دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 ربيع الثاني 1440هـ/13-12-2018م, 03:10 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (177 - 188)


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.
ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.

المجموعة الثانية:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.
ب:
معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنتثى} منسوخ أم محكم؟
ب: حكم الصيام في السفر.
ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.

المجموعة الثالثة:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان}.

ب: المراد بالأيام المعدودات.
2: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالإصلاح في قوله تعالى: {فمن خاف من موصٍ جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه}.
ب: حكم الوصيّة في قوله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصيّة للوالدين والأقربين} الآية.
ج: سبب نزول قوله تعالى: {أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 ربيع الثاني 1440هـ/15-12-2018م, 11:05 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم, وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة في فضل الدعاء وآدابه من خلال نظرة في قوله تعالى: {و إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} البقرة\186.

جاءت العديد من النصوص في الكتاب والسنة تحث المسلم على الدعاء, وترغب فيه لعظم مكانته وعظيم أجره ,كالآية التي بين أيدينا.
فقد جاء في سبب نزولها أن أعرابيًّا قال: يا رسول اللّه، أقريبٌ ربّنا فنناجيه أم بعيدٌ فنناديه؟ فسكت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنزل اللّه: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان}. ورواه الطبري وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم عن جرير به.

وجاءت هذه الآية بعد آيات الصيام في سورة البقرة, وشهر رمضان شهر البركة والدعاء, فكأن الصائم يذكر بأن له دعوة مستجابة, وهذا في كل يوم.
فالله سبحانه قريب من عباده, ولا تقتضي معيته الاختلاط بهم سبحانه, بل هو مستو على عرشه بائن من خلقه, ومع ذلك هو قريب في علوه يعلم أحوال عبيده, ويسمع دعاؤهم ويجيب سبحانه بمنه وكرمه الدعاء.

وقد جاء في فضل الدعاء الكثي مما يرغب فبه, ولعلنا نذكر بعض من ذلك:
أولا: الدعاء من العبادات التي أمر الله بها ورغب فيها, قال تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} فدعاء الله طاعة له وامتثالا لأمره.
ثانيا: الدعاء هو العبادة, كما جاء ف الحديث النُّعمان بن بَشِير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الدعاء هو العبادة))، ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.
ثالثا: دعاء الله فيه توحيده سبحانه, وإخلاص القلب له, فلا يشرك معه غيره في الدعاء, كما قال تعالى:{ فادعوه مُخْلِصِينَ لَهُ الدين الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين }.
رابعا: الدعاء يرد القدر, كما جاء في حديث سلمان عن النبي عليه الصلاة والسلام: (لا يرد القضاء إلا الدعاء).
رواه الترمذي بإسناد حسن.
خامسا: الدعاء من اسباب الثبات في الجهاد ومن أسباب النصر على العدو, قال تعالى:{وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
سادسا: الدعاء من هدي الأنبياء عليهم السلام, وأولهم آدم لما عصى ربه ثم رجع فندم وتاب ودعا ربه قائلا:{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وهذا هديهم جميعا عليهم السلام, فإن كانو هم على مكانتهم يكثرون من الدعاء فعلينا نحن أن نكثر من باب أولى.
سابعا: الدعاء تكشف به الهموم وتفرج به الكربات وتشرح به الصدور, قال تعالى:{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}.
ثامنا: الدعاء من أسباب الوقاية من غضب الله سبحانه,فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن لم يسأَلِ اللهَ، يغضَبْ عليه)). رواه الترمذي.
تاسعا: الدعاء من أعظم ما ينتفع به العبد بعد موته, فعن أبي هريرة: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات الإنسانُ، انقطَع عنه عمله إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفَع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له)). رواه مسلم.

وهذا غيض من فيض ففضل الدعاء واسع لا تحصره مجرد نقاط تقال.

ولعلنا هنا ننبه على أن الدعاء في النصوص يأتي على نوعين:
الأول: دعاء مسألة, وهو دعاء الطلب: فيطلب الداعي ما يريده من جلب نفع أو كشف ضر وطلب الحاجات من أمور الدنيا والآخرة, فالله سبحانه هو الملجأ الذي يتوجه إليه العبد بالسؤال, وسبحانه قد وعدهم بالاستجابة, قال تعالى:{فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} قال الطبري عند تفسير هذه الاية: (قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره: بذلك وإذا سَألك يا محمد عبادي عَني: أين أنا؟ فإني قريبٌ منهم أسمع دُعاءهم، وأجيب دعوة الداعي منهم.), وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: (لا يخيب دعاء داعٍ، ولا يشغله عنه شيءٌ، بل هو سميع الدّعاء, وفيه ترغيبٌ في الدّعاء، وأنّه لا يضيع لديه تعالى).
وقال تعالى {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} قال الطبري رحمه الله تعالى:(ينبه تعالى أنه هو المدعو عند الشدائد ، المرجو عند النوازل ، كما قال : ( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه ) ، وقال تعالى : ( ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ) . وهكذا قال هاهنا : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) أي : من هو الذي لا يلجأ المضطر إلا إليه ، والذي لا يكشف ضر المضرورين سواه).

النوع الثاني:
دعاء العبادة: وهو عبادة الله بأي نوع من أنواع العبادات، القلبية أو البدنية أو المالية، كالخوف من الله، والصلاة، وقراءة القرآن، والزكاة، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ....
وهو في حال عبادته لله يطلب رضا الله, ويرجو ثوابه وما وعد به عباده من النعيم المقيم في الجنة, فتضمن دعاء العبادة دعاء المسألة.
والعبد حين يسأل ربهمن أمور الدنيا, ففعله هذا وسؤاله هذا عبادة يمتثل فيها أمر الله إليه بسؤاله وطلبه هو وحده سبحانه.

لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - في قول الله : {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} :
(هاتان الآيتان مشتملتان على آداب نوعَيِ الدُّعاء : دعاء العبادة ، ودعاء المسألة :
فإنّ الدُّعاء في القرآن يراد به هذا تارةً وهذا تارةً ، ويراد به مجموعهما ؛ وهما متلازمان ؛ فإنّ دعاء المسألة : هو طلب ما ينفع الدّاعي ، وطلب كشف ما يضره ودفعِه ،... فهو يدعو للنفع والضرِّ دعاءَ المسألة ، ويدعو خوفاً ورجاءً دعاءَ العبادة ؛ فعُلم أنَّ النَّوعين متلازمان ؛ فكل دعاءِ عبادةٍ مستلزمٌ لدعاءِ المسألة ، وكل دعاءِ مسألةٍ متضمنٌ لدعاءِ العبادة .
وعلى هذا فقوله : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فإنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ) يتناول نوعي الدُّعاء ... وبكل منهما فُسِّرت الآية . قيل : أُعطيه إذا سألني ، وقيل : أُثيبه إذا عبدني ، والقولان متلازمان) .

فإذا عُلم هذا, وعلم العبد محبة الله للدعاء, وعلم بأنه من أفضل العبادات: لزمه معرفة آدابه التي يجب أن يتحلى بها حتى يستجاب له ويكتب له من الأجر ما الله به عليم.
لذلك سنذكر هنا جملة من آداب الدعاء لعل الله أن ينفع بها:

أولا:
عن أبي هريرة قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ ) رواه الترمذي .
فدل الحديث على أن من توجه لله بالدعاء يجب أن يرافق دعائه اليقين التام الجازم بصدق كلام الله وإنجازه لوعده لما قال:{ادعوني أستجب لكم}.
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: قوله: (وأنتم موقنون بالإجابة) أي والحال أنكم موقنون بها، أي كونوا عند الدعاء على حالة تستحقون بها الإجابة، من إتيان المعروف واجتناب المنكر، ورعاية شروط الدعاء، كحضور القلب وترصد الأزمنة الشريفة والأمكنة المنيفة ، واغتنام الأحوال اللطيفة ، كالسجود ، إلى غير ذلك، حتى تكون الإجابة على قلوبكم أغلب من الرد.أو أراد: وأنتم معتقدون أن الله لا يُخَيِّبكم؛ لسعة كرمه وكمال قدرته وإحاطة علمه، لتحقق صدق الرجاء ، وخلوص الدعاء؛ لأن الداعي ما لم يكن رجاؤه واثقا لم يكن دعاؤه صادقا).

فمن دعا الله دعاء المستغني المنصرف عنه, أو تكلف في اللفظ و انشغل به عن المعنى، أو تكلف البكاء و الصياح : فهذا انطبق عليه قول المصطفى بأنه قد دعا الله بقلب لاه.
فالإخلاص في الدعاء من أعظم أسباب الإجابة, قال تعالى:{وادعوه مخلصين له الدين}.

ثانيا: جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك .
فمن لوث مطعمه ومشربه وماله بالحرام لا يلومن إلا نفسه إن رُدت دعوته, فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا, والدعاء الطيب لا يكون من منشأ خبيث قد تغذى بالخبيث.

ثالثا:عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال يستجاب للعبد ما لم يَدْعُ بإثم، أو قطيعة رحِم، ما لم يستعجل))، قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: ((يقول: قد دعوتُ، وقد دعوتُ، فلم أرَ يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك، ويدَعُ الدعاء))؛ متفق عليه
فتضمن هذا الحديث أمور:
- تحريم الدعاء بإثم, فهذا من التعدي فيه, كأن يسأل الله الإعانة على كبيرة من الكبائر, أو معصية من المعاصي, أو ظلم أو بغي أو أكل لحقوق النس.
وهذا كما فعل كفار قريش كما أخبر الله عنهم:{وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم}.
- أن لا يدعو بقطيعة رحم لسبب من الأسباب, وهذا مما يبغضه الله سبحانه وتعالى ويحاسب عليه, كما قال:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}.
- عدم الاستعجال عند الدعاء, وهذا بأن يقول: دعوت ولم يستجب لي, فيمل الدعاء ويتركه, وههذا كمن يعبد الله على حرف.

رابعا: عدم رقع الصوت بالدعاء, كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:" أيها الناس اربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم". رواه مسلم.
بل الأفضل هو حال من دعا الله خفية لا يسمعه أحد, فهذا أرجى لحضور القلب وخشوعه وحصول الذل والانكسار بين يدي الله سبحانه, كما قال تعالى عن حال زكريا:{إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}, فكان الدعاء في الخفاء, أيضا توسل إلى الله بحاله الضعيفة الفقيرة العاجزة عن شيء, وذكر نفسه بسعة رحمة الله سبحانه, وكم قد استجاب له قبل هذا وكشف عنه الضر وأنعم عليه.

خامسا:
استغلال الأزمنة المباركة والأوقات التي فيها يجاب الدعاء, كذلك استغلال الأمكنة, لذلك جاء قوله تعالى:{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب...} متخللا لآيات الصيام لافتا نظر الصائم إلى إن حاله والزمن الذي هو فيه من أسباب إجابة الدعاء فليحرص عليه, وقد روى عبد اللّه بن عمرٍو، عن أبيه، عن جدّه عبد اللّه بن عمرٍو، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "للصّائم عند إفطاره دعوةٌ مستجابةٌ". فكان عبد اللّه بن عمرٍو إذ أفطر دعا أهله، وولده ودعا. رواه الإمام أبو داود الطّيالسيّ في مسنده.

سادسا: دعاء الله في كل الأحوال التي تمر بالعبد, فيكون الدعاء حال الرخاء في وقت اليسر و السعة ، كما يكون في وقت الفاقة والحاجة والضرر, قال تعالى:{وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا}, وقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) رواه أحمد .

سابعا: التضرع و الخشوع و التذلل و الرغبة و الرهبة ، وقد أمر الله بهذا فقال: { ادعوا ربكم تضرعا وخيفة إنه لا يحب المعتدين }.

وقد يقول البعض بأنه يكثر من الدعاء لكن لا يرى الاستجابة, فيسأل أهل الفتيا عن سبب عدم الإجابة, فلعله يكون خللا في نفسه فيصلحه, فنقول:
إن الله سبحانه وتعالى, وعد بالإجابة, لكنه لم يقل لعباده متى تكون هذه الإجابة, فاستجابة الله سبحانه للدعاء تكون بأحد امور ثلاثة:
1- أن يستجيب له نفس الدعاء فيعطيه ما سأله.
2- أن يصرف عنه من السوء مثل ما دعا به.
3- أن يدخرها له في الآخرة.
وهذا كما جاء عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا ، قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَكْثَرُ ) . رواه أحمد.

فلو تفكر العبد بظم فضل الدعاء وعظم منفعته له في الدنيا والآخرة: لما تركه لحظة من لحظاته, والسعيد من منّ الله عليه فانتفع بالذكرى, والمحروم من حرمه الله وأبعده.

هذا والله أعلم.
وصل اللهم وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم.


-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المجموعة الثانية:

1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.

جاءت أربعة أقوال للمفسرين في مرجع الضمير في قوله تعالى:{وآتى المال على حبه}:
القول الأول: إن الضمير في (حبه) عائد على المال فالمصدر مضاف إلى المفعول, ويكون قوله تعالى: {على حبه} جملة معترضة, ويكون المعنى:أخرجه، وهو محب لهذا المال، راغب فيه.
وهو قول ابن مسعودٍ وسعيد بن جبيرٍ وغيرهم. ذكره ابن عطية وهو قول ابن كثير.

القول الثاني: أن الضمير يعود على ضمير الفاعل المستتر في (آتى) , ويكون المصدر مضافا إلى الفاعل, وعلى هذا يكون المعنى: أعطى المال لأنه يحب أن يعطي ما يحبه من المال, وهذا كقوله تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. ذكره ابن عطية.

القول الثالث: إن الضمير يعود على الإيتاء, فيكون معنى الآية: أخرج المال في وقت حاجة من الناس وفاقة، فيكون إيتاء المال حبيب إليهم في هذا الوقت لعظم الحاجة إليه, وهذا كقوله تعالى:{أو إطعام في يوم ذي مسغبة}.

القول الرابع: إن الضمير يعود على اسم الله تعالى من قوله: {من آمن باللّه} فيكون المعنى: من تصدق محبة في الله تعالى وطاعاته, كما قال تعالى في المنفقين:{إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا}. ذكره ابن عطية.

الراجح:
معنى الآية يحتملها جميعا, فالمال محبوبا للنفوس, بل جبلت على حبه وحب امتلاكه, لذلك امتحن الله عباده بالإنفاق, وأفضل النفقات عند الناس ما جاءت في وقت الحاجة والعسر, ومع ذلك فأصعبها على صاحبها تجريد نيته وإخلاصها لله حال الإنفاق, فينفق لا يريد بنفقته تلك إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى.


ب: معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
المعنى الأول: من حضر دخول الشهر وكان مقيما في أوله فليكمل صيامه سافر بعد ذلك أو أقام. وهو قول علي وابن عباس وعبيدة السلماني, ذكره ابن عطية.
فجعلوا رخصة الفطر في رمضان لمن دخل عليه الشهر وهو في سفر.
وهذا القول ضعيف رده ابن كثير فقال:(وهذا القول غريبٌ نقله أبو محمّد بن حزمٍ في كتابه المحلى، عن جماعةٍ من الصّحابة والتّابعين. وفيما حكاه عنهم نظرٌ، واللّه أعلم. فإنّه قد ثبتت السّنّة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه خرج في شهر رمضان لغزوة الفتح، فسار حتّى بلغ الكديد، ثمّ أفطر، وأمر النّاس بالفطر. أخرجه صاحبا الصّحيح.).

المعنى الثاني: من شهد الشهر بشروط التكليف غير مجنون ولا مغمى عليه فليصمه.
فيسقط القضاء على من دخل عليه شهر رمضان وهو مجنونا وانتهى الشهر وهذا حاله, لأنه لم يشهده مستوفيا شروط التكليف.
أما من جن بعد دخول أول الشهر أو في آخره: فهذا يقضي الأيام التي جن فيها وغاب عنه عقله. وهذا قول أبي حنيفة وأصحابه. ذكره ابن عطية.
وهذا القول صحيح باعتبار وجوب توفر شروط الصيام لدى المكلف مع دخول الشهر, فيكون بالغا عاقلا صحيحا مقيما, أما المجنون فلا صيام عليه ولا كفارة لأن العقل هو مناط التكليف, ولو جن بعد دخول الشهر فلا قضاء عليه على الصحيح من أقوال العلماء, لأنه حال جنونه لا تكليف عليه البتة فشابه الصغير الغير بالغ.

المعنى الثالث: من حضر المصر وكان مقيما صحيح في بدنه- وشهد استهلال الشهر: فعليه أن يصوم وجوبا مادام قد توفرت فيه الشروط وانتفت الموانع, ولو حصل هذا أثناء الشهر أو آخره: كعودة المسافر أو بلوغ الصبي, أو إسلام كافر. وهو قول الجمهور. قاله الزجاج وذكره ابن عطية وهو قول ابن كثير.
وهو الراجح لدلالة الآية عليه, فلا تخصص الآية بشرط واحد من شروط الصوم وهو العقل, بل تحمل على عموم معناها كما قال بذلك الجمهور.

2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنتثى} منسوخ أم محكم؟

- قال البعض أن قوله تعالى:{الحرّ بالحرّ والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى} منها منسوخة، نسختها آية المائدة {النّفس بالنّفس}, وقال ابن عطية:(وروي عن ابن عباس أن الآية نزلت مقتضية أن لا يقتل الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل ولا يدخل صنف على صنف ثم نسخت بآية المائدة أن النفس بالنفس).
وجاء عن ابن عبّاسٍ في قوله: {والأنثى بالأنثى} وذلك أنّهم لا يقتلون الرّجل بالمرأة، ولكن يقتلون الرّجل بالرّجل، والمرأة بالمرأة فأنزل اللّه: النّفس بالنّفس والعين بالعين، فجعل الأحرار في القصاص سواءً فيما بينهم من العمد رجالهم ونساؤهم في النّفس، وفيما دون النّفس، وجعل العبيد مستوين فيما بينهم من العمد في النفس وفيما دون النفس رجالهم ونساؤهم، وكذلك روي عن أبي مالكٍ أنّها منسوخةٌ بقوله: {النّفس بالنّفس}. ذكره ابن كثير.

وقال بعضهم إن الاية محكمة وليست منسوخة, بل فيها إجمال فسرته آية المائدة, روي هذا القول عن ابن عباس ومجاهد, ذكره ابن عطية وقال:( وآية المائدة إنما هي إخبار عما كتب على بني إسرائيل، فلا يترتب النسخ إلا بما تلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن حكمنا في شرعنا مثل حكمهم).

الراجح:
الآية محكمة وليست بمنسوخة, ولو صح ما ورد عن ابن عباس بقوله بالنسخ: فيحمل على معنى النسخ عند السلف وليس هو بالمعنى الاصطلاحي المتأخر للنسخ, بل يعنوا به غالبا تفصيل المجمل وتقييد المطلق وتخصيص العام، ويريدون به أحيانا رفع الحكم بالكلية, لكن اغلب كلامهم في الثلاثة الأول.
ولا يصار للنسخ إلا مع تعذر الجمع, ولو رجعنا لما ورد فيها من أسباب النزول لتبين معنى الآية جليا واضحا.
وقد ذكر في سبب نزولها ما جاءعن سعيد بن جبيرٍ، في قول الله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى} قال: يعني: إذا كان عمدا، (الحرّ بالحرّ). وذلك أنّ حيّين من العرب اقتتلوا في الجاهليّة قبل الإسلام بقليلٍ، فكان بينهم قتلٌ وجراحاتٌ، حتّى قتلوا العبيد والنّساء، فلم يأخذ بعضهم من بعضٍ حتّى أسلموا، فكان أحد الحيّين يتطاول على الآخر في العدّة والأموال، فحلفوا ألّا يرضوا حتّى يقتل بالعبد منّا الحرّ منهم، وبالمرأة منّا الرّجل منهم، فنزلت فيهم.

كذلك ما ذكره ابن عباس في قوله:(... وذلك أنّهم لا يقتلون الرّجل بالمرأة، ولكن يقتلون الرّجل بالرّجل، والمرأة بالمرأة فأنزل اللّه: النّفس بالنّفس ...) فقوله تعالى:(النفس بالنفس) يفسر الآية ويبين أن الحر إذا قتل الحر فيقتص منه رجل كان أو امرأة, فيقتل الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل, ويقتل العبد بالحر, فالآية فيها إلزام أن لا يتعدى بالقصاص إلى غير القاتل والجاني كان من كان


ب: حكم الصيام في السفر.
اختلف الفقهاء في حكم الصيام في السفر:
- فقال البعض من صام في السفر قضى في الحضر, وهو مذهب عمر وابن عمر. فعلى هذا يجب الإفطار في السفر, فإن صام فلا يجزئه صومه وعليه القضاء, واستدلوا بقوله تعالى: {فعدّة من أيّامٍ أخر}, وهو قول ابن عباس حيث قال:: «الفطر في السفر عزمة».
- وكره ابن حنبل وغيره الصوم في السفر.
- وقال آخرون بل الفطر أفضل, استدلالا بقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أنه سئل عن الصوم في السّفر، فقال: "من أفطر فحسن، ومن صام فلا جناح عليه". وقال في حديث آخر: "عليكم برخصة اللّه التي رخّص لكم". ورد هذا عن ابن عباس وابن عمر.
كذلك إن شق عليه الصوم فالفطر أفضل, لحديث جابرٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأى رجلًا قد ظلّل عليه، فقال: "ما هذا؟ " قالوا: صائمٌ، فقال: " ليس من البرّ الصّيام في السّفر".
- وقال آخرون: بل الصوم أفضل لمن قدر عليه, قاله الشافعي ومالك.
- وقال مجاهد وعمر بن عبد العزيز وغيرهما: «أيسرهما أفضلهما»
- وقال البعض هما سواء والأمر على التخيير, وهو قول الجمهور, لحديث عائشة: أن حمرة بن عمرٍو الأسلميّ قال: يا رسول اللّه، إنّي كثير الصّيام، أفأصوم في السّفر؟ فقال: "إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر".

والصحيح هو قول الجمهور وأن الأمر على التخيير وليس بحتم؛ حيث ثبت أن الصحابة كانوا يخرجون مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في شهر رمضان. قال أنس: "فمنا الصّائم ومنّا المفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصّائم ", فلو كان الفطر واجبا لبينه عليه الصلاة والسلام, كذلك لو كان الصوم واجبا أو كان هو الأفضل.
وقد صام عليه الصلاة والسلام- في السفر مرات وأفطر مرات كما ورد هذا عنه,فقد قال أبو الدرداء: خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في شهر رمضان في حرٍّ شديدٍ، ... وما فينا صائمٌ إلّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعبد اللّه بن رواحة.
وقد يقال بأن الأفضل الصوم إن لم يشق عليه, فإن شق عليه فالفطر أفضل وقد يكره له الصوم وهو في هذه الحالة, فإن كان الصوم قد يؤذيه: فليس له الصوم لحديث جابرٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأى رجلًا قد ظلّل عليه، فقال: "ما هذا؟ " قالوا: صائمٌ، فقال: " ليس من البرّ الصّيام في السّفر".
أما إن كان صومه في السفر إعراضا منه عن السنة، فيرى أن الفطر مكروهٌ إليه، فهذا يحرم عليه الصوم ، لما جاء عن ابن عمر وجابرٍ، وغيرهما: من لم يقبل رخصة اللّه كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة. رواه أحمد.


ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.
متعلق الاعتداء هو الاعتداء بالقتل, فيقتل قاتل وليه بعد أن يأخذ الدية ويسقط الدم.
وقد قال عليه الصلاة والسلام: "من أصيب بقتلٍ أو خبل فإنّه يختار إحدى ثلاثٍ: إمّا أن يقتصّ، وإمّا أن يعفو، وإمّا أن يأخذ الدّية؛ فإن أراد الرّابعة فخذوا على يديه. ومن اعتدى بعد ذلك فله نار جهنّم خالدًا فيها". رواه أحمد.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 ربيع الثاني 1440هـ/22-12-2018م, 05:00 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (177 - 188)



فداء حسين أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2 أ: لوأشرتِ إلى الخلاف في قتل الحرّ بالعبد.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 ربيع الثاني 1440هـ/27-12-2018م, 01:18 AM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
.إجابة السؤال الأول:(عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ونصلي ونسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد.
هذه رسالة مختصرة في فضل الدعاء وآدابه .
يقول الله تعالى مخاطباً نبيه { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} وذلك لما سأله إعرابي " يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه ، أم بعيد فنناديه" فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله الآية ، وعن الحسن قال: سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أين ربنا ؟ فأنزل الله عز وجل { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} ، وعن عطاء قال لما نزلت { وقال ربكم ادعوني استجب لكم } [غافر 60] قال الناس لو نعلم أي ساعة، فنزلت { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} ، والدعاء من أعظم صور العبودية ، بل كما جاء في الحديث ( الدعاء هو العبادة) ، وذلك لأن الداعى عندما يرفع كفيه إلى السماء فهو يثبت لله عز وجل كل صفات الجلال والجمال ، فكأنه بلسان حاله يقول : إن لي رب سميع بصير كريم حليم رحيم ستير تواب جواد قادر معطي ..... ، ففي الدعاء الثناء على الله عز وجل بالتوحيد وعظيم الصفات.
كما أن قوله تعالى :{فإني قريب} يوضح فضل من فضائل الدعاء ،فقد تولى الله عز وجل الجواب بنفسه وحذف ما يدل على وساطة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقل ( قل لهم يامحمد إني قريب) تنبيها على شدة قرب العبد من ربه في مقام الدعاء ،فالداعي يستشعر قرب الله بل يستشعر شدة القرب منه عز وجل ، فالله عز وجل من فوق سبع سموات يسمع عباده ولا تختلط عنده الأصوات ، ويجيبهم ويعطيهم ، فإما تظهر الإجابة في الدنيا ،وإما يكفر عنهم بسبب الدعاء، وإما يدخر لهم الأجر في الآخرة، فقد جاء في الحديث ( ما من داع يدعو إلا كان بين إحدى ثلاث ) الحديث ، وهذا من فضل الدعاء ، فالله عز وجل قريب من عباده بالإنعام والإفضال ، وهو كريم سبحانه لا يرد من دعاه.
ومن فضل الدعاء أيضاً تحقق معية الله عز وجل للداعي ؛حيث جاء في الحديث ( يقول الله تعالى: ( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني)) ، كما أن الله سبحانه لا يخيب دعاء داع بل هو سميع الدعاء ، فقد جاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيراً فيردهما خائبتين" .
وللدعاء آداب يجب على العبد أن يتعلمها فلا يدعو بإثم أو قطيعة رحم ولا يعتدي في الدعاء بأن يدعو بأمر مستحيل كالخلود في الدنيا أوغير ذلك من صور التعدي، فقد جاء في الحديث " ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال ، إما أن يعجل له دعوته ،وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها"، ومن آداب الدعاء ألا يترك الدعاء عند تأخر الإجابة استبطاءً لها، فأمر الله كله بحكمة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي"، ومن آداب الدعاء أن يدعو الله وهو موقن في الإجابة ، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض فإذا سألتم الله أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة ، فإنه لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل" ، ومن آداب الدعاء تحري أوقات الإجابة ، وهذا يظهر في ذكر الله عز وجل لهذه الآية متخلله بين أحكام الصيام لإرشادنا إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة ، بل وعند كل فطر ، فللصائم دعوة لا ترد عند فطره ،فكان عبد الله بن عمرو إذا أفطر جمع أهله وولده ودعا ، ومن آداب الدعاء التذلل لله عز وجل واستشعار الافتقار إليه ، ويظهر هذا من لفظة{ عبادي } فهي تدل على أن الخلق كلهم فقراء متذللون محتاجون لله عز وجل لا غنى لهم عن ربهم طرفة عين ، أسأل الله أن يرزقنا حسن الدعاء وحسن الإجابة وصل اللهم وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.

المجموعة الأولى:
إجابة السؤال الأول حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
الأول: أن الضمير في "بدله" يعود على أمر الله بالوصية ،والضمير في " سمعه" كذلك يعود على أمر الله بالوصية، والمعنى: أي مخالفة أمره سبحانه بالوصية، والمبدِّل هو الموصي، ومعنى الآية: إذا بدّل الموصي ما أمر الله به من ضرورة الوصيّة بعدما سمع ذلك ، فإثم ذلك التبديل عليه، وهذا المعنى ذكره الزجّاج.
الثاني: أن الضمير في بدله يعود على وصية الميّت، والضمير في سمعه يعود على الوصية أيضا ، والمبدِّل هو من يقوم بتنفيذ الوصيّة ،والمعنى أنه إذا بدّل الوصيّ ما أمر به الميّت بعدما سمع وصيته وشهد عليها فزاد في وصيته أو نقص أو كتمها أو حرفها { فَإِنَّمَآ إِثْمُهُ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ} فإثم ذلك التبديل عليه، أما الميّت فقد برئت ذمّته ووقع أجره على الله ، وهذا قول ابن كثير وابن عطية.
الراجح :
القول الثاني لمناسبته للسياق ولأنه المتبادر للذهن وإن كان القول الآخر تحتمله الآية.
ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
واختلف في إنزال القرآن في شهر رمضان على أقوال:
1- أنهنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا في ليلة القدر من رمضان، ذكره ابن عطية وابن كثير، واستدلوا لذلك بما روي عن ابن عباس قال: «أنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة ليلة أربع وعشرين من رمضان ثم كان جبريل ينزله رسلا رسلا في الأوامر والنواهي والأسباب».
وروي عن ابن عبّاسٍ أنّه سأله عطيّة بن الأسود، فقال: وقع في قلبي الشّكّ من قول اللّه تعالى: {شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن}وقوله: {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ}وقوله: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر}وقد أنزل في شوّال، وفي ذي القعدة، وفي ذي الحجّة، وفي المحرّم، وصفرٍ، وشهر ربيعٍ. فقال ابن عبّاسٍ: إنّه أنزل في رمضان، في ليلة القدر وفي ليلةٍ مباركةٍ جملةً واحدةً، ثمّ أنزل على مواقع النّجوم ترتيلًا في الشّهور والأيّام. رواه ابن أبي حاتم .
2- أنزل في فرضه (المقصود شهر رمضان) وتعظيمه و الحض عليه، ذكره ابن عطية عن الضحاك وابن كثير عن الرازي.
3- وقيل: بُدىء بنزوله فيه على النبي صلى الله عليه وسلم ، ذكره ابن عطية.
القول الأول أرجح الأقوال وأشهرها والله أعلم.
إجابة السؤال الثاني:بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.
1-قيل إنها نزلت في قبيلتين من العرب اقتتلا في الجاهلية فكان بينهما قتلى وجراحات ، فلم يقتصوا من بعضهم إلا بعد الإسلام؛ فتطاولت إحدى القبيلتين على الأخرى، ولم ترض إلا أن تقتل بعبيدهم أحرارا من القبيلة الأخرى، وبنسائهم رجالا. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير، واستدل ابن كثير لهذا القول بما روي عن سعيد جبير، في قول الله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}يعني: إذا كان عمدا، الحرّ بالحرّ، وذلك أنّ حيّين من العرب اقتتلوا في الجاهليّة قبل الإسلام بقليلٍ، فكان بينهم قتلٌ وجراحاتٌ، حتّى قتلوا العبيد والنّساء، فلم يأخذ بعضهم من بعضٍ حتّى أسلموا، فكان أحد الحيّين يتطاول على الآخر في العدّة والأموال، فحلفوا ألّا يرضوا حتّى يقتل بالعبد منّا الحرّ منهم، وبالمرأة منّا الرّجل منهم، فنزلت فيهم.
2-وقيل: إنها نزلت في العرب عموماً ؛ لأنهم كانوا في جاهليتهم يعتدون في القصاص،فكان أهل العزة منهم والمنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حراً، وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكراً، فنزلت الآية في ذلك ليعم الله تعالى بالسوية ويذهب أمر الجاهلية، ذكره ابن عطية عن الشعبي.
3-وقيل أنها نزلت بسبب بني قريظة والنضير، كانت بنو النضير قد غزت قريظة في الجاهلية وقهروهم، فكان إذا قتل النضري القرظي لا يقتل به، بل يفادى بمائة وسق من التمر، وإذا قتل القرظي النضري قتل، وإن فادوه فدوه بمائتي وسق من التمر، ضعف دية القرظي، فأمر الله بالعدل في القصاص، فقال تعالى { يـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِصَاصُ فِي ٱلْقَتْلَى ٱلْحُرُّ بِالْحُرِّ وَٱلْعَبْدُ بِٱلْعَبْدِ وَٱلأُنثَىٰ بِٱلأُنْثَىٰ } .ذكره ابن كثير.
4-وقيل: نزلت بسبب قتال وقع بين قبيلتين من الأنصار، وقيل: من غيرهم فقتل هؤلاء من هؤلاء رجالاً وعبيداً ونساء، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويقاصهم بعضهم ببعض بالديات على استواء الأحرار بالأحرار والنساء بالنساء والعبيد بالعبيد، ذكره ابن عطية.
القول الأول هو الأشهر ولا تمتنع الأقوال الأخرى لأنه قد تتعدد أسباب النزول للآية الواحدة.
ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
اختلف العلماء في هذا الأمر على قولين وسبب الخلاف هو الاختلاف في معنى يطيقونه :
القول الأول:أن الصيام في أول الأمر كان على التخيير؛ فمن شاء صام، ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا عن كل يوم ، فقد قال تعالى بعدما ذكر رخصة المريض والمسافر: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}،.ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} ، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير. وهو قول كثير من السلف؛ كمعاذ بن جبل، وعلقمة، وابن عمر، وابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وطاوسٌ، ومقاتل بن حيّان.
فمن أدلة هذا القول: ما ذكره ابن كثير، من قول معاذ رضي الله عنه : كان في ابتداء الأمر: من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم عن كلّ يومٍ مسكينًا، وما روى البخاريّ عن سلمة بن الأكوع أنّه قال: لمّا نزلت:{وعلى الّذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكينٍ}كان من أراد أن يفطر يفتدي، حتّى نزلت الآية التي بعدها فنسختها.
الثاني: وقيل: لا بل الآية في حق الذين يصومونه بشيء من المشقة فالمراد في قوله تعالى:{وعلى الّذين يطيقونه}أي يتجشمونه وهمالشيوخ والعجائز، الذين يصومونه ولكن بتكلف شديد، فأباح الله لهم الفدية والفطر، والآية على هذا القول محكمة، ويشهد لهذا القول قراءة "يَطُوقُونَهُ" و"يُطَوَّقُونَهُ". ذكره ابن عطية.

ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.
المراد بالخيط الأبيض هو بياض النهار والخيط الأسود هو سواد النهار ،وهو نص كلام النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم المروي في الصحيحين ،فعن عديّ بن حاتمٍ أنه قال: لمّا نزلت هذه الآية: {وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}عمدت إلى عقالين، أحدهما أسود والآخر أبيض، قال: فجعلتهما تحت وسادتي، قال: فجعلت أنظر إليهما فلا تبيّن لي الأسود من الأبيض، ولا الأبيض من الأسود، فلمّا أصبحت غدوت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبرته بالّذي صنعت. فقال: "إنّ وسادك إذًا لعريضٌ، إنّما ذلك بياض النّهار وسواد اللّيل".
------

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 ربيع الثاني 1440هـ/5-01-2019م, 11:39 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

(عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
" أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه" هكذا سأل الإعرابي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنزلت الآية { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} لم يقل قل لهم إني قريب بل عطف بالفاء لقربه بالإجابة
ثم ندبهم للدعاء والإيمان والطاعة فقال {فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي} ثم كانت الثمرة بقوله تعالى {لعلهم يرشدون }
وفي الآية من فضل الدعاء وآدابه لطائف كثيرة
فضل الدعاء
1-
قرب الله عز وجل من الداعي {فإني قريب} عن أبي موسى الأشعريّ، قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفًا، ولا نعلو شرفًا، ولا نهبط واديًا إلّا رفعنا أصواتنا بالتّكبير. قال: فدنا منّا فقال: "يا أيّها النّاس، أربعوا على أنفسكم؛ فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنّما تدعون سميعًا بصيرًا، إنّ الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته.
وروى الإمام أحمد عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
وروى أيضا عن أبو هريرة: أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "قال اللّه: أنا مع عبدي ما ذكرني، وتحرّكت بي شفتاه".
قال ابن كثير: وهذا كقوله تعالى: {إنّ اللّه مع الّذين اتّقوا والّذين هم محسنون} [النّحل: 128]، وكقوله لموسى وهارون، عليهما السّلام: {إنّني معكما أسمع وأرى} [طه: 46].
فالله سبحانه وتعالى قريب لا يخيب دعاء داعٍ، ولا يشغله عنه شيءٌ، بل هو سميع الدّعاء.
2- الإجابة {أجيب دعوة الداع إذا دعان } قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر ".
وعن سلمان الفارسي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين".
3- الرشد {لعلهم يرشدون} أي فليجيبوني بالدعاء ويطلبوا أن أجيبهم والاستجابة لله والإيمان به فيهما غاية الرشد
قال ابن عثيمين : والرشد يطلق على معان منها حسن التصرف .. ولا شك أن من آمن بالله، واستجاب له فإنه أحسن الناس تصرفا، ويوفق، ويهدى، وتيسر له الأمور، كما قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} [الطلاق: 4] ، وقال تعالى: {فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى} [الليل: 5 ــــ 7] .

أما آداب الدعاء
1- ألا يكون الدعاء بإثم ولا قطيعة رحم فعن
عبادة بن الصّامت أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما على ظهر الأرض من رجلٍ مسلم يدعو اللّه، عزّ وجلّ، بدعوةٍ إلّا آتاه اللّه إيّاها، أو كفّ عنه من السّوء مثلها، ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ".
2- ألا يستعجل فعن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
3- أن يكون بحضور قلب قال تعالى {إذا دعان} وعن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
4- يتحين أوقات الإجابة وأحوالها كما في الآية فقد جاءت بعد آيات الصيام وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصّائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها اللّه دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السّماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين".
___________

المجموعة الثالثة:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان}.
اختلف المفسرون في المراد بمن ومعنى العفو والمراد بالأخ والمخاطب بالاتباع والأداء على أقوال
الأول: أن المراد بمن هو القاتل أي فمن عفى (على بابه في الترك والإسقاط) له من أخيه (المقتول أو وليه ) شيء (الدم) أي إذا عفا الأولياء عن الدم ورضوا بالدية فلا خيار للقاتل بل عليه الأداء بإحسان وعلى الولي اتباع بالمعروف في طلب الدية. وهو مروي عن ابن عباس
الثاني: أن المراد بمن هو الولي أي فإذا عفي (يسر) الولي لأخيه (في الإسلام القاتل ) شيء (الدية) أي أن الولي إذا جنح إلى العفو عن الدية فالقاتل مخير بين الدية وتسليم نفسه وندب الله القاتل في الآية إلى الاتباع بالمعروف في الدية والأداء بإحسان . وهو مروى عن مالك
الثالث: أن المراد بمن القبيلين الذين نزلت فيهم الآية والعفو هنا بمعنى فضل وكثر أي
فمن فضل له من الطائفتين على الأخرى شيء من تلك الديات فعلى الطالب اتباع بالمعروف وعلى المؤدي الأداء بإحسان ذكره ابن عطية
الرابع: أن عفى بمعنى أفضل والآية ف
ي الفضل بين دية المرأة والرجل والحر والعبد، أي من كان له ذلك الفضل فاتباع بالمعروف وعلى المؤدي الإحسان وكأن الآية من أولها بينت الحكم إذا لم تتداخل الأنواع ثم الحكم إذا تداخلت وهو قول علي رضي الله عنه والحسن بن أبي الحسن
والأقرب لسياق الآية هو الأول والله أعلم وإن كان الثالث والرابع يدخل في التفسير الأول ضمنيا .
___
ب: المراد بالأيام المعدودات.
اختلف المفسرون فيه على قولين
الأول: شهر رمضان ذكره ابن عطية واختاره ابن كثير
الثاني: الثلاثة أيام من كل شهر كما كان صيام السابقين ذكره ابن عطية
والراجح الأول لسياق الآية
______

2: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالإصلاح في قوله تعالى: {فمن خاف من موصٍ جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه}.
تنوعت أقوال المفسرين فيه على قولين
الأول: عمل بالإصلاح بين الموصى لهم والموصي بأن وعظه ورده فصلح بذلك ما بينه وبين ورثته وبين الورثة ذاتهم
الثاني: أصلح أي عدل في الوصية إلى الوجه الشرعي إلى ما هو أقرب الأشياء وأشبه الأمور جمعا بين مقصود الميت والطريق الشرعي
والإية تشمل الوجهين وإن كان الأول أقرب للسياق

ب: حكم الوصيّة في قوله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصيّة للوالدين والأقربين} الآية.
اختلف المفسرون فيها على أقوال بناء على اختلافهم في نسخ الآية
الأول : أنها كانت فرضا نسخت فيمن يرث باقية فيمن لا يرث فيوصى له من الثلث وهو مروي
عن ابن عباس
الثاني: أنها مندوب إليها فنسخت الآية جميعها يؤيدها الحديث " ما حق مسلم يبيت ليلتين إلا ووصيته عند رأسه" وهذا القول مروى عن عمر وابن عباس أيضا وابن زيد
الثالث: مشروعة إن ترك مالا جزيلا وقد اختلفوا في مقداره

ج: سبب نزول قوله تعالى: {أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}.
أن بعض الصحابة اختانوا أنفسهم وأصابوا النساء بعد النوم أو بعد صلاة العشاء وقد كان الصيام في أول الأمر أن من نام بعد وقت الفطر فلا يحل له الأكل أو غشيان النساء فوقع في ذلك بعض الصحابة كما ورد عن عمر بن الخطاب وكعب بن مالك فشكوا إلى رسول الله فأنزل الله الآية

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 جمادى الأولى 1440هـ/8-01-2019م, 12:48 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

المراد بالأيام المعدودات
اختلف المفسرون فيها على أقوال
الأول: أيام التشريق الثلاثة بعد يوم النحر مروي عن ابن عباس ذكره ابن عطية واختاره ابن كثير
بدليل إجماع الناس على أنه لا ينفر أحد يوم القر وهو ثاني يوم النحر، فإن يوم النحر من المعلومات، ولو كان يوم النحر في المعدودات لساغ أن ينفر من شاء متعجلا يوم القر، لأنه قد أخذ يومين من المعدودات
ولقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أيّام التّشريق أيام أكلٍ وشربٍ وذكر اللّه". وحديث جبير بن مطعمٍ: "عرفة كلّها موقفٌ، وأيّام التّشريق كلّها ذبحٌ". وحديث عبد الرّحمن بن يعمر الدّيلي "وأيّام منًى ثلاثةٌ، فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخّر فلا إثم عليه".

الثاني: يوم النحر وثلاثة أيام بعده مروي عن ابن عمر، وابن الزّبير، وأبي موسى، وعطاءٍ، ومجاهدٍ، وعكرمة، وسعيد ابن جبير، وأبي مالكٍ، وإبراهيم النخعي، [ويحيى بن أبي كثيرٍ] والحسن، وقتادة، والسّدّيّ، والزّهريّ، والرّبيع بن أنسٍ، والضّحّاك، ومقاتل بن حيّان، وعطاءٍ الخراسانيّ، ومالك بن أنسٍ، وغيرهم ذكره ابن كثير وذكره ابن عطية أيضا
الثالث: يوم النحر ويومان بعده مروي عن علي ذكره ابن كثير وأيضا ابن عطية بدليل {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ...}ولإجماعهم على أنه لا ينحر أحد في اليوم الثالث
الرابع : أيام العشر حكى مكي والمهدوي عن ابن عباس أنه قال: «المعدودات هي أيام العشر» قال ابن عطية: ولعله تصحيف وقيل بل عشر بعد يوم النحر وهو بعيد
والراجح الأول لقوة أدلتهم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11 جمادى الأولى 1440هـ/17-01-2019م, 07:45 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة احمد صابر مشاهدة المشاركة
(عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
" أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه" هكذا سأل الإعرابي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنزلت الآية { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} لم يقل قل لهم إني قريب بل عطف بالفاء لقربه بالإجابة
ثم ندبهم للدعاء والإيمان والطاعة فقال {فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي} ثم كانت الثمرة بقوله تعالى {لعلهم يرشدون }
وفي الآية من فضل الدعاء وآدابه لطائف كثيرة
فضل الدعاء
1-
قرب الله عز وجل من الداعي {فإني قريب} عن أبي موسى الأشعريّ، قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفًا، ولا نعلو شرفًا، ولا نهبط واديًا إلّا رفعنا أصواتنا بالتّكبير. قال: فدنا منّا فقال: "يا أيّها النّاس، أربعوا على أنفسكم؛ فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنّما تدعون سميعًا بصيرًا، إنّ الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته.
وروى الإمام أحمد عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
وروى أيضا عن أبو هريرة: أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "قال اللّه: أنا مع عبدي ما ذكرني، وتحرّكت بي شفتاه".
قال ابن كثير: وهذا كقوله تعالى: {إنّ اللّه مع الّذين اتّقوا والّذين هم محسنون} [النّحل: 128]، وكقوله لموسى وهارون، عليهما السّلام: {إنّني معكما أسمع وأرى} [طه: 46].
فالله سبحانه وتعالى قريب لا يخيب دعاء داعٍ، ولا يشغله عنه شيءٌ، بل هو سميع الدّعاء.
2- الإجابة {أجيب دعوة الداع إذا دعان } قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر ".
وعن سلمان الفارسي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين".
3- الرشد {لعلهم يرشدون} أي فليجيبوني بالدعاء ويطلبوا أن أجيبهم والاستجابة لله والإيمان به فيهما غاية الرشد
قال ابن عثيمين : والرشد يطلق على معان منها حسن التصرف .. ولا شك أن من آمن بالله، واستجاب له فإنه أحسن الناس تصرفا، ويوفق، ويهدى، وتيسر له الأمور، كما قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} [الطلاق: 4] ، وقال تعالى: {فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى} [الليل: 5 ــــ 7] .

أما آداب الدعاء
1- ألا يكون الدعاء بإثم ولا قطيعة رحم فعن
عبادة بن الصّامت أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما على ظهر الأرض من رجلٍ مسلم يدعو اللّه، عزّ وجلّ، بدعوةٍ إلّا آتاه اللّه إيّاها، أو كفّ عنه من السّوء مثلها، ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ".
2- ألا يستعجل فعن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
3- أن يكون بحضور قلب قال تعالى {إذا دعان} وعن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
4- يتحين أوقات الإجابة وأحوالها كما في الآية فقد جاءت بعد آيات الصيام وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصّائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها اللّه دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السّماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين".
[ بارك الله فيكِ، أحسنتِ كثيرًا ترتيب أفكار رسالتك بصورة تلفت انتباه القارئ ولا تجعله يمل من القراءة؛ فواصلي - وصلكِ الله بطاعته - التدرب على كتابة الرسائل التفسيرية خاصة بالأسلوب الوعظي واعلمي أن الأسلوب الوعظي لا يعني الغفلة عن عزو الأحاديث والآثار ومعرفة حكمها من حيث الصحة والضعف، وما يميز واعظ عن آخر هو الدقة في الاعتماد على الصحيح من السنة، والأقوال الراجحة.]

___________

المجموعة الثالثة:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان}.
اختلف المفسرون في المراد بمن ومعنى العفو والمراد بالأخ والمخاطب بالاتباع والأداء على أقوال
الأول: أن المراد بمن هو القاتل أي فمن عفى (على بابه في الترك والإسقاط) له من أخيه (المقتول أو وليه ) شيء (الدم) أي إذا عفا الأولياء عن الدم ورضوا بالدية فلا خيار للقاتل بل عليه الأداء بإحسان وعلى الولي اتباع بالمعروف في طلب الدية. وهو مروي عن ابن عباس
الثاني: أن المراد بمن هو الولي أي فإذا عفي (يسر) الولي لأخيه (في الإسلام القاتل ) شيء (الدية) أي أن الولي إذا جنح إلى العفو عن الدية فالقاتل مخير بين الدية وتسليم نفسه وندب الله القاتل في الآية إلى الاتباع بالمعروف في الدية والأداء بإحسان . وهو مروى عن مالك
الثالث: أن المراد بمن القبيلين الذين نزلت فيهم الآية والعفو هنا بمعنى فضل وكثر أي
فمن فضل له من الطائفتين على الأخرى شيء من تلك الديات فعلى الطالب اتباع بالمعروف وعلى المؤدي الأداء بإحسان ذكره ابن عطية
الرابع: أن عفى بمعنى أفضل والآية ف
ي الفضل بين دية المرأة والرجل والحر والعبد، أي من كان له ذلك الفضل فاتباع بالمعروف وعلى المؤدي الإحسان وكأن الآية من أولها بينت الحكم إذا لم تتداخل الأنواع ثم الحكم إذا تداخلت وهو قول علي رضي الله عنه والحسن بن أبي الحسن
والأقرب لسياق الآية هو الأول والله أعلم وإن كان الثالث والرابع يدخل في التفسير الأول ضمنيا .
[نسبة الأقوال تُتبع بقول: " كما ذكره ابن عطية " لأن مجرد النقل عن ابن عطية لا يضمن التثبت من صحة هذه النسبة]
___
ب: المراد بالأيام المعدودات.
المراد بالأيام المعدودات
اختلف المفسرون فيه على قولين
الأول: شهر رمضان ذكره ابن عطية واختاره ابن كثير
الثاني: الثلاثة أيام من كل شهر كما كان صيام السابقين ذكره ابن عطية
والراجح الأول لسياق الآية
[ كان من المفترض توضيح السؤال بقول: المراد بالأيام المعدودات في قوله تعالى:{ أيامًا معدودات فمن كان منكم مريضًا ..}
لكن لما لم يكن غيرها في مقرر القسم الثالث عشر لم توضح، وقد أحسنتِ البيان هنا ثم عدتِ وحررتِ المراد بالأيام المعدودات في قوله تعالى:{ واذكروا الله في أيام معدودات} ]

______

2: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالإصلاح في قوله تعالى: {فمن خاف من موصٍ جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه}.
تنوعت أقوال المفسرين فيه على قولين
الأول: عمل بالإصلاح بين الموصى لهم والموصي بأن وعظه ورده فصلح بذلك ما بينه وبين ورثته وبين الورثة ذاتهم
الثاني: أصلح أي عدل في الوصية إلى الوجه الشرعي إلى ما هو أقرب الأشياء وأشبه الأمور جمعا بين مقصود الميت والطريق الشرعي
والإية تشمل الوجهين وإن كان الأول أقرب للسياق

ب: حكم الوصيّة في قوله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصيّة للوالدين والأقربين} الآية.
اختلف المفسرون فيها على أقوال بناء على اختلافهم في نسخ الآية
الأول : أنها كانت فرضا نسخت فيمن يرث باقية فيمن لا يرث فيوصى له من الثلث وهو مروي
عن ابن عباس
الثاني: أنها مندوب إليها فنسخت الآية جميعها يؤيدها الحديث " ما حق مسلم يبيت ليلتين إلا ووصيته عند رأسه" وهذا القول مروى عن عمر وابن عباس أيضا وابن زيد
الثالث: مشروعة إن ترك مالا جزيلا وقد اختلفوا في مقداره
[ راجعي تفسير ابن كثير فلديكِ خلطٌ بين القول الأول والثاني، وعند القول بالنسخ لابد أن يبين ما هو الناسخ ]

ج: سبب نزول قوله تعالى: {أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}.
أن بعض الصحابة اختانوا أنفسهم وأصابوا النساء بعد النوم أو بعد صلاة العشاء وقد كان الصيام في أول الأمر أن من نام بعد وقت الفطر فلا يحل له الأكل أو غشيان النساء فوقع في ذلك بعض الصحابة كما ورد عن عمر بن الخطاب وكعب بن مالك فشكوا إلى رسول الله فأنزل الله الآية


التقويم: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، وآسف لخصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir