المجلس الثاني عشر: مجلس مذاكرة القسم الأول من طبقات القراء والمفسّرين

[صلاح الدين محمد]

- اختر درسا من دروس القسم الأول من دورة طبقات القراء والمفسرين ثم فهرس مسائله.
الدرس الرابع: معلّمو القرآن وعلومه في عهد الخلفاء الراشدين
أولا: بعوث الخلفاء الراشدين إلى الأمصار لتعليم القرآن:
الخلفاء الراشدون هم أفضل الصحابة, واتبعوا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في بعوث القراء إلى الأمصار لتعليمهم القرآن الكريم, وفتحوا بلاد فارس والروم وغيرها من البلدان, وكلما فتحوا بلد جعلوا في أكبر مدنها من يعلم القرآن الكريم, وشرائع الدين, ويقضي بين الناس.

• ذكر بعض الأخبار في معلمي القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين:

1 - قال هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس قال: بعثني الأشعري إلى عمر فقال لي عمر: كيف تركت الأشعري؟فقلت له: تركته يعلم الناس القرآن.فقال: أما إنه كيس ولا تُسْمِعْها إياه).
2 - قال حارثة بن مضرب العبدي: قرئ علينا كتاب عمر ههنا [يريد بالكوفة]: « إني بعثتُ إليكم عمارا أميراً، وبعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب محمد من أهل بدر فاسمعوا لهما وأطيعوا، وآثرتكم بابن أم عبد على نفسي، وجعلته على بيت مالكم».
3 - قال الحسن البصري: (كان عبد الله بن مغفل أحد العشرة الذين بعثهم إلينا عمر يفقهون الناس، وكان من نقباء أصحابه، وكان له سبعة أولاد).
ثانيا: أئمة الأمصار من القراء والمفسّرين في عهد الخلفاء الراشدين:
لقد كان في كل مصر من الأمصار قراء ومفسرون يعلمون الناس حروف القرآن وبيان معانيه, وإجابة اسئلة السائلين فيه.

• ذكر أسماء بعض أئمة قراء الأمصار:

في المدينة: عثمان، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت وعائشة، وحفصة.
وفي مكة: عتّاب بن أسيد، وعبد الله بن السائب المخرومي، وعبد الرحمن بن أبزى، ثم ابن عباس، وابن الزبير، وغيرهم.
وفي الطائف: عثمان بن أبي العاص، وسفيان بن عبد الله الثقفي، وأبو رزين العقيلي، وعبد الله بن عمرو بن العاص.
وفي الكوفة: ابن مسعود، ومجمّع بن جارية، وقرظة بن كعب الخزرجي، وأبو موسى الأشعري تولى إمارتها والإقراء بها سنة، ثمّ علي بن أبي طالب.
وفي البصرة: عثمان بن أبي العاص تولّى إمارتها مدّة، ثمّ أبو موسى الأشعري، وعبد الله بن مغفّل، وعمران بن الحصين، وأبو بكرة الثقفي.
وفي الشام وأطرافها:أبو عبيدة عامر بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وعبادة بن الصامت، وعمير بن سعد بن عبيد الأوسي، ومعاوية بن أبي سفيان.
وفي مصر وإفريقية:عمرو بن العاص وابنه عبد الله، وعقبة بن عامر، ودحية الكلبي، وعبد الله بن سعد بن أبي السرح.
وفي اليمن: المهاجر بن أبي أمية المخزومي أخو أمّ المؤمنين أم سلمة، وزياد بن لبيد الأنصاري، وعبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، ويعلى بن أمية التميمي.
وفي اليمامة والبحرين وعمان: العلاء بن الحضرمي، وثمامة بن أثال الحنفي، وطلق بن عليّ السحيمي الحنفي، وأبو هريرة مدة.
وفي فارس وخراسان: سعد بن أبي وقاص، وحذيفة بن اليمان، وسلمان الفارسي، ثم عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي في خلافة عليّ، وأبو برزة الأسلمي.
ثالثا: بيان كثرة التابعين المقبلين على تعلّم القرآن وتفسيره:
ثم أقبل التابعون على تعلم القرآن, لما رأوه من ملازمتهم للصحابة في الثغور وفي الجهاد؛ من حضهم على تعلم القرآن والعمل به, ومن هديهم الحسن وفقههم في الدين, وعلمهم المبارك مما أثر عليهم في تعلم القرآن والاجتهاد فيه.

• ذكر بعض الآثار الدالة على إقبال التابعين على تعلم القرآن في عهد الخلفاء الراشدين وبعده:

1- قال الوليد بن مسلم: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبيد الله مُسْلِم بن مِشْكَم كاتبِ أبي الدرداء، قال: قال لي أبو الدرداء: (اعدد من يقرأ عندنا يعني في مجلسنا هذا). قال: (فعددتُ ألفا وستمائة ونيفا).
2 - قال عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبيد الله بن عياض القارئ قال: جاء عبد الله بن شداد، فدخل على عائشة رضي الله عنها ونحن عندها قال: لما بلغ علياً ما عتبوا عليه وفارقوه – يقصد الخوارج - أمر فأذن مؤذنٌ له أن لا يدخلنَّ على أمير المؤمنين إلا رجلٌ قد حَمَلَ القرآن، فلما امتلأت الدار من قراء الناس...).
3 - قال أبو السَّليل: (كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث الناس حتى يكثر عليه؛ فيصعد على ظهر بيت، فيحدّث الناسَ).
والله أعلم