دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الآخرة 1439هـ/17-02-2018م, 09:37 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية بأسلوب الحجاج
قال تعالى :﴿وَإِلى عادٍ أَخاهُم هودًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ أَفَلا تَتَّقونَ ۝ قالَ المَلَأُ الَّذينَ كَفَروا مِن قَومِهِ إِنّا لَنَراكَ في سَفاهَةٍ وَإِنّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الكاذِبينَ ۝ قالَ يا قَومِ لَيسَ بي سَفاهَةٌ وَلكِنّي رَسولٌ مِن رَبِّ العالَمينَ ۝ أُبَلِّغُكُم رِسالاتِ رَبّي وَأَنا لَكُم ناصِحٌ أَمينٌ ۝ أَوَعَجِبتُم أَن جاءَكُم ذِكرٌ مِن رَبِّكُم عَلى رَجُلٍ مِنكُم لِيُنذِرَكُم وَاذكُروا إِذ جَعَلَكُم خُلَفاءَ مِن بَعدِ قَومِ نوحٍ وَزادَكُم فِي الخَلقِ بَسطَةً فَاذكُروا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ ۝ قالوا أَجِئتَنا لِنَعبُدَ اللَّهَ وَحدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعبُدُ آباؤُنا فَأتِنا بِما تَعِدُنا إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقينَ ۝ قالَ قَد وَقَعَ عَلَيكُم مِن رَبِّكُم رِجسٌ وَغَضَبٌ أَتُجادِلونَني في أَسماءٍ سَمَّيتُموها أَنتُم وَآباؤُكُم ما نَزَّلَ اللَّهُ بِها مِن سُلطانٍ فَانتَظِروا إِنّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرينَ﴾ [الأعراف: 65-71]
ذكر الله قصص الأمم البائدة في القرآن الكريم لعدة أغراض منها :تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم ،وليكون مصيرهم عبرة لمن خلفهم ، ولإظهار طريقة محاجة الباطل وكيف أن الباطل زاهق أمام الحق ؛ لينهج الدعاة نهج الأنبياء وكلهم ثقة أن الغلبة والنصرة لا تكون إلا للحق وأن الباطل يزول سريعاً بالحجة الدامغة له .ومن هذه القصص التي يظهر فيها اسلوب محاجة الباطل جليا :قصة هود .وردت هذه القصة في سورة الأعراف، وهود، والمؤمنون، والشعراء، والأحقاف. وفي سورة فصلت، والذاريات، والقمر، والحاقة، والفجر. وقد سميت سورة كاملة بسورة هود، ممايدل على أهمية تدبر هذه السورة وأخذ العبر منها .
وأحداث القصة كما وردت في الأعراف كالتالي :
-قوله تعالى :﴿وَإِلى عادٍ أَخاهُم هودًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ أَفَلا تَتَّقونَ ۝ )
بعد أن ذكر الله تكذيب المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم ،وبين لهم بالحجج والبراهين ما يدل على ألوهيته سبحانه ،بين لهم أن دعوة الرسل للتوحيد هي دعوة أزلية بعث بها الكثير من الرسل قبله صلى الله عليه وسلم وبين لهم مصير هذه الأمم المكذِّبة كأمة عاد .وهي أمة من مجموعة قبائل عربية شديدة قوية أصحاب حضارة .كانوا يعيشون في منطقة تسمى الأحقاف وتسميتهم نسبة إلى عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح .
أغترت هذه الأمة بقوتها ،وبما وصلت اليه من الحضارة فسطت ،وتجبرت على الضعفاء من حولها ،وعبدت الأصنام فأرسل الله اليهم هوداً عليه الصلاة والسلام ليعيدهم إلى رشدهم وينذرهم عذاب ربهم فيتعظوا وينيبوا ،ودعاهم مدة طويلة من الزمن حاججهم فيها وبين لهم بطلان عبادتهم ،ونتائج أعمالهم ،وبذل في دعوتهم أقصى جهده ،واستخدم معهم شتى الأساليب فتارة يظهر لهم شفقته وخوفه عليهم (أُبَلِّغُكُم رِسالاتِ رَبّي وَأَنا لَكُم ناصِحٌ أَمينٌ )وجاءت كلمة أخاهم في بداية القصة لتعزز هذه الشفقة وتظهرها فهو من ذوي نسب قومه،وتارة يبكتهم بعد أن بين لهم العلة من بعثه لهم ؛ليعودوا لرشدهم ولتتحرك قلوبهم الميتة ،وتتنبه لما فيه خير لهم .فجملة (أفلا تتقون)استفهامية إنكارية ،ينكر عليهم شركهم ويتوعدهم بقوة الله وقدرته عليهم إذا لم يستجيبوا :(قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ أَفَلا تَتَّقونَ ).
فما كان جوابهم له إلاجواب العاحز الذي لايملك حجة غير الكبر والاستهزاء والسخرية حيث قالوا :( قالَ المَلَأُ الَّذينَ كَفَروا مِن قَومِهِ إِنّا لَنَراكَ في سَفاهَةٍ وَإِنّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الكاذِبينَ)اتهموه بالسّفاهة وهي سخافة العقل.كما اتهموه بالكذب تعنتاً واستكباراً.وجملة (الملأ الذين كفروا )تدل بمفهوم المخالفة أن هناك ملأ مؤمنين. وكأن هذا خطاب لكفار قريش أن الإسلام لا يمنع من المكانة والوجاهة فإذا أمنتم كنتم ملأ مؤمنون .
فكان جواب هود عليه السلام بالمنع ونفي التهمة عن نفسه ولإبطال حجتهم الفاسدة الواهية ؛علل لهم كونه رسول رب العالمين ليبلغهم رسالة التوحيد ،وذكرهم بنعم الله عليهم ،وأنه صاحب الفضل المستحق وحده للعبادة :(أَوَعَجِبتُم أَن جاءَكُم ذِكرٌ مِن رَبِّكُم عَلى رَجُلٍ مِنكُم لِيُنذِرَكُم وَاذكُروا إِذ جَعَلَكُم خُلَفاءَ مِن بَعدِ قَومِ نوحٍ وَزادَكُم فِي الخَلقِ بَسطَةً فَاذكُروا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ) ؛فهو ينقض لهم إنكارهم بإرسال رسول من البشر ويكشف لهم زيغهم أن هذا لطف الله بهم أنه منهم ليشعر بشعورهم ويشفق عليهم وليفهموا كلامه فيتعظوا بإنذار الله لهم فيتبعوا ما أنزل عليهم ليحققوا الفوز في الدنيا والآخرة .

لكن هذا التذكير لم يزيدهم إلا إصراراًفي تعنتهم وعناداً واستكباراً ؛فاحتجوا كعادة حججهم الواهية بتقاليدهم، ومن جهلهم المدقع أنهم أرادوا أن يكون عقابهم هو الحكم بينهم :(قالوا أَجِئتَنا لِنَعبُدَ اللَّهَ وَحدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعبُدُ آباؤُنا فَأتِنا بِما تَعِدُنا إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقينَ ).وتشابهت هذه الحجة مع حجة مشركي قريش حيث طلبوا إنزال العقوبة عليهم لبيان صدقه صلى الله عليه وسلم : ﴿وَإِذ قالُوا اللَّهُمَّ إِن كانَ هذا هُوَ الحَقَّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائتِنا بِعَذابٍ أَليمٍ﴾ [الأنفال: 32]
وعندما انقطعت به السبل ،ويأس منهم ،انتقل إلى توعدهم بالعذاب وأنه واقع لا محالة ،كما أبطل عبادتهم بأن هذه الأسماء التي سميتم بها أصنامكم أنتم من وضعها ؛فهي لا تملك شيء غير هذه الأسماء كما أنها غير قادرة على تحقيق أي من هذه الأسماء ،وواجههم بما سيؤول إليه مصيرهم :(قالَ قَد وَقَعَ عَلَيكُم مِن رَبِّكُم رِجسٌ وَغَضَبٌ أَتُجادِلونَني في أَسماءٍ سَمَّيتُموها أَنتُم وَآباؤُكُم ما نَزَّلَ اللَّهُ بِها مِن سُلطانٍ فَانتَظِروا إِنّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرينَ﴾.


بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أثني على حسن أسلوبكِ وملكتكِ في الكتابة، زادكِ الله من فضله.
الملحوظة على الرسالة هي الاختصار في بيان الشبهة والردود عليها؛ فالشبهة هنا هي اتهام الرسول بالسفاهة والكذب، والرد كان في عدة نقاط منها :
1: أن الدعوة التي جاء بها هود عليه السلام ليست سفاهة وإنما هي رسالة رب العالمين إليهم.
2: إثبات وجود رب العالمين؛ فهو ليس خاصًا بفئة دون فئة وإنما هو ربي وربكم ورب العالمين واتضح ذلك من قول : { رب العالمين } { رسالات ربي } { ذكرٌ من ربكم }
3: كونه رب العالمين يقتضي أن يرسل رسولا ليبلغ عباده رسالاته إليهم؛ فهذا من مقتضى معنى الربوبية.
4: في اتهامهم لهم بالكذب، رد عليهم بأنه { وأنا لكم ناصحٌ أمين }؛ فكلامه لهم نصحٌ ، ويحمله عليه الأمانة؛ فإن كذبوا ذلك رده قوله :{ رجلٌ منكم } فهو منهم يعرفونه ويعرفون حاله قبل أن يأتي بهذه الرسالة.
5: أنه إن لم يحملهم الإقبال على رب العالمين على قبول رسالته فليحملهم قوله :{ لينذركم }
6: ما ذكرهم به من أحوال الأمم السابقة.
7: ما ذكرهم به من الآيات الملموسة لديهم في وقتهم هذا، ونعم الله عليهم.

التقويم : ج
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir