اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذ ابن القيم
جاء في (حاشية ابن قاسم على الآجرومية) باب النعت، عند الكلام على المعرفة:
اقتباس:
والثَّاني: علمُ جنسٍ، وهو: ما وُضِعَ للماهيَّةِ، بقيدِ الاستحضارِ، كأسامةَ)
|
وفي حاشية العشماوي في نفس الموضع
اقتباس:
(أو علمَ جنسٍ وهو: ما وُضِعَ للماهيَّةِ بقيدِ الاستحضارِكأسامةَ، فإنَّ الواضعَ وضعَ أسامةَ لماهيَّةِ الحيوانِ المفترسِ بقيدِ الملاحظةِ.
-واسمُ الجنسِ ما وُضِعَ للماهيَّةِ لا بقيدِ الاستحضارِ).
|
أرجو توضيح هذا الكلام.
|
هذه المسألة من الدقائق والمضايق، وقد كثر كلام العلماء فيها حتى أفردها بالتصنيف جماعة.
كما قال عبد السلام في توشيح السلم المنورق:
الفرق بين العلم الجنسي ............. والاسم فرق ليس بالجلي
الاَفراد في حقيقة اسم الجنس ............ معتبرات عند سير النفس
والفردَ ألغ والحقيقة اعتبر ............... في علم الجنس لك الفرق يقر
وسبب الإشكال أن العرب استعملت كلمات مثل (أسامة) بمعنى الأسد، واستعملت كلمات أخرى مثل (ضيغم) و(ضرغام) ونحو ذلك بمعنى الأسد أيضا، ولكنها فرقت بين الاستعمالين فجعلت الأول معرفة والثاني نكرة، وقد عرف العلماء ذلك بمجيء الحال من الأول دون الثاني، إذ تقول العرب: هذا أسامة قادما، ولا تقول: هذا أسد قادما.
فهذا التفريق في الاستعمال عند العرب هو الذي دعا العلماء لمحاولة التفريق في المعنى، فبعضهم قال إنه لا فرق بينهما من حيث المعنى وإنما الفرق في الاستعمال فقط، وبعضهم قال بل هناك فرق في المعنى، وهو أن الأول (أسامة) فيه استحضار لهذه الماهية في الذهن حال الكلام حتى كأن هذه الماهية صارت علما متشخصا، بخلاف (أسد) فليس فيه هذا الاستحضار التشخيصي.
ويدلك على أن هذه المسألة من الدقائق ما ذكره القرافي رحمه الله في العقد المنظوم قال:
(( وكان الشيخ شمس الدين الخسروشاهي لما ورد البلاد يدعي أن أحدا لا يعرف حقيقة علم الجنس إلا هو والظاهر صدقه، فإني لم أر أحدا يحققه إلا هو )).