دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 ربيع الثاني 1440هـ/20-12-2018م, 01:54 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السابع: مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية

مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي


س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 ربيع الثاني 1440هـ/23-12-2018م, 12:37 AM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

- أهمية التخصص في علم من العلوم، والتأهل فيه: من خلال استنفاذ غاية الوسع في تحصيله، وتتبع أعماقه، وضبط أصوله، وتلخيص مسائله، ليكون مرجعا فيه.

- سبب اختياره لعلم التفسير من بين العلوم للكتابة فيه: لتعلقه بكتاب الله، فشرف العلم على قدر شرف المعلوم، ولعظم قدر القرآن، ونزوله من حكيم حميد، فليس من علوم الدنيا.

- معالم منهجه في تفسيره – كما ذكر- ما يلي:
1. قصد أن يكون جامعا وجيزا.
2. لا يذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به.
3. أثبت أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم.
4. إذا وقع من العلماء ما يكون منحاه من القول الباطن نبَّه عليه.
5. سرد التفسير بحسب رتبة ألفاظ الآية: من حكم أو نحو أو لغة، أو معنى، أو قراءة.
6. قصد تتبع الألفاظ لكيلا يترك لفظًا بلا تفسير، ولا ينتقل من لفظ إلى غيره، ثم يعود إلى لفظ تركه.
7. نقد بعض كتب التفسير، مثل (تفسير المهدوي).
8. قصد إيراد القراءات متواترها وشاذها، وبيان وجوهها في المعنى واللغة.
9. اعتمد تبيين جميع المعاني وجميع محتملات الألفاظ.
10. قدَّم لتفسيره بعدة مقدمات، كما فعل بعض المفسرين من قبله.

- إعداد نفسه علميا للتفسير: من خلال تحصيل جميع العلوم اللازمة له، وقضاء عمره معه، وجعله ثمرة مجهوده.

المقدمة الأولى بعنوان: ما ورد عن النبي وعن الصحابة ونبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به.
- ما ورد من أحاديث وآثار في التمسك بكتاب الله: وأنه العصمة من الفتن، وأنه سبب الهداية، والعصمة من الضلال، وأورد تفسير أنس بن مالك في العروة الوثقى أنها القرآن، وأن القارئ الماهر به مع الملائكة السفرة.
- ما ورد في الحث على التدبر: في الأثر الذي أورده بالأمر بتثوير القرآن، أي البحث والتنقيب فيه.
- ما ورد في فضل قراءة القرآن: وثواب قراءته من أن الحرف بعشر حسنات، وثواب كثرة قراءته وتكثير الآيات، وأنه أفضل العبادة، وأنه أفضل شفيع.
- ما ورد في تعظيم القرآن: وأنه أعظم ما أوتيه العبد، وأنه المنادي للإيمان كما قال محمد بن كعب القرظي.
- ما ورد في فضل حفظه: وأن حملته أشراف الأمة، وأن البيت الخالي منه هو أصفر البيوت.
- ما ورد في فضل تعليمه: وأنه أفضل الناس كما روى عثمان بن عفان.
- ما ورد في أنه وصية النبي: كما أوصى في حجة الوادع، والوصية أيضا بفهم معانيه، وعدم تعجل أجره.
- ما ذكره من نماذج تأثرت بالقرآن: كما في قصة عمر لما سمع {إن عذاب ربك لواقع}.
- ما ورد في الحث على العمل به: كما في وصايا ابن مسعود والحسن البصري أن القرآن نزل ليعمل به، كما فعل الأولون، وكما في قصة الذي قرأ على بعض العلماء فأمره بالعمل والفهم والتدبر عندما طلب إعادة القراءة.
- معنى قوله تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}: أن علم معانيه، والعمل به، والقيام بحقوقه ثقيل.

المقدمة الثانية بعنوان: باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه.
- الحث على إعراب القرآن ومعرفة بيانه، من خلال الشعر، وأنه أصل في الشريعة.
- معنى الحكمة في القرآن: وهي فهم القرآن والفقه فيه.
- الترغيب في الرحلة لطب العلم ومعرفة تفسير القرآن: كما في قصة مسروق.
- الحرص على تعلم التفسير: ذكر نماذج وأقوال للسلف في الحرص على معرفة نزوله وفقه أوجهه، وعدم الهذ دون الفهم.
- اشتمال القرآن على أصول العلم: كما قال علي بن أبي طالب (ما من شيء إلا وعلمه في القرآن).

المقدمة الثالثة: باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن، والجرأة عليه ومراتب المفسرين.
- مقدار ما فسر النبي من القرآن: كما روت عائشة أن النبي لم يفسر إلا آيات معدودة من القرآن، وحمل ابن عطية ذلك على تفسير مجمله، وما لا يعلم إلا بتوقيف من الله.
- المراد من قول النبي: (من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)، أن المراد بذلك هو إبداء الرأي دون امتلاك الأدوات اللازمة للتفسير والقول في كتاب الله.
- أشهر المفسرين من الصحابة: علي بن أبي طالب ثم ابن عباس ثم ابن مسعود وأبي وزيد وابن عمرو.
- أشهر المفسرين من التابعين: مجاهد وابن جبير والحسن وعلقمة ثم عكرمة والضحاك.
- ثم ألف في التفسير علماء أجلاء: كعبد الرزاق والمفضل وابن طلحة والبخاري، ثم جمع الأشتات: ابن جرير الطبري.
- ومن أبرز المتأخرين عنهم: الزجاج وأبو علي الفارسي، ثم أقل منهم رتبة في التأليف: النقاش والنحاس.

المقدمة الرابعة: باب معنى قول النبي (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه).
- ذكر ابن عطية عدة أقوال للعلماء في المراد من الأحرف السبعة كما يلي:
القول الأول: هي ما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها، وضعف هذا القول.
القول الثاني: أن ذلك في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام، وهو قول ابن شهاب، وذكر أنه كلام محتمل.
القول الثالث: أن المراد معاني كتاب الله (أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال)، وضعفه أيضا.
القول الرابع: أن وجوه الاختلافات سبعة (ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، وما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب، وما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف، وما تتغير صورته ويبقى معناه، وما تتغير صورته ومعناه، والتقديم والتأخير، والزيادة والنقصان)، ذكره عن القاضي أبو بكر بن الطيب.
القول الخامس: أنها سبعة أبواب (النهي والأمر والحلال والحرام والمحكم والمتشابه والأمثال)، ورده ابن عطية، لأن الحرف على هذا القول بمعنى الجهة والطريقة.
القول السادس: أنها سبعة أوجه من أسماء الله تعالى، وتعقبه ابن عطية أنه إذا ثبت الحديث الوراد في ذلك، فإنه منسوخ، لعدم جواز تبديل أسماء الله.
القول السابع: سبع لغات من قبائل العرب، مع الاختلاف في تسمية السبعة، وضعفه القاضي أبو بكر بن الطيب، وهو اختيار ابن عطية وترجيحه، وانتصر له من خلال الروايات التي تؤيده، ورد من خلالها على بقية الأقوال.
- سبب نشأة القراءات: ظهرت القراءات السبعة لوجوه الاختلاف التي يحتملها خط المصحف، فقرأها القراء في الأمصار حسب ما روي لهم.
- حكم الصلاة بالقراءات الشاذة: لا يجوز القراءة بها في الصلاة، لعدم الإجماع عليها.

المقدمة الخامسة: باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره.
- جمع أبي بكر للقرآن: كان بإشارة من عمر، وسببه الخوف من ذهاب القرآن بعد قتل كثير من القراء يوم اليمامة، فاختار زيد بن ثابت لهذه المهمة، وبعد أبي بكر ذهبت الصحف إلى عمر، ثم إلى حفصة بنته.
- جمع عثمان للقرآن: كان بإشارة من حذيفة لما رأى اختلاف الناس في فتح أرمينية، فاختار عثمان أربعة لذلك: زيد ومعه أربعة من قريش، وأمرهم إذا اختلفوا في شيء أن يكتبوه بلغة قريش، ثم نسخ ووزع على الأمصار، وأمر بما سواه فحرق.
- ترتيب السور في المصحف: اختار القاضي أبو بكر بن الطيب أنه من اختيار زيد ومن معه في جمع عثمان، وذكر ابن عطية أن ظاهر الآثار يفهم منه أن السبع الطوال والحواميم والمفصل كانت مرتبة زمن النبي.
- ترتيب الآيات ووضع البسملة في أوائل السور: هو توقيف من النبي.
- نقط المصحف وشكله: قيل أول من نقطه هو يحيى بن يعمر بأمر الحجاج، وقيل أبو الأسود الدؤلي بأمر زياد بن أبي سفيان، وقيل نصر بن عاصم.
- وضع الأعشار: قيل كان بأمر المأمون العباسي، وقيل: الحجاج.

المقدمة السادسة: باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلُّق .
- ذكر ابن عطية أن العلماء اختلفوا في القول بعربية القرآن على ثلاثة أقوال:
الأول: أن القرآن فيه من كل لغة، وهو قول أبي عبيدة وغيره.
الثاني: أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة، وأن ما ينسب إلى سائر اللغات، هو من الاتفاق في اللفظ، وهو قول الطبري وغيره، ورده ابن عطية بقوله إن اللفظ أصل في إحدى اللغات، وفرع في الآخر، لعدم جواز الاتفاق.
الثالث: أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، ولا توجد لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر، وما ذكر عن بعض الألفاظ أنها أعجمية، فقد استعملتها العرب وعربتها، فهي عربية من هذا الوجه، وهذا رأي ابن عطية واختياره كما قرر.

المقدمة السابعة بعنوان: نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن .
- أورد ابن عطية ثلاثة أقوال في معنى إعجاز القرآن كما يلي:
الأول: أن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات، وأن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق، وفيه وقع عجزها، ورد ابن عطية القول بالصرفة بعد بيانه القول الثالث.
الثاني: أن التحدي وقع بما فيه من الأنباء الصادقة، والغيوب المسرودة.
الثالث: أن التحدي وقع بنظمه، وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه، وهو قول الجمهور، وهو الصحيح كما ذكر ابن عطية أن نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة، ومن أبلغ ما قال في ذلك: (كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لما وجد).
- التحدي للعرب ولماذا كان بالقرآن: لما كانوا أرباب الفصاحة، قامت عليهم الحجة بالقرآن في أنهم لا يقدرون على الإتيان بمثله، كما كان تحدي الأقوام السابقين بما برعوا فيه، كالسحر في زمن موسى، والطب في زمن عيسى.

المقدمة الثامنة بعنوان: باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب لله تعالى.
ذكر ابن عطية أن استعمال العرب لبعض الألفاظ على سبيل الاختصار، أنه شائع في سياق الكلام، ومن ذلك نسب المفسرين الحكاية عن الله أو ما جرى مجراه، وأن بعض الأصوليين ذكروا عدم جواز ذلك، لأن هذا من إسناد أفعال إلى الله لم يفعلها، واختار ابن عطية أن هذا جائز على سبيل المجاز كما شاع بين العرب من كثرة الاستعمال.

المقدمة التاسعة بعنوان: باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية.
- ذكر أربعة أسماء للقرآن، هي:
القرآن: وهو من تلا، أو من جمع إذا ألف، ورجح ابن عطية الأول.
والكتاب: من كتب إذا جمع، ومنها الكتيبة لاجتماعها.
والفرقان: مصدر من التفريق بين الحق والباطل.
والذكر: من تذكير الناس بآخرتهم وإلههم من الغفلة، وقيل لذكره للأمم الماضية، وقيل لأنه ذكر وشرف لمحمد وقومه.
- معنى السورة: ذكر في ذلك بنائين للكلمة:
الأول: سورة من غير همز، كما في لغة قريش وهذيل وسعد بن بكر وكنانة، فتكون بمعنى سورة البناء أي قطعة بعد قطعة حتى كمل البناء، أو تكون بمعنى السؤرة أي القطعة من الشيء لكن سهلت الهمزة، أو تكون بمعنى الرتبة الرفيعة من المجد والملك.
الثاني: سؤرة، وهي لغة تميم وغيرها، من أسأر إذا أبقى، فتكون بمعنى البقية من الشيء، أي القطعة منه، ومنه سؤر الشراب.
- معنى الآية: هي العلامة، وسبب تسميتها بذلك ذكر ابن عطية ثلاثة أقوال:
القول الأول: لكونها علامة على صدق الآتي بها، وعلى عجز المتحدي بها.
القول الثاني: لما كانت جملة وجماعة كلام.
القول الثالث: لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها.
- وزن آية: ذكر أربعة أقوال، هي:
الأول: على وزن فعلة بفتح العين، أصلها أييه تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح، وهو قول سيبويه.
الثاني: على وزن فاعلة، حذفت الياء الأولى، مخافة الإدغام، وهو قول الكسائي.
الثالث: على وزن فعلة بسكون العين، أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف، وهو قول الفراء.
الرابع: على وزن فعلة بكسر العين، أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها، وهو قول بعض الكوفيين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 ربيع الثاني 1440هـ/29-12-2018م, 03:31 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيثم محمد مشاهدة المشاركة
- أهمية التخصص في علم من العلوم، والتأهل فيه: من خلال استنفاذ غاية الوسع في تحصيله، وتتبع أعماقه، وضبط أصوله، وتلخيص مسائله، ليكون مرجعا فيه.

- سبب اختياره لعلم التفسير من بين العلوم للكتابة فيه: لتعلقه بكتاب الله، فشرف العلم على قدر شرف المعلوم، ولعظم قدر القرآن، ونزوله من حكيم حميد، فليس من علوم الدنيا.

- معالم منهجه في تفسيره – كما ذكر- ما يلي:
1. قصد أن يكون جامعا وجيزا.
2. لا يذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به.
3. أثبت أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم.
4. إذا وقع من العلماء ما يكون منحاه من القول الباطن نبَّه عليه.
5. سرد التفسير بحسب رتبة ألفاظ الآية: من حكم أو نحو أو لغة، أو معنى، أو قراءة.
6. قصد تتبع الألفاظ لكيلا يترك لفظًا بلا تفسير، ولا ينتقل من لفظ إلى غيره، ثم يعود إلى لفظ تركه.
7. نقد بعض كتب التفسير، مثل (تفسير المهدوي).
8. قصد إيراد القراءات متواترها وشاذها، وبيان وجوهها في المعنى واللغة.
9. اعتمد تبيين جميع المعاني وجميع محتملات الألفاظ.
10. قدَّم لتفسيره بعدة مقدمات، كما فعل بعض المفسرين من قبله.

- إعداد نفسه علميا للتفسير: من خلال تحصيل جميع العلوم اللازمة له، وقضاء عمره معه، وجعله ثمرة مجهوده.

المقدمة الأولى بعنوان: ما ورد عن النبي وعن الصحابة ونبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به.
- ما ورد من أحاديث وآثار في التمسك بكتاب الله: وأنه العصمة من الفتن، وأنه سبب الهداية، والعصمة من الضلال، وأورد تفسير أنس بن مالك في العروة الوثقى أنها القرآن، وأن القارئ الماهر به مع الملائكة السفرة.
- ما ورد في الحث على التدبر: في الأثر الذي أورده بالأمر بتثوير القرآن، أي البحث والتنقيب فيه.
- ما ورد في فضل قراءة القرآن: وثواب قراءته من أن الحرف بعشر حسنات، وثواب كثرة قراءته وتكثير الآيات، وأنه أفضل العبادة، وأنه أفضل شفيع.
- ما ورد في تعظيم القرآن: وأنه أعظم ما أوتيه العبد، وأنه المنادي للإيمان كما قال محمد بن كعب القرظي.
- ما ورد في فضل حفظه: وأن حملته أشراف الأمة، وأن البيت الخالي منه هو أصفر البيوت.
- ما ورد في فضل تعليمه: وأنه أفضل الناس كما روى عثمان بن عفان.
- ما ورد في أنه وصية النبي: كما أوصى في حجة الوادع، والوصية أيضا بفهم معانيه، وعدم تعجل أجره.
- ما ذكره من نماذج تأثرت بالقرآن: كما في قصة عمر لما سمع {إن عذاب ربك لواقع}.
- ما ورد في الحث على العمل به: كما في وصايا ابن مسعود والحسن البصري أن القرآن نزل ليعمل به، كما فعل الأولون، وكما في قصة الذي قرأ على بعض العلماء فأمره بالعمل والفهم والتدبر عندما طلب إعادة القراءة.
- معنى قوله تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}: أن علم معانيه، والعمل به، والقيام بحقوقه ثقيل.

المقدمة الثانية بعنوان: باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه.
- الحث على إعراب القرآن ومعرفة بيانه، من خلال الشعر، وأنه أصل في الشريعة.
- معنى الحكمة في القرآن: وهي فهم القرآن والفقه فيه.
- الترغيب في الرحلة لطب العلم ومعرفة تفسير القرآن: كما في قصة مسروق.
- الحرص على تعلم التفسير: ذكر نماذج وأقوال للسلف في الحرص على معرفة نزوله وفقه أوجهه، وعدم الهذ دون الفهم.
- اشتمال القرآن على أصول العلم: كما قال علي بن أبي طالب (ما من شيء إلا وعلمه في القرآن).

المقدمة الثالثة: باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن، والجرأة عليه ومراتب المفسرين.
- مقدار ما فسر النبي من القرآن: كما روت عائشة أن النبي لم يفسر إلا آيات معدودة من القرآن، وحمل ابن عطية ذلك على تفسير مجمله، وما لا يعلم إلا بتوقيف من الله.
- المراد من قول النبي: (من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)، أن المراد بذلك هو إبداء الرأي دون امتلاك الأدوات اللازمة للتفسير والقول في كتاب الله.
- أشهر المفسرين من الصحابة: علي بن أبي طالب ثم ابن عباس ثم ابن مسعود وأبي وزيد وابن عمرو.
- أشهر المفسرين من التابعين: مجاهد وابن جبير والحسن وعلقمة ثم عكرمة والضحاك.
- ثم ألف في التفسير علماء أجلاء: كعبد الرزاق والمفضل وابن طلحة والبخاري، ثم جمع الأشتات: ابن جرير الطبري.
- ومن أبرز المتأخرين عنهم: الزجاج وأبو علي الفارسي، ثم أقل منهم رتبة في التأليف: النقاش والنحاس.

المقدمة الرابعة: باب معنى قول النبي (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه).
- ذكر ابن عطية عدة أقوال للعلماء في المراد من الأحرف السبعة كما يلي:
القول الأول: هي ما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها، وضعف هذا القول.
القول الثاني: أن ذلك في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام، وهو قول ابن شهاب، وذكر أنه كلام محتمل.
القول الثالث: أن المراد معاني كتاب الله (أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال)، وضعفه أيضا.
القول الرابع: أن وجوه الاختلافات سبعة (ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، وما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب، وما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف، وما تتغير صورته ويبقى معناه، وما تتغير صورته ومعناه، والتقديم والتأخير، والزيادة والنقصان)، ذكره عن القاضي أبو بكر بن الطيب.
القول الخامس: أنها سبعة أبواب (النهي والأمر والحلال والحرام والمحكم والمتشابه والأمثال)، ورده ابن عطية، لأن الحرف على هذا القول بمعنى الجهة والطريقة.
القول السادس: أنها سبعة أوجه من أسماء الله تعالى، وتعقبه ابن عطية أنه إذا ثبت الحديث الوراد في ذلك، فإنه منسوخ، لعدم جواز تبديل أسماء الله.
القول السابع: سبع لغات من قبائل العرب، مع الاختلاف في تسمية السبعة، وضعفه القاضي أبو بكر بن الطيب، وهو اختيار ابن عطية وترجيحه، وانتصر له من خلال الروايات التي تؤيده، ورد من خلالها على بقية الأقوال.
- سبب نشأة القراءات: ظهرت القراءات السبعة لوجوه الاختلاف التي يحتملها خط المصحف، فقرأها القراء في الأمصار حسب ما روي لهم.
- حكم الصلاة بالقراءات الشاذة: لا يجوز القراءة بها في الصلاة، لعدم الإجماع عليها.

المقدمة الخامسة: باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره.
- جمع أبي بكر للقرآن: كان بإشارة من عمر، وسببه الخوف من ذهاب القرآن بعد قتل كثير من القراء يوم اليمامة، فاختار زيد بن ثابت لهذه المهمة، وبعد أبي بكر ذهبت الصحف إلى عمر، ثم إلى حفصة بنته.
- جمع عثمان للقرآن: كان بإشارة من حذيفة لما رأى اختلاف الناس في فتح أرمينية، فاختار عثمان أربعة لذلك: زيد ومعه أربعة من قريش، وأمرهم إذا اختلفوا في شيء أن يكتبوه بلغة قريش، ثم نسخ ووزع على الأمصار، وأمر بما سواه فحرق.
- ترتيب السور في المصحف: اختار القاضي أبو بكر بن الطيب أنه من اختيار زيد ومن معه في جمع عثمان، وذكر ابن عطية أن ظاهر الآثار يفهم منه أن السبع الطوال والحواميم والمفصل كانت مرتبة زمن النبي.
- ترتيب الآيات ووضع البسملة في أوائل السور: هو توقيف من النبي.
- نقط المصحف وشكله: قيل أول من نقطه هو يحيى بن يعمر بأمر الحجاج، وقيل أبو الأسود الدؤلي بأمر زياد بن أبي سفيان، وقيل نصر بن عاصم.
- وضع الأعشار: قيل كان بأمر المأمون العباسي، وقيل: الحجاج.

المقدمة السادسة: باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلُّق .
- ذكر ابن عطية أن العلماء اختلفوا في القول بعربية القرآن على ثلاثة أقوال:
الأول: أن القرآن فيه من كل لغة، وهو قول أبي عبيدة وغيره.
الثاني: أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة، وأن ما ينسب إلى سائر اللغات، هو من الاتفاق في اللفظ، وهو قول الطبري وغيره، ورده ابن عطية بقوله إن اللفظ أصل في إحدى اللغات، وفرع في الآخر، لعدم جواز الاتفاق.
الثالث: أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، ولا توجد لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر، وما ذكر عن بعض الألفاظ أنها أعجمية، فقد استعملتها العرب وعربتها، فهي عربية من هذا الوجه، وهذا رأي ابن عطية واختياره كما قرر.

المقدمة السابعة بعنوان: نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن .
- أورد ابن عطية ثلاثة أقوال في معنى إعجاز القرآن كما يلي:
الأول: أن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات، وأن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق، وفيه وقع عجزها، ورد ابن عطية القول بالصرفة بعد بيانه القول الثالث.
الثاني: أن التحدي وقع بما فيه من الأنباء الصادقة، والغيوب المسرودة.
الثالث: أن التحدي وقع بنظمه، وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه، وهو قول الجمهور، وهو الصحيح كما ذكر ابن عطية أن نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة، ومن أبلغ ما قال في ذلك: (كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لما وجد).
- التحدي للعرب ولماذا كان بالقرآن: لما كانوا أرباب الفصاحة، قامت عليهم الحجة بالقرآن في أنهم لا يقدرون على الإتيان بمثله، كما كان تحدي الأقوام السابقين بما برعوا فيه، كالسحر في زمن موسى، والطب في زمن عيسى.

المقدمة الثامنة بعنوان: باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب لله تعالى.
ذكر ابن عطية أن استعمال العرب لبعض الألفاظ على سبيل الاختصار، أنه شائع في سياق الكلام، ومن ذلك نسب المفسرين الحكاية عن الله أو ما جرى مجراه، وأن بعض الأصوليين ذكروا عدم جواز ذلك، لأن هذا من إسناد أفعال إلى الله لم يفعلها، واختار ابن عطية أن هذا جائز على سبيل المجاز كما شاع بين العرب من كثرة الاستعمال.

المقدمة التاسعة بعنوان: باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية.
- ذكر أربعة أسماء للقرآن، هي:
القرآن: وهو من تلا، أو من جمع إذا ألف، ورجح ابن عطية الأول.
والكتاب: من كتب إذا جمع، ومنها الكتيبة لاجتماعها.
والفرقان: مصدر من التفريق بين الحق والباطل.
والذكر: من تذكير الناس بآخرتهم وإلههم من الغفلة، وقيل لذكره للأمم الماضية، وقيل لأنه ذكر وشرف لمحمد وقومه.
- معنى السورة: ذكر في ذلك بنائين للكلمة:
الأول: سورة من غير همز، كما في لغة قريش وهذيل وسعد بن بكر وكنانة، فتكون بمعنى سورة البناء أي قطعة بعد قطعة حتى كمل البناء، أو تكون بمعنى السؤرة أي القطعة من الشيء لكن سهلت الهمزة، أو تكون بمعنى الرتبة الرفيعة من المجد والملك.
الثاني: سؤرة، وهي لغة تميم وغيرها، من أسأر إذا أبقى، فتكون بمعنى البقية من الشيء، أي القطعة منه، ومنه سؤر الشراب.
- معنى الآية: هي العلامة، وسبب تسميتها بذلك ذكر ابن عطية ثلاثة أقوال:
القول الأول: لكونها علامة على صدق الآتي بها، وعلى عجز المتحدي بها.
القول الثاني: لما كانت جملة وجماعة كلام.
القول الثالث: لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها.
- وزن آية: ذكر أربعة أقوال، هي:
الأول: على وزن فعلة بفتح العين، أصلها أييه تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح، وهو قول سيبويه.
الثاني: على وزن فاعلة، حذفت الياء الأولى، مخافة الإدغام، وهو قول الكسائي.
الثالث: على وزن فعلة بسكون العين، أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف، وهو قول الفراء.
الرابع: على وزن فعلة بكسر العين، أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها، وهو قول بعض الكوفيين.
أحسنت، بارك الله فيك، ونفع بك.
- أثني على تنظيمك للتلخيص، وحسن استخلاصك للمسائل فقد استوعبت أغلبها، والتعبير بأسلوبك، وقدرتك على التعبير عن المعنى بألفاظ مختصرة.
والذي يؤخذ على عملك هو الاختصار المخل في بعض المواضع، وبتأمل رأس السؤال يتبين لك المطلوب:
اقتباس:
استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.
إذا طُلب منك تلخيص ما ورد تحت كل مسألة؛ فلا يعني هذا إغفال ذكر الأدلة كما فعلت في فضل القرآن، أو في تحرير المسائل العلمية ومن أهمها الخلاف في تحرير المراد بالأحرف السبعة.
كذا لا يعني إغفال بعض المسائل أو بعض الأقوال الواردة في المسائل الخلافية.
- في الأحرف السبعة أورد ابن عطية : [ قال ابن شهاب في كتاب مسلم: " بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام".
قال ابن عطية: وهذا كلام محتمل.]
وهذا تعليق عام على ما قبله وليس قولا مستقلا في المراد بالأحرف السبعة، والمعنى أن تلك الأحرف قد تكون في كلمة واحدة ولكن لا يتغير معناها من حلال إلى حرام أو العكس.
التقويم: ب+
بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 ربيع الثاني 1440هـ/2-01-2019م, 05:19 PM
للا حسناء الشنتوفي للا حسناء الشنتوفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 384
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أهم المسائل التي تطرق لها ابن عطية الأندلسي رحمه الله تعالى في مقدمة محرره الوجيز، وقد جاءت مُدرجة تحت عناوين تؤطرها :

مسائل باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به:

أورد رحمه الله تعالى جملة من الأحاديث النبوية وآثار الصحابة في فضل القرآن الكريم، التي تحض على :
-قراءته : لقوله صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
- والعمل به : وروي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا)).
-والتمسك به واتّباعه، من ذلك ، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).

مسائل باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه

-وجوب فهم القرآن وفقه الخطاب من الله تعالى، والاعتناء باللغة التي أُنزل بها، لقول ابن عباس: "الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر".
وقول مجاهد: "أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل".

مسائل باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين:

-من القرآن ما لا سبيل إلى علمه إلا بخبر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم.
-حرمة القول في القرآن بغير علم.
-الرأي المذموم في تفسير القرآن هو ما لم يكن مبنيا على قواعد وأصول يقتضيها هذا العلم.
-تورّع جلّة السلف عن تفسير القرآن الكريم.
فضل علماء الصحابة والتابعين في فقه القرآن الكريم وتفسيره.

مسائل باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه)):

اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على أقوال :
القول الأول : أن تلك الأحرف هي فيما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها، كتعال وأقبل وإلي ونحوي…، وقد ضعّف ابن عطية هذا القول.
القول الثاني : أنها في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام، قاله ابن شهاب، قال القاضي أبو محمد عبد الحق : وهذا كلام محتمل.
القول الثالث : المراد بها معاني كتاب الله تعالى، وهي أمر ونهي ووعد ووعيد ومجادلة وأمثال، وقد ضعّف ابن عطية هذا القول أيضا، لأن هذه الأحكام لا تسمى حرفا، وللإجماع أن التوسعة لم تقع في التحليل والتحريم.
القول الرابع : القول بأنها سبعة : منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل (هنّ أطهرُ) : أطهرَ
منها ما لا تتغير صورته ويتغير مهناه بالإعراب، مثل : (ربنا باعد) : باعَد
منها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف، مثل : (ننشرها) و (ننشزها)
منها ما تتغير صورته ويبقى معناه، مثل : (كالعهن المنفوش) : كالصوف المنفوش
منها بالزيادة والنقصان، مثل (تسع وتسعة نعجة أنثى).

القول الخامس : أن المراد بالحرف الجهة والطريقة، ومنه قوله تعالى (ومن الناس من يعبد الله على حرف)، قاله القاضي أبو محمد.
القول السادس : أنه يوجد في القرآن كلمة أو كلمتان تقرآن على سبعة أوجه
القول السابع : أن القرآن نزل على سبع لغات مختلفات، قال القاضي أبو بكر بن الطيب : وهذا باطل.

وقد رجح القاضي أبو بكر الطيب رحمه الله تعالى، أنها الأوجه والطرائق التي يُقرأ بها على اختلافها في جميع القرآن، ودليله في ذلك :
-اقتضاء العبارة له : ( أُنزل القرآن)
-قول الناس: حرف أبيّ وحرف ابن مسعود

مسائل باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره:
الجمع الأول للقرآن الكريم بين دفّتين في عهد أبي بكر الصديق تضمّن الأحرف السبعة.
-كتابة المصحف في جمع عثمان رضي الله تعالى عنه كانت بلغة قريش لأنه عليهم أُنزل.
- ترتيب السور والآي في المصحف توقيفي.

مسائل باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق:
اختلف الناس في الألفاظ القرآنية التي لها تعلق بالعجم على أقوال :
فذهب أبو عبيدة وغيره أن في كتاب الله من كل لغة.
وذهب الطبري وغيره إلى أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6] قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل.
وذهب القاضي أبو محمد عبد الحق رحمه الله تعالى إلى أن مثل هذه الألفاظ هي نتيجة مخالطة العرب العاربة لسائر الألسنة في التجارات، واستعمالها حتى جرت مجرى العربي الصريح ووقع بها البيان الصريح وعلى هذا الحد نزل القرآن.
وقال إن ما ذهب إليه الطبري رحمه الله بعيد.

نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن

القول الصحيح الذي عليه الجمهور، أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه.
-بطلان قول من يقول بالصرفة.

مسائل باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى :

استعمل المفسرون والمحدثون والفقهاء الحكاية عن الله تعالى وما جرى مجراها في أقوالهم، وذكر بعض الأصوليون عدم جواز ذلك، وذهب القاضي أبو محمد إلى أن هذه الطريقة استعمال عربي شائع يُحمل على المجاز. والله أعلم.

مسائل باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية:

- القرآن وهو الكتاب وهو الفرقان وهو الذكر
- فالقرآن مصدر من قولك: قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة وحكى أبو زيد الأنصاري وقرءا
- وأما الكتاب فهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.
- وأما الفرقان أيضا فهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا
- وأما الذكر فسمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم
- أما السورة فقرئت بالهمز، وجاء معناها : بقية الشيء، وقرئت بغير همز، فجاء معناها : القطعة من البناء.
- وأما الآية فهي العلامة في كلام العرب.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 جمادى الأولى 1440هـ/26-01-2019م, 07:59 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة للا حسناء الشنتوفي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أهم المسائل التي تطرق لها ابن عطية الأندلسي رحمه الله تعالى في مقدمة محرره الوجيز، وقد جاءت مُدرجة تحت عناوين تؤطرها :

مسائل باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به:

أورد رحمه الله تعالى جملة من الأحاديث النبوية وآثار الصحابة في فضل القرآن الكريم، التي تحض على :
-قراءته : لقوله صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
- والعمل به : وروي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا)).
-والتمسك به واتّباعه، من ذلك ، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).

مسائل باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه

-وجوب فهم القرآن وفقه الخطاب من الله تعالى، والاعتناء باللغة التي أُنزل بها، لقول ابن عباس: "الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر".
وقول مجاهد: "أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل".

مسائل باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين:

-من القرآن ما لا سبيل إلى علمه إلا بخبر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم.
-حرمة القول في القرآن بغير علم.
-الرأي المذموم في تفسير القرآن هو ما لم يكن مبنيا على قواعد وأصول يقتضيها هذا العلم.
-تورّع جلّة السلف عن تفسير القرآن الكريم.
فضل علماء الصحابة والتابعين في فقه القرآن الكريم وتفسيره.

مسائل باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه)):

اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على أقوال :
القول الأول : أن تلك الأحرف هي فيما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها، كتعال وأقبل وإلي ونحوي…، وقد ضعّف ابن عطية هذا القول.
القول الثاني : أنها في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام، قاله ابن شهاب، قال القاضي أبو محمد عبد الحق : وهذا كلام محتمل. [هذا ليس قولا مستقلا في الأحرف السبعة، ومعناه والمعنى أن تلك الأحرف قد تكون في كلمة واحدة ولكن لا يتغير معناها من حلال إلى حرام أو العكس]
القول الثالث : المراد بها معاني كتاب الله تعالى، وهي أمر ونهي ووعد ووعيد ومجادلة وأمثال، وقد ضعّف ابن عطية هذا القول أيضا، لأن هذه الأحكام لا تسمى حرفا، وللإجماع أن التوسعة لم تقع في التحليل والتحريم.
القول الرابع : القول بأنها سبعة : منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل (هنّ أطهرُ) : أطهرَ
منها ما لا تتغير صورته ويتغير مهناه بالإعراب، مثل : (ربنا باعد) : باعَد
منها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف، مثل : (ننشرها) و (ننشزها)
منها ما تتغير صورته ويبقى معناه، مثل : (كالعهن المنفوش) : كالصوف المنفوش
منها بالزيادة والنقصان، مثل (تسع وتسعة نعجة أنثى).

القول الخامس : أن المراد بالحرف الجهة والطريقة، ومنه قوله تعالى (ومن الناس من يعبد الله على حرف)، قاله القاضي أبو محمد.
القول السادس : أنه يوجد في القرآن كلمة أو كلمتان تقرآن على سبعة أوجه [وهذا أيضًا ليس قولا مستقلا؛ وإنما تعقيب على قول أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات؛ قالوا يلزم ذلك أن القرآن كله أنزل على سبع لغات، فكان الرد أن يكفي أن يتحقق هذا في كلمة أو كلمتين]
القول السابع : أن القرآن نزل على سبع لغات مختلفات، قال القاضي أبو بكر بن الطيب : وهذا باطل.

وقد رجح القاضي أبو بكر الطيب رحمه الله تعالى، أنها الأوجه والطرائق التي يُقرأ بها على اختلافها في جميع القرآن، ودليله في ذلك :
-اقتضاء العبارة له : ( أُنزل القرآن)
-قول الناس: حرف أبيّ وحرف ابن مسعود

مسائل باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره:
الجمع الأول للقرآن الكريم بين دفّتين في عهد أبي بكر الصديق تضمّن الأحرف السبعة.
-كتابة المصحف في جمع عثمان رضي الله تعالى عنه كانت بلغة قريش لأنه عليهم أُنزل.
- ترتيب السور والآي في المصحف توقيفي.

مسائل باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق:
اختلف الناس في الألفاظ القرآنية التي لها تعلق بالعجم على أقوال :
فذهب أبو عبيدة وغيره أن في كتاب الله من كل لغة.
وذهب الطبري وغيره إلى أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6] قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل.
وذهب القاضي أبو محمد عبد الحق رحمه الله تعالى إلى أن مثل هذه الألفاظ هي نتيجة مخالطة العرب العاربة لسائر الألسنة في التجارات، واستعمالها حتى جرت مجرى العربي الصريح ووقع بها البيان الصريح وعلى هذا الحد نزل القرآن.
وقال إن ما ذهب إليه الطبري رحمه الله بعيد.

نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن

القول الصحيح الذي عليه الجمهور، أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه.
-بطلان قول من يقول بالصرفة.

مسائل باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى :

استعمل المفسرون والمحدثون والفقهاء الحكاية عن الله تعالى وما جرى مجراها في أقوالهم، وذكر بعض الأصوليون عدم جواز ذلك، وذهب القاضي أبو محمد إلى أن هذه الطريقة استعمال عربي شائع يُحمل على المجاز. والله أعلم.

مسائل باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية:
- القرآن وهو الكتاب وهو الفرقان وهو الذكر
- فالقرآن مصدر من قولك: قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة وحكى أبو زيد الأنصاري وقرءا
- وأما الكتاب فهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.
- وأما الفرقان أيضا فهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا
- وأما الذكر فسمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم
- أما السورة فقرئت بالهمز، وجاء معناها : بقية الشيء، وقرئت بغير همز، فجاء معناها : القطعة من البناء.
- وأما الآية فهي العلامة في كلام العرب.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة.
الخطوة الأولى في أي تلخيص هي استخراج المسائل ثم على حسب نوع التلخيص المطلوب يكون ما بعد ذلك.
والمأخوذ عليكِ هو إغفالكِ للكثير من المسائل المهمة في مقدمة تفسير ابن عطية، ثم عدم استيعاب معايير التحرير في التلخيص.
في التلخيص حاول قدر الإمكان التعبير بألفاظ مختصرة لكن مع ذلك نستوعب الأقوال الواردة، ونذكر الأدلة والاستشهادات التي ذكرها المصنف تحت كل مسألة.
أرجو أن تتدربي كثيرًا على مهارة استخلاص المسائل؛ فهي أساس لكل ما بعدها.
التقويم: ج
وفقكِ الله وسددكِ.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 جمادى الآخرة 1440هـ/3-03-2019م, 04:32 PM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.

- أهمية الاختصاص بعلم من العلوم: يظهر أهمية الاختصاص بعلم من العلوم بعد الأخذ من كل علم بطرف، فيطلع على أصناف العلوم ثم يختار منها ما يناسبه وما هو أقرب إليه وإلى قلبه، فيلج فيه بقوة وعزم حتى يصل لمرتبة من يستند إليهم في هذا العلم ويأخذ بأقوالهم.

- سبب اختيار ابن عطية لعلم التفسير دون غيره:
1. لأن شرف العلم على قدر شرف المعلوم، ولا أفضل من العلم بكتاب الله الذي لا مرية فيه، والذي هو قوام الدين وأصل العلوم وأساسها، وهو المرجع فما وافقه أخذ به وما خالفه لم يؤخذ به.
2. هذا العلم إخلاص النية فيه أقرب وأسهل من غيره.
3. رجاء أن يحرم الله على النار عقلاً وفكراً قضى جلّ أوقاته في التفكير في كلامه، ولساناً أنشغل بتلاوته.

- سبب تصنيفه لمصنف في علم التفسير: ذلك لسرعة تفلت القرآن وعلومه من الصدور، فقد قال تعالى: (إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً) أي: علم معانيه والعمل به، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (قيدوا العلم بالكتابة)، فتوجه إلى تقييد علمه.
- منهج ابن عطية في تفسيره:
1. الإيجاز مع الجمع والتحرير.
2. ذكر القصص التي لا تفهم الآية إلا بها فقط.
3. نسبة كل قول لقائله من العلماء.
4. الإشارة لأقوال أهل الزيغ والتنبيه على من مال إلى قولهم من العلماء.
5. إيراد التفسير على حسب رتبة ألفا الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة.
6. إيراد جميع القراءات المستعملة والشاذة.
7. تبيين المعاني وجميع المحتملات في الألفاظ بجهده معتمداً على ما تحصّل عليه من علم.

مسائل: باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به
- القرآن والاستمساك به هو سبيل النجاة في الدنيا من الفتن وفي الآخرة من النار: فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال بأنه ستكون هناك فتن كقطع الليل المظلم آخر الزمان ودلّ الصحابة على أن السبيل الوحيد للنجاة منها هو الاستمساك بالقرآن؛ لأن القرآن قد حوى علم الأولين والآخرين، وهو السبيل للوصول لحكم الله.
- الثواب المتحصل من تلاوته: أن يكتب لقارئه بكل حرف عشر حسنات.
- عدم السئم من تلاوة القرآن ومن ترداد قصصه: وذلك لأن القرآن هو حجة على الجميع، ولأنه علومه لا تنضب فمهما أعاد القارئ تلاوة تحصل من كل تلاوة على علوم جديدة غير التي تحصل عليها سابقاً، وقد أعيدت قصصه كذلك لتكون سبيلاً للاعتبار لمن قرأ ما تيسر منه، ولا ينبغي التوجه لغيره من الأحاديث عند الملل، فهو أحسن الحديث الذي لا يمل منه، وفيه أحسن القصص.
- تعظيم العلم بالقرآن والأخذ به: وذلك لأن الأخذ به يترتب عليه الاهتداء للصراط المستقيم والنجاة في الآخرة والتحصل على الأجور العظيمة منها الشفاعة، بخلاف العلوم الأخرى فأصحابها ليسوا على قدم المساواة مع العلم بالقرآن.
- فضل قراءة القرآن: فهو أفضل عبادة أمة محمد، ومن قرأه فكأنه أدرجت النبوة بين جنبيه، وكلما زاد المرء من آياته التي يقرآها ترقى في المراتب، فمن قرأ 100 آية كتب من القانتين، ومن قرأ 200 آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ 300 آية لم يحاجه القرآن.
- شرف حامل القرآن: فكلما زاد الاتباع لأوامره والانتهاء عن نواهيه زاد شرف حامله.
- إعمار البيوت القرآن: فإن البيت المفلس على الحقيقة هو الذي لا يقرأ فيه القرآن.
- أحوال الناس مع القرآن: منهم من هو شديد عليه عند تعهده فهذا يكتب له اجران، ومنهم من هو سهل خفيف عليه فهو مع السفرة الكرام البررة.
- فضل تعلم القرآن وتعليمه والتأدب بما فيه: كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وتعليم القرآن الحقيقي يكون بالعمل والتأدب بما فيه، فلا يكون ممن خالف ما قاله بعمله، بل يكون قدوة للمتعلمين، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بالقرآن وبتعلمه وتعليمه لأنه أفضل واعظ وزاجر.
- هذا القرآن فضل ومنة على أهل الإسلام: كما قال تعالى: (قل بفضل الله ورحمته) أي: الإسلام والقرآن.
- فضل الانشغال بالقرآن آناء الليل وأطراف النهار عن غيرها من العبادات: فلما سال عن ابن مسعود عن سبب قلة صومه، قال لأنه يشغله عن قراءة القرآن وهو أحب إليه، وكذلك ثبت أنه بعض بيوت الصحابة كانت تنار في الليل بقراءة القرآن بل البقرة خصوصاً.
- فضل تحسين الصوت عند قراءة القرآن والاعتبار والتأثر به وظهور ذلك على قارئه: فهناك من استمعت الملائكة لصوته عند قراءته البقرة من الصحابة في الليل وهذا كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأفضلهم صوتاً هو من إذا سمعته رأيته يخشى الله وخشيته كذلك بسبب قراءته، وتحسين الصوت لوحده لا يكفي بل لابد من العمل به والتأثر به، فقد كان هناك من الصحابة من شدة تأثره بآية يمرض أياماً، وما ذلك إلا لاعتباره بما قرأ، وقد أخبر النبي عن قوم يأتون يقيمون حروفه دون إقامة حدوده فهم لم يتأثروا بالقرآن وبتلاوتهم ولم يعتبروا بها، وعدم التأثر بالقرآن يدل على قسوة القلب.
- نقص التلاوة بنقص العمل بها: ولذلك عند الانتهاء من التلاوة كان بعض السلف يستغفر لما في القرآن من أعمال لم يعمل بها.
- طلب العلم بمعانيه آناء الليل: وطلب العلم بمعانيه للعمل به أصعب من طلب علم تلاوته فقط، وهذا الذي مال إليه الناس وهو الأيسر والاسهل وتركوا الأصعب، وطلب علمه في الليل لصفاء الأذهان فيه.

مسائل: باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
- فضل إعراب القرآن: فإعراب القرآن أصل في الشريعة لأن به تقوم معاني القرآن التي هي الشرع الذي علينا اتباعه، ولذلك أوصى الرسول صلى الله لعيه وسلم بإعراب القرآن وعربيته.
- فضل من علم معاني القرآن وتفسيره: فمن علم بمعاني القرآن رفعت مرتبته، وإليه يرحل الناس لطلب العلم منه، فهو الذي أوتي الحكمة كما في قوله تعالى: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً)، وهو أحب الخلق إلى الله.
- ضلال من لم يعرف تفسير القرآن: فهو يهذ القرآن كهذّ الشعر، وذلك لأنه لا يهتدى به حق الاهتداء إلا بالعلم بمعانيه ثم اتباعه، عدم العلم بمعانييه يقود إلى القول على الله بغير علم بتفسير كلامه بغير المقصود.
- القرآن وتفسيره هما أصل العلوم: ولذلك فهو يقدم على غيره من العلوم فقد كان ابن عباس يبدأ بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.

مسائل: باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين:
- قلة التفسير المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم: وهذه القلة تعود على أنه عليه الصلاة السلام كان يفسر فقط ما لا يعلم إلا بوحي من الله وكان جبريل أتيه بها من عند الله.
- خطر تفسير القرآن بالرأي: والمقصد منه أن يفسر الآية بدون الرجوع إلى أقوال العلماء فيها وإلى قوانين العلم والنظر والاجتهاد، بل بمجرد رأيه.
- تورع بعض السلف من التفسير: وهذا كان بسبب خوفهم من القول على الله بغير علم، فتورعوا عن ذلك واحتاطوا، ومنهم سعيد بن مسيب وعامر الشعبي.
- المفسرين من الصحابة: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم.
- المفسرين من التابعين: الحسن بن أبي الحسن، مجاهد، وسعيد بن جبير، وعلقمة.
- المفسرين من المتقدمين المؤلفين فيه: عبد الرزاق، والمفضل، وعلي بن أبي طلحة، والبخاري، وابن جرير الطبري.
- المفسرين من المتأخرين بالنسبة لابن عطية: أبو إسحاق الزجاج، وأبو علي الفارسي، وأبو بكر النقاش، وأبو جعفر النحاس، وقد استدرك عليهما، ومكي بن أبي طالب، وأبو العباس المهدوي.

مسائل: باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه)
- الأقوال الواردة في المراد بالسبعة أحرف:
1. أنها سبعة أوجهه في الكلمة أو دونها، كقولنا هلم وتعال واقبل، وهلم ونحوها، وكالحروف التي فيها قراءات كثيرة، وقد ضعف ابن عطية هذا القول.
2. أنها في الأمر الواحد الذي لا يختلف في حلال وحرام، قاله ابن شهاب، وقال عنه ابن عطية أنه كلام محتمل.
3. أن المراد به معاني كتاب الله من أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال، ويستدل أصحاب هذا القول بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن على سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمنتشابهه)، وقد ضعفه كذلك ابن عطية لأن هذه لا تسمى أحرفاً، ولأن التوسعة لم تكن في شيء فيه تغيير للمعاني الأصلية الموجودة، فليست هي التي أجاز لهم الرسول القراءة بها، وإنما المراد بالحرف هنا الجهة والطريقة فالقرآن أنزل على سبع طرائق من تحليل وتحريم...، وهو كما في قوله تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف) أي: على جهة وطريقة الشك والريب.
4. أنها وجوه الاختلاف في القراءة وهي سبعة ذكرها القاضي أبو بكر بن الطيب:
-ما تتغير حركته ولا يتغير معناه أو صورته.
-ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب.
-ما لا تتغير صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف.
-ما تتغير صورته ويبقى معناه.
-ما تتغير صورته ومعناه.
-التقديم والتأخير.
-الزيادة والنقصان.
وقد رجحه القاضي أبو بكر.
5. أنها سبع أوجه من أسماء الله، غفور رحيم، سميع عليم، عليم حكيم، ودليلهم قول الرسول: (يا أبي أني أقرئت القرآن على حرف او حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبع أحرف ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك مالم تختم عذاباً برحمة أو رحمة بعذاب)، وقد حمل ابن عطية هذا القول على أنه كان مرخصاً فيه ثم نسخ إن ثبتت رواية هذا الحديث، وذلك لأنه لا يجوز للناس أن يبدلوا اسماً لله في موضع بغيره سواء وافق معناه أو خالفه.
6. أنها سبع لغات مختلفات، وقد قال عنه القاضي أبو بكر بأنه باطل، لأن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود واحدة وقد اختلفوا في القراءة، إلا أن يراد به الوجوه المختلفة التي تستعمل في القصة الواحدة، ورد ابن عطية على استدلاله بأن لغة هؤلاء واحدة فيه نظر لأن لغة قريش ومنهم عمر وهشام ولغة الأنصار ومنهم أبيّ ولغة هذيل ومنهم ابن مسعود ليست لغة واحدة، وتختلف في بعض الأمور ومن ذلك اختلافهم في القرآن، ولو كانوا أصحاب لغة واحدة لما كان ذلك حجة لمن انكر على هذا القول؛ لأنهم أنكروا على بعض ليس لأن القراءة التي قرأ بها الآخر مخالفه للغته، بل لأنها خلاف ما أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يشترط أن يُقرأه الرسول على لغته فقد يكون أقرأه على لغة أخرى.
وهذا القول الأخير هو الذي رجحه ابن عطية، ولعل ما قاد القاضي أبو بكر لإنكار هذا القول أنه اعتقد أن المراد بالسبعة لغات أن تقرأ كل قبيلة بلغتها فقط من اول القرآن لآخره بدون دخول لغة أخرى عليه، وإنما المقصود أن أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث في القرآن كل لغة منها، فمرة يعبر بلغة قريش ومرة يعبر بلغة هذيل وهكذا بحسب الأفصح والاوجز في اللفظة.

-احتمال الكلمة التي تختلف في القراءة للسبع أوجه دائماً أم في بعض الكلمات: وذكر في هذا قولين:
الأول: أن كل كلمة فيها اختلاف في قراءتها لها سبعة أوجه، وقد تصلنا بعض الأوجه بالخبر وقد لا تصلنا لعدم ورودها في الأخبار، ولكنهم سبعة أوجه في الأصل، وزعموا بانه لا يتم معنى الحديث إلا بهذا، وضعف ابن عطية هذا القول.
الثاني: أن بعض الكلمات في القرآن تقرأ بسبعة أوجه، وبهذا يتم معنى الحديث.

-لغة القبائل السبع المقصودة بالأحرف السبع، وسبب اختيارها دون غيرها: أنها القبائل التي جاورت منشأ النبي، وهي: قريش لأنه قرشي، وبنو سعد بن بكر لأنه استرضع هناك، وكنانة وهذيل وخزاعة وأسد وضبة وألفافها، وقد خالطهم لقربهم من مكة وتكرارهم عليها، وثم تميم وقيس ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب، وسبب خصوصية هذه القبائل دون غيرها؛ لأن لغتهم سلمت من الدخيل وانتهت إليها الفصاحة؛ بسبب بعدها عن باقي الأمم في وسط الجزيرة العربية فلم تطرقها الأمم، أما من كان على الأطراف من العرب فقد أفسد بالمخالطة بغير العرب، ولما سلمت هذه اللغات من الدخيل كانت السبيل ليظهر فيها آية الله عن إيجاد المعارض لها.

-مصدر الأحرف السبعة الجائز القراءة بأيّها: هذه الأحرف السبع التي هي على لغات القبائل إنما هي متلقاه من جبريل عليه السلام، فليس لأحد أن يبدل من تلقاء نفسه لفظة من لغة لأخرى، بل لابد تلقيها من النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يحفظ للقرآن إعجازه.

- مصدر الخلاف الناشئ في عهد عثمان رضي الله عنه وكيف تم حلّه: أنه لما أنتشر الإسلام وقرأ القرآن كثير من غير العرب على يد الصحابة المتفرقين في الأمصار، خالف كل مصر ما المصر الآخر في القراءة، فلما التقوا في الحروب أخذ يكفر كل واحد منهم الآخر بسبب اختلاف قراءتهم، لذلك لما شهد حذيفة ذلك أخبر عثمان ان يدرك الأمة قبل أن تهلك بسبب اختلافهم في الكتاب كاختلاف اليهود والنصارى في كتابهم، ولذلك أمر عثمان بأن يكتب القرآن على أشهر الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات، وإن اختلف الكتاب في شيء أن يكتبوه على لغة قريش الثابتة بالرواية عن النبي، فجمع الناس على هذا المصحف، وترك ما سواه فحرق ودفن، سداً للذريعة وتغليباً لمصلحة الألفة بين المسلمين.

-موقف ابن مسعود من جمع عثمان وكيف تعامل معه العلماء: أبى ابن مسعود أن يزال مصحفه وأن يحرق، فترك مصحفه، ولكن اعرض العلماء عن قراءته سداً للذريعة، وهو قد كتب فيه بعض من التفسير الذي قد يظن أنه من القرآن.

-مصدر القراءات السبع وغيرها: لما تم تفريق مصحف عثمان على الأمصار أخذ الناس يقرأوا على ما علموا بالرواية بما يوافق الرسم، وأما ما خالفه فقد ترك القراءة به، من ذلك طهر أمر القراء السبع والاختلاف في القراءات.

-منشأ القراءات الشاذة وحكمها: لما ظهر أمر القراء السبع وتم الأخذ بهم دون غيرهم لعدة أعصار، فقد تم الاجماع عليها، ولذلك فهي يؤخذ بها ويصلى بها، أما القراءة الشاذة فلا يصلى بها، لأنها لم يجمع الناس عليها.

مسائل: باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره:
-جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق: لما كان القرآن متفرقاً في بادئ الأمر في صدور الرجال وأستحر القتل بالقراء يوم اليمامة، أشار عمر بن الخطاب على أبو بكر أن يجمع القرآن في مصحف واحد لئلا يذهب القرآن بذهاب القراء، فكلّف أبو بكر زيد بن ثابت بذلك، فجمعه غير مرتب السور.

-سقوط آخر التوبة وآية الأحزاب من الجمع والفرق بينهما:
أما آخر التوبة فالصحيح أنها سقطت في الجمع الأول فبحث عنها زيد بن ثابت حتى وجدها عند أبي خزيمة الأنصاري، وهناك من قال بأنها سقطت في الجمع العثماني، وقد يكون ألتبس عليه لتقارب الأسماء، فالذي سقط من الجمع الثاني هي آية الأحزاب (من المؤمنين رجال...) ووجد عند خزيمة بن ثابت، وهذا على ما رواه البخاري، وهناك رواية تقول بأن الذي وجدت عنده آخر التوبة هو خزيمة بن ثابت.

-مكان حفظ مصحف أبي بكر رضي الله عنه: كان محفوظاً في عهد أبي بكر عنده، ثم بعد وفاته بقي عند عمر في عهده، وبعد وفاته، حفظ في بيت حفصة أم المؤمنين، إلى أن أخذه منها عثمان عند كتابته للمصاحف فجعل أماماً في ذلك، ثم أعاده لها، وبقي عندها حتى توفيت.

-المعينين لجمع المصحف وكتابته من قبل عثمان: أولهم زيد بن ثابت، وثلاثة من قريش، وهم: سعيد بن العاص وعبد الرحمن بن حارث بن هشام وعبد الله بن الزبير، وأخبرهم ان ما يختلفون فيه فيكتبوه على بلغة قريش، وقد قيل: بأنه قرن بزيد أبان بن سعيد بن العاص وحده وهذا ضعيف.

-مصير بقيت الصحف: بعد أن أرسل عثمان بمصحف إلى كل مصر من الأمصار، أمر بتحريق الصحف التي كانت بين أيديهم سابقاً أو أن تدفن حتى لا يعود الخلاف مرة أخرى.

-ترتيب الآيات والسور توقيفي أم اجتهادي: أما ترتيب الآيات ووضع البسملة بداية السور فهو توفيقي من النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لم توضع البسملة بداية التوبة لعدم أمر النبي بذلك، وأما ترتيب السور فبعضه اجتهادي من قبل زيد بن ثابت من كان معه وعثمان رضي الله عنهم، وبعضه توقيفي قد رتب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كالحواميم والسبع الطوال والمفصل.

-أول من نقط المصحف وشكله وتعشيره: أما النقط والتشكيل قيل: بأن عبد الملك بن مروان أمر بذلك وقام به الحجاج وأمر الحسن ويحيى بن يعمر بذلك، وقيل بأنه أبو أسود الدؤلي، وقيل: هو نصر بن عاصم، وقد ذكر بأنه كان لابن سيرين مصحفاً نقطه له يحيى بن يعمر، والله أعلم.
وأما تعشيره فقيل بأن المأمون امر بذلك، وقيل بان الحجاج فعل ذلك، وقد أنكر قتادة ذلك فقال: بدأوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا.

مسائل: باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
- الأقوال الواردة في وجود الألفاظ الأعجمية في القرآن: فيه ثلاث أقوال:
1. أن في القرآن من كل لغة.
2. أن القرآن ليس فيه ولا لفظة غير عربية، وأن ما ينسب للغات الأخرى إنما هو مما اتفقت عليه تلك اللغة مع العربية، فعبر عنه بلفظة واحدة، وهذا قول الطبري، وقد رد عليه ابن عطية بأن هذا بعيد، والأقرب أن يكون أحدهما أصل للأخرى.
3. أن الألفاظ الأعجمية التي في القرآن هي أعجمية معربة، تغيرت قليلا عن اللغة الأصلية من تخفيف عجمتها، وأصبحت كالعربي الصريع لما وقع بها البيان، هذا التعريب حدث لما وقع هناك اختلاط بين العرب العاربة مع الأعاجم فأخذوا منهم بعض الألفاظ وعربوها فأصبحت تعرف في العربية كبقية ألفاظها بسبب استعمالها، وإن جهلها أحد العرب فهو كجهله بأحد اللغات العربية الأخرى، وهذا قول ابن عطية.

مسائل: باب نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن:
- المراد بأعجاز القرآن والتحدي به: ذكر فيه أقوال لأهل العلم:
1. أن الاعجاز وقع بصفات ذات الله فيعجز عن الاتيان بمثلها.
2. أن الاعجاز وقع بالأنباء الصادقة والغيوب المسرودة فيه.
وقد أشار ابن عطية بأن هذا إعجاز بالنسبة للمؤمنين به وليس لمن كفر به فليس هو المقصود.
3. أن الاعجاز وقع بفصاحته ونظمه ورصفه، فيعلم كل فصيح أنه لا يمكنه أن يأتي البشر بمثله، فعلم بأنه جاء من عند العليم الخبير المحيط، وهذا هو قول الجمهور والذي رجحه ابن عطية.

-شبهة قدرة العرب على الاتيان بمثله ولكنها صدت عن ذلك: وهذه يبطل هذه الشبة ما سبق ذكره في القول الثالث، وما يدل عليه حالها من التبديل والتغيير في كلامها لتصل للفصيح الأفصح ولن يصل، فمهما بدل في كلامه أو كتابته ليصل للفصيح فاعتقد بأنه وصل إليه، فإذا عرضه على غيره بدله كذلك وهكذا، فهذا حالهم مع كلامهم فكيف مع كلام رب العزة والجلال، فمحال أن يكون بمقدورهم الاتيان بمثله.
وكذلك يدل على عجزهم عن الاتيان به ما قاله أفصحهم لساناً لما سمع القرآن وهو الوليد بن مغيرة قال: والله ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولا هو بالجنون.

-حال الناس من اعجاز القرآن: من قرأه فعلم عدم مقدرة العرب والبشر الاتيان بمثله وأنه من عند رب البشر، إما يؤمن وينصاع ويتبعه، وإما أن يجحد ويكذب ويحسد، فيتوجه للقتال بالسيف والجسد ولو كان على الحق لتوجه إلى الرد على هذا التحدي بدون أن يهلك نفسه وغيره في القتال.

-كيف تقوم الحجة على غير العرب بالقرآن العربي؟: تقوم عليهم الحجة لما قامت على العرب ولم يقدروا عليه وعلى الاتيان بمثله وهم أهل الفصاحة الأولى بمعارضه إن كان في مقدورهم، فلما عجزوا عن ذلك دلّ على أن غيرهم أولى بالعجز عن الاتيان بمثله.

مسائل: باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله:
- حكم نسبة أفعال إلى الله لم ينسبها الشرع له عند تفسير الآيات: فيه قولين لأهل العلم:
1. أنه غير جائز أن يقال مثلاً خاطب الله بهذه الآية وهكذا، وهذا قول الأصوليين.
2. أنه جائز وهذا الاستعمال ليس من باب اثبات تلك الصفة له سبحانه وتعالى، بل المراد منه أن الآية أو اللفظ حكى هكذا، وهذا استعمال شائع بين الناس وبين العرب فهي تقول مثلاً الله يدري وغيرها من الالفاظ، وقد استعمله المفسرون والمحدثون والفقهاء ومنهم أبو المعالي في كتابه الارشاد.

-سبب إيراد ابن عطية لهذا الباب: لأنه أراد التنبيه عليها وذكر أنه سيتورع عنها قدر استطاعته وأنه قد يقع فيه نادراً فيعذر ويعذر غيره من المفسرون.

مسائل: باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية:
- أسماء القرآن ومعانيها:

1. القرآن: وهو إما مصدر من قرأ أي: تلا، ومنه قول حسان بن ثابت في رثاء عثمان رضي الله عنه: ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحاً وقرآناً
أي: قراءة.
أو هو من قرأ الرجل إذا جمع وألف قولاً وبه فسر قتادة قوله تعالى: (إن علينا جمعه وقرآنه) أي: تأليفه، والقول الأول أرجح.
2. الكتاب: وهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه إطلاق العرب على مجموعة الرجال المجتمعة للحرب كتيبة.
3. الفرقان: من فرّق فرقاناً، وهذا لأنه فرق بين الحق والباطل.
4. الذكر: وسميّ بذلك: قيل: لأنه ذكر الناس بإلههم وبالآخرة وكل ما كانوا في غفلة منه.
وقيل: لأنه فيه ذكر الأمم السابقة وأخبار الأنبياء.
وقيل: لأنه ذكر وشرف للرسول صلى الله عليه وسلم وثومه وسائر العلماء.

- اللغات في كلمة (سورة) ومعانيها: فيه لغتان:
1. سؤرة بهمز، وهذه لغة تميم وغيرهم، وهي من أسأر إذا أبقى، فهي كالبقية من الشيء والقطعة منه.
2. سورة بغير همز، وهذه لغة قريش ومن جاورها من القبائل، منهم من قال بأنها كمعنى سابقتها مع تسهيل همزتها، ومنهم يقول بأنها مشبهة بسور البناء أي: القطعة منه، فكل بناء إنما يبنى قطعة قطعة، وكل قطعة سورة، كأن القرآن هو السور الكامل، والسورة هي قطعه التي بها يبنى السور الكامل، ويقع لفظ السورة أيضاً على المرتبة العظيمة والملك فكأن الرتبة انبنت حتى كملت.

-معنى كلمة الآية وسبب تسمية آيات القرآن بذلك: هي العلامة في كلام العرب، وسميت آيات القرآن بذلك لعدة أسباب:
1. لأنه الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها، وعلى عجز المتحدى بها.
2. لأنها لما كانت جملة كلام ومجموعة منه سميت كذلك، فإن العرب تقول جئنا بآيتنا أي: جماعتنا.
3. لأنها علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها.

-أصل كلمة آية: فيه أقوال لأهل اللغة:
1. أنها على وزن فعلة بفتح العين، قاله سيبويه.
2. أنها على وزن فعلة بسكون العين، قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه.
3. أنها على وزن فعلة بكسر العين، قول بعض الكوفيين.
4. أنها على وزن فاعلة، قاله الكسائي.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 جمادى الآخرة 1440هـ/3-03-2019م, 10:53 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

مجلس مذاكرة مقدمة ابن عطية:
المسائل التي اشتمل عليها تفسير ابن عطية:
فضل وشرف علم التفسير ومكانته بين العلوم
سبب تأليفه لتفسيره
ذكر المنهج الذي سار عليه
ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن وصورة الاعتصام به
ما ورد عن الصحابة في فضل القرآن وصورة الاعتصام به
ما ورد عن العلماء في فضل القرآن وصورة الاعتصام به
المراد بقوله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر}
المراد بقوله تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}
ما ورد في فضل تفسير القرآن وإعرابه
قول ابن عطية في فضل التفسير
أقوال السلف في فضل التفسير
رحلة السلف في طلب التفسير
خطورة الجرأة على التفسير دون تأهل
مراتب المفسرين
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن
مناهج السلف في التفسير
معنى حديث نزول القرآن على سبعة أحرف
معنى: "فاقرؤوا ما تيسر منه"
كيفية الجمع العثماني للمصحف
صورة المصحف العثماني في أول أمره
حكم القراءات الشاذة
كيفية جمع القرآن في العهد النبوي
كيفية جمع القرآن في عهد الصديق
السبب الذي دعا الصديق إلى جمعه
من الذي قام بجمعه
ما رُوي في هذا الجمع
أين وضعت تلك الصحف
جمع عثمان للمصحف
السبب الذي حمل ذا النورين على جمعه
من الذي قام بجمعه
ما رُوي في هذا الجمع
مرجع ترتيب سور المصحف اليوم
تاريخ شكل المصحف ونقطه وتحزيبه
أول من كتب في القراءات
أول من نقط المصحف
أول من وضع الأعشار
آراء العلماء واختلافهم في تأويل الألفاظ المتعلقة بلغات العجم في كتاب الله عز وجل
القاعدة والعقيدة في ذلك
أقوال العلماء في إعجاز القرآن (بم وقع؟)
وجه إعجاز القرآن
ذكر الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله عز وجل
أسماء القرآن
تفسير أسماء القرآن
معنى السورة
معنى الآية
سبب التسمية
أصل (آية) في لغة العرب
ملخص ما قيل في كل مسألة:

فضل وشرف علم التفسير ومكانته بين العلوم
أن فضل العلم بفضل المعلوم؛ فهو أفضل العلوم لتعلقه بأشرف كتاب.
سبب تأليفه لتفسيره
رجاؤه أن يكون له ذخرا وينفعه في النجاة من النار.
ذكر المنهج الذي سار عليه
أن يكون تفسيره جامعا محررا موجزا.
ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن وصورة الاعتصام به
من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فماالنجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكموحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيرهأضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هوالذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يملهالأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلىصراط مستقيم)).
وقال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
ما ورد عن الصحابة في فضل القرآن وصورة الاعتصام به
من ذلك قول عبد الله بن عمرو بن العاصي من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنهلا يوحى إليه0
وقيل لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم فقال إنه يشغلني عن قراءة القرآن وقراءةالقرآن أحب إلي منه.
ما ورد عن العلماء في فضل القرآن وصورة الاعتصام به
من ذلك قول محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} [آلعمران: 193] قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضالعلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} [يونس: 58] قال: الإسلاموالقرآن.
المراد بقوله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر}
المراد تلاوة ألفاظه.
المراد بقوله تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}
المراد العلم بمعانيه والعمل به والقيام بحقوقه.
ما ورد في فضل تفسير القرآن وإعرابه
سُئل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليهوسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسواغرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
وقيلفي تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269]: الحكمةتفسير القرآن.
قول ابن عطية في فضل التفسير
قالرحمه الله: إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوممعانيه التي هي الشرع.
أقوال السلف في فضل التفسير
من ذلك قول إياس بن معاوية مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتابمن ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذييعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.
وقال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذالشعر.
رحلة السلف في طلب التفسير
من ذلك أن مسروقا رحل إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
خطورة الجرأة على التفسير دون تأهل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((منتكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
قال ابن عطية رضي الله عنه: ومعنى هذاأن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء، أواقتضته قوانين العلوم؛ كالنحو والأصول، وا يدخل فيه أن يفسر اللغويونلغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه لكون ذلك اجتهادا مبنيا على قوانين علمونظر.
مراتب المفسرين
أعلاهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم عبد الله بنالعباس رضي الله عنهما، فقد تجرد للتفسير وكمله، وتبعه العلماء عليه كمجاهدوسعيد بن جبير وغيرهما.
ويتلوه عبد الله بنمسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم من الصحابة.
ومن المبرزين في التابعين الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبيروعلقمة.
ثم عكرمة والضحاك بن مزاحم.
وأما السدي رحمهالله فكان عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح.
ثمحمل تفسير كتاب الله تعالى عدول كل خلف وألف الناس فيه كعبد الرزاق والمفضل وعلي بنأبي طلحة والبخاري وغيرهم.
ثم إن محمدبن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى فيالإسناد.
ومن المبرزين في المتأخرين أبوإسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي.
وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفرالنحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما، ومثلهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنهوأبو العباس المهدوي رحمه الله.
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كانرسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهنجبريل.
قال ابن عطيةرضي الله عنه: معنى هذا الحديث في مغيبات القرآن وتفسير مجمله ونحو هذا مما لاسبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى.
مناهج السلف في التفسير
كان جلة من السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبيوغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهموتقدمهم.
بينما كان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه.
معنى حديث نزول القرآن على سبعة أحرف
أي: عبارات سبع قبائل بلغة جملتها نزل القرآن فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش ومرةبعبارة هذيل ومرة بغير ذلك بحسب الأفصح والأوجز في اللفظة.
ومن ذلك: (فطر) معناهاعند غير قريش ابتدأ خلق الشيء وعمله فجاءت في القرآن فلم تتضح لابن عباس حتى اختصمإليه أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع قولتعالى: {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1، الزمر 46].
وقال أيضا: ما كنت أدري معنى قوله: {ربنا افتح بيننا وبينقومنا بالحق} [الأعراف: 89]. حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي: أحاكمك.
فأباح الله تعالى لنبيه هذه الحروف السبعة وعارضه بهاجبريل في عرضاته على الوجه الذي فيه الإعجاز وجودة الوصف.
معنى: "فاقرؤوا ما تيسر منه"
معناه الإباحة والرخصة بالقراءة على أي حرف مما نزل به القرآن وهي الحروف السبعة.
صورة المصحف العثماني في أول أمره
كان غير منقوط ولا مشكول
حكم القراءات الشاذة
لا يُصلَّى بها ولا تقرأ على جهة التعبد كالقراءة الصحيحة.
كيفية جمع القرآن في العهد النبوي
كان القرآن في مدة رسول الله صلى الله عليه وسلممتفرقا في صدور الرجال وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وظرر وفي لخاف وفي خزفوغير ذلك
كيفية جمع القرآن في عهد الصديق
جمع في مصحف واحد على العرضة الأخيرة، ولم يكن مرتب السور
السبب الذي دعا الصديق إلى جمعه
فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق الله عنهما بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراءة كأبي وزيد وابن مسعود.
.
من الذي قام بجمعه
جمعه زيد بن ثابت
ما رُوي في هذا الجمع
روي أنه سقطت الآية من آخر براءة، حتىوجدها عند أبي خزيمة الأنصاري.
أين وضعت تلك الصحف
وبقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان.
جمع عثمان للمصحف
جعل الصحف التي كانت عند حفصة جعلت إماما في هذا الجمع الأخير، فنسخ المصاحف وبعث بها إلى الأمصار، وأمرهم أن يقرؤوا بها ويتركوا ما عداها.
السبب الذي حمل ذا النورين على جمعه
لما قدم حذيفة من غزوة أرمينية انتدب عثمان لجمع المصحف، لما رأى من اختلاف الناس في القرآن وتخطئة بعضهم لبعض، فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تختلف اختلاف اليهود والنصارى.
من الذي قام بجمعه
جمعه زيد بن ثابت ومعه ثلاثةمن قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير
ما رُوي في هذا الجمع
روي أن عثمان رضي الله عنه قال لهم: إذا اختلفتم في شيء فاجعلوه بلغة قريش فاختلفوافي التابوه والتابوت قرأه زيد بن ثابت بالهاء والقرشيون بالتاء فأثبته بالتاء وكتبالمصحف على ما هو عليه غابر الدهر ونسخ عثمان منه نسخا ووجه بها إلى الآفاق وأمربما سواها من المصاحف أن تحرق أو تخرق.
مرجع ترتيب سور المصحف اليوم
ذكر القاضي أبو بكر ومكي بن أبي طالب أنه من اجتهاد زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان رضي الله عنه في ذلك.
وظاهر الآثار أن السبع الطولوالحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتبفذلك هو الذي رتب وقت الكتابة.
تاريخ شكل المصحف ونقطه وتحزيبه
روي أن عبد الملك بن مروان أمر به، فقام الحجاج بعمله، وزادتحزيبه وأمر الحسن ويحيى بن يعمر بذلك.
أول من كتب في القراءات
هو الحجاج ثم ابن مجاهد في كتابه: (السبعة)
أول من نقط المصحف
هو أبو الأسود الدؤلي، وقيل: نصر بن عاصم.
أول من وضع الأعشار
المأمون العباسي، وقيل: الحجاج
آراء العلماء واختلافهم في تأويل الألفاظ المتعلقة بلغات العجم في كتاب الله عز وجل
1-قال أبو عبيدة وغيره: إن في كتاب الله تعالى من كل لغة.
2-قال الطبري وغيره: القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وما ورد فيه مما ينسب إلى لغات أخرى فهو من توارد اللغات. وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6] قال ابن عباس: نشأ بلغةالحبشة قام من الليل.
القاعدة والعقيدة في ذلك
القرآن نزل بلسان عربي مبين، فهذه الألفاظ وإن كانت في الأصل أعجمية؛ فإن العرب قد استعملتها وعربتها بإخضاعها لقواعد اللغة والإعراب؛ فجاءت في القرآن على ما هو مألوف في كلامهم، مستعمل بينهم.
أقوال العلماء في إعجاز القرآن (بم وقع؟)
في ذلك أقوال:
1- وقع التحدي بالكلام القديم
2-بالأنباء الصادقة والقيوب المسرودة.
3-التحدي بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه (وهو الصحيح)
وجه إعجاز القرآن
إن الله تعالى يجعل معجزات الأنبياء بالوجه الذي اشتهر وبرع اهله زمانه فيه؛ فكانت معجزة موسى عليه السلام في العصا والحية؛ لبراعة قومه في السحر؛ فأتاهم بما يعجزوا عن مثله؛ كي يسلموا بأنه من الله تعالى وليس من فعل البشر.
وكذلك معجزة عيسى عليه السلام من غبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى؛ فقد برع قومه في الطب؛ فاتاهم بما يعجزون عنه.
وهكذا جاءت معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قرآنا عجز العرب عن الإتيان بمثله ولو بسورة منه؛ مع فصاحتهم وبلاغتهم؛ فهم أرباب البيان وأهل البراعة والافتنان في الكلام.
ذكر الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله عز وجل
ذكر بأن إرادة الإيجاز قد تحمل المفسر على إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف منالشرع.
وذكر بأن كثيرا من المفسرين والحدثين والفقهاء قد استعملوها، بينما ذكر بعض الأصوليين أنه لايجوز أن يقال: حكى الله ولا ما جرى مجراه
ثم قال: وهذا على تقرير هذه الصفةله وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلاموالمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس.
وقداستعملت العرب أشياء في ذكر الله تعالى تنحمل على مجاز كلامها فمن ذلك قول أبي عامريرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم (فاغفر فداء لك ما اقتفينا).
أسماء القرآن
هو القرآن وهو الكتاب وهو الفرقان وهو الذكر
تفسير أسماء القرآن
القرآن: مصدر قرأ، بمعنى: تلا، وقيل: هو من التأليف والجمع، والأول أقوى.
الكتاب: هو مصدر كتب من الجمع، ومنه الكتيبة لاجتماعها.
الفرقان: مصدر؛ لأنه يفرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا.
الذكر: لأنه يذكر بالله واليوم الآخر، ولأنه يذكر الأمم الماضية وأحوالهم، ولأنه شرف ورفعة لمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته.
معنى السورة

من همزها فهي كالقطعة من الشيء والبقية منه؛ كسؤر الشراب، ومن لم يهمز فبعضهم يراها سؤرة ولكن سهلت، ومنهم من يجعلها من سور البناء؛ لأنه يبنى قطعة قطعة، ويطلق على الرتبة الرفيعة أيضا، ومنه قول النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر: [الطويل]
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب
معنى الآية

هي العلامة.
سبب التسمية
لكونها علامة على صدق النبي وعجز العرب بعد تحديهم، وقيل: لكونها جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا، وقيل: لكونها علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها.
أصل (آية) في لغة العرب
1-بفتح العين أصلها أييةوزنها فعلة؛ تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح فجاءت آية. ذكره سيبويه
2-أصلها: آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى. قاله الكسائي.
3- أصلها أية على وزن فعلة بسكون العينأبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف. قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه
4- أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العينأبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها. محكي عن بعض الكوفيين.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 رجب 1440هـ/12-03-2019م, 03:34 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائشة إبراهيم الزبيري مشاهدة المشاركة
س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.

- أهمية الاختصاص بعلم من العلوم: يظهر أهمية الاختصاص بعلم من العلوم بعد الأخذ من كل علم بطرف، فيطلع على أصناف العلوم ثم يختار منها ما يناسبه وما هو أقرب إليه وإلى قلبه، فيلج فيه بقوة وعزم حتى يصل لمرتبة من يستند إليهم في هذا العلم ويأخذ بأقوالهم.

- سبب اختيار ابن عطية لعلم التفسير دون غيره:
1. لأن شرف العلم على قدر شرف المعلوم، ولا أفضل من العلم بكتاب الله الذي لا مرية فيه، والذي هو قوام الدين وأصل العلوم وأساسها، وهو المرجع فما وافقه أخذ به وما خالفه لم يؤخذ به.
2. هذا العلم إخلاص النية فيه أقرب وأسهل من غيره.
3. رجاء أن يحرم الله على النار عقلاً وفكراً قضى جلّ أوقاته في التفكير في كلامه، ولساناً أنشغل بتلاوته.

- سبب تصنيفه لمصنف في علم التفسير: ذلك لسرعة تفلت القرآن وعلومه من الصدور، فقد قال تعالى: (إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً) أي: علم معانيه والعمل به، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (قيدوا العلم بالكتابة)، فتوجه إلى تقييد علمه.
- منهج ابن عطية في تفسيره:
1. الإيجاز مع الجمع والتحرير.
2. ذكر القصص التي لا تفهم الآية إلا بها فقط.
3. نسبة كل قول لقائله من العلماء.
4. الإشارة لأقوال أهل الزيغ والتنبيه على من مال إلى قولهم من العلماء.
5. إيراد التفسير على حسب رتبة ألفا الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة.
6. إيراد جميع القراءات المستعملة والشاذة.
7. تبيين المعاني وجميع المحتملات في الألفاظ بجهده معتمداً على ما تحصّل عليه من علم.

مسائل: باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به
- القرآن والاستمساك به هو سبيل النجاة في الدنيا من الفتن وفي الآخرة من النار: فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال بأنه ستكون هناك فتن كقطع الليل المظلم آخر الزمان ودلّ الصحابة على أن السبيل الوحيد للنجاة منها هو الاستمساك بالقرآن؛ لأن القرآن قد حوى علم الأولين والآخرين، وهو السبيل للوصول لحكم الله.
- الثواب المتحصل من تلاوته: أن يكتب لقارئه بكل حرف عشر حسنات.
- عدم السئم من تلاوة القرآن ومن ترداد قصصه: وذلك لأن القرآن هو حجة على الجميع، ولأنه علومه لا تنضب فمهما أعاد القارئ تلاوة تحصل من كل تلاوة على علوم جديدة غير التي تحصل عليها سابقاً، وقد أعيدت قصصه كذلك لتكون سبيلاً للاعتبار لمن قرأ ما تيسر منه، ولا ينبغي التوجه لغيره من الأحاديث عند الملل، فهو أحسن الحديث الذي لا يمل منه، وفيه أحسن القصص.
- تعظيم العلم بالقرآن والأخذ به: وذلك لأن الأخذ به يترتب عليه الاهتداء للصراط المستقيم والنجاة في الآخرة والتحصل على الأجور العظيمة منها الشفاعة، بخلاف العلوم الأخرى فأصحابها ليسوا على قدم المساواة مع العلم بالقرآن.
- فضل قراءة القرآن: فهو أفضل عبادة أمة محمد، ومن قرأه فكأنه أدرجت النبوة بين جنبيه، وكلما زاد المرء من آياته التي يقرآها ترقى في المراتب، فمن قرأ 100 آية كتب من القانتين، ومن قرأ 200 آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ 300 آية لم يحاجه القرآن.
- شرف حامل القرآن: فكلما زاد الاتباع لأوامره والانتهاء عن نواهيه زاد شرف حامله.
- إعمار البيوت القرآن: فإن البيت المفلس على الحقيقة هو الذي لا يقرأ فيه القرآن.
- أحوال الناس مع القرآن: منهم من هو شديد عليه عند تعهده فهذا يكتب له اجران، ومنهم من هو سهل خفيف عليه فهو مع السفرة الكرام البررة.
- فضل تعلم القرآن وتعليمه والتأدب بما فيه: كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وتعليم القرآن الحقيقي يكون بالعمل والتأدب بما فيه، فلا يكون ممن خالف ما قاله بعمله، بل يكون قدوة للمتعلمين، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بالقرآن وبتعلمه وتعليمه لأنه أفضل واعظ وزاجر.
- هذا القرآن فضل ومنة على أهل الإسلام: كما قال تعالى: (قل بفضل الله ورحمته) أي: الإسلام والقرآن.
- فضل الانشغال بالقرآن آناء الليل وأطراف النهار عن غيرها من العبادات: فلما سال عن ابن مسعود عن سبب قلة صومه، قال لأنه يشغله عن قراءة القرآن وهو أحب إليه، وكذلك ثبت أنه بعض بيوت الصحابة كانت تنار في الليل بقراءة القرآن بل البقرة خصوصاً.
- فضل تحسين الصوت عند قراءة القرآن والاعتبار والتأثر به وظهور ذلك على قارئه: فهناك من استمعت الملائكة لصوته عند قراءته البقرة من الصحابة في الليل وهذا كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأفضلهم صوتاً هو من إذا سمعته رأيته يخشى الله وخشيته كذلك بسبب قراءته، وتحسين الصوت لوحده لا يكفي بل لابد من العمل به والتأثر به، فقد كان هناك من الصحابة من شدة تأثره بآية يمرض أياماً، وما ذلك إلا لاعتباره بما قرأ، وقد أخبر النبي عن قوم يأتون يقيمون حروفه دون إقامة حدوده فهم لم يتأثروا بالقرآن وبتلاوتهم ولم يعتبروا بها، وعدم التأثر بالقرآن يدل على قسوة القلب.
- نقص التلاوة بنقص العمل بها: ولذلك عند الانتهاء من التلاوة كان بعض السلف يستغفر لما في القرآن من أعمال لم يعمل بها.
- طلب العلم بمعانيه آناء الليل: وطلب العلم بمعانيه للعمل به أصعب من طلب علم تلاوته فقط، وهذا الذي مال إليه الناس وهو الأيسر والاسهل وتركوا الأصعب، وطلب علمه في الليل لصفاء الأذهان فيه.

مسائل: باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
- فضل إعراب القرآن: فإعراب القرآن أصل في الشريعة لأن به تقوم معاني القرآن التي هي الشرع الذي علينا اتباعه، ولذلك أوصى الرسول صلى الله لعيه وسلم بإعراب القرآن وعربيته.
- فضل من علم معاني القرآن وتفسيره: فمن علم بمعاني القرآن رفعت مرتبته، وإليه يرحل الناس لطلب العلم منه، فهو الذي أوتي الحكمة كما في قوله تعالى: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً)، وهو أحب الخلق إلى الله.
- ضلال من لم يعرف تفسير القرآن: فهو يهذ القرآن كهذّ الشعر، وذلك لأنه لا يهتدى به حق الاهتداء إلا بالعلم بمعانيه ثم اتباعه، عدم العلم بمعانييه يقود إلى القول على الله بغير علم بتفسير كلامه بغير المقصود.
- القرآن وتفسيره هما أصل العلوم: ولذلك فهو يقدم على غيره من العلوم فقد كان ابن عباس يبدأ بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.

مسائل: باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين:
- قلة التفسير المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم: وهذه القلة تعود على أنه عليه الصلاة السلام كان يفسر فقط ما لا يعلم إلا بوحي من الله وكان جبريل أتيه بها من عند الله.
[ومستند هذا على أثر ضعيف لا يصح، وهذا توجيه له]
- خطر تفسير القرآن بالرأي: والمقصد منه أن يفسر الآية بدون الرجوع إلى أقوال العلماء فيها وإلى قوانين العلم والنظر والاجتهاد، بل بمجرد رأيه.
- تورع بعض السلف من التفسير: وهذا كان بسبب خوفهم من القول على الله بغير علم، فتورعوا عن ذلك واحتاطوا، ومنهم سعيد بن مسيب وعامر الشعبي.
- المفسرين من الصحابة: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم.
- المفسرين من التابعين: الحسن بن أبي الحسن، مجاهد، وسعيد بن جبير، وعلقمة.
- المفسرين من المتقدمين المؤلفين فيه: عبد الرزاق، والمفضل، وعلي بن أبي طلحة، والبخاري، وابن جرير الطبري.
- المفسرين من المتأخرين بالنسبة لابن عطية: أبو إسحاق الزجاج، وأبو علي الفارسي، وأبو بكر النقاش، وأبو جعفر النحاس، وقد استدرك عليهما، ومكي بن أبي طالب، وأبو العباس المهدوي.

مسائل: باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه)
- الأقوال الواردة في المراد بالسبعة أحرف:
1. أنها سبعة أوجهه في الكلمة أو دونها، كقولنا هلم وتعال واقبل، وهلم ونحوها، وكالحروف التي فيها قراءات كثيرة، وقد ضعف ابن عطية هذا القول.
2. أنها في الأمر الواحد الذي لا يختلف في حلال وحرام، قاله ابن شهاب، وقال عنه ابن عطية أنه كلام محتمل. [هذا كلام متعلق بما قبله عند ابن عطية وليس قولا مستقلا في المسألة]
3. أن المراد به معاني كتاب الله من أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال، ويستدل أصحاب هذا القول بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن على سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمنتشابهه)، وقد ضعفه كذلك ابن عطية لأن هذه لا تسمى أحرفاً، ولأن التوسعة لم تكن في شيء فيه تغيير للمعاني الأصلية الموجودة، فليست هي التي أجاز لهم الرسول القراءة بها، وإنما المراد بالحرف هنا الجهة والطريقة فالقرآن أنزل على سبع طرائق من تحليل وتحريم...، وهو كما في قوله تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف) أي: على جهة وطريقة الشك والريب.
4. أنها وجوه الاختلاف في القراءة وهي سبعة ذكرها القاضي أبو بكر بن الطيب:
-ما تتغير حركته ولا يتغير معناه أو صورته.
-ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب.
-ما لا تتغير صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف.
-ما تتغير صورته ويبقى معناه.
-ما تتغير صورته ومعناه.
-التقديم والتأخير.
-الزيادة والنقصان.
وقد رجحه القاضي أبو بكر.
5. أنها سبع أوجه من أسماء الله، غفور رحيم، سميع عليم، عليم حكيم، ودليلهم قول الرسول: (يا أبي أني أقرئت القرآن على حرف او حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبع أحرف ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك مالم تختم عذاباً برحمة أو رحمة بعذاب)، وقد حمل ابن عطية هذا القول على أنه كان مرخصاً فيه ثم نسخ إن ثبتت رواية هذا الحديث، وذلك لأنه لا يجوز للناس أن يبدلوا اسماً لله في موضع بغيره سواء وافق معناه أو خالفه.
6. أنها سبع لغات مختلفات، وقد قال عنه القاضي أبو بكر بأنه باطل، لأن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود واحدة وقد اختلفوا في القراءة، إلا أن يراد به الوجوه المختلفة التي تستعمل في القصة الواحدة، ورد ابن عطية على استدلاله بأن لغة هؤلاء واحدة فيه نظر لأن لغة قريش ومنهم عمر وهشام ولغة الأنصار ومنهم أبيّ ولغة هذيل ومنهم ابن مسعود ليست لغة واحدة، وتختلف في بعض الأمور ومن ذلك اختلافهم في القرآن، ولو كانوا أصحاب لغة واحدة لما كان ذلك حجة لمن انكر على هذا القول؛ لأنهم أنكروا على بعض ليس لأن القراءة التي قرأ بها الآخر مخالفه للغته، بل لأنها خلاف ما أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يشترط أن يُقرأه الرسول على لغته فقد يكون أقرأه على لغة أخرى.
وهذا القول الأخير هو الذي رجحه ابن عطية، ولعل ما قاد القاضي أبو بكر لإنكار هذا القول أنه اعتقد أن المراد بالسبعة لغات أن تقرأ كل قبيلة بلغتها فقط من اول القرآن لآخره بدون دخول لغة أخرى عليه، وإنما المقصود أن أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث في القرآن كل لغة منها، فمرة يعبر بلغة قريش ومرة يعبر بلغة هذيل وهكذا بحسب الأفصح والاوجز في اللفظة.

-احتمال الكلمة التي تختلف في القراءة للسبع أوجه دائماً أم في بعض الكلمات: وذكر في هذا قولين:
الأول: أن كل كلمة فيها اختلاف في قراءتها لها سبعة أوجه، وقد تصلنا بعض الأوجه بالخبر وقد لا تصلنا لعدم ورودها في الأخبار، ولكنهم سبعة أوجه في الأصل، وزعموا بانه لا يتم معنى الحديث إلا بهذا، وضعف ابن عطية هذا القول.
الثاني: أن بعض الكلمات في القرآن تقرأ بسبعة أوجه، وبهذا يتم معنى الحديث.

-لغة القبائل السبع المقصودة بالأحرف السبع، وسبب اختيارها دون غيرها: أنها القبائل التي جاورت منشأ النبي، وهي: قريش لأنه قرشي، وبنو سعد بن بكر لأنه استرضع هناك، وكنانة وهذيل وخزاعة وأسد وضبة وألفافها، وقد خالطهم لقربهم من مكة وتكرارهم عليها، وثم تميم وقيس ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب، وسبب خصوصية هذه القبائل دون غيرها؛ لأن لغتهم سلمت من الدخيل وانتهت إليها الفصاحة؛ بسبب بعدها عن باقي الأمم في وسط الجزيرة العربية فلم تطرقها الأمم، أما من كان على الأطراف من العرب فقد أفسد بالمخالطة بغير العرب، ولما سلمت هذه اللغات من الدخيل كانت السبيل ليظهر فيها آية الله عن إيجاد المعارض لها.

-مصدر الأحرف السبعة الجائز القراءة بأيّها: هذه الأحرف السبع التي هي على لغات القبائل إنما هي متلقاه من جبريل عليه السلام، فليس لأحد أن يبدل من تلقاء نفسه لفظة من لغة لأخرى، بل لابد تلقيها من النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يحفظ للقرآن إعجازه.

- مصدر الخلاف الناشئ في عهد عثمان رضي الله عنه وكيف تم حلّه: أنه لما أنتشر الإسلام وقرأ القرآن كثير من غير العرب على يد الصحابة المتفرقين في الأمصار، خالف كل مصر ما المصر الآخر في القراءة، فلما التقوا في الحروب أخذ يكفر كل واحد منهم الآخر بسبب اختلاف قراءتهم، لذلك لما شهد حذيفة ذلك أخبر عثمان ان يدرك الأمة قبل أن تهلك بسبب اختلافهم في الكتاب كاختلاف اليهود والنصارى في كتابهم، ولذلك أمر عثمان بأن يكتب القرآن على أشهر الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات، وإن اختلف الكتاب في شيء أن يكتبوه على لغة قريش الثابتة بالرواية عن النبي، فجمع الناس على هذا المصحف، وترك ما سواه فحرق ودفن، سداً للذريعة وتغليباً لمصلحة الألفة بين المسلمين.

-موقف ابن مسعود من جمع عثمان وكيف تعامل معه العلماء: أبى ابن مسعود أن يزال مصحفه وأن يحرق، فترك مصحفه، ولكن اعرض العلماء عن قراءته سداً للذريعة، وهو قد كتب فيه بعض من التفسير الذي قد يظن أنه من القرآن. [وابن مسعود رضي الله عنه عاد عن رأيه وسلم مصحفه والتزم بالمصحف العثماني]
-مصدر القراءات السبع وغيرها: لما تم تفريق مصحف عثمان على الأمصار أخذ الناس يقرأوا على ما علموا بالرواية بما يوافق الرسم، وأما ما خالفه فقد ترك القراءة به، من ذلك طهر أمر القراء السبع والاختلاف في القراءات.

-منشأ القراءات الشاذة وحكمها: لما ظهر أمر القراء السبع وتم الأخذ بهم دون غيرهم لعدة أعصار، فقد تم الاجماع عليها، ولذلك فهي يؤخذ بها ويصلى بها، أما القراءة الشاذة فلا يصلى بها، لأنها لم يجمع الناس عليها.
[القراءة الشاذة هي ما تخلف عنها أحد الشروط: موافقة رسم المصحف، ولها وجه في اللغة، وصحة الإسناد، وليس الشرط مخالفتها للقراءات السبعة]

مسائل: باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره:
-جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق: لما كان القرآن متفرقاً في بادئ الأمر في صدور الرجال وأستحر القتل بالقراء يوم اليمامة، أشار عمر بن الخطاب على أبو بكر أن يجمع القرآن في مصحف واحد لئلا يذهب القرآن بذهاب القراء، فكلّف أبو بكر زيد بن ثابت بذلك، فجمعه غير مرتب السور.

-سقوط آخر التوبة وآية الأحزاب من الجمع والفرق بينهما:
أما آخر التوبة فالصحيح أنها سقطت في الجمع الأول فبحث عنها زيد بن ثابت حتى وجدها عند أبي خزيمة الأنصاري، وهناك من قال بأنها سقطت في الجمع العثماني، وقد يكون ألتبس عليه لتقارب الأسماء، فالذي سقط من الجمع الثاني هي آية الأحزاب (من المؤمنين رجال...) ووجد عند خزيمة بن ثابت، وهذا على ما رواه البخاري، وهناك رواية تقول بأن الذي وجدت عنده آخر التوبة هو خزيمة بن ثابت.

-مكان حفظ مصحف أبي بكر رضي الله عنه: كان محفوظاً في عهد أبي بكر عنده، ثم بعد وفاته بقي عند عمر في عهده، وبعد وفاته، حفظ في بيت حفصة أم المؤمنين، إلى أن أخذه منها عثمان عند كتابته للمصاحف فجعل أماماً في ذلك، ثم أعاده لها، وبقي عندها حتى توفيت.

-المعينين لجمع المصحف وكتابته من قبل عثمان: أولهم زيد بن ثابت، وثلاثة من قريش، وهم: سعيد بن العاص وعبد الرحمن بن حارث بن هشام وعبد الله بن الزبير، وأخبرهم ان ما يختلفون فيه فيكتبوه على بلغة قريش، وقد قيل: بأنه قرن بزيد أبان بن سعيد بن العاص وحده وهذا ضعيف.

-مصير بقيت [بقية] الصحف: بعد أن أرسل عثمان بمصحف إلى كل مصر من الأمصار، أمر بتحريق الصحف التي كانت بين أيديهم سابقاً أو أن تدفن حتى لا يعود الخلاف مرة أخرى.

-ترتيب الآيات والسور توقيفي أم اجتهادي: أما ترتيب الآيات ووضع البسملة بداية السور فهو توفيقي من النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لم توضع البسملة بداية التوبة لعدم أمر النبي بذلك، وأما ترتيب السور فبعضه اجتهادي من قبل زيد بن ثابت من كان معه وعثمان رضي الله عنهم، وبعضه توقيفي قد رتب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كالحواميم والسبع الطوال والمفصل.

-أول من نقط المصحف وشكله وتعشيره: أما النقط والتشكيل قيل: بأن عبد الملك بن مروان أمر بذلك وقام به الحجاج وأمر الحسن ويحيى بن يعمر بذلك، وقيل بأنه أبو أسود الدؤلي، وقيل: هو نصر بن عاصم، وقد ذكر بأنه كان لابن سيرين مصحفاً نقطه له يحيى بن يعمر، والله أعلم.
وأما تعشيره فقيل بأن المأمون امر بذلك، وقيل بان الحجاج فعل ذلك، وقد أنكر قتادة ذلك فقال: بدأوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا.

مسائل: باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
- الأقوال الواردة في وجود الألفاظ الأعجمية في القرآن: فيه ثلاث أقوال:
1. أن في القرآن من كل لغة.
2. أن القرآن ليس فيه ولا لفظة غير عربية، وأن ما ينسب للغات الأخرى إنما هو مما اتفقت عليه تلك اللغة مع العربية، فعبر عنه بلفظة واحدة، وهذا قول الطبري، وقد رد عليه ابن عطية بأن هذا بعيد، والأقرب أن يكون أحدهما أصل للأخرى.
3. أن الألفاظ الأعجمية التي في القرآن هي أعجمية معربة، تغيرت قليلا عن اللغة الأصلية من تخفيف عجمتها، وأصبحت كالعربي الصريع لما وقع بها البيان، هذا التعريب حدث لما وقع هناك اختلاط بين العرب العاربة مع الأعاجم فأخذوا منهم بعض الألفاظ وعربوها فأصبحت تعرف في العربية كبقية ألفاظها بسبب استعمالها، وإن جهلها أحد العرب فهو كجهله بأحد اللغات العربية الأخرى، وهذا قول ابن عطية.

مسائل: باب نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن:
- المراد بأعجاز القرآن والتحدي به: ذكر فيه أقوال لأهل العلم:
1. أن الاعجاز وقع بصفات ذات الله فيعجز عن الاتيان بمثلها.
2. أن الاعجاز وقع بالأنباء الصادقة والغيوب المسرودة فيه.
وقد أشار ابن عطية بأن هذا إعجاز بالنسبة للمؤمنين به وليس لمن كفر به فليس هو المقصود.
3. أن الاعجاز وقع بفصاحته ونظمه ورصفه، فيعلم كل فصيح أنه لا يمكنه أن يأتي البشر بمثله، فعلم بأنه جاء من عند العليم الخبير المحيط، وهذا هو قول الجمهور والذي رجحه ابن عطية.

-شبهة قدرة العرب على الاتيان بمثله ولكنها صدت عن ذلك: وهذه يبطل هذه الشبة ما سبق ذكره في القول الثالث، وما يدل عليه حالها من التبديل والتغيير في كلامها لتصل للفصيح الأفصح ولن يصل، فمهما بدل في كلامه أو كتابته ليصل للفصيح فاعتقد بأنه وصل إليه، فإذا عرضه على غيره بدله كذلك وهكذا، فهذا حالهم مع كلامهم فكيف مع كلام رب العزة والجلال، فمحال أن يكون بمقدورهم الاتيان بمثله.
وكذلك يدل على عجزهم عن الاتيان به ما قاله أفصحهم لساناً لما سمع القرآن وهو الوليد بن مغيرة قال: والله ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولا هو بالجنون.

-حال الناس من اعجاز القرآن: من قرأه فعلم عدم مقدرة العرب والبشر الاتيان بمثله وأنه من عند رب البشر، إما يؤمن وينصاع ويتبعه، وإما أن يجحد ويكذب ويحسد، فيتوجه للقتال بالسيف والجسد ولو كان على الحق لتوجه إلى الرد على هذا التحدي بدون أن يهلك نفسه وغيره في القتال.

-كيف تقوم الحجة على غير العرب بالقرآن العربي؟: تقوم عليهم الحجة لما قامت على العرب ولم يقدروا عليه وعلى الاتيان بمثله وهم أهل الفصاحة الأولى بمعارضه إن كان في مقدورهم، فلما عجزوا عن ذلك دلّ على أن غيرهم أولى بالعجز عن الاتيان بمثله.

مسائل: باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله:
- حكم نسبة أفعال إلى الله لم ينسبها الشرع له عند تفسير الآيات: فيه قولين لأهل العلم:
1. أنه غير جائز أن يقال مثلاً خاطب الله بهذه الآية وهكذا، وهذا قول الأصوليين.
2. أنه جائز وهذا الاستعمال ليس من باب اثبات تلك الصفة له سبحانه وتعالى، بل المراد منه أن الآية أو اللفظ حكى هكذا، وهذا استعمال شائع بين الناس وبين العرب فهي تقول مثلاً الله يدري وغيرها من الالفاظ، وقد استعمله المفسرون والمحدثون والفقهاء ومنهم أبو المعالي في كتابه الارشاد.

-سبب إيراد ابن عطية لهذا الباب: لأنه أراد التنبيه عليها وذكر أنه سيتورع عنها قدر استطاعته وأنه قد يقع فيه نادراً فيعذر ويعذر غيره من المفسرون.

مسائل: باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية:
- أسماء القرآن ومعانيها:

1. القرآن: وهو إما مصدر من قرأ أي: تلا، ومنه قول حسان بن ثابت في رثاء عثمان رضي الله عنه: ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحاً وقرآناً
أي: قراءة.
أو هو من قرأ الرجل إذا جمع وألف قولاً وبه فسر قتادة قوله تعالى: (إن علينا جمعه وقرآنه) أي: تأليفه، والقول الأول أرجح.
2. الكتاب: وهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه إطلاق العرب على مجموعة الرجال المجتمعة للحرب كتيبة.
3. الفرقان: من فرّق فرقاناً، وهذا لأنه فرق بين الحق والباطل.
4. الذكر: وسميّ بذلك: قيل: لأنه ذكر الناس بإلههم وبالآخرة وكل ما كانوا في غفلة منه.
وقيل: لأنه فيه ذكر الأمم السابقة وأخبار الأنبياء.
وقيل: لأنه ذكر وشرف للرسول صلى الله عليه وسلم وثومه وسائر العلماء.

- اللغات في كلمة (سورة) ومعانيها: فيه لغتان:
1. سؤرة بهمز، وهذه لغة تميم وغيرهم، وهي من أسأر إذا أبقى، فهي كالبقية من الشيء والقطعة منه.
2. سورة بغير همز، وهذه لغة قريش ومن جاورها من القبائل، منهم من قال بأنها كمعنى سابقتها مع تسهيل همزتها، ومنهم يقول بأنها مشبهة بسور البناء أي: القطعة منه، فكل بناء إنما يبنى قطعة قطعة، وكل قطعة سورة، كأن القرآن هو السور الكامل، والسورة هي قطعه التي بها يبنى السور الكامل، ويقع لفظ السورة أيضاً على المرتبة العظيمة والملك فكأن الرتبة انبنت حتى كملت.

-معنى كلمة الآية وسبب تسمية آيات القرآن بذلك: هي العلامة في كلام العرب، وسميت آيات القرآن بذلك لعدة أسباب:
1. لأنه الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها، وعلى عجز المتحدى بها.
2. لأنها لما كانت جملة كلام ومجموعة منه سميت كذلك، فإن العرب تقول جئنا بآيتنا أي: جماعتنا.
3. لأنها علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها.

-أصل كلمة آية: فيه أقوال لأهل اللغة:
1. أنها على وزن فعلة بفتح العين، قاله سيبويه.
2. أنها على وزن فعلة بسكون العين، قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه.
3. أنها على وزن فعلة بكسر العين، قول بعض الكوفيين.
4. أنها على وزن فاعلة، قاله الكسائي.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

التقويم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، وأثناء الاقتباس بعض التوضيحات أرجو مراجعتها، وهناك بعض الأخطاء الإملائية واللغوية أرجو اجتنابها فيما يُستقبل بإذن الله.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 رجب 1440هـ/12-03-2019م, 04:09 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رقية إبراهيم عبد البديع مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة مقدمة ابن عطية:

المسائل التي اشتمل عليها تفسير ابن عطية:
فضل وشرف علم التفسير ومكانته بين العلوم
سبب تأليفه لتفسيره
ذكر المنهج الذي سار عليه
ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن وصورة الاعتصام به
ما ورد عن الصحابة في فضل القرآن وصورة الاعتصام به
ما ورد عن العلماء في فضل القرآن وصورة الاعتصام به
المراد بقوله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر}
المراد بقوله تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}
ما ورد في فضل تفسير القرآن وإعرابه
قول ابن عطية في فضل التفسير
أقوال السلف في فضل التفسير
رحلة السلف في طلب التفسير
خطورة الجرأة على التفسير دون تأهل
مراتب المفسرين
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن
مناهج السلف في التفسير
معنى حديث نزول القرآن على سبعة أحرف
معنى: "فاقرؤوا ما تيسر منه"
كيفية الجمع العثماني للمصحف
صورة المصحف العثماني في أول أمره
حكم القراءات الشاذة
كيفية جمع القرآن في العهد النبوي
كيفية جمع القرآن في عهد الصديق
السبب الذي دعا الصديق إلى جمعه
من الذي قام بجمعه
ما رُوي في هذا الجمع
أين وضعت تلك الصحف
جمع عثمان للمصحف
السبب الذي حمل ذا النورين على جمعه
من الذي قام بجمعه
ما رُوي في هذا الجمع
مرجع ترتيب سور المصحف اليوم
تاريخ شكل المصحف ونقطه وتحزيبه
أول من كتب في القراءات
أول من نقط المصحف
أول من وضع الأعشار
آراء العلماء واختلافهم في تأويل الألفاظ المتعلقة بلغات العجم في كتاب الله عز وجل
القاعدة والعقيدة في ذلك
أقوال العلماء في إعجاز القرآن (بم وقع؟)
وجه إعجاز القرآن
ذكر الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله عز وجل
أسماء القرآن
تفسير أسماء القرآن
معنى السورة
معنى الآية
سبب التسمية
أصل (آية) في لغة العرب


ملخص ما قيل في كل مسألة:



فضل وشرف علم التفسير ومكانته بين العلوم
أن فضل العلم بفضل المعلوم؛ فهو أفضل العلوم لتعلقه بأشرف كتاب.

سبب تأليفه لتفسيره
رجاؤه أن يكون له ذخرا وينفعه في النجاة من النار.

ذكر المنهج الذي سار عليه
أن يكون تفسيره جامعا محررا موجزا.
[هذا البيان لمنهجه مختصر جدًا ووقوفكِ على منهجه يفيدكِ في حسن الاستفادة من تفسيره للآيات وفهم بعض المآخذ عليه]

ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن وصورة الاعتصام به

[يمكن الاستفادة من كل الآثار التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة واستخلاص فضل أو فائدة من كل أثر نعنون له في مسألة مستقلة، أو نجمع بعضها تحت عنصر عام مثلا:
- فضل تلاوة القرآن:
- فضل تدبر القرآن:
وهكذا ..]

من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فماالنجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكموحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيرهأضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هوالذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يملهالأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلىصراط مستقيم)).
وقال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).

ما ورد عن الصحابة في فضل القرآن وصورة الاعتصام به
من ذلك قول عبد الله بن عمرو بن العاصي من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنهلا يوحى إليه0
وقيل لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم فقال إنه يشغلني عن قراءة القرآن وقراءةالقرآن أحب إلي منه.

ما ورد عن العلماء في فضل القرآن وصورة الاعتصام به
من ذلك قول محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} [آلعمران: 193] قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضالعلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} [يونس: 58] قال: الإسلاموالقرآن.

المراد بقوله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر}
المراد تلاوة ألفاظه.

المراد بقوله تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}
المراد العلم بمعانيه والعمل به والقيام بحقوقه.

ما ورد في فضل تفسير القرآن وإعرابه
سُئل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليهوسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسواغرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
وقيلفي تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269]: الحكمةتفسير القرآن.

قول ابن عطية في فضل التفسير
قالرحمه الله: إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوممعانيه التي هي الشرع.

أقوال السلف في فضل التفسير
من ذلك قول إياس بن معاوية مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتابمن ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذييعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.
وقال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذالشعر.

رحلة السلف في طلب التفسير
من ذلك أن مسروقا رحل إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.

خطورة الجرأة على التفسير دون تأهل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((منتكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
قال ابن عطية رضي الله عنه: ومعنى هذاأن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء، أواقتضته قوانين العلوم؛ كالنحو والأصول، وا يدخل فيه أن يفسر اللغويونلغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه لكون ذلك اجتهادا مبنيا على قوانين علمونظر.

مراتب المفسرين
أعلاهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم عبد الله بنالعباس رضي الله عنهما، فقد تجرد للتفسير وكمله، وتبعه العلماء عليه كمجاهدوسعيد بن جبير وغيرهما.
ويتلوه عبد الله بنمسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم من الصحابة.
ومن المبرزين في التابعين الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبيروعلقمة.
ثم عكرمة والضحاك بن مزاحم.
وأما السدي رحمهالله فكان عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح.
ثمحمل تفسير كتاب الله تعالى عدول كل خلف وألف الناس فيه كعبد الرزاق والمفضل وعلي بنأبي طلحة والبخاري وغيرهم.
ثم إن محمدبن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى فيالإسناد.
ومن المبرزين في المتأخرين أبوإسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي.
وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفرالنحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما، ومثلهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنهوأبو العباس المهدوي رحمه الله.

تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كانرسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهنجبريل.
قال ابن عطيةرضي الله عنه: معنى هذا الحديث في مغيبات القرآن وتفسير مجمله ونحو هذا مما لاسبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى.

مناهج السلف في التفسير
كان جلة من السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبيوغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهموتقدمهم.
بينما كان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه.

معنى حديث نزول القرآن على سبعة أحرف
أي: عبارات سبع قبائل بلغة جملتها نزل القرآن فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش ومرةبعبارة هذيل ومرة بغير ذلك بحسب الأفصح والأوجز في اللفظة.
ومن ذلك: (فطر) معناهاعند غير قريش ابتدأ خلق الشيء وعمله فجاءت في القرآن فلم تتضح لابن عباس حتى اختصمإليه أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع قولتعالى: {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1، الزمر 46].
وقال أيضا: ما كنت أدري معنى قوله: {ربنا افتح بيننا وبينقومنا بالحق} [الأعراف: 89]. حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي: أحاكمك.
فأباح الله تعالى لنبيه هذه الحروف السبعة وعارضه بهاجبريل في عرضاته على الوجه الذي فيه الإعجاز وجودة الوصف.

معنى: "فاقرؤوا ما تيسر منه"
معناه الإباحة والرخصة بالقراءة على أي حرف مما نزل به القرآن وهي الحروف السبعة.

صورة المصحف العثماني في أول أمره
كان غير منقوط ولا مشكول

حكم القراءات الشاذة
لا يُصلَّى بها ولا تقرأ على جهة التعبد كالقراءة الصحيحة.

كيفية جمع القرآن في العهد النبوي
كان القرآن في مدة رسول الله صلى الله عليه وسلممتفرقا في صدور الرجال وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وظرر وفي لخاف وفي خزفوغير ذلك

كيفية جمع القرآن في عهد الصديق
جمع في مصحف واحد على العرضة الأخيرة، ولم يكن مرتب السور
[وكون المصحف مجموعًا بين دفتين؛ يقتضي أن له ترتيبًا وإن كان غير معلوم لنا]

السبب الذي دعا الصديق إلى جمعه
فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق الله عنهما بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراءة كأبي وزيد وابن مسعود.
.
من الذي قام بجمعه
جمعه زيد بن ثابت

ما رُوي في هذا الجمع
روي أنه سقطت الآية من آخر براءة، حتىوجدها عند أبي خزيمة الأنصاري.

أين وضعت تلك الصحف
وبقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان.

جمع عثمان للمصحف
جعل الصحف التي كانت عند حفصة جعلت إماما في هذا الجمع الأخير، فنسخ المصاحف وبعث بها إلى الأمصار، وأمرهم أن يقرؤوا بها ويتركوا ما عداها.

السبب الذي حمل ذا النورين على جمعه
لما قدم حذيفة من غزوة أرمينية انتدب عثمان لجمع المصحف، لما رأى من اختلاف الناس في القرآن وتخطئة بعضهم لبعض، فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تختلف اختلاف اليهود والنصارى.

من الذي قام بجمعه
جمعه زيد بن ثابت ومعه ثلاثةمن قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير

ما رُوي في هذا الجمع
روي أن عثمان رضي الله عنه قال لهم: إذا اختلفتم في شيء فاجعلوه بلغة قريش فاختلفوافي التابوه والتابوت قرأه زيد بن ثابت بالهاء والقرشيون بالتاء فأثبته بالتاء وكتبالمصحف على ما هو عليه غابر الدهر ونسخ عثمان منه نسخا ووجه بها إلى الآفاق وأمربما سواها من المصاحف أن تحرق أو تخرق.

مرجع ترتيب سور المصحف اليوم
ذكر القاضي أبو بكر ومكي بن أبي طالب أنه من اجتهاد زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان رضي الله عنه في ذلك.
وظاهر الآثار أن السبع الطولوالحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتبفذلك هو الذي رتب وقت الكتابة.

تاريخ شكل المصحف ونقطه وتحزيبه
روي أن عبد الملك بن مروان أمر به، فقام الحجاج بعمله، وزادتحزيبه وأمر الحسن ويحيى بن يعمر بذلك.

أول من كتب في القراءات
هو الحجاج ثم ابن مجاهد في كتابه: (السبعة)

أول من نقط المصحف
هو أبو الأسود الدؤلي، وقيل: نصر بن عاصم.

أول من وضع الأعشار
المأمون العباسي، وقيل: الحجاج

آراء العلماء واختلافهم في تأويل الألفاظ المتعلقة بلغات العجم في كتاب الله عز وجل
1-قال أبو عبيدة وغيره: إن في كتاب الله تعالى من كل لغة.
2-قال الطبري وغيره: القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وما ورد فيه مما ينسب إلى لغات أخرى فهو من توارد اللغات. وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6] قال ابن عباس: نشأ بلغةالحبشة قام من الليل.

القاعدة والعقيدة في ذلك
القرآن نزل بلسان عربي مبين، فهذه الألفاظ وإن كانت في الأصل أعجمية؛ فإن العرب قد استعملتها وعربتها بإخضاعها لقواعد اللغة والإعراب؛ فجاءت في القرآن على ما هو مألوف في كلامهم، مستعمل بينهم.

أقوال العلماء في إعجاز القرآن (بم وقع؟)
في ذلك أقوال:
1- وقع التحدي بالكلام القديم
2-بالأنباء الصادقة والقيوب المسرودة.
3-التحدي بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه (وهو الصحيح)

وجه إعجاز القرآن
إن الله تعالى يجعل معجزات الأنبياء بالوجه الذي اشتهر وبرع اهله زمانه فيه؛ فكانت معجزة موسى عليه السلام في العصا والحية؛ لبراعة قومه في السحر؛ فأتاهم بما يعجزوا عن مثله؛ كي يسلموا بأنه من الله تعالى وليس من فعل البشر.
وكذلك معجزة عيسى عليه السلام من غبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى؛ فقد برع قومه في الطب؛ فاتاهم بما يعجزون عنه.
وهكذا جاءت معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قرآنا عجز العرب عن الإتيان بمثله ولو بسورة منه؛ مع فصاحتهم وبلاغتهم؛ فهم أرباب البيان وأهل البراعة والافتنان في الكلام.

ذكر الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله عز وجل
ذكر بأن إرادة الإيجاز قد تحمل المفسر على إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف منالشرع.
وذكر بأن كثيرا من المفسرين والحدثين والفقهاء قد استعملوها، بينما ذكر بعض الأصوليين أنه لايجوز أن يقال: حكى الله ولا ما جرى مجراه
ثم قال: وهذا على تقرير هذه الصفةله وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلاموالمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس.
وقداستعملت العرب أشياء في ذكر الله تعالى تنحمل على مجاز كلامها فمن ذلك قول أبي عامريرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم (فاغفر فداء لك ما اقتفينا).

أسماء القرآن
هو القرآن وهو الكتاب وهو الفرقان وهو الذكر

تفسير أسماء القرآن
القرآن: مصدر قرأ، بمعنى: تلا، وقيل: هو من التأليف والجمع، والأول أقوى.
الكتاب: هو مصدر كتب من الجمع، ومنه الكتيبة لاجتماعها.
الفرقان: مصدر؛ لأنه يفرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا.
الذكر: لأنه يذكر بالله واليوم الآخر، ولأنه يذكر الأمم الماضية وأحوالهم، ولأنه شرف ورفعة لمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته.

معنى السورة

من همزها فهي كالقطعة من الشيء والبقية منه؛ كسؤر الشراب، ومن لم يهمز فبعضهم يراها سؤرة ولكن سهلت، ومنهم من يجعلها من سور البناء؛ لأنه يبنى قطعة قطعة، ويطلق على الرتبة الرفيعة أيضا، ومنه قول النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر: [الطويل]
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب

معنى الآية

هي العلامة.

سبب التسمية
لكونها علامة على صدق النبي وعجز العرب بعد تحديهم، وقيل: لكونها جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا، وقيل: لكونها علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها.

أصل (آية) في لغة العرب
1-بفتح العين أصلها أييةوزنها فعلة؛ تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح فجاءت آية. ذكره سيبويه
2-أصلها: آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى. قاله الكسائي.
3- أصلها أية على وزن فعلة بسكون العينأبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف. قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه
4- أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العينأبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها. محكي عن بعض الكوفيين.



أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- استخلاصكِ للمسائل المتعلقة بالأحرف السبعة والقراءات به اختصار مخل، وتلخيصكِ لما ورد تحتها كذلك، وهذه المسائل من أهم المسائل الواجب إتقانها فأرجو مراجعتها عند الإخوة والأخوات أعلاه مع قراءة التعليقات عليها.
- من إحسان العمل إحسان عرضه، والأصل أن هذا العمل لكِ ليكون أصلا لكِ تراجعينه فيما بعد وتبنين عليه في مسيرتكِ العلمية؛ فأرجو الانتباه لذلك.
التقويم: ج+، وآسف لخصم نصف درجة للتأخير.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir