دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 جمادى الأولى 1431هـ/5-05-2010م, 04:19 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الصلاة: القسم الأول: الباب الثاني: صلاة الجماعه: (1)

الباب الثاني: في صلاة الجماعة
الفصل الأول: في وجوبها والمحافظة عليها
3806 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل أعمى، فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يرخّص له؟ فرّخص له، فلما ولّى دعاه، فقال: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال فأجب» أخرجه مسلم والنسائي.

3807 - (د س) عمرو بن أم مكتوم - رضي الله عنه -: قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إني ضرير البصر، شاسع الدار، ولي قائد لا يلاومني، فهل لي رخصة أن أصلّي في بيتي؟ قال: هل تسمع النداء؟ قال: نعم، قال: فأجب، فإني لا أجد لك رخصة».
وفي رواية: «قال: يا رسول الله، إن المدينة كثيرة الهوامّ والسباع، وأنا ضرير البصر، فهل تجد لي من رخصة؟ قال: تسمع حي على الصلاة، حي على الفلاح؟ قال: نعم، فقال: فحيّ هلا، ولم يرخّص» أخرجه أبو داود والنسائي.

[شرح الغريب]
يلاومني: الملاومة: الموافقة والمناسبة، قال الخطابي: هكذا يروى في الحديث: «يلاومني» بالواو، والصواب: «يلايمني» أي: يوافقني، وأما الملاومة، فإنها: مفاعلة من اللوم، وليس هذا موضعه.
الهوام: هوام الأرض: حشراتها التي لا يقتل سمها.
فحي هلا: حي كلمة مفردة بمعنى: هلم، وهلا يمعنى: عجل وأسرع، فجعلت الكلمة كلمة واحدة، وبنيت حي على الفتح.

3808 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «من سمع المنادي فلم يمنعه من اتّباعه عذر - قال: وما العذر؟ قال: خوف أو مرض - لم تقبل منه الصلاة التي صلّى». أخرجه أبو داود.
3809 - (خ م ط د س ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أثقل صلاة على المنافقين: صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيصلّي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرّق عليهم بيوتهم بالنّار».
وفي رواية نحوه، وقال في آخره: «فأحرّق على من لا يخرج إلى الصلاة يقدر». أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج البخاري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر يحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذّن لها، ثم آمر رجلا فيؤمّ الناس، ثم أخالف إلى رجال، فأحرّق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا، أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء» وفي أخرى له، أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، أخالف إلى منازل قوم لا يشهدون الصلاة فأحرّق عليهم». وأخرجه مسلم: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد ناسا في بعض الصلوات، فقال: لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلّفون عنها، فآمر بهم فيحرّقوا عليهم بحزم الحطب، بيوتهم، ولو علم أحدهم أنه يجد عظما سمينا لشهدها - يعني: صلاة العشاء-».
وله في أخرى قال: «لقد هممت أن امر فتياني أن يستعدّوا لي بحزمم من حطب، ثم آمر رجلا يصلي بالناس ثم تحرّق بيوت على من فيها».
وأخرج الموطأ وأبو داود والنسائي رواية البخاري الأولى، وفي أخرى لمسلم وأبي داود قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقد ههمت أن آمر فتيتي فيجمعوا لي حزما من حطب، ثم آتي قوما يصلّون في بيوتهم ليست بهم علّة، فأحرّقها عليهم». قيل ليزيد - هو ابن الأصم - يا أبا عوف: الجمعة عني، أو غيرها؟ قال: صمّتا أذناي إن لم أكن سمعت أبا هريرة يأثره عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ولم يذكر جمعة، ولا غيرها، وأخرجه الترمذي مختصرا قال: قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «لقد هممت أن آمر فتيتي أن يجمعوا حزم الحطب ثم آمر بالصلاة فتقام، ثم أحرّق على أقوام لا يشهدون الصلاة».

[شرح الغريب]
حبوا: الحبو: المشي على الأيدي والركب.
عرقا: العرق: العظم بما عليه من بقايا اللحم بعد ما أخذ عنه معظم اللحم.
المرماة: بفتح الميم وكسرها، في تأويلها وشرحها اختلاف، ونحن نحكي ما قيل فيها، قال الأزهري: هو ما بين ظلفي الشاة، قال: وقال أبو عبيد: هذا حرف لا أدري ما وجهه؟ إنه هكذا يفسر يريد به حقارته وقال الأزهري: المرماتان: سهمان يرمي بهما الرجل، فيحرز سبقه، فيقول: سابق إلى إحراز الدنيا وسبقها ويدع سبق الآخرة. قال: المرماة: سهم الأهداف، وقال الجوهري: المرماة: نصل مدور للسهم، قال: وهو مثل السروة، والسروة: سهم صغير، قال: وأما الذي في الحديث، فيقال: المرماة: الظلف، قال: وقال أبو عبيد: هو ما بين ظلفي الشاة، قال: وقال: ولا أدري ما وجهه؟ إلا أإنه هكذا يفسر، وقال الهروي: قال ابن الأعرابي: المرماة في الحديث: هو السهم الذي يرمي به، وذكر أيضا في كتابه قول الأزهري الثاني، والذي ذكره الحميدي في كتابه هو ما حكيناه عن الهروي وهذه الأقوال كما تراها، وبحق ما قال أبو عبيد: ما أدري ما وجهه؟
يأثره: أثرت الحديث آثره: إذا رويته عن غيرك وحدثت به.

3810 - (م د س) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «لقد رأيتنا وما يتخلّف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه، أو مريض، إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة، وقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علّمنا سنن الهدى، وإن من سنن الهدى: الصلاة في المسجد الذي يؤذّن فيه». أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «حافظوا على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن، فإنّهن من سنن الهدى، وإن الله تبارك وتعالى شرع لنبيّه -صلى الله عليه وسلم- سنن الهدى، ولقد رأيتنا وما يتخلّف عنها إلا منافق بيّن النفاق، ولقد رأيتنا وإنّ الرّجل ليهادى بين رجلين حتى يقام في الصف، وما منكم أحد إلا وله مسجد في بيته، ولو صليتم في بيوتكم، وتركتم مساجدكم، تركتم سنّة نبيكم، ولو تركتم سنّة نبيّكم لكفرتم».
وقد أخرج مسلم والنسائي هذا المعنى أطول منه، وسيجيء في «فضل صلاة الجماعة». من «كتاب الفضائل» من حرف الفاء.

[شرح الغريب]
يهادي: جاء الرجل يهادي بين رجلين: إذا جاء متكئا عليهما في مشيته.

3811 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: «سئل عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل، ولا يشهد الجماعة ولا الجمعة؟ فقال: هذا في النار» أخرجه الترمذي.
3812 - (خ) أم الدرداء - رضي الله عنها -: قالت: «دخل عليّ أبو الدرداء وهو مغضب، فقلت: ما أغضبك؟ قال: والله، ما أعرف من أمر محمد -صلى الله عليه وسلم- شيئا إلا أنهم يصلّون جميعا». أخرجه البخاري.
الفصل الثاني: في تركها للعذر
3813 - (س ط خ م) عتبان بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «يا رسول الله، إن السّيول تحول بيني وبين مسجد قومي، فأحبّ أن تأتيني في مكان من بيتي أتّخذه مسجدا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: سنفعل، فلما دخل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: أين تريد؟ فأشار إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصففنا خلفه، فصلّى بنا ركعتين».
وفي أخرى: قال: «فغدا عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر معه بعدما اشتدّ النهار، فاستأذن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأذنت له فلم يجلس حتى قال: أين تحب أن أصلّي من بيتك؟ فأشرت له إلى المكان الذي أحبّ أن يصلّي فيه، فقام فصلّى بنا، فصففنا خلفه، ثم سلّم وسلّمنا حين سلم». أخرجه النسائي، وقد أخرجه الموطأ والبخاري ومسلم باختلاف بعض الألفاظ، وقد مرّ فيما تقدم، وسيجيء فيما يأتي.

[شرح الغريب]
اشتد النهار: إذا علا.

3814 - (خ م ط د س) ابن عمر - رضي الله عنه -: «أنه نادى للصلاة في ليلة ذات برد وريح ومطر، وقال في آخر ندائه: ألا صلّوا في رحالكم، ألا صلّوا في الرّحال، ثم قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر المؤذّن إذا كانت ليلة بارد أو ذات مطر في السّفر أن يقول: ألا صلّوا في رحالكم». وفي رواية أذّن ابن عمر في ليلة بارد، ونحن بضجنان، ثم قال: «ألا صلّوا في رحالكم، وأخبر أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر مؤذّنا يؤذّن، ثم يقول على إثره: ألا صلّوا في الرّحال، في الليلة الباردة، أو المطيرة في السفر». أخرجه البخاري ومسلم والموطأ وأبو داود، ولأبي داود أيضا: «أن ابن عمر نزل بضجنان في ليلة باردة، فأمر المنادي، فنادى: إن الصلاة في الرّحال» وحدّث نافع عن ابن عمر: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان إذا كانت ليلة باردة أو مطيرة، أمر المنادي فنادى: إن الصلاة في الرّحال» وله في أخرى: قال: «نادى منادي النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بذلك في المدينة في الليلة المطيرة، والغدة القرّة».
وفي رواية النسائى: «أن ابن عمر أذّن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح، فقال: ألا صلّوا في الرّحال، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر المؤذّن إذا كانت ليلة باردة ذات مطر يقول: ألا صلّوا في الرّحال».

3815 - (س) رجل من ثقيف «أنه سمع منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: حيّ على الصلاة، حيّ علي الصلاة، صلّوا في رحالكم» أخرجه النسائي.
3816 - (م ت د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر فمطرنا، فقال: ليصلّ من شاء منكم في رحله». أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود.
3817 - (س) أبو المليح بن أسامة: عن أبيه قال: «كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحنين، فأصابنا مطر، فنادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أن صلّوا في رحالكم» أخرجه النسائى.
الفصل الثالث: في صفة الإمام وأحكامه
الفرع الأول: في أولى الناس بالإمامة
3818 - (م ت د س) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يؤمّ القوم أقروهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسّنّة، فإن كانوا في السنّة سواء، فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنّا، ولا يؤمّنّ الرّجل الرّجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه»، وفي رواية: «يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب الله، وأقدمهم قراءة، ولا يؤمّنّ الرّجل الرّجل في أهله ولا في سلطانه». وذكر الباقي، هذه رواية مسلم.
وفي رواية الترمذي مثل الأولى وقال فيها: «فأكبرهم سنا، ولا يؤمّ الرّجل في سلطانه، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه».
وفي رواية أبي داود: «يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب الله، وأقدمهم قراءة، فإن كانوا في القراءة سواء، فليؤمهم أقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء، فليؤمّهم أكبرهم سنا، ولا يؤمّ الرّجل في بيته، ولا في سلطانه ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه - قال شعبة: فقلت لإسماعيل: ما تكرمته؟ قال: فراشه». وفي أخرى له مثل رواية مسلم، ولم يذكر فيها «أقدمهم قراءة».
وفي رواية النسائى مثل رواية أبي داود، ولم يذكر «فأقدمهم قراءة».
وله في أخرى عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يؤمّ الرّجل في سلطانه، ولا يجلس على تكرمته في بيته إلا بإذنه». وأخرج الترمذي هذه الرواية عن أوس: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ....» ولم يذكر أبا مسعود.

[شرح الغريب]
تكرمته: تكرمة الرجل: موضع جلوسه في بيته، وما يقعد عليه من مطرح أو نحوه.

3819 - (م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «إذا كانوا ثلاثة فليؤمّهم أحدهم، أحقّهم بالإمامة: أقرؤهم». أخرجه مسلم والنسائى.
3820 - (خ م س ت د) مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - قال: أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رحيما رفيقا، وظن أنّا قد اشتقنا أهلنا، فسألنا عمّن تركنا من أهلنا؟ فأخبرناه، فقال: «ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم، وعلموهم ومروهم فليصلّوا صلاة كذا في حين كذا، وصلاة كذا في حين كذا، وإذا حضرت الصلاة فليؤذّن لكم أحدكم، وليؤمّكم أكبركم». أخرجه البخاري ومسلم وللبخاري «وصلّوا كما رأيتموني أصلّي» ولمسلم مختصرا قال: أتيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنا وصاحب لي، فقال لنا: «إذا حضرت الصلاة فأذّنا، ثم أقيما، وليؤمّكما أكبركما».
وفي أخرى له نحوه قال: «أتاه رجلان يريدان السفر» - زاد في رواية - قال: «وكانا متقاربين في القراءة»، وفي رواية النسائي مختصرا قال: قال: «أتيت أنا وابن عمّ لي - وقال مرة: أنا وصاحب لي إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إذا سافرتما فأذّنا وأقيما، وليؤمّكما أكبركما». وفي رواية الترمذي وأبي داود هذه المختصرة: قال الترمذي: «أنا وابن عم لي».
وفي أخرى لأبي داود زيادة: قال: «وكنا متقاربين في العلم».

[شرح الغريب]
شببة: جمع شاب، مثل كاتب وكتبة.

3821 - (د ت س) أبو عطية العقيلي: قال: «كان مالك بن الحويرث يأتينا إلى مصلانا يتحدّث، فحضرت الصلاة يوما، قال أبو عطية: فقلنا له: تقدّم فصلّه، قال لنا: قدّموا رجلا منكم يصلّي بكم، وسأحدثّكم لم لا أصلّي بكم؟ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من زار قوما فلا يؤمّهم، وليؤمّهم رجل منهم». أخرجه أبو داود والترمذي، وفي رواية النسائى مختصرا قال: سمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا زار أحدكم قوما فلا يصلّينّ بهم».
وزاد رزين في آخر الرواية الأولى: «وسمعته يقول: لا يؤمّنّ رجل رجلا في سلطانه إلا بإذنه، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه».

3822 - (خ د س) عمرو بن سلمة - رضي الله عنه -: قال: «كنّا بماء ممرّ الناس، يمرّ بنا الرّكبان نسألهم: : ما للناس، ما ما للناس؟ ماهذا الرّجل؟ فيقولون: يزعم أنّ الله أرسله، أوحى إليه كذا، فكنت أحفظ ذلك الكلام، فكأنما يغرى في صدري، وكانت العرب تلوّم بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبيّ صادق، فلما كانت وقعة الفتح بادر كلّ قوم بإسلامهم، وبدر أبي قومي بإسلامهم، فلما قدم قال: جئتكم والله من عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حقا. فقال: صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذّن أحدكم وليؤمّكم أكثركم قرآنآ، فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني، لما كنت أتلقى من الرّكبان، فقدّموني بين أيديهم وأنا ابن ست، أو سبع سنين، وكانت عليّ بردة، كنت إذا سجدت تقلّصت عنّي، فقالت امرأة من الحيّ: ألا تغطّوا عنا است قارئكم؟ فاشتروا، فقطعوا لي قميصا، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص». هذه رواية البخاري، وفي رواية أبي داود قال: «كنّا بحاضر يمرّ بنا الناس إذا أتوا النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فكانوا إذا رجعوا مرّوا بنا فأخبرونا أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال كذا، وقال كذا، وكنت غلاما حافظا، فحفظت من ذلك قرآنا كثيرا، فانطلق أبي وافدا إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في نفر من قومه، فعلّمهم الصلاة، وقال: يؤمّكم أقرؤكم، وكنت أقرأهم لما كنت أحفظ، فقدّموني، فكنت أؤمّهم وعليّ بردة صغيرة، فكنت إذا سجدت انكشفت عنّي، فقالت امرأة من النساء: واروا عنا عورة قارئكم، فاشتروا لي قميصا عمانيا، فما فرحت بشيء بعد الإسلام فرحي به، فكنت أؤمّهم وأنا ابن سبع سنين، أو ثمان سنين».
وفي أخرى له: «قال فكنت أؤمّهم في بردة موصّلة فيها فتق، فكنت إذا سجدت خرجت استي». وفي أخرى له: «أنهم وفدوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما أرادوا أن ينصرفوا، قالوا: يا رسول الله، من يؤمّنا؟ فقال: أكثركم جمعا للقرآن، أو أخذا للقرآن، فلم يكن أحد من القوم جمع ما جمعت، قال: فقدّموني، وأنا غلام، وعليّ شملة لي، قال: فما شهدت مجمعا من جرم إلا كنت إمامهم وكنت أصلّي على جنائزهم إلى يومي هذا».
وفي رواية النسائى مختصرا قال: لما كانت وقعة الفتح بادر كلّ قوم بإسلامهم، فذهب أبي بإسلام أهل جواثا، فلما قدم استقبلناه، فقال: جئتكم والله من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذّن لكم أحدكم، وليؤمّكم أكثركم قرآنا. وأخرج منه طرفا آخر، فقال: «لما رجع قومي من عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قال: ليؤمّكم أكثركم قراءة للقرآن، قال: فدعوني فعلّموني الركوع والسجود، فكنت أصلي بهم، وكانت عليّ برد مفتوقة، فكان يقولون لأبي: ألا تغطّي عنا است ابنك؟» وله في أخرى قال: «كان يمرّ علينا الرّكبان فنتعلّم منهم القرآن، فأتى أبي النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ليؤمّكم أكثركم قرآنا، فكنت أكثرهم قرآنا، فكنت أؤمّهم وأنا ابن ثمان سنين».
[شرح الغريب]
يغرى يقال: غري هذا الحديث في صدري: إذا التصق به، كأنه ألصق بالغراء.
تلوم: التلوم: المكث والانتظار.
بحاضر الحاضر: القوم النزول على ما يقيمون به، ولا يرحلون عنه، وهو فاعل بمعنى: مفعول، حاضر بمعنى محضور.
تقلصت تقلص الثوب عن الإنسان: إذا قصر وارتفع إلى فوق.
شملة الشملة: كساء يشتمل به: أي يتغطى.
3823 - (د) ابن عباس - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليؤذّنّ لكم خياركم، وليؤمّكم أقرؤكم» أخرجه أبو داود.

الفرع الثاني: فيمن تجوز إمامته ومن لا تجوز
3824 - (خ د) ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «لما قدم المهاجرون الأوّلون نزولا العصبة - موضعا بقباء - قبل مقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يؤمّهم سالم مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآنا». وفي رواية «لما قدم المهاجرون الأوّلون المدينة كان يؤمّهم سالم مولى أبي حذيفة، وفيهم عمر، وأبو سلمة بن عبد الأسد» وفي أخرى نحوه وفيه «وفيهم عمر، وأبو سلمة، وزيد، وعامر بن ربيعة» أخرجه البخاري وأبو داود.

3825 - (خ) عائشة - رضي الله عنها -: «كان يؤمّها عبدها ذوان من المصحف» أخرجه البخاري في ترجمة باب.
3826 - (د) أنس: قال: «استخلف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ابن أمّ مكتوم يؤمّ الناس وهو أعمى» أخرجه أبو داود.
3827 - (خ م د ت) جابر - رضي الله عنه -: «أن معاذا كان يصلّي مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عشاء الآخرة، ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة».
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود، وفي أخرى لأبي داود والبخاري والترمذي «أن معاذ بن جبل كان يصلّي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم يرجع إلى قومه فيؤمّهم».

3828 - (د) أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث بن عويمر بن نوفل الأنصارية - رضي الله عنها «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما غزا بدرا قالت: قلت له: يا رسول الله، ائذن لي في الغزو معك، أمرّض المرضي، وأدوي الجرحي، لعلّ الله يرزقني الشهيدة، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قرّي في بيتك، فإن الله يرزقك الشهادة، فكانت تسمّي الشهيدة، قال: كانت قد قرأت القرآن، فاستأذنت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن تتّخذ في دارها مؤذّنا، فأذن لها، قال: وكانت قد دبّرت غلاما لها وجارية، فقاما إليها بالليل فغماها بقطيفة لها حتى ماتت، وذهبا، فأصبح عمر، فقام في الناس فقال: من كان عنده من هذين علم؟ أو من رآهما فليجيء بهما فأمر بهما فصلبا، فكانا أوّل مصلوب بالمدينة» وفي رواية: عن أمّ ورقة بنت عبد الله بن الحارث بهذا الحديث - والأوّل أتم - قال: «وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزورها في بيتها، وجعل لها مؤذّنا يؤذّن لها، وأمرها أن تؤمّ أهل دارها، قال عبد الرحمن: يعني ابن خلاد الأنصاري - فأنا رأيت مؤذّنها شيخا كبيرا» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
دبرت: تدبير العبد والأمة: تعليق عتقهما بموت مولاهما، بأن يقول: إذا مت فأنت حر.
فغماها: الغم: تغطية الوجه، فلا يخرج النفس ولا يدخل الهواء، فيموت الإنسان.

3829 - (خ) عبيد الله بن عدي بن الخيار «أنه دخل على عثمان وهو محصور، فقال: إنّك إمام العامّة، ونزل بك ما ترى، ويصلّي لنا إمام فتنة، ونتحرّج من الصلاة معه؟ فقال: الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، وإذا فأساؤوا فاجتنب إساءتهم». أخرجه البخاري.
3830 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة: من تقدّم قوما وهم له كارهون، ورجل أتى الصلاة دبارا - والدّبار: أن يأتيها بعد أن تفوته ومن اعتبد محرّرة» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
دبارا: جمع دبر،أو دبر، هو آخر أوقات الشيء، وقيل: أراد بعدما يفوت الوقت،وقد ذكر في الحدث.
اعتبد محررة: المحرر: المعتق، أي: الذي جعل حرا. واعتباده: استرقاقه واستهلاكه.

3831 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
الابق: آبق العبد يأبق: إذا هرب، فهو آبق، بالمد.

الفرع الثالث: في آداب الإمام
تخفيف الصلاة
3832 - (خ م د س) جابر - رضي الله عنه -: قال: «كان معاذ بن جبل يصلّي مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ثم يأتي فيؤمّ قومه، فصلّى ليلة مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- العشاء، ثم أتى قومه فأمّهم، فافتتح بـ{سورة البقرة}، فانحرف رجل فسلّم، ثم صلّى وحده وانصرف، فقالوا له: أنافقت يا فلان؟ قال: لا والله، ولآتينّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلأخبرنّه، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله إنّا أصحاب نواضح نعمل بالنّهار، وإن معاذا صلى معك العشاء، ثم أتى فافتتح بـ{سورة البقرة}، فأقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على معاذ، فاقل: يا معاذ، أفتّان أنت؟ اقرأ بكذا، واقرأ بكذا، قال سفيان: فقلت لعمرو بن دينار: إن أبا الزّبير حدثّنا عن جابر أنّه قال: اقرأ {والشمس وضحاها} و{الضحى}، {اليل إذا يغشى} و{سبح اسم ربك الأعلى} فقال عمرو نحو هذا». أخرجه البخاري ومسلم، وللبخاري قال: «أقبل رجل بناضحين وقد جنح الليل، فوافق معاذا يصلّي...» وذكر نحوه، وقال في آخره: «فلولا صلّيت بـ{سبح اسم ربك الأعلى}، {والشمس وضحاها} {والليل إذا يغشى} / فإنه يصلّى وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة»، أحسب في الحديث قال البخاري: وقال عمرو بن دينار وعبد الله بن مقسم وأبو الزبير عن جابر «قرأ معاذ في العشاء بـ {البقرة}» وأخرجه مسلم نحو ما تقدّم بطوله، وفيه ذكر السّور التي تقدّمت، ومنهم من رواه عن عمرو بن دينار عن جابر مختصرا «أن معاذا كان يصلّي مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عشاء الآخرة، ثم يرجع إلى قومه فيصلّي بهم تلك الصلاة». وقد تقدّم ذلك.
وفي رواية أبي داود قال: «كان معاذ يصلّي مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ثم يرجع فيؤمّنا - وقال مرة: ثم يرجع فيصلّي بقومه، فأخّر النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ليلة الصلاة - وقال مرة: العشاء - فصلى معاذ مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ثم جاء يؤمّ قومه، فقرأ {البقرة}، فاعتزل رجل من القوم فصلّى، فقيل له: نافقت يا فلان؟ فقال: ما نافقت. فأتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن معاذا يصلّي معك، ثم يرجع فيؤمّنا يا رسول الله، وإنما نحن أصحاب نواضح، ونعمل بأيدينا، وإنه جاء يؤمّنا فقرأ بـ {سورة البقرة}، فقال: يا معاذ، أفتّان أنت؟ أفتان أنت؟ اقرأ بكذا، اقرأ بكذا - قال أبوالزبير: {سبح اسم ربك الأعلى}، {والليل إذا يغشى} - فذكرنا لعمرو بن دينار فقال: أراه قد ذكره».
وفي رواية، قال: فقال: «يا معاذ لا تكن فتّانا، فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة والمسافر».
وفي أخرى لأبي داود، قال: وذكر قصة معاذ - قال: «وقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- للفتى: كيف تصنع يا ابن أخي إذا صليت؟ قال أقرأ: (فاتحة الكتاب)، وأسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار، وإني لا أدري ما دندنتك ودندنة معاذ؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنا ومعاذ حول هاتين، أو نحو ذلك» وأخرج النسائي الرواية الأولى، وله في أخرى قال: جاء رجل من الأنصار، وقد أقيمت الصلاة، فدخل المسجد فصلّى خلف معاذ، فطوّل بهم، فانصرف الرجل فصلّى في ناحية المسجد، ثم انطلق، فلما قضى معاذ الصلاة، قيل له: إن فلانا فعل كذا وكذا، فقال معاذ: لئن أصبحت لأذكرنّ ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتى معاذ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك له، فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليه، فقال: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: يا رسول الله، عملت على ناضح من النهار فجئت وقد أقيمت الصلاة، فدخلت معه الصلاة، فقرأ سورة كذا وكذا، فطوّل، فانصرفت، فصلّيت في ناحية المسجد، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: أفتّان يامعاذ، أفتّان يا معاذ؟» وله في أخرى مختصرا، قال: «قام معاذ فصلى العشاء، الآخرة فطوّل، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: أفتّان يا معاذ؟ أفتّان يا معاذ؟ أين كنت عن {سبّح اسم ربك الأعلى}، و{الضحى}، {وإذا السماء انفطرت؟}» وفي أخرى قال: «صلى معاذ بن جبل لأصحابه العشاء الآخرة فطوّل عليهم، فانصرف رجل منا، فأخبر معاذ عنه، فقال: إنّه منافق، فلما بلغ ذلك الرجل دخل على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فأخبره بما قال معاذ، فقال له النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «أتريد أن تكون فتّانا يا معاذ؟ إذا أممت الناس، فاقرأ بـ{الشمس وضحاها} و{سبح اسم ربك الأعلى} و{الليل إذا يغشى}، و{اقرأ باسم ربك}».

[شرح الغريب]
نواضح: النواضح: جمع ناضح، وهو البعير يستقي عليه.
جنح الليل: أي أقبل ظلامه.
دندنتك: الدندنة هي أن يتكلم الإنسان بالكلام، فتسمع نغمته، ولا يفهم ما يقول:

3833 - (خ ط د س م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا صلى أحدكم للناس فليخفّف، فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلّى أحدكم لنفسه فليطوّل ما شاء».
وفي أخرى «إذا صلّى أحدكم للناس فليخفّف، فإن في الناس الضعيف والسّقيم وذا الحاجة».
وفي أخرى بدل «السقيم»: «الكبير» وفي أخرى «إذا أمّ أحدكم الناس فليخفّف، فإن فيهم الصغير والكبير، والضعيف والمريض، وإذا صلّى وحده فليصلّ كيف شاء».
وفي أخرى: «إذا قام أحدكم للناس فليخفّف الصلاة، فإن فيهم الكبير، وفيهم الضعيف، وإذا قام وحده فليطل صلاته ما شاء».
أخرج الأولى البخاري والموطأ، وأبو داود والنسائى، وأخرج الروايات الباقية مسلم، وفي رواية الترمذي «فإن فيهم الصغير، والكبير والضعيف، والمريض» وفي أخرى لأبي داود «فإن فيهم السقيم، والشيخ الكبير، وذا الحاجة».

3834 - (خ م) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه -: قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «إني لأتأخّر عن صلاة الصّبح من أجل فلان مما يطيل بنا فما رأيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- غضب في موعظة قطّ أشدّ مما غضب يومئذ، فقال: يا أيّها الناس، إن منكم منفّرين، فأيكم أمّ النّاس فليوجز، فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة». وفيه رواية «فإن فيهم الضعيف والكبير، وذا الحاجة». وفي أخرى «فليخفّف، فإن فيهم المريض، والضعيف وذا الحاجة». أخرجه البخاري ومسلم.
[شرح الغريب]
منفرين: المنفر: الذي يذكر للإنسان شيئا يخافه ويكرهه فيفر منه.

3835 - (خ د س) أبو قتادة - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطوّل فيها، فأسمع بكاء الصّبيّ فأتجوّز في صلاتي، كراهية أن أشقّ على أمّه» أخرجه البخاري، وأبو داود والنسائي.
[شرح الغريب]
فأتجوز: التجوز في الأمر: التخفيف والتسهيل.
أشق: أمر شاق: أي شديد.

3836 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد أن أطيلها، فأسمع بكاء الصّبي فأتجوّز في صلاتي، مما أعلم من شدّة وجّد أمّه من بكائه».
وفي رواية قال: «كان رسول يسمع بكاء الصبي مع أمّه وهو في الصلاة، فيقرأ بالسورة الخفيفة، أو بالسورة القصيرة». وفي أخرى قال: «ما صلّيت وراء إمام قطّ أخفّ صلاة ولا أتمّ صلاة من النبيّ -صلى الله عليه وسلم-».
زاد في رواية أخرى «وإن كان ليسمع بكاء الصّبيّ فيخفف مخافة أن تفتتن أمّه». وفي أخرى قال: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يوجز الصلاة ويكملّها». وفي أخرى «كان يوجز في الصلاة ويتمّ». وفي أخرى «كان من أخفّ الناس صلاة في تمام». وفي أخرى «ما صلّيت خلف أحد أوجز صلاة، ولا أتمّ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانت صلاته متقاربة، وصلاة أبي بكر متقاربة،، فلما كان عمر مدّ في صلاة الصبح». هذه روايات البخاري ومسلم، وأخرجه الترمذي الرواية السابعة، وله في أخرى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إني لأسمع بكاء الصبيّ وأنا في الصلاة، فأخفف مخافة أن تفتتن أمّه». وأخرج النسائي الرواية السابعة.

[شرح الغريب]
وجد أمه: الوجد: الحزن.

3837 - (م د س) عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه -: قال: آخر ما عهد إليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أممت قوما فأخفّ بهم الصلاة». وفي رواية: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: «أمّ قومك، فمن أمّ قوما فليخفّف، فإن فيهم الكبير، وإن فيهم المريض، وإنّ فيهم الضعيف، وإنّ فيهم ذا الحاجة، وإذا صلّى أحدكم وحده فليصلّ كيف شاء». أخرجه مسلم، وفي رواية أخرى له أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: «أمّ قومك، قال: قلت: يا رسول الله إني أجد في نفسي شيئا، قال: ادنهّ، فأجلسني بين يديه، ثم وضع كفّه في صدري بين ثدييّ، ثم قال: تحوّل، فوضعها في ظهري بين كتفيّ ثم قال: أمّ قومك، فمن أمّ قوما فليخفّف، فإن فيهم الكبير، وإن فيهم المريض، وإن فيهم الضعيف، وإن فيهم ذا الحاجة، وإذا صلّى أحدكم وحده فليصلّ كيف شاء»، هذه رواية لم يذكرّها الحميديّ في كتابه، وهي أتم روايات هذا الحديث، وفي رواية أبي داود والنسائي، قال: «قلت: يا رسول الله، اجعلني إمام قومي، قال: أنت إمامهم، واقتد بأضعفهم، واتّخذ مؤذّنا لا يأخذ على أذانه أجرا».
3838 - (س) ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بالتخفيف، ويؤمّنا بـ{الصافّات}» أخرجه النسائي.
آداب متفرقة
3839 - (د) عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقوم في الركعة الأولى من صلاة الظهر، حتى لا يسمع وقع قدم». أخرجه أبو داود.

3840 - (د) سالم أبو النضر: قال «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين يقام للصلاة في المسجد: إذا رآهم قليلا جلس لم يصلّ، وإذا رآهم جماعة صلى». أخرجه أبو داود.
3841 - (د) أبو مسعود الزّرقي: عن علي بن أبي طالب مثل ذلك. أخرجه أبو داود هكذا عقيب حديث سالم.
3842 - (د) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يصلي الإمام في موضعه الذي صلى فيه المكتوبة حتى يتحول» أخرجه أبو داود.
3843 - (د) أبو هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيعجز أحدكم أن يتقدّم أو يتأخر عن يمينه أو عن شماله» زاد في حديث حماد «في الصلاة - يعني: في السّبحة» أخرجه أبو داود.
3844 - (أبو هريرة - رضي الله عنه -: : «يذكر عنه: ولا يتطوّع الإمام في مكانه» ولم يصح. أخرجه...
3845 - (خ) نافع: مولى ابن عمر قال: «كان ابن عمر يصلّي في مكانه الذي صلّى فيه الفريضة بالناس، وفعله القاسم». أخرجه..
3846 - (خ س د) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمكث في مكانه يسيرا، قالت: فنرى - والله أعلم - لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهنّ الرجال». وفي رواية «أنّ النّساء في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كنّ إذا سلّمن من المكتوبة قمن، وثبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن صلّى من الرّجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام الرجال». أخرجه البخاري، وأخرج النسائي الثانية، وفي رواية أبي داود قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سلّم مكث قليلا، وكانوا يرون أن ذلك كيما ينفذ النساء قبل الرجال».
3847 - (د ت) ثوبان - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ثلاث لا يحلّ لأحد أن يفعلهن: لا يؤمّنّ رجل قوما فيخصّ نفسه بالدّعاء دونهم، فإن فعل فقد خانهم، ولا ينظر في قعر بيت قبل أن يستأذن، فإن فعل فقد خانهم، ولا يصلّي وهو حقن، حتى يتخفّف» أخرجه أبو داود.
وعند الترمذي قال: «لا يحلّ لامرئ أن ينظر في جوف بيت امرئ حتى يستأذن، فإن نظر فيه فقد دخل، ولا يؤمّ قوما فيخصّ نفسه بدعوة دونهم فإن فعل فقد خانهم، ولا يقوم إلى الصلاة وهو حقن».

3848 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يحلّ لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصلّي وهو حقن حتى يتخفّف...» ثم ساق نحوه على هذا اللفظ - قال: «ولا يحلّ لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يؤمّ قوما إلا بإذنهم، ولا يخصّ نفسه بدعوة دونهم، فإن فعل فقد خانهم» أخرجه أبو داود.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الصلاة, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir