دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم 1 ذو القعدة 1441هـ/21-06-2020م, 04:51 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي مشاهدة المشاركة
رسالة في تفسير قوله تعالى :{ واصبر نفسَكَ مع الذين يدعونَ ربهم بالغداةِ والعشي يريدون وجهه ولا تعدُ عيناكَ عنهم تريدُ زينةَ الحياةِ الدنيا ولا تُطعْ من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا }

في هذه الآية بيانٌ لفريقين من الناس ، وأمرٌ للنبي صلى الله عليه وسلم - والأمةُ تبعٌ له - بلزومِ أحدهما ، ونهي عن اتباعِ الآخر.
أمرٌ بلزومِ فريق الصالحين الذين يذكرون الله في جميع أحوالهم ، مخلصين له في ذلك ، ونهي عن اتباع فريق غفل عن ذكر الله ، وكان إلهه هواه ، وأسرف في الضلال حتى هلك !
فريقٌ عدته الإخلاص لله عز وجل : { يريدون وجهه } ، وفريق معه زينة الحياة الدنيا : { ولا تعد عيناك عنهم تريدُ زينة الحياة الدنيا } ، أي تنصرف عن الصالحين تريد الشرف والفخر عند الآخرين.
وما أعظم بلاغة القرآن حين جاء الأمر بقوله { واصبِر نفسَك } لبيان أهمية ملازمة من كانت هذه صفتهم { يدعون ربهم بالغداةِ والعشي يريدون وجهه } حتى وإن كان بهم من الصفات ما تكرهه النفس من الضعف أو الفقر ، فإن ما معهم من ذكر الله والإخلاص له كفيلٌ بأن يجعلهم مقدمين في الصحبة والولاية.
وقوله : { بالغداة والعشي } يدل على أنهم ملازمون لهذه الحال ، وتخصيصه لهم بقوله { يريدون وجهه } بيان لأن المعول على إخلاصهم لله ؛ فليس كل من كان سمته الصلاح كان مخلصًا ، بل كثيرًا ما يقع الشر بتقديم غير المخلصين وتمكينهم زمام الأمور.
وقوله { ولا تعد عيناك عنهم } : جاءت " عيناك " مرفوعة بيانًا لأن الفعل موجه إلى العينين ففيها قيدٌ آخر ، فليس الأمر مجرد صحبتهم ولكن ألا ينصرف ببصره عنه إلى غيرهم ، قال الزجاج : " لا تصرف بصرك إلى غيرهم من ذوي الهيئات والزينة ".

ثم جاء بعد ذلك بيان الفريق الآخر وصفاته وهذا من بلاغة القرآن أن يبين الشيء وضده ؛ فيرغب في الخير ويرهب من اتباع الشر ، قال سبحانه :{ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرُطا }
فجمعوا بذلك الشر كله :
1: الغفلة عن ذكر الله.
2: اتباع الهوى :قال تعالى { ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين }
3: { وكان أمره فرُطا }
قال ابن القيم في الوابل الصيب : "ومعنى الفرط فسر بالتضييع ، أي أمره الذي يجب أن يلزمه ويقوم به وبه رشده وفلاحه : ضائع قد فرط فيه ، وفسر بالإسراف ، أي قد أفرط ، وفسر بالإهلاك وفسر بالخلاف للحق ، وكلها أقوال متقاربة"
فكيف لنا بأن نتبع من كانت هذه صفتهم ومن كان عاقبة أمرهم الهلاك والضياع !
هل يغرنا أن معهم { زينة الحياة الدنيا }
فما هي إلا زينة لا تلبث أن تنكشف حقيقتها ، وما هي إلا " دنيا " لا تلبث أن تنقضي ثم لا نجد أثرًا لتلك اللذة إلا الحسرة والخسران ، والعياذ بالله.

وعلى العكس فإن عاقبة ملازمة الصالحين المخلصين لله عز وجل - وإن كانوا في بادئ الأمر من الضعفاء أو الفقراء - الفوز والفلاح ، وبهم تقوى الجماعة المؤمنة وتتغلب على أعدائهم.
وقد عاب الكفار على نوحٍ - عليه السلام - أن اتباعه من الضعفاء فقالوا : {وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين } ( سورة هود : 27 )
فكان عاقبتهم أن غرقوا في الطوفان ، ونجا هؤلاء الضعفاء بأمر الله.
وقال تعالى ممتنا على المؤمنين : { ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون } ( آل عمران : 123 )
نصرهم لأنهم أخلصوا لله سبحانه ، { إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون } ( آل عمران : 160 )

فاللهم ارزقنا صحبة الصالحين والإخلاص لوجهك الكريم.
أحسنتِ وفقكِ الله ونفع بكِ، وددت لو أتيتِ بشيء من الإيجاز عن مناسبة الآية لما قبلها وما بعدها وعلاقتها بمقاصد السورة العامة.
غاب عنكِ بيان مصادرك في الرسالة، سددكِ الله وزادكِ من فضله.
الدرجة:أ+

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir