإنسان بحفظ سلسلة نسبه بسبب ضبط الحلقة الأولى منها ، وهي كون أبنائه من زوجه ثم كون أبناء أبنائه من أزواجهم ، فانضبطت سلسلة الأنساب بهذا النظام المحكم البديع .
-
- توجيه من خص الحفدة بالولد الرجل
-هذا القول مبنى على أن عطف الحفدة على البنين من باب عطف الصفات
فالحفدة هم البنون أنفسهم فهو من باب عطف الصفات أي "بنين وهم حفدة"
- قال الزمخشريويجوز أن يراد بالحفدة : البنون أنفسهم ؛ كقوله : { سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } [ النحل : 67 ] ، كأنه قيل : وجعل لكم منهنّ أولاداً هم بنون وهم حافدون ، أي : جامعون بين الأمرين.
وقد فرق بينهم مقاتل ابن حيان بقوله.البنين : الصغار ، والحفدة : كبار الأولاد الذين يعينونه على عمله .
وسبب هذا والله أعلم راجع لكون الكبار أقدر على الخدمة من الصغار
- توجيه من خص الحفدة بالبنات
1-هذا القول مبنى على أن عطف الحفدة على البنين من باب عطف التغاير
ذلك أن ما يحصل من الأزواج من الأولاد الذكور والإناث فلما كان لفظ البنين لا يدخل فيه الإناث؛ ترتب على ذلك أن معنى الحفدة البنات.
قال الزهراوي .... لفظة البنين لا تدل عليهن ، ألا ترى أنهن ليس في قول الله تعالى : { المال والبنون زينة الحياة الدنيا } [ الكهف : 46 ] وإنما الزينة في الذكور ...كما في تفسير ابن عطية
2-لأن البنات أكثرهن خدمة للأبوين.

قال الزهراوي ؛ لأنهن خدم الأبوين .

.قال .أبو حيان ..وقيل : البنات لأنهنّ يخدمن في البيوت أتم خدمة .

القول الرابع . هم بنو امرأة الرّجل من غيره
وهو قول..ابن عباس

التخريج
- أما قول ابن عباس رواه ابن جرير-قالحدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً} يقول: " بنو امرأة الرّجل ليسوا منه " وقال: الحفدة: الرّجل يعمل بين يدي الرّجل، يقول: فلانٌ يحفد لنا، ويزعم رجالٌ أنّ الحفدة أختان الرّجل.
وهذا القول مبني على أن الحفدة من الأزواج فقط "وجعل لكم من أزواجكم حفدة "وهم من جنس البنين . فيكون معنى حفدة أولاد المرأة من الزوج الأول.


والذي يظهر من هذه الأقوال أن أهم سبب الاختلاف راجع
-الاشتراك اللغوي..فلفظة الحفدة.يصح إطلاقه على كل ما ذكر
- في تعلق كلمة "حفدة."
فمن جعلها عطفا على "أزوجا" في قوله تعالى " والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا" قال معناه الخدم والأعوان و الأنصار
ومن جعلها متعلق بالأزواج في قوله تعالى :( وجعل لكم من أنفسكم أزواجا ) قال معناه الأصهار و الأختان و وأولاد المرأة من الزوج الأول
ومن جعلها متعلقة بالبنين قال معناه الولد .؛ولد الولد..البنات
والمعاني كلها تحتملها الآية.؛ ولا يوجد ما يعين معنى دون آخر؛ ذلك أن الآية جاءت بسياق بيان نعم الله عزوجل على عباده..
..فالله عزوجل عرف عباده بما جعل لكم من النعم من الأزواج؛ فامتن عليهم أن جعلهم لهم من الأزواج بنين وحفدة
والحفدة في كلام العرب: جمع حافدٍ.
والحافد في كلامهم :. المتخفّف في الخدمة والعمل
و " الحَفْد " الخفّة والسرعة في العمل والخدمة، الذي منه قوله في القنوت : " وإليك نسعى ونحفد " ،أي نسرع إلى العمل بطاعتك.
يقال منه: حفد له يحفد حفدًا وحفودًا وحفدانًا.
ومنه قول الرّاعي:
كلّفت مجهولها نوقًا يمانيةً = إذا الحداة على أكسائها حفدوا
ولما كانت الخدمة تكون من الأولاد والأصهار والأختان والخدم والأعوان فالنعمة حاصلة بهذا كله .فالكل يستحق إطلاق اسم الحفدة عليه.
وكلما كثر تعداد النعم الله كان ذلك أحسن في بيانفضله الله على عباده و عظيمه نعمه. وهذا هو ترجيح ابن جرير و ابن عطية و ابن كثير.وغيرهم
وقد ذهب ابن العربي والقرطبي وابن عاشور و الشنقيطي أن الظاهر من الآية هو ولد الولد.
.وحيث كان " ولد الولد " هو المعنى الظاهر وجب حمل الآية عليه.
و الله أعلم .بمراده.

ج

أحسنت بارك الله فيك، وأوصيك بمواصلة التدرب على تخريج أقوال المفسرين وتوجيهها

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 9 شوال 1439هـ/22-06-2018م, 02:49 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى علي مشاهدة المشاركة
اختلف العلماء في معنى ضريع على أقوال :
القول الأول: أنه نوع من النبات.
ثم اختلفوا في تحديده على أقوال:
الأول: نبت ذو شوك يقال له الشبرق إذا يبس سمي ضريعا . وهو قول عكرمة وابن عباس ومجاهد وقتادة . [ عند ذكر أصحاب الأقوال نبدأ بالصحابة رضي الله عنهم ثم التابعين، الأقدم وفاة فالأقدم]
قال ابن عباس : الشبرق.
وقال عكرمة : هي شجرة ذات شوك، لاطئة بالأرض، فإذا كان الربيع سمتها قريش الشبرق، فإذا هاج العود سمتها الضريع.
وقال مجاهد : الشبرق اليابس.
وقال قتادة : هو الشبرق إذا يبس يسمى الضريع.

التخريج :
قول ابن عباس : رواه الطبري عن محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس
أما قول عكرمة : فرواه الطبري من طريق عبد الرحمن الأصبهاني، عن عكرمة .
ورواه الطبري عن نجدة، رجل من عبد القيس عن عكرمة.
وأما قول مجاهد : فرواه الطبري من طريق عبد الرحمن عن سفيان،عن ليث، عن مجاهد.
ورواه أيضا من طريق مهران عن سفيان،عن ليث، عن مجاهد.
ورواه عن الحسن؛ قال: ثناورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.
أما قول قتادة : فرواه الطبري عن ابن ثورعن معمر عن قتادة.
الثاني: رطب العرفج أورده ابن عطية.
الثالث: يبس العرفج .أورده ابن عطية وأبو الحسن في المحكم ومحمد بن مكرم في لسان العرب وأبو حيان في البحر المحيط وأبو العباس في الدر المصون
الرابع:نبت كالعوْسَجُ .ذكره الزجاج ونقله محمد بن مكرم في لسان العرب عن ابن الأعرابي.
الخامس:السّلم . ذكره أبو حاتم والماوردي وابن الجوزي عن أبي الجوزاء
قال أبو الجوزاء :الضريع السلم، وهو الشوك، وكيف يسمن من كان طعامه الشوك
السادس: نبات أخضر منتن الريح، يرمي به البحر. ذكره ابن عطية في تفسيره وأبو الحسن في المحكم ومحمد بن مكرم في لسان العرب ونقله أبو حيان في البحر المحيط عن الخليل وكذا أبو العباس في الدر المصون.

القول الثاني: الحجارة رواه الطبري عن ابن يمان، عن جعفر، عن سعيد بن جبير.
القول الثالث :النوى المحرق ذكره الماوردي حكاية عن يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب .
القول الرابع: شيء يطرحه البحر المالح ذكره الثعلبي عن عطاء عن ابن عبّاس ، والقرطبي عنالضحاك عن ابن عباس.
القول الخامس: الشوك اليابس الذي ليس له ورق .رواه الطبري عن يونس عن ابن وهب عن ابن زيد.


أما مادة ضريع فاختلفوا في أصل معناها على أقوال :
قيل : هو ضريع بمعنى مضرع أي مضعف للبدن مهزل. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في ولد جعفر بن أبي طالب: «ما لي أراهما ضارعين» ؟ يريدهزيلين. ذكره بن عطية .
وقيل: أي الذي يضرعون عنده طلباً للخلاص منه بمعنى المضروع .كما نقل الماوردي عن ابن بحر والثعلبي عن ابن كيسان .
وقيل: قد يكون مشتقا من الضارع، وهو الذليل أي ذو ضراعة أي من شربه ذليل تلحقه ضراعه. نقله القرطبي عن أبي جعفر النحاس. [ هل رجعت لكتب أبي جعفر النحاس المطبوعة؟]
وقيل: الضاد والراء والعين أصل صحيح يدل على لين في الشيء ومنذلك ضرع الرجل ضراعة، إذا ذل وشذ عن هذا الباب: الضريع، وهو نبت. وممكن أن يحمل على الباب فيقال ذلك لضعفه، إذكان لا يسمن ولا يغني من جوع.ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة. [ هذا اشتقاق ولا يصحّ أن يجعل قسيما للأقوال السابقة]

والراجح والله تعالى أعلم : أنه نبت الشبرق وهو الذي رجحه القرطبي وعليه أكثر العلماء .



ب

أحسنت بارك الله فيك
وأوصيك بمواصلة التدرب على تخريج أقوال المفسرين وتوجيهها

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir