دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 ذو الحجة 1439هـ/2-09-2018م, 11:46 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي مجلس أداء التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير

مجلس أداء التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 محرم 1440هـ/15-09-2018م, 01:07 AM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
التطبيقات:
1-قول ابن عباس في قوله عز وجل: {ولله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).

التخريج:
روى الطبري في تفسيره قال :حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس قوله: (وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى فِي السَّمَوَاتِ) يقول: ليس كمثله شيء.( جامع البيان 20 /96)
التوجيه:
يقول الطبري:
في تفسير قوله تعالى: ( ولله المثل الأعلى): ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض ، وهو أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، ليس كمثله شيء ، فذلك المثل الأعلى ، تعالى ربنا وتقدس .

محمل هذا القول مبنى على معنى المثل في الآية ؛فإن المثل يأتي في القرآن على ثلاثة معان هي : 1- الوصف ومنه قول الله تعالى"مثل الجنة التي وعد المتقون " أي وصفها.
والثانى الأنموذج والمثال ومنه قول الله تعالى : (ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة) والثالث ما يضرب من أمثال للعبرة والعظة كقوله تعالى: (وتلك الأمثال نضربها للناس) ، ( ومثلهم كمثل الذي استوقد نارا) ، ولاشك أن المعنى المراد الذي يليق بجلال الله وكماله هو المعنى الأول كما قال النحاس :وحقيقته في اللغة :" وله الوصف الأعلى " ، والمعنى أي له الصفات العليا ؛ فله من كل صفة أعلاها ومنتهاها ، لذلك وصفت صفاته بأنها حسنى أي التي بلغت من الحسن منتهاه.

الخلاصة أن هذا القول محمول على التفسير بلازم المعنى ، فطالما أن الله عز وجل له صفات الجلال والكمال العليا فيلزم من ذلك أنه ليس كمثله شيء سبحانه وتعالى.
-----
2- قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
التخريج:
رواه ابن أبي حاتم وابن جرير الطبري عن طريق : همّامٌ، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّه كان يقرؤها: بعد أمَهٍ ويفسّرها: بعد نسيانٍ.
التوجيه:
قال بن جرير:وقد روي عن جماعةٍ من المتقدّمين أنّهم قرءوا ذلك: بعد أمّةٍ بفتح الألف، وتخفيف الميم، وفتحها بمعنى بعد نسيانٍ. وذكر بعضهم .
فالعرب تقول من ذلك: أمه الرّجل يأمه أمهًا: إذا نسي. وكذلك تأوّله من قرأ ذلك كذلك.
وتوجيه هذا القول مبنى على اختلاف القراءات فقراءة أمة بفتح الألف وتخفيف الميم بمعنى نسيان وأن ذلك تعرفه العرب
وليس بين معنى أمة أي حقبة من الزمن ، وأمه أي نسيان تضاد ؛ بل ربما يكون بينهما علاقة تعليلية ،إذ أن التذكر بعد حين أو مدة من الزمن -كما جاء في بعض أقوال السلف الأخرى كعكرمة وقتادة- يقتضي نسيانا وإلا فما فائدة قوله : "وادكر"، والتذكر يكون غالبا بعد نسيان.
-------
3- قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).
التخريج:
روى بن جريرالطبري في تفسيره :قال: حدّثني يونس، قال: أخبرنا عليّ بن معبدٍ، عن عتّاب بن بشيرٍ، مولى قريشٍ، عن سالمٍ الأفطس، في قوله: {إنّما ذلكم الشّيطان يخوّف أولياءه} قال: يخوّفكم بأوليائه ( الجامع لأحكام القرآن 7 /416)
التوجيه:
قال بن عطية :
يُخَوِّفُ فعل يتعدى إلى مفعولين، لكن يجوز الاقتصار على أحدهما إذ الآخر مفهوم من بنية هذا الفعل، لأنك إذا قلت: خوفت زيدا، فمعلوم ضرورة أنك خوفته شيئا حقه أن يخاف، وقرأ جمهور الناس يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فقال قوم المعنى: يخوفكم أيها المؤمنون أولياءه الذين هم كفار قريش، فحذف المفعول الأول .
وقرأ ابن عباس فيما حكى أبو عمرو الداني «يخوفكم أولياءه» المعنى يخوفكم قريش ومن معهم، وذلك بإضلال الشيطان لهم وذلك كله مضمحل، وبذلك قرأ النخعي وحكى أبو الفتح بن جني عن ابن عباس أنه قرأ «يخوفكم أولياءه» فهذه قراءة ظهر فيها المفعولان،وفسرت قراءة الجماعة «يخوف أولياءه» قراءة أبي بن كعب «يخوفكم بأوليائه»
قال بن عاشور:
وَقَوْلُهُ: يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ تَقْدِيرُهُ يُخَوِّفُكُمْ أَوْلِيَاءَهُ، فَحَذَفَ الْمَفْعُول الأول لفعل (يُخَوِّفُ) بِقَرِينَةِ قَوْلِهِ بَعْدَهُ: فَلا تَخافُوهُمْ فَإِنَّ خَوَّفَ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ إِذْ هُوَ مُضَاعَفُ خَافَ الْمُجَرَّدِ، وَخَافَ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ فَصَارَ بِالتَّضْعِيفِ مُتَعَدِّيًا إِلَى مَفْعُولَيْنِ مِنْ بَابِ كَسَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [آل عمرَان: 28] .
وَضَمِيرُ فَلا تَخافُوهُمْ عَلَى هَذَا يَعُودُ إِلَى أَوْلِياءَهُ.
الخلاصة:
توجيه هذا القول يرجع إلى اختلاف القراءات وإلى لغة العرب وما تتضمنه من الحذف والاختصار في الكلام ، وهذا من البلاغة ، وأيضا مايدل عليه سياق الآية فإن الخطاب للمؤمنين ودليل ذلك قوله {فلاتخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} ، ومن المعلوم أن الشيطان لا يخوف أولياءه من الكفار والمنافقين بل يدفعهم دفعاً لقتال المؤمنين والبطش بهم ،وإنما يخوف المؤمنين ويثبطهم عن قتال الكفاربأن يجعل لأولياءه هالة وعظمة فيحسب المؤمنون لهم حساباً.
-------
4-قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)
التخريج:
روى بن جرير في تفسيره قال:حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ: {يحفظونه من أمر اللّه} قال: الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه.
التوجيه:
قال بن جرير:
الّذين يحفظونه هم الملائكة ووجه قوله: ( بأمر اللّه ) إلى معنى أنّ حفظها إيّاه من أمر اللّه.
قال ابن عطية:
و " المعقبات " - على هذا الملائكة الحفظة على العباد أعمالهم، والحفظة لهم أيضاً - قاله الحسن، وروى فيه عثمان بن عفان حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول مجاهد والنخعي.... ،{ من أمر الله } يحتمل أن يكون صفة لـ { معقبات } ويحتمل أن يكون المعنى: يحفظونه من كل ما جرى القدر باندفاعه، فإذا جاء المقدور الواقع أسلم المرء إليه.
قال مكي بن أبي طالب:
واختار النحاس القول الأول، وهو أن يكون (المعقبات): (الملائكة) على ما تقدم ذكره، واحتج فيه (بما) رواه أبو هريرة من حديث مالك بن أنس رضي الله عنهـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لله ملائكة يتعاقبون فيكم بالليل والنهار "متفق عليه.
قال السمين الحلبي:
قوله { يَحْفَظُونَهُ } يجوز أن يكونَ صفةً لـ " مُعَقِّبات " ، ويجوز أن يكونَ حالاً من الضميرِ المستكنِّ في الجارِّ الواقعِ خبراً. و { مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } متعلقٌ به، و " مِنْ ": إمَّا للسبب، أي: بسبب أمرِ الله، -ويدلُّ له قراءة علي بن أبي طالب وابن عباس وزيد بن علي وعكرمة " بأَمْرِ الله ". وقيل: المعنى على هذا: يحفظون عملَه بإذن الله، فحذف المضافَ- وإمَّا أن تكونَ على بابها. قال أبو البقاء: " مِنْ أَمْرِ الله، أي: من الجنِّ والإِنس، فتكون " مِنْ " على بابها ". يعني أَنْ يُرادَ بأمر الله نفسُ ما يُحْفَظُ منه كَمَرَدة الإِنس والجنِّ، فتكون " مِنْ " لابتداء الغاية.
ومن جعل (المعقبات) ملائكة كان قوله من أمر الله على وجهين:
أحدهما: أن تكون "من " بمعنى الباء، أي: يحفظونه بأمر الله لهم أن يحفظوه حتى يأتيه ما قدر عليه، فلا ينفع حفظهم إياه من قدر الله (سبحانه) إذا جاءهم (وهو توجيه قول ابن جبير).
وقال الحسن: المعنى: يحفظونه عن أمر الله، " فمن " بمعنى " عن "،والمعنى: حفظهم إياه عن أمر الله، كان، لا من عند أنفسهم.

وخلاصة القول :أن محمل تفسير سعيد بن جبير الحفظة: بالملائكة هو ماوردت به النصوص الصحيحة من كون الملائكة توصف بالتعاقب كما جاء في حديث أبي هريرة وتوصف بالحفظ كما ورد في القرآن {وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين}وقوله {ويرسل عليكم حفظة}
وأما وجه تفسير قوله تعالى {من أمر الله} حفظهم إياه من أمر الله أمران :
أحدهما :أن القراءة الشاذة " بأمر الله" تعضده وهى قراءة مفسرة للمعنى.
الثاني:أن {من}بمعنى الباء أي السببية أي قيامهم بحفظه كان بأمر الله لهم وبإذنه لهم.
-------
5- قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه).
التخريج
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا هشيمٌ، حدّثنا أبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ -رضي اللّه عنهما-، أنّه قال: «في الكوثر: هو الخير الّذي أعطاه اللّه إيّاه» ، قال أبو بشرٍ: قلت لسعيد بن جبيرٍ: فإنّ النّاس يزعمون أنّه نهرٌ في الجنّة، فقال سعيدٌ: النّهر الّذي في الجنّة من الخير الّذي أعطاه اللّه إيّاه). [صحيح البخاري: 6 / 178]

كما رواه الطبري في تفسيره عن طريقي أبي بشر وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس .
التوجيه
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير:
{ الكوثر } اسم في اللغة للخير الكثير صيغ على زِنة فوْعل، وهي من صيغ الأسماء الجامدة غالباً نحو الكوكب، والجورب، والحوشب والدوسر، ولا تدل في الجوامد على غير مسماها، ولما وقع هنا فيها مادة الكَثْر كانت صيغته مفيدة شدة ما اشتقت منه بناء على أن زيادة المبنى تؤذن بزيادة المعنى، ولذلك فسره الزمخشري بالمفرط في الكثرة، وهو أحسن ما فُسر به وأضبطُه، ونظيره جَوْهر، بمعنى الشجاع كأنه يجاهر عدوّه، والصومعة لاشتقاقها من وصف أصمع وهو دقيق الأعضاء لأن الصومعة دقيقة لأن طولها أفرط من غلظها. ويوصفُ الرجل صاحب الخير الكثير بكَوثر من باب الوصف بالمصدر كما في قول لبيد في رثاء عوف بن الأحوص الأسدي
وصاحب ملحوب فُجعنا بفقده وعند الرّداع بيتُ آخر كوثر

ملحوب والرداع كلاهما ماء لبني أسد بن خزيمة، فوصف البيت بكوثر ولاحظ الكميت هذا في قوله في مدح عبد الملك بن مروان
وأنتَ كثيرٌ يا ابنَ مروان طيبٌ وكان أبوك ابنُ العقايل كَوْثرا

وسمي نهر الجنة كوثراً كما في حديث مسلم عن أنس بن مالك قال:بَيْنَمَا نَحْنُ عِندَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ إِذْ غَفَا إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا فقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «نَزَلَتْ عَلَيَّ سُورَةٌ» فَقَرَأَ بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحَيم {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} إِلَى آخِرِهَا، ثم قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الكَوْثَرُ؟» قُلْنَا: اللهُ ورَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّهُ نَهَرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وهُو حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ القِيَامَةِ» الحديثَ. ، وقد فسر السلف الكوثر في هذه الآية بتفاسير أعمها أنه الخير الكثير، وروي عن ابن عباس، قال سعيد بن جبير فقلت لابن عباس إن ناساً يقولون هو نهر في الجنة، فقال هو من الخير الكثير. وعن عكرمة الكوثر هنا النبوءة والكتاب، وعن الحسن هو القرآن، وعن المغيرة أنه الإِسلام، وعن أبي بكر بن عَيَّاش هو كثرة الأمة، وحكى الماوردي أنه رفعة الذكر، وأنه نور القلب، وأنه الشفاعة، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم المروي في حديث أنس لا يقتضي حصر معاني اللفظ فيما ذكره. وأريد من هذا الخبر بشارة النبي صلى الله عليه وسلم وإزالةُ ما عسى أن يكون في خاطره من قول من قال فيه هو أبتر، فقوبل معنى الأبتر بمعنى الكوثر، إبطالاً لقولهم.
الخلاصة:
أن حاصل قول سعيد بن جبير أن قول ابن عباس في الكوثر أنه الخير الكثير لا يخالف قول غيره : إن المراد به نهر في الجنة ؛ لأن النهر فرد من أفراد الخير الكثير، بل قال ابن حجر العسقلاني :" والكَوْثَرُ فَوْعَلٌ مِنَ الكَثْرَةِ، سُمِّيَ بِهَا النَّهَرُ؛ لِكَثْرَةِ مَائِهِ وآنِيَتِهِ وعِظَمِ قَدْرِهِ وخَيْرِهِ " .
وتأويل ابن عباس تشهد له لغة العرب كما أنه أعم في المعنى.
---------

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 محرم 1440هـ/15-09-2018م, 04:26 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).
التخريج: رواه ابن جرير من طريق معاوية عن علي عن ابن عباس.
التوجيه: كما ذكر أهل اللغة أن من معاني المثل: الوصف؛ فكونه تعالى له الوصف الأعلى الذي ليس لغيره مثله قد عرف به، فيلزم من ذلك أنه سبحانه ليس كمثله شيء، وهذا من باب التفسير باللازم.
كما أن هنالك توجيها آخر، و هو متعلق بما قبله: { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} أي: أن الله تعالى ضرب للخلق مثلا عندهم حتى يسهل عليهم عقله، فإعادة الشيء على الخلائق أهون عندهم من ابتدائه، فينبغي أن يكون البعث لمن قدر على البداية عند الخلق أهون عليه من الإعادة. فقوله: {وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى} أي: إذا ضرب مثلا مما عندكم فيما بينكم فليس معناه أنه مثلكم أو يماثله أحد، و لكنه سبحانه { ليس كمثله شيء }، لأن له الصفة العليا.

2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
التخريج: رواه ابن جرير و ابن أبي حاتم من طريق قتادة عن عكرمة عن ابن عباس.
التوجيه: هذا القول مبني على القراءة الغير متواترة {و ادّكر بعد أَمَهٍ}، وهذه القراءة ذكرها ابن جرير في تفسيره و نسبها لبعض السلف كابن عباس رضي الله عنهما و عكرمة.
" بعد أَمَهٍ" بفتح الألف وتخفيف الميم وفتحها بمعنى: بعد نسيان، و هذا مأخوذ من قولهم أمِهت الشيء، (إذا) نسيتهُ.
قال الشاعر: أمهت وكنتُ لا أنسى حديثاً * كذاكَ الدهرُ يودي بالعُقولِ

3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).
التخريج: رواه ابن جرير من طريق علي بن معبد عن عتاب بن بشير مولى قريش عن سالم الأفطس.
التوجيه: وقوله : { يخوف أولياءه } فعل ومفعول ثان، ومضاف إليه، وفاعله ضمير مستتر يعود على الشيطان، والمفعول الأول محذوف للفعل ( يخوّف ) و حُذف حرف الجر. كما في قوله : { لِيُنذِرَ يَوْمَ التلاق } أي: لينذركم بيوم التلاق، ذلك أن اليوم لا يُنذِر و لكن يُنذَر به، و قوله: {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا} بمعنى: لينذركم ببأس الشديد.
و فعل (خوّف) يتعدى إلى مفعولين كونه فعل مضاعف لفعل خاف مجرد.
و يدل على هذا التوجيه القراءة التي نسبها البغوي و ابن عطية لأبيّ بن كعب { يخوفكم بأولياءه } فذكر المفعول و حرف الجر.

4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)
التخريج: رواه ابن جرير من طريق جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير.
التوجيه: «مِنْ» بمعنى باء السببية، أي: يحفظونه بأمر الله وبإذنه، فحفظهم إياه متسبب عن أمر الله لهم بذلك، فهم منفذون منقاذون لأمر الله.
و هذا التفسير يؤكده ما ذكره ابن كثير: وقال قتادة : ( يحفظونه من أمر الله ) قال : وفي بعض القراءات : " يحفظونه بأمر الله ". فهذه القراءة التي ذكرها قتادة من غير نسبة ترَجّح من أن حروف الجر تتناوب و تحمل معاني لحروف أخرى.

5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه).
التخريج: رواه ابن جرير من طريق أبي بشر وعطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
التوجيه: الكوثر فوعل من الكثرة، ومعناه الخير الكثير. والعرب تسمي كل شيء كثر عدده، وعظم شأنه: كوثرا، وقد قيل لأعرابية بعد رجوع ابنها من سفر: بم آب ابنك؟ قالت: آب بكوثر. أي: بشيء كثير.
فقد حمل اللفظ على العموم دون تخصيص خيرٍ دون آخر، كما أن تفسير النبي صلى الله عليه و سلم للكوثر بنهر في الجنة هو من باب التفسير بالمثال و لبيان جزء من هذا الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 محرم 1440هـ/15-09-2018م, 09:19 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:

1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).
التخريج:
أخرجه ابن جرير في تفسيره عن علي، عن أبي صالحٍ، عن معاوية، عن علي عن ابن عباس.
التوجيه:
هذا تفسير بعض المعنى باللازم.
قال أبو جعفر النحاس عن معنى(وله المثل الأعلى): وحقيقته في اللغة :{وله الوصف الأعلى}.
قال الطبري: (وقوله : ( وله المثل الأعلى ) يقول : ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض ، وهو أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، ليس كمثله شيء ، فذلك المثل الأعلى ، تعالى ربنا وتقدس) .

فلما تقرر أن لا معبود بحق في السموات ولا في الأرض إلا الله سبحانه, وأن لا شريك له مطلقا: لا في أسمائه, ولا في صفاته, ولا في أفعاله, فله سبحانه كمال الصفات وكمال الأفعال, وليس هذا لغيره, بل كل كمال بشري منه سبحانه, هو خالقه وواهبه; توجه قول ابن عباس رضي الله عنهما:(ليس كمثله شيئ) فلا يشرك معه غيره في ربوبيته أو ألوهيته.

2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
التخريج:
رواه ابن ابي حاتم, وابن جرير بطرق عن عكرمة، عن ابن عباس.
التوجيه:
يوجه هذا المعنى على قراءة من قرأ (بعد أمّةٍ) بفتح الألف، وتخفيف الميم، وفتحها, بمعنى: بعد نسيان.
قال الفراء: (وقوله: (وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ)الأمة: الحين من الدَّهْرِ. وقد ذُكِرَ عَن بعضهم (بَعْدَ أَمَهٍ) وهو النسيان. يُقال رجلٌ مأموه كأنه الَّذِي لَيْسَ معه عقله وقد أمه الرجل).
ويمكن الجمع بين المعنيين كما قال أبو جعفر النحاس: (روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وسفيان عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس (بعد أمة) بعد حين,
روى عفان عن همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنه قرأ (وادكر بعد أمه) والمعروف من قراءة ابن عباس وعكرمة (وادكر بعد أمة),
وفسراه بعد نسيان, والمعنيان متقاربان لأنه ذكر بعد حين وبعد نسيان).

3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).
التخريج:
رواه ابن ابي جرير في تفسيره عن يونس، عن عليّ بن معبدٍ، عن عتاب بن بشيرٍ، عن سالمٍ الأفطس.
التوجيه:
هذا القول مبني على إعراب الآية, فالفعل " خوّف "المضعف يتعدى إلى مفعولين فحذف المفعول الأول, وهو كقوله تعالى:(ويحذركم الله نفسه).
ودل على هذا المعنى سياق الآيات, وقوله بعدها:(فلا تخافوهم وخافون).
وقد قال الطبري: فإن قال قائلٌ: وكيف قيل: {يخوّف أولياءه} وهل يخوّف الشّيطان أولياءه؟ وكيف قيل: إن كان معناه يخوّفكم بأوليائه يخوّف أولياءه.
قيل ذلك نظير قوله: {لينذر بأسًا شديدًا}، بمعنى: لينذركم بأسه الشّديد، وذلك أنّ البأس لا ينذر، وإنّما ينذر به.
وقال شيخ الإسلام: (هذا هو الصواب الذي عليه جمهور المفسرين؛ كابن عباس، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والنَّخعِى. وأهل اللغة كالفَرَّاء، وابن قتيبة، والزجاج، وابن الأنبارى. وعبارة الفراء: يخوفكم بأوليائه، كما قال: { لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ } [2]، ببأس شديد، وقوله: { لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ } [3]، وعبارة الزجاج: يخوفكم من أوليائه.
قال ابن الأنبارى: والذي نختاره في الآية: يخوفكم أولياءه. تقول العرب: أعطيت الأموال، أي: أعطيت القوم الأموال فيحذفون المفعول الأول ويقتصرون على ذكر الثاني؛ وهذا لأن الشيطان يخوف الناس أولياءه تخويفا مطلقا، ليس له في تخويف ناس بناس ضرورة، فحذف الأول ليس مقصودا، وهذا يسمى حذف اختصار، كما يقال: فلان يعطى الأموال والدراهم).

وايضا يكون التفسير على قراءة ابن عباس وابن مسعود, فقد ذكر ابن ابي حاتم بأن ابن عباس - رضي الله عنهما- كان يقرأ: (يخوفكم أولياءه), وذكر صاحب الكشاف بأن هذه كانت قراءة ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم, فهذا توجيه بين للمعنى.

4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)
التخريج:
رواه ابن جرير في تفسيره عن ابن حميدٍ، عن جرير، عن عطاء، عن سعيد بن جبيرٍ.
التوجيه:
والتفسير بحسب معاني الحروف التي وردت في الآية, فتكون (من) الوارد في الآية للسببية, قال البغوي: ( يحفظونه من أمر الله ) يعني : بأمر الله ، أي : يحفظونه بإذن الله ما لم يجئ المقدور.
وقال الألوسي في روح المعاني: ًٍٍٍََِِِِ(من أمر الله) متعلق بما عنده و ( من ) للسببية أي يحفظونه من المضار بسبب أمر الله تعالى لهم بذلك).

ويكون المعنى: يحفظونه بأمر الله وإذنه.
وقد قرأ علي بن أبي طالب وابن عباس وعكرمة وجعفر بن محمد: «يحفظونه بأمر الله» قال صاحب الكشاف:(وهي ظاهرة في السببية), وعلى هذا تحمل قراءة من قرأ(يحفظونه بأمر الله) على السببية أيضا من وجه, كما قال القرطبي:(ف " من " بمعنى الباء ; وحروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض).

5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه).
التخريج:
رواه البخاري.
التوجيه:
هذا تفسير بالمعنى اللغوي للكلمة لمطابقته للمراد من معنى الاية, ولكمال فضل الله على نبيه عليه الصلاة والسلام, وكمال منته عليه, , فهو قول عام يدخل فيه جميع ما أعطى الله نبيه من خيري الدنيا والآخرة, ومنها كما ورد في الحديث: النهر الذي في الجنة.
قال ابن قتيبة:(قال ابن عيينة: «قال عبد الكريم أو أمية: قالت عجوز: قدم فلان بكوثر كثير».
وأحسبه «فوعلا» من الكثرة.
وكذلك يقال للغبار -إذا ارتفع وكثر-: كوثر، قال الهذليّ يذكر الحمار:
يحامي الحقيق إذا ما احتد ....... من حمحم في كوثر كالجلال
أي في غبار كثير كأنه جلال السفينة أو الدوابّ).
وقال الزجاج: وقال أهل اللغة: الكوثر فوعل من الكثرة، ومعناه الخير الكثير.
وجميع ما جاء في تفسير هذا قد أعطيه النبي عليه السلام، قد أعطي الإسلام والنبوة وإظهار الدين الذي أتى به على كل دين والنصر على عدوه والشفاعة، وما لا يحصى مما أعطيه، وقد أعطي من الجنة على قدر فضله على أهل الجنة

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 محرم 1440هـ/20-09-2018م, 12:55 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:
1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).
التخريج: رواه ابن جرير في تفسيره بسنده عن علي ثنا أبو صالح ثني معاوية، عن علي
التوجيه : أن المثل الأعلي هنا وحدانيته وتفرده فقوله{ ليس كمثله شيء } هي صفة له وتوصيف لوحدانيته وهي المثل الأعلى
قال ابن جرير :وقوله: (وله المثل الأعلى) يقول: ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض، وهو أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، ليس كمثله شيء، فذلك المثل الأعلى، تعالى ربنا وتقدس.
[تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر 20/ 94]

قال ابن عطية: لأن ما يتحصل للعقل من وحدانيته وأزليته ونفي ما لا يجوز عليه ليس يماثله فيه شيء، وذلك المتحصل هو المثل الأعلى الذي في قوله عز وجل:
وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى [النحل: 6] . وقد جاء في تفسيره أنه لا إله إلا الله ففسر بجهة الوحدانية
[تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 1/ 99]
________

2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
التخريج:رواه ابن جرير في تفسيره من أكثر من طريق عن عكرمة وعن قتادة عن ابن عباس
التوجيه: أن الأمه بفتح الهمزة وتخفيف الميم بمعنى النسيان ذكره الجوهري [الصحاح 6/ 2224] وابن فارس (مجمل اللغة 1/102)
قال القرطبي: " وادكر بعد أمه" بفتح الهمزة وتخفيف الميم، أي بعد نسيان، قال الشاعر:
أمهت وكنت لا أنسى حديثا ... كذاك الدهر يودي بالعقول

[تفسير القرطبي 9/ 201]
__________
3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).
التخريج: رواه ابن جرير في تفسيره عن يونس قال، أخبرنا علي بن معبد، عن عتاب بن بشير مولى قريش
التوجيه: أنه حذف المفعول الثاني وحرف الجر
قال الواحدي: يخوفكم بأوليائه وهو المشركون فحذف المفعول الثاني وحرف الجر قال الفراء: ومثله قوله: {لينذر يوم التلاق} [غافر: 15] ومعناه: لينذركم بيوم التلاق، وقوله: {لينذر بأسا شديدا} [الكهف: 2] أي: لينذركم ببأس شديد.والذي يدل على هذا قراءة أبي بن كعب يخوفكم بأوليائه.[التفسير الوسيط للواحدي 1/ 523]
_____________

4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)
التخريج: رواه ابن جرير في تفسيره من طريق ابن حميد عن جرير، عن عطاء بن السائب
التوجيه: أن في الآية إضمارا تقديره ذلك الحفظ من أمر الله كما قال الفراء وغيره

قال الباقولي :قيل: يحفظونه من أمر الله، أي: من تلك الجهة وقع حفظهم له، أي: حفظهم إياه إنما هو من أمر الله، كما يقال: هذا من أمر الله.[إعراب القرآن للباقولي ]
قال الفراء:والمعقبات من أمر الله عز وجل يحفظونه، وليس يحفظ من أمره إنما هو تقديم وتأخير والله أعلم، ويكون (يحفظونه) ذلك الحفظ من أمر الله وبأمره وبإذنه عز وجل كما تقول للرجل: أجيئك من دعائك إياي وبدعائك إياي والله أعلم بصواب ذلك.(معاني القران2/60)
قال الرازي تعليقا على الفراء
القول الثاني: أن فيه إضمارا أي ذلك الحفظ من أمر الله أي مما أمر الله به فحذف الاسم وأبقي خبره كما يكتب على الكيس، ألفان والمراد الذي فيه ألفان.
_________


5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه).
التخريج: رواه ابن جرير في تفسيره من أكثر من طريق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
التوجيه: أن المعنى اللغوي لكلمة كوثر أي الكثير
قال ابن منظور: والكوثر الكثير من كل شيء والكوثر الكثير الملتف من الغبار إذا سطع وكثر هذلية قال أمية يصف حمارا وعانته يحامي الحقيق إذا ما احتدمن وحمحمن في كوثر كالجلال أراد في غبار كأنه جلال السفينة وقد تكوثر الغبار إذا كثر قال حسان بن نشبة أبوا أن يبيحوا جارهم لعدوهم وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا وقد تكوثر ورجل كوثر كثير العطاء والخير والكوثر السيد الكثير لخير قال الكميت وأنت كثير يا ابن مروان طيب وكان أبوك ابن العقائل كوثرا وقال لبيد وعند الرداع بيت آخركوثر والكوثر النهر عن كراع والكوثر نهر في الجنة يتشعب منه جميع أنهارها [لسان العرب 5/3828]
قال ابن قتيبة :قال ابن عيينة: (2) "قال عبد الكريم أبو أمية: قالت عجوز: قدم فلان بكوثر كثير". 541 وأحسبه "فوعلا" من الكثرة. وكذلك يقال للغبار- إذا ارتفع وكثر-: كوثر؛ قال الهذلي يذكر الحمار:يحامي الحقيق إذا ما احتدمـ ... ـن حمحم (3) في كوثر كالجلال أي في غبار كثير كأنه جلال [السفينة أو الدواب] .[غريب القرآن لابن قتيبة ص: 541]

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 01:30 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس أداء التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير
توجيه أقوال المفسّرين.



أحسنتم بارك الله فيكم وسدّدكم.

- التطبيق الثالث:
للفائدة: قال شيخنا عبد العزيز الداخل -حفظه الله-:
"توجيه قول سالم الأفطس في تفسير قول الله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه} قال: يخوّفكم بأوليائه.
هذا القول يمكن أن يوجّه بأحد توجيهين:
الأول: أن يكون ذلك من باب التفسير بلازم المعنى؛ ومعنى الآية أن الشيطان يخوّف أولياءه، وبيان ذلك أن التخويف يُعدّى بمفعول ويعدّى بمفعولين:
- فتعديته بمفعول واحد كقولك: خوّفتُ زيداً فخاف.
- وتعديته بمفعولين كقولك: خوّفتُ زيداً الأعداءَ فخافهم.
فالمفعول الثاني بيان للمخوف منه.
وهذا التخويف يكون بتعظيم شأن الأعداء وشدّة بطشهم حتى يخافهم.
ومن ذلك قول عروة بن الورد:
أرى أم حسان الغداة تلومني … تخوفني الأعداءَ والنفس أخوف
وقول عنترة:
بكَرتْ تخوفني الحتوفَ كأنني … أَصْبحْتُ عن غَرض الحتوفِ بِمَعْزِل
ويصحّ أن يسبق المفعول الثاني بـ "من" فيقال: خوّفه من الأعداء؛ فيكون الجار والمجرور في محلّ نصب مفعول ثانٍ.
ويصحّ أن يحذف المفعول الأول فيقال: أتى زيدٌ يخوّف الأعداءَ ؛ أي يُعظّم شأنهم وخطرَهم حتى يخافهم الناس.
وهذا هو معنى قول الله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه} أي يعظّم شأنهم وخطرهم حتى تخافوهم {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}.
فحذف المفعول الأوّل، ولحذف المفعول لطائف بيانية:
منها: أنّ ذلك لإرادة العموم فيدخل فيه تقدير: "يخوّفكم أولياءه" كما قدّره بعض المفسرين، ويدخل فيه غير المؤمنين من المنافقين واليهود ومشركي العرب؛ فالشيطان مجتهد في تخويف شأن أوليائه ليخافهم المؤمنون ويخافهم المستضعفون من المشركين فيطيعوهم؛ ويخافهم غيرهم فيتبعوا خطواته.
ومنها: أن المقام مقام بيان غرض الشيطان في التخويف من أوليائه وتعظيم شأنهم بغضّ النظر عمّن يصيبه هذا التخويف.
ومنها: أنّ حذف المفعول الذي يشار فيه إلى المؤمنين فيه تحقير لكيد الشيطان، وأنّ مقصوده الأعظم تخويف المؤمنين، ومن كان مؤمناً قويّ الإيمان فلن يخافَ كيده، ولذلك قال تعالى: {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} فمقتضى الإيمان الصحيح انتفاء الخوف من الشيطان.
والمقصود أن معنى الآية على ما تقرر هو أن الشيطان يخوّف المؤمنين وغيرهم شأنَ أوليائه، وهذا التخويف إنما يكون بتعظيم خطرهم في أعين المؤمنين وتهويل كيدهم كما قال أبو مالك الغفاري رحمه الله: (يعظّم أولياءه في أعينكم) رواه ابن أبي حاتم.
فيكون تأويل سالم الأفطس لهذه الآية بقوله: (يخوّفكم بأوليائه) تفسير بلازم المعنى؛ لأن المعنى يفضي إلى هذا اللازم؛ فالشيطان إنما يخوّف بأوليائه؛ فأوقع أولياءه موقع الأداة التي يخوّف بها.
والتوجيه الثاني: أن هذا التأويل مُخرّج على قراءة (يخوّفكم بأوليائه) وهي قراءة ذكرها ابن عطية عن أبيّ بن كعب، ولا أعلم لها أصلاً، وقد روي عن ابن عباس أنه كان يقرأ: [يخوفكم أولياءه] وهي قراءة فيها التصريح بالمفعول الأول.
والتوجيه الأول أقرب وأصوب لأنه متى أمكن توجيه قول المفسّر على القراءة المشهورة المتواترة فلا يعدل إلى غيرها إلا بنصّ أو قرينة؛ فالنص أن يذكر عن ذلك المفسّر كأنّه كان يقرأ الآية على قراءة موافقة لما ذهب إليه من التأويل، والقرينة كأن تكون تلك القراءة معروفة في زمن المفسّر وورد نظير ما يفيد التوجيه بها عن غيره" ا ه.


- التطبيق الخامس:
توجيه هذا القول مبناه على معنى التعريف في "الكوثر"، فمن رأي أن التعريف في "الكوثر" للعهد فسّره بالنهر، ومن رأى أنه للجنس فسّره بالخير الكثير، لأن "كوثر" صيغة مبالغة من الكثرة.


1: مها محمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

2: عباز محمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

3: فداء حسين أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

4: فاطة صابر ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: تفسير ابن عباس تفسير باللازم، إذ يلزم من كون الله تعالى له الصفة العليا والكمال المطلق (وهو المثل الأعلى) ألا يضاهيه شيء ولا يشبهه شيء، لأن صيغة أفعل التفضيل تقتضي عدم الاشتراك.
ج2: لابد أن تبيّني أن ابن عباس كان يقرأ الآية هكذا "بعد أمه" وكذلك تخريج القراءة، فهو فسّر اللفظة بمعناها المطابق بحسب ما كان يقرؤها.
ج3: المحذوف هو المفعول الأول وليس الثاني.
ج4: راجعي توجيهات الزملاء لهذا القول ومعاني "من".



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir