دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 جمادى الأولى 1431هـ/5-05-2010م, 04:39 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الصلاة: القسم الأول: الباب الخامس: صلاة الخوف

الباب الخامس: في صلاة الخوف
4053 - (خ م ط ت د س) سهل بن أبي حثمة - رضي الله عنه -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلّى بأصحابه في الخوف، فصفّهم خلفه صفين، فصلّى بالذين يلونه ركعة، ثم قام يزل قائما حتى صلى الذين خلفه ركعة، ثم تقدّموا، وتأخر الذين كانوا قدّامهم، فصلى بهم ركعة، ثم قعد حتى صلّى الذين تخلّفوا ركعة، ثم سلّم».
وفي رواية عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوّات عمّن صلّى مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يوم ذات الرّقاع صلاة الخوف: «أن طائفة صفّت معه، وطائفة وجاه العدوّ، فصلّى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائما، وأتمّوا لأنفسهم، ثم انصرفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى، فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالسا، فأتمّوا لأنفسهم، ثم سلّم بهم». أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية الموطأ عن صالح «أن سهل بن أبي حثمة حدّثه أن صلاة الخوف: أن يقوم الإمام ومعه طائفة من أصحابه، وطائفة مواجهة العدو، فيركع الإمام ركعة ويسجد بالذين معه، ثم يقوم، فإذا استوى قائما ثبت وأتمّوا لأنفسهم الركعة الباقية، ثم يسلّمون وينصرفون والإمام قائم، فيكونون وجاه العدوّ، ثم يقبل الآخرون الذين لم يصلّوا، فيكبرون وراء الإمام، فيركع بهم ويسجد، ثم يسلّم، فيقومون ويركعون لأنفسهم الركعة الباقية، ثم يسلّمون».
وفي رواية الترمذي نحوه، وزاد في آخره «فهي له ثنتان، ولهم واحدة» وأخرج أبو داود الأولى من روايتي البخاري ومسلم، ورواية الموطأ، وأخرج هو والموطأ والنسائي الرواية الثانية من روايتهما، وفي رواية للنسائى قال: «يقوم الإمام مستقبل القبلة، وتقوم طائفة منهم معه، وطائفة قبل العدوّ، وجوههم إلى العدوّ، فيركع بهم ركعة، ويركعون لأنفسهم، ويسجدون سجدتين في مكانهم، ويذهبون إلى مقام أولئك، ويجيء أولئك، فيركع بهم ويسجد سجدتين، فهي له ثنتان، ولهم واحدة، ثم يركعون ركعة ويسجدون سجدتين» وله في أخرى مختصرة «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلّى بهم ركعة ثم ذهب هؤلاء، وجاء أولئك، فصلّى بهم ركعة ركعة».

[شرح الغريب]
وجاه: الإنسان بضم الواو وكسرها مقابله وتلقاؤه.

4054 - (خ م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أنه غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل نجد، فلما قفل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قفل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاة، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتفرّق الناس يستظلّون بالشجر، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحت سمرة، فعلّق بها سيفه، ونمنا نومة، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعونا، وإذا عنده أعرابي، فقال: إنّ هذا اخترط عليّ سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله -ثلاثا - ولم يعاقبه، وجلس».
قال البخاري: وقال أبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر: «كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذات الرّقاع، فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- فجاء رجل من المشركين وسيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معلّق بالشجرة، فاخترطه، فقال: تخافني؟ فقال: لا، فقال: من يمنعك مني؟ قال: الله، فتهدّده أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأقيمت الصلاة، فصلى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا، وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، فكان للنبي -صلى الله عليه وسلم- أربع، وللقوم ركعتان».
وأول حديث أبان في رواية عفّان عنه «أقبلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا كنا بذات الرّقاع...» قال البخاري: «وقال مسدّد عن أبي عوانة عن أبي بشر: اسم الرجل: غورث بن الحارث، وقاتل فيها محارب بن خصفة» لم يزد البخاري على هذا.
وقال البخاري: وقال بكر بن سوادة: حدّثني زياد بن نافع، عن أبي موسى - وهو موسى بن علي - أن جابرا حدّثهم قال: «صلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يوم محارب وثعلبة» لم يزد البخاري على هذا، حذف المتن، وهو «أنه -صلى الله عليه وسلم- صلّى صلاة الخوف يوم محارب وثعلبة: لكل طائفة ركعة، وسجدتين» وأخرج البخاري حديث أبان تعليقا، أخرجه مسلم من رواية عفان بن أبان مدرجا على أحاديث الزهري في ذلك قبله، وذكر منه أوّله، ثم قال: «بمعنى حديث الزهري» وليس في شيء مما قبله من الروايات عن الزهري ما في حديث أبان من صلاة الخوف، وعلمنا ذلك من إيراد البخاري كذلك، ثم وجدنا مسلما قد أخرجه بعينه متنا، وإسنادا بطوله في الصلاة، ولم يدرجه، فصح أن مسلما عنى: «بمعناه» في البعض، لا في الكل، وإن كان قد أهمل البيان، وقال البخاري في كتابه في المغازي: وقال عبد الله بن رجاء: أخبرنا عمران القطان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- صلّى بأصحابه في الخوف في الغزوة السابعة: غزوة ذات الرّقاع» وأخرجه مسلم بطوله، وفيه كيفية الصلاة بنحو ما مرّ آنفا في حديث أبان عن يحيى، وأفرد مسلم منه أيضا صلاة الخوف، فقال: قال ابن إسحاق: سمعت وهب بن كيسان، سمعت جابرا قال: «خرج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى ذات الرّقاع من نخل، فلقي جمعا من غطفان، فلم يكن قتال، وأخاف الناس بعضهم بعضا، فصلّى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ركعتي الخوف».
هذا جميعه لفظ الحميدي، نقلا من كتابه «الجمع بين الصحيحين» وأخرج ذلك في المتفق، وأخرج أيضا في أفراد مسلم قال: «شهدت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف، وفصففنا صفّين خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والعدوّ بيننا وبين القبلة، فكبّر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكبّرنا جميعا، ثم ركع وركعنا جميعا، ثم رفع رأسه من الرّكوع، ورفعنا جميعا، ثم انحدر بالسجود والصفّ الذي يليه، وقام الصفّ المؤخّر في نحر العدو، فلما قضى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- السجود، وقام الصفّ الذي يليه، انحدر الصف المؤخر بالسجود، وقاموا،، ثم تقدّم الصفّ المؤخّر، وتأخّر الصفّ المقدّم، ثم ركع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وركعنا جميعا، ثم رفع رأسه من الركوع، ورفعنا جميعا، ثم انحدر بالسجود والصفّ الذي يليه الذي كان مؤخرا في الركعة الأولى، فقام الصفّ المؤخّر في نحر العدو، فلما قضى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- السجود والصفّ الذي يليه، انحدر الصفّ المؤخّر بالسجود، فسجدوا، ثم سلّم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وسلّمنا جميعا - قال جابر: كما يصنع حرسكم هؤلاء بأمرائهم».
وفي أخرى له قال: «غزونا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوما من جهينة، فقاتلونا قتالا شديدا، فلما صلّينا الظّهر، قالوا: لو ملنا عليهم ميلة لاقتطعناهم، فأخبر جبريل عليه السلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك لنا رسول الله، قال: وقالوا: إنهم ستأتيهم صلاة هي أحبّ إليهم من الأولاد، فلما حضرت العصر صففنا صفّين، والمشركون بيننا وبين القبلة - ثم ذكره - إلى أن قال: كما يصلّي أمراؤكم هؤلاء» وفي رواية النسائي «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى بهم صلاة الخوف، فقام صفّ بين يديه، وصف خلفه، صلّى بالذين خلفه ركعة وسجدتين، ثم تقدّم هؤلاء حتى قاموا في مقام أصحابهم، وجاء أولئك فقاموا مقام هؤلاء، فصلّى بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعة وسجدتين، ثم سلّم، فكانت للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- ركعتان، ولهم ركعة ركعة».
وله في أخرى بنحو رواية مسلم الأولى من أفراده، وله في أخرى: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- صلّى بطائفة من أصحابه ركعتين، ثم سلّم، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى بأصحابه صلاة الخوف، فصلت طائفة معهم، صلّى بأخرى ركعتين، ثم سلّم» وله في أخرى «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى بأصحابه صلاة الخوف، فصلت طائفة معهم، وطائفة وجوههم قبل العدوّ، فصلى بهم ركعتين، ثم قاموا مقام الآخرين، وجاء الآخرون فصلّى بهم ركعتين، ثم سلّم».

[شرح الغريب]
قفل: المسافر: إذا أخذ في الرجوع إلى بلده.
العضاه: بالهاء: كل شجر يعظم، وله شوك، فمنه الطلح، والسمر.
صلتا: أصلت السيف: إذا جرده من جفنه، وضربه بالسيف صلتا وصلتا: إذا ضربه به، والسيف مصلت، والرجل مصلت.
اخترط: السيف: إذا سله من غمده.
نحر العدو: وقفنا في نحر العدو: أي في موازاتهم ومقابلتهم.
لاقتطعناهم: اقتطعت الشيء: إذا أخذته لنفسك جميعه واستأصلته، وهو افتعال من القطع.

4055 - (د س) أبو عباس الزّرقي - رضي الله عنه -: قال: «كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعسفان، وعلى المشركين خالد بن الوليد، فصلّينا الظهر، فقال المشركون: لقد أصبنا غفلة، لو كنّا حملنا عليهم وهم في الصلاة؟ فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر، فلما حضرت العصر قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستقبل القبلة، والمشركون أمامه، فصفّ خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صفّ، وصف بعد ذلك الصف صف آخر، فركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وركعوا جميعا، وسجد وسجد الصفّ الذين يليه، وقام الآخرون يحرسونهم، فلما صلى هؤلاء السجدتين، وقاموا، سجد الآخرون الذي كانوا خلفهم، ثم تأخر الصفّ الذي يليه إلى مقام الآخرين، وتقدّم الصفّ الآخر إلى مقام الصف الأول، ثم ركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وركعوا جميعا، ثم سجد، وسجد الصف الذي يليه، ثم قام الآخرون يحرسونهم، فلما جلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصفّ الذي يليه، سجد الآخرون، ثم جلسوا جميعا، فسلّم عليهم جميعا». أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي قال: «إن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان مصافّ العدو بعسفان، وعلى المشركين خالد بن الوليد، فصلى بهم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- الظهر، فقال المشركون: لهم صلاة بعد هذه هي أحبّ إليهم من أبنائهم وأموالهم، فصلّى بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العصر فصفّهم صفين خلفه، فركع بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جميعا، فلما رفعوا رؤوسهم سجد الصفّ الذي يليه، وقام الآخرون، فلما رفعوا رؤوسهم من السجود سجد الصفّ المؤخر لركوعهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم تأخر الصف المقدم، وتقدّم الصفّ المؤخّر، فقام كل واحد منهم في مقام صاحبه، ثم ركع بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جميعا، فلما رفعوا رؤوسهم من الركوع سجد الصف الذي يليه، وقام الآخرون، فلما فرغوا من سجودهم، سجد الآخرون، ثم سلم النبي -صلى الله عليه وسلم- عليهم».
وله في أخرى «فقال المشركون: لقد أصبنا منهم غفلة، فنزلت صلاة الخوف بين الظهر والعصر، فصلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة العصر، ففرّقنا فرقتين، فرقة تصلّي مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفرقة يحرسونهم، ثم ركع وركع هؤلاء وأولئك، ثم سجد الذين يلونه، وتآخر هؤلاء الذين يلونه، وتقدّم الآخرون فسجدوا، ثم قام فركع بهم جميعا الثانية بالذين يلونه الذين يحرسونهم، ثم سجد بالذين يلونه، ثم تأخّروا، وقاموا في مصافّ أصحابهم، وتقدّم الآخرون فسجدوا، ثم سلّم عليهم، فكانت لكلّهم ركعتان ركعتان مع إمامهم».

[شرح الغريب]
مصاف العدو: أي صفوفه مقابل صفوفهم، والمصاف: جمع مصف، وهو موضع الحرب.

4056 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «صلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف: بإحدى الطائفتين ركعة، والطائفة الأخرى مواجهة العدوّ، ثم انصرفوا، وقاموا في مقام أصحابهم، مقبلين على العدوّ، وجاء أولئك، ثم صلّى بهم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ركعة، ثم قضى هؤلاء ركعة، وهؤلاء ركعة». وفي رواية قال: صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف في بعض أيامه، فقامت طائفة معه، وطائفة بإزاء العدوّ، فصلى بالذين معه ركعة،وجاء الآخرون فصلى بهم ركعة، ثم قضت الطائفتان ركعة ركعة قال: وقال ابن عمر: «إذا كان الخوف أكثر من ذلك صلّى راكبا وقائما يومئ إيماء» أخرجه البخاري ومسلم، وللبخاري طرف منه من رواية ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر نحوا من قول مجاهد: «إذا اختلطوا قياما». كذا قال، وزاد عن ابن عمر عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «وإن كانوا أكثر من ذلك صلّوا قياما وركبانا» وللبخاري أن ابن عمر «كان إذا سئل عن صلاة الخوف؟ قال يتقدّم الإمام وطائفة من الناس، فيصلّي بهم الإمام ركعة، وتقوم طائفة منهم بينه وبين العدو لم يصلّوا، فإذا صلى الذين معه ركعة استأخروا مكان الذين لم يصلوا، ولا يسلّمون، ويتقدّم الذين لم يصلّوا فيصلون معه ركعة، ثم ينصرف الإمام وقد صلى ركعتين، فيقوم كلّ واحد من الطائفتين فيصلّون لأنفسهم ركعة بعد أن ينصرف الإمام، فيكون كل واحد من الطائفتين قد صلوا ركعتين، فإن كان خوف هو أشد من ذلك صلوا رجالا: قياما على أقدامهم وركبانا، مستقبلي القبلة وغير مستقبليها» قال مالك: قال نافع: ولا أرى ابن عمر ذكر ذلك إلا عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وفي رواية الترمذي، وأبي داود والنسائي مثل الرواية الأولى، إلى قوله: «في مقام أصحابهم» وقالوا: «فجاء أولئك فصلى بهم ركعة أخرى ثم سلّم عليهم، ثم قام هؤلاء فقضوا ركعتهم، وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم».
وفي أخرى للنسائى قال: «غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل نجد، فوازينا العدوّ فصاففناهم، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي لنا، فقامت طائفة منا معه، وأقبلت طائفة على العدو، فركع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن معه ركعة وسجد سجدتين ثم انصرفوا، وكانوا مكان أولئك الذين لم يصلّوا، وجاءت الطائفة التي لم تصلّ، فركع بهم ركعة وسجدتين، ثم سلّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقام كل رجل من المسلمين، فركع لنفسه ركعة وسجدتين».
وفي أخرى له قال: «صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف، قال فكبّر فصلّى خلفه طائفة منا، وطائفة مواجهة العدو، فركع بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعة وسجد سجدتين، ثم انصرفوا ولم يسلّموا، وأقبلوا على العدوّ فصفّوا مكانهم، وجاءت الطائفة الأخرى فصفّوا خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فصلى بهم ركعة وسجدتين، ثم سلّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد أتم ركعتين وأربع سجدات، ثم قامت الطائفتان فصلّى كلّ إنسان منهم لنفسه ركعة وسجدتين». قال أبو بكر السّنّي: الزهريّ سمع من ابن عمر حديثين، ولم يسمع هذا منه، وله في أخرى مثل الرواية الثانية من المتفق، وأخرج الموطأ الرواية الآخرة من أفراد البخاري.

[شرح الغريب]
رجالا وركبانا: الرجال: جمع راجل، والركبان: جمع راكب.
فوازينا: الموازاة: المقابلة.

4057 - (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قام النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وقام الناس معه «فكبّر وكبّروا معه وركع وركع ناس معه، ثم سجد وسجدوا معه، ثم قام للثانية، فقام الذين سجدوا وحرسوا إخوانهم، وأتت الطائفة الأخرى، فركعوا وسجدوا معه والناس كلّهم في الصلاة، ولكن يحرس بعضهم بعضا» أخرجه البخاري والنسائى، وفي أخرى للنسائي قال: «ما كانت صلاة الخوف إلا سجدتين، كصلاة حرّاسكم هؤلاء اليوم خلف أئمتكم هؤلاء، إلا أنها كانت عقبا، قامت طائفة منهم وهم جميعا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسجدت معه طائفة، ثم قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقاموا معه جميعا، ثم ركع وركعوا معه، ثم سجد فسجد معه الذين كانوا قياما أوّل مرة، فلما جلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والذين سجدوا معه في آخر صلاتهم، سجد الذين كانوا قياما لأنفسهم، ثم جلسوا، فجمعهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتسليم» وله في أخرى «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى بذي قرد، فصف الناس خلفه صفين: صفا خلفه، وصفا موازي العدو، فصلى بالذين خلفه ركعة، ثم انصرف هؤلاء إلى مكان هؤلاء، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضوا».
[شرح الغريب]
عقبا: غزا الجيش عقبا: إذا خرجت منه طائفة، فأقامت في الغزو مدة، ثم جاءت أخرى عوضها، وعادت الأولى، وأقامت الثانية، فهم يتعاقبون طائفة بعد طائفة.

4058 - (دس) ثعلبة بن زهدم - قال: «كنّا مع سعيد بن العاص بطبرستان، فقام: أيّكم صلّى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا، فصلّى بهؤلاء ركعة، وبهؤلاء ركعة، ولم يقضوا». قال أبو داود: وروى بعضهم: «أنهم قضوا ركعة أخرى».
وفي رواية النسائى: «فقال حذيفة: أنا، فوصف فقال: صلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف بطائفة ركعة، ثم نكص هؤلاء إلى مصافّ هؤلاء، وجاء أولئك فصلّى بهم ركعة».
وفي أخرى له: «فقال حذيفة: أنا، فقام حذيفة وصفّ الناس خلفه صفّين: صفا خلفه، وصفّا موازي العدوّ، فصلّى بالّذين خلفه ركعة، ثم انصرف هؤلاء إلى مكان هؤلاء، وجاء أولئك فصلّى بهم ركعة ولم يقضوا».

[شرح الغريب]
فنكص: نكص علي عقبيه: إذا رجع إلى ورائه.

4059 - (ت س د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نزل بين ضجّنان وعسفان، فقال المشركون: لهؤلاء صلاة هي أحبّ إليهم من آبائهم وأبنائهم، وهي العصر، فأجمعوا أمركم فميلوا عليهم ميلة واحدة، وأن جبريل أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فأمره أن يقسم أصحابه شطرين فيصلي بهم، وتقوم طائفة أخرى وراءهم، وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، ثم يأتي الآخرون ويصلّون معه ركعة واحدة، ثم يأخذ هؤلاء حذرهم، وأسلحتهم فتكون لهم ركعة، ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتان» أخرجه الترمذي، والنسائي، وزاد فيه بعد قوله: وعسفان «محاصر المشركين» وقال فيه: «من أبنائهم وأبكارهم».
وفي رواية أبي داود عن عروة بن الزّبير: «أنّ مروان سأل أبا هريرة قال: هل صلّيت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف؟ قال أبو هريرة: نعم، فقال مروان: متى؟ قال أبو هريرة: عام غزوة نجّد، قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى صلاة العصر، فقامت معه طائفة، وطائفة، أخرى مقابلو العدوّ، ظهورهم إلى القبلة، فكبّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكبّروا جميعا: الذين معه، والذين مقابلو العدوّ، ثم ركع رسول -صلى الله عليه وسلم- ركعة واحدة، وركعت الطائفة التي معه، ثم سجد فسجدت الطّائفة التي تليه، والآخرن قيام مقابلي العدوّ، ثم قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقامت الطائفة التي معه فذهبوا إلى العدوّ فقابلوهم، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدوّ فركعوا وسجدوا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم كما هو، ثم قاموا، فركع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعة أخرى وركعوا معه، وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدوّ فركعوا، وسجدوا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعد ومنّ معه، ثم كان السّلام، فسلّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسلّموا جميعا، فكان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتان، ولكلّ رجل من الطائفتين ركعة ركعة». وفي أخرى له قال: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى نجد، حتى إذا كنّا بذات الرّقاع من نخّل لقي جمعا من غطفان...» فذكر معناه.
قال أبو داود: ولفظه غير لفظ حيوة بن شريح، وقال فيه: «حتى ركع بمن معه وسجد، قال: فلما قاموا مشوا القهقرى إلى مصافّ أصحابهم». ولم يذكر استدبار القبلة، وأخرج النسائي رواية أبي داود، وقال في آخره: «ولكلّ واحد من الطائفتين ركعتان ركعتان».

4060 - (د) عروة بن الزبير - رضي الله عنه -: أخرج أبو داود هذا الحديث عن عروة عقب الحديث الذي قبله عن أبي هريرة، وهذا لفظه: «أن عائشة حدّثنّه بهذه القصة، قالت: كبّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكبّرت الطائفة الذين صفّوا معه، ثم ركع فركعوا، ثم سجد فسجدوا، ثم رفع فرفعوا، ثم مكث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالسا، ثم سجد هؤلاء لأنفسهم الثانية، ثم قاموا فنكصوا على أعقابهم يمشون القهقرى، حتى قاموا من ورائهم، وجاءت الطائفة الأخرى، فقاموا فكبّروا، ثم ركعوا لأنفسهم، ثم سجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسجدوا معه، ثم قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسجدوا لأنفسهم الثانية، ثم قامت الطائفتين جميعا فصلّوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فركع وركعوا، ثم سجد فسجدوا جميعا، ثم عاد فسجد الثانية، فسجدوا معه سريعا كأسرع الأسراع جاهدا، لا يألون سراعا، ثم سلّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد شاركه الناس في الصلاة كلّها».
[شرح الغريب]
لا يألون يفعلون كذا: أي لا يقصرون.

4061 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «صلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الخوف، فقاموا صفّين: قام صف خلف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وصف مستقبل العدوّ، فصلى بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعة، وجاء الآخرون فقاموا مقامهم، واستقبل هؤلاء، فصلّى بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعة، ثم سلّم، فقام هؤلاء فصلوا لأنفسهم ركعة، ثم سلّموا، ثم ذهبوا فقاموا مقام أولئك مستقبلي العدوّ، ورجع أولئك إلى مقامهم فصلّوا لأنفسهم، ركعة ثم سلّموا».
وفي رواية بمعناه قال: «فكبّر نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- وكبّر الصّفّان جميعا».
قال أبو داود: «وصلّى عبد الرحمن بن سمرة هكذا، إلا أن الطّائفة التي صلّى بهم ركعة ثم سلّم، مضوا إلى مقام أصحابهم، وجاء هؤلاء فصلّوا لأنفسهم ركعة، ثم رجعوا إلى مقام أولئك مستقبلي العدوّ، ورجع أولئك إلى مقامههم فصلوا لأنفسهم ركعة ثم سلّموا». قال أبو داود: حدّثنا بذلك مسلم بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد الصمد بن حبيب قال: أخبرني أبي أنهم غزوا مع عبد الرحمن بن سمرة كابل، فصلّى بنا صلاة الخوف.

4062 - (د س) أبو بكرة - رضي الله عنه -: قال: «صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في خوف الظهر، فصفّ بعضهم خلفه، وبعضهم بإزاء العدوّ، فصلّى ركعتين، ثم سلّم فانطلق الذين صلوا معه فوقفوا موقف أصحابهم، ثم جاء أولئك فصلوا خلفه، فصلّى بهم ركعتين، ثم سلّم، فكانت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعا، ولأصحابه ركعتين ركعتين»، وبذلك كان يفتي الحسن. قال أبو داود: وكذلك في المغرب يكون للإمام ست ركعات، وللقوم ثلاث. قال أبو داود: كذلك رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أخرجه أبو داود والنسائى، وفي أخرى للنسائى «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، صلّى بالقوم في الخوف ركعتين ثم سلّم، ثم صلى بالقوم الآخرين ركعتين، ثم سلّم، فصلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أربعا».
4063 - (د) عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه -: قال: «بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى خالد بن سفيان الهذليّ، وكان نحو عرنة وعرفات، قال: اذهب فاقتله، فرأيته وحضرت صلاة العصر، فقلت: إني لأخاف أن يكون بيني وبينه ما يؤخر الصلاة، فانطلقت أمشي وأنا أصلّي، أومئ إيماء نحوه، فلما دنوت منه قال لي: منّ أنت؟ قلت: رجل من العرب، بلغنى أنك تجمع لهذا الرجل، فجئتك في ذاك، قال: إني لفي ذاك، قال: فمشيت معه ساعة، حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد» أخرجه أبو داود في باب سماه: باب صلاة الطالب، عقيب أبواب صلاة الخوف.
وذكر رزين رواية زاد فيها: «وكان ساكنا بعرنة وكان يجمع لقتال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-». وفيه «قلت: إني لا أعرفه، قال: إنه ثائر الرّأس، كأنه شيطان، إذا رأيته لم يخف عليك، قال: فجئته فرأيته وعرفته».

[شرح الغريب]
ثاثر الرأس: رجل ثاثر الرأس، إذا كان شعث الشعر، بعيد العهد بالغسل والتسريح.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الصلاة, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir