طبقة التابعين من القراء والمفسرين في المدينة النبوية.
1- الاسم : كثير بن أفلح الأنصاري .
🔹 فضله : أحد كَتَبة المصاحف العثمانية زمن عثمان بن عفان .
🔹 روى عن: أبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وابن عمر، وأبيه أفلح.
🔹 الرواية عنه: روى عنه ابن سيرين، وابناه عمر وعمرو.
🔹وفاته : قُتلَ يوم الحرة سنة 63هـ ، وقد رؤيت فيه رؤيا.
٢- الإسم : قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة الخزاعي .
🔹مولده :ولد عام الفتح .
🔹 فضائله :
- روي أنه أُتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو له .
- لقي جماعةً من كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وتفقّه به بهم .
- من كبار فقهاء أهل المدينة ومفتيهم .
- روى عنه في كتب التفسير المسندة ما يتعلق بأحكام القرآن.
- كان كثير السفر إلى الشام للتجارة والغزو، وكان مقرباً من عبد الملك بن مروان.
🔹 مما قيل فيه .
- قال عباس الدوري عن يحيى بن معين: قبيصة بن ذؤيب كان معلما.
- قال أبو الزناد: كان فقهاء أهل المدينة أربعة: عدّ قبيصة بن ذؤيب .
- قال عامر الشعبي: قبيصة بن ذؤيب أعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت .
- قال محمد بن راشد: حدثنا حفص الخزاعي، عن أبيه (أن قبيصة بن ذؤيب كان معلم كتاب ).
🔹 روى عن: عثمان بن عفان، وأبي عبيدة بن الجراح، وزيد بن ثابت.
🔹 وروى عنه: ابنه إسحاق وابن شهاب الزهري ورجاء بن حيوة وجعفر بن ربيعة وغيرهم .
🔹 وفاته: أصيبت عينه يوم الحرة، وتوفي سنة (86هـ)
٣- الاسم : صالح بن خوات بن جبير بن النعمان الأنصاري .
🔹 فضله : كان من قراء المدينة المعدودين.
🔹 روى عن أبيه ، وعن خاله سهل بن أبي حثمة رضي الله عنهما، وغيرهما.
- قال ابن الجزري: (روى القراءة عن أبي هريرة، أخذ عنه القراءة عرضًا نافع بن أبي نعيم).
- قال ابن سعد: (ثقة قليل الحديث).
🔹وفاته: (ت:90ه تقريباً )
٤- الاسم : عروة بن الزبير بن العوام الأسدي .
🔹 ولادته : ولد في أوّل خلافة عثمان سنة ثلاث وعشرين .
- أمه : أسماء بنت أبي بكر .
زواجه : تزوج عروة سودة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب .
🔹 فضائله .
- عُني بالعلم، وحفظ من أمّه وأخيه .
- لازم خالته عائشة رضي الله عنها مدة طويلة ووعى عنها علماً كثيراً مباركاً حتى كان من كبار أوعية العلم في زمانه.
- أحد الفقهاء السبعة، من العلماء الأعلام الذين انتهت إليهم الفتوى بالمدين . *كان واسع المعرفة بأحوال نزول القرآن وبالسير والمغازي، وأشعار العرب .
- شهد يوم الدار وهو صبي .
- كان يكثر الصيام حتى مات وهو صائم.
🔹 صفاته .
- من صفاته أنه كان يتوقى القول في التفسير .
قال هشام بن عروة: (ما سمعت أبي عروة بن الزبير يُؤَوّل آية قط) .
🔹مما قيل فيه .
- قال ابن شهاب : (وجدت عروة بن الزبير بحراً لا تكدره الدلاء ).
- وقال يحي: ( وأما أكثرهم حديثا فعروة بن الزبير).
- وقال ابن أبي الزناد: حدثني عبد الرحمن بن عوف قال: دخلت مع أبي المسجد، فرأيت الناس قد اجتمعوا على رجل، قال: فقال أبي: أي بني! انظر من هذا؟ فنظرت فإذا هو عروة بن الزبير.
قال: فقلت له: يا أبة، هذا عروة!! وتعجبتُ من ذلك.
قال: فقال: (يا بني لا تعجب؛ فوالله لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنهم يسألونه).
- وقال الحميدي: أخبرنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه قال: (ما ماتت عائشة حتى تركتها قبل ذلك بثلاث سنين).
وقال حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: (يا بني سلوني فلقد ترُكتُ حتى كدتُ أن أنسى، وإني لأُسأل عن الحديث فيقيم لي حديث يومي).
- وقال الزهري: (كان عروة يتألف الناس على علمه) .
- وقال عمرو بن دينار: لما قدم مكة – يعني عروة - قال لنا: «ائتوني فتلقَّوا مني» رواه ابن أبي شيبة وابن أبي خيثمة وابن عساكر.
- وقال يحيى بن معين عن هشام بن عروة أن أباه أحرق كتباً له فيها فقه، ثم قال: (لوددت أني كنت فديتها بأهلي ومالي).
- وقال ابن أبي الزناد: قال عروة بن الزبير: (كنا نقول لا يُتخذ كتابٌ مع كتاب الله؛ فمحوت كتبي؛ فوالله لوددت أن كتبي عندي، إن كتاب الله قد استمرّت مريرته).
🔹كرمه .
- وقال سعيد بن أسد: كان عروة بن الزبير إذا كان أيام الرطب ثلم حائطه فيدخل الناس فيأكلون ويحملون، وكان إذا دخله ردَّد هذه الآية فيه حتى يخرج منه {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} حتى يخرج.
🔹 محافظته على ورده .
كان عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم نظرا في المصحف، ويقوم به الليل؛ فما تركه إلا ليلة قطعت رجله، ثم عاوده من الليلة المقبلة).
- صبره واحتسابه .
- قال أبو عمرو الأوزاعي: (خرَجَت في بطن قدمه- يعني عروة- بثرة؛ فتأخر ما به ذلك إلى أن نُشِرَت ساقه.
وقال: قال عروة لما نشرت ساقه: (اللهم إنك تعلم أني لم أمش بها إلى سوء قط).
-وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة قال: (لما أصيب عروة برجله وبابنه محمد قال: اللهم إنهم كانوا سبعة فأخذت واحدا وأبقيت ستة، وكن أربعا فأخذت واحدة وأبقيت ثلاثا، فأيمنك لئن كنت أخذت لقد أبقيت، ولئن كنت ابتليت لقد أعفيت).
- وقال الزبير بن بكار: حدثني عثمان بن المنذر وغيره: أن هشام بن عروة قال: لما قدم عروة من الشأم في سفره الذي أصيب فيه برجله وبابنه محمد، فبلغ قصره بالعقيق، حملناه لننزله من محمله، فسمعناه يقول: {لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا}).
- مما روى عنه .
روى عروة عن عائشة فأكثر وأطاب، وروى عن أمه أسماء ، وأخيه عبد الله، وزيد بن ثابت وأبي حميد الساعدي، والمسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم وغيرهم.
🔹 ممن روى عنه .
روى عنه ابنه هشام، وابن أخيه محمد بن جعفر بن الزبير، وابن أخيه عمرو بن مصعب بن الزبير، وأبو الأسود محمد بن نوفل المعروف بيتيم عروة، ويزيد بن رومان مولى آل الزبير، وابن شهاب الزهري، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان وغيرهم.
🔹 وفاته : توفي ت:93هـ)
5- الاسم : سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي .
ولادته : ولد في أوّل خلافة عمر بن الخطاب نحو سنة 15هـ .
وكان أبوه وجده من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
🔹 زواجه : تزوج بنت أبي هريرة ، قال ابن شهاب : سمعت سليمان بن يسار، يقول: فأما أبو هريرة فكان سعيد أعلمنا بمسنداته لصهره منه».
🔹 فضائله .
- إمام التابعين في المدينة .
- كان ممن انتهت إليه الفتوى في زمانه .
- وكان عالماً بالقرآن وبالقضاء وبعبارة الرؤيا.
- ومن أكثر الناس حديثاً عن أبي هريرة وأثبتهم عنه .
- ومن أعلم التابعين بمسائل عمر؛ جدّ في طلبها حتى حفظها واحتاج الناس إليه فيها، حتى أنه كان يقال: (سعيد بن المسيب راوية عمر بن الخطاب)
قال الإمام مالك: (إن كان عبد الله بن عمر ليرسل إلى سعيد بن المسيب يسأله عن القضاء من أقضية عمر بن الخطاب).
🔹 جده في طلب العلم .
- قال معن بن عيسى: حدثنا مالك أنه بلغه أن سعيد بن المسيب قال: (إن كنتُ لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد).
- وقال ابن إسحاق: سمعت مكحولا يقول: (طفتُ الأرض كلها في طلب العلم فما لقيت أعلم من ابن المسيب).
🔹ممن أخذ عنه .
-أدرك السماع من النبي صلى الله عليه وسلم وهو صبي .
-أخذ عن جماعة من علماء الصحابة منهم عثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وزيد بن ثابت وأبو هريرة وابن عمر وعائشة وأمّ سلمة وغيرهم.
🔹 ممن روى عنه .
روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن شهاب الزهري، وسالم بن عبد الله، وقتادة، وعبد الرحمن بن حرملة، وداود بن أبي هند، وعمرو بن مرة، وعلي بن زيد بن جدعان، وغيرهم.
- وروى سعد بن إبراهيم عن سعيد بن المسيب أنه قال: (ما بقي أحد أعلم بقضاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر منّي).
- قال علي ابن المديني: (لا أعلم في التابعين أوسع علما منه، هو عندي أجلّ التابعين).
🔹 تورعه عن التفسير .
- وقال ابن وهب: عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب: أنه كان إذا سُئل عن تفسير آية من القرآن، قال: (أنا لا أقول في القرآن شيئًا).
- وقال ابن وهب: سمعت الليث يحدث، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيَّب: (أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن).
🔹 صبره على البلاء .
امتحن في الفتنة بين ابن الزبير وعبد الملك بن مروان، وسجن وضرب ضرباً شديداً وطيف به ثمّ فرّج الله عنه ورفع ذكره.
🔹وفاته :توفي سنة (94هـ)
6: الاسم :أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي .
🔹ولادته : ولد في خلافة عمر،وقد ابتلي بذهاب بصره.
🔹 فضائله .
- أحد الفقهاء السبعة وأئمة المسلمين .
- وكان من أشراف قريش وصالحيهم .
- وكان كثير العبادة حتى قيل له : راهب قريش.
- قال إبراهيم بن المنذر الحزامي، عده ابن أبي الزناد من الفقهاء السبعة .
🔹 وفاته : توفي سنة (ت:94هـ) وكانت تسمى سنة الفقهاء لكثرة من مات فيها منهم.
7: الاسم : عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي .
جدّه عتبة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قديم الإسلام، وهو أخو عبد الله بن مسعود، مات قبله،ووجد عليه وجداً شديداً،
🔹صفاته .
- كان ذكيّا حافظاً فَهِماً .
- وإذا حُدّث بحديث حفظه ووعاه .
- وكان حسن الرأي ثاقب النظر.
🔹فضائله .
- أحد الفقهاء السبعة .
- كان على سعة علمه بأحكام الشريعة من أهل المعرفة بالأدب والسير والمغازي وأيّام العرب .
- وقال مالك: (كان عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود من علماء الناس، وكان إذا دخل في صلاته فقعد إليه إنسان لم يُقبل عليه حتى يفرغ من صلاته نحو ما كان يرى من طولها) .
🔹ممن سمع منه .
- سمع من ابن عباس، وكان يُحسن التلطفَ له مع حفظه وجودة فهمه، فاستفاد منه علماً كثيراً مباركاً.
🔹مروياته .
رُويت عنه أقوال في كتب التفسير، وأكثر مروياته في كتب التفسير عن ابن عباس، وعائشة، وأرسل عن ابن مسعود.
روى عنه الزهري، وحصين بن عبد الرحمن السلمي، وأبو الزناد
🔹مكانته .
قال الزهري عن عمر بن عبد العزيز أنه قال يوما: (وددت أن لي من عبيد الله يوما بكذا وبكذا، ولو كان عبيد الله حيا لما صدرت إلا عن رأيه).
- وقال سفيان بن عيينة: سمعت الزهري يقول: (لما جالستُ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة صرت كأني أصحب بحرا).
وقال مالك أيضاً: (كان عبيد الله بن عبد الله بن عتبة من علماء الناس كثير العلم، وكان ابن شهاب يخدمه حتى إن كان ليناوله الشيء، وكان ابن شهاب يصحب عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود حتى إن كان لينزع له الماء)
- وقال عبد الله بن نافع، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، أنه قال: كان من أدركت من فقهائنا بالمدينة الذين يُنتهى إلى قوله منهم: سعيد بن المسيب
🔹وفاته : توفي سنة (ت:98هـ)
8 - الاسم : خارجة بن زيد بن ثابت بن الضحاك الخزرجي الأنصاري .
🔹 ولادته : ولد سنة 30هـ في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه .
🔹نسبه : أبوه زيد بن ثابت كاتب الوحي، وأمّه جميلة بنت سعد بن الربيع أحد النقباء ليلة العقبة .
🔹 فضائله .
- تفقّه بأبيه وجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عُدَّ من كبار أهل الفتوى في زمانه.
- أحد الفقهاء السبعة .
- كان من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- قال عبد العزيز الدراودي: سمعت عبيد الله بن عمر قال: (كان الفقه بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة في خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري .
🔹 ممن روى عنه .
روى خارجة ، عن أبيه وأمّه وعن أسامة بن زيد، وسهل بن سعد الساعدي، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وأمّ العلاء الأنصارية.
🔹 ممن روى له .
روى عنه: ابنه سليمان، وابن شهاب الزهري، ومحمد الديباج، وأبو الزناد، ويزيد بن عبد الله بن قسيط، وعبد الله بن كعب الحميري، وغيرهم.
🔹وفاته : توفي سنة (ت:100هـ) وله سبعون سنة بعد رؤيا رأها ،روي أنّ عمر بن عبد العزيز لما بلغه موته استرجع، وصفق بإحدى يديه عَلَى الأخرى، وَقَال: (ثُلمة والله فِي الإسلام).
9 - الاسم : عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي .
🔹مولده : ولد سنة 63هـ ،وبعثه أبوه إلى المدينة ليتأدّب بها، وكتب إلى صالح بن كيسان يتعاهده، وكان رجلاً حازماً؛ فانتفع بحزمه وتأديبه.
- وقال المبارك بن فضالة، عن نافع، عن ابن عمر قال: كنت أسمع ابن عمر كثيرا يقول: (ليت شعري مَن هذا الذي من ولد عمر في وجهه علامة يملأ الأرض عدلا).
🔹نسبه .
- أبوه عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي ،وأمّه أمّ عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب
قال ابن شوذب: دخل عمر بن عبد العزيز اصطبلا لأبيه فشجه فرسٌ لأبيه، فخرج والدماء تسيل على وجهه، فقال أبوه: «لعلك تكون أشجَّ بني أمية»
🔹صفاته .
- إمام العادل، وفقيه فاضل، ومجدد للدين في المائة الأولى .
- أقام العدل، وردّ المظالم، فبدأ بأهل بيته ومظالم بني أميّة .
- وضع المكوس عن الناس .
- ولّى على الأمصار الأخيارَ من أهل العلم والرأي والتدبير، ففشا الخير، وصلح أمر الرعية، واستيسر الناس .
🔹 ممن سمع منه .
سمع من عبيد الله بن عتبة ووعى عنه علماً كثيراً، وأخذ من سليمان بن يسار، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وغيرهم.
🔹 فضائله .
- جمع عشرة من كبار فقهاء المدينة فجعلهم من خاصته وقال لهم: (إني دعوتكم لأمر تؤجرون عليه، وتكونون فيه أعواناً على الحق، ما أريد أن أقطع أمرا إلا برأيكم أو برأي من حضر منكم؛ فإن رأيتم أحداً يتعدى أو بلغكم عن عامل لي ظلامة؛ فأحرّج بالله على أحد بلغه ذلك إلا أبلغني).
- تقريبه للفقهاء وأهل العلم والفضل وصدوره عن رأيهم أمر ظاهر .
🔹 اعماله .
- تولى إمارة المدينة سنة 87هـ، وهو ابن خمس وعشرين سنة .
- في إمارته أمره الوليد بن عبد الملك أن يوسّع المسجد النبوي من جهاته الأربع .
- وأن يعطي أصحاب الحقوق ثمن الزيادات شاءوا أو أبوا.
- كان عمر عضداً للخليفة سليمان بن عبد الملك .
- في عام "99هـ "تولى الخلافة ، وهو ابن ستة وثلاثين .
🔹 خوفه من ربه .
- قال جرير بن حازم: حدثنا المغيرة بن حكيم، قالت لي فاطمة ابنة عبد الملك امرأة عمر بن عبد العزيز: (يا مغيرة إنه يكون في الناس من هو أكثر صلاة وصياما من عمر، وما رأيت أحدا قط أشدَّ فَرَقا من ربّه عز وجل من عمر، كان إذا صلى العشاء قعد في مسجده ثم رفع يديه فلم يزل يبكي حتى تغلبه عيناه ثم ينتبه فلم يزل رافعا يديه يبكي حتى تغلبه عيناه).
🔹 صبره على البلاء .
لما بدا للوليد أن يعزل سليمان بن عبد الملك عن ولاية العهد، ويعهد لابنه عبد العزيز بن الوليد؛ أبى عمر وقال: لسليمان بيعة في أعناقنا، فضيّق عليه الوليد، وحبسه في بيتٍ حتى كاد أن يهلك ثم فرّج الله عنه.
🔹 مما قيل فيه .
- قال ابن وهب: حدثني ابن زيد، عن عمر بن أسيد قال: (والله ما مات عمر بن عبد العزيز حتى جعل الرجل يجيء بالمال العظيم، فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون، فما يبرح حتى يرجع بماله كله، قد أغنى عمر الناس).
- وقال وهب بن مأنوس: سمعت سعيد بن جبير، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ما رأيت أحداً أشبه صلاةً بصلاةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى، يعني عمر بن عبد العزيز فحزرنا «في ركوعه عشر تسبيحات، وفي سجوده عشر تسبيحات»
- وقال عثمان بن يزدويه: خرجت إلى المدينة مع عمر بن يزيد، وعمر بن عبد العزيز عامل عليها قبل أن يُستخلف، قال: فسمعت أنس بن مالك وكان به وضح شديد، قال: وكان عمر يصلي بنا، فقال أنس: «ما رأيت أحدا أشبه صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى، كان يخفف في تمام»
- وقال الضحاك بن عثمان، عن أنس بن مالك قال: ("ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى"، يعني عمر بن عبد العزيز).
قال الضحاك: فكنت أصلي وراءه فيطيل الأولتين من الظهر , ويخفف الآخرتين , ويخف العصر , ويقرأ في المغرب بقصار المفصل , ويقرأ في العشاء بوسط المفصل , ويقرأ في الصبح بطوال .
🔹 ممن روى له .
روى ابن عمر عن: أنس بن مالك، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ويوسف بن عبد الله بن سلام، وخولة بنت حكيم، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، والربيع بن سبرة الجهني، وإبراهيم بن ميسرة.
وروى عنه: ابنه عبد العزيز، وابن شهاب الزهري، ومحمد بن كعب القرظي، وأبو عمرو الأوزاعي، وميمون بن مهران، وعبد الله بن موهب، وهشام بن عروة، وأبو الزناد،
🔹وفاته : دامت خلافته تسعة وعشرين شهراً، ومات وهو ابن تسعة وثلاثين لم يبلغ الأربعين، سنة (101هـ)
10- الاسم : عطاء بن يسار المدني .
🔹ولادته : ولد سنة 19هـ .
🔹نسبه : مولى أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، وهو أخو سليمان بن يسار .
- قال ابن حبان: (كان يقيم بالمدينة مدة وبالشام مدة وحديثه عند أهل المِصْرَينِ معاً، فكان أهل الشام يكنونه بعبد الله وأهل مصر يَكْنُونه بيسار).
🔹فضله .
- من الفقهاء المعدودين في المدينة النبوية .
- شديد اللزوم لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
🔹صفاته : وكان عابداً واعظاً فصيحاً صاحب قصص وأخبار.
🔹مما قيل فيه .
- قال ابن وهب: حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: كان أبو حازم يقول: ما رأيت رجلا ً كان ألزمَ لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من عطاء بن يسار.
- وقال عبيد الله بن عمر القواريري: أخبرنا يوسف بن يزيد عن موسى بن دهقان قال: (رأيت عطاء بن يسار يقصّ في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم غدوة وعشية، ورأيت القاسم وسالماً يجلسان إليه).
- وقال يحيى بن سعيد: قال هشام بن عروة: (ما رأيت قاصا خيرا من عطاء بن يسار).
- وقال سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: (لم نر شيئا إلى شيء أزين من حلم إلى علم).
- وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال: (كان عطاء بن يسار يقص علينا حتى نبكي، ثم يحدّثنا بالمُلَحِ حتى نضحك، ثم يقول: مرة كذا ومرة كذا).
- قال يونس بن عبد الأعلى المصري: أخبرنا عبد الله بن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال: لو قيل لي من أحب الناس أن يُحيا لك ممن أدركت؟
لقلت: عطاء بن يسار.
قال زيد: (وما رأيتُ أحداً كان أحسن رؤيا منه؛ قال لي: "يا أبا أسامة إني رأيت في المنام كأنه قيل: لي إنا جابذوك ثلاث جَبَذات، وجاعلوك في الغرفة العليا من الجنة).
قال: (فأخذته الخاصرة بالإسكندرية مرة، ثم أخذته أخرى، ثم أخذته الثالثة؛ فمات فيها).
ممن روى عنه .
روى يسار عن: ميمونة، وعائشة، وعن ابن مسعود، وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت، وأبي هريرة، وزيد بن ثابت، ابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وأسامة بن زيد، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي الدرداء، ورفاعة بن عرابة الجهني، وعمر بن الحكم رضي الله عنهم.
وأرسل عن معاذ بن جبل وأبيّ بن كعب.
🔹مروياته .
رويت عنه أقوال في التفسير.
وروى عنه: زيد بن أسلم، وموسى بن عقبة، ومحمد بن المنكدر، وسعد بن إبراهيم، وأبو صالح السمان، وصفوان بن سليم، وهلال بن أسامة، وهلال بن علي، وعبد الله بن قسيط، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر، ومحمد بن أبي حرملة، وعبد الله بن لهيعة.
🔹وفاته : توفي توفي بالإسكندرية ،سنة :103هـ)