دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 شوال 1439هـ/26-06-2018م, 03:07 AM
حليمة السلمي حليمة السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 321
افتراضي

حرّر القول في المراد بأول الحشر وآخره.
للعلماء في ذلك قولان:
الأول: أول الحشر إلى أرض الشام أرض المحشر يوم القيامة.
قول ابن عباس من رواية عكرمة، ذكره ابن كثير
وقول الحسن ، ذكره ابن كثير.
وهو قول ابن جرير ، ذكر ذلك ابن كثير.
الثاني: أول جلاء وحشر لهم على يد الرسول من المدينة إلى خيبر،. قول السعدي.
وقول الأشقر أيضا.
آخر الحشر المراد به:
آخِرُ حشْرٍ إجلاءُ عمرَ رضي الله لهم من خيبر إلى الشام. قول السعدي و الأشقر.
آخِرُ الحشْرِ هو حشْرُ جميعِ الناسِ إلى أرضِ الْمَحْشَرِ، ذكره الأشقر


عفوا نسيت الجزء الثاني في السؤال، أرجو المعذرة.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 شوال 1439هـ/30-06-2018م, 03:12 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حليمة السلمي مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
حرّر القول في المراد بأول الحشر وآخره.
للعلماء في ذلك قولان:
الأول: أول الحشر إلى أرض الشام أرض المحشر يوم القيامة.
قول ابن عباس من رواية عكرمة، ذكره ابن كثير
وقول الحسن ، ذكره ابن كثير.
وهو قول ابن جرير ، ذكر ذلك ابن كثير.
الثاني: أول جلاء وحشر لهم على يد الرسول من المدينة، ثم كان الجلاء الثاني من خيبر ثم الثالث من جزيرة العرب على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. قول السعدي.
وقول الأشقر أيضا.



2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.
ينادي الله تعالى عباده المؤمنين الذين آمنوا به وصدقوا برسوله، ليؤدبهم بأدب عظيم وهو التوسع في المجالس والإفساح من القاعدين فيها لإخوانهم القادمين حبّاً وإكراما، ووعدهم سبحانه ثوابا لذلك بأن يوسع الله تعالى عليهم في مجالسهم بجنات النعيم.
"وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا "ثم التوجيه الرباني الثاني : إذا طُلب منكم الارتفاع والقيام من المجلس لمصلحة ما كقدوم أحد من أهل العلم والفضل والخير فقوموا واستجيبوا للأمر؛ فذلك من الإيمان والعلم.
"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ "يرفع الله تعالى الذين أوتوا العلم والإيمان كرامة منه وفضلا، درجات عالية في المنزلة والفضل في الدنيا والآخرة، ومن ذلك رفعه في المجالس.
و"َاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "أي الله سبحانه خبير بنواياكم ومطلع على أعمالكم الظاهرة؛ فيجازيكم بما عملتم خيراً أو شراً.






3. بيّن سبب نزول سورة المجادلة.
الصحيح في سبب نزول صدر هذه السورة هو ما رواه البخاري والإمام أحمد وأبو داوود والنسائي وابن ماجه وغيرهم، عن عائشة رضي الله عنها أنها نزلت في خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت رضي الله عنهما.
عن عائشة قالت: الحمد للّه الّذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تكلّمه وأنا في ناحية البيت، ما أسمع ما تقول، فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: {قد سمع اللّه قول الّتي تجادلك في زوجها} إلى آخر الآية.





4. استدلّ على وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
أمر صريح بوجوب طاعة الرسول:
(أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13) )
الوعيد الشديد لمن عصى رسول الله فهي معصية لله تعالى:
(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) )
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) ).



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حليمة السلمي مشاهدة المشاركة
حرّر القول في المراد بأول الحشر وآخره.
للعلماء في ذلك قولان:
الأول: أول الحشر إلى أرض الشام أرض المحشر يوم القيامة.
قول ابن عباس من رواية عكرمة، ذكره ابن كثير
وقول الحسن ، ذكره ابن كثير.
وهو قول ابن جرير ، ذكر ذلك ابن كثير.
الثاني: أول جلاء وحشر لهم على يد الرسول من المدينة إلى خيبر،. قول السعدي.
وقول الأشقر أيضا.
آخر الحشر المراد به:
آخِرُ حشْرٍ إجلاءُ عمرَ رضي الله لهم من خيبر إلى الشام. قول السعدي و الأشقر.
آخِرُ الحشْرِ هو حشْرُ جميعِ الناسِ إلى أرضِ الْمَحْشَرِ، ذكره الأشقر


عفوا نسيت الجزء الثاني في السؤال، أرجو المعذرة.
أحسنتِ وفقكِ الله وبارك فيكِ.
- وددت في إجابة سؤال التفسير لو ذكرتِ سبب النزول وكيف يكون الجزاء من جنس العمل .
الدرجة : أ
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 شوال 1439هـ/1-07-2018م, 03:51 PM
سعود الجهوري سعود الجهوري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 346
افتراضي

المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.


ورد في معنى العود في قوله تعالى: ( ثم يعودون لما قالوا ) أقوال لأهل العلم:
الأول: العزم على العودة إلى الجماع، وهو حاصل قول سعيد بن جبير، والحسن البصري وكان لا يرى بأسا في الغشيان فيما دون الفرج قبل التكفير، وهو ما قال به أحمد بن حنبل، وحكي عن مالك ورواه عنهم ابن كثير، وقال به السعدي والأشقر، وحاصل هذا القول أنه بمجرد العزم تجب الكفارة، واستدل السعدي بأن الكفارة تكون قبل المسيس، وذلك إنما يكون بمجرد العزم.
الثاني: حقيقة الوطء، وذكر عن أحمد بن حنبل وحكي عن مالك، وذكر ذلك عنهم ابن كثير، وقال به السعدي، واستدل بقوله تعالى: ( يعودون لما قالوا) والذي قالوا إنما هو الوطء.
الثاني: العودة إلى الظهار بعد تحريمه، ورفع ما كان عليه من أمر الجاهلية، وقال به أبوحنيفة ورواه عنه ابن كثير.
الثالث: الإمساك بعد الظهار زمانا يمكنه أن يطلق فيه فلا يطلق، وقال به الشافعي وذكره عنه ابن كثير، وذكره الأشقر.
الرابع: العود إلى لفظ الظهار وتكراره، واختاره ابن حزم وقال به داود وحكي عن ابن الأشج والفراء وفرقة من أهل الكلام، وذكر ذلك عنهم ابن كثير، وقال ابن كثير:قول باطل.
وبالجمع بين القول الأول والثاني، نخلص إلى أن الراجح في المراد بالعود في قوله تعالى: (ثم يعودون لما قالوا) هو العودة إلى الجماع والعزم عليه، فيجب على الزوج أن يترك وطء زوجته حتى يكفر، فمتى ما عزم على الجماع وجبت الكفارة ولا يحل له الوطء حتى يكفر لقوله تعالى: ( من قبل أن يتماسا)، وهو حاصل قول سعيد بن جبير، والحسن البصري، وهو ما قال به أحمد بن حنبل، وحكي عن مالك ورواه عنهم ابن كثير، وقال به السعدي والأشقر.

2. فسّر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.

ينهى سبحانه وتعالى عباده المؤمنين عن التشبه بحال الكفار والمنافقين في النجوى، والنجوى هي التناجي بين اثنين فأكثر، وقد تكون بالخير وقد تكون بالشر، ومبينا لهم الحال التي ينبغى أن تكون نجواهم به من بر وتقوى، فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول )،فتلك حال الكفار والمنافقين من تناج بالإثم فيما بينهم، والعدوان فيما يتعلق بغيرهم، ومعصية الرسول وقصدها والتواصي بها، ثم قال تعالى :( وتناجوا بالبر والتقوى) والبر اسم جامع لكل طاعة وخير في حق الله وحق عباده، والتقوى اسم جامع لترك كل ما حرمه الله، فهذه هي الحال التي ينبغي للمؤمن أن يكون كلامه عليها، قال تعالى: ( واتقوا الله الذي إليه تحشرون)، فاتقوه سبحانه في كل أحوالكم، واتخذوا من عذابه وغضبه وقاية، بفعل ما أمر والانتهاء عما نهى عنه وزجر، واعلموا أنكم إليه تحشرون وترجعون وتجمعون، فيجازيكم بما عملتم من خير و شر.
قال تعالى: ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا) أي: هذه النجوى المحرمة من إثم وعدوان والتي يتناجى بها الكفار والمنافقين، إنما هي من تسويل الشيطان وتزيينه ، وأن غاية الشيطان ومراده من النجوى إدخال الحزن على قلوب المؤمنين، وفي الآية تثبيت لقلوب المؤمنين، وإعلامهم بأن مكر الشيطان ضعيف، ولذلك قال تعالى: (وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله)، فقد تكفل سبحانه بنصر المؤمنين على أعدائهم وبرد كيد الشيطان، وأرشد إلى سبل التخلص من مكائده ومصائده، ومن يتوكل على الله فهو كافيه وناصره ومؤيده، فما أصابهم من كيد وضر فبإذن الله، قال تعالى:( وعلى الله فليتوكل المؤمنون) فهو تعالى كاف من فوض أمره إليه وتوكل عليه حق التوكل، وهو ناصره على من عاداه من الإنس والجن.

3. بيّن سبب نزول سورة الحشر.

نزلت في يهود بني النضير، قال تعالى: ( هو الذي أخرج الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر) ، وذكر ذلك ابن عباس ومجاهد والزهري وغيرهم وذكر ذلك عنهم ابن كثير، والسعدي والأشقر، وقد ذكر أهل المغازي والسير قصة بنو النضير وأوردها ابن كثير والسعدي والأشقر، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم هادن بنو النضير لما قدم المدينة، فكان بينهم وبين المسلمين عهدا وذمة، ثم قدم إليهم النبي صلى الله عليه وسلم طالبا منهم إعانته على دية الكلابيين بعد موقعة بئر معونة، فقالوا نفعل، وأجلسوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم سول لهم الشيطان وأرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم وخيانته برمي الرحى عليه، وجاءه الوحي صلى الله عليه وسلم، فانصرف عنهم هو وأصحابه، ثم بعث لهم النبي صلى الله عليه وسلم وأجلهم عشرا لكي يخرجوا من المدينة، ثم حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بعد انقضاء العشر، وغرتهم حصونهم وما وعدهم به المنافقون من التأييد، وألقى الله في قلوبهم الرعب، يخربون بيوتهم بأيديهم، وقطع نخلهم النبي صلى الله عليه وسلم، فازدادوا رعبا، ولما وافقوا وأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج من المدينة، أجلاهم النبي على أن لهم ما حملت الإبل إلا السلاح إلى خيبر، وأفاء الله على نبيه والمسلمين ما كانت لهم من أموال.

4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.

قال تعالى في كفارة الظهار: ( فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا) فأطلق الرقبة ولم يقيدها بالإيمان، وقال في كفارة القتل: (فتحرير رقبة مؤمنة)، فاستدل الشافعي وذكر ذلك عنه ابن كثير، أن ما أطلق في كفارة الظهار؛ قيد بما قيدت به كفارة القتل الخطأ، لاتحاد الموجب وهو عتق الرقبة، واستدل كذلك بقوله صلى الله عليه وسلم في الجارية السوداء فيما رواه عن مالك: ((أعتقها فإنها مؤمنة)).

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 شوال 1439هـ/3-07-2018م, 09:07 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعود الجهوري مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.


ورد في معنى العود في قوله تعالى: ( ثم يعودون لما قالوا ) أقوال لأهل العلم:
الأول: العزم على العودة إلى الجماع، وهو حاصل قول سعيد بن جبير، والحسن البصري وكان لا يرى بأسا في الغشيان فيما دون الفرج قبل التكفير، وهو ما قال به أحمد بن حنبل، وحكي عن مالك ورواه عنهم ابن كثير، وقال به السعدي والأشقر، وحاصل هذا القول أنه بمجرد العزم تجب الكفارة، واستدل السعدي بأن الكفارة تكون قبل المسيس، وذلك إنما يكون بمجرد العزم.
الثاني: حقيقة الوطء، وذكر عن أحمد بن حنبل وحكي عن مالك، وذكر ذلك عنهم ابن كثير، وقال به السعدي، واستدل بقوله تعالى: ( يعودون لما قالوا) والذي قالوا إنما هو الوطء.
الثاني: العودة إلى الظهار بعد تحريمه، ورفع ما كان عليه من أمر الجاهلية، وقال به أبوحنيفة ورواه عنه ابن كثير.
الثالث: الإمساك بعد الظهار زمانا يمكنه أن يطلق فيه فلا يطلق، وقال به الشافعي وذكره عنه ابن كثير، وذكره الأشقر.
الرابع: العود إلى لفظ الظهار وتكراره، واختاره ابن حزم وقال به داود وحكي عن ابن الأشج والفراء وفرقة من أهل الكلام، وذكر ذلك عنهم ابن كثير، وقال ابن كثير:قول باطل.
وبالجمع بين القول الأول والثاني، نخلص إلى أن الراجح في المراد بالعود في قوله تعالى: (ثم يعودون لما قالوا) هو العودة إلى الجماع والعزم عليه، فيجب على الزوج أن يترك وطء زوجته حتى يكفر، فمتى ما عزم على الجماع وجبت الكفارة ولا يحل له الوطء حتى يكفر لقوله تعالى: ( من قبل أن يتماسا)، وهو حاصل قول سعيد بن جبير، والحسن البصري، وهو ما قال به أحمد بن حنبل، وحكي عن مالك ورواه عنهم ابن كثير، وقال به السعدي والأشقر.

2. فسّر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.

ينهى سبحانه وتعالى عباده المؤمنين عن التشبه بحال الكفار والمنافقين في النجوى، والنجوى هي التناجي بين اثنين فأكثر، وقد تكون بالخير وقد تكون بالشر، ومبينا لهم الحال التي ينبغى أن تكون نجواهم به من بر وتقوى، فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول )،فتلك حال الكفار والمنافقين من تناج بالإثم فيما بينهم، والعدوان فيما يتعلق بغيرهم، ومعصية الرسول وقصدها والتواصي بها، ثم قال تعالى :( وتناجوا بالبر والتقوى) والبر اسم جامع لكل طاعة وخير في حق الله وحق عباده، والتقوى اسم جامع لترك كل ما حرمه الله، فهذه هي الحال التي ينبغي للمؤمن أن يكون كلامه عليها، قال تعالى: ( واتقوا الله الذي إليه تحشرون)، فاتقوه سبحانه في كل أحوالكم، واتخذوا من عذابه وغضبه وقاية، بفعل ما أمر والانتهاء عما نهى عنه وزجر، واعلموا أنكم إليه تحشرون وترجعون وتجمعون، فيجازيكم بما عملتم من خير و شر.
قال تعالى: ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا) أي: هذه النجوى المحرمة من إثم وعدوان والتي يتناجى بها الكفار والمنافقين، إنما هي من تسويل الشيطان وتزيينه ، وأن غاية الشيطان ومراده من النجوى إدخال الحزن على قلوب المؤمنين، وفي الآية تثبيت لقلوب المؤمنين، وإعلامهم بأن مكر الشيطان ضعيف، ولذلك قال تعالى: (وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله)، فقد تكفل سبحانه بنصر المؤمنين على أعدائهم وبرد كيد الشيطان، وأرشد إلى سبل التخلص من مكائده ومصائده، ومن يتوكل على الله فهو كافيه وناصره ومؤيده، فما أصابهم من كيد وضر فبإذن الله، قال تعالى:( وعلى الله فليتوكل المؤمنون) فهو تعالى كاف من فوض أمره إليه وتوكل عليه حق التوكل، وهو ناصره على من عاداه من الإنس والجن.

3. بيّن سبب نزول سورة الحشر.

نزلت في يهود بني النضير، قال تعالى: ( هو الذي أخرج الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر) ، وذكر ذلك ابن عباس ومجاهد والزهري وغيرهم وذكر ذلك عنهم ابن كثير، والسعدي والأشقر، وقد ذكر أهل المغازي والسير قصة بنو النضير وأوردها ابن كثير والسعدي والأشقر، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم هادن بنو النضير لما قدم المدينة، فكان بينهم وبين المسلمين عهدا وذمة، ثم قدم إليهم النبي صلى الله عليه وسلم طالبا منهم إعانته على دية الكلابيين بعد موقعة بئر معونة، فقالوا نفعل، وأجلسوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم سول لهم الشيطان وأرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم وخيانته برمي الرحى عليه، وجاءه الوحي صلى الله عليه وسلم، فانصرف عنهم هو وأصحابه، ثم بعث لهم النبي صلى الله عليه وسلم وأجلهم عشرا لكي يخرجوا من المدينة، ثم حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بعد انقضاء العشر، وغرتهم حصونهم وما وعدهم به المنافقون من التأييد، وألقى الله في قلوبهم الرعب، يخربون بيوتهم بأيديهم، وقطع نخلهم النبي صلى الله عليه وسلم، فازدادوا رعبا، ولما وافقوا وأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج من المدينة، أجلاهم النبي على أن لهم ما حملت الإبل إلا السلاح إلى خيبر، وأفاء الله على نبيه والمسلمين ما كانت لهم من أموال.

4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.

قال تعالى في كفارة الظهار: ( فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا) فأطلق الرقبة ولم يقيدها بالإيمان، وقال في كفارة القتل: (فتحرير رقبة مؤمنة)، فاستدل الشافعي وذكر ذلك عنه ابن كثير، أن ما أطلق في كفارة الظهار؛ قيد بما قيدت به كفارة القتل الخطأ، لاتحاد الموجب وهو عتق الرقبة، واستدل كذلك بقوله صلى الله عليه وسلم في الجارية السوداء فيما رواه عن مالك: ((أعتقها فإنها مؤمنة)).
أحسنت بارك الله فيك .
الدرجة :أ
ننتظر مشاركتك في موعد المجلس .
وفقك الله .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir