( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [السجدة : 21]
اختلف العلماء في المراد "العذاب الأدنى" على أقوال:
القول الأول: القتل بِالسَّيْفِ يَوْمَ بَدْرٍ
وهو قول عبد الله ابن مسعود ؛ ومجاهد والحارث ابن نوفل
وروي عن أبي بن كعب والحسن
التخريج
-أما قول ابن مسعود فقد رواه يحي ابن سلام في تفسيره عن سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
-.ورواه سفيان الثوري في تفسيره عن السّدّيّ عن أبي الضّحى عن مسروقٍ عنه ورواه ابن جرير .
ورواه ابن جرير بأسانيد أخر
- ورواه الطبراني في المعجم الكبير عن عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عن سُفْيَانُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
-ورواه الحاكم في المستدرك من طريق أبي العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبيّ، عن أحمد بن سيّارٍ،عن محمّد بن كثيرٍ،عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه...وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
- وأما قول مجاهد فقد رواه ابن جرير من طريق محمّد بن عمرٍو، عن أبي عاصمٍ، عن عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ .
- وأما قول الحارث بن نوفل فقد رواه ابن جرير من طريق عن ابن وكيعٍ، عن عبد الأعلى، عن عوفٍ، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفلٍ.
-أما القول المروي عن أبي بن كعب فقد رواه عبد الرزاق من طريق معمر عن قتادة أنه قد بلغه عن أبي بن كعب
-ورواه أيضا عبد الرزاق من طريق معمر عن قتادة قال قال أبى بن كعب
ورواه بن جرير من طريق بشرٌ، عن يزيد، عن سعيدٌ، عن قتادة، قال: كان مجاهدٌ يحدّث عن أبيّ بن كعبٍ، .
-أما ما روي عن الحسن فقد رواه يحي بن سلام عن الحسن ابن دينار عنه
ورواه ابن جرير من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن هشيمٌ عن عوفٌ، عمّن حدّثه عنه.
القول الثاني:....عذاب القبر
وهو قول مجاهد وأبو عبيدة
التخريج
-أما قول مجاهد فقد رواه يحي ابن سلام عن الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ
-وروه ابن جرير من طريق محمّد بن عمارة، عن عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ:
-و أما قول أبي عبيدة .. فقد رواه الآجري في كتابه الشريعة عن أَبُي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ الْعُكْبَرِيُّ عن هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ عن شَرِيكٌ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنِ الْبَرَاءِ أَوْ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ .
القول الثالث..سنين أصابتهم..
هو قول بن مسعود و إبراهيم النخعي
التخريج
-أما قول ابن مسعود فقد رواه النسائي في السنن الكبرى من طريق عمرو بن عليٍّ، عن عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، وأبي عبيدة عنه
أما قول إبراهيم النخعي فقد رواه ابن جرير من طريق ابن بشّارٍ، عن عبد الرّحمن، قال: عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم
ورواه بسند أخر.. من طريق ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن منصورٍ، عنه.
القول الرابع ..القتل والجوع
وهو قول مجاهد
التخريج
أما قول مجاهد فقد رواه عبد الرحمان الهمذاني في تفسير مجاهد من طريق
إبراهيم عن آدم عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد
القول الخامس مصائب الدّنيا في الأنفس والأموال.
هو قول وأبي بن كعب ابن عباس و إبراهيم وأبى العالية.و والحسن و الضحاك
التخريج
- وأما قول ابى بن كعب فقد رواه الطبراني في المعجم الأوسط من طريق.. شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
- ورواه الحاكم فى المستدرك من طريقأَ خْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّحْوِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ مِهْرَانَ، ثَنَا شَاذَانُ الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ
- رواه البيهقي في شعب اللإيمان من طريق ابي عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ,عن أَحْمَد بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْأَدَمِيُّ , عن أَبُي قِلَابَةَ ,عن أَبى زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ ,عن شُعْبَةُ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ عَزْرَةَ , عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ , عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ,
أما قول ابن عباس فقد رواه ابن جرير ممن طريق على عن أبي صالحٍ، عن معاوية، عن عليٍّ، عنه .
- أما قول إبراهيم فقد رواه سفيان الثوري في تفسيره من طريق منصورٍ عنه .
.ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه من طريق جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ عنه. ورواه ابن جرير أيضا
-وأما قول أبى العالية فقد رواه ابن جرير من طريق ابن وكيعٍ عن أبي، عن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع، عن أبي العالية
-ورواه البيهقي في شعب الايمان من طريق أبي عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى , قَالَا: نَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ عن أَحْمد بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عن وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ
-اما قول الحسن فقد رواه ابن جرير حدّثنا من طريق بشرٌ، عن يزيد، عن سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن
-أما قول الضحاك فقد رواه ابن جرير من طريق أبي خالدٍ الأحمر، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك
القول السادس مَصَائِبُ الدُّنْيَا، الرُّومُ، وَالْبَطْشَةُ، أَوِ الدُّخَانُ واللزام
وهو قول أبي بن كعب
التخريج
أما قول أبي بن كعب فقد رواه الإمام أحمدمن طريق عَبْدُ اللهِ، عن عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، عن يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عنه ..قَالَ: "الْمُصِيبَاتُ وَالدُّخَانُ قَدْ مَضَيَا وَالْبَطْشَةُ وَاللِّزَامُ " (.
- ورواه مسلم من طريقين
1 من طريق مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، عن مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن شُعْبَةُ. عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عنه قَالَ: «مَصَائِبُ الدُّنْيَا، وَالرُّومُ، وَالْبَطْشَةُ، أَوِ الدُّخَانُ» شُعْبَةُ الشَّاكُّ فِي الْبَطْشَةِ أَوِ الدُّخَانِ. ورواه ابن جرير أيضا
2ومن طريق ا أَبُي بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ - وَاللَّفْظُ لَهُ – عن غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، الإسناد
-ورواه الحاكم فو المستدرك - أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّحْوِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ مِهْرَانَ، ثَنَا شَاذَانُ الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال الحاكم » هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
- ورواه ابن جرير بأسانيد أخرى
-
القول السابع.... عذاب الدّنيا
وهو قول ابن زيد
التخريج
-أما قول ابن زيد فقد رواه ابن جرير من طريق يونس، عن ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ
القول الثامن عقوبات الدنيا)
هو قول ابن عباس .
التخريج
-أما قول ابن عباس فقد رواه ابن جرير من طريق ابن بشّارٍعن أبي عاصمٍ، عن شبيبٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ
القول التاسع الحدود
وهو قول ابن عباس
التخريج
أما قول ابن عباس فقد رواه ابن جرير من طريق بشّارٍ، عن أبي عاصمٍ، عن شبيبٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ.
القول العاشر ..الدجال
وهو قول أبى ابن كعب
التخريج
أما قول أبى بن كعب فقد رواه الحاكم في المستدرك من طريق شعبة عن قتادة
عَنْ عَزْرَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} [السجدة: 21] قَالَ: «مُصِيبَاتُ الدُّنْيَا الرُّومُ وَالْبَطْشَةُ أَوِ الدُّخَانُ» ، قَالَ: ثُمَّ انْقَطَعَ شَيْءٌ، فَقَالَ: «هُوَ الدَّجَّالُ»
قال الحاكم هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
الدراسة:
بعد النظر في هذا الأقوال تبين أنه يمكن جمعها إلى خمسة أقوال
-الأول وهو ما حصل لهم من العذاب يوم البدر
وتوجيه هذا القول أن الأدنى بمعنى الأقرب .و يكون " الأدنى مأخوذ من الدنو أي القريب . فما حصل لهم من القتل في بدر قريب بالنسبة ما يحصل لهم يوم القيامة من العذاب .
-الثاني : عذاب القبر
وتوجيه هذا القول أن العذاب الأدنى هو في مقابلة الأكبر .والعذاب الأكبر هو الذي يكون يوم القيامة أما عذاب القبر فهو دونه في الشدة والطول..فعليه يكون معنى الأدنى من الدون أي الأحط والأقل.
-الثالث .. كل ما يحل عليهم من مصائب الدنيا من الجوع أو مجاعة أوالخوف أو النقص في الأموال والأنفس أو تسلط الأعداء فكل ذلك يدخل ضمن عذاب الأدنى
وتوجيه هذا القول هو أن قوله{ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى} في مقابل قوله تعالى " لعلهم يرجعون". أي أن الله يبتلى عباده بالجوع و الفقر ومصائب الدنيا لعل يتوبون وينيبون إلى ربهم قال ابن عباس:{مصائب الدّنيا وأسقامها وبلاؤها ممّا يبتلي اللّه بها العباد حتّى يتوبوا..}
كما قال تعالى.:{ { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [الأنعام: 42]
وقال .: { وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94)} [الأعراف: 94]
وأخرج ابن مردويه عن أبي ادريس الخولاني رضي الله عنه قال: سألت عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن قول الله {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال هي المصائب والاسقام والانصاب عذاب للمسرف في الدنيا دون عذاب الآخرة قلت: يا رسول الله فما هي لنا قال: زكاة وطهور كما جاء في الدر المنثور
-الرابع..الحدود
وتوجيه هذا القول أن الآية في العصاة من المؤمنين ..وليست في كفار قريش لأن الحدود تقام على العاص المؤمن وليس على الكافر
وتمسى الحدود بالعذاب الأدنى لأنها أقل و أصغر مما يحصل من عذاب الآخرة فهو أعظم و أشد
الخامس الدجال
وتوجيه هذا القول أن هذا القول أن "الأدنى " هو بمعنى الأقرب .. والقرب باعتبار ما يكون يوم القيامة .وأقرب و ألصق عذاب يكون إلى عذاب يوم القيامة هو ما يحصل من أشراط الساعة من الدجال والدخان
ولعل سبب الخلاف راجع إلى الاشتراك الحاصل في صيغ التفضيل فقد يأتي على باب وقد لا يأتي على بابه
ومن أسباب الخلاف أيضا الاشتراك الحاصل في معنى كلمة "أدنى" فقد تكون مأخوذة
-من " الدنيء " البين الدناءة إلا أن أنه خففت همزته
- أو من" الدون" أي الأحط
-أو من " الدنو "أي القرب فأصله أدون.
وإذا ثبت صحة الأقوال عن السلف فلا مانع من حمل الآية على جميع تلك المعاني . لأن الآية تسعها
قال الطبري ..:وأولى الأقوال في ذلك أن يقال: إنّ اللّه وعد هؤلاء الفسقة المكذّبين بوعيده في الدّنيا العذاب الأدنى، أن يذيقهموه دون العذاب الأكبر، والعذاب: هو ما كان في الدّنيا من بلاءٍ أصابهم، إمّا شدّةٌ من مجاعةٍ أو قتلٍ، أو مصائب يصابون بها، فكلّ ذلك من العذاب الأدنى، ولم يخصّص اللّه تعالى ذكره، إذ وعدهم ذلك أن يعذّبهم بنوعٍ من ذلك دون نوعٍ، وقد عذّبهم بكلّ ذلك في الدّنيا بالقتل والجوع والشّدائد والمصائب في الأموال، فأوفى لهم بما وعدهم.
وقد ذكر الماوردي قولين آخرين
الأول :الْعَذَاب الْأَدْنَى هُوَ غلاء السّعر، وَالْعَذَاب الْأَكْبَر هُوَ خُرُوج الْمهْدي ونسبه إلى جعفر بن محمد .وقد نقله أبو مظفر السمعاني وزاد فيه "خروج المهدي بالسيف"
والثاني ذكره محتملا : أن العذاب الأدنى في المال , والأكبر في الأنفس ولم ينسبه إلى أحد
و لم أجد القولين مسندين
و وقوله أن المراد بالعذاب الأدنى في المال أو غلاء السعر فهذا داخل في عموم مصيبات الدنيا .
أما قوله في المراد بالعذاب الأكبر في الأنفس أو هو خروج المهدي .
فهذا فيه مخالفة لما عليه جماهير المفسرين من أن المراد بالعذاب الأكبر هو عذاب يوم القيامة
******