دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 ذو القعدة 1440هـ/9-07-2019م, 09:11 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: اقرأ تفسير قول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)} للطاهر ابن عاشور في كتابه "التحرير والتنوير" ، ثمّ لخّص ما ذكره من الفوائد البلاغية.
سأذكر الفوائد البلاغية المأخوذة من تفسير ابن عاشور، المستفادة من الآية على شكل نقاط بإذن الله:
1- ابتداء فإنه لمّا كانت هذه النذارة بُلِغت بالقرآن والمشركون معرضون عن استماعه حارمين أنفسهم من فوائده ذُيّل خبرها بتنويه شأن القرآن بأنه من عند الله وأن الله يسّره وسَهله لتذكّر الخلق بما يحتاجونه من التذكير مما هو هدى وإرشاد، ولينبئ بعناية الله به .
2- "ولقد" جاء الخبر مؤكدا باللام وحرف التحقيق مراعاة لحَال المشركين الشاكين في أنه من عند الله.
3- اللام في قوله :"للذكر" متعلقة بـ:"يسرنا" وهي ظرف لغو غيرُ مستقر ، وهي لام تدل على أن الفعل الذي تعلقت به فُعِل لانتفاع مدخول هذه اللام به فمدخولها لا يراد منه مجرد تعليل فعل الفاعل كما هو معنى التعليل المجرد ومعنى المفعول لأجله المنتصببِ بإضمار لام التعليل البسيطة، ولكن يراد أن مدخول هذه اللام علة خاصة مراعاةٌ في تحصيل فعل الفاعل لفائدته، فهذه اللام من القسم الذي سماه ابن هشام في «مغني اللبيب» : شبه التمليك.
وأحسن من ذلك تسمية ابن مالك إياه في «شرح كافيته» وفي «الخلاصة» معنى التعدية . ولقد أجاد في ذلك لأن مدخول هذه اللام قد تعدى إليه الفعل الذي تعلقت به اللام تعديةً مثلَ تعدية الفعل المتعدي إلى المفعول، فمدخول اللام في هذه الأمثلة دال على المتنفعين بمفاعيل أفعالها، وقد بسط ابن عاشور القول في هذه اللام لدقة معناها.
4- في قوله : "يسرنا القرآن للذكر" استعارة مكنية ولفظ: "يسرنا" تخييل. ويؤول المعنى إلى : يسرنا القرآن للمتذكرين . فجعلت سرعة ترتب التذكر على سماع القرآن بمنزلة منفعة للذكر لأنه يشيع ويروج بها كما ينتفع طالب شيء إذا يُسرت له وسائل تحْصيله، وقربت له أباعدها.


س2: استخرج الأوجه البلاغية من قول الله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) }

جاء نظم الآية على سبيل التمثيل، فصيغت الحكمة في قالب البلاغة، وفي الآية أوجه بلاغية عديدة استندنا إلى تفسير ابن عاشور، والحاوي في تفسير القرآن، وشبكة الفصيح لاستخراجها:
1- في عطف الآية اهتمام بها يجعلها مستقلة بالقصد لأنها مشتملة على زيادة على البيان المذكور في قوله :"ولاتبذر تبذيرا" بما فيها من النهي عن البخل المقابل للتبذير .
2- "ولا تجعل" ذلك خطاب مواجهة، فالتاء في "تجعل" تاء خطاب، فَلَهَا دلالة معنى وإن كانت حرف مبنى، فجاء النهي الجازم على وجه استغرق شطري القسمة.
3- تقرر في حكمة الأخلاق أن لكل خلق طرفين ووسطاً، فالطرفان إفراط وتفريط وكلاهما مقر مفاسد للمصدر وللمورد، والوسط هو العدل، وهذا ما ينطبق على الآية في الحديث عن الإنفاق بإسراف والبخل، والوسط هو وضع المال في مواضعه وهو الحد الذي عبر عنه في الآية بنفي حالين بين ( لا ولا ).
4- الاستعارة التمثيلية في قوله :"ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط" كناية عن البخل والإسراف، فالبلاغة تتجلى بتمثيل الشح والإمساك بغل اليد إلى العُنق مجازا، وهو تمثيل مبني على تخيل اليد مصدراً للبذل والعطاء، وتخيُّل بَسطها كذلك وغلها شحاً، وهو تخيل معروف لدى البلغاء والشعراء، قال الأعشى:
يَداك يدَا صدق فكف مفيدة .. وكف إذا ما ضُن بالمال تنفق
فجاء التثميل في الآية مبنياً على التصرف في ذلك المعنى بتمثيل الذي يشح بالمال بالذي غُلّت يده إلى عنقه، أي شدت بالغُلّ ، وهو القيد من السير يشد به يد الأسير، فإذا غُلت اليد إلى العنق تعذر التصرف بها فتعطل الانتفاع بها فصار مصدر البذل معطلاً فيه ، وبضده مُثِّلَ المسرف بباسط يده.
5- مُثِّلَ المسرف بباسط يده غاية البسط ونهايته وهو المفاد بقوله : "كل البسط" أي البسطَ كله الذي لا بسط بعده، فـ"كل" أفادت معنى النهاية، وذلك من العموم المعنوي الذي أفاد استغراق المعنى ولازم ذلك الخروج عن حد العادة فيبلغ الإنسان بالبسط حد الإسراف .
6- طباق إيجاب في الاستعارة بين بسط اليد والغل من حيث المعنى.
7- المقابلة بَيْنَ الشطرين تَنْهَى عن الضدين "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك" يقابلها "ولا تبسطها كل البسط" وبينهما واسطة هي الأمر بالتوسط والاعتدال.
8- السكوت عن الواسطة بين المتقابلين، لدلالة المذكور على المحذوف، فالبلاغة تقضي ألا يذكر فضلا أن ذلك آكد في إقامة الحجة باستنطاق المخالف، فالذهن إلى الحكم يتبادر بانتفاء الضد الدائر، زيادة أو نقصا، والمسكوت عنه قد يزيد عن العدل وهو يقضي بالواجب إلى الفضل.
9- "فَتَقْعُدَ" أي: فتصير. وهو من المجاز.
10- قوله : "فتقعد ملوما محسوراً" جواب لكلا النهيين على التوزيع بطريقة النشر المرتب، فالملوم يرجع إلى النهي عن الشح، والمحسور يرجع إلى النهي عن التبذير. والمحسور : المنهوك القوى، والمعنى: غير قادر على إقامة شؤونك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir